كاتب الموضوع :
صُمودْ الأنفُس
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: مذكرات مطلقات في كتب ازواجهن !
أُريدُ أَن أُفضِي لَكِ بِمَا فِي القَلب .
أَشْعُر بِـ أَنَك الوَحيدَ القَادِرَة عَلَى فَهمِ هَذَا الجُرح الفَج الذِي فُرضَ عَليّ .
في مُيونِخ .
كانت تصطف فِي عقلِها ذِكريَاتٍ مُؤلِمَة ... ذكرياتها مع والديها المتحجِران بعقليةِ الجاهلية وعقلية بدوية غير ناضجة ..تقتصر على عضلِ النساء عن الزواج أو تحجيرهم لأبناء عمومتهم...
كانت كزهرة القُرنفل تفيق كل يومٍ لتشَهب عناء الصفعاتِ على وجهها من والديها ...
يضربانها بكل قساوة ..لن نقول "لقد انتهى ذلك ...لقد قلت هذه الظواهر" ..
هذه ظاهرة غير مدفونة ...الأم والأب الآن *بعضهم وليس الجميع* يشتركون في جريمة عظيمة جدًا يحاولون بها قتل عنفوان الصبا في أبنائهم ..وتوجيه الكدمات المتفرقة في وجوههم ...
تكبدت عناء الأيام وأنا أحاول الهروب من أبواي بسبب المعاملة السيئة التي كُنت أعامل بها...
قُهرت في صباي قهرًا عظيمًا وأنا أقابل جُدرانَ المنزِل ترسمُ لوحَة الفناء الحياتية ...وكأن الجدران أيضًا تتقصد قهري ....
كل يوم أفيق كزهرة تكاد الذبول والعبوس في أوجه بنو البشر ...
هزمتني غربتي في أواسط أحضان والداي ...
بصرحة لم يكونان حضن لي..بل كانوا لي كقفص يحبس فيها الأسد فريسته لينهشونها من كل إتجاه حتى يحسّ بالشبع في معدته ...
أغمض عيناي في كل ليلة وأنا أحاول العبور لفتح الباب لصديقتي عروب ...
دخلت معي إلى حيثُ حجرتي الصغيرة لأجلس معها كل يوم نتسامر الحديث....
كنت أشكي لها مايجري لي في حياتي اليومية المؤلمة ...
كنت أخبرها بأني سأبذل قصارى جهدي في محاولة الهرب من سجن الموت هذا...
كانت تستمع لي وتحاول بذل قصارها بفتح أبواب الحنان وان تكون حضنًا حقيقيًا لي...
كنت لا أعامل بعاطفة...بل أعامل بقسوة ...وعروب هي الوحيدة التي تعاملني بهذه العاطفة...
كنت أحتاج إلى حضنٍ أستند إليه في موقت ضيقِي وألمي...
عبسَ الدهر في وجهِي فمات والداي وكأن الله يريد أن يعاقبهما بسوء الخاتمة لهما...
لم أشأ لهما شيئًا سوى الرحمة ...وبكيت..بل حزنت ...
فهما والداي مهما كانا يفعلانِ لي...
ساعدتني عروب في إرسال أوراقي إلى دورة مبتعثين في دائرة حكومية تعليمية ترسل المبتعثين إلى الخارج ...
وأرسلت أوراقي وتم قبولي وإرسالي إلى ميونخ للدراسة ...
إلتقيت بتلاميذ عدة ولم أنسى فضل صديقتي عروب علي...
كان هناك أستاذًا سعودي الجنسيّة في الجامعة...يشرح بعض المواد المتعلقة بالإدارة وغيرها...
كان يهتم لأمري دائمًا ...بدأت أميل له..فأنا فتاة ممتلئة بالعواطف...
وقد حرمت من هذا الاهتمام سابقًا ...وجهت إلي أصابع الإتهام ...أنا لم أفعل معه شيئًا محرمًا قط...
حتى أنني أتصبب عرقًا وخجلاً حينمًا ألتقي به...لكن المشاعر انطلقت كثورة غاضبة بعدما ان اكتفت من الحرمان...
