المنتدى :
روايات زهور
31 - الحب و المعجزة ( كتابه )
:) :) مرحبا:) :)
سأقدم لكم قصة من قصص زهور واسمها الحب والمعجزة أرجو أن تنال على اعجابكم
اذا اعجيتكم سأكملها
:7_5_131: :7_5_131:
الجزء الاول
التفت الجميع حول كعكة عيد الميلاد، التي تتوسط تلك المائدة الحافلة ، في منتصف الردهة، ليطفئوا شموع العيد ، التي ازدانت بها الكعكة ، ثم أحاطوا بصاحبة الحفلة (غادة) ، وهم يصفقون، ويهنئنها بعيد ميلادها الخامس والعشرين ، واشراقة وجهها تؤكد مدى سعادتها وبهجتها بهذا الجو المحيط بها ، واجتذبها والدها من بين أصدقاءها ، وانتحى بها جانبا ، وقبلها بحنان أبوي صادق وهو يقول:
كل سنة وأنت طيبة يا (غادة)
غادة وهي ترنو إليه بنظرة تشف عن حبها وتقديرها له:وأنت طيب يا أبي.. لا يمكنني أن أعبر لك عن امتناني وسعادتي ، لكل ما بذلته من اجل أن يبدوا حفل عيد ميلادي بهذه الصورة.
الأب وهو يقرص وجنتها في رقة : أتنتظرين أقل من ذلك ، من أب يحتفل بعيد ميلاد ابنته الوحيدة التي لا يتمنى من دنياه سوى سعادتها ورؤية وجهها بهذه الأشراقة؟
اقترب منهما في هذه اللحظة عادل وهو شاب متوسط الطول كستنائي الشعر ، يفيض بالحيوية والوسامة وابتسم .
عادل : عمي هل تسمح لي بغادة قليلا.
الأب وهو مازحا: هاهو ذا منافس جاء ليخطفك مني
غادة وهي تضحك: كان من الضروري إن تنتبه لذلك ، قبل أن توافق على خطبتي له .
التفت الأب إلى عادل: تصور !! كانت تريد مني أن أفكر، وأنا أرى هذا الحب في عيونكما.. حسنا عادل سوف اتركها لك، ولكن لا تنس أن لديها الكثير من المدعوين هذا المساء فلا تكن أنانيا وتسرق السهرة كلها.
تناول عادل من جيبه علبة من القطيفة وقدمها لغادة وهو يقول:كل سنة وأنت طيبة.
غادة شاهقة: يا راحتيه،ار الماسي رائع .. رمقته بحب وحنان يبدو انه كلفك الكثير.
التقط كفها بين راحتيه ، وهو يقول في همس : لاشيء في العالم يغلوا عليك .. أأعجبك حقا؟؟
أطرقت في حزن مفاجئ وهي تغمغم:
كنت أتمنى هدية أخرى .. أن تخبرني بانك لن تسافر إلى (باريس) غدا.
عادل : كم تمنيت ذلك ! ولكن سفري محتوم لإنهاء رسالتي للدكتوراه في ( السوربون).
غادة: ولم لم تستكمل دراستك في إحدى الجامعات التي هنا ؟.. لماذا السوربون؟
عادل: إنها رغبة أبي كما تعلمين، ثم إن الحصول على الدكتوراه هنا يستلزم المزيد من الجهد.
ومسح وجنتها بأنامله، محاولا إزالة العبوس عن وجهها قائلا:
لم أتصور إن فراقنا سيحزنك إلى هذا الحد .. هيا ؟؟ دعيني أرى ابتسامتك في عيد ميلادك.
غادة في حزن: ولكنك ستذهب إلى باريس غدا.
عادل: ينقصنا،ي خصيصا، لحضور عيد ميلادك، ثم إنها ليست المرة الأولى التي نفترق، سأنهي رسالة الدكتوراه في ستة أشهر فقط وبعدها نتزوج ولا نفترق أبدا.
غادة: ماذا ننتظر ؟ لاشيء ينقصنا ، فلنتزوج ونسافر معا .
عادل : والدي يقول : انه من الضروري أن استكمل دراستي أولا ، فالزواج في رأيه سيشغلني كثيرا ، وخاصة إنجاب الأطفال وتضاعف المسؤوليات ، ثم إن الدراسة ستقتطع الكثير من الوقت ، الذي ينبغي أن امنحه إياك.
غادة: يا الهي ! الم تتحرر بعد من أوامر ونواهي والدك وخططه الدقيقة لحياتك ومستقبلك؟
عادل : أنت تعلمين أن أبي كان وسيظل مثلي الأعلى دوما، فهو صاحب عقلية منظمة للغاية لقد عمل لصالحي دوما ومنهجه في الحياة سر نجاحي وتفوقي.
