لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


جدار الوهم ـ قصة قصيرة هادفة _ بقلم ايمى

:8_4_134: بسم الله الرحمن الرحيم أحب اولا ان اوضح بأن هذه القصة سبق ونشرت على منتدى آخر أنتميت اليه من سنوات وله الفضل فى اكتشاف موهبتى وتشجيعى بل

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-13, 12:54 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2013
العضوية: 261998
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة الليالى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة الليالى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي جدار الوهم ـ قصة قصيرة هادفة _ بقلم ايمى

 



بسم الله الرحمن الرحيم

أحب اولا ان اوضح بأن هذه القصة سبق ونشرت على منتدى آخر أنتميت اليه من سنوات وله الفضل فى اكتشاف موهبتى وتشجيعى بل ونجاحى ككاتبة ومن هنا ارسل لهم جميعا تحية خالصة من قلبى المحب لهم جميعا من الاعضاء الى المشرفات الى الادارة..

ثانيا اهدى هذه القصة لكل اعضاء ليلاس وارجو من الله ان تصل أهدافها اليكم لتحولوها الى واقع عملى فى حياتكم..

ثالثا: احب ان اوضح اننى ما نزلت بالقصة هنا ملاحقة للشهرة او لسماع المزيد من الاطراء والمدح
او حتى الشكر فالأهم عندى من كل هذا أن تسطروا لى مشاعركم واحاسيسكم تجاه ما تقرأون..

اريد ان اعرف ما تأثرتم به او ما استفدتم منه وما احزنكم وما اسعدكم وما اقلقكم باختصار وبالمصرى كده
"اكتبو اللى انتوا حسيتوا بيه اثناء قراءتكو للحداث"..

هذا عندى اهم من اى شئ آخر حتى يتسنى لى معرفة ما اذا كانت احاسيسى ومشاعرى التى افرغتها فى القصة قد وصلت اليكم ام لا..

قبل ما انسى ياريت بس الاخوة والاخوات اللى هيقرأوا مينسوش يسبولى رد ولو صغنون خالص عن احساسهم تجاه القصة لان الكاتب او الكاتبة بيبقى عايز يوصل لداخل كل قارئ علشان يعرف ايه اللى مس قلبه من القصة او الرواية"...بالبلدى كده:بلاش طناش

واخيرا اتمنى لكم قراءة ممتعة




جدار الوهم


"اهداء من الكاتبة ايمى"

اهدى هذه القصة لأناس لا أعرفهم ولا يعرفوننى ولكنهم قد يكونوا فى المنطقة النفسية التى تعيشها بطلة القصة "سارة" فيقرؤون اعترافاتها فيفهمون ويعبرون من ظلمة الغفلة ودياجير الوهم الى نور البصيرة ومنها الى سواء السبيل.


مقدمة
"على لسان بطلة القصة"

كان عليّ ان أختار بين الماضى والحاضر..
فالماضى حافل بذكريات أبى قلبى إلا ألا تُطوى صفحته..
والحاضر يشع بالامل ويعلوه بريق لاحت فى الافق اشراقته..
ولكن المأساة تكمن فى ان الماضى خلف جرحِىَ الغائر..
بينما الحاضر يحتضن قلبِىَ الحائر..
وكلاهما خلف صرخااااات تكمن فى اعماقى ، ولهيب يؤجج صدرى..
فى الحقيقة لا اعرف من اين ابدأ

لتكن البداية من تلك الليلة..وبالذات تلك الساعة!!


إنها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل..ثمة رياح خفيفة باردة تتدافع بسببها ستار الغرفة بين الفينة والاخرى..

فتثاءبت وأنا أغلق جهاز الحاسوب ،

وقلت فى نفسى : لقد مضيت وقتا طويلا عليه دون ان اشعر!!

فأويت الى فراشى..شعرت بألم شديد فى ظهرى ألجأنى للإستلقاء على فراشى وعلى ما يبدو انه بسبب جلوسى على الحاسوب لفترة طويلة على وضعية واحدة..

ومع استلقائى ارتخى جسدى وهد أ الألم رويدا رويدا وشعرت بالسكينة..

وحينها بدأ عقلى يستعيد كل كلمة وكل إشارة تبادلناها.

ثمة شئ غريب يجذبنى فيه.

لم اعد ارغب فى حياتى كلها سوى بالجلوس على جهاز الحاسوب لأحادثه..

إن مر يوم دون ان نتكلم يمضى اليوم كأسوأ ما يكون!

شعور قوى بالسعادة غمرنى منذ أن ظهر فى حياتى مرة أخرى ولاسيما حينما أظهر رغبته فى استعادة ما كان بيننا ولو بالحوار عبر الانترنت.

أذكر ذلك اليوم الذى علمت فيه أنه تقدم لخطبة أخرى!! ..كان ذلك قبل خمس سنوات.

فى أول الامر اهتززت..فقدت توازنى..كنت أرى فى وجوده مع غيرى ظلم لى وألم! الأولى أن يكون لى..لماذا هى؟! .. هلى بى ما يعيب أم انه تغافل عنى؟؟

وفى لحظة عناد ومع أول متقدم لخطبتى قبلته وفى نفسى واثقة من أن موافقتى ليست سوى انتقام..

نعم انتقام!!

كانت حرب كرامة وسعيت للإنتصار وللأمانة لقد ربحت.

منذ ارتباطى بكريم وأنا عاجزة عن اخراج خصلة واحدة سيئة فيه..كان شهم الى حد كبير..جذاب ولطيف وعاطفى وحنون ، كما انه رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..

والاهم من ذلك أنه يحبنى ويسعى لإرضائى بكافة الطرق ، وبالرغم من ذلك عجزت عن أن أبادله نفس الشعور...

