169 - الرجل الفراشه - ساره كريفن - روايات عبير القديمة

[I][B][B]...تابع[INDENT]و لربما كان سبب صمود جوليا صله القربى الدمويه التى تربطها بالممثله و الصريف انها لم تعلم الا منذ سنوات ان بيانكا لايتون النجمه السينمائيه العالميه ما هى سوى خالتها شقيقه امها فالوالدة مارغريت نيلسون لم تطلع ابنتها الا مرغمه و لاعجب لان مارغريت تعيش حياه فاضله بعيده كل البعد عن طريقه عيش شقيقتها المحمومه و الحافله بالمغامرات العاطفيه التى انتهى معظمها الى زيجات فاشله لا تعمر اكثر من شهور لا يفوق عددها اصابع اليدين و احيانا اقل. و الاكيد ان الولدة ما كانت فضحت ذلك لولا قرار بيانكا المفاجئ بالقيام بزياره لشقيقتها المنسيه . و ازاء اصرار جوليا على معرفه سبب كتمان الحقيقه قالت الوالدة :"لم اجد سبب لاطلاعك على هوية خالتك فعلمها يختلف عن عالمنا و لم اظن يوما اننا سنلتقى مجددا.بدا واضحا على مارغريت انها الطرف الذى حبذا الانفصال و الابتعاد و تناسي الروابط العائليه. و لما شاهدت ابنتها تتاملها بحثا عن تشابه بينها و بين بيانكا قالت:"لا تنظرى الى هكذا يا حجوليا فانا لا اشبهها ابدا حتي انني لم اكن اصدق اننا شقيقتان و زاد هذا رسوخا عندما حضرت بيانكا التى ملات المنزل المتواضع بحضورها الثقيل. كعطرها القوي الذى خلفته وراءهاعندما رحلت ,اضافه الى تساؤلات كثيره منها سؤال شقيقه جوليا الصغرى ديبورا:"لماذا اتت الينا ؟ ماذا تريد منا؟سؤال لم يجد احد جوابا شافيا.و لا غرابه من انزعاج الصبيه الصغيره من حضور خالتها ,فهذه الخيره لا تجيد التعامل مع الاولاد لانها لم تنجب اولاد لحسن الحظ. فلو فعلت لكانوا الان ضائهين بلا عائله.و برغم من رحيل بيانكا , ظل طيفهافي منزل ال نيلسونحاضرا و لطالما كانت جوليا تتساءل هل الزياره حصلت فعلا ام كان حلما مزعجا و الحقيقه ان نظام المنزل قد تغير بالفعل فقد اصبحت اكثر تحفظا و تكتما مما اثار قلق العائله و ذات ليله عجزت جوليا عن النوم. و لما خرجت سمعت صونت والدها القلق يحاول طمانه زوجته."انتهى الامر يا ماغريت ولا داعى للقلق .و اجابت الوالده بشئ من الحقد و الكراهيه:"اخاف ان يكون المر في بدايته لا في نهايته.عندها انسحبت جوليا الى غرفتها حتى لا تتدخل في مالا يعنيها بيد انها امضت ليلتها تتقلب في سريرها لا يغمض لها جفن و هى تحاول فهم كلام والدتها الخائفه من بدايه شئ ما. اهيا خائفه من تكرار زيارات بيانكا المصحوبه بدعايه و التى ستعكر هدوء المنزل المتواضع و تقلب نظامه المتقن؟قد يكون الامر طبيعيا لانه صادر من امراة فاضله تعيش حياه عاديه تشارك في نشاطات اجتماعيه كثيره كونها عضوه في احدى الجمعيات الخيريه الفاعله, و جميع معارفها يحبونها و يقدرونها.و ادركنت جوليا بما لا يقبل الجدال ان شئ ما حصل في الماضي و سبب التباعد بيتن الشقيقتين و الجليد لم يزل بدليل ان الزياره نكات الجراح و اعادت النزف اليها من جديد .مرت اسابيع و شهور بدون اي جديد عن بيانكا اللهم الا ما تتناقله وسائل الاعلا عن افلامها و مجريات حياتها الخاصه و التي لا تحمل من خصوصيتها سؤى الاسم فالجميع على علام بما تفعله بيانكا لايتون و علاقاتها العاطفيه تشاع تذاع و تملا الاسماع.و هكذا غابت النجمه الساطعه عن حياه عائله نيلسونالى ان ظهرت بعد حوالى عامين.[و ها هى جوليا الان تحمل حقائبها و تدخل الى الفيلا الضخمه التى تخص خالتها استعداد لخوض غمار العمل المضني بعد مرور اسابيع من الراحه و الاستجمام التى اكسبتها سمره مغريه و حررت شعرها الاسود الطويل و جسمها الممشوق من عناء التسريحات المعقده و الثياب الاسره التي تصر عليها الخاله تلبيهلمتطلبات العمل الجدي الوقور .