المنتدى :
المنتدى الاسلامي
يوم فتح مكة
بعد بيعة الشجرة أنزل الله على نبيه (ص)وحيا وعد فيه المسلمين بالفتح القريب وهو فتح مكة والمغانم الكثيرة وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح "لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة تأخذونها "وبعد البيعة حدثت معاهدة السلام بين المسلمين وكفار مكة عند المسجد الحرام وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين "و"إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام "ولكنهم نقضوا المعاهدة لذا عجل الله للمسلمين مغانم مكة وقد منع أذى الناس عنهم وهدى المسلمين للصراط المستقيم وكان هذا الفتح آية وعلامة للمؤمنين وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح "وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدى الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما "وبعد أن أظفر الله المسلمين ونصرهم بدخول مكة وفتحها دون قتال كف أى منع الله أذى الكفار عن المسلمين كما منع أذى المسلمين عن الكفار وذلك عندما احتشد الفريقان فى أرض مكة وفى هذا قال "وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم "وقد بين الله للمسلمين أن أهل مكة هم الكفار وصدوا المسلمين عن زيارة المسجد الحرام عندما كان الهدى معهم ولولا وجود رجال مؤمنون ونساء مؤمنات بين أهل مكة لا يعرفهم المسلمون ولا يعرفهم الكفار وعدم حرب المسلمين لهم لأصاب المسلمين بمعرة وهم يجهلون ولولا وجود المؤمنين والمؤمنات المجهولين مع كفار وكافرات مكة لأنزل الله العذاب الأليم على الكفار ولكن لوجودهم معا لم يرد الله هذا وفى هذا قال "هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله فى رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما "وقد كان حال الكفار هو أن حمية الجاهلية وهى غضب الكفر قد ثار فى قلوبهم وكاد يدفعهم لإفتعال القتال مع المسلمين وأما المسلمين فأنزل الله عليهم السكينة وعلى نبيهم (ص)والمراد ألزمهم كلمة التقوى وهى حكم الحق وهو ألا يحاربوهم فى مكة إلا إذا حاربوهم وكان المسلمون أحق بالكلمة وأهلها وفى هذا قال "إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها "وقد بين الله لنبيه (ص)أنه فتح له هذا الفتح العظيم للأسباب التالية أن يغفر له كل ذنوبه المتقدمة والمتأخرة وأن يتم نعمته عليه وأن يهديه للصراط المستقيم وفى هذا قال "إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا "وكان سبب هذا الفتح هو نكث كفار مكة للعهد ونقضهم له حيث بدءوا بالعدوان وفى هذا قال بسورة التوبة "ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة "
|