قصة بكاء صامت في لوس انجلوس لنوض

بكاء صامت في لوس انجلوس
للكاتبة نوض

:إن رجعتم دون سرقة شيء..فلن تحصلوا على حصتِكم لهذا الشهر.
وصرخت عليهم:فهمــــــــــتم جميــــعاً؟؟.
هزت جوليا رأسها بخوف .. وماذا عساها ان تفعل غير ذلك ؟؟..
هذه رئيسة منظمتهم .. تدعى بـ إنغريسسيا باكهمون ..
سليطة اللسان وقاسية القلب.. وكل شي تستطيع فعله..
تضربهم وتشتمهم..تمنعهم من أكل الطعام..واللتي لا تسرق كما طلبت هيَ منها تعاقبها وعواقبها وخيمة..
صرخت إنغريسسيا على جوليا:أنتي أيتها البكماء الشمطااااء.
نظرت لها جوليا مرتعبة وقد جف ريقها خوفاً..
إنغريسسيا إقتربت منها وشدت شعرها بقوة وتخرج الكلمات من طرف اسنانها الصفراء:إن اتيتي ولم تحضري معكِ شيئاً فأنت خارج منظمتنا.
وصرخت:فهـــــــــــــــــــــــــمتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وضعت جوليا يدها فوق يد إنغريسسيا متألمه..مترجيةٌ اياها ان تتركها..
دفعتها إنغريسسيا بِـ كره حتى سقطت على الأرض متوجعة..
وانحنت لها:فهمتي؟.
هزت جوليا رأسها المرتعش بالإجابة..
وقفت إنغريسسيا وهي توجه كلامها للجميع:هيا..الجميع يخرج.
خرج اعضاء المنظمة ليبدوا فعلتهم اليومية .. وهي سرقة الاشياء الثمينه ..
بدأت جوليا عملها بالذهاب إلى احد الاسواق المعروفه في لوس أنجلوس..
إقتربت ليزا اللتي دائماً ما ترافق جوليا في الاماكن اللتي تذهب لها..
همست ليزا في إذن جوليا:اقتلعي من تلك الفتاة حقيبتها..هيا اسرعـــــي.
نظرت جوليا في عينين ليزا وابتلعت ريقها خوفاً..
ليزا:هيا يا جوليا..سمعتي ماذا قالت لك إنغريسسيا؟؟!!..ستنبذك خارج منظمتنا..وانتي لا يوجد لديك مأوى ولا منزل تقطنين به.
هزت جوليا رأسها..
ربتت ليزا على كتفها:لا تخشين شيء..اعلم انك لا تفلحين بالسرقة..ولكن حاولي هذه المرة..متأكدة ستنجحين.
أخذت جوليا نفساً تقوي بها نفسها..وهبت راكضة واقتعلت من الفتاة حقيبتها اللتي واضعتها هي على كتفها..كادت تقتلع يد الفتاة معها..
صرخت الفتاة بصوت عالٍ:لــــــــــــــــــــص..ســــــــــــــــارق. .الحقووووووا بيييي حقيبتي سُرِقت..لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــص.
فرت جوليا هاربة..و تركض مسرعة..اثناء ما هي تركض التقطت من فتاة اخرى هاتفها..وركضت وهي تتصقع في مَن امامِها..
كان الجميع يركض خلفها يريدون اللحاق بها..
ولكن سرعان ما اختفت من امام اعينهم..
لقد اختبأت !!..
إختبأت خلف إحدا السيارات في الباركينق وهي تلهث وتكح من تعبها وكثرة الركض..
رفعت رأسها ومن خلال مرآة السيارة جلست تنظر لمدخل السوق..
وضع احدهم يده على كتفها والتفت منفزعة وقد سقطت الاغراض من يدها..
ليزا:انا..انا ليزا.
زفرت جوليا براحة وحملت الاشياء وهبت واقفة..
ليزا:دعينا نخرج بسرعة قبل ان يأتي احد.
وركضت ليزا وهي ممسكة بيد جوليا اللتي تركض خلفها..
حينما عادت جوليا وليزا لمركز المنظمة..وضعت جوليا المسروقات امام إنغريسسيا..
نظرت إنغريسسيا للمسروقات بصمت..ثم رفعت رأسها لجوليا:احسنت هذه المرة.
واقتربت منها لتقبل جبينها وربتت على كتفها:اريدك هكذا دائماً.
هزت جوليا رأسها وهي مبتسمة وفرحة بالإنجاز اللذي صنعته..
خرجت جوليا لغرفتها اللتي يتشاركن بها جميع فتيات المنظمة..
وحينما دخلت وجدت انظار الجميع عليها ويتهامسون..