كنت أنا التلميذة السعودية وصديقاتي الخمس المبتعثات السعوديات بين 3 الاف طالب...هناك عرب بالجامعة...
ولكن لم يكن هناك سعوديين سواي أنا وصديقاتي وهوَ ...
كان يهتم لأمري بشكل مباشر جذبني إليه... واستدعاني ذات يوم إلى مكتبه...
أصبح يسألني عن ما أحتاج إليه كوني مبتعثة وحيدة هنا ... ليس لدي أي شخص أستطيع الذهاب والإياب معه... وقد أرسلتني المملكة كون لا محرم لدي مع جماعة من النسآء وهنّ صديقاتي...
فيسألني من بينهن عن احتياجاتي ...فكنت أرد بخجل عويص له...
طلب رَقمي ذات يوم ولم أتردد في إعطاءه الرقم...
كان ينصحني كثيرًا ويطلب مني أن أكون شخصًا مستقيمًا ...ينصحني بالإلتزام بالحجَاب ...
بالإلتزام بالصلاة ...بالتفكير بطريقة جدية...بل كان يرسلني إلى دورات للتنمية الذاتية على حسابه...
أخبرته يومًا ما عن قصتي وقد غلبني شوقي لوالدي... دعمني وهو يحاول تخفيف آهاتي المتعثرة...
رسم لي طريقًا رهيبًا هو فارسه وأنا أميرته...
وكنت كل صباح أفيق برسائل تفاؤلية جميلة منه...تضفي ليومي لونا جماليًا رهيبًا ...
صباح الخير.. ندى..
اغرسي شجرة المحبة واقتلعي جذور الخصومة.
صباح الخير.. ندى
الصبر مفتاح الفرج.
صباح الخير..ندى
تفاءلوا بالخير تجدوه..
صباح الخير.. ندى
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أجل أنا ندى البالغة من العُمر 20 عامًا ...
وهكذا أبدأ يومياتي برسائله الداعمة التي تحاول أن تبني من شخصي شخصًا دبلوماسيًا...
لقد وقف معي ودعمني حينمَا أخبرته إني أفتقد للعاطفة ...
مدني بدعمه بأن يخرجني من كومة الإكتئاب وجعل مني شخصًا آخر...
شخصًا متفائلاً ...حتى أن صديقتي عروب تتفاجئ في كل مرة من طريقة لكنتي في الحوار...
وكانت فرحة بذلك...
أحببت أن يكون لي فارسًا ..ولكن هذا لا يعني بأن أرتكب حرامًا معه..
فأنا لست غبية وساذجة إلى هذا الحد والمقدور...
إنه " سعُود" ...أستاذي في الجامعة...
همسَت بأمل\يارب ان تخفف هالهم من قلبي وترزقني به باللي ترضاه...
أغلقَت مفكرتها الصغيرة ...مفكرتها الجامعية لتستذكر دروسها...
وأسدلت غطاءًا خفيفًا على جسدها وهي توجه الريموت إلى شاشة بلازما تستوطن شقتها...
انتبهت لرشا ...شريكتها في السكن...
رشا\وش تتابعين..؟!
نَدى\مدري مابه شيء...
رشا وهي تلحظ رجلاً في الفلم\يشبه أستاذ سعود...
ندَى وهي تدقق النظر\عيونك يالحولآء...
رشا بإصرار\والله ان يشبهه يابنت قزي زين وش له هالعيون محطوطات...
ندى وهي ترى ملامح شبيهَة له\صح يشبهه بس ماهو حيل..شعره يختلف وأنفه..
رشا بخبث\ماشآء الله خابزة الملامح وانا اختك خبز وطابخة الطبخة...
ندَى بخجل\أعوذ بالله منك ومن لسآنك...قومي ذاكري ..مدري شـ اللي ربي بلاني به وصرتي مع بذآ السكن...
رشا بِضحكَة خفيفة\ههههه...عنبوك من يسليك غيري..
ندَى بتأييد\صح لباك بس..
أنهَت فيلمَها وهي لازالت مُتحمَسة لرسالتِه في صباح غد لها...
لم تنم وكأن لديها الأمل أن الوقت سينقضي بهذه السرعة ويأتي الصباح ليصيح جوالها برسالته..
