المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ابتسامة عيد
السَلاامُ عَليكم
قِصة قَصيرة بِقلمَي ، نَشرتُها مِن قَبل فِي أحدِ المُنتديَات ولكنِ تَحت مُعرف آخر
أحببتُ إنّ أنشرهَا هُنا مُجدداً
أتمنَى أن تَنال إعجابكمْ :$ */
♣ ابتسامة » عيد
عــــــــــــــــام 1424 هـ | 2003 م
ليلة عيد الفطر
بعد إعلان القنوات التلفزيونية بأنه تم رصد هلال العيد .. وإن غداً هو عيد الفطر .. ونهاية رمضان المبارك ..
كانت هــــي بعد عودتها للمنزل .. قد قامت بتجهيز ملابسها التي سترتديها غداً .. مع حقيبتها الجديدة .. ومحفظة المال الجديدة أيضاً .. التي ستحوي بلا شك أموال " العيدية " .. التي ستعطى لها من أعمامها وأخوالها .. وبعد أن انتهت من تجهيز حاجياتها .. قامت بتغسيل اسنانها .. وتبديل ملابسها .. توجهت إلى أحد الادراج وقامت بفتحه .. وأخرجت منه أوراق الملاحظات الصفراء .. وكتبت بخطها الطفولي .. [ اليوم العيد .. قومي ] ! .. وقامت بإلصاقها في الوجه الأمامي .. من ساعتها .. بعد أن قامت بضبط المنبه على الساعة السادسة تماماً .. !!!
كان مقصدها البريء من الصاق تلك الورقة .. انها قد تنسى إن غداً هو العيد .. ولكن عند سماعها للمنبه صباحاً وقبل أن تقوم بإطفائه وتكمل نومها .. ستلمح الورقة بكل تأكيد ..وستقوم بكل حماس سيذب في عروقها فاليوم باختصار هو " الـــــــعـــــــــــيـــــــــــــد "
العيد هو أحد الاشياء اللامعة في طفولتنا .. العيد كان يشعرنا ببهجة لا تتكرر في كل عام إلا مرتين .. !
العيد لم يكن يوماً كأي يوم .. بل كنا بعد أن ننهي يوم العيد نضع رؤوسنا على الوسادة .. وذاكرتنا مليئة بالموقف الجميلة التي لا تنسى ..! .. وحتى جيوبنا كانت مليئة بالمال
كان هذا كفيلاً بأن يجعلنا ننتظر قدومه في كل عام .. بل ويجعلنا ليلة التاسع والعشرون من رمضان ندعو الله بقلب صادق لم يلوث بأي آثم ( يـــــــــــــــــــــا رب بــــــــــــــــكـــــــــــــــرة الــــــــــــــعــــــــــــيـــــــــــــــــد )
لأن هذا ما كان يحدث صباح العيد .!!
/
صباحاً
\
رنين المنبه يخترق طبلتي أذنيها .. لتفتح عينيها بحماس قبل أن تقرأ الورقة حتى .. فهي بالكاد غفت عينيها البارحة .. والسبب حماسها ليوم العيد..!!!
خرجت مسرعة من غرفتها لتجد والدها للتو قد خرج من دورة المياه .. وفي يده منشفة .. يبتسم والدها لها بحنان : صباح الخير ريامي
ريم ترد على والدها وهي تفرك عينيها بطفولة : صباح النور بابا .. " وبحماس " .. أحين أنت والماما بتروحوا تصلوا العيد ؟
الأب تتوسع ابتسامته : إيه يلا إذا بتروحي معانا ربع ساعة وبنمشي
ريم وهي تسرع إلى غرفتها وتلتقط الفوطة الخاصة بها من مكانها : إيه أنتظروني مو تروحوا عني
وتدخل الحمام مسرعة .. لتستحم !
