المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الحب الآلي
الحب الآلي
بقلم الكاتب
محمد معوض
إهداء
إلي كل إمراة شعارها الأتي
" لن تطير مادومت بدون جناحين ، ستظل أسيراً في القفص حتي لو كان صوتك أجمل الاصوات ، ستظل تنتظر منقذك مادومت ضعيفاً ، لا تملك قوة ولا تملك جناحين
فعش الواقع ولا تدع خيالك يهزمك
لقد كان عبقرياً منذ صغره ، محباً لكل شيء معقد ، متيما ً بخوارق الأشياء والأشخاص
منذ أن وطأت قدمه هذه الحياه يتبين لكل من يراه إنه إنسان غير عادي ، فلم يكد يتم الخامسة من عمره ، وظهر تفوقه على جميع أقرانه ممن في مثل عمره ، فهو لا يشتاق للهو واللعب ككل الاطفال ، بل يشغل تفكيره أشياء أخرى ، يريد أن يعرف كل شيء من حوله ، فسبب لوالديه كثير من الضيق بسبب أسئلته الكثيرة التي تفوق سنه بمراحل .
ومراعاة لظروفة الخاصة من والديه إتفقا علي ان يمداه بالكتب حتي يتثنى لهم معرفة الاجابة علي اسئلتة ، فمنذ عام مضي وهو يجيد القراءة والكتابة قراءة تامة ، وكثيرا حاول الاب ان يجعله ينشغل بقراءة قصص الاطفال والتي تكون فيها الصور أكثر من الكلام مما يجذب نظر الاطفال ولكن !
ليس هو بالطفل العادي .
اتفقا والديه ان يأخذوه إلى المكتبة العامة بالجيزة يوم عطلتهم حتي يقرأ ما يشاء من الكتب ثم يختار بنفسه الكتاب الذي يستعيره .
يمكت الطفل الصغير في المكتبة خمس ساعات متواصلة كاملة في رحلة لذيذة بين صفوف الكتب المتراصة ليقرأ في جميع العلوم فلك ، طب ، كيمياء ، فيزياء
ياله من طفل نادر ، ووالديه خريجا الجامعة يملان بمجرد تصفح عشر ورقات من كتاب .
هما يمثلا طالب الجامعة المصرية الذي يتخرج ولا يفقه شيء في دنيا العلوم غير تخصصه وربما لا يفقه شيء فيه أيضا .
لقد رأيا انهما أُبتليا بهذا الطفل المعجزة .
فلأبد أن يلبوا له جميع مطالبه حتي يكون فخر الأُسرة في المستقبل القريب ، فمهما يدركان مدي ذكاء طفلهم حتي إنهم اطلقوا عليه إديسون هذا العصر .
وبدأ الوالدن في تجهيز أوراق الطفل لإلحاقه بمدرسة إبتدائية ، ولكن أي مدرسة تستوعب هذا العقل العبقري ، إن عقله وذكاؤه يرشحانه للجامعة ولكن ..... !
لم يكن يحتاج هذا الطفل العبقري لمعلم فهو يجيد القراءة والكتابة في عقله حصيلة من العلوم تفوق ما تعلمه هذا المعلم الذي يسأله فيجاوب عليه بكل سهولة ،
بعض المعلمين كانوا يفتخرون بهذا الذكاء الاسطوري ، وإنه من نبت ارضي مصر ، والبعض الأخر تنكر لذكاؤه ، أما زملاءة في الفصل فكانوا يكرهونه إلى أقصي حد .
فالطفل العبقري لم يجد من بينهم صديق يماثله في الذكاء وفي إدارك الاشياء من حوله ، لقد كان وحيداً في الفصل رغم كل هؤلاء الأطفال .
أحبه مدرس لدرجة كبيرة ، وكان يعده مخترع المستقبل وبناءً علي فكرته الشخصية تحول هذا الطفل العبقري من الصف الرابع الإبتدائي إلي معهد البحوث العلمي .