نظرت جوليا لليزا وهي مقطبة الحاجبين..
اشارت لها ليزا بأن تأتي لتجلس بجانبها..وحينما جلست جوليا بجانبها مسكت ليزا يدها:لا عليك منهم..انهم يسخرون منكِ لأنك اقوى منهم.
نظرت جوليا لهم ورأت بين يدين ميرا دفتر مذكراتها..هبت جوليا واقفة بغضب وركضت لهم لتأخذ مذكرتها منهم..
وهي لا تستطيع الصراخ بهم ولا الصيح فيهم .. هي بكماء خالية من المشاعر بالنسبةِ لهم..هي عارٌ عليها..هم يشمئزون منها ويسخرون..
اتت ليزا وصرخت بغضب على ميرا والتقطت منها المذكره:ايتها السااااقطة السوداااااااااااااااء.
واعطت ليزا لجوليا المذكره..
نظرت ميرا لجوليا شامته وهي تفضح ما قراءته في مذكرتها ..قائلة بسخرية وبصوتٍ هازئ:انا الفتاة اللقيطة اللتي هربت من الميتم..انا اللقمة اللتي قذفها عجوزاً من فمه بعد ان لعجها لعجاً مؤلماً.
ضحكن الفتيات بصوتٍ عالٍ على ما قالته ميرا..
ومازلت جوليا تتحكم بمشاعرها متظاهرة بأن ذلك لا يهمها متظاهرة بانها متبلدة وباردة المشاعر..
بعد عدة ايام ..
كانت جوليا تحادث احدهم عن طريق الرسائل النصية من هاتف ليزا المتهالك القديم..
رجلٌ تعرفت عليه وهي في عمرها الـ 22 .. ولا تستطيع تركه..
كان دائما يطلب منها ان يكلمها او يخرجن معاً ولكنها ترفض ذلك وبشده..خائفةً من ان يتخلى عنها بعد ان يعرف حقيقتها اللتي اخفتها عنه بالكثير من الكذب..
التقطت إنغريسسيا الهاتف وهي تنظر لها بنظر قوية ارعبتها:ماذا تنتظرين؟؟!..خرج الجميع لتأدية مهامه الا انتي.
وقفت جوليا مسرعة لتبدأ عملها المتعب المعتاد..
وقد توالت الايام عليها وهي تسرق و تسرق حتى اصبحت محترفة في السرقة..
وفي يومٍ ما..والساعة 1 ليلاً..
خرجت جوليا لتأدية مهمتها لسرقت الالماس من إحدا المتاجر ..
وقد حددت إنغريسسيا بأن يذهبن معها رفيقاتها ليزا وكاثرين وليلاش..ليستطعن السرقة بسهولة اكبر..
كسرت كاثرين زجاج المتجر ودخلت على اطراف انامل اقدامها وخلفها جوليا..
اما ليزا وليلاش بقوا بالخارج يراقبون الوضع ويحملن في اياديهن الاسلحة ..
فتحت جوليا حقيبة السفر الكبيرة لكاثرين وبدأت كاثرين تجمع الالماس والذهب في داخلها..
وهم ينظرون للباب تارة ويكملون مهمتهم تارة اخرى..
نظرت ليزا لـ ليلاش بربكة وهي تسمع صوت سيارات الشرطة قد اقتربت..
صرخت ليلاش:اتركوا ما بيدكم اتركووووووووووووووووه.
وفرت هاربة هي و ليزا وكاثرين تلحق بهم مسرعة..
وجوليا جف ريقها من الخوف وبدأت تبكي وترتجف في مكانها..
سمعت صوت ليزا اللتي رجعت:هيااااااااااااااااااااا بسرررررررررعة يا جوليا.
وقفت مستدركة الوضع وركضة مسرعة خلفهم وهي تنظر للخلف و تتخبط وتسقط..
استطاعوا جميعاً ان يسبقوها وهي تحاول اللحاق بهم ولكن باءت محاولتها بالفشل..
وقد امسكوا بها الشرطة وهي تهز رأسها نافيه وتبكي وتنتحب دون صوت..
تمنت لهذه المرة لو استطاعت ان تتكلم..تمنت لو ان لها صوت..
صفعها الشرطي على خدها واركبها السيارة بعد ان قيد يدها..
واستمرت في السجن لمدة 6 اشهر..
وهي تتألم وتتوجع وتبكي وتجهش وتنتحب دون ان يراعي احد مشاعرها..
كانت في الميتم بنعمة لم تدركها هي من قبل..
بنعمة لم تشكر الله عليها .. هي مسلمة لكن لم تقتدي بخلق الرسول..لم تسير على منهجة..ضائعة وتائهه في متاهات الحياة..