و تذكرت جوليا يومها الاول قبل ثلاثه سنوات بناء على استدعاء الزوج الضحيه جورج مورغان الذى عرض عليها العمل كسكرتيره لزوجته . و ترددت الفتاه طويلا في تلبيه الدعوه لانها تعرف عدم رضا والدتها عن هذه الخطوه .غير ان فضولها تغلب على خوفها فحضرت و حظيت على وظيفه هامه و مثمره اين منها لو كان ستحظى بالعمل لدى احدى المحامين المتواضعين. فلو فعلت ذلك لكانت السنوات التى مرت مضيعه للوقت و الجهد.ادارت الفتاه المفتاح ودخات الى المنزل الفخم المفروش بافخر الاثاث و احسنه و ذوقا و ترتيبا.و من الطبيعي ان تمتلك بيانكا منازل كثيره في بلدان عده بلدان.و لكنها تفضل بيتها هذا في وطنها الام و تمضي فيه معظم اوقاتها مردده امام الصحافيين جملتها المعهوده"انجلترا هي اجمل مكان على الكره الارضيه.و الشئ الوحيد الذى يزعجها في بلادها هو الطقس الدائم الرداء فتهرب سنويا من شتائه القاسي الى منزلها فى كاليفورنيا او الى قصور الاصدقاء الكثيرين في منتجع ماربييا في اسبانيا او في احدى مدن جنوبى فرنسا الواقعه على شاطئ البحر المتوسط ذي المناخ المعتدل الدافئ.

[B]و استفادت جوليا من ميول خالتها السندباديه فجالت معها مختلف اصقاع العالم للسياحه او لتصوير الافلام فبيانكا تحرص على اصطحاب فريق العمل الخاص بها و يضم ايضا اديث مونتغومرى ظلها الدائم التى تشغل فى حياه الممثله دورا هاما فهى الخادمه و مزينه الشعر و مصممه الازياء و المدلكه....هبطت مونتى و هو لقب اديث مونتغومرى ,السلم في حلتها الابديه قميصها الابيض و تنورتها السوداء و توجهت الى جوليا:"ها قد عدت اخيرا"لم يكن فى نبرة صوتها اي شوق او عاطفه و جوليا كانت تعلم ان هذه المراة لا تحبها ابدا فمنذ اليوم الاول لاستلامها العمل لو يبدر من مونتى سؤى عدائيه واضحه و لربما كان سبب ذلك خوف الخادمه الامينه من منافسه على مركزها المحظى عند بيانكا نظرا لفارق السن بينها و بين جوليا و لصه القربى التى تربط الممثله بسكرتيرتها و قد عملت جوليا جاهده على محو هذا التخوف السخيف متوصله الى نجاح نسبي او نوع من الهدنه مع مونتى بدون ان يؤدى ذلك الى اقامه ود او صداقه.ابتسمت جوليا و قلت:_"كيف جرت الامور بغيابي؟هل حدثت ازمات ما؟" اجابت المراة:_"لم يحدث شئ يستحق الذكر و لكنك وصلت في الوقت المناسب. _"هل فشل مشروع الفليم الجديد؟."_"لاشئ من هذا القبيل بل الامر يتعلق بقصه حياه بيانكا التى تحضر لكتابتها منذ شهور جامعه صورها القديمه و مستجمعه ذكرياتها." سالت جوليا بقلق:_"هل تخلت دار النشر عن المشروع ؟" _"لا و لكنهم رفضوا ان تقوم بيانكا بتاليف الكتاب مصرين على ان يرسلوا اليها احد كتابهم و يدعى بوب برانت . هل سمعتى به؟"_"اسمه ليس غريبا عني.و ما المشكله فى ان يقوم بوب برانت في تاليف الكتاب ؟ اجابت مونتى بجديه:"المشكله ان بيانكا ليست مرتاحه لهذا القرار فهى تفضل ان تقوم بالعمل شخصيا او بواسطه الصحافيه الشابه التى كتبت عنها مقال فى مجله المراة العصريه. علقت جوليا :__"" لا عجب في ذلك لان المقال كان مدحيا اكثر من اللزوم . هل قابلت بيانكا الكاتب برانت قبل ان ترفضه؟ _ ""سياتي الرجل اليوم لهذه الغايه و بيانكا مصممه على عدم مقابلته. يا لها من بدايه حسنه جعلت الاجازه تتبخر,فجوليا لم تتوقع ان تغوص في اوحال العمل بهذه السرعه و منذ اللحظه الاولى لرجوعها.