وتعبث بمرح في الوارد وهي تقرأ عنوان الرسالة المعتاد"صبآح الخير ندى" لكنها لا تعلم ما محتواها...
غفت نائمة بهدوء...وفِكرها ممتلئٌ بذكرياتٍ جميلة معه !
،
- تَأكَدَ لِي مَرَةً أُخَرَى أًنَنَا نَعيشُ وَسَطَ دَغْلٍ مِن الخوَاء وَ الخَوف وَ النَهب .
كُلُ وَاحِد يَبذُلُ مَجهُودَه مِن أَجل أَن يَأكُل الْآخَر بِشَكلٍ أَكثَر جُرأَة وَ ذَكَاء أَو بِـ أَكثَر بَشَاعَة وَ عُنَفَاً .
عَودَة ‘ إلى الرِيَاض
أدعَى فارِس ...أنَا أيضًا كاتب...أعاني منذ خَمسة أشهُر من زواجِي ...
من الإضطراب في علاقتي الزوجية مع زوجتي...هناك شيءُ ما تخبأه ...لا اعلم ماسره...
كأي زوج ...كنت مُحبًا لِأن تكون ليلتَنا الأولَى ليلة رَهيبة...
لكنني فوجئَت بتخوفٍ مُبالغ فيه من قبل زوجتي *هيفآء* ...
كانت تخشى مني الإقتراب كثيرًا ...هذا الموضوع كان في ليلة العُرس...
حيث انصرف المدعوون فشمل الدار هدأة وسكون، دخلت وعروسي حجرة النوم....
، أجلستها على الشيزلون بينما غبت في الحمام متذرعاً بقضاء الحاجة...
لعل الخلوة ترد أريحيتها فتستعد للمجاذبة، أطلت المكوث في الحمام...
لأترك لها قرار خوض الجولة أو تأجيلها، فلتفكر على مهل فإقبالها وإدبارها سيتضح دون مواربة، كنت أضطرب في لهفتي لكني أحاول قمع الانفجار كي أجنبها ذعر هذه الليلة،.....
فتاة في ربيعها الثامن عشر تحتاج إلى مداراة ذكية وملاطفة حذرة كي تسترخي وتلين، فعبوسها وتشنجها يطويان رعباً يتطلب مني قدرة جبارة، بعد برهة خرجت إليها مدفوعاً بأمنية القطف كفارس عاشق، وجدتها جالسة على حافة السرير منكمشة.
تقدمت إليها بتساؤل\هيفآء...وش فيك..؟؟
إنتفَضت كمن لسعتها أفعى\مافيني شيء...رح عني...
رأيتُ دموعًا في عينيها تنساب...وسمعت شهَقاتها الحُلوة تتعالى وتزيد من ثأر جنوني ...
حاولت أن أتماسك كي لا أسبب لها رعبًا أكثر...
حاولت احتضانها لكنها انتفضت بائسة بخوف شديد\فارس لله ان تروح ولا تلمسني...
فارس بدهشة\وش له...؟! وش بلاك يابنت..؟؟؟
هيفاء بصوتٍ مبحوح\لاتلمسني...
أجهشت في البكاء...حاولت أن أكرس نفسي وشهوانيتي لليلة الأولى بعيدًا عنها لليوم...
فأنا أراها أنثى جميلة وجذابة..لكنها خائفة جدًا ... توجهت إلى المكتبة بعد عدة أسابيع لأشتري لها الروايات الرومنسية...ونقرأها معًا ...كانت تتفاعل معها وعلاقتنا تصبح أفظل ...ولكن دون علاقة سريرية...
إستمتعنا بمشاهدة الأفلام الرومانسية معًا ...كانت تتكبد عناءًا في إبراز مفاتنها لجذبي...
وكانت جذابة بالفعل..حاولت ان امتنع من هذا الأمر...لكن لكنة الإغواء في حديثها أثارت جنونًا في دواخلي...
ذهبت إليها لأطلب منها أن تعطيني هذا الحق لكنها انتفضت خائفة\فارس...لاتظلمني..بس أنا ماآقدر...
فارس بقهر\وش له تقولين ماالمسك...وش هي علومك...؟! صبرت أيام وشهور وش النهاية..!