ولكنه استطاع بتدينه ودماسة اخلاقه أن يكسب ورقة رابحة لدى أهلى فكانوا يحبونه كما لو كان ابنا من ابنائهم.

بعد مرور سنوات من الزواج لم نرزق فيها بالذرية لم أره يتحدث عن هذا الموضوع ولو بالمزاح!

ونجح بحسن عشرته أن يكسر بعضا من الحواجز التى بناها قلبى المجروح..

ومع كل لمسة حب وضمة حنان كنت أشعر أننى أخلع من جدار الوهم فى اعماقى حجرا ضخما.

وما أن قارب جرحى على الالتئام إذا بهشام يظهر فى حياتى من جديد ليعاد فتح جرحى مرة أخرى.

حاولت ألا اعبأ به وواصلت المسير وكأنى لم أره ولكنه أبى إلا أن يستوقفنى ، ودار بيننا حوار قصير عرفت فيه أنه انفصل عن زوجته !

أشد ما أغاظنى من نفسى حينها أنى شعرت بالسعادة وكأننى تمنيت ذلك!

وحينما علم انى متزوجة بدى الاحباط على وجهه وكأنه تمنى شيئا آخر وهذا هو أشد ما أزعجنى!!

طلب منى رقم الهاتف .. تعجبت فى البداية!! ولكنه حاول تبرير ذلك بحيله المعتادة ، ولا أدرى كيف وافقت على ذلك ومن المفترض انى متزوجة ولا يصح حتى الوقوف والحديث معه من البداية!!

وعدت الى البيت ذلك اليوم حزينة مهمومة..

لا اعلم إن كان ذلك لأنى ندمت على ما فعلت أم لما رأيته فى عينيه من ندم على ضياعى من يده؟؟

لم أخبر زوجى بما جرى وحاولت أن أبدو طبيعية وكأن شيئا لم يحدث.

ومضى يوما يليه آخر ولم يتصل بى!

ولن انكر اننى بين الفينة والاخرى كنت اهرع الى الهاتف مع كل رنين على أمل أن يكون هو..

إلى أن بدأ يدب اليأس الى قلبى ، وحينها انتزعته من رأسى وعادت حياتى طبيعية كما السابق..

إلى أن أتت تلك اللحظة لأفيق من نومى على أزيز هاتفى!!

كان زوجى بجانبى غارق فى النوم والساعة قد تخطت الثانية بعد منتصف الليل..كان رقما غريبا!!

لم يأتى ببالى حينها ان قد يكون المتصل هو ، فظننت أن ثمة أحد قصد شخصا آخر وأخطأ فى رقمى.

جعلته على وضعية الصامت وعدت لأنام ، فلما استيقظت فى الصباح وجدت ما يزيد عن خمسة عشرة مكالمة ورسالة يطلب منى فيها أن أتصل به فور قراءتى لها.

شعرت بقلبى يخفق بعنف..وصرت اقول لنفسى : ماذا افعل؟؟

فى البداية كان صوت العقل هو الغالب وفكرت ألا أعبأ باتصلاته ورسالته ، ولكن!!

قلبى سامحه الله غلبنى ووجدت نفسى لا إراديا اتصل به.

حينما سمعت صوته ارتجفت يدى وخفق قلبى وكادت قدماى ان تعجز عن حملى!!

جاء صوته رقيقا للغاية وكأنه يهمس فى أذنى.

طلب منى أن أحادثه عبر الانترنت ليتسنى له الحديث باستفاضة..

ولأن طبيعة عمل زوجى كانت تتيح لى المبيت وحدى فقد اقتنصت فرصة مواتية فى ذات اليوم الذى طلب فيه منى ذلك.

مرت ساعتين على المكالمة ..

بعدها جلسنا لتناول الغداء انا وزوجى وعلى غير عادتى جلست صامتة أتناول طعامى بشرود..

فسألنى كريم: فيم تفكرين؟!

انتبهت بارتباك : لاشئ

ابتسم برقة ثم قال :سارة!! ما رأيك لو رافقتينى الليلة؟..على الاقل تخرجين من هذا الروتين الممل.

حاولت التحجج بكون حالتى المزاجية لا تتطلب مثل هذا الامر ولاسيما الليلة..

فى الحقيقة استجاب لى دون جدال طويل وتركنى على راحتى بالرغم مما قرأته فى عينيه من رغبة قوية فى اصطحابى معه..

لا اعلم ماذا اصابنى حينها حيث اطلت النظر اليه دون ان يشعر..

تشبعت عيناى بملامحه..كان وسيما وهادئا ولم يكن به ما يعيب ..

إذن ما الذى يجذبنى فى هشام؟!

ألأنه الحب الأول أم لأنه فضل على أخرى فنَمَت بداخلى رغبة متوحشة فى استعادة ما كان لى؟؟

ولكن كريم لا يستحق ابدا ان اخونه ولو بمجرد التفكير فى غيره..

كلما نظرت اليه احتقرت نفسى..

كيف اعيش معه فى بيت واحد وآكل معه على طاولة واحدة وانام معه فى فراش واحد وقلبى وعقلى منشغلان بمن باعنى فى الاصل وتخلى عنى..

شئ ما يجثم فوق صدرى..يقيد احاسيسى ومشاعرى..أحاول فى مشقة ان اخرج عن هذا الخاطر..

الى ان اتت ساعة الرحيل!!

أعدت الحقيبة التى سيأخذها معه ووضعت فيها ما يرغب من اغراض وكذا ملابس واغيرة..

وما ان انتهى من ارتداء ملابسه التفت الى وانا جالسة على السرير خلفه افكر بشرود.

وكان هو حينها يحكم عقد رابطة العنق ثم قال متعجبا: ليست عادتك ان تتركينى أضبطها بنفسى..اين لمساتك السحرية؟؟

انتبهت له وانا ابتسم ابتسامة مغتصبة ، ثم نهضت ودنوت منه ومن ثم قلت: آسفة حبيبى.. فقط شردت قليلا.

