كاتب الموضوع :
أنس إسلام
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
1- زفاف الاميرة
اخذ جاك رونان نفسا عميقا مهدئا تماما كما يفعل قبل اطلاق الرصاص او القفز او الهجوم
ما من سبيل للشعور بالراحة كان قلبه يخفق كغزال علي بعد 3 خطوات من الذئب وراحتا يديه تتصببان عرقا
كان يشتهر ببرودة اعصابه وقد خدمه هذا الصيت طوال السنوات ال3 الماضية ولم يخذله مرة فقد استعاد طائرة مخطوفة من بين ايدي الاشرار وقفز عن علو 10 للاف قدم في الظلمة فوق ارض معادية وانقذ 14 تلميذا من ايدي الخاطفين
لكن ما من خطر اثار فيه مثل ذلك الاحساس الذي يشعر به في حفلات الزفاف وهز كتفيه واخذ نفسا عميقا اخر
تململ بضيق الكولونيل غراي بيتر سون صديق رونان القديم والمتقاعد حديثا وسبب تواجد رونان علي جزيرة براناشا الاستوائية الصغيرة الشبيهه بالجنة وتمتم بكلمات لم تقل قط في كنيسة ثم ساله
- هل تنتابك تلك الاحاسيس المقززة يا رونان
كان رونان معروفا بين مجموعة الرجال الاشداء ورفاق السلاح بحدسه بحاسته السادسة التي تحذره عن قرب حدوث خطب ما
فاجاب متعمدا الهمس " لا احب حفلات الزفاف وحسب لنها تشعرني بالتوتر
فكر غراي في كلام رونان مستغربا وثم قال له مطمئنا " جايك لست انت من يتزوج انت عضو في فريق الامن فحسب حتي انك لا تعرف هؤلاء الناس "
ولم يكن رونان هو العريس يوما لكن طفولته تلطخت بمحاولات امه الاستقرار مع الرجل المناسب وقد انتهي توقه الشديد للتمتع بدفء العائلة الذي اخفاه تحت طبقات من المشاكسة اثناء سنوات المراهقة بخيبات امل وذلك قبل حلول موعد زفاف جديد لامه مع رجل اخر سيلعب دور ابيه المؤقت
واخيرا وجد رونان العائلة التي يسعد في احضانها بعد ان مشي علي خطي ابيه المتوفي ورغم اعتراضات امه الكثيرة المليئة بالدموع وانضم الي صفوف الجيش الاسترالي بعد تخرجه من الثانوية مباشرة واخيرا وجد التناغم والاستقرار وروح الزمالة الحقيقية في حياته بعدئذ تم اختياره لينضم الي وحدة عسكرية متعددة الجنسيات شكلت الفريق الاول لمواجهة الازمات العالمية ويقع مقر الوحدة في انجلترا وهي تتالف من نخبة رجال الوحدات الخاصة حول العالم وتضم اعضاء من القوات البريطانية الخاصة والفرق الاجنبية في الفرنسي والقوات الامريكية وقوة الدلتا
وباتت عائلته مجموعة متماسكة من المحاربين كانوا يذهبون الي حيث تخشي الملائكة ان تتوجه ويقومون باعمال لا يرغب احد في القيام بها ويعملون في اخطر مناطق العالم واكثرها صعوبة كما يقومون بحماية الشخصيات اثنا ء انعقاد القمم والمؤتمرات و محادثات السلام ويعملون علي تفكيك العبوات وجمع المعلومات واستعادة الطائرات المخطوفة وانقاذ الرهائن و تفجير مخابئ اسلحة العدو انهم يقومون باكثر الاعمال صعوبة في العالم ويفعلون ذلك بسرعة وهدوء وفي الخفاء فما من احتفالات وتوزيع ميداليات او حفلات علي شرفهم او اي عرفان بالجميل
لكنهم كنوا يخضعون لتدريبات قاسية ويمضون ساعات واشهر طويلة مضنية في العمل بالخفاء وبشروط خطرة تفوق خطورتها حد التلاعب مع افعي سامة
عندما التحق رونان بهذه الوحدة قال نعم مدوية كانت رد رجل يعرف تماما ما يريد ويدرك تماما متي تتقاطع مهارته الطبيعية مع الفرصة الممنوحة له ومنذ اليوم الاول له في الوحدة التي حملت اسم اكسكاليبر ادرك ان هذا ما ولد ليفعله
لم يفكر يوما في عائلة غير رفاق السلاح فعمله ليس عادلا بحق الزوجات اللواتي سيترتب عليهن البقاء في المنزل فرجل مثله ملتزم بنمط حياة خطر ليس مستعدا لتحمل مسئولية زوجة وعائلة