ماهو من حقي ومن واجبي الشرعي...! علميني وش فيك..؟!
انتفضت من مكانها خائفة وهي تصرخ...لقد شكت له عن حادثة حينما كانت صغيرة..
كانت مهملة ..لم تهتم بها والدتها جيدًا ...بل كانت ترسلها مع السائق وحدها الى المدرسة...
ولكنها لم تكن تعلم ان هذا السائق كان يتلاعب بصغيرتها ... فلم تنبت ببنت شفة لأمها حتى لا تجد لها من الإهمال مايزيد عن طاقتها...أخبرته بألم وهي تشكو من هذا الأمر الذي أدنى بحياتها الى الموت...
همست بضعف وهي ترجف\طول عمري مكبوتة بين جدران ومهملة من امي...
ماكنت من أولى أولياتها...ماحسيت بيوم بحنان الأم اللي المفروض كل بنت تحس فيه...كنت أفتقده...أفتقده...
تقدمت لإحتضانها بعد دوامة البكاء تلك\ورا ماعلمتيني من البداية..؟! ماتدري بـ هالقلب...للحظة حسيت اني مجرد دمية...مرة تبيني ومرة ماتبيني...
هيفاء بصوت مبحوح\بلى...قلبي مايبيك الا انت...انت زوجي...لكن خوفي من ان تفهمني غلط منعني...
كرهت حالي وحياتي وكل شيء حولي... ماحبيت أظلمك معي..لكن أي بنت بمحلي بتخاف...حآولت أتخطأ هالحدود...اعذرني يافارس اعذرني...
فارس وهو يمسح بيده على رأسها ويشدها إلى أواسط حضنه ليقبل جبينها ويهمس\مو مجبورة تسوين اللي ماتبينه...اللي اباه منك اعرفة وش سر نكرانه..أنا معك في خوفك..بس مو معك لانك ماخبرتيني...
هيفآء بشبح ابتسامة\وين أقول لك أول يوم بزواجنا قلبي يرقص طبووول...
فارس يضحك\ههههه...وانا العاشق الملهوف واقف ورا الباب انتظرك تاخذين قرارك...
في النهاية انحشرت ساعة بالحمامة ولاتكلمتي...ويوم جيتك مطنقرة ومديتي براطمك علي يا أم دمعة ونص...
هيفآء بخجل\ههههه...ليه تتكلم عني كذا...قسم كان خارج إرادتي..
فارس يقبلها\وهالحين خارج إرادتك ولا اثنينا مع بعض...؟!
هيفآء بابتسامة ممزوجة بالخجل\بلى حنا الاثنين...
فارس بتساؤل\ورا ماتعطيني اسم الزفت السايق اللي كان يوصلك..؟
هيفاء بخوف\اتركه عنك...أخاف يرجع ويطين الاخضر واليابس...
فارس\ان كان طينه على طيني ثقيل...فأنا اللي مطين عيشته بأثقل منه..
أعطته إسمه وبيانات السائق...ولازال يحتفظ باسمه في مفكرة هاتفه..
أقسم أنه لن يبات يوم غد الا وذاك الأحمق مكبلا في السجن...
المجرم وان طال أمده...نهايته العقاب...!
،
في فجْرِ الثُلاثاء...
بَعدما غردّت فِي تويتر بتغريدَة تتحدث عن قضية واسعَة في المَرأة ..
وكتبت تغريدَتها كالتالي بغضب : " الكلّ ينظُر للمطَلقَة بِشفقَة ...لقدْ رُزِقتُ بِطفل وأشعُر أنِي عَروسًا جديدَة دَفنتُ حياتِي السابقَة معه فَحسب" ..
أغلقَت معرفها وَهي تُحاول أن تُفرِزَ الهواء الصخب عن رئتيها بعيدًا عنها إلى أبعدِ حيزًا كان ..
نَظرت إلى طِفلها الذي نام منذُ الساعة السابعة ليلاً ...لقد وضعت لطفلها نظامًا مشى عليه...
ربما يختل نظامه أحيَانًا في بداية مراحل الأمومة من ناحية السهر والبُكاَء ووَ إلخ...
