الفصل الأول
(أنامل قاسية)
راحت تتجول بالمكان وتحدث صوت بحذاءها صوت متناغم يدل على ثقة صاحبة
أو يمكن تلاعبه
مدت يدها الناعمة على الطاولة الصغيرة وتحسستها
بلهجة لبنانية:كيف شفتي هالشئقة
نارا وهي تناظرها وبتفكير: مهضومة, خلاص راح اشريها
الموظف اللبناني:اي بتتهني فيها هلا بننزل تحت تنوئع العئد(نوقع العقد)
نارا مشت وراه وهي مبتسمة صحيح شقة صغيرة بس راقية وتفي بالغرض"هذا الأهم"
عدلت طرحتها على شعرها الأحمر تعبت وهي تدور عن شقة وأخيرآ لقت
___________
في أحدى أكبر مؤسسات المملكة العربية السعودية
المكان يعج بالفوضى والصراخ ينبعث من قسم شؤون الموظفين
واقف قدامها ومنزل راسه بالأرض
وهي تصرخ بعصبية متناهيه:اش الأستهتار ذا انتم جالسين بشركة محترمة كيف
يصير كل ذا
بخوف وهو للحين على حاله:ماادري طال عمرك ناصر هو المسؤول
هدت من نبرة صوتها:ووينه ناصر الحين
بتلعثم:ماادري
بقهر: طيب يصير خير
وطلعت وهي تمشي بسرعة مااثرت على رزانتها والكل يناظرها اللي يعرفونه أن
فيه تلاعب برواتب الموظفين وسمارا مقومة الدنيا
دخلت مكتبها وضربت الباب وراها بقوة راحت للطاولة واخذت جوالها ودورت أسم
نارا
___________
انتهت من توقيع العقد وركبت السيارة وهي تأفف:اووف حر ارفع المكيف وامش
للشركة
رن جوالها وكان اسم (سمارا) منور الشاشة
ردت:هلا
سمارا:نارا وينك
نارا:بطريقي للشركة
سمارا ناظرت ساعتها وكانت٢:٣٠ وقالت بأستغراب:وش قاعدة تسوين من زمان,اساسآ
الدوام خلص
نارا تأففت:يووه أنتي داقه علي تحققين ولأ عندك شئ؟
سمارا تنهدت:ناصر مدير شؤون الموظفين طلع متلاعب فالرواتب زايد راتب بعض
الموظفين وفيه موظفين مااخذو راتب الشهر اللي فات
نارا ادعت أنها للتو تعرف:لاااا الوضع ماينسكت عنه لازم يفصل
سمارا:وكيف افصله بدون علم جدي
نارا ببساطة:طيب قولي لجدي
سمارا بعصبية:نارا الله يخليك ركزي معي شوي,جدي إذا درى بيقول وينك عنه من
زمان توك تعرفين
نارا بأستهزاء:والله أنتي مكبره القصة,يعني هو بيعرف يعني بيعرف قلتيله ولا
ماقلتيله بس لو يعرف منك أكيد بيكون أحسن,بس هاه لازم يفصل عشان يكون عبرة
لغيرة
سمارا:هذا شئ أكيد,يالله باي
نارا:باي
سكرت وارتسمت ابتسامة خبثة على وجهها
بينما سمارا في حيرة عظيمة طول عمرها مثل الجدية والمثالية بالنسبة لجدها
وخائفة بقووة أن صورتها تهتز قدامه
فتح الباب وسكره وراه
بقوة وزع نظرات متفحصة بالمكان
وتنهد بتعب ومشى للصالة الجانبية بخطى ثقيلة ورمى نفسه على أكبر كنبه
كل يوم نفس الروتين يروح للشغل ويرجع هلكان ويتغدا وينام .... ألخ
حياة روتينية بائسة خالية من الحيوية
صرخ بصوت عالي رجولي رج المكان:روز روز
جات روز تركض بسرعة ووقفت وهي تلهث:نأم بابا (نعم بابا)
عزام وهو ساند رأسه على الكنبة ومغمض عيونه للحين:جيبي لي قهوتي
هزت روز راسها:حادر بابا