فلقد جاهد هذا المدرس جداً ، بدءً من والديه ثم مدير المدرسة الذي أقتنع ثم مدير المنطقة التعليمية ثم وزيرة التربية والتعليم التي أقتنعت بوجهه نظر المدرس في إن هذا الطفل غير عادي ولا يمكن أن تضييع سنوات عمره هباء في مواد تعليمية قد تجاوزها عقله مبراحل
وكان خبر الموسم
طفل في العاشرة من العمر ينتسب في معهد البحث العلمي
وكان إسمه وصوره وأخباره وحوارات مع مدرسية ووالدية مّل كل الصحف اليومية والأسبوعية حتي المحطات الفضائية كانت تنقل أحاديث الطفل العبقري مباشرة .
حتي حاولت إحدى الدول إغراء والديه بسفر هذا الطفل العبقري على طائرة خاصة وإعطاء الجنسية لهم ، مع مرتب شهري ضخم ليتلقى العلم هناك حتي يستطيعوا الاجهاز على هذا العقل المصري
كما لو كان حرام على هذه الارض أن تستمتع بنمو نباتها .
عندما تم عمل إختبارات ذكاء كاملة له قبل دخوله معهد البحث العلمي تبين ان عقله الفعلي لشاب في الثلاثينات من عمره ، لاحظوا ان مخله تلافيفه كثيرة وكأنها أمواج متشابكة الأطراف .
وفي أول عام في معهد البحث العلمي ظهر أول إختراع للطفل العبقري ، وأصبح هو عالم المستقبل لمصر بل للبشرية كلها .
وتوالت بعد ذلك إختراعاته الكثيرة والمثيرة والتي تنمي من الحضارة البشرية وتساعدها علي الانطلاق إلي أفاق بعيدة لما تصلها بعد إلا أن أتي هذا العالم الذي إستطاع بنور علمه إنارة الوجود.
وفي ظل وحدة المكان بعزلته عن البشر في مكان بعيد عن القاهرة ووحدته عنه كل البشر الذي لم يجد فيهم من يأنيس وحدته حتي ولديه قد راحلا وتركاه وحيدا في فيلا واسعة ومعمل يقضي فيه معظم الوقت ، لق مّل هذا الذكاء الاسطوري ، آيستطع أن يستغله في إختراع يساعدة على إختراق هذه الوحدة القاتله .
لقد إخترع الإنسانة الآلية ، إختراعها ليجد من يجادله يحاوره ، فإنه الآن على أعتاب الأربعين ولم يعرف أحداً ممن حوله استطاع فهمه ومحاورته
لقد إخترع تلك الإنسانة الآلية لتعيش معه في المنزل لأنه يحتاج لأنيس في مثل عقله .
وبدأ اول يوم عمل للانسانة الآلية بعد الاختبارات وبعد تزويدها وشحنها بكمية مليارات من المعلومات وكان عملها على افضل وجه فلقد ساعدته على مقاومة وحدته وشغلت الكثير من وقتة وساعدته على تنسيق أوقاته وكتابة محاضراته فأصبح لا يستطع الأستغناء عن تلك الانسانة الآلية .
إنه في تلك الدنيا الواسعة لم يشعر بالحب ابدا لم يشعر بميل من اي نوع لأي شخص
ما الذي يجعله يفضل الجلوس دائما بجوار تلك الإنسانة الآلية لدرجة نسيانه أبحاثه العملية وإختراعاته ، لم تعد له وظيفة إلا الجلوس بقربها والشرب من نبع كلامها وكأنه يتعلم الكلام معها بعد فترة صمت طويلة ، يبدو إنه إشتاق كثيرا ً للكلام ولشخص حتي لو كان آلياً ، يفهمه ويبادله الكلام ، فتلك الإنسانة الآلية هي الوحيدة التي تستطع أن تمده بكل المعلومات اللازمة ، ولكنه يشعر إن علاقته معها تعدت هذه العلاقة ، إنه يشعر تجاها بأحسيس غريبة لم يشعر بها من قبل .
إنها إنسانة آلية بريموت كنترول هو الذي سهر الليالي ليجعلها تستطيع أن تمشي ، هل يمكن ؟ هل يجوز ؟ هل يعقل ؟ أن يكو عشق تلك الأنسانة ...........!!
ستكون فضحية في الصحف " العالم الذي إخترع الإنسانة الآلية أحبها فهل يا ترى سيتزوج منها"
ستكون نكتة الموسم ، لابد من طرد هذا الهاجس بسرعة ، لابد أن شيطان العلم جعله يختل ، يبدو ان موازيين عقله وتلافيفة بدأت تنفك من كثرة العلوم والأبحاث والأختراعات .
