المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
طرائف السيد دال الحلقة الاولى
[Uطرائف السيد دال][/U] [B نلتقي في حياتنا عدة اشخاص قد يؤثرون فيها بالسلب او الايجاب . اشخاص نحمد الله كل يوم لانهم دخلوا حياتنا و اخرين نكره اليوم الذي التقيناهم فيه و هكذا كان وجود هذا الشخص في حياتي و صديقتاي فرغم ان وجوده لم يكن باختيارنا بل فرض علينا فرضا ][/B]
[COLOR="rgb(25, 25, 112)"] اولا سأعرفكم بهذه الشخصية الغريبة العجيبة صراحة لم التق بمثله طوال حياتي و واثقة انكم بعد التعرف به سيكون لديكم نفس الشعور مديري هذا و سنسميه السيد دال و هذا لقبه بيننا نحن الاساتذة باعتبار ان مدير باللغة الفرنسية تبدأ بحرف الدال يعتبر نفسه ملكا على امارته الخاصة و هي مدرستنا و نحن وزراؤه المعلمون – على فكرة نحن تسعة معلمات و معلمان فقط – انها حكومة بأغلبية نسوية ثم الرعية و هم التلاميذ و صدقوني إنه يصدق فعلا هذا الدور الذي اعطاه لنفسه. حسنا سأركز على المركزية فنحن نعيش في منطقة جبلية بعيدة عن المدينة و المدرسة مفرقة الى خمس وحدات المركزية هي الوحدة حيث يوجد المدير و بالطبع أنا و صديقتاي انا ادرس المستويات الثالث و الرابع و الخامس و السادس لغة عربية و زميلتي –سأسميها شيري - تدرسهم الفرنسية ثم هناك زميلتي- سأسميها سونة- و تدرس المستويين الاول و الثاني , كما ترون نحن فقط ثلاث معلمات في المدرسة و نسكن في منزل وظيفي داخلها بالإضافة لمنزل السيد دال رغم أنه لا يكون حاضرا دائما . المدرسة بعيدة عن التجمعات السكنية هنا او ما نسميه الدواوير .
حسنا أذكر عندما جاءنا هذا المدير اول مرة جمعنا كلنا داخل الإدارة و ألقى علينا خطبة عصماء عن التعاون و التضامن و العمل معا من أجل الرقي بالمدرسة و ان لا نعتبره مديرا بل أخا و ابا و لن انكر أن العيون دمعت و القلوب رفرفت في عالم من الاحلام الوردية عن كل ما يمكن ان نحققه خلال العام . لكن للأسف مع الوقت و جدناه اكبر استغلالي لكن الحق يقال استغلال بكل فنية و احترافية حسنا هناك الكثير لأخبركم عنه لكن دعوني كل مرة اسرد طرفة من طرفه و سنسميها طرائف السيد دال.
الان اصبحنا نفهمه جيدا و نكاد نتنبأ بكل تصرفاته لكني لن أنكر أن حضوره يسبب لنا الكثير من الضغط و التوتر حيث تجدون شيري رابضة في قسمها لا نكاد نراها حتى اخر الحصة أما سونة ينخفض صوتها على غير العادة و تراها تطل بين الفينة و الاخرى ترمق باب الإدارة برجاء و لسان حالها يتساءل عن موعد رحيله هذا الاسبوع و يدعو أن يكون قريبا . أما أنا فالمدير يجد متعة في مقاطعتي كل حين يسأل عن هذا و يبحث عن ذاك و لا ينسى أن يجلب معه عملا ما يشغلني به كأنه ليس لدي ما أفعل أو فقط يأتي ليحكي لي عن لقاءاته مع رؤسائه و كيف نوهوا به و شكروا مجهوداته الجبارة و أن لولاه لما استقام شيء في النيابة التعليمية بل الوزارة بأكملها.
و لا أنسى أن أصف لكم أيامنا بحضوره , لا تكاد تنتهي الحصة حتى تجدنا نتراكض كأن النيران خلفنا لندخل ونغلق الباب خلفنا رغم أن العصر لم يأذن بعد و مباشرة تجدون شيري تتجه نحو التلفاز لتشغله و لا تنسى أن ترفع الصوت لتفادي موهبته الخارقة في استراق السمع لتبدأ الوصلة اليومية من الانتقادات الموجهة له مع كم لا بأس به من الشتائم . لنسمعه ينادي إحدانا و هي غالبا أنا ليطلب مساعدته في ملء احصاءات أو ترتيب الملفات لنلحقه الى الإدارة و كل واحدة ترمق الأخرى بنظرات مستنكرة دون القدرة على الإعتراض رغم أن من حقنا الرفض لكن من منا قد تستطيع تربيتنا لن تسمح لنا برفض مساعدته خاصة أنه في عمر آباءنا و ما يغضبنا أنه يستغل دائما كرم أخلاقنا فهو يغيب أياما ليأتي و يطلب مساعدتنا في عمله المتراكم و نحن المحبوسات هنا كل يوم بيومه نعمل بجد و لا نجد وقتا للراحة إلا أوقات فراغنا ليأتي هو و يملأها هذا ليس عدلا خاصة أن أغلب الوقت الذي نقضيه في مساعدته لا يكف عن استعراض انجازاته و اعماله البطولية و كرم اخلاقه المعروف له فقط فنحن لم نختبر ايا منه.
لن انسى اليوم الذي فاجأنا بإحضار ابنه الصغير معه فعائلته ليست معه و عندما كان في منزله لأخر مرة ابنه اصر على ان يصحبه لزيارة مكان عمل والده لكن و هو قادم اتصلوا به ليكون ضمن لجنة للكفاءة المهنية لإجراء امتحان الترسيم لأستاذ ما فطلب منا كالعادة دون انتظار الاجابة أن نهتم بالطفل . المهم علي أن اخبركم ان اليوم كان اربعاء يعني اليوم الوحيد في الاسبوع التربوي عطلة بعد الظهر و بدل النوم أو الجلوس بهدوء لمشاهدة فيلم رومانسي او الغوص بكل سعادة بين صفحات رواية نضطر العمل كمربيات للطفل الذي كان اقل ما يقال عنه منتهى الحركية و النشاط و الدليل غرفتنا التي اصبحت كان اعصار كاترينا مر فوقها .
المهم عاد مساء و أخد الطفل و جلسنا بكل هدوء نمني النفس بمشاهدة فيلم رعب ياباني باعتماد العاكس الذي استعارته سونة من الادارة و ركبته لتعكس الشاشة مكبرة على الجدار لن تتصوروا سعادتنا و نحن نصنع سينما خاصة بنا في غرفتنا لنجلس و يبدأ الرعب فجأة نسمع دقات الباب و ونصمت و قلوبنا تكاد تخرج من صدورنا لا نعرف إذا كان السبب تأثيرات الفيلم أو ادراكنا أن الوحيد الذي قد ياتي في هذه الساعة هو السيد دال و ابنه . بعد لحظات من الصدمة التي تلاها ادراك بواقع ان الطفل عكس ابيه لن يتوانى عن الدخول و اكيد سيرى انعكاس الصورة على الجدار و ضروري سيخبر والده و هذا الاخير سيفهم بسرعة ان العاكس لم تكن استعارته لانجاز الدرس و لكن لمشاهدة فيلم . في نفس اللحظة انطلقت سونة محاولة اطفاء الجهاز و شيري اسرعت لإشعال الضوء بينما بدأت في ارتداء جلبابي و طرحتي حتى افتح الباب و تعرفون كم تتعكس الامور في مثل هذه المواقف فالحاسوب لم يرد الاستجابة و كذلك العاكس كان الوقت يمر بسرعة بينما اتجه الى الباب اسال عن الطارق و اطلب منها الاسراع اكثر لتأخد اخيرا بطانية و تخفي بها الجهازين و تجلس امامهما بينما تصرخ شيري برعب خوفا على حاسوبها من التلف و متوعدة سونة ان وقع له شيء. كان فعلا السيد دال يطلب ربط مستقبله الرقمي بمستقبلنا و كما تنبأنا دخل الطفل و قام بجولة داخل الغرفة و لحسن الحظ لم يكتشف الجهاز المختفي خلف سونة .
و الى اللقاء في طرفة جديدة من طرف السيد دال
[/COLOR]
بقلم: مليكة العاك
Malikaflowrs
|