كاتب الموضوع :
هالة الملوانى
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: لقاء فى الغربة
الحلقة الثانية من لقاء فى الغربة
قررت تجاهله تماما والبدء فى تناول طعامى حتى انتهى سريعا وأرحل من أمام هذا الظريف، ألا أنه لم يتركنى أهنأ بوليمتى الصغيرة وأستمر فى توجيه الأسئلة لى كما لو كان يستجوبنى أنه بحق مستفز.
- وأنتى هنا بقالك قد ايه؟
- مش كتير أربع شهور بس
- وياترى شفتى البلد كلها ولا لسة؟
- لأ الصراحة معنديش وقت كل يوم شغل وبعدين أنا معرفش حد هنا
- خلاص أنا على أتم أستعداد أنى أفسحك فى البلد كلها يعنى فى نهاية الأسبوع
- لأ طبعا قصدى مفيش داعى أتعبك معايا ملوش لزوم
- لأ أزاى ده شرف ليا أنى أكون بصحبتك
قالها وهو يقترب منى ويثبت نظره فى عينى، لا أستطيع أن أنكر أن جمال عيونه يجعل الحجر يتكلم بأستفاضة ويقول أشعار ألا أننى لا أستطيع أن أنكر أنه سخيف قليلا ومستفز بعض الشىء وسمج أن أردنا وصفه بعناية وثقيل الدم أن أردنا الدقة ولايطاق ولا يحتمل أن أردنا أن نكون صرحاء مع أنفسنا. أضطررت الأبتسامة فى وجهه بالرغم منى وأنا أحاول أن أتهرب منه بطريقة مهذبة
- أن شاء الله يعنى سابها بظروفها
قلتها وأنا ألملم أشيائى أستعدادا للرحيل فأنا أيقنت أنه لا أمل فى أن أهنأ بوجبتى المسكينة فى هدوء دون أن يزعجنى الأخ أدم
- أيه ده أنتى ماشية أنتى مش هتكملى غداكى؟
- لأ شبعت وكمان عندى شغل عن إذنك
تركته ولم أعطيه فرصة الأسترسال فكفانى ما لاقته من ظرفه حتى الأن، ذهبت إلى عملى وأنا فى شدة العصبية وأنهيت فترة عملى بصعوبة فقد أثار هذا الظريف أعصابى، أنتهيت عملى وجمعت أشيائى وهبطت الدرج فى طريقى إلى البيت عندما وجدت مفاجأة فى أنتظارى مفاجأة لم أكن أتوقعها أبدا
وجدت أدم ينتظرنى وهو يحمل معه باقة ورد كبيرة بها وروود حمراء وبيضاء أثرتنى منذ اللحظة الأولى، تقدم منى أدم وهو يمد يده بباقة الورد ويبتسم لى فى رقة أذبتنى من جمالها ورقتها
- مساء الخير أنا أسف إذا كنت بزعجك بس أنا مقدرتش أعدى الليلة من غير ما أقابلك وأقدملك بوكيه الورد ده يارب يعجبك
- مش عارفة أقولك أيه ميرسى جدا بس أيه السبب؟
- أنا حسيت أنى ضايقتك وزعلتك بكلامى وكان لازم أعتذرلك أنا أسف
- بصراحة أنا فعلا ضايقتنى
- طيب ولسة زعلانة منى؟
- بعد البوكيه الجميل ده أكيد لأ
- طيب تسمحى لى أعزمك على العشاء ومش هقبل رفض
- ههههههه لأ أطمن مش هرفض أنا ميتة من الجوع
- طيب تحبى نتمشى ولا نركب
- لأ نتمشى أحسن
- أتفضلى سيدتى
قالها أدم وهو يمد يديه بطريقة مسرحية لأتقدمه ضحكت من قلبى فقد كان بالفعل أزال كل ما هو سيىء من نفسى تجاهه بعد هذه الحركة الرائعة منه وباقة الورود الجميلة، كيف عرف أننى أحب الورد الأبيض والأحمر؟ والأهم كيف عرف مكان عملى؟ توقفت فجأة عن السير وأستدرت له متسائلة
- أستاذ أدم حضرتك عرفت منين مكان الجريدة وعرفت منين أنى بحب الورد الأبيض والأحمر؟
توقف أدم عن السير وقد تفاجأ بسؤالى وظل ينظر لى طويلا ثم أنفجر ضاحكا ظل لمدة دقائق يضحك دون توقف وأنا أنظر له بنفاذ صبر منتظرة أن ينهى وصلة الضحك المفتوحة
- طيب بس متبوصليش زى ما يكون أرتكبت جريمة عرفت عنوان الجريدة من الجريدة نفسها كلمتهم وأدونى العنوان وعرفت أنك بتحب الورد الأبيض والأحمر من المساعدة الخاصة بيكى
أبتسمت من سذاجتى ونظرت له وأستطردت
- طيب خلاص أنت ماصدقت أنا بس أستغربت
- لأ متستغربيش
ضحكنا سويا وأكملنا السير إلى مطعمى المفضل، دخلنا لأفاجأ بمأئدتى المفضلة محجوزة وعليها شموع، وقفت قليلا لا أعرف ماذا أفعل؟ وجدت أدم يتخطانى ويسحب لى مقعد مائدتى المفضلة ويدعونى للجلوس عليها
- هو أنت إلى حاجز التربيزة؟
- طبعا
- !!!!!!!