ويا لها من مصادفة سعيدة بالنسبة لرجل يمقت حفلات الزفاف فسر رونان الخفي والدفين هو ان المحارب الجسور الذي يخشي شيئا والذي يعتبر مفخرة وحدو اكسكاليبر قد يغمي عليه رعبا من فكرة الوقوف كعريس امام المذبح في الكنيسة منتظرا عروسه
ما من احد يقف هناك حتي الان لكن التقاليد ستنقلب قليلا في هذه الجزيرة الصغيرة فستاتي العروس بعد دقائق وقد قيل له ان العروس ستحضر اولا لانتظار عريسها
اعلنت الموسيقي الجميلة عن وصولها وتناهي الي سمع رونان حفيف القماش فاسترق نظرة الي ممر الكنيسة ليري الحرير العاجي متجها نحوهم ببطء كان الفستان وهو زي الزفاف التقليدي يغطي العروس من راسها حتي اخمص قدميها
لم بفهم كيف يمكن لثوب بهذه الحشمة ان يكون مثيرا لكنه كان كذلك فالفستان يلتصق بحنايا جسم العروس الناعم مظهرا رقة تحركاتها وهو مطرز بخيطان ذهبية تعكس الاضواء والاف اللالئ التي تلتمع بالوان قوس قزح
الخوف من تعرض هذه العروس الجميلة شوشونا اميرة براناشا للخطر جعل رونان يتمركز قرب المذبح
منذ تقاعده من الوحدة عمل غراي كرئيس فريق الامن المولج حماية عائلة براناشا الملكية ومع اقتراب موعد حفل الزفاف طلب من رونان ان ياخذ اجازة ليساعده في تامين حماية اضافية في بادئ الامر وصف له العمل كنزهة علي جزيرة جميلة حيث الصبايا فاتنات والطقس الرائع المهمة سهلة لا تتطلب الكثير من الجهد
لكن ما ان خرج رونان من الطائرة حتي بدا فريق الامن يتصدي لعدد من التهديدات التي تستهدف الاميرة مباشرة ما جعل غراي يتوتر كان الكولونيل متاكدا من ان المؤمرات تحاك من داخل القصر نفسه وان ثمة خرق امني خطر ضمن فريقه
قال غراي بتوتر " انظر الي السيدة التي تلمس باقة الازهار "
استدار رونان وقد ادهشته الصعوبة التي لاقاها في رفع عينيه عن العروس المضيئة ليري امراة تقف في احدي جوانب الكنيسة تداعب باقة من الازهار كانت تتلفت بعصبية وتوتر واضحين
ومن دون سابق انذار تشنجت معدته فجاة وكانه يهبط من الافعوانة
هاهو الاحساس بالخطر
تحقق رونان من مسدسه المعلق بحزام متدلي من كتفه ولاحظ غراي ذلك فاطلق لعنة متلمسا بدوره سلاحه المخفي
وشعر رونان بنفسه يتحول من رجل يمقت حفلات الزفاف الي محارب حقيقي لقد تدرب علي مواجهة لحظات كهذه
بدا وكأن ثوب العروس يهمس بكلام غير مسموع فيما هي تشق طريقها نحو المذبح
لكزه غراي بكتفه وقال " ابق عينيك عليها وانا اتولي امر السيدة مع الازهار "
اوما رونان موافقا واقترب اكثر من المذبح محاولا قدر المستطاع عدم لفت الانتباه بات بامكانه الان ان يشتم رائحة العروس المغرية والمحرمة في ان تماما كرائحة الازهار التي تملا هذا المكان الاستوائي المذهل وتنشر عبقها في الاجواء
وتوقفت الموسيقي ولمح السيدة التي تحمل الازهار تطاطئ راسها وفكر في ان الخطر اصبح وشيكا وشعر بعضلاته تشتد وتنقبض فاستعد
لم يحصل شيئ بل ظهر كاهن عجوز بوجهه الهادئ وعينيه اللامعتين بروح القناعة والفكاهه كا ن يلبس الرداء الحريري الاحمر التقليدي لكهنة براناشا
شعر رونان بتوتر غراي الواقف الي جانبه وتبادلا النظرات كانت يد غراي داخل سترته ولم ينخدع بمظهر رفيقه الهادئ فعلي الرغم من ملامحه وتعابير وجهه الثابته شعر رونان بتبدل مزاج غراي وادرك انه مستعد للتصرف انها حمي المعركة
وتصاعدت حدة الاحاسيس في احشاء رونان وانقسم دماغه الي جزئين احدهما يراقب العروس والكاهن وسياتي العريس لاحقا يشتم رائحة عطر الاميرة ويدقق في تفاصيل فستانها الحريري اما الجزء الاخر من رونان فاصبح يقظا ومستعدا
|