لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث الأدبية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث الأدبية البحوث الأدبية


المصطلحات الصوتية بين الفراء وسيبويه وابن جني ، بقلم د. حازم أبوشارب

بقلم : د . حازم أبو شارب ِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ المصطلحات الصوتية بين الفراء وسيبويه وابن جُني واللسانيين المعاصرين دراسة في ضوء علم المصطلح

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-12, 04:15 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 235238
المشاركات: 5
الجنس ذكر
معدل التقييم: د.حازم فارس أبوشارب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
د.حازم فارس أبوشارب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البحوث الأدبية
Newsuae2 المصطلحات الصوتية بين الفراء وسيبويه وابن جني ، بقلم د. حازم أبوشارب

 

بقلم : د . حازم أبو شارب
ِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ



المصطلحات الصوتية بين الفراء وسيبويه وابن جُني واللسانيين المعاصرين دراسة في ضوء علم المصطلح

استكمالاً لمتطلبات النّجاح في ندوة علم المصطلح اللغوي


الدكتور
حازم فارس علي أبو شارب




مقدمة :
الحمدُلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
تعدُّ قضية المصطلح من القضايا البارزة التي اهتم بها علماء اللغة ، فقد اهتم العلماء القدماء بدراسة مصطلحات أصوات اللغة العربية في وقت مبكر ، وتجلّت معالمه في عصر الخليل ابن أحمد الفراهيدي (1) الذي حدد مخارج الأصوات ، ثم تلاه سيبويه(2) ، والفراء(3) ، وابن جني(4) وغيرهم من علماء اللغة فدرسوا أصوات العربية والظواهر الصوتية ، فقد ألف الفراء (معاني القرآن )، وألف سيبويه كتابا أسماه " الكتاب" بيّنوا فيه مصطلحات صوتية ، وتبعهم في هذا المضمار سائر اللغويين الذي جاءوا بعده ، ومن أبرزهم " ابن جُني" الذي أفرد مؤلفاً خاصاً بالأصوات أسماه " سر صناعة الإعراب " درس فيه الأصوات من جوانبها كلها وضمنه دراسات سابقيه.
ثم جاء المحدثون من دارسي الأصوات العربية فكتبوا أبحاثاً وقدموا دراسات مستقلة في هذا المجال ، فمنهم من وافق القدماء على مصطلحاتهم الصوتية ومنهم من أهملها وأخذ بالمصطلحات الحديثة التي جاءت في أغلبها أثرا للترجمة عن كتب الغرب ، إمّا من أبناء العربية الدارسين في الغرب ، وإما عن بعض المستشرقين الباحثين في أصوات العربية .
وقد تعدد واختلفت المصطلحات في البحث ولم تأتي مرتبة حسب التصنيفات الصوتية المعتمدة في كتب الأصوات ؛ لأن الباحث حاول أن يبحث في المصطلحات التي اختلف فيها الفراء الذي يعدّ من أبرز رواد المدرسة الكوفيّة وعن سيبويه وابن جني أصحاب المدرسة البصريّة.
• المصطلحات الصوتية المتعلقة بصفات الأصوات :
• الشديد والرخو وبين الشديد والرخو :
ذكر( سيبويه) صفات الأصوات اللغوية بمخارجها ، وأطلق عليها مصطلحات مختلفة ومن هذه المصطلحات :
 الشديد : يُعرف سيبويه الشديد بـ " الذي يمنع الصوت أن يجري فيه ، وهو الهمزة والقاف ، والكاف ، والجيم ، والطاء ، والتاء ، ،والدال ، والباء ، وذلك لو أنك قلت الحَجَ ثم مددت صوتك لم يجر ذلك " (1).
 ورأى أنّ الرخو : هو الذي يجري معه الصوت ، في قوله : " ومنها الرخوة ، وهي الهاء ،والحاء ، والغين ،والخاء ، والشين ،والصاد ، والضاد ،والزاي ، والسين ، والظاء ،والثاء ، والفاء ،وذلك إذا قلت الطّس ، وانْقضْ ، وأشباه ذلك أجريت فيه الصوت إن شئت " (2).
 وأطلق سيبويه على الحروف التي لا تأتي لا شديدة ولا رخوة مصطلح (مابين الرخوة والشدة ) ، قال: " وأمّا العين فبين الرخوة والشديدة " (3).
ربما نستطيع القول أن سيبويه أردا في مصطلح مابين الرخوة والشدة ، ( المتوسطة ) .
• ولم يخرج (ابن جُني) عن مصطلحات سيبويه ، فذكر من الحروف (الأصوات) ما هو "شديد " ومنها ما هو " رخو" ومنها ما هو " بين الشدة والرخاوة " .

