المنتدى :
من كل بحر قطره
اعترافات سجين {مشاركة بالشعاع}
تأملت خيوط الشمس الأسيرة خلف الغيوم
اطلقت تنهيدة طويلة ..
يبدو أنه يوم آخر سيكسو البياض فيه كل الأرجاء
رائحة قهوتي الداكنة اختلطت بذرات الهواء
خرجت وقد تلفحت بوشاحي عله يذيب بعضا من الجليد الذي تكوم فوق روحي
انه يخنقني حتى أكاد لا أتنفس
نظرت حولي بإمعان
كالعادة
في كل شيء ..
الأشجار تعرت من أوراقها
لكنها ما تزال ترفع أنفها بغرور وكبرياء
بينما تمرغت أزهار الكاميليا في ندف الثلج
تأملت السماء ..
أعني لم أتأملها
فلا سماء ..
حدقت فقط فيها بنظرة خاوية
لم أعرف فيم كنت أفكر
تلك الجلدات تؤلمني أكثر فأكثر كل يوم
عذابي يزيد يوما بعد يوم ولا أظن أنه سينتهي
تأملت الوجوه الغريبة حولي
أغمضت عيني بقوة حتى كانت تنفقأ
هذا الشتاء كان الأكثر ألما في حياتي
توجهت إلى حيث راحتي
إلى حيث يزيد عذابي أكثر وأكثر
إلى المكان المتناقض
في وسط خضم مشاعري
يمكن أن أطفأ تأججها ببعض الألم
تأملته
مكاان خاوي تماما
هنا حيث أدفن كل الألم وأعاود أخذه معي عندما أرحل
ولا أبقي إلا آثارا حفرت في الأرض وأراها تحفر أمامي في السماء
جلست واستندت على الشجرة العجوز خلفي
وقد خرج لحاؤها كأنه سكاكين
تركته يخزني بكل أريحية
فأنا لا أستحق الراحة
لا أستحق أن أغلف نفسي بدفء معطفي
لا أستحق أن أتنفس
لا أستحق أن أعيش
أكرهك
أكرهك ايها القلب الذي ولدت معي
لكم أتوق أن أتخلص منك
تنهدت وتلك الصور لا تفارق مخيلتي
تركت الثلج يسقط حولي يبث الدفء في
نظرت إلى أعلى في المكان الذي يدعونه سماء
بينما أدعوه أنا مقبرة الألم
فتحت القبر عن تلك الآلام وتركتها تنساب حولي مع الثلج
اعترف
اعترف هكذا بدأت اعترافي
ككل اعتراف ~
أعترف أنا سلبت الأحلام وجردت آمال المستقبل
أعترف أني دفنت الألم في كل زاوية من الزوايا
أنا قتلت أحلام فتاة بيدي
فتاة كانت تريد الاستقرار فقط
مع زوج وابن وحياة طبيعية
أنا كبت ذاك الطفل
حرمته من مستقبله وجعلت المستقبل طيفا يزوره مع الليل
ويبقى هو في النهار يتخبط
لا عائلة لا بيت
أنا تركت اما قد بح صوتها
تركتها تصرخ كما تشاء
تركتها تذرف دمها دموعا على ابنها
أنا تركت شابا تائه
يجوب الارض هنا وهناك
لأني أخذت روح أحلامه
أنا لم أرحم أحدا حتى العجوز
جعلته يترك الحياة وخلفه قبعت آلام
لاحقته حتى القبر
~
هل بدأت استلذ هذا الألم ؟
أم أنه قد أصاب قلبي بالخدر ؟
لا يهم فما أعرفه
أني سجين ضمير يجلدني ليل نهار
وأنا وحدي هنا
وقد حان وقت رحيلي
سأجر آلامي معي مجددا
وأنا خلف قضبان الحياة
فلتوقظوا إذا ضمائركم قبل أن تنضموا إلى في السجن
~في ذات الزنزانة~
بقلمي : إحسآس الورد
التعديل الأخير تم بواسطة إحسآس الورد ; 23-06-12 الساعة 06:59 PM
|