ورجعت تركض مثل ماجات وقالت لوحده من الخدم تجهز القهوة وتوديها لعزام
وطلعت بسرعة على جناح علا ودقت الباب
علا بصوتها الهادئ الناعم:مين
روز وهي تلهث من التعب:أنا ماما
علا فتحت الباب:اش فيه روز
روز بلعت ريقها وقالت بصوت متقطع بسبب الركض:ب بابا ازام فيه يجي هنا
علا فتحت عيونها:اوك,يالله بسرعة على شغلك
روز هزت رأسها ومشت
أما علا دخلت الغرفة وبدلت ملابسها ببيجامة فوشية بنطلونها ضيق برمودا لفوق
الركب وبلوزتها توب تبين القليل من بطنها فوشية ومرسوم عليها رسمات كثيرة
بالتفاحي
تركت شعرها الأسود اللي يوصل لأكتافها بدرجات حيوية على راحته
وحطت روج وردي وكحل ازرق جوا عينها
علا بنت هادئة ناعمه.ملامحها بريئة ورغم انها عمرها23 الا انها تبين كأنها
مراهقة
رشت عطرها القوي والمثير وراحت تركض بسرعة
وجلست على الكنبة ومسكت مجلة وعملت حالها تقرأ
انفتح الباب ودخل عزام
وهو شايل شماغة وعقاله بأيده وناظر فيها وسكر الباب,وقال بصوت منهك:مساء
الخير
علا نزلت المجلة وابتسمت:مساء الورد
تسللت رائحة عطرها لانفه وهذا شئ غريب لان علا دائم عطورها هادئة وناعمة وش
اللي تغير اللحين((اهاا شكلك بديتي تلعبين بذيلك يابنت حسين,طيب دواك
عندي))
علا شافته طول وهو ساكت ويتأملها وهو يبتسم بسخرية تنهدت((أكيد بيقول أني
ميته فيه ياربيي اووف,ماعليه ياعلا الشاطر من يضحك بالأخير,ولا عاجبك وضعك
ذا متزوجة ومو متزوجة))
تشجعت ووقفت وتقدمت شوي له:جوعان اقول للخدم يجهزوا الغداء
عزام القى نظرة أخيرة لها ولف وجهه وقال بجفاف:لا,ابي انتظر جدي
رمى شماغه وعقاله على الكنب وراح لغرفة تبديل الملابس
علا أصابتها خيبة كبيرة هذا وصل لمرحلة ميؤس منها
ماينفع معه حتى الأغراء
الساعة 3:00 العصر
طلعت سمارا من جناحها ومشت بهدوء ومتردده بأتجاه مكتب جدها اللي بأخر
الطابق الثاني
:اش فيك,اللي يشوفك يقول بتقابلين الوليد بن طلال
سمارا ناظرتها وهي منسدحة على أحدى كنب صالة الطابق الثاني وزفرت: وأنتي وش
دخلك؟
نارا رفعت نظرها عن الأيباد وناظرتها وقالت بدلع:ولا شئ بس اشفقت عليك
سمارا بهدوء:فيك الخير بس لاعاد تشفقين على أحد,خزنيها لنفسك اللي اولى من
اي حد
نارا تسايرها:وليش بالله؟
سمارا بنوع من الأنتصار:ناظري الأرقام اللي بجوالك والشباب اللي عندك
بالببي وغيرها وأنتي تعرفين السبب
نارا عدلت جلستها واختفت
ابتسامتها وناظرت باب مكتب جدها وقالت بنبرة تختلف كل الأختلاف عن نبرتها
السابقة:قصري صوتك يالخبلة
سمارا تستفزها وهي باردة كالعادة:ليش ,خائفة؟
نارا ابتسمت بأستخفاف ولمت شعرها الأحمر الناري اللي يدخله خصل سوداء ويحتل
السواد جذورة على جنب:ماجابته امه للحين اللي أخاف منه-آشرت لها
بغرور-روحي بس لجدك
سمارا كان ودها تلعب بأعصابها زيادة هذي هوايتها ولعبتها المفضلة التخريب
على تؤامها نارا بس كان عندها هم أكبر اللي هو كيف بتقول لجدها عن موضوع
ناصر خصوصآ أن جدها مايحب اي غلط او لبس بالشغل وبألأخص منها لأنها معروفة
بالدقة والجدية بعملها عكس نارا اللي ممكن تستخدم سلطتها بشئ لمصلحتها
وماتفكر بالشغل "نفسها" دائمآ بالمقام الأول
اكتفت بابتسامة نصر القتها عليها وتوجهت لمكتب جدها
دقت الباب بهدوء
جاها صوته الصارم:تفضل
فتحت الباب وسكرته وراها وقالت بهدوءها المعتاد:جدي ممكن آخذ من وقتك شوي
جراح اعتدل بجلسته واشرلها على الكرسي:اكيد تفضلي
سمارا مشت وجلست على الكرسي اللي مقابل لطاولته وناظرت تحت في الأرضية
خصوصآ جلد النمر اللي مبسوط مقابل الطاولة واللي تضع رجولها فوقه لفت نظرها
شكله لأنه باين عليه طبيعي
جراح وهو معقد حواجبه:وش عندك سمارا قولي
سمارا ناظرته وبلعت ريقها:الصراحة جدي أنا جايه بقولك مشكلة تخص الشغل
جراح بنبرة ماتطمن:احكي
سمارا بتلعثم:اليوم بس أكتشفت أن مدير شؤون الموظفين متلاعب برواتب
الموظفين,يعني زايد بعضهم وبعضهم مااخذ راتب الشهر الللي فات
جراح:وأنتي وين كنتي لماصار كل هذا هاه
سمارا:أنا.........
قاطعها بعصبية:من دون
أعذار أنتي ماتدققين على ملفات القسم ولالا,كيف ماعرفتي؟
سمارا بخوف:طال عمرك أنا كنت مشغولة مثل ماتعرف بصفقة شركة ابو سلمان
وماكان عندي الوقت,عمومآ أنا بعوض الموظفين وراح يستلموا راتب الشهر اللي
فات وعليه زيادة عشان اللي صار وناصر هذا بفصله بس قلت اخذ موافقتك أول
جراح هدأ شوي لأنه يعرف الشهر اللي فات كان متعب كثير له ولها ولنارا بعد
وكان الكل مشغول: طيب سوي اللي تبينه,بس هااه ماابيها تنعاد مره
ثانية,يابنتي أنتي تعرفين مؤسستنا لها سمعتها وماابي احد يقول انا مانعطي
موظفيننا رواتبهم
سمارا هزت رأسها:وعد طال عمرك هالغلطه ماتتكرر وناصر هذا خلاص اعتبره مفصول
جراح سند ظهره على الكرسي: تقدرين تروحين الحين
سمارا وقفت:عن اذنك
وطلعت وكانت نارا للحين جالسة مكانها:هاه كيف الموشحات اللي اخذتيها
الحين,ذات جودة عالية ولالا ههههههههههه
سمارا ابتسمت بأستهزاء:جودتها حلوة بس مو مثل جودة اللي اخذتيها قبل شهرين
لماااا,,,, ولا اقول أنتي عارفة قصدي كويس
ومشت بغرفتها وقفلت الباب بقوة وراها
نارا رمت المخدة بقهر وبصوت خافت من بين اسنانها:حيووااانه
___________
في بيت حسن
بيتهم خالي من الحركة والحيوية (بيت روتيني)
جالسين يشربون قهوتهم بهدوء وصمت
حسن(الجد):كيف شايف جو الرياض ياعزام أن شاءالله اعجبتك الجلسة هنا
عزام وهو يناظر قهوته:عادي تعودت
حسن ناظره:يعني بتجلس هنا
عزام تنهد وناظر علا وقال بجفاف:ايه
علا كتمت صرخة فرح بداخلها هي مرتاحة ببيت جدها كثير خصوصآ أن هالبيت
يقربها هي وعزام من بعض أكثر
حسن ابتسم براحة:زين ,أنا
ياولدي مليت من القعده لحالي هنا وأنت تعرف كثر ويش اعزك
عزام بادله إبتسامة باهته:وأنا بعد ياجدي