ولكن ذات يوم تعطلت أسلاكها الكهربائية فشل تفكيرة ...، ماذا حدث لكِ أيتها المحبوبة ، حاول معها كثيراً ، لقد بدأ جسمه في الانتفاض ورعشة مفاجئة بدأت تناوش يدية ، لقد كان مذعوراً وخائفاً ، كما لو كان سيفقد إنسان عزيز ، لقد تيقن إنه يحبها ، ولن يستطع أن يعيش من غيرها ، هي فقط أصبحت تملأ حياته ، هي فقط ولكن هل هي ستشعر بفوران حبها في قلبه ، وإنها شغلت الكثير من تفكيرة ؟
إنه شحنها قبل أن تأتي إلي تلك الحياة بالكثير من المعلومات بالكثير من الأشياء والعادات .
ولكن نسي ان يزويدهات بالمشاعر والاحاسيس ، نسى أن يجعل لها قلب يتحكم فيه بالريموت كنترول ، ولكن ما الفائدة إنه سيتحكم في حبها ، إنه يريد حب بالإختيار وليس بالإجبار
ما العمل ما العمل .....؟
عندما تعطلت تيقن انه يحبها وبدأ يصل اسلاكها ويحاول ويجاهد سعيا أن تعود وتتعافى من رقدتها المفاجئة ، وعندما نطقت وعادت فيها الحياة عادت فيه الحياة ايضاً ، ياله من عالم فذ حتى في حبه وعشقه ، فقال للإنسانة الآلية
حبيبتي عمري دنيتي قمري
لقد تأكدت إني اُحبك لا تكونين إلا لي
لقد نسى هذا العالم في غمرة أبحاثه وتجاربه وإختراعاته
انه يهوى انسانة آلية جماد لا يشعر ولا يحس ولم تكن مزودة بجمل ترد بها عليه
فهي لم تفهم ماذا يقصد ؟
وما هذا التعبيرات التي يقولها ، إنها صامتة لا ترد وهذا العالم لا يستطع أن يكتم لهفته على ردها
وأيقن أخيراً أنه لا مجيب لكلماته ، ولا بد من شحنها بكل الكلام عن العشق والعاشقين
ليعيد التجربة ...............ز
أحُبك قالها وهو في أشد حالات الغرام النادر وردت عليه الانسانة الآلية أحُبك ولكنها كلمة دون أحساس فتلك الانسانة الآلية لديها رد واحد على تلك الكلمة وهي أحُبك
وربما حاول هذا العالم العشاق ليجعلها تنطق الكلمة أكثر سخونة فقال لها هل إنتِ جادة
ولكن يا للحسرة هذه جملة جديدة عليها ؟ لم يتم تخزينها في عقلها الاليكتروني
فلم ترد عليه ، فقال لها بعلو صوته هل تحبيني هل تحبيني ؟
فردت أحُبك مثل الأولى تماما.
لقد يئس من تلك الانسانة الآلية ، انها تنطق الكملة بلا احساس بروعة تلك الكلمة وكأنه واجب مفروض عليها ، ما العمل ما العمل ؟ لمخترع عبقري مثله يستطع أن يخترع كل شيء ولكن لا سبيل لديه في المشاعر والاحاسيس ، لقد تعلم المشاعر والاحاسيس علي يديها ، فهذا القلب كانت هي أول حبه كانت هي من علمته الخيال ، فلأول مرة يعترف بجناح الخيال الذي يطير به إلي كوكب العشاق حيث العاشقين لا يشغلهم في هذا الكوكب غير الليل وسحر الليل والقمر يهب لهم نورة حتى يتثنى لهم مصافحة النجوم العاشقة مثلم
ماذا يفعل ماذا يفعل ؟
لقد تغيرت حياته بسبب تلك الانسانة الآلية ، فبدأ يهتم بقراءة كتب الشعر والقصص لقد تحولت من النقيض للنقيض ، وفي عشق تلك الانسانة الآلية .
نظم أول كتاباته في الشعر
أحُبك وليكن ما يكون
حتي لو كنتِ حجر او حما مسنون
سأظل أحُبك سأظل مفتون
فمن يدري ربما تكل العيون
مشتاقة من لهفة قلب مجنون
وإهتمت الصحافة بشعرة وأطلقت عليه العالم الشاعر ، ومرت سنوات ع ليه وهو هكذا يريد الحب مكتملاً جسداً وقلباً ، مشاعراً وروحاً ، فتلك الانسانة الآلية اشعلت فيه نيران الحب ولكن لم تستطع ان تخمدها
وأخيرا ........