نظرت لزنزانة اللتي هي بها وبكت وهي تحضن ركبها لصدرها..
بكاااااااااااااء صااااااااااااااامت.. دون أي صوووووووووووت !!!!..
ستبكي ندماً وحسراً على فعلتها اللتي فعلتها ..
ستبكي بكاءاً مرير .. ستبكي و تتضرع ..
تحتاج من يرشدها لـ الطريق الصحيح..تحتاج لمن يمسك بيدها ويوصلها لطريق اللذي ليس به متاعب ومشاق..
تحتاج لذلك ..
دخل الشرطي عليها:جوليا فرانسيس.
رفعت رأسها وبريق الأمل بعينيها..ولأول مرة يدخل الشرطي ليناديها..
الشرطي:هيا معي .. ستخرجين بكفالة .
وقفت فَرِحة ومشت معه وهي تتخبط فرحاً.. ودموع الفرح تكسو عينيها الزرقاوتان..
خرجت لترى الضابط جونيز ينظر لها بنظرةٍ غريبة .. وقف شعر جسمها من نظرته لها .. وكأنه يلومها على شيءٍ ما .. وكأنه يتحسر .. ترى لميع الدمع في عينيه..ترا احمرار انفه وشحوب وجهه !!..
إقتربت منه وهي تنظر له نظرة براءة .. نظرة طفوله في سن الـ 25 ..
وبعد ان أتمت التوقيع على التعهدات والاوراق اللازمة خرجت لترى الشمس من جديد.. خرجت بروح متفائلة..
مشى بجانبها وهو يقول دون ان ينظر لها:لماذا اخفيتي عني؟!.
نظرت له وهي مقطبة الحاجبين .. متسائلة وكأنها تقول له ماذا اخفيت عنك؟!.
اوقفها امامه وهزها من كتفيها:لمااااذا اخفييييتي عني يا جوووووولياااااا لمااااذا؟!.
جونيز:انا جونيز .. جونيز اللذي يحادثك برسائل نصية..جونييييييييييز اتذكرين اسمي ام نسيتيه خلال الـ 6 اشهر هذه؟؟!!..انا الضابط اللذي صفعك..انا الضابط اللذي القى القبض عليك..انا من قيد يدك..وانا من اخرجك بكفالة..انا جونييييز اللذي اراك الحياة مرة اخرى..اتعلمين من اخبرني عن امرك؟؟..ليزا .. ليزا هي من اخبرتني عن كل هذا .. منذ طفولتك حتى الآن ..
جف ريقها وهي تنظر له دون أي مشاعر .. مشاعرها لا يمكن ان توصف .. حبل الكذبِ قصير..وها هي أُكتُشِفت ..
جونيز ضحك ساخراً:غبي !!..هههههههههههههههههه .. غبي انا الست كذلك ؟!..هههههههههههههههههههههههههههههه.
اخفضت جوليا رأسها بتحسر وندم .. على كل فِعله سيئة فعلتها بحياتها.. على كل فِعلة قللة من شرفها وذلتها واهانتها .. هي تستحق العقاب تستحق الألم تستحق البكاء والانين ..هي تستحق كل ذلــــــــــــــــك ..
جونيز :اذهبي..عودي لتشردك .. عودي كما انتي..ولكن اعلمي ان امسك بك ضابطٌ بعدي فلن يرحمك ابداً يا جوليا..لن يرحممممككك ابددددداً.
سقطت جاثية على ركبها وهي تبكي بكاااااااء صاااامت دون أي صوووووووت ..
جونيز:أذهـبي..وليكن ذنبي في رقبتك ليوم تبعثين اذهبي.
جونيز صرخ بها :عـــــــــــــــــــودي متشـــــــــــردة يا سااااااااقطة.
اغمضت عينيها والدمع ينساب فوق خدها .. وكلامه يتردد في داخلها..
(عـــــــــــــــــــودي متشـــــــــــردة يا سااااااااقطة.)
(عـــــــــــــــــــودي متشـــــــــــردة يا سااااااااقطة.)
(عـــــــــــــــــــودي متشـــــــــــردة يا سااااااااقطة.)
و ولى عنها وروحها صعدت لـ السماء ألماً ..وتردد في نفسها..
"متشررردة انت متشررررررررردة .. وستبقين متشرررررردة .. انت وصمةُ عار على نفسك .. انت سيئة يا جوليا سيييييييييييييييييئة"
ترى هل ستعود ؟؟
إم انها ستتوب لانها وصلت لطريق مسدود ؟؟
النهاااااااااااااااااااااااااااية