لكن بالنهاية الأم المهيمنة تستطيع السيطرة ببراعة على أطفالها لتنظم جدوله حتى لو كان طفلا صغيرا لم يبلغ السنة من عمره .
مسحت على رأسه بحنان وهي تقسو على نفسها بكلمات تجعلها تصحو من دوامة القهر تلك ...
ونسيان ذلك الأحمق الذي قام بطردها من دائرته ...
ونفيها إلى مُصطلح " مُطلقّات منذُ زمَن العُبودية " ...
آخر شيء سمعت به عنه ! ، أن سافر بعدما طلقها للخارج...ليقضي بعض الأعمال هناك...
قبلت طفلها الذي بدأ يسعل بشكل أرعبها...
بشكل مخيف جدًا ، انتفض جسدها وهي ترى وجهه قد تحولت ألوانه إلى الأزرق الشاحب...
انتفضت بقوة وتوانى جسدها عن الحراك...لكن سرعان ماتأهبت يدها لتحرك إبنها وتضرب على ظهره...
أخذت كوبًا من الماء وسكبت منه على يدها...ووضعت منه على وجهه لكي يجلس من غفوته المخيفة...
لقد أصدر صدره صوت كصوت انحسباس الأكسجين...نزعت عنه قميصه وهي تحاول أن تجعله يتنفس بطريقة تريحه...
لكن دون جدَوى ...
ذهبت تصرخ في البيت على أخيها محمد الذي أتى في الساعة 8 ليلاً من الجبيل الصناعية ...
فتح باب غرفته وأتى إليها مرتعدًا\وش بلاك رحيل وش فيك...؟!
رحيل بخوف وانتفاضة\سيـ ...سـيف ...مـآ يتنفس ...
لم يفهم مقصدها وقولها..ولكن الذي استوعبه أن ابن اخته في خطر ...سار بسرعة إلى غرفة أخته ...
وهو يسمع أبواب الغرف تفتح لتخرج أم علي وأبو علي ...وياسمين من غرفهم فورًا إلى غرفتها...
الموقف أرعبها بشكل جعل من جسد الجميع يهتز بقوة...
لأن حال ابنها لا يبشر بالخير...
ذهب له محمد ووضع سيف على بطنه...رفع رقبته وضربه في اسفلها قليلا...
حتى بدأ بالتقيؤ...ليخرج مافي بطنه كله...
انتفضت رحيل من منظر ابنها هذا وبدأت بالنحيب ...
لكن فور ما ان انتهى ابنها من التقيؤ حتى بدأ يسعل ويبكي ...
وعاد إلى طبيعته ...
انتبهت لأهلها يقفون على باب الغرفة ويدخلون ...
سمعت صوت والدها الذي احتضنها\رحيـل وانا ابوك ولدك خطاه الشر شوفيه بخير...
أم علي بتساؤل\من متى وهو مخنوق ..؟؟
محمد\مدري جتني وهي تصرخ...خفت يكون صاير شيء...بس شكل الولد مكتوم أو مريض...
يبي لنا نوديه المستشفى...
أبو علي\عطوه مسكن للبطن وبكرة الصباح نوديه...مايصير نفجع قلب امه من بدري...
كانت معهم جسديًا وروحيًا لم تستوعب أن ابنها سيف بخير..
جلست على السرير بسرحان وهي في حالة ذهول ، كانت ستفقد صغيرها في غضون دقآئق..
أخذته ياسمين وأم علي إلى الحمام الذي في غرفتها ليغسلان جسمه وينظفان مكانه...
وكانت لازالت ترجف...
رغم ان والدها واخيها محمد لم يصمتا منذ رآها بهذه الحالة...
حاولا ان يطمئناها من خوفها الذي لم تسكت نيرانه بعد ولم تستوعب ان ابنها لازال حيًا يرزق...
لم تستوعب الا حينما وضع محمد طفلها في حجرها بعدما ان تم تغيير ملابسه\رحيل ..استهدي بالله وهذا ولدك...
