تحمل ( المرأة البحر ) في جعبتهآ خفة الدم , والمقآلب , والشقآوة , والتصآبيّ , ووردة حمرآء , وعصفور التغزل زقزق , مدركةً أن خفة الظلِّ منحةٌ ربآنيَّةٌّ كجمآل القسمآت , وموهبة ربمآ تستحق الإجتهآد لتعلُّمهآ , والمرأة التي تخطئ الظرآفة والإستظرآف تمنح من حولهآ مجآجة تهيِّج الغثيآن , وتقرأ ذلك الغثيآن في ملآمح المحيطين بهآ , ولأجل هذآ تدرك ( المرأة البحر ) أهمية الإستلطآف وخفة الظل , ولكن متى كآنت غير وآثقة منهآ , فلتترآجع عنهآ , لتتعلمهآ على مهل حتى تصل إلى حد الإتقآن , أو تخفيهآ في قآموس النسيآن ..
نعم يكفي أنه منحكِ الإحتضآن , والرعآية , والأبنآء في الدنيآ , ويكفي أنه بوآبتك في الأخرة إلى الجنآن , أو إلى النيرآن ..
تحدثي أمآمه , وأمآم النآس , بأنَّك فخورة به , وأظهري مميزآته , حتى لو كآنت وآحدة , وهي أنَّه أحتوآكِ ..
أحرصي على تنمية علآقة أبنآءكِ بوآلدهم عن طريق :
1 / إستخدآم الكلمآت والتعبيرآت التي تربي فيهم الإعتزآز والحب له ..
2 / ممآرسة بعض الألعآب مع زوجك وأولآدك , واللهو معاً يضفي جوًا من الألفة والمتعة المتبآدلة ..
3 / الخروج من الغرفة لفترٍة وجيزٍة , وترك الطفل مع الأب وحدهمآ , يشعر الأب بالثقة في قدرته على تحمل مسؤولية تربية أولآدهـ ..
إنَّ من المؤسف أن يكون الزوج وجيهاً في النآس , يجد التقدير والإحترآم حيثمآ حلَّ وارتحل , وتقف له النآس في المجآلس , وتتنآقل الأفوآهـ جميل سجآيآهـ , ولآيجد الإنتقآص في حيآته إلاَّ من زوجته وفي بيته فقط ..
نهى القرآن الكريم المرأة عن الخضوع بالقول للرجل الأجنبي لأنَّ الترفق والخضوع يغري بهآ القلوب المريضة , ويزيد الطموح في محآولة الوصول إليهآ , ويتعب كثير من الرجآل بالإنجذآب , والتطلع لمحآسنهآ , حتى ولو كآنت لآ تقصد ذلك , كمآ يقول بشآر بن برد :
أُنسٌ غَرآئِرُ مآ هَمَمنَ بِريبِةٍ كَظِبآءِ مَكَّةَ صَيدُهُنَّ حَرآمُ
وحيث أن الرجل يتطلع إلى هذآ ( المغنآطيس الأنثوي ) , فإن ( المرأة البحر ) تمنح زوجهآ مآتتطلع إليه نفوس الرجآل من الكلمة الحآنية الرقيقة , وتدرك أن تأنثهآ ورقتهآ تجذبه , وأنَّ العنف بخلآف ذلك ..
تخطئ بعض الزوجآت عندمآ تتصور أنَ مجرد التعآمل الحسن , والتصرفآت اللطيفة منهآ كآفية في جذب زوجهآ إليهآ , وهذهـ من المفآهيم التي تحتآج إلى تصحيح , حيث تركز النهي في الأية على التحذير من ( الخضوع بالقول ) , لشدة تأثيرهـ على الرجآل , وهذآ دليل على أهميته , فالزوجة مطالبةٌ بتوفير النآعم من القول , والدآفئ من العبآرآت , والميوعة في التدلل , والتغنج في الحديث , والتأنق في جميع العبآرآت أنذآك ..
وقد تتغنج الزوجة لزوجهآ , وتُدِلُ بأنوثتهآ , فيفهم الزوج غير مآترمي إليه الزوجة , فيفسر الزوج تصرفهآ بأنه ( تمنُّعٌ قبيحٌ ) , وغرورٌ وتكبر عليه , فتتولد مشكلةٌ غير وآضحة المعآلم , وربمآ كبرت المشكلة , لأن الزوجة تكرهـ أن يجحد زوجهآ فضلهآ , وهو يرى أنَّه لم يصنع شيئاً سيئاً حتى تتعآلى عليه , ومآذلك إلآ لضعف التوآصل , وسوء التفسير المتعآنق مع سوء التعبير ..
ولآيفوتني في هذآ الموضع أن أذكر بمآ دعت إليه الكآتبة الأمريكية لورآ دويل في كتآبهآ ( المرأة لمستسلمة ) من تحريض الزوجآت إلى العودة لغسيل أقدآم الرجآل , والسهر على رآحتهم , وعمل كل شئ لجعلهم كآئنآت لطيفة , بحجة أن الرجل حين يكون لطيفاً , فإنه أكثر حناناً بمشآعرهـ من المرأة , وأعتبرت بأن المرأة المستسلمة ليست بالمرأة المقهورة , فلآ قهر بعد إستسلآم , بل هو حبٌ وتفآنٍ ورغبةٌ في إسعآد الزوج بالكلآم النآعم ..
وعندمآ تتكلم مع زوجهآعليهآ أن تقول : ( أشعر وأحس ) و ( عندي كلآم ) بدلاً من ( أعتقد أو في الوآقع ) , فتلك البدآيآت ليست ألفآظاً بل ألغآماً تتفجر عند بدء النقآش ..
ووضعت لورآد دويل سيآسة جديدة إرسآء السلآم في بيوت الأزوآج المتحآبين , مفآدهآ :
1 / إعلآن الإعتذآر الفوري عن أي خطأ صغير , تكدرت معه , أو بعدهـ صفحة وجه الزوج , أو مشآعرهـ ..
2 / ترك الموقف وإعلآن الرغبة في الإنسحآب من المكآن ومغآدرة البيت أو المنزل ..
3 / تجنب التصعيد المتبآدل ..
4 / أن تركز المرأة على بنآء إهتمآمآت موآزية وبديلة من التركيز على الرجل , وجعله محور حيآتهآ , الأمر الذي يخنق الرجل , ويجعله يفكر بالفرآر ..