قاربت الساعه السابعة مساءا ومازالت (ماري) تمشي في طريق مظلم تحيطه اشجار الصنوبر المورقه وخيوط ضوء القمر تخترق الوريقات الصغيرة لتداعب خصلات شعر (ماري) الذهبي وصولا الى خدها الذي اجتاحته الدموع ,
ذكريات وصور من الماضي كانت تجول في خاطرها , كم تمنت لو ان الذي كان .... لم يكن , تسائلت في نفسها (هل ماحصل حقيقه , ام انني احلم ) لكنه لم يكن حلما .....
(ماري) ابنة ال24 عاما انحدرت من اسرة محافظه تسكن العاصمه , تميزت منذ صغرها بقابليتها الغريبه على اشاعه روح الفرح والبهمجه في اي مكان تدخله بأبتسامتها وحضورها المميز
كانت ماري من التلاميذ المجدين ايام الابتدائيه , واستمرت بنفس العزيمه خلال مرحلة الثانويه , عند وصولها الى اخر مرحلة اعداديه و تعرفت على شاب من خلال النت كان اول شاب تكلمه , كلامه العذب ونظرته البهيجه للحياة لامست قلب ماري واحست لاول مرة بتعلق روحها بشخص غريب عن عالمها ومحيطتها ,اصبحت تسرق اللحظات لتكلمه خفية بعيدا عن اهلها , كان هذا الشاب يكبرها بسنة , من الشباب الذين يقضون وقتهم بالتسليه واصطياد الساذجات من البنات , كلامه واسلوبه اقنع (ماري ) انه يحبها ولن يستطيع الاستغناء عنها .
شائت الصدف ان تدخل ماري نفس الجامعه التي يدرس فيها هذا الشاب , كانت تتفن كل يوم بأسعاده وتغدق عليه بالهدايا وتركت محاضراتها ودروسها لأجله , لقد كان شغلها الشاغل كل يوم ,
في احدى الايام واثناء دخولها الجامعه رأيت ماري الشاب برفقة فتاة ثانيه وكانت علامات السعاده بادية على وجوههم , اقتربت ماري منهم بخطوات متثاقله والشك والافكار الاجنونيه تدور في رأسها وتكاد تسقطها ارضا ,
عند وصولها الى المكان الذي يقفون فيه , التفت اليها حبيبها ورمقها بأبتسامة صفراء , لم تلاحظ ماري الارتباك الذي كان على وجهه خلف تلك الابتسامه , التفت اليها و ناداها لتتعرف على ( صفا ) جارتهم , لم تستلطف ماري هذه البنت لانها كانت متحرره جدا ,
عند منتصف النهار كانت الفرصه سانحه لماري وحبيبها لينفردو بنفسهم في نادي الكليه بعيدا عن الشله والاصحاب , كانت عينا ماري يملؤمها الحزن والشك عندما سألت حبيبها عن علاقته بهذه الفتاة وسبب تواجدها معه , فأخبرها انها جارتهم وهي يتيمه وامها اوصته ان يعتني بها نظرا لانه اقدم منها في الجامعه وليس لديه اي مشاعر تجاهها سوى انه يعتبرها كأخته ,هذه الكلمات اراحت قلب ماري وارجعت الابتسامه البريئه الى عينيها .
قاربت السنه الدراسيه على الانتهاء , مازلت ماري ترى حبيبها مع صفا كل يوم , اصبحت لا تراه الا معها , كانها ظله , كثيرا ما تجدهم جالسين لوحدهم في اماكن معزوله , يتكلمون , يتهامسون , حتى انها في احدى المرات رأيته يمسك يدها , لكنها عندما سألته قال انه لاسم كفها بالخطأ عندما رغب بأخذ كتبه من يدها وانه لم يقصد ماحصل ز
ماري وحبيبها الان لا يلتقون داخل الجامعه لانه تحجج بدخوله الى المحاضرات , اصبحت تكلمه في الهاتف فقط , تغيرت ماري كثيرا , اختفت الابتسامه عن وجهها والحزن لا يفارق عينيها وبدء جسدها بالاصفرا والذبول والشك لا يفارق مخيلتها .
كانت ماري تصدق كل كلمة يقولها حبيبها ... الى ان جاء اليوم .... الذي عرفت فيه ماري حقيقه من تحب
كانت الساعة العاشرة صباحا , ماري تنزل من مدرجات الكلية لتتفاجأ بوجود صفا بأنتظارها , استغربت ماري هذا التصرف والذي زاد استغرابها اسلوب صفا المهذب بالكلام وطلبها ان تكلمها على انفراد ,استجابت ماري لهذا الطلب وتوجهت مع صفا الى نادي الجامعه .
سكتت صفا لخمس دقائق بينما كانت ماري تحدق فيها بأستمرار وهي تتسائل عن سبب هذه المقابله
لم يمضي الكثير على صمتها , تكلمت صفا لتخبر ماري عن حقيقة علاقتها بحبيب ماري , الشاب المهذب الوديع الذي يحب ماري حتى الموت كان على علاقة محرمة بصفا .....
ماذا؟؟؟؟؟ لم تصدق ماري هذه القصه واتهمت صفا بأختلاقها لتفرق بينها وبين حبيبها عند ذلك فاجئت صفا ماري بفيديو صورته بكاميرا موبيلها في ليلة قضاها الشاب في بيت صفا وتبادلو فيها القبلات والاحضان وتشاركو الفراش ..
اخبرت صفا ماري ان هذا الوضع كان يتكرر مرتين او ثلاث مرات اسبوعيا عندما يكونون اهلها خارج المنزل .
سبقت دموع ماري كلماتها واخرجت هاتفها بلا وعي لتتصل بحبيبها وتخربه ان يلتقي بها في مختبر الكلية بعيدا عن اعين الناس .
عنه وصوله الى المختبر , توقع الشاب ان يجد ماري لوحدها وكان يفكر ان يسرق من شفتيها قبله او ان يعتدي عليها , لكنه فوجئ بوجود صفا مع ماري , عند اقترابه منهما لاحظ عيون ماري الحمراء ومحاولتها الشاقه لاخفاء دموعها ,لم يشك للحظه ان صفا قد تكون اخبرت ماري عن علاقتهما ,
من غير ان تتكلم , اعطت ماري موبايل صفا الذي كانت تمسكه بيدها الى الشاب واخبرته ان يشاهد مقطع الفيديو , اثناء مشاهدته لم تظهر على وجه الشاب اي تعابير سوى ابتسامة صغيره على شفيتيه وضحكة عاليه اطلقها عند نهاية المقطع , اخبر بعدها ماري بأنه كان عليها ان تتوقع ذلك من شاب تعرفت عليه على النت ولم يكن يفكر سوى بمعاشرتها فقط .
صعقت هذه الكلمات والضحكات قلب ماري وحطمته , التفت ماري من غير ان تتكلم وخرجت من المختبر تسبقها دموعها ولم تعرف الى اين تذهب , جرتها قدمها الى شارع كئيب مشت فيه حتى نهاية النهار ,
في صباح اليوم التالي كان عامل النظافه يزيل اوراقا سقطت من الاشجار المتراميه على اطراف الطريق ليجد جثه بين الاوراق قلبها ليجد فتاة شوه وجهها كثرة الدموع , عند وصول الشرطة والاسعاف , اكتشفو ان سبب وفاتها هو توقف قلبها المفاجئ .
في نفس اليوم وفي الجامعه تناقل الجميع خبر الفتاه التي وجدت ميته على الطريق , وعند سماع صفا وصديقها الخبر سألو عن اسم الفتاة ليخبروهم ( كان اسمها ماري) .