نزلت دمعتها بعبرةٍ منسكبة ، واحتضنت ابنها وهي تبكي بنحيب خوف فقدانه\يومـــه سيف لا رحت من يشهر حسامه على من ذللوني؟؟ لاترووووح وانا امك ترى قلبي مايتحمل فقد غآلي...
أم علي بحنان\عساك ماتفقدين غالين يالغالية...خلاص رحيل ...لاتبكين ولدك بخير...شوفيه قاعد يلعب بحضنك ..
أبو علي نظر إلى هاتف ابنته في يد حفيده سيف الذي بدأه يحركه بشكل فوضوي في الهواء ثم قربه إلى فمه..
اخذ منه الهاتف مردفًا\كخخ ياورع ...شيله من فمك..
رحيل وهي تبتسم بدموعها الحانية لتأخذ الهاتف من ابنها\لا كخخه ماما شيله..
التفت الى حضنها وهو يصرخ بغضب لأنها اخذته وحاول أخذه منها...
لايتسطيع الوقوف على قدميه كونه في مرحلة نمو يحبو فيها فقط...
لذلك حاول الوقوف من جلوسه لكنه لا يستطيع...
ابتسمت على تصرف ابنها همست باعتذار\عذرونـي أرعبتكم...
ابو علي\ماوراك الشر يابنت لفاك ان شاء الله انتي وظناك...بس ماله داعي وانا ابوك الخوف وردات الفعل القوية..كان كلمتي محمد يجي يشوفه بدون خوف..
محمد بِضحك\ههههه قسم بالله فكرت ميت احد بسم الله وبالله...يادوبي نطيت من سرير بعدما كنت متسردح ومتمردح...
أم علي بابتسامة\من سمعت صراخها وانا جسمي يرتج من الرجفة...
رحيل باعتذار وخجل\يــآفديتكم والله ماكان قصدي أرعبكم بس ماعرفت وش أسوي لان حسيته ينازع ...بسم الله عليه...
انحنت على طفلها لتقبله..
ومسحت على رأسه بخفة..
خرجوا جميعهم من الغرفة وبقت ياسمين التي كانت توضب ثياب ابن اختها...
ياسمين بحب\الله يحفظ لنا هالبزرون..مالي حياتنا...
رحيل وهي تمسح على رأسه ليضع رأسه في حضنها ويحتضنها بطفولة\هالحين ورعي مابينام لانه جلس...
مدري وش ينومه بعد سهير ومساهر...مخمخ في نومته وهالحين مابيخلينا ننام...
ياسمين انحنت لتقبله\يافديت الخدود ...يلا ياورع اختي وسيفها نام جعل نومك هني...ودخيل الله لاتخرعنا
رحيل بخبث\انتي وشوشتك بليس يخاف منك ويتخرع...
ياسمين بضحكة\ههههههه الله لا يطيح مسلم بلسانك...أنا لي ساعة قاعدة أدهن في سير ولدك لعل وعسا ان يرضى يجي ينام عندي عاقل...بس كل ماخذيته يا يخربش في وجهي كأنه قطو أو ويقرص فيني ...أو يقوم يبكي مايبيني...
رحيل تحتضن طفلها\اكيد دام عنده ام مثلي مايستغنى عن ملجأه...يلا فآرقي بنام انا وورعي...
ياسمين تضحك\هههههه يافديتكم نومتكم هنية بإذن الله ...يلا تصبحون على خير...
رحيل\وانتي من أهله...
التفتت إلى طفله بعدما وضعت البطانية على رأسها ورأسه وهمست بطفولة\يلا ياورع يلا ننام...
لم يصدق طفلها اللعب فقد أصابه نشاط قوي بعدما ان استيقظ من نومه...
بدأ يضع الغطاء تارة على وجهه ويبتسم لوجه امه...ثم يرفعه عن وجهه ...وكرر فعلته اكثر من مرة...
حتى بدأت بتمرير أصابعها بنعومة في رقبته وبطنه ليصدر صوت الضحك...
ثم بعد ذلك شعر بالنعاس...واحتضنته...ونام الإثنين معًا !
،
بعد 9 أشهر من الغياب عن وَطنِي...
بعدما إن طلقتُ زوجتِي "رحيل" ، عُدت ! بعد ما ان نشرت أول رواية لي..