لم تتأخر أبداً .. خمس دقائق وخرجت من الحمام وروب الاستحمام الخاص بها ملتف على جسدها الصغير
اسرعت لغرفتها وأغلقت الباب مسرعة .. ارتدت ثوبها ذا اللون الأخضر .. وتوجهت للمرآة .. نزعت ربطة شعرها وتركته منساباً على اكتافها الصغيرة ...
مدت يدها لـ المشط .. وسرحت شعرها الحريري ... وتركته كما هو .. منساباً على أكتافها
نظرت لشكلها في المرآة .. وابتسمت وهي تشعر بالفخر لما انجزته للتو
فهي اعتادت فقط في يوم العيد ان تقوم هي بكل هذا .. لتشعر بأنها " كبيرة "
طرقات هادئة على باب غرفتها .. ابتسمت أكثر : تفضل !
ما إن رأت الطارق حتى ركضت له مسرعة وهي تحضن رجليه .. : كل عام وأنتي بخير ماما
أمها أنزلت نفسها لمستواها وهي تنظر لأبنتها الوحيدة بحب : وأنتي بألف خير يا عمري ..
ريم وهي تمد يدها لشعرها : شكلي حلو ماما !
الأم : إيه حبيبة أمها .. شكلج يجنن بس " مدت يدها لشعرها ورتبته قليلاً " كذا أحسن
ريم تهز رأسها بانصياع
الأم وقفت .. وتوجهت للتسريحة الخاصة بابنتها .. وفتحت درج ما .. أخرجت منه ربطة تتناسب مع فستان ابنتها
مدته لريم : ماما هذا عشان لو حسيتي بحر .. لبسيه !
ريم تمد يدها له وهي تقرر داخلها إنها لن تلبسه بل ستستمع بشعرها اليوم وهو هكذا ..
الأم تنظر للساعة ويصدر منها شهيق منخفض : يوه ريمي يلا خذي شنطتج البابا يستنى .. أحين بيعصب علينا
ريم تضحك : طيب مامي أنتي روحي ألبسي عباتج وأنا بروح لبابا
ريم تخرج لوالدها وبروحها الشقية : بابا .. يلا نروح السيارة ونستنى ماما هناك
الأب باستفسار : وأمج ؟
ريم : أمي بتجي أحين .. يلا نروح
الأب يبتسم : طيب .. على أمرج
ذهبا للسيارة ينتظران فيها .. ودقائق ولحقت بهم أم ريم .. توجه أبو ريم أولاً لبيت والدة وأنزل ريم هناك لتستمع بالعيد مع ابناء اعمامها وعماتها .. بينما هو وزوجته ذهبا للمسجد القريب من بيت الجد !!!
في بيت الجد كانت ريم تشعر بسعادة لا توصف .. وهي ترى ابناء عمومتها المقاربة أعمارهم بعمرها .. !!
منهم من يرتدي ملابسه ..
منهم من يفتح الثلاجة ويخرج الماء منها ليشرب ثم يفتعل الصدمة " يوه أنا صايم "
ليجبه أحد منهم " بلا هبل اليوم العيد "
كلٌ منهم يفعل شيئاً ..
ريم شعرت برغبة عميقة للخروج للشارع .. فالحي الذي يوجد فيه منزل جدها كان مزيناً
بين البيوت عُلقت زينة .. وأضواء ستشعل في الليل ..
وعندما تمشي للأمام قليلاً ..
سترى الباعة هناك
والكثير من الالعاب تباع لديهم ..
والأهم هي رشة الثلج ..
في كل عام تشتريها .. هي وأبناء أعمامها ..
من ثم يصبح المكان الذي يتواجدون فيه ساحة حرب
سلاحهم هو رشة الثلج ..
رائحة البيض تملأ الأفق ..
فبعض الباعة يبيعون البيض المسلوق .. والذي له طعم مختلف تماماً .. لأنه بيض " العيد "
هذا كان صباحهم
مليئاً بالطفولة والبراءة .. ورائحة العيد اللذيذة العبقة !!!
