المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
حياتنا ملك لنا "بقلمي"
في زحمة الحياة
مع ضغوطها والكثير من همومها
أبحث عن شيء قد يسعدني
قد يمنحني ماهو مفقود في عالمي
بحثت كثيراً
طرقت الكثير من الأبواب
فلم أجد إلا باباً لا يغلق أبدا
ولا يطرد صاحبه أحدا
باب الدعاء
باب الرجاء
باب الله تعالى
يخطئ الكثيرون حين يعتقدون أن مرادهم عند بشر أمثالهم
البشر سرعان مايوصدون الابواب
يملون منك سريعا
يشعرون بثقلك عليهم
يهربون من لقاءك والتواجد معك
حين يرون منك كثرة الشكوى لهم
يبدأون في الانسحاب من عالمك المليء بالهموم
المليء بالألم
المليء بالدموع
فالبشر بشر لا يصبرون حتى على أنفسهم
فكيف يتحملونك فوق مايتحملون من منغصات تحيط بهم
كل منا يحمل الكثير الكثير من الهموم
قد يتقبلك أحدهم لفترة
ولكن لن يبقى معك الدهر كله
عليك أن تدرك هذا مبكراً
علينا جميعا ان ندرك أن من حولنا مهما تحملونا
سيأتي يوم يعرضون فيه عنا
فلكل منا طاقته
ولكل منا حياته
ولكل منا عالمه
شئنا أم ابينا لا حق لنا في أن نمنعه من ممارسة حياته كما يحب
وكما يشاء
لأنه كان بيوم معين لنا
منصتا لهمومنا
متفهم لحزننا
متعاطفا معنا
سيبقى بشر مثلنا لديه حياته
لديه ما يشغله عنا ويجعله ينصرف الى مايهمه ويتركنا
حينها لا يجب أن نفقد الأمل
ونبكي على مافعل
ونجزع لأنه قد رحل
هكذا نكون صرفنا شيء من العبادة لغير الله
جهلاً منا وقلة إدراك
كيف نفعل هذا بأنفسنا
أو ليس لنا رب لاينسانا
أو ليس الله اولى بان نبكي بين يديه
أو ليس الله القائل أدعوني أستجب لكم
أليس بذكر الله تطمئن القلوب
وتنفرج الكروب
كيف تغفل عن الخالق
وتتعلق بالمخلوق
كيف تنسى أن لك ربا
ينام الخلق عنك ولا ينام الله
ينشغل جميع البشر وينسونك
ولا ينساك الله
يعلم همك دون أن تفتح فمك
يحب الله أن تسأله فيعطيك
ويكره البشر أن تسألهم فيبخلون عليك
جبل الإنسان على البخل
لهذا إستعاذ منه نبينا عليه الصلاة والسلام
وجعل الله تعالى من صفاته الكرم
فهو الكريم سبحانه
وهل بعد كرمه كرم
أكرمك بما أنت فيه
من عافية من عقل من صلاح حال
بالإسلام وهو النعمة العظمى والتي حرمها كثير من الخلق
حتى وإن ضاقت بك الدنيا
فلك الله
هو القادر وحده على أن يوسعها مهما ضاقت
ان يفرجها مهما زادت كربتها وأظلمت دروبها
كيف تتعلق بضعيف مثلك يحتاج عون الله كما تحتاجه
كيف تبني حياتك وأمالك على فقير لله كفقرك إلى الله
يغضب البعض من أحدهم حين ينشغل عنهم
ويعاتبونه بل وربما يخطئون في حقه
يحملونه أخطائهم على أنفسهم
يحاولون محاصرته و خنقه حتى لايخرج من دائرتهم
يقولون له أنت المتسبب بما نحن فيه
لأنه قد أهملهم
لم يوليهم جل وقته
و غاب عن عالمهم ليعيش بعالمه
وهذا جرم عظيم فعله ومنكر جسيم قام به
ويجب عليه دفع ثمنه
من راحته ومن وقته من حياته ومن صحته
من وجهة نظرهم لا حق له ليمارسه بعيداً عنهم
هل لانه كان انسانا يمنع من ان يحيى كأي إنسان مثله