قالت الفتاه بعد ان فكرت قليلا بالمشكله الجديده :__""اعتقد ان الخيار الاخير يعودللناشر بحسب العقد المبرم بينه و بين بيانكا , فلا حاجه اذن لاثاره المشاكل و استعداء الكاتب حتي لا يبداء بتشويه سمعه بيانكا و اثاره الفضائح .ساصعد للتحدث اليها علنى اقنعها.___""اتمني ان تنجحي في ذلك.و اتركي حقائبك هنا فساوعز لهاريس بنقلها الى غرفتك. ادركت جوليا من نبره مونتى ان الاسابيع الاخير كانت مرهقه حتى بالنسبه للخادمه المعتاده على طباع بيانكا و مشاكلها المستعصيه. حضر الخادم هاريس لنقل الحقيبتين و خو رجل طيب مطيع يقيم مع زوجته الطاهيهفي المنزل منذ سنين طويله, و يؤمن الخدمه بشكل ممتاز متحملا صاحبه الكثير من الاهانات و الكلمات الجارحه,و بالرغم من اتقانه العمل و اجاده زوجته فن الطبخ,و لعل السبب في بقائها مع بيانكا الجر المرتفع الذى يتقاضه و الايام الهادئه التى تتاح لهما تمضيتها بغياب سيده البيت صعدت جوليا السلم الى جنلح بيانكا الواسع و قبل ان تطرق الباب سمعت صوت تحطيم شئ زجاجى فدخلت و قالت على الفور:__-""ماهى ضحيتك اليوم؟"" نظرت جوليا الى الارض لترى بقايا اناء صيني يسبح فى مائه و الورد مبعثره حول قدمى بيانكا التى رفعت عينيها الزمرديتين الىالفتاه صائحه :___""اين كنتي طوال هذه المده؟""___""انسيت انني ذهبت الى جزيره رودس للاستجمام ؟و قد تعمدت ارسال بطاقه من هناك لابعش ذاكرتك قليلا.""_-___هزت النجمه كتفيها بلامبالاة قائله:""لا اذكر اذا تلقيت بطاقه فهذه الفتاه التى ارسلتها الشركه لى لتحل محلك بلهاء لا تجيد العمل بتات."" سالت جوليا و هى تشرعبجمع بقايا الزجاج المحطم :""ماذا فعلت المسكينه حتى تستحق هذا الغضب كله ؟""يكفي انها السبب في مجئ هذا الرجل المقيت اليوم, فقد وافقت على اعطائه موعدا بدون استشارتي. الحمدلله انك هنا الان لصرفه بطريقه مناسبه , اتصلى به زاعمه انني مريضه. "" ___استغربت جوليا من نبره بيانكا الخائفه فقالت بواقعيه :"" ما دام ذلك ما دام سيطلب موعدا اخر؟ "" __اعترضت شفتا الممثله الجميلتان بعصبيه : "" يبدو انك لا تختلفين عن سيباستيان الفاشل الذى نصحنى بالتعاون مع الكاتب تنفيذا لعقدي مع دار النشر. يا له من مدير علاقات عامه ناجح يتركني في وسط هذه المعمعه. "" و بشئ من السخريه علقت الفتاه : "" لا احد يشك بمقدره سيباستيان في حقل عمله, و اظن ان نصيحته جديره بالتنفيذ. "" ___""لا اريد العمل بنصيحته او بنصيحه غيره!ابغي التخلص من هذا الكاتب الذي يدعي بوب برانت دون اخذ ورد و كلام فارغ . "" ___"" لماذا تجزمين قبل ان تري لهذا الرجل وجها, تريثي قليلا فقد تجدينه لطيفا و متعاونا. "" اكدت بيانكا :"" اعرف جيدا ماذا ينتظرني مع بوب برانت فهو كاتب الفضائح و جالب الويلات . و اخر ماثره كتابه كريستين ولاس حيث اعطى عنها ابشع الصور. ""____ جرحت جوليا اصبعها بقطعه زجاج و هى تسال: "" الا تستحق كريستين الاس ما جاء عنها في مؤلف؟ _"" هذالا يعطي برانت الحق في نشر الغسيل الوسخ بهذا الوحاقه . "" جوليا لم تقراء الكتاب المذكور لكنها تتذكر كم كانت خالتها كبيره و هى تطلع على الحقيقه الفاضحه التى صور بها برانت الممثله الشهيره كريستين ولاس . و قد استطاع بقلمه اللاذع ان يحولها من اسطوره تفوم بلعب اصعب الادوار النفسيه المعقده الى امراة ساذجه اعترفت بانها لم تفهم يوما اي شئ من الادوار التى لعبتها و انها كانت مجرد دميه يحركها مخرج بارع . و بفضل هذا الكتاب تحطمت حياه كريستين والاس و لم تعد تتلقي اي عرض سينمائى للقيام حتى بادوار ثانويه.