- مالك؟ مستغربة ليه؟
- مفيش بس كل حاجة غريبة، يعنى أقابلك الصبح وبليل تقابلنى فى شغلى جايبلى ورد وحجز لى التربيزة إلى بحبها وعزمنى على العشاء ليه كل ده؟
- وديه حاجة وحشة ولا كويسة؟
قالها أدم وهو يجلس أمامى وينظر لى بعيونه الزرقاء التى كلما حاولت تفادى النظر إليهم أجدهم دائما يحاصروننى
- والله على حسب، أنت عاوز من أيه بالظبط؟
- هقولك بس نأكل الأول ممكن
قالها وهو ينادى للنادل ليأخذ طلباتنا وأنا أنظر له وبداخلى سؤال واحد يلح على من هذا الرجل وماذا يريده منى بالضبط؟ سؤال لم أعرف أجابته فى حينها ولكن الأيام هى من أجابتنى عليه
ظلت جلسة العشاء ممتدة لمدة الساعتين تحدثنا فى كل شىء وتعارفنا بشكل سريع وأكتشفت أن بيننا الكثير من الأمور المشتركة كحبنا للكتب والبحروالسفر وحب المغامرة، أندهشت كثيرا من أقبالى على الحديث مع أدم كأننى أعرفه من سنين ولكن ما الضرر فى ذلك لقد أصبح العالم كله قرية صغيرة وكل المعلومات التى قلتها له عن نفسى من السهل الوصول إليها بقليل من البحث أنها ليست أسرار حربية، ولكن لأكون صريحة مع نفسى وبعد ساعة من جلوسنا سويا بدأت أشعر بشىء مريب، لا أعرف تحديدا ما هو المريب فى الأمر، هل هى طريقة أستخلاصه للمعلومات عنى وعن حياتى فحين أنه قال أقل القليل عنه وعن حياته؟ أم نظراته العميقة الفاحصة لى بشكل عجيب كما لو كان يقوم بفحص مجهرى لى، أم فى الخاتم الأكثر من رائع الذى أهده لى فى جلستنا تلك، دعونا نكون صرحاء لا يوجد رجل على وجه الكرة الأرضية يهدى امرأة خاتم ألماظ به قطعة زمرد خضراء تجعل من يراها يهيم عشقا فى الحياة وجمالها فى أول لقاء لهم !!!!!!!!!! هذه سابقة لم ولن تحدث فى التاريخ. وهنا بدأت أشك فى الأمر وقد كان لى كل الحق فى ذلك.
- أيه ده؟
- هدية بسيطة أتمنى تعجبك
- خاتم ألماظ فيه حجر زمرد أصلى تمنه لا يقل عن 100 ألف جنية ده لو مكنش أكتر هدية بسيطة؟
- ههههه مالك يا مروة؟ ديه أقل حاجة أعبر لك بها عن أعجابى الشديد بك وأحترامى لك
- أمممم هى قطعا هدية جميلة بس أنا مستحيل أقبلها
- ليه؟
- عشان أولا أنا لسة معرفكش بالقدر الكافى إلى يخلينى أقبل منك هدية ثانيا أنا أستحالة أقدر أجيب لك هدية بنفس قيمتها وثالثا وده الأهم أنا مش متعود أقبل هدايا من رجل علاقتى به علاقة صداقة ليس ألا.
- أممم مش شايفة أنك كبرت الموضوع
- خالص بس أنا كدة وبعدين أنا لازم أروح عشان أنا عندى شغل كتير قوى بكرة
- تسمحى لى أوصلك ولا هترفضى
- لأ هو أكيد هتوصلنى لأن الوقت أتأخر
خرجت أنا وأدم من المطعم أحمل معى باقة الوروود وأسئلة كثيرة فى جعبتى قررت الأحتفاظ بها حتى يأتى الوقت المناسب وأستطيع مصارحته بها ومطالبته بأجوبة وافية لها، أوصلنى أدم إلى المنزل ولم أتفاجأ كالعادة بأنه يعلم العنوان مسبقا ولأننى كنت متعبة بحق لم أسأله كيف عرف عنوان منزلى؟ ولكنى أرجعت السبب ربما لمساعدتى الجيدية التى فى الغالب سأقوم بطردها من العمل فهى غير أمينة على حياتى الشخصية نهائى
صعدت إلى شقتى وفتحت الباب ووضعت باقة الوروود فى زهرية على المنضدة التى تتوسط غرفة المعيشة لأجد ما لم أكن أتوقعه يوما والذى بسببه كاد قلبى يقف من الرعب والخوف،
يتبع
|