المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
عندما تنطق الروايات !!
مرحبا بكم جميعا ... ها هو عام قد إنقضي ... وأتي عام جديد ...
فإحتفلوا به كما لو كان عشيقاً
إستقبلوا العام الجديد ببهجة ، حتى و إن كنتم من مفلسيّ الحبّ .
لا شيء يستحقّ الحزن ، إنّه زمن مضى .
من في العام الماضي تنازل عنكم دقيقة تنازلوا عنه إلى الأبد .
فالذي يقبل بدقيقة يقبل بأكثر ، و الذي لا يقيس الوقت العشقيّ بلهفة ساعة رمليّة ، دعوه يتسرّب من بين أصابعكم دون ندم . ما هو إلّا حفنة رمل .
أُمضوا نحو العام الجديد سعداء . حاذروا أن تلتفتوا إلى الوراء ، أو تهدروا طاقتكم في فضّ الاشتباك مع الماضي لمحوه تقول الأسطورة " إنّ الذين يمسحون آثار أقدامهم يموتون مبكّراً "
عام آخر يجري بنا ، لا تُضيفوا سنوات إلى حياتكم.. بل حياة إلى سنواتكم. .
لكم منّي أحبّتي واحداً واحداً أجمل الأماني .
حين تنطق الروايات فهي تخبرنا بكلمات تلتصق في ذاكرتنا ... كلمات تتردد في أخيلتنا طوال الوقت .. في كل موقف يمر بك في اليوم .. تتذكر كلمات معينة من روايات تركت أثرا عميقا في داخلك ...
وليست كل الروايات كذلك .... ولكني أعترف بأن روايات أحلام مستغانمي .. قد تركت بصماتها علي روحي ... !!
وهذه بعض العبارات التي أخذت مكانها علي أرفف ذاكرتي ..!!
كان الحبّ أفضل حالاً يوم كان الحمام ساعي بريد يحمل رسائل العشّاق . كم من الأشواق اغتالها الجوّال وهو يقرّب المسافات ، نسيَ الناس تلك اللهفة التي كان العشّاق ينتظرون بها ساعي بريد، وأيّ حدث جلل أن يخطّ المرء « أحبّك » بيده . أيّة سعادة وأيّة مجازفة أن يحتفظ المرء برسالة حبّ إلى آخر العمر .
اليوم ، « أحبّك » قابلة للمحو بكبسة زرّ . هي لا تعيش إلّا دقيقة.. ولا تكلّفك إلّا فلسًا !
[ من رواية " الأسود يليق بكِ " ]
أسريعاً جاءت نهاية السنة ؟ أم هم التُجار دوماً على عجل كي يبيعوك عيداً ليس عيدك . فنحن نصنع أعيادنا الحقيقية في غفلة من كل الأعياد .
أليست هي من كانت تقول إننا نحتاج إلى مدينة ثالثة ليست قسنطينة ولا الجزائر ، لا تكون مدينتي ، ولا مدينتها ، مدينة خارج خارطة الخوف العربية ، نلتقي فيها دون ذعر ؟
هي ذي باريس ، وحبّ ينتمي للشتاء ، لبائع الكستناء المشويّة ، لليل ينزل على عجل ، لمطر يظلّ يهطل ، لواجهات مرشوشة برذاذ الثلج إليها . لو أثلجت وهي هنا ، يا إله الشتاء ، لو تكوّم الثلج عند باب بيت انغلق علينا كي أختبر تلك العدوانية الجميلة للثلج ، عندما يتساقط في الخارج ونكون معاً جوار مدفأة الأشواق .
[ من رواية " عابر سرير " ]
من قصص النساء الغبيّات
القصّة الأولى .
كانت تقيس حبّه لها بالسجائر التي لا يدخّنها . تقول « كلّ سيجارة لا تشعلها هي يوم تهديه لي ، يضاف إلى عمر حبّنا » .
كم منّت نفسها بإنقاذه من النيكوتين . لكنّه يوم أقلع عن التدخين ، أطفأ آخر سيجارة في قلبها . تركها رماد امرأة ، وأهدى أيّامه المقبلة لامرأة تدخّن الرجال .
. [ من كتاب " نسيان.com " ]
أيها السُرّاق .. القتلة . لن تسرقوا دمنا أيضاً . املأوا جيوبكم بما شئتم . أثثوا بيوتكم بما شئتم.. وحساباتكم بأية عملة شئتم.. سيبقى لنا الدم والذاكرة . بهما سنحاسبكم.. بهما سنطاردكم.. بهما سنعمّر هذا الوطن من جديد ..
[ من رواية " ذاكرة الجسد " ]
لا أحد يعلّمنا كيف نحبّ.. كيف لا نشقى.. كيف ننسى.. كيف نتداوى من إدمان صوت من نحبّ.. كيف نكسر ساعة الحبّ.. كيف لا نسهر.. كيف لا ننتظر.. كيف نقاوم تحرّش الأشياء بنا.. كيف نحبط مؤامرة الذكريات.. وصمت الهاتف..
[ من كتاب " نسيان.com " ]
الناس الذين نُحبهم لا يحتاجون إلى تأطير صورهم في براويز غالية . إهانة أن يشغلنا الإطار عن النظر إليهم ويحول بيننا وبينهم . الإطار لا يزيد من قيمة صورة لأنها ليست لوحة فنية وإنما ذكرى عاطفية ، لذا هو يشوش علاقتنا الوجدانية بهم ويعبث بذاكرتنا . الجميل أن تبقى صورهم كما كانت فينا عارية إلا من شفافية الزجاج .
[ من رواية " عابر سرير " ]
أكبر لغزين في الحياة هما قطعًا الموت والحبّ .
كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج " المكتوب " . لذا ، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما .
ذلك أنّه لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره ، ليأخذ هذا الشخص دون سواه ، بهذه الطريقة لا بأخرى ، ولا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات . لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟
وحدهم الذين عادوا من « الحبّ الكبير » ناجين أو مدمَّرين ، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه ، ويصفوا لنا سحره وأهواله ، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه، لوجه الله.. أو لوجه الأدب .
[ من كتاب " نسيان.com " ]
أحبّ قصص التلاقي.في كل لقاء بين رجل وامرأة معجزة ما ، شيء يتجاوزهما، يأتي بهما في الوقت والمكان نفسه ، ليقعا تحت الصاعقة إياها . ولذا يظلّ العشاق حتى بعد افتراقهما وقطيعتهما، مأخوذين بجمالية لقائهما الأول . لأنها حالة انخطاف غير قابلة التكرار ، ولأنها الشيء النقي الوحيد الذي ينجو من ما يلحق الحبّ من دمار .
[ من رواية " فوضى الحواس " ]
_ أقرأ تصريحاتهم جميعًا حول كلّ شيء، ولا أقرأ شيئًا لك.. لماذا؟
_ لهم نياشين الكلام.. ولي بريق الصمت
_ ولكن مع ايّ جهة أنت؟ إلى أيّ حزب تنتمي؟
_السؤال الحقيقي هو عمّ انت منشق، وليس إلى أي حزب تنتمي .
لنقل إنّني منشق عن أحلامي. أنا الشاهد الأخير يا سيّدتي على الأفول العربيّ. قضيت عمري على شرفة الخيبة، أتفرّج على غروب أحلامي وطنًا.. وطنًا ، بما في ذلك وطني.
[ من رواية " فوضى الحواس " ]
|