لامس وجنتى بحنان ثم قال ملاطفا: يجب ان تعالجى من هذا الشرود فقد اصبح زائد عن الحد.

ارغمت نفسى على الابتسام وانا امسح على اطراف ملابسه ثم غيرت دفة الحديث وقلت مادحة: تبدو وسيما جدا فى هذه الثياب.

تظاهر بالغرور وهو ينظر لنفسه فى المرآة ويده تتمم على رابطة العنق ثم قال مداعبا: هل هذا يعنى انى بهذا الشكل سأصير جاذبا للنساء؟

ضربته بخفة لثقل مزاحه ..

فعاد يحتضنى قائلا: كنت امزح ..صدقينى ما رغبت يوما أن تعجب بى امرأة ولا ان احظى بحبها مثلما رغبت ان يكون ذلك منك انت.

ااه يالمرارة كلماته..كدت ابكى ولكنى تماسكت الى ان ودعته .

وعدت الى غرفتى كئيبة..

وبدأت اصارع نفسى لئلا انجرف وراء الوهم وآثرت انتزاع هشام من رأسى والالتفات لحياتى ..

واشتد الصراع حتى كاد رأسى ينفجر!

وفى اللحظة التى كنت اصارع نفسى فيها ..جاءتنى رسالة منه يدعونى فيها لمحادثته عبر الانترنت ...

لو كنت امتلك ايمانا قويا حينها لتغلبت على شيطانى وقمت بمسح رسالته ورقمه بل واستبدلت شريحتى لاقضى على كل خيط به قد يصل إلى..ولكننى استسلمت لشيطانى وهرعت الى الحاسوب!

وماهى الا دقائق قليلة وأصبحت على اتصال مباشر به،

كان الاتصال صوتيا.

كنت اجلس امام الحاسوب وجسدى ينتفض تماما كقلبى !! ..لا ادرى ما الذى يحدث لى ؟؟

صوته كان احب الى من كل شئ.

وجدت لذة فى الحديث معه لم اجدها فى شئ آخر فى حياتى..لم اعد افوت يوما الا واكلمه على الهاتف او على الحاسوب.

وكما هى عادة مثل تلك المحادثات تبدأ بريئة عفيفة لا شئ فيها ثم تتطور رويدا رويدا الى ما كنت اعده خطئا يستحيل ان اقع فيه وان كان الامر لم يتطور الا كلاميا فقط لاننى رفضت رفضا قاطعا ان يرانى فى الكاميرا او حتى بصور لى ارسلها اليه ولعل هذا هو الشئ الوحيد الصحيح الذى فعلته.

ولا اراديا صار كريم اكبر عائق لى فى الحياة .

تبدلت مشاعرى تجاهه للنقيض حتى بدأ يبدو ذلك جليا فى تصرفاتى وحياتى معه .

كنت قليلة الكلام معه واذا تحدث الى لا يجد منى سوى الجفاء .

كنت أقابل لمساته الحانية بضيق ونفور حتى انه واجهنى بهذا التغيير صراحة ..

ولأنى أجبن من ان اعترف له بالحقيقة بررت ذلك باننى اعانى نفسيا ولا اعرف سبب هذه المعاناة واننى حينما اختلى بنفسى اجد نفسى غير راضية عما افعل .

كان اكثر عقلانية فى احتمال تجاوزاتى بل وسعى لعلاجى بالاتفاق مع احد الاطباء النفسيين ولكنى ابيت الذهاب وتحججت له باننى لست مجنونة .

حاول اقناعى بأن الذهاب الى الطبيب النفسى لا يعنى اصابتى بالجنون ، ولكنى ركبت رأسى .

بدأ كريم يقلق من هذا المنحى الخطير الذى انزلقت فيه حياتنا ولكنه وبالرغم من ذلك لم يتهور وظل على وفائه معى ، وعلى عكس شهامة كريم وقدرته على تحملى كان جارنا سالم كثير الشجار مع زوجته.. لا يكاد يمضى يوم الا وسمعته يصيح مزمجرا ، وكثيرا ما كانت تأتى الينا لتشكوه لى تارة ولكريم تارة اخرى والذى احيانا قد يتدخل للصلح بينهما ..

وعلى الرغم من ان مريم جارتى ودوده ولم ار منها سوءا منذ ان اقمنا فى شقتنا الا اننى بدأت أستشعر الضيق منها ومن شكواها لما تبديه دائما من ثناء مبالغ فيه على كريم ..

مع انه من المفترض ان يسعدنى ذلك الا اننى كنت اشعر انها تتمنى فى نفسها ان لو كان كريم زوجها وليس سالم ..

بنيت أوهاما بشانها وعليها أصدرت حكمى فأصبحت أفسر كل فعل وكل كلمة وكل إشارة على أنها اعجاب بكريم .

وضعنى هذا الوهم فى صراع حقيقى بينى وبين نفسى .

ان كنت احب كريم حقا فلماذا هذا التعلق الجنونى بهشام ؟! وان كنت احب هشام وارغب فى التخلص من كريم فلماذا الغيرة عليه اذا من مريم ؟!

لم يستوقفنى هذا السؤال كثيرا ومضيت فى ضلالى واسمريت باتصالى بهشام تماما كالمعتاد ..

واتخذ اتصالنا منحى جديدا اكثر خطورة حيث اظهر لى صراحة رغبته فى الزواج بى .. كانت مفاجأة كبيرة ان قالها صراحة .. صحيح اننى تمنيت ان اسمعها ولكنى لم اتوقع ان تصدر منه ولا سيما فى هذا التوقيت.

