المنتدى :
الطفولة
أسرار البيوت .. تفضحها براءة الأطفال !
" ماما, هي دي صاحبتك اللي بابا بيقول عليها دمها تقيل أوي ", " ماما امبارح كانت زعلانة منك وبتقول عليكي وحشة ", " عمتو ... ماما اتخانقت مع بابا عشان انتِ قاعدة عندنا أسبوع , ممكن تمشي بقى " هكذا يتصرف الأطفال بتلقائية وعفوية تسبب الكثير من المشاكل...
فعفوية الأطفال وعدم إدراكهم للنتائج مع التنبيه عليهم بضرورة التزام الصدق فيما يقولون غالبا ما تدفعهم إلى إفشاء الكثير من الأسرار الأسرية دون تفكير, ونقل ما يحدث داخل الأسرة من مشاعر سلبية وتفاصيل وملاحظات وتعليقات، أو نقل أي كلام على لسان أمهاتهم أثناء مكالمة هاتفية مع صديقتها أو أختها وغير ذلك من الأمور التي غالبا ما تضع الأهل في مواقف غاية في الإحراج، وقد تسبب الكثير من المشاكل أو الخلافات خاصة على مستوى الأسرة الأكبر
فلماذا يميل الأطفال إلى إفشاء الأسرار ؟ وكيف نتعامل مع هذه القضية المرهقة ؟ وكيف ننبه عليهم بالأمور الخاصة التي لا يجب اطلاع الآخرين عليها مهما كانت صلة القرابة التي تربطنا بهم ؟
الجاسوس الصغير
تحكي فاطمة عن المشكلة التي تسبب فيها طفلها (5 سنوات ) عندما ذهب إلى حماتها وقال: " ماما قالت انها تعبانه عشان مش عايزة تيجي عندك ".. وتشير الأم إلى أنها عاقبت صغيرها عقابا شديدا بسبب المشكلة التي وضعها فيها، وحذرته تحذيرا شديد اللهجة من نقل أي حوار داخل المنزل إلى الغير.
وتشتكي مها من طفلتها " 4 سنوات " التي تهوى التباهي أمام الأهل والجيران بأنواع الأطعمة والمأكولات التي تعدها لهم، أو المطاعم التي تذهب إليها في صحبة الأسرة معبرة عن فشلها في حل هذه المشكلة.
آما ( س. ع ) فتعاني من محاولات الجد والجدة المستمرة في استدراج طفلتها (6سنوات )للتعرف على كل ما يدور في حياتهم الخاصة, بداية من الأحاديث التي تدور بينها وبين زوجها، مرورا بالزيارات التي يقومون بها والهدايا التي يقدمونها للغير وبالذات هدية عيد الأم، ونهاية بأنواع الطعام الذي يأكلونه يوميا وبالأخص في حالة وجود ضيوف..!
وتعبر الأم الصغيرة عن حيرتها في التعامل مع هذه المواقف المتكررة وامتناعها من عقاب طفلتها مخافة أن تذهب وتخبر جدتها بذلك.
الممنوع مرغوب
يؤكد د. سعد رياض , الخبير النفسي والتربوي، بأن عادة نقل الكلام عند الأطفال وإظهار الأسرار الأسرية للغير تعود إما لأسباب مرتبطة بشخصية الطفل وإما لأسباب مرتبطة بأساليب التنشئة الاجتماعية , مشيرا إلى أن الطفل ضعيف الشخصية يحاول تعويض ذلك بالحديث عما يخص الكبار ونقل تصرفاتهم وأفعالهم وتعليقاتهم، وكأنه بذلك يدمج نفسه في منظومة المجتمع ويحاول إظهار أو إثبات شخصيته .
أما عن جانب التنشئة الاجتماعية – والكلام ما زال على لسان دكتور سعد – فعادة ما يلجأ الآباء إلى أسلوب التحذير المبالغ فيه، وتخويف الأطفال حال نقلهم لأي أسرار أو مواقف تجري في البيت.. ونتيجة هذا التحذير المبالغ فيه عادة ما يلجأ الطفل إلى تجريب النتائج وتجريب ما يُمنع عنه ويُحذر منه.
كذلك حديث الكبار عن أمور الآخرين وجلسة الفضفضة أو النميمة أمام الطفل ونقلهم لأخبار بعضهم البعض ،إما بشكل مباشر أو من خلال التليفون، في حضور الطفل يدفعه للتقليد.
ويواصل قائلا : طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه أيضا تُرحب وتستمع بشكل جيد للطفل أثناء نقله لأي كلام دون منعه في الحال, بل وتحيطه بالاهتمام حبا في معرفة هذا السر سواء من قبل المعارف والأصدقاء أو الجيران أو على مستوى الأسرة الكبيرة والجد والجدة، وبالتالي يتم تشجيع الطفل على الاستمرار والتمادي في هذا الأسلوب.
روشته تربوية
وعن طريقة التعامل مع الطفل الذي يهوى نقل الأسرار بعفوية عن دون قصد أو عدم دراية وإدراك لما يترتب على نقل الكلام, يؤكد رياض بضرورة إتباع الأساليب التربوية السليمة والمنهجية في تربية الطفل..
ويقدم الخبير النفسي عدة نصائح تخدم الآباء في التعامل مع الطفل الذي ينقل الكلام ومنها :
- تعزيز شخصية الطفل المستقلة, والبعد عن التحذير المبالغ فيه بخصوص نقل الأسرار.
- عدم إفشاء أسرار الغير أمامه تجنبا لاتباع الطفل لأسلوب التقليد, كذلك عدم الخوض في أحاديث مهمة أو ذات خصوصية بالغة في وجوده, لأن عملية غرس القيم من أسمى المهام التربوية وأفضلها في تنشئة الأطفال.
- التواصل مع الطفل وتكوين العلاقات الإيجابية معه وتحقيق الإشباع العاطفي له عن طريق احتوائه بالحب والحنان والثناء والتقدير.
- تلبية رغبات الطفل وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصيته لتعويض أي نقص لديه وبالتالي الإقلاع عن هذه العادة.
- تدريب الطفل على كتمان الأسرار بالعديد من الوسائل كالمكافأة، ومن خلال القصص والحكايات التي تغرس هذا المفهوم وتخدم رغباتنا.
- البعد عن العقاب أو التمادي في تأنيب ولوم الطفل.
...وأنتِ, كم مرة أفشى طفلك تفاصيل موقف خاص بك ؟ وكم مرة قام بإحراجك ونقل كلام على لسانك عندما اصطحبتيه إلى مكان ما ؟!
|