قابلها شاعرة مشهورة في المنتدي الأدبي
واستمع لشاعرها الحالم
حبيبي
خذني بين ذراعيك
فكم أنا مشتاقة لضمة شفتيك
تعالى
ولا تخش ا لناس
فقلبي مسكنك
وعمري في يديك
لقد كانت تسمع عنه كثيراً وتشتاق لمعرفته ، هذا العالم الذي أفني معظم عمره في العلم والآن يتحول إلى الشعر ، ما السبب ا لذي حوله إلي الشعر العالم الحالم .
وقف إلي المنصة ليقول شعره الجديد لأول ديوان له
وكانت هي من بين النقاد
يا من تسكنين ذلك القصر العالي
يا من تعبثين بحبي وبأمالي
هل لي أن ارجو هواكي
كما يرجو النحم الخافت نوره الحاني
وما أن انتهى من شعره ، حتى دوي التصفيق في جميع جنبات القاعة وتكلمت الشاعرة وقالت إنه أجاد في الشعر كما أجاد في علمه الفذ ، انه عبقرية هذا الزمان
ونموذج للشباب رائع ، فليس بالعلم وحدة تحيا الحضارة البشرية ، فلابد من العلم والفن ، روح وعقل ، وهو بالنسبة لنا هذا الروح بتلك الأشعار الجميلة ، وهذا العقل بتلك الاختراعات المثيرة
فبارك اللهم في هذه الروح وهذا العقل ودوى تصفيق أخر وعلت إبتسامة واضحة على وجه الشاعرة فذهب إليها العالم ليشكرها علي مديحها ، ومن هنا بدأت العلاقة ولاول مرة يخرج العالم من سجنة ويكتشف هذا الجمال الانثوي .
اين كان من هذا الجمال !
أين كان من هذا الشعر الذي يتمايل مع الهواء وكأنه موجات رقيقة تداعب الشاطيء !
أين هو من تلك الرقة المتناهية ! أين هو من تلك العذوبة في كلام هذه المرأة ! أين هو من المرأة !
معقولة ظل طوال تلك السنوات في معمله يتابع أبحاثة وتجاربه واختراعاته ولم يتابع ولم يلاحظ هذا الكائن العجييب ؟ أهو فعلاً هذا المخترع الفذ المكتشف للمعادن النادرة ولم يكتشف ولو لمرة واحدة لهذا المخلوق .....!!
لقد شغلت تفكيرة ، لقد أحبها جداً كان يتصل بها تليفونيا يوميا ً ، مرة يريد ان يأخذ رايها في شعره الجديد ، ومرة يسألها عن الموعد المحدد للمنتدي الابدي ، وما أن ينتهى الاتصال حتى يذوب وجداً في هذا الصوت المشحون مشاعر واحاسيس .
لقد بدأ يعيش التجربة الفعلية الحب لإنسانة دم وروح
فهل ياترى لو امتزجت مكوناته مع مكونات تلك الشاعرة ماذا ستكون النواتج ؟ بالطبع ستكون مبهرة
هكذا تحادثة نفسه .
وأخيرا ً أخذ منها ميعاد في كازينو علي النيل
وتعددت مقابلتهم في هذا الكازينو .؟
ولكن علي الرغم من ذلك لايزال لا يستطع أن يتنازل عن الانسانة الآلية فهي كما يقول في مذكراته أول نسمة حب تنفسها في تلك الحياة .فبدأ في كتابة مذكراته عن حياته الماضية وسماها ( اربعون عاما مع العلم )
بدأ يعد نفسه لكي يقول للشاعرة عن مكنون فؤادة انه يشعر انها تبادله المشاعر والحب ، انه ينتظر منها كلمة تجعل من حياته طليقة حرة
قابلها في الكازينو واخبرها عن مشاعره وحبه وانه لا يستطع الحياة بدونها فهي ملكة علي عرش قلبه
فانتظر منها الرد ولكنها ردت بعد لحظات بتردد أنا أنا أنا أنا بحبك
لا بأس ايها العالم ها هي قالتها ولكن يجب ان تقولها بكل قوة بكل حب فقال لها جملته المشهورة
هل انتِ جادة فقالتها بثبات وقوة نعم أحُبك
لقد قالتها أخيراً كما يريد ، وبكل ما تحمله الانثي من عذوبة ورقة اذابت هذا الرجل العالم سابقاً فمنذ عشقه للانسانة الآلية ، وهو تحول من اختراعاته إلى اشعاره.