صار فى كل محادثة يلح علىّ لانفصل عن كريم حتى انه لمح لى باحتمال انهاء حياته إن لم أفعل!!

ولكن كيف اتخلص من كريم وهو امام اهلى زوج مثالى لا يعيبه شئ "وكان كذلك بالفعل" والأدهى انه محبوب لديهم بطريقة غير عادية.

اقترح علىّ هشام ان اتحجج بموضوع الانجاب ولكنى خشيت أن يكون قد قام بعمل تحاليل دون ان يعلمنى وتكون نتيجتها لصالحه ..حينها سيزداد وضعى سوءا امامهم!!

بالرغم من اننى متيقنة فى قرارة نفسى أن شهامته قد تصل الى حد اخفاء نتيجة التحاليل ان كانت فى صالحه لئلا يجرحنى الا ان عمى قلبى أوصلنى الى حد التعامى عن كل شئ ، فلم أعد أرى فى حياتى كلها سوى هشام..

وماهى إلا لحظات قليلة حتى خطرت لهشام فكرة شيطانية قال أننى بها استطيع التخلص من كريم دون ان يُلقى باللوم علىّ..

فسألته متلهفة: وماهى؟؟

فأجاب بسؤال: هل تستطيعين استدراج جارتك تلك التى حكيتى لى عنها سلفا الى منزلك؟؟

فقلت متعجبة: ولماذا تريدنى ان استدرجها؟؟

اجابنى بخبث: الحل الوحيد للخروج من هذه المعضلة هو ان نثبت لأهلك خيانة كريم.

نَغَزنى قلبى بعنف حينما سمعت منه ذلك واستحال علىّ تخيل مثل هذا الامر!!

واستطرد يحيك خيوط المؤامرة وأنا أسمع فى ذهول!!

وما ان انتهى قال لى: لم تجيبينى ..هل تستطيعين استدراجها فى وجود كريم؟؟

قلت له بالفطرة: حتى وان نجحت فى ان يخلو بها لن يقع كريم فى هذا الشراك ، فأنا اعرفه جيدا.

رد علىّ مغتاظا: ولماذا كل هذه الثقة ..أليس رجلا؟؟

قلت: بلى !! .. ولكن....

قاطعنى محاولا اقناعى بأن الرجل شهوانى بالفطرة واذا ما خلا بامرأة فحتما سيقع فى المحظور ولاسيما ان الشيطان ثالثهما.

فقلت له: ان وضعك القدر فى ذات الموقف فهل يعنى هذا بأنك ستفعل كما قلت؟؟

كان ذكيا الى حد اقناعى بأنه يختلف عن هؤلاء الحمقى الذين يقعون فى هذا الشراك ، وانه لم يحب ولن يحب غيرى..

لم يتركنى ابرح مكانى الا وقد اقتنعت بكل كلمة بثها فى عقلى ، وسيطر علىّ وكأنه سحر قوى المفعول!!

وسيطرت علىّ الفكرة حتى انطلق عقلى يخيل لى كريم فى احضان مريم ..

بنيت اوهاما واساطير حتى كاد قلبى ينفجر غيظا!

سبحان الله !! ألغيت عقلى ونزعت من قلبى ما كنت على اقتناع تام به واستبدلته بأوهام لا صلة لها بالحقيقة!!

وعاد كريم من سفره الى حياة الفتور التى افتقد فيها ملاذه الآمن وسكنه الهادئ وحبه الاوحد .

عاد مهموما حزينا الى عش الزوجية الذى حولته بأفعالى الى خرابة ينعق فيها البوم أينما حل!!

لم أهرع اليه لأحتضنه مثلما كنت افعل ، ولم يلقى منى سوى كلمات ترحيب فاترة.

رأيت الحزن فى عينيه الوديعتين ..

براءتها كانت تجلد قلبى بلا هوادة!!

لم استطع ان أطل النظر اليه فخشيت ان تفضحنى عيناى ، ومضى هو الى الغرفة بوجه كئيب.

كنت قد اعدت السفرة وذهبت الى المطبخ لآتى ببقية الاطباق..

ولكنه باغتنى فجأة وبدون سابق انذار بجذبة قوية كادت ان تخلع ذراعى فأجبرنى على الالتفات اليه ومن ثم قال بنفاذ صبر:أى جرم ارتكبته لاستحق منك هذه المعاملة؟؟ ماذا فعلت لك هاه؟؟!! هزنى بقوة وهو يستطرد بحنق: تكلمى!!

تضايقت كثيرا من جذبته القوية واسلوبه العنيف وكدت افقد اعصابى.

كلانا كان منفعل وكل منا يحمل فى قلبه ما يجعله عاجز عن السيطرة على اعصابه .

كل منا يأبى أن يهدأ لنتناول حوارا عقلانيا مبنيا على المنطق..

فى الواقع تلك هى المرة الاولى التى اراه فيها بهذه العصبية وللأمانة كان الحق معه.

وبدلا من ان اهدأ كى لا يتطور الامر مضيت فى تكبرى وعنادى حتى وصل بى الامر الى حد التجريح الصريح فيه وفى رجولته.

كانت الجملة التى سقطت من فمى ثقيلة كالحجر الذى يهبط من قمة جبل ..صكت سمعه ثم ألقت بنفسها تتفجر على الارض تصيب وتدمى شظاياها!!

فلم اشعر بنفسى الا وبكفه يهوى بعنف على وجهى فارتميت على الارض لفرط قوته ، ثم تركنى وذهب..

خرج من البيت مخلفا نارا مشتعلة فى قلبى.

ركضت الى غرفتى ابكى بهيستيريا ..لا اصدق انه فعلها..لقد ضربنى!!

كنت مصدومة الى حد كبير!!