 وعرف مصطلح (الرخو) بقوله : " والرخو هو الذي يجري فيه الصوت " (1).
 ومصطلح الشديد ، بقوله : " والشديد الذي يمنع الصوت من أن يجري فيه الصوت " (2).
وفسر ذلك بأنك لو أردت مدّ الصوت في القاف والطاء من قولك : ( الحق ، أو الشطّ ) لكان ذلك ممتنعا (3).
وجمع الحروف الشديدة بقوله ( أجدتُ طبقك ) ، والحروف التي بين الشديدة والرخوة بقوله ( لم يُرَوِّعْنا ) ، وما سوى ذلك رخوة . (4) .
غيرَ أنّ (الفرّاء ) عبّر عن هذه المصطلحات بألفاظ مختلفة عن الألفاظ التي وردت عند سيبويه ، وابن جُني ، فعبّر عن الصوت (الشديد ) بمصطلح (الأخرس ) ،وعبّر عن الصوت الرخو بمصطلح (المصوِّت) ، وعن ما بينهما بـ( المعتدلة ) .
فقد أراد الفرّاء بمصطلح "الأخرس " علماً للأصوات التي سمّاها سيبويه الشديدة ، فقد أورد السيرافي هذا المصطلح في مطلع رسالته (" ماذكره الكوفيون من الإدغام " في باب "تلقيب الحروف " ) حيثُ يقول : "فمن ذلك أنّ الفرّاء سمّى بعض الحروف مصوِّتاً وذكر من المصوِّت : الصاد ،والضاد ... وأظنه - أي الفراء- أراد بالمصوِّت ما جرى فيه الصوت ، نحو الصاد ، والضاد ، والزاي ،والظاء ،والذال ،والثاء، ونحو ذلك ، وسمّى بعضها "أخرس " وذكر منه الباء والتاء... وأراد بالأخرس الحروف الشديدة التي يلزم فيها مكانه ، وهي الثمانية الأحرف الشديدة التي يجمعها قولك (أجدك قطبت) ، وسمّى ما بين هذه الحروف بـ (المعتدلة ) " (1) .
وهذا الاختلاف في المصطلح بين الفرّاء (رائد المدرسة الكوفيّة ) و سيبويه وابن جني (رواد المدرسة البصريّة ) يظهر الاختلاف فيما بينهم في التعدد المصطلحي للمفهوم الواحد ، فقد اختلفوا في تسمية المصطلح ولكنهم ساقوا كل من المصطلحات السابقة لأداء المعنى نفسه ، إلا أنّه في حقيقته عيب من عيوب المصطلح ينم عن الفوضى في الاتفاق على مصطلح واحد .
أمّا المحدثون فقد درسوا الأصوات الشديدة والرخوة ، وما بين الرخوة والشديدة واستخدموا مصطلح (انفجاري plosive ) بدل (شديد ) ، ومصطلح (احتكاكي fricative ) بدل رخو ، ومصطلح (متوسطة Centering) بدل (بين الشديدة والرخوة ) .
ومنهم من استعمل مصطلح " آنيَّة " للتعبير عن الأصوات الشديدة ، ومصطلح "مُتَمادّة" للتعبير عن الأصوات الرخوة (2).
وقد استخدم رمضان عبد التواب مصطلح (الأصوات المائعة Liquida ) بدل الأصوات " ما بين الرخوة والشديدة " (3) ، وسماها كمال بشر " أشباه الحركات " لأنها تتسم بخواص الأصوات الصامتة ، كما أنها تشبه الحركات (4).
وقد أيّدَ "غانم الحمد " سيبويه عندما جعل حرف العين (بين الشديدة والرخوة ) ولكنه أطلق عليه مصطلحا جديدا حين سمّاها ( مترددة) فقال : " والعين مترددة " (1) .
فنجد أنه اشتق هذا الوصف كما ذكرنا سابقا من عبارة سيبويه: " وأمّا العين فبين الرخوة والشديدة ، تصل إلى الترديد فيها لشبهها بالحاء " (2).
ومن خلال تعقبنا للاصطلحات التي اصطلح عليها المحدثين وجدنا فيها أيضا تعