المنتدى :
الارشيف
في حضورك...و الغياب!!
~ بعثــرة .. ممــا سيـفـيـــض هـنــــــا....×
___________________
وقف الأطفال الخمسة .. بعد أن اخرستهم الصدمة .. لينطق أحدهم بخوف .. و عيناه تتلفتا بالمكان خشية أن يكون هناك من يراهم ..
: وش نسووي؟؟
أفاقوا البقية من شرودهم .. ليمعنوا النظر في نافذة جارهم المكسورة .. و الكل يتخيل برعب ردة فعله .. حين يعود من عمله و يرى ما قاموا بفعله .. ليهتف أصغرهم بقلق ..
: اذا عرف اننا حنا اللي كسرناها..بيعلم أبوي! ياااا ويلنا
ارتعبوا من تخيل ماذا سيحدث لهم .. فهذا الجار بالذات .. صاحب مزاج عصبي و لسان سليط .. و لا أحد يرغب بإزعاجه ..
وقفوا خائفين حتى لمح أحدهم القادم من بعيد .. ليفكر بخبث ..
: اوووص تخبوااا تخبوااا هاذي بنت الاعرج جايه.. إذا قربت هنا نطلع ونقول اننا شفناها تكسرها..و نقول لهم كذا وأكيد بيصدقون...ما أحد بيكذبنا و يصدقها
.
.
.
و هذا ما كان .. فكلمتهم أمام كلمتها .. بالتأكيد كانت ستغلب ..
حتى لو عُرف عنهم الشغب .. لكن هي بنت الأعرج .. حتماً الأسوأ ....!!!
~ ~ ~
للمرة الأولى ترى والدتها بكل هذا الغضب...كانت عيناها تتطاير شرراً .. و هي تتوعد بها .. من شيء تكرهه .. أو حتى تخافه ..
: اقولك هالبنت مابي اسمع إنك تمشين معها بعد هاليوم...تفهمين أو لا؟؟
لم تقوى إلا على الصمت .. و هي ترى إندفاع والدتها الغاضب نحوها ..و هي تخشى أنها قد تتمادى لضربها ..
حتى قاطعها دخول والدها .. لتتسارع نبضات قلبها ..
هل ستتضخم غلطتها أكثر بعيني والدتها .. أم أن والدها بطبعه الهاديء قد ينقذها كما اعتادت ..
: وش فيك على البنت
التفتت لها والدتها لترمقها بنظرة عداء .. مليئة بالخيبة .. و اللوم ..
: قولي له قولي لابوك من اللي رايحه عندها اليوم
لم تستطع الكلام .. فقط ارخت رأسها آملة أن تهدأ هذه المشكلة .. فهي لم تعتاد يوماً أن يوبخاها والداها على شيء ..
ليسأل والدها ..
: مييين
يمتلأ صوت والدتها إستهجاناً و هي تجيبه ..
: بنت الاعرج!!
اغمضت عيناها بشدة .. تنتظر ردة فعله .. ليجيبها بهدوء .. يحمل أمراً قاطعاً يعلم كما تعلم أنها لن تقوى على مخالفته ..
: الوحده تصادق البنات اللي مثلها وش تبين بوحده كذا...هي غير عنك...خليك بعيده عنها و لاتزعلينا منك
تنفست بإرتياح .. و هبت تقبل رأسه .. و رأس ولدتها .. لتقطع الحديث أكثر عن هذا الموضوع ..
: إن شاء الله
~ ~ ~
في وقت ا لإستراحة .. و بعد ساعات من التركيز .. امتلأ الفناء بالطالبات .. اللاتي تشكلن بمجموعات صغيرة .. و كبيرة .. و ضحكاتهن تنطلق بالأجواء .. و همهماتهن تملأ المكان ..
صرخات .. و ضحكات .. و بالطبع لا يخلو الأمر من النميمة ..
: شوووفيها جايه ههههه تحسينها موب صاحية
: هههه تراها تتقلب مره احسها طيبه و احيانا احسها مو بعيد تقتل لها أحد..الله يستر أي وجه اليوم لابسه
: احس هي بنفسها ماتدري وش تبي
: شوفيها شوفيها من غيرها تجيه الجرأه يتمشى بالساحه لحاله
: هههه عادي احسها عايشه بعالم لحالها
: مع كذا اشوف بنات يكلمونها يمه مادري كيف مايخافون منها..احس ما ظمنها
: عاد بنت جيراننا تقول ان بنت عمها قد جلست معها..تقول مره ماتملين منها اذا كانت رايقه ولها خلق تسولف
تتأملها للحظات .. لتخطر لها فكرة متهورة .. فتلتفت لصديقتها بعينان متسائلتان ..
: وش رايك نتعرف عليها
مع أن الفكرة كانت مغرية .. إلا أن عواقبها التي تخيلتها كانت أكبر من أن تسمح لها بهكذا مجازفة ..
: لا والله هذا اللي ناقص يشوفوني البنات مع بنت الاعرج...!!!
~ ~ ~
دخلت لغرفة المعلمات .. بعد إنتهائها من الحصة .. لتستمع لموضوعهم المعتاد ..
فهي لا تتخيل أن أي معلمة تدرس ذاك الصف .. قد تخرج بدون أن تشتكي من بنت الأعرج كما يدعونها ..
: والله هالبنت احس أحياناً إنه موب صاحيه..فيها خلل بعقلها
: لا هي تفهم بس تحب تستعبط...تنبسط لرفعت ضغطك وخلتك شوي وتنفجرين..و اذا نويتي تمسحين فيها الارض مادري كيف بكلمتين تقلب الوضع وتنسيك كل شي
: هههه يمكن ساحرة
سألت إحدى المعلمات التي دخلت خلفها .. و شدها كما يبدو الحديث ..
:عن مين تتكلمون ؟
لتجيب احداهما بلا مبالاة ..
: بنت الاعرج
استنكرت هي الإسم الذي بالرغم من تكراره على مسامعها .. إلا أنها لم تعتاد .. و لن تعتاد .. على سماعه ..
فتلك الفتاة طالبة مدرسية .. لها إسم كقريناتها .. لماذا يدعونها بهذا اللقب ..!!
: والله عيب..أنتي معلمة و هذا اسلوبك
لم تهتم و هي تجيب مازحة ..
: وش اسوي الكل يناديها كذا لين ثبت الاسم براسي...والله أكثر من مره بغيت أناديها فيه بالحصة
رمقتها بنظرة عدم رضا .. لم تكن كافية لإيقاف حديثها عنها .. لأنها واصلت الكلام عنها ساخرةً مرة .. غاضبة حيناً آخر .. و الكل يشاركها إنتقادها لها ..
لكن هي جلست خلف مكتبها لتخرج من أحد أدراجه تلك الأوراق ..
تأملتها مجدداً .. فهي أيضاً قد تغتاض من تلك الفتاة أحياناً .. لكنها حين تصل إلى مرحلة قد تفقد عقلانيتها و إتزانها فيها .. كنات تتصفح هذا الأوراق ..
كان إمتحاناً في مادة التعبير .. بعنوان الأم ..
للآن تذكر تلك النظرة الواجمة على وجه الفتاة .. صمتها الغريب .. جلوسها دقائق طوال قبل أن تمسك القلم لتكتب شيئاً على تلك الأوراق ..
لكنها حين كتبت لم ترفع يدها عن الورقة حتى بعد إنتهاء الوقت .. حتى بعد طلبها منها أن تحضر ورقتها ..
لم ترفع يدها .. حتى قامت هي بسحب الورقة منها ..
.
.
.
لتجد كل ما كتب في تلك الأوراق السبعة .. كلمة....(أمي)... فقط ..
كررتها بإنتظام بكل تلك الأسطر المتراصة ...!!!