كل ما سيطر علىّ تلك اللحظة انه لم يعد يحبنى فخلعت من اعماقى ما كان فى قلبى له من بقايا وُد خلفتها عشرته الحسنة ، ونسيت اننى بأفعالى التى هى بثقل الجبال قد اخرجته عن شعوره ، بل وجرحته جرحا عظيما لن تمحى آثاره!

وبقيت وحدى منذ ان خرج الى سكون الليل.

ولشدة البكاء غلبنى النوم ..نمت ولا تزال آثار دموعى تتسلل على وجنتى ببطء وكأنها تخشى ان توقظنى.

لم يمضى الكثير حتى فوجئت بقرع قوى على الباب أفزعنى من نومى ، فهرعت الى الباب فإذا بمريم فى حالة يرثى لها..

فأدخلتها وانا لا زلت اجهل ما حدث..

بالرغم من ان فىّ ما يكفينى الا انى اخفيت عنها ما انا فيه وبدوت امامها طبيعية.

بعدما هدأت فهمت منها انها تشاجرت مع سالم " زوجها" وطردها من البيت وهى وحيدة وليس لها من تلجأ اليه فجاءتنى رسالة ضمنية منها انها اتت مستجيرة بى لاستضيفها عندى لحين ايجاد مأوى بديل.

حينها قلت فى نفسى " وكأن القدر بعثك الىّ للمضى قدما فى تنفيذ خطتى"

وجدت نفسى ارحب بها ترحيبا مبالغا فيه واوصيتها الا تهتم بأمر المبيت فبيتى هو بيتها.

فى تلك اللحظة بالذات تحولت الى شيطان ..نعم شيطان..احسست نفسى غريبة فنفسى لم تكن هى نفسى ..

ملأنى الحقد والبغض وصرت اكرهها واكره كريم مع ان كلاهما لا يستحق ذلك.

ووجدت ان اليوم هو انسب يوم للتنفيث عن غِلّى فيهما ولاسيما انها تجهل رجوع كريم من سفره وكذا هو يجهل وجودها عندى.

بعد حديث قصير دار بيننا أتيتها بملابس للنوم والحيت عليها الا تستحى منى وكأن البيت بيتها ..فى البداية ابدت تحّرُجا فى حال عودة كريم ولكنى طمأنتها بأن ميعاد عودته لم يحن بعد فأخذت منى الامان وعلى اثرها خرجتُ من الغرفة..

وحينما تأكدت من انها نامت اسرعت باستبدال ملابسى وخرجت متسللة دون ان تشعر هى بى.

بعد خروجى صعدت الدرج للطابق الذى يعلونا ليتسنى لى الاختباء وحتى اتمكن من رؤية كريم اذا ما اتى.

جاء فى بالى حينها ان اعلم هشام بالامر ليتصل بسالم لانى لو فعلت سيكتشف صوتى..

وماهى الا دقائق قليلة واتى كريم!!

وانتظرت حتى دخل الشقة..

ظل قلبى يخفق بعنف!!

وبدأت اسأل نفسى..ترى هل سيقع كريم فى الفخ ام انه سينجو؟؟

قطع علىّ حبل افكارى خطىً راكضة على الدرج تقصد شقتى!! انه سالم ما ان طالت يده الباب حتى طرقه بعنف.

كاد ان يكسر الباب لفرط غيظه.

برز له كريم وكان بمفرده وعلى ما يبدو انه لم يتسنى له معرفة وجود مريم بالشقة والا ما كان ليفتح لسالم بهذه السرعة؟!

ودار حوار عنيف كان مبعثه من سالم..اخذ فيه يطعن فى كريم ومريم واراد ان يقتحم الشقة ..

تلك الجَلَبة جذبت الجيران فالتفوا حولهما محاولين التهدئة .

تعامل كريم مع الموقف بنية حسنة لاعتقاده الجازم بأن سالم حتما يعانى من لوثة عقلية غير آخذ فى الحسبان ان ثمة مؤامرة قد حيكت له.

ولم يتنازل سالم الا عن اقتحام الشقة ليتأكد بنفسه ، حاول كريم منعه للحفاظ حلى حرمة البيت ظنا منه انى بالداخل ولكن سالم دفعه بغتة وهرع الى الداخل!!

فى تلك اللحظة حاولت التسلل لاندس بين الموجودين وكأنى اتيت من الخارج للتو وسألت الجموع:لماذا تتجمعون هكذا؟؟

بدوا مذهولين بعض الشئ فكريم منذ لحظات تحجج لسالم بأن للبيت حرمة فكيف اقف بينهم الآن بعدما اتيت من الخارج ؟!

اندفعت داخل الشقة ففوجئ بى كريم ادخل من بين الموجودين فبدا مصدوما ورأيت فى عينيه سؤالا عن هوية تلك النائمة بالداخل ان لم تكن انا؟؟!!

كان ذلك فى ذات اللحظة التى خرج فيها سالم من الغرفة يجر مريم من شعرها وكانت مرتدية قميص النوم الذى سلمتها اياه بيدى والذى بسببه خُدِع كريم وظن انها انا.

كادت مريم ان تهلك فى يد سالم وتلهّى بها الناس محاولين انقاذها اما كريم فلم يكن منشغلا سوى بالنظر الىّ..لن انسى تلك النظرة ابدا..وكأنه قرأ ما تخفيه خبايا نفسى..

وتقهقرت للوراء حينما اندفع سالم ليمسك بتلابيب زوجى..

وأخذت اركض واركض..

خفقان قلبى كان كما الطبول..استوقفت سيارة وانطلقت بى ولا يزال قلبى يخفق وجسدى لم تفارقه الرجفة!

لا يزال عقلى حافلا بذكريات ذلك اليوم فقد كان مأساويا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

ومضى الحادث بمأساته ونجوت بفعلتى وكان نجاح الخطة مبهرا وعلى اثرها انفصلت عن كريم وتزوجت من هشام.