أما فترة الظهيرة .. فهي شديدة الاختلاف ..
فعندها تتجمع العائلة كاملة ..
فمن يأتي صباحاً .. كان الصغار ..!!!
أما في هذه الفترة .. يأتي البقية ..
فيتجمع رجال العائلة في المجلس .. ونساءها في صالة البيت ..
ويتناولون وجبة الغداء ..
آآآآآه أتذكر أننا كنا نتشاجر ..
مَن منا سيذهب مع عمي الذي سيذهب لـ إحضار الغداء من المطعم ..!!
ليحل الموضوع أحد أعمامي .. بإن من سيذهب هذا العيد ...
لا يذهب في الاعياد القادمة ..
نتفق .. وفي العيد القادم .. نتشاجر ..
خصوصاً أبناء أعمامي الذكور ..
يتشاجرون معنا إن ذهبنا وحجتهم دائماً " أنتم بنات !!! "
لكن لا أحد يهتم بما قالوا .. فنحن صغيرات لا تطبق علينا هذه القوانين ..
بعد الغداء مباشرة كانت معتادة أن تخرج مع والدتها
لتذهب لمنزل جدتها الغالية .. لترى جدتها .. أخوالها وأبناءهم
أول ما تفعله عند دخولها هو تقبيل رأس جدتها أو أمها بالمعنى الأصح
تحبها كثيراً .. وربما أكثر من جدتها الأخرى !!!
ليس لشيء ولكن هي من ربتها .. فوالدتها موظفة حكومية وفي بداية مشوارها الوظيفي تم تعينها في منطقة بعيدة عنهم
وكانت تسكن في بيت جدتها هذا !!
كانت جدتها أكثر حناناً على كل أحفادها .. حتى من أمهاتهم أنفسهم
والوحيدة التي تنافس الجدة في مقدار حبها .. أمها !!!
كانت تجلس في أحضانها وتعطيها العيدية ..!!!!!!!!!
وفي العصر ..!
وقت رحلة العيد ..
نذهب لأي مكان ..
بحر .. مدينة ألعاب ..
وأحياناً يتم حجز منتجع قبل العيد بفترة ما ..!!!
رحلة العيد كانت الأكثر تميزاً من باقي الرحلات في الأيام التي تلي العيد ..!!!
كنا نفضل أن تكون لمدينة الالعاب .. ولو لم نذهب للملاهي !!
نصبح طوال الطريق " مكشرين " ..
لكن لا تلبث هذه التكشيرة طويلاً .. لأننا ما إن نصل حتى نبدأ باللعب
وننسى تماماً إننا كنا من المعترضين !!!!!!!!!!!!
بل وعند عودتنا نبدأ بالبكاء " لا ما نبي نرجع اليوم عيد .. شلون ترجعونا ما شبعنا لعب .. ما نبي .. ما نبي "
وفي الليل
تكون كل طاقتنا استهلكت
وفي طريق عودتنا من رحلة العيد ..
جميعنا نكون نياماً ..
رغم إننا كنا معترضين .. بل ونبكي لأننا سنعود لبيوتنا !!!
يوقظني والدي عند وصولنا للمنزل ..
لأبدل ملابسي .. وأغسل أسناني ..
وأعود للنوم
وعندما أضع رأسي على وسادتي ..!!!!!!!!!!!!!!
أبدأ بتذكر أحداث اليوم من بدايته وحتى النهاية
لأنام وعلى شفتاي طيف ابتسامة بريئة طفولية !!!!!!!!!!!!
/
والـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــوم
عيد الفطر 1433 هـ | 2012 م
\
ابتسمت وهي تتأمل شوارع الحي من نافذة بيت الجد ..
لا وجود لـ تلك الزينة !!!
لا وجود للباعة .. لا وجود لرائحة البيض
لا وجود لرائحة العيد أصلاً
لا تعلم هل هي التي كبرت وأصبحت تنظر للعيد بشكل آخر ! وهو لم يتغير أطلاقاً
أم إنه تغير حقاً
الشيء الوحيد المشترك بين عيد اليوم وعيد الأمس
هم هؤلاء الاطفال في الطرقات !!
