المنتدى :
الارشيف
اذا كان للمرأة قيراط فـ للرجل 24 قيراط ...مقال رائع
هذا مقاااال راائع جاني على الايميل اتمنى يعجبكم يتكلم عن تعدد الزوجات
أكتب إليكِ يا سيدتي، و إن لم أكتب لكِ فمن يستحق الكتابة في هذا الوجود ؟!.. يا مَنْ تستحِ الكلمات عند لقائك ، و يا مَنْ تذوب الحروف عندما تُنقَش في سمائك ، و يا مَنْ تعجز العبارات في وصف عطائك .
يا كتلة المشاعر، و يا وطن الأمان، يا عشب الضمائر، و يا شلَّال الحنان، يا طوق الحب، و يا زحمة الدفء، يا فيض القلب، و يا رعشة البرد.
أُقَدِّم لكِ خالص إعتذاري عن جهل بعض الرجال الذين أنتمي إليهم و الذي يجعلهم لا يعرفون من أنتِ و كيف أنتِ ، جهلهم الذي يجعلهم يتهوَّرون و يُقْدِمون على خطوة هي بمثابة غرس الخنجر المسموم في صدرك المخلص ، خطوة يظنونها الراحة و السعادة و التغيير ، و ما دروا أنها المشقة و التعاسة و التشتيت ، إنه الزواج الثاني الذي أراه بركاناً محموماً قد يثور في أي أسرة ، و عاصفة هوجاء قد تجتثُّ جذور الاستقرار فيها ، و طريقاً دحضاً لا يَأمَن مَنْ يسلكه .
كم أنت مُجحِف أيها الرجل و أنانٍ و كثيراً ما تستغل صلاحياتك لصالحك أنت ضارباً بمشاعر غيرك عرض الحائط ، فكيف تشرع في الزيجة الثانية فقط إرضاءً لرغباتك ؟!
أ نسيت أنها لا ترى إلَّا رسمك و لا تسمع إلَّا صوتك و لا تستنشق إلَّا نَفَسَك ؟!.. أ نسيت أنها تعشق الأكل من طبقك و بملعقتك و الأحلى أن تكون اللقمة ملمومة بين أصابعك كي تكون سائغة أكثر في فمها ؟!.. أ نسيت أن من أمانيها أن تشرب معك من كوبٍ واحد ؟!..أ نسيت أنها تنسى نفسها و لا تنسى ذكرى يوم ميلادك ؟!.. أ نسيت أنها كانت تقترض المال أحياناً كي تُأمِّن لك هدية في هذا اليوم و تفاجئك بها و كي تجلب كعكة تحمل صورتك و عشاء فاخر يتوِّج تلك الليلة ؟!.. أ نسيت قصاصات الورق الصغيرة التي كُنتَ تراها على مرآة التسريحة عندما تتأهب للخروج أو على باب المنزل حين خروجك صباحاً أو في السيارة عندما تكون لوحدك و التي كانت تحمل أرق و أزكى العبارات ؟!
أ نسيت باقات الورد الأحمر .. و الحياة التي كانت بطعم السكر ؟! و ذاك المبخر الحديدي المشغول .. الذي يفوح برائحة العود و العنبر ؟! والشمع الوضّاء .. الفواح ليلاً .. بريحه و نوره الشاعري الأصفر ؟!
ما أصعب أن تَراك يوماً و لا تراك آخر، و تأكُل معك يوماً و دونك آخر، فبعد أن كنت مساحةً شاسعةً تمتلكها هي وحدها، اخترتَ أن تُدخِل معها شريكاً آخر.
إذا كان الطفل يرفض المشاركة في لعبته، و الشاب المراهق يرفض المشاركة في سيارته، و الفتاة اليافعة ترفض المشاركة في أشياءها أو العبث في خزانتها، فكيف تطلبون من المرأة أن تقبل بأن تشاركها ضرة في حياتها ؟!
عزيزي الرجل.. ربما أنت قادر أن يكون لك بيتٌ هنا و بيتٌ هناك، و زوجةٌ هنا و زوجةٌ هناك، و أطفالٌ هنا و أطفالٌ هناك، و ثيابٌ هنا و ثيابٌ هناك، و عطورٌ هنا و عطورٌ هناك.
لكن ..
هل أنت قادر على أن يكون لك قلبٌ هنا و قلبٌ هناك، و عقلٌ هنا و عقلٌ هناك، و عدلٌ هنا و عدلٌ هناك !!.. هل أنت قادر على التحول النفسي و العاطفي السريع عندما تنتقل من هذه الزوجة لتلك ؟!.. هل ستشعر بالخصوصية التي يبحث عنها كل رجل في هذا الشتات الذي اخترته لنفسك ؟!
هل تخيَّلت نفسك مكانها ؟ ، ماذا لو فَضَّلَت عليك رجل آخر دون سبب مقنع ؟ هل ستشعر بالنقص ؟؟ هل ستهتز ثقتك بنفسك ؟؟ هل سيتأثر الكبرياء الرجولي ؟ هل سيُخدَشُ الشموخ ؟.. لِمَ تعطِ لنفسك ما تسلبه من غيرك ؟!
ماذا عن أطفالك ؟!.. و كيف هي مشاعرهم تجاهك عندما تُفضِّل بعضهم على بعضٍ ؟! و كيف ستكون مشاعر أبناء هذه الزوجة تجاه أبناء الزوجة الأخرى ؟!..
ماذا عنك أنت ؟!.. هل وجَدتَ ضالتك ؟؟ و هل أنت مرتاحٌ فعلاً بعد كل هذه السنوات من زواجك الثاني ؟!
أسئلة كثيرة انتظر اجابتها منك يا ابن جنسي .
الكاتب :
رائد البغلي
|