غادة : لست اققل من شأن والدك بالطبع ، ولست اعترض على ان يظل دوما مثلك الأعلى ، ولكن من الضروري ان تكون لك شخصيتك المستقلة ايضا ، وان تحطط لمستقبلك بنفسك لأنك سوف تكون في المستقبل زوجا وابا وليس من المستساغ ان ترجع في كل خطواتك الى ابيك حينذاك.
عادل وهو متوتر: ألا ينبغي ان نؤجل تلك المناقشة لما بعد ؟ ان اصدقائك ينتظرونك كما قال والدك ، وسأسافر انا الى باريس غدا فلنسعد بليلتنا اذن.
غادة في استسلام: معك حق
تشابكت ايديهما ، وهما يتجهان الى أصدقائهما ، وعادت الأبتسامة تشرق على وجهها مع اندماجها في جو المرح رفعت يدها الى والدها هاتفة:
ارايت السوار الماسي الذي اهداه لي عادل ابي.
الأب:انه رائع حقا الم اقل لك ان عادل هذا منافس شديد لقد اطاحت هديته الثمينة بهديتي المتواضعة
انطلقت صيحات وشهقات الأعجاب من أفواه الأصدقاء وهم يبدون تقديرهم لتلك الهدية.
حملت غادة الى والدها طبقين من الحلوى وهي تقول:
اين ذهب عادل وعمي جمال يا ابي انهما لم يتناولا كعكة عيد ميلادي بعد.
الأب:اظنهما في الشرفة ، فقد رأيتهما يتجهان اليها مع الدكتور ( صادق) .
غادة في مرح : حسنا سوف اذهب خلفهما
لم تكن تعرف انها ذاهبة الى حتفها.
اتجهت في مرحها المتزايد ، ولكنها لم تكد تخطو اليعا حتى سمعت
جمال وهو يهمس لأبنه في حزن:
انها الحقيقة يا ولدي على الرغم من كل ما يغلفها من حزن ان غادة مريضة و الموت يهدد حياتها في كل لحظة .
هبط هذا القول على غادة هبوط الصاعقة فتجمدت في مكانها لحظة وخفق قلبها في عنف ، قبل ان تختفي خلف خملية من النباتات المتسلقة وتسمع عادل يقول مستنكرا:
مستحيل يا ابي !!! مستحيل غادة بكل حيويتها مريضة ؟؟ لا يمكنني ان اصدق ذلك .
جمال : ما كنت انا اصدق ذلك ، لولا ان اخبرني الدكتور صادق .
تنحنح الدكتور صادق في مزيج من الحرج والأشفاق وقال:
صدقني يا ولدي .. لولا صداقتي لأبيك ، ولولا خطورة مرض غادة الذي لا تدري عنه شيئا ، والذي يجعل سنواتها في الدنيا معدودة ، ما اخبرتك الحقيقة ولكن تلك المسكينة تعيش بقلب مريض ، مهدد بالأزمات دوما ولو تجاوزت بعضها ، فستاتي حتما أزمة قاتلة , ولقد اوهمتها انا ووالدها ان حالات الأغماء التي تصيبها في الآونة الأخيرة هي نتيجة ارهاق ولكن ازمتها الأخيرة تشير الى ان قلبها قد بلغ حالة من الضعف تهدده بالتوقف عند اول ازمة قادمة.
عادل وهو يهز رأسه مرددا في ذهول :
مستحيل !! مستحيل
جمال: حاول ان تبدو متماسكا ، حتى لا تنتبه هي لذلك ، فانا حزين مثلك لمرضها ، ولكن يؤلمني ان والدها اخفى الحقيقة عنا على الرغم من معرفته بخطورته وهذا يعد نوعا من الغش.
عادل هاتفا: ولكني لن اتخلى عنها ايا كان الأمر.
جمال وقد اكتست ملامحه بالصرامة وهو يقول:
كف عن هذا العبث انه امر يتعلقك بمستقبلك ، ولقد عودتك الا تتعامل نع مستقبلك على هذا النحو العاطفي .. ان افضل الفتيات وافضل الأسر تتمناك ، ولا يوجد سبب واحد يدعوك الى ربط مصيرك بمصير فتاة مريضة لمجرد الشفقة.
عادل بمرارة: ولكني احبها
جمال : الحب ليس كل شيء المهم هو مستقبلك الم تسمع ما قاله الطبيب ؟ انها ستموت .. ولن يورثك هذا الحب سوى الآلام والحزن وخاصة اذا ما تعلقت بها كزوجة.
ملأ الألم ملامح عادل وهو يقول:
بالله عليك يا ابي .. لا تتحدث بهذه القسوة انني .....
بتر عبارته بغته ، عندما هوت الأطباق التي تحملها غادة ، وتحطمت على أرض الشرفة ، وأطلق قلبها المريض صرخة ، حملت كيانه المتزلزل بتلك الصدمة وتفجرت الدموع من عينيها كالسيل وهوت ..
هوت بجرح غائر في اعماقها..
.
انتظر ردودكم
|