أكاد أن أقسم .. إنها عدة أعوام آخرى .. ولن ترى أطفالاً في طرقات الحي
آآآآآآآآآآآه كم اشتاقت لعيد الأمس !!!
لما تغيرنا ؟
كثيراً ما يتردد في داخلها هذا السؤال
وهذا العيد
هو الأكثر ألماً بين أعيادها
حتى عيد العام السابق لم يكن بهذه البشاعة
فهذا العيد .. جدتها .. أم والدتها
لم تعد موجودة ..
قبل أشهر فقط !!!
توفيت ..
يالله وقع خبر وفاتها ما زال موجوداً
و البارحة كل ما تتذكر أنها ستصبح صباح هذا العيد بدونها
تتجمع الدموع في عينيها
تحاول أن لا تحزن .. وترسم بسمة العيد على فمها
وحتى تحاول رسم هذه البسمة
خرجت لبيت جدها كما في طفولتها .. !
فإذا بالمواجع تزداد .. وهي تتذكر أجواء العيد في الطفولة
" هي أنتي ريموه .. شنو تسوين عند النافذة ومخليتنا لوحدنا نجهز الفطور .. كأنج ما بتاكلي معانا "
ريم بابتسامة بسيطة : هههه اتأمل أجواء العيد .. وأقارنها بأجواء العيد زمان .. " تنهدت " .. ما تذكري صبو ؟
صبا تبتسم بألم : ولقيتي عيدنا ؟
ريم تهز رأسها بألم : أبببببببببد ما لقيته ..
صبا تتنهد : تعالي نفطر أحسن .. لأنه ما راح نلقاه !
ريم تأخذ نفساً .. وتلحق بصبا .. *ربما الشيء الوحيد الذي سيشعرني بجمال العيد هذا الإفطار ! *
حقاً ابتسمت وضحكت من كل قلبها وهي تتناول الإفطار معهم !!
لكن مع مرور الوقت عاد لها الشعور القديم
لا وجود لابتسامة العيد !!!!!!!!!!
خصوصاً في الليل ..
عندما وضعت رأسها على الوسادة وهي تتذكر أحداث العيد !
الليل زاد ألامها وأوجاعها وهي تتذكر جدتها - رحمها الله -
حتى بنات أعمامها الذين رسموا لها ابتسامة العيد في الصباح
هاهم في الليل سينطلقون للسفر !
وهي لا تستطيع مرافقتهم والسبب أنهم لن يعدوا إلا بعد بدأ دوام الموظفين
وهذا يرغم والديها على عدم السفر
ولا تستطيع السفر بدونهما
أمسكت بهاتفها المحمول وهي تشعر أن النوم يجافيها
فتحت على الملاحظات وكتبت " ابتسامة العيد .. هي بقرب الأحباب .. ولا ابتسامة لعيدنا .. في بعدهم !!! "
تنهدت وهي تهمس لنفسها " صيري أقوى يا ريم .. جدتج فوضت لرب رحيم .. صح وفاتها صدمتنا ولسى ما تخطينا الصدمة بس هي عند إللي أرحم منا .. وإذا ناظرتي للعيد بنظرة إيجابية راح تحسينه حلو ! "
ابتسمت على نهاية افكارها هذه وهي تتذكر تفاصيل العيد
لترى أنها غير سيئة أطلاقاً
ولكن لفرط ما كانت حزينة لم تشعر بها
تفتح ملاحظة آخرى لتكتب " ابتسامة العيد .. هي نبته داخل كل منا .. قد تحاول رياح اليأس والألم اقتلاعها .. ولكن إن تشبثنت بتراب الأمل .. ستصمد هذه الابتسامة "
∞ تـــــــــــــــــــمـــــــــــــــــت ∞
|