المنتدى :
المنتدى الاسلامي
هل نحن مسلمون؟!!
قرأت في موقع مجلة الأسوة الحسنة هذه الافتتاحية لرئيس تحريرها أحببت أن أشارككم في قرائتها ومعرفة رأيكم حولها
هل نحن مسلمون؟!!
بقلم رئيس التحرير
كنت قد كتبت منذ عامين متسائلا افتتاحية بعنوان (من سرق الإسلام؟) عرجت فيها على البرامج التي نقنع أنفسنا أنها دعوية لله والتي تنشط فجأة في شهر رمضان المعظم لتختفي قبل أن ينقضي الشهر الكريم ولسان حالنا يقول أننا أصبحنا أقل تدينا من أخوتنا المسيحيين الذي يذهبون للكنسية كل أحد أي 52 يوما في السنة لنكتفي نحن أهل الحق خير أمة أخرجت للناس بـ25 يوما في السنة !!!
وذكرت يومها أن من نعتقد أنهم في النار ربما لن يكونوا فيها لسبب بسيط أنهم الآن أهل فترة لم تصلهم الدعوة وشرحت يومها مصطلح (تبليغ الدعوة) وأن ما يتم اليوم هو دعوة ولكنها ليست لدين الله بل لفهوم وأراء واجتهادات إنسانية تخطئ وتصيب أصبحت دينا من دون دين الله!!
واليوم أجدني أتساءل هل نحن مسلمون؟!
في كتب الفقه الإسلامي وهو مصطلح ظهر بعد عصر النبوة الطاهر والخلفاء الأبرار وربما نفرد له مقالة يوما ما في هذه الكتب ستجد فتاوى ستخرج منها بحصيلة إنك إن كنت مسلما في مذهب فأنت غير ذلك في مذهب آخر، وبالمثال يتضح الحال:
علماء الشافعية يحرمون زواج الشافعي من المرأة حنفية المذهب!!
ولم يجد عقلاؤهم مخرجا لهذه الورطة سوى الافتاء بجواز زواج الشافعي من الحنفية قياسا على زواج المسلم من الكتابية!! نعم المسلم يتزوج المسلمة التي تخالفه في المذهب ليس لأنها مسلمة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإنما قياسا على تجويز الشرع للمسلم أن يتزوج بالمسيحية أو اليهودية!!!
وتحفظ كتب التاريخ الذي يصر البعض أنه ناصع البياض متباكيا على أمسه غائبا عن يومه حوارا بين شيخ الشافعية (ابن القشيري) وشيخ الحنابلة (أبي جعفر الشريف) عندما أراد الوزير نظام الملك الصلح بينهما بعد ما كان بين أتباعهما من اقتتال عنيف سنة 469هـ إذ قال ابن القشيري: أي صلح يكون بيننا؟ إنما الصلح يكون بين متخاصمين على ولاية أو دَين أو ملك، فأما هؤلاء القوم فيزعمون إنا كفار ونحن نزعم أن من لا يعتقد ما نعتقده كان كافرا فأي صلح يكون بيننا!!!
وبالأمس القريب خرج علينا الاعلام بفتاوى حول الانتخابات العراقية، فبعض المرجعيات الدينية حرمت على المواطن العراقي أن يشارك في العملية الانتخابية مستدلة بقال الله وقال الرسول لتجعل من هذا المواطن البائس خائنا لله ورسوله قبل الوطن إن ذهب للصندوق المشؤوم!!
في المقابل سيل من الفتاوى تجعل ممن يتقاعس عن الذهاب لصندوق الانتخاب مجرما خائنا أيضا لله وللرسول وإن مات أثناء أدائه لهذا الواجب فهو شهيد!!
فإن كنت صوفيا فأنت كافر قولا واحدا عند الوهابية، وإن كنت وهابيا فأنت كافر عند غيرهم، وهم جميعا كفار في نظر بعض غلاة الشيعة، وهي نفسها كافرة عند بعض طوائف غلاة السنة، فهل نحن مسلمون.
نشر هذا المقال في العدد 62 من مجلة الأسوة الحسنة الصادرة في ليبيا 23/09/2006م
التعديل الأخير تم بواسطة مجموعة إنسان ; 27-09-06 الساعة 01:42 AM
|