~ ~ ~
التفت لصديقه ليجده مازال يحدق في المكان الذي غادرت منه تلك الفتاة .. و نظرة إصرار خبيثة تملأ عيناه ..
: وش تشوف للحين؟ البنت خلاص راحت
: هالبنت قاهرتني! مسويه لي فيها شريفة و هي سيرتها على كل لسان
: خلك منها تراها راعية مشاكل
: و أنا احب المشاكل و هالبنت اجيبها يعني اجيبها...مو هالاشكال اللي بتوقف بوجهي...لازم اكسر راسها و اعرفها مقامها_ليكمل بإستحقار_بنت الاعرج هاذي
~ ~ ~
عصبية دوماً منذ عرفها .. لكن اليوم رأى لعصبيتها وجهاً آخر .. و كأن أحداً مس أحد ممتلكاتها و عاث فيه خراباً ..
: بنت أخوك تطلع اليوم يعني تطلع من بيتي
و بقلة حيلة .. أو حتى لعدم حماسته في الدفاع عنها .. أجاب ببرود ..
: وين تبينها تروح؟ أنا عمها الكبير و...........
: تروح بستين داهيه... تدري اليوم وش يقول ولدك اللي انخبل؟؟ يبي يخطبها!
: يخطبها؟ و زوجته!!
: اقولك منخبل قال وش قال يحبها...الا حبته القراده يوم انه ما حب الا بنت الاعرج
التزم الصمت .. و هم كان يثقل صدره بدأ ينزاح ..
حسناً هذا سبب مقنع ليتخلص منها و لا أحد يستطيع أن يلومه .. أو ينتقده ..
~ ~ ~
دخل الصالة الواسعة ..و لم يلحظه أحد .. فالجميع يتابع بحماس ما يعرض على شاشة التلفاز .. الذي كان صوته مرتفعاً ..
لكن مع علو الصوت .. جذب إنتباه الكل حين اعلن خبره المفاجيء ..
: تدروووون بنت الاعرج بتعيش عندنا؟
التفت أحد أشقائه ليرمقه بعدم تصديق .. و يمتلأ صوته إستهجاناً
: تستهبل!!
: والله...و اخر هالاسبوع بتجي
لتفزع أخته .. و هي تقف بغضب ..
: هذا اللي ناقص بنت الاعرج تسكن معنا ويعرفونها الناس
ليوبخها أخاها الأكبر ..
: بنت وش هالكلام! مهما كان هاذي اختك
: سلامات يا أختي متى عرفتها عشان تصير اختي...!!!
~ ~ ~
تحاول أن تكبت غيضها .. لا تريد أن تصرخ بها .. فما عجزت عن فعله طوال تلك السنوات بالغضب .. أملت أن تفعله اليوم بالهدؤ .. و الإقناع ..
: هاذي بنتك و لازم تتحملين مسئوليتها يكفي وصلت لهالعمر وهي تتحذف من بيت لبيت خلاص خليها عندك
:كأنك ما تعرفينها يعني و لا تعرفين أطباعها...أنا بأتحملها لو فيها عذاريب الدنيا لكن أبويوسف كيف اقنعه؟ تتوقعينه يرضى تجلس ببيته! بين بناته؟
لكن لم يكن يفلح معها لا إقناع .. و عناد .. و لم تجد حلاً سوى إرضاخها للأمر الواقع ..
: اللي عندي وقلته لك و ما أحد بيتحمل بنت الأعرج غير بيت أمها لأنها أصلاً ما بقى لها غيرك رضيتي و إلا مارضيتي
/
/
/
*...اتمنى تواجدكم..لتمنحوا شخصياتي....الحياة
كل ما بخاطركم لا تتركوه هناك فيكم ..مكانه هنا
الروايه لكم..و بكم......
التعديل الأخير تم بواسطة Rehana ; 30-06-13 الساعة 12:48 PM
سبب آخر: تم تعديل العنوان بسبب المد من قبل الادارة
|