المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
الالتهاب الفيروسي "ج" من أكبر الاسباب المؤدية لأمراض الكبد
الالتهاب الفيروسي "ج" من أكبر الاسباب المؤدية لأمراض الكبد
19/4/2006
إرشادات يمكن اتباعها للحد من الإصابة به
*الدكتور محمد حوامده
عمّان- الالتهاب الكبدي الفيروسي واحد من أكثر الامراض انتشارا في العالم والذي يسبب خمسة أنواع معروفة من الفيروسات, "أ" , "ب" , "ج" , "HCV", "د" وعادة ما يصاحب الفيروس "ب", "ه".
وقد تم التعرف على الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي من النوع "أ" و"ب" A،B منذ زمن طويل الا ان الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي من النوع "ج" لم يتم التعرف عليه الا منذ العام 1989.
ويبدو أن الفيروس "ج" واحد من اكبر اسباب أمراض الكبد حيث تقدر نسبة الاصابة به على مستوى العالم بـ 2% من سكان الكرة الارضية.
يتم انتقال العدوى بهذا الفيروس بطريقة فعالة جدا عن طريق الحقن مثل نقل الدم أو منتجات الدم الملوثة بالفيروس أو عن طريق الإبر أو الأدوات الجراحية الملوثة, وبالتالي اصبح مستقبلو الدم معرضين لخطر نقل فيروس الالتهاب الكبدي من نوع "ج" كذلك اصبح الالتهاب الكبدي من نوع "ج" واسع الانتشار بين مرضى الهيموفيليا "مرض عدم تجلط الدم" والذين يتم علاجهم بواسطة مواد تساعد على تخثر الدم والتي تعد من دم آلاف المتبرعين.
وينتقل الفيروس بسهولة بين مدمني المخدرات والذين يستعملون الابر ويتداولونها فيما بينهم لحقن المخدرات, وتحدث العدوى ايضا بين الاشخاص بدون وجود عوامل الخطر التي تم ذكرها وذلك لأسباب غير معروفة.
انتقال العدوى
أ- الدم بصورة مباشرة: نقل الدم, منتجات الدم ،المواد المخثرة للدم, ادمان المخدرات, الحقن.
ب- الدم بصورة غير مباشرة: الجراحة, والعناية بالاسنان, الاصابة بالابر الملوثة عن طريق الخطأ, المشاركة في استعمال الآلات الحادة مثل "امواس الحلاقة, الوشم" , العلاقات الجنسية "الفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين او من الأم الى الطفل".
التهاب الكبد "ج" غير معد بصورة كبيرة بين افراد الاسرة, على سبيل المثال بين الازواج وعلى العكس من الالتهاب الكبدي "أ" فان الالتهاب الكبدي "ج" لا يتم نقله عن طريق الطعام أو الماء أو البراز.
معظم المصابين بالفيروس يكونون بلا أعراض في بادئ الامر والاعراض موجودة في اقل من 10% من المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي "ج" ومن النادر جدا ان يأخذ المرض الحاد صورة متهيجة .
وبالرغم من الاعراض, فان الالتهاب الكبدي "ج" له قدرة كبيرة على التطور من الحالة الحادة الى المزمنة وبالتالي ربما يؤدي الى تليف الكبد, وتقدر نسبة الحالات التي تتحول من التهاب الكبد "ج" من حاد الى مزمن بـ 70%-85% وان نسبة متغيرة منها تتحول من التهاب مزمن الى تليف بالكبد.
والالتهاب المزمن مثله مثل الالتهاب الحاد يكون بلا أعراض ولا يسبب أي ضيق ما عدا بعض الحالات, يرافقه احساس بالتعب وظهور الصفار وبعض الاعراض الاخرى وبالتالي لا يتم اكتشاف المرض الا عن اختبارات انزيمات الكبد في الدم والتي تكون مرتفعة المستوى وبخاصة الترانس اميناز AST أو ALT.
عندما يصاب المريض بتليف الكبد تظهر أعراض الفشل الكبدي عند البعض ، وقد نكتشف ان الالتهاب الكبدي (ج) قد تحول الى تليف كبدي, والتليف الكبدي يمكنه ايضاً ان يبقى عدة سنوات بدون اي اعراض ويكون السبب الوحيد لاكتشافه هو تضخم الكبد والطحال أو غيره من الاعراض.
أعراض الاصابة
يأتي المريض احياناً وبه أعراض تشير الى وجود تليف بالكبد مثل الصفار, والاستسقاء وتضخم الكبد أو الطحال أو نزيف الدوالي أو أي أعراض شائعة مثل التعب.
الاعراض عادة غير شائعة, واذا وجدت فإن ذلك يدل على وجود حالة مرضية حادة أو مزمنة متقدمة.
يكتشف الاشخاص وجود المرض عندهم بالصدفة عند اجراء اختبار دم والذي يظهر وجود ارتفاع في بعض انزيمات الكبد والمعروف باسم AST و ALT والفحوصات الخاصة بفيروس (ج).