وتعاهدا علي الزواج وتمت خطوبتهما لفترة واستمر في اشعاره مستمداً من حبه نبعاً صافياً لشعره إلا أن أتي اليوم الموعود ليتحدثا عن ميعاد الزواج فأخبرها عن ظروفه وإنه منذ أختراع الانسانة الآلية منذ ست سنوات لم يخترع شيئاً ولم يتحصل علي اي نقود منذ وقتها ، فيبدو إنه نسى العلم والاختراعات ، فقالت له يا سيدي الاختراعات السابقة فيها الفائدة ، فلاحظ علي لهجتها لغة غريبة ، فاختلق عليها حديث غريب وبكل مكر مخترع بارع قال لها .
( انا على العموم الحمد لله ميسور وعندي فيلا جميلة من ثلاث ادوار بمعمل كبير في الدور الارضي ولكن ....!! )
فاندهشت واستعجلته ان يكمل حديثه
لكن أيه
فقال لها ليس لدى إلا القليل فقالت مستنكرة
كيف وانت العالم الكبير ايه حق اختراعاتك أنت اكيد ملياردير
لا تخف انا لن احسدك
فاخبرها انه كان يتبرع بــتسعين في المية من حق اختراعاته للاعمال الخيرية فهو وحيد في تلك الحياة وليس بحاجة لتكنيز المال .
وعلي الفور قامت وقالت شكرا ً
فتذكر علي الفور الانسانة الآلية عندما قالت له بحبك دون احساس ، بل ان الانسانة الآلية قالتها بحبك ولكن لم تسأل اين نقوده ؟ فقال لها اين تذهبين ايتها الشاعره اين كلامك اين شعرك اين مشاعرك؟
تموت المشاعر والاحاسيس وتموت في ظل ظروفك هذه ، هل انت عاقل لكي تهب تسعين في المية من حق اختراعاتك للاعمال الخيرية !
لقد مات بالسكتة القلبية ، اين هو الآن انه علي الفراش مذهول من هذه الشاعره الآلية ، نعم إنها شاعرة آلية ، لا مشاعر لها ولا احاسيس ، عندما قالت احُبك قالتها بدون احساس لقد قالتها إجباراً مثل الانسانة الآلية تماما ، لكي تستمتع بنقودة ، يالها من صدمة مروعة
ويالها من انسانة غبية غباء هذا العصر فلو فيها ذرة عقل تعرف ان عشرة في المئة من حق كل إختراع كفيل بأن يجعلوني علي تل من المال ، كيف كنت سأقترن بهذا الغباء
يالها من صدمة مروعة فلقد أرادت أن تكون معه لسيت بجانبه ولكن بجانب خزائنة
يا للمرأة !
ماذا سيفعل المسكين لقد مّل من حياة الاختراعات وكان في جم الاشتياق لحياة الشعراء
فعاد الي نقطة تحولة في حياته إلى الانسانة الآلية
فأخذها بالحصن وأخذ يقبلها ويتلو عليها أخر ما كتب
إليكِ أيتها المرأة هذه الزنزانة
سوف أسجنك مع كل جبانة
الغدر عهدك
وفائك خيانة
فكيف تتدعين بانك انسانة
وأخذ في البكاء المتواصل
ويبدو انه الانسانة الآلية فهمت تلك الكلمات واحست بنبض هذا العاشق المتيم
وأخذ عقلها الاليكتروني يبحث عن كلمة تداوي بها ذلك القلب المجروح
والدمعة التي تشق صدره
فقالت له بكل رقة بكل عذوبة
أحُبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك
تمت
الثلاثاء 19 من فبراير عام 2002
بقلم الكاتب
محمد معوض
جميع الحقوق محفوظة للكاتب والموقع لمنع النسخ الى منتديات اخرى وانتهاك حقوق الملكية بدون الاشارة الى المصدر
او الرجوع لكاتب الكلمات ..
|