صدرت بعنوان " عربي يدعي الأعجمية" ...
والتي حازت على عدة جوائز ، وكرمتُ بجائزة من قبل المغرب والجزائر في فرنسا..
المقر الذي أدلى بروايتي الأولى ...
وأقحمَنِي بشكر إمتلأت بسعادة عويصة كبلت فيّ مشاعر كتابية أكثر ..
وستنزف ، وها أنا أعود إلى موطنٌ لي...
عُدت ولم أرى طِفلي الأول ، الذي سمته والدِته سيف !
لم أكن أعلم بكيفية اللقاء بها ، أو حتى بوالدها أو بإخوانها ...
بالتأكيد ستكون ردّة فعلٍ غاضبة منهم ...لقد تركت مدللتهم رحيل في أول أشهر عسلية لدى كل زوجين آخرين لم استطع التعبير عن مأساتي آنذاك فلقد ضاقت بي حلقمة الحياة في بكرة خيطٍ ثائرة ...
دخلت إلى منزلي الذي بنيته قبل زواجي برحيل ، ووضعت حقيبة السفر في فناء المنزل ...
تمشيت قليلا لأرى لوحاتي المعلقة في الجدار ...
صور قديمة أثرية كانت تحبها رحيل ، كانت تقف بين الفينة والأخرى وتبتسم بابتسامتها الوردية ...
لترسم بأناملها في الجدار بقعة مبصمة بيديها الصغريتين وهي تنحني لتدقق نظراتها في هذه اللوحات...
ابتسمت حينها .....
رغم أنني لم أتعمق بشخصيتها....
إلا أنني أعلم أنها أكثر أنثى حالمة في هذا العصر ....
أخبرتها عن حُلمها ونحن في السرير ...
همست بخجل ...وقد قالت لي أرجو أن لا يكون جوابي ساذجًا ولكن حُلمي أن أكون ربة منزل ناجحة وأم عطوفة لأبنائها...
اتذكر اني ابتسمت حينها ابتسامة واسعة ....
قلما نجد مثلك يا "رحيل" ....
في هذا الزمن الكثير من الفتيات يطمحن للمظاهر والمكانة الإجتماعية ...وأن يكنّ سيدات أعمال ناجحات...
بينما هي تتكرس في منزلها منكمشة لتكون حضن دافئ ومأوى واسع لزوجها وأولادها....
لو كنت سأفكر في الزواج ولم أتزوج رحيل لتزوجتها...!
هممت إلى جمع اللوحات ....انها تذكرني برحيل كثيرًا ، كثيرًا ، جمعتها في علبة كرتونية واغلقتها بقوة وكأنما أطلب منها الرحيل كتلك التي أحبّتها ...
همست وأنا في عمق الكلام أسمو لمعنى مبهم\رحيل... وولدي سيف...خصوم قدرها الزمن لرجال مثلي...
وهالحين الرحيل ماهي تقبل بعطية باس ولا كلمة راس...ولا ولدي يلافيني...
خسرتُ كل شيء...أعترف ، !
رغم عنادِي وإصراري على تركها إلا أنني خسرت محبتها ، فقد سمعت من أختي أنها أصبحت جافة عاطفيًا ..قليلة الكلام والإبتسامة ...تكره أن تتوانى على المجتمع بسبب الكلام المُحرج الذي يبصقوه في وجهها...
حين ذآك أصابني الشعور بتأنيب الضمير !!
سخرت من نفسي...لو كان هذا الشعور صادقًا لأتى من قبل تطليقها ...
لقد جعلت منها أنثى عديمة الثقة بنفسها وإنطوائية مجتمعيًا !!
كنت أكره أن أجعل زوجتي يومًا ما كطليقتي ...فطلقتها بكل قسوة...
لم أتأمل جيدًا بِكلمِ النبي إذ قال " رفقًا بالقوارير" وقلبتها رأسًا على عقب مستخدمًا " كسرًا بالقوارير" .
هذا لن ينفع....لن يُجدي نفعًا ...ولكنني وبكل بشاعة ...
أعترف أنني محمل بطيات الأنانية ...
مكبل بها في عصفٍ موتور ...