تشخيص الإصابة
عند احتمال إصابة شخص بالالتهاب الكبدي عن طريق وجود أعراض أو ارتفاع في أنزيمات الكبد فإن الالتهاب الكبدي (ج) ممكن التعرف عليه بواسطة اختبارات بلازما الدم والتي تكشف وجود أجسام مضادة للفيروس (ج) ANTI-ACV ، واذا كان فحص الدم بواسطة اختبار (اليزا) ايجابياً فهذا يعني ان الشخص قد تعرض للفيروس وان مرض الكبد ربما سببه الفيروس (ج).
ولكن احياناً يكون الاختبار ايجابياً بالخطأ لذا يجب التأكد من النتيجة وعادة تمر عدة اسابيع بين الاصابة الاولية بالفيروس وبين ارتفاع نسبة الاجسام المضادة في البلازما ، ولذا قد يكون الاختبار سلبياً في المراحل الاولى من العدوى بالفيروس ويجب ان يعاد الاختبار مرة اخرى بعد عدة شهور اذا كان مستوى انزيم الكبد ALT مرتفعاً.
من المعروف أن حوالي 5% من المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي (ج) لا يكونون اجساماً مضادة للفيروس (ج) وبالتالي تكون نتيجة الاختبار ANTI-HCV سلبية رغم إصابتهم بالفيروس ، في هؤلاء المرضى يتم التشخيص باستعمال اختبار اخر يكشف وجود مكونات الفيروس ذاته في بلازما الدم ويسمى HCV-RNA ويتطلب هذا الاختبار الاعتماد على جهاز تسلسل تفاعل البوليميريز PCR وهذا الاختبار يمكن اجراؤه في بعض المعامل المتخصصة.
اذا كان الفحص السريري واختبارات الدم طبيعية يجب أن يتكرر الاختبار لان الالتهاب الكبدي (ج) يتميز بأن انزيمات الكبد فيه ترتفع وتنخفض وان الانزيم الكبدي ALT من الممكن ان يبقى طبيعياً لمدة طويلة ولذا فإن الشخص الذي يكون ايجابياً لاختبار ANTI-HCV يعتبر حاملاً للفيروس اذا كانت انزيمات الكبد طبيعية ، لكن اختبار وجود الفيروس نفسه ايجابي (HCV-RNA).
اما اذا كانت الاجسام المناعية المضادة للفيروس (ج) موجود في الدم (ANTI-HCV) فهذا يمكن ترجمته على انه دليل لوجود عدوى سابقة بالفيروس (ج) لان الاختبار التأكيدي (HCV-RNA) سلبياً.
تجنب الالتهاب
لسوء الحظ لا يوجد حتى الان تطعيم أو علاج وقائي ضد الالتهاب الكبدي (ج) ولكن توجد بعض الارشادات التي يمكن اتباعها للحد من الاصابة به.
1- استعمال ادوات وآلات طبية لمرة واحدة فقط على قدر المستطاع مثل الابر.
2- تعقيم الآلات الطبية بالحرارة (اوتوكلاف - الحرارة الجافة).
3- التعامل مع الاجهزة الطبية والنفايات بحرص.
4- تجنب الاستعمال المشترك للادوات الحادة مثل (امواس الحلاقة, الابر, وفرش الاسنان).
5- تجنب المخدرات.
6- في حالة المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي (ج) لا يجب ان يتبرعوا بالدم لان الالتهاب الكبدي (ج) ينتقل عن طريق الدم ومتنجاته, فهنالك شبه اجماع في الوقت الحالي على ان الاشخاص المصابين بالفيروس HCV والاشخاص الذين يعيشون معهم يجب الا يقلقوا من انتقال العدوى من ذويهم في البيت او من الذين يعملون معهم اذا اتبعوا العليمات السابقة.
7- على الاشخاص المصابين بالفيروس تجنب مشاركة الاخرين في امواس الحلاقة فرش الاسنان المقصات, واستعمال الإبر وغير ذلك.
لان الفيروس (ج) لا ينتقل عن طريق الفم والبراز ، فإن الاشخاص المصابين به يمكن ان يشتركوا في اعداد الطعام للاخرين.
علاج الالتهاب
العلاج بعقاري بج الفا انترفيرون 2 ب "بج انترون ممتد المفعول" مع الريبافيرين أصبح مرخصا باستعماله لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن "ج" مع نسبة استجابة عالية للعقارين معا حيث يصبح مستوى انزيمات الكبد ALT طبيعيا وتظهر عينات الكبد تحسنا كبيرا في درجة التهاب خلايا الكبد.
ويوصى باستخدام العقارين معا لمدة 6-12 شهرا مع عمل اختبار "HCV-RNA" لاختبار وجود الفيروس والذي اذا كانت نتائجه بعد فترة العلاج ولمدة ستة اشهر سلبية مع وجود مستوى طبيعي لأنزيمات الكبد تكون مؤشرات لشفاء المريض, علما بأن الطبيب الاختصاصي هو المسؤول عن وصف العلاج لمريض الالتهاب الكبدي "ج" المزمن.
*اختصاصي الامراض الباطنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
اخوكم عاشق المستحيل
التعديل الأخير تم بواسطة Q.miiro ; 12-01-13 الساعة 08:37 AM
سبب آخر: تحرير الرابط بالموضوع
|