وتوالت المفاجآت..وان شئت قل صدمات.

لا اكاد افيق من صدمة الا واقع فى اختها..ولا يكاد يمر يوم حتى ابيت باكية..اهذا الذى ضحيت بكل شئ لاجله؟!!

كانت الخيانة احب اليه من الوفاء والضلالة اقرب الى فؤاده من الهداية ..

بل والادهى من ذلك غيرته !! تلك التى كنت اعدها عيبا فى كريم ودائما ما كنت اصنفها على انها "انعدام الثقة بالنفس" الآن ادركت كم كنت غبية ، وان غيرة كريم فى مضمونها معتدلة فلم تكن سوى دليل على رجولته التى مهما سطَّرت فيها من اشعار لما وفَّيْت.

اما هشام فكانت شك ولا معنى لها سوى ذلك..كانت شك فى كل كلمة وفى كل نظرة بل وكل نفس!

كان يعد علىّ خطواتى بل وانفاسى..

منعنى من حمل جوالى الشخصى حتى جهاز الحاسوب لا يحق لى الجلوس عليه بمفردى وكأنه يخشى من ان اكرر معه نفس المأساة التى وقعت لكريم.

وقد قالها لى صراحة: "ما الذى يضمن لى الا تخونينى مع غيرى مثلما فعلت مع كريم؟"

ااااه..يالها من كلمات شطرت قلبى نصفين ، وكأنه عقاب الله لى على ما اقترفت من آثام ، ولمَ لا وقد شابهت بنى اسرائيل فى قوله تعالى "اتستبدلون الذى هو ادنى بالذى هو خير"

نعم..استبدلت هشام بكريم وشتان بين الاثنين.

خُدعت بكلامه المعسول ووعوده الكاذبة وجاذبيته الزائفة.

اكتشفت انه بارع فى الكذب والخداع والأمرّ انه ابرع فى الخيانة، ولم يكن تظاهره لى بالحب سوى مؤامرة محكمة الحلقات تُلَف خيوطها حول السذج امثالى وساعده على ذلك تلك الرغبة الشرسة الضارية فى استعادته ولو على انقاض حياة انسان آخر..

ولان الجزاء من جنس العمل لم يكن كافيا ان آوى الى فراشى كل ليلة بدموع لا تجف حتى الصباح ، فكان يجب ان اتجرع من نفس الكأس الذى اعدته لكريم ومريم.

فمنذ ان تزوجت من هشام وانقطعت كل صلة لى بأهلى كان ذلك لاكثر من سبب اهمها : انه دائما ما يتعمد الاساءة اليهم حتى انه منعنى من زيارتهم ولانهم لم يرغبو فيه كزوج لى من البداية وكعقابا لى لاننى ركبت رأسى ونفذت ما اريد تنصلوا منى ولفظونى بل تركونى لقمة سائغة له..

ظهر ذلك جليا حينما حاولت الهروب من سجن هشام ولو لايام قليلة ابيت فيها لدى اهلى ربما تهدأ اعصابى من جحيمه فكانت النتيجة ان اغلقوا بابهم فى وجهى!

عدت ادراجى بعد ان خاب رجائى..اثناء عودتى راودتنى فكرة الانتحار!!

لم اكن اتخيل يوما ان اصل الى هذه الحالة ولكن هذا ما حدث!!

وما حفز لدى الفكرة اننى كنت اسير بمحازاة البحر وأمواجه الهائجة والتى تصطدم بصخورالشاطئ الكبيرة كانت تدنو وتنحسر ، وكلما دنت ظننت انها تريد ابتلاعى!!

تغلبت على خوفى ووقفت اعلى الجسر ونظرت امامى فإذا بسواد عظيم..فالبحر بالليل ليس كما النهار ..

صوته يجلجل أذنى ويقلقل فؤادى ، ولونه اسود كظلمة الليل الحالك.

جاهدت جُبنى واغمضت عينى وكدت القى بنفسى فيه ..

فاذا بعقلى يستعيد لا اراديا قول الله تعالى" ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما*ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا*"

فأمسكت نفسى فى آخر لحظة وردعتها ثم قلت فى نفسى"شقائى فى الدنيا مهما طالت قسوته وازدادت مرارته فبإمكانى تحمله ، اما وعيد الله للمنتحر فلا طاقة لى به"..

وعدت مرغمة نفسى على تحمل مرارة الامر الواقع.

وقلت لنفسسى اثناء عودتى: لمَ لا تحاولين معه من جديد..حطمى ما بينكما من حواجز واجعلى البداية تأتى منك..احيى ما كان بينكما من حب ومشاعر ملتهبة اخمدتها الفرقة وطول الخصام.

وعدت الى البيت وفى نفسى من العزيمة ما هو كافى لتقديم كافة التنازلات .

اقبلت الى البيت متفائلة وقصدت غرفتى ودفعت الباب....

فجمدتنى الصدمة!!

افزعنى المشهد وافزعتنى الحقيقة ، وما افزع الحقيقة للغافلين!!

رايته واخرى فى فراش واحد!!

شعرت بالارض تميد بى وكأن زلزال قوى ضربى فكدت اسقط ولكنى تماسكت.

وبدلا من ان يحاول تبرير فعلته الشائنة او حتى الصمت فى خزى وعار كرد فعل طبيعى لما رأيت!! نهض غاضبا ونهرنى بتبجح وخرجت من هذا كله بأننى الملومة لعودتى فجأة ولا شئ عليه فى جريمة **** مكتملة الاركان!!

فقلت له بسخرية مريرة: اعدك المرة القادمة ان اخبرك بقدومى قبل ان افعل..اللوم عليك .. لمَ لم تخبرنى من البداية على الاقل ما كنت لاندفع هكذا فجأة بدون استئذان!!