سأرجع لأطلب يدها مرة أخرى ...من أجل ذلك الطفل الذي ربط زمام الزفاف...
سأرجعها إلى منفاي ..لأجعل من حياة إبني حياة اجتماعية مقبولة ...
من الظلم أن أتركه بلا أب ولا أم ...حينما طلقت والدته لم أكن أعلم ، وحين علمت إضطررت للسفر إلى الخارج لنشر أول كتاب روائي لي...
انخرطت روحي في طيف رحيل كثيرًا ، ابتسامتها ورقتها ، انوثتهَا ومعانيها اللطيفة ...
ذكرياتنا كثيرة مع الصيف الأخضر النضر ، وفاكهة المشمش الأحمر التي كنا أنا وهي وبالصدفة !
نكره كل الفواكه عدا المشمش الأحمر ...
رغم أن الزمن الذي انقضى بيني وبينها كان قصيرًا إلا أنه كان خرافيًا جميلاً ...
لكني حينها كنتُ مبتذلاً !
لا أعرفني ولا أعرفُ من حولي ، لا أنكر ! ندمت كثيرا حين تطليقها الا انها أجفلتني قسوتي بتركها وجفائها وتوجيه أصابع الطلاق بكل غرور وانخراط في عزلة وهمية على قرطاس وقلم ...
لم أكن اعلم أن عينيها سيعدان قلمي و صفحاتي المقلمة إلى الحياة مرة أخرى ...
أخذت حمامًا ساخنًا وأنا أرى كومة ضباب تجمعت على المرآة وهي تشطب صورتي منها...
وكأن المرآة نفسها كرهتني وهربت من صورتي اللعينة ...!!!
بدأت أغسل شعري الذي وصل إلى رقبتي ...
أكرهه طويلاً ... وحتى شواربي وعوارض وجهي قد طالت ...
انتهيت من السباحة بعدما أن أخذت منشفة ولففتها على خصري...
وقفت أمام المرآة ....
وتحديتها بابتسامة ماكرة ...وأنا أمحو الضباب لتظهر صورتي بكل قساوة وصلابة ...
فتحت المياه وأخذت أداة حلاقة ، وضعت كريمًا واقيا للبشرة من التهيج خاص للرجال...
وبدأت أحرك أداة الحلاقة لأرتب ذقني وشواربي وعوارض وجهي...
أكره أن أكون بلا ذقن ولا عوارض ولا شوارب....
ولكن أكره أيضا أن تكون كثيرة مبهذلة ...
فرسمتها بطريقة صحيحة ...ونظرت للمرآة ولازال وجهي ملطخًا بكريم الحلاقة...
غسلت وجهي وانا أضرب بموس الحلاقة في مغسلتي الفخمة !
ورششت الماء على وجهي ، سحبت من جوار المغسلة منشفة صغيرة ...
وضعتها على وجهي ويداي وذقني ... ثم وضعتها بإهمال على كتفي الأيمن وأنا أخرج ...
قبل قليل لمحت خصلات شيب بدأت بالظهور ... ليس غريبًا !
عمري في شرفات الأربعين ..
توجهت فورا إلى المطبخ وقمت بعمل قهوة ساخنة لي ...
وحملتها معي إلى غرفة المعيشة...
وضعت القهوة على الطاولة وأنا أفتح هاتفي في تويتر لأرى أن الفلويرز قد تضاعف عدده بسبب أول رواية لي صدمتني...
وكانت ردود الأفعال تجلب مقدار كميًا ليس بسيطا من السعادة العظيمة !
تمردت أصابعي لأبحث عن معرف رحيل في تويتر ...
لتصدمني آخر تغريدة لها ..
وتعبر عن مدى انفجارها الساحق ...
وأرى أنها تتضور جوعًا للإنتقام مني من حروفها البسيطة السلسة ...
وجدت تعليقات ساخرة وغضبت ...
وعدت إلى تغريدتها لأقرأها أكثر من مرة ...
" الكلّ ينظُر للمطَلقَة بِشفقَة ...لقدْ رُزِقتُ بِطفل وأشعُر أنِي عَروسًا جديدَة دَفنتُ حياتِي السابقَة معه فَحسب" ..
|