بصراحة عزام كاره الجلسة عند جده كثير لأنه ببيتهم اللي بالشرقية كان ينام
بغرفة لوحده وعلا بغرفة لوحدها بس من جو هنا صاروا ينامون مع بعض عشان جده
مايشك,ناظر علا يكره هالبنت بحجم كل شئ رغم انها كانت عادية بالنسبة له بس
بعد ماتزوجها "مرغم" صار يكرهها بقووة
علا توجه كلامها لجدها:الا صحيح جدي أنت عندك أخوان صح؟
حسن تجهم وجهه((ياشين ماطريتي)) بضيق:ايه عندي اخو واحد
عزام لاحظ تغير نبرة صوته اللي يعرف وش سببها
اما علا مالاحظت وكملت كلامها بفضول: والله ,وش اسمه ووينه؟
حسن بنوع من الكره:اسمه جراح وعايش هنا بالرياض
علا انصدمت من هالكلام لأنه عمرها ماقابلته:طيب جدي هو أكبر منك ولالا,وأنت
تزوره لأني ماعمري شفته يزورك ولأ أنت بعد حكيت مره أنك بتروح له,وعندك
اخوات
عزام ناظرها بنوع من الصدمة طول عمرها على الصامت وأول مره بعد يكتشف أن
عندها هالكم الهائل من الفضول غريبة هالبنت ومتناقضة بعد
جراح وهو حده متضايق:لا هو أصغر مني-قال بعطف-بعدين حبيبتي أنتي اسئلتك
كثيرة وأنا رجال كبير مااحب الهرج الكثير
علا ناظرت عزام وهو مبتسم إبتسامة رضى عن اللي صار لها وقالت بأحراج:
سوري جدي ماكان قصدي
عزام وقف بهدوء وحط كوب قهوته على الطاولة:عن اذنكم بروح ارتاح
حسن ناظر فيه بحب عزام
بالنسبة له الحفيد والولد اللي يعتمد عليه,رجل مواقف ومتفاني بشغله وشايل
حمل كبير عنه وقال بحنان:روح وانا ابوك ارتاح
مشى بهدوء مبتعد عنهم
حسن التفت لعلا:وش بلاك وأنا جدك جالسة روح الحقي زوجك, الحرمة السنعة تفهم
وش يبي زوجها بدون مايقولها
علا ابتسمت بسخرية على وضعها ((زوجي,ياليت ياجدي يكون زوجي جد,آآه ياجدي
لوتدري عن الخافي ماكان قلت اللي تقوله كان لك كلام ثاني غير ذا))قالت
بطاعة:أن شاء الله جدو
وطلعت فوق وهي تفكر فكلام جدها,ليش مافكرت في كلامه عزام واحد ماتهمه
المضاهر يمكن لو فهمته ولبت كل اللي يبيه تكسب قلبه((هاه ياعلا أجرب
ولالا,طبعآ لازم اجرب عزام يستحق اني اسوي كل شئ عشان اكسبه,وأنا بعد استحق
اعيش احسن من كذا))
فتحت الباب ودخلت وفتحت عيونها على آخر شئ وهي تشوف عزام جالس على السرير
ويناظرها والشرار يتطاير من عيونه,بلعت ريقها وسكرت الباب
عزام وقف وبعصبية:ليش سويتي كذا؟
علا ناظرت حولها مستغربة وفتحت ايدينها بأستغراب:ليش أنا اش سويت؟
عزام ابتسم بأستهزاء:لاوالله, يعني ماتدرين؟,ليه سألتي جدي عن عمي
جراح,يعني مسويه نفسك أنك ماتعرفين انه مايحب يتكلم فهالموضوع
علا اصابتها خيبة أمل كبيرة لهالدرجة يدور اي شئ عشان يهاوشها عليه,هي اش
سوت ماسوت شئ
قالت بصوت واضح فيه الصدمة:وأنا وش يعرفني أنه مايحب يتكلم فيه,بعدين واذا
فتحت موضوع مايحب وش صار يعني, خلاص حصل خير
عزام انقهر منها,صحيح الموضوع ما كان مستاهل
بس مايحب يفوت مناسبة مثل هذي ومايهاوشها