ازعجه تهكمى فرد علىّ بوقاحة: والآن عَلِمت ..ماذا تنتظرين؟؟

رده اخرجنى عن شعورى فلم استطع ان اكظم غيظى وهويت بكفى على وجهه لو لم افعل ذلك لمُتُّ كمدا ، فلم يكن منه الا ان انهال علىّ صفعا حتى كدت ان اهلك فى يده ، ثم جرنى خارج الغرفة الى ان وصل باب الشقة ومنه دفعنى بعنف فسقطت على الارض ..

وقبل ان يغلق الباب بوجهى القى الىّ بصدمة كادت ان تصيبنى بالجنون.."لقد كانت من بالداخل زوجته ..عقد عليها قبل ثلاثة ايام بحسب قوله وحتى لا يعترينى الشك دخل ليأتينى بعقد الزواج والصقه بوجهى..

بعدها عاد واغلق الباب بوجهى تاركا ايا انظر للفراغ كمن اصيب بلوثة عقلية !!

وبينما انا فى مكانى ولا زلت عاجزة عن استيعاب الصدمة اذا به يقذفنى بصدمة اخرى اثقل من الحجر حيث فتح الباب ليكمل ما نسى قوله ..

وقالها بنبرة ابرد من الثلج: "انت طالق"

ٍنهضت وانا ابكى واخذت اركض بلا توقف..دموعى الدافئة تدفئ وجنتى التى ذاقت لسعات البرد.

لم يكن لسكون الليل منافس سوى حرقة انفاسى تخرج بأنين لا يصل سواها الى اذنى.

خرجت من منزل هشام والمأساة التى وقعت تتسرب الى كيانى قطرة بعد قطرة!!

نظرت للسماء فاذا ببرق يخطف الابصار..واذا بصوت الرعد يمزق سكون الليل ويبدده..ومن بعدها تدافعت قطرات المطر تهطل بغزارة فوق رأسى حتى اختلطت بدموعى.

وفجأة وجدت نفسى اواجه حاضرا ليس لى فيه سوى الخواء!!

وكلما زاد خواء الحاضر جرى النبش فى الماضى الجميل..

وعلى سيرة الماضى الجميل الى استجلبتها ذاكرتى المجروحة توقفت فجأة عن المسير!!

واذا به يسير ورأسه تغشاها المظلة..لم اصدق عينى.. انه كريم!!

وجدت نفسى لا اراديا اسير خلفه ولم يكن يفصل بينى وبينه سوى بضع خطوات.

فحدثتنى نفسى ان استوقفه لانكب على قدميه كى أقبلها ليسامحنى .

كم افتقدت أحضانه الدافئة ولمساته الحانية .

وفجأة انعطف يمينا ليقصد منزلا لا أدرى ان كان منزله الجديد قد اتخذه بديلا عن الاخر ، ام انه كان فى زيارة لأحد أصدقائه ؟؟

وجدت نفسى اصارع صراعا مستميتا لأحادثه ، وحدثتنى نفسى ان اطرق الباب كى يخرج الى فأطلب منه أن يغفر لى وان يسامحنى .

أصبحت أمنيتى الوحيدة الان هى ان أسمع منه كلمة عفو أسترد بها حياتى المسلوبة.

واردت ان احسم الامر .. فاندفعت أطرق الباب بيدى المرتجفة ولا زالت الامطار تغرقنى بقطراتها .

ولم تمض لحظات حتى فًُتح الباب !!

رسمت معالم الدهشة على وجهه عندما رآنى فقال مذهولا : سارة !

حاولت التغلب على عقدة لسانى وانا أجيب متلعثمة : كريم !! أنا !! ثم اندفعت فجأة وقلت باكيه : أرجوك سامحنى .

انطلقت ابكى بحرقة وأنا أظهر له ندمى على ما فعلت وتوسلت اليه ألا يتخلى عنى ، وأن يعطينى الفرصة لأبرهن له على صدق قولى ..

كل هذا وهو ينظر الىّ صامتا وكأنه لم يسمع شيئا .

أخذت ارجوه ان يتكلم..ان يقول شئ.

فإذا به بعد طول صمت يقول لى بهدوء: لم يعد يجدى الآن يا سارة!!

قلت بمرارة: لماذا لم يعد يجدى؟؟ مازالت هناك فرصة لـ....

استوقفنى عن المضى فى الكلام صوتٌ انثوىٌ آت من الداخل يسأله: مع من تتحدث؟؟

لم يكن غريبا علىّ ذاك الصوت وقبل ان استفسر منه عما سمعت ، اذا بها تأتى من خلفه لتفاجأ بى تماما مثلما تفاجأت بها!!

اتسعت عيناى بذهول وبدوت وكأن الصدمة جمدتنى وقلت بذهول: مريم!!

رأيت عينيها كجذوتين من نار واندفعت بعد ان كادت تفقد اعصابها وهى تقول لى بأنها شكتنى الى الله واخذت تردد بحرقة:" حسبى الله ونعم الوكيل"

كلمات خفيفة على لسان المظلوم ولكنها اثقل من الجبل على قلب الظالم.

لم يكن من كريم الا ان احتضنها بحنان ليهدئها ومن ثم قال لى انها الآن زوجته!

هذا الحضن الدافئ الذى طالما جحدته صرت الآن الهث لاستعيده ولكنه لم يعد الآن ملك لى!

تلك هى اللحظة الوحيدة التى استشعرت فيها طعم اليأس..كان كالغصة التى أمرّت حلقى وأدمت قلبى وانهار معها كل كيانى.
ولو اننى تدبرت قول الله" ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب" لما آل حالى لما انا عليه الآن.


وحيث وقف كريم يحدثنى بعد اقناعه لمريم بالدخول:قال لى بهدوء انه اذا ما تفضلت بعدم المرور عليهم مرة اخرى فإنه يكون شاكرا.

كان لا يزال محتفظا بذوقه العالى حتى فى اللحظات التى من حقه فيها ان يثأر لنفسه.

واضطررت للمغادرة بعد ان أُغلِق بوجهى آخر باب للامل.

ولم يكن امامى خيار فى هذا البرد القارص والامطار الغزيرة الا السير الى حيث المجهول!!

اخذت اسير تحت المطر فى طريق خاوى الا من الشجيرات المبتلة بالماء حتى كلّت قدماى وتضاءلت انفاسى ومن بعدها سقطت وسط الطريق لا اشعر بشئ من نفسى الا بالبرودة تلسع اطرافى ، ومعها يكاد جسدى يتجمد.

رويدا رويدا عاد الدفء ليغمر جسدى من جديد ..واستُبْدِلت الارض بفراش وثير !!

قرع الخطى يطرق اذنى عن مقربة وسمعت صوتا وكأن احدا يغلق نافذة .

كنت كمن علق بين الحلم والحقيقة!!

وكلما غاصت اصابعه الحانية فى شعرى ازدادت معها استفاقتى ..

وانتفضت من نومى مفزوعة واذا بكريم يطالعنى بوجهه الهادئ وعينيه الوديعتين!!

اخذ يهدئنى لما رآه من فزع فى عينى ومن ثم ناولنى كوب ماء فتجرعت منه بيد مرتجفة وقبل ان يسقط الكوب تلقفه من يدى.

بعدها انفجرت فى البكاء وحينما اراد ان يستوضح منى عجزت عن التكلم.

حينها آوانى الى صدره ليشعرنى بالامان واخذ يربت على ظهرى ، وتغافل بطيبته عما صدر منى بحقه وكأنه رأى انه من الانسب ألا يفتح معى اى مجال لعتاب او لوم .

لن انسى تلك اللحظة ابدا فلا زالت دقات قلبه تطن فى اذنى.

قضيت بقية الليل ورأسى على صدره لم يفارقه.

واشرقت الشمس بنور ربها وتسلل شعاع النور عبر زجاج النافذة الى الغرفة .

ففتحت عينى على ذلك النور واذا برأسى ما زالت على صدره وكان لا يزال على وضعه لم يتحرك وكأنه كره ان يتحرك لئلا يقلقنى .

فتسللت بهدوء ودون ان يشعر واخذت حاسوبى ومضيت الى حيث لن يرانى وهرعت سريعا لفتحه ومن ثم طمست كل أثر لمحادثاتى مع هشام وقضيت على كل خيط قد يصلنى بهشام يوما او قد يصله هو بى.

وجدت نفسى ذلك الصباح انسانة جديدة وكأننى استُبدِلت بأخرى!!

وكان علىّ ان اصلح ما افسدته فأعتذرت لكريم عما صدر منى واقنعته بأن ما حدث كان نتاج سوء حالتى النفسية التى تفاقمت بسبب عنادى ورفضى للذهاب معه للطبيب النفسى..

فى الواقع لقد استوعب الامر رغم الجراح التى احدثتها به والتى لم تلتئم بعد ، ومنذ ذلك الحين وانا اعمل بكل ما أوتيت لأكفر عن آثامى فى حق ربى وحقه..

واتضحت الحكمة مما رأيته فى منامى ذلك اليوم وكان سببا فى التغيير الجذرى الذى اصاب حياتى حينما نما الى علمى مصائب هشام من غرامياته التى لا تنتهى وعلاقاته المتعددة وعدم استقراره على امرأة واحدة والاعجب ان مصدر تلك المعلومات هى طليقته نفسها بعد ان التقينا عن طريق الصدفة ومن بعدها جمعت بيننا صداقة قوية..تلك التى حسدتها يوما على ارتباطها بمن رغبت فيه القى بها القدر الىّ كى اعلم مقدار نعمة الله علىّ.

حينها فقط تيقنت ان ما رأيت فى منامى لم يكن أضغاث احلام بل كان نذير من الله لئلا ينزل بى غضبه لرغبتى فى استبدال نعمته .

ولا زلت اذكر نفسى دائما بالآية الكريمة لأتبرك بنفحاتها
" ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب"

كثيرا ما نبنى صروحا من اوهام ونرسم لوحة عطِرة بماء الورد لمستقبل سيصير افضل اذا ما توافق وأمانينا ونسينا قول الله "وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون"


ولازالت المنح تأتينى من مُسدى المنن ، فبعد مدة من دهرى قضيتها فَرْدَى فها أنا ذا أنتظر مَوْلِدَ من كنت أشتاق لرؤياه وأسعد بلقياه ، فما هى إلا أيام وسيأتينى بإذن إلهى كريمى الثانى ذلك الطفل الذى أرجوا أن يكون كريما ككريم فمن شابه أباه فما ظلم.


اتمنى ان اكون قد وفيت فى ما كتبت والى لقاء آخر فى عمل آخر ارجو ان ينال رضا الله قبل اعجابكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

 

عرض البوم صور أميرة الليالى   رد مع اقتباس

قديم 22-12-13, 01:32 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2013
العضوية: 261998
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة الليالى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة الليالى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أميرة الليالى المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي رد: جدار الوهم ـ قصة قصيرة هادفة _ بقلم ايمى

 

يه يا جماعة هو انا نزلتها فى صحرا ولا ايه؟؟؟ ده انا على كده بقى هشد الرحال
ياريت الاقى بادرة امل ده القصة فى مصدرها اتثبتت بعدها بساعتين واخدت لقب موضوع مميز

على العموم الصيد بيعلم الصبر وادينا قاعدين

 
 

 

عرض البوم صور أميرة الليالى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوهم, ايمي, بقلم, ديار, هادفة, قصيرة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية