المنتدى :
الارشيف
*&*رحيل رائد الكوميديا فؤاد المهندس *&*
القاهرة - من مروة فتحي: غيب الموت أمس رائدا من رواد الكوميديا الراقية في الفن العربي، وهو الفنان المصري فؤاد المهندس عن عمر ناهز 83 عاما، قضى غالبيتها في أروقة الفن واستديوهاته، بعد فترة مرض صعبة مر بها في السنوات الأخيرة.
شيعت جنازته في حضور فني وجماهيري ورسمي بعد صلاة عصر أمس من مسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين بالجيزة.
فؤاد المهندس ولد في 6 سبتمبر العام 1924 في منطقة العباسية (بالقرب من وسط القاهرة) وكان ترتيبه الثالث بعد أختين شقيقتين هما صفية (رائدة اذاعية) ودرية، ثم شقيقه الثالث سامي، أما أبوه فهو الاستاذ الدكتور زكي المهندس العلامة اللغوي الكبير عميد كلية دار العلوم الأسبق عضو مجمع اللغة العربية الشهير.
وجد المهندس نفسه منذ صغره في بيت هو أشبه بقلعة من قلاع الحفاظ على اللغة العربية، فوالده لا يتكلم الا بالفصحى ولا يطالع سوى الكتب والمعاجم والمجلدات التي كانت دائما تملأ المكان، لذا قيل ان صاحب الفضل الاول في تنمية موهبة فؤاد الفنية، هو والده «زكي المهندس»، الذي أخذ عنه فؤاد كل شيء تقريبا خصوصا خفة الدم وحضور البديهة.
والتحق «جامعيا» بكلية التجارة وبفريق التمثيل، وجاءت مشاهدته للريحاني في مسرحية «الدنيا على كف عفريت» لتقلب حياته رأسا على عقب، فجعلته أحد حواري هذا الفنان الكبير، ولهذا السبب رسب عامين في الكلية قبل أن يتخرج ويتقرب أكثر من الريحاني ليحضر بروفات مسرحياته ويتعلم كيف يقف على خشبة المسرح.
وظل الراحل ينتظر اللحظة التي يتم فيها الاعلان عن ميلاده كفنان في فرقة الريحاني، لكن أستاذه رحل فجأة، ودفع رفيق عمر الريحاني الفنان بديع خيري بابنه عادل خيري للقيام بأدوار الريحاني.
وفي هذه الفترة الحرجة تكونت فرقة « ساعة لقلبك» من مجموعة فنانين أصبحوا نجوم الكوميديا في مصر منذ تلك الفترة، وكان فؤاد المهندس واحدا من هؤلاء وكان ذلك عام 1953، وأصبحت شخصية «محمود» الزوج الطيب للزوجة المناكفة على كل لسان في مصر ولكنه ظل يحلم بالريحاني والادوار الدرامية الكبيرة وظل يطرق كل الابواب.
ومع بداية الستينيات بدأ التلفزيون ارساله وكانت تلك فرصة كبيرة ليظهر في برنامج «وراء الستار» مع الفنانة الراحلة سناء جميل، فكرس شهرته بين الناس.
قبل أن تأتي الفرصة الكبرى والخطوة الحقيقية للانطلاق بعد انضمامه الى مسارح التلفزيون عندما تحمس له الفنان سيد بدير ويشتري التلفزيون من فرقة الريحاني «السكرتير الفني» الذي كان الراحل سيد بدير يستعد لكي يلعب بطولتها أمام فنانة شابة دخلت حديثا الى عالم الفن وهي الفنانة «شويكار طوب صقال»، لكن الظروف الطارئة اضطرت بدير للسفر الى تشيكوسلوفاكيا وأسند بطولة المسرحية الى الفنان فؤاد المهندس.
واحتضن فؤاد المهندس شخصية «ياقوت أفندي» وهو دور أستاذه العظيم الريحاني، وينطلق بسرعة الصاروخ بعد أن ذاع اسمه على كل لسان وعلى كل صفحات الجرائد والمجلات وانتقل من نجاح لاخر.
وحرص على أن يقدم في كل أعماله الضحكة البسيطة دون ادعاء وكان شعاره «الضحك للضحك» فقدم «سيدتي الجميلة» التي فرضت شهرتها الضخمة، ثم «أنا وهو وهي» التي كانت تتنبأ بأزمة الاسكان الحالية، وكان ظهورها ايذانا بانتهاء حقبة كوميدية كاملة تعتمد على اضطهاد العامل قبل الثورة كما في أعمال الريحاني وولادة حقبة جديدة تحول فيها الضحك من الانسان الى الموقف أو الحدث الاجتماعي.
وكانت هناك تحديات سياسية واقتصادية وحركة بناء شاملة في أواخر الخمسينيات لكن المسرح الخاص لم يكن معنيا بذلك، وكان كل ما يهمه هو الترفيه وتقديم الضحك النظيف للجماهير، وهو ما لعبه فؤاد المهندس ببراعة.
ومع هذا لم يخرج فؤاد عن شعاره (الضحك للضحك) وهو يوافق على تقديم أفلام ناجحة جماهيريا من نوعية «هارب من الزواج، أنا وهو وهي، جناب السفير، اعترافات زوج، غرام في أغسطس، أخطر رجل في العالم، مطاردة غرامية، شنبو في المصيدة، العتبة جزاز، انت اللي قتلت بابايا».
كما قدم أعمالا أخرى مهمة لها مضمونها الاجتماعي مثل «أرض النفاق» الذي قدمه مع المخرج الكبير فطين عبدالوهاب في العام 1968 واعتبر واحد من أهم أفلامه على الاطلاق وكذلك فيلم (كان وكان وكان) وقدمه العام 1977 ووصل فيه الى قمة النضج الفني مع عباس كامل.
وقد ارتبطت بدايات فؤاد المهندس السينمائية بعلاقة الجيرة القوية مع آل ذوالفقار الذين كانوا يقطنون حي العباسية الشهير، لذلك أشركه الشقيقان (محمود وعز) في أفلامهما المختلفة في ذلك الوقت مثل ( بنت الجيران، الارض الطيبة، عيون سهرانة، الشموع السوداء، نهر الحب ) وغيرها، وقد استغرقت هذه المرحلة فترة الخمسينيات وحتى بداية الستينيات.
وفي هذه الاعمال التي قدمها مع عزالدين ذوالفقار كان يقدم شخصية صديق البطل الذي يخفف ببهجته حدة المواقف ما يضفي لمسة كوميدية، وقد ظهر ذلك في الشموع السوداء، بين الاطلال، موعد في البرج، ونهر الحب.
ومن أشهر أفلام الفنان فؤاد المهندس، «أنا وهو وهي، أخطر رجل في العالم، اعترافات زوج، جناب السفير، مطاردة غرامية، شنبو في المصيدة، العتبة جزاز، انت اللي قتلت بابايا، غرام في أغسطس، أرض النفاق، هارب من الزواج، الشموع السوداء، بنت الجيران، بين الاطلال، موعد في البرج، عيون سهرانه، شلة المحتالين، مدرسة المراهقين، وفيفا زالاطا».
أما من أشهر مسرحياته، فهي «أنا وهو وهي»، «السكرتير الفني»، «سيدتي الجميلة» و«سك على بناتك».
========
انا لله وانا اليه راجعون ،،،
|