هل لانه كان لطيفا حنونا عطوفا
يجب عليه أن يتخلى عن كل شيء لأجلك
لأنه منحك شيء كان ينقصك
تعلن أنه لك
وتمارس معه إحتلالك
وتظن أنه أصبح ملكاً لك وحدك
أي منطق هذا
وأي عقل هذا
وأي تفكير أعوج تعيش به
إعلم أن من أعطاك من وقته ومن حياته جزء
ليسمعك وليساعدك
هدفه الخير لك
يسعى ليمد يد العون لك
لأنه يعلم شيء ربما غفلت أنت عنه
أن الله سبحانه في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه
نعم فما قدمه لك هو اتباع لأمر الله
فكما احتجته بيوم من الأيام مساعداً ومخففا عنك
فسيحتاج لغيرك
ولكن كلاكما تحتاجان الله تعالى
فقد يرحل عن عالمك هذا الإنسان
وقد ينشغل عنك هذا المخلوق
ولكن يبقى الخالق معك وإن غاب الخلق جميعا عنك
متى نفهم جميعا أن الله معنا
متى نفهم أن لله حكمة فيما نحن فيه
متى ندرك أن هناك مايخفى علينا ويعلمه الله
ولو علمناه لحمدنا الله تعالى على مانحن فيه
ولشكرناه على ما منحنا اياه
حتى الهم نعمة
فهو يرقق القلب ويجعل الإنسان يطرق باب الله
يبكي ويشكي ويتذلل لله تعالى
يخرج ما في قلبه
فالله لايحتاج وسيطاً وليس على بابه حاجباً
بابه مفتوح
للمذنب ليتوب
للفقير ليسأل
للمريض ليطلب
للعاجز
لكل من له حاجة
ولمن ليس له حاجة ظاهرة
فحاجتنا لله لا تنتهي
وفقرنا إليه لا ينقضي
أما البشر
فمن حق كل منهم أن يعيش
من حق كل منهم أن يحيى حياته كما يحب
ليس من حقي او من حقك منعه ممارستها
من حقه أن يغيب متى شاء
من حقه أن يتواجد متى شاء
من حقه أن يختار الوقت الذي يناسبه ليسمعك
ومن حقه أن يقول متى شاء لن اسمعك
حياته هو حر فيها
كما أنك حر في حياتك
وكما انك تهرب ممن يمارس كبت حريتك
فغيرك له الحرية أيضاً ويرفض أن تكبتها وتخنقها
لا أعلم لماذا نحن هكذا
في عالمي من أحبهم جدا
من ارتاح عند الحديث معهم
من أشعر انهم جزء من حياتي وروحي
من أتمنى ان لا يغيبوا عني لحظة واحدة
ولكن هل من حقي مع كل ما أحمله لهم ان أحرمهم حياتهم
أخجل كثيرا من نفسي حين أعاتبهم
رغم ان عتابي لشدة محبتي لهم
ولكن هل هذا حق مشروع لي
لا اعتقد فمن احب له عالمه
له اهتمامته وله مشاغله
كما ان لي مشاغلي وعالمي
فربما تواجد في وقت لايناسبني
وغاب في وقت كان مناسبا لي
وهذا حالي معه
متى وجد وقتا لي لم اجده انا
فهل سيأتي ليقول اتركي عالمك وابقي معي
اتركي اهتماماتك و مهماتك وتفرغي لي
لاني لم اجد الا هذا الوقت ويجب ان يكون لي لا لسواي
بالطبع لا
ليضع احدنا دائما نفسه مكان الطرف الاخر
حتى يجد له عذرا بل اعذارا
فنحن لانملك ان نسير حياتنا كيفما نشاء
فنحن فيها مسيرين لا مخيرين
وغيرنا يعيش كما نعيش
لهذا
من الواجب علينا جميعا
ان نتقن فن التماس العذر
ان نتعلم ان نكون خفيفين على كل من نعرف وكل من نحب
لكي يسالوا عنا ولا يملوا منا
لكي يبقوا في عالمنا ولا نجبرهم على الرحيل بلاعودة
همستي اليك
تذكر ان من حق المسلم على اخيه المسلم
ان يحب له مايحب لنفسه
فكن مسلما
-----
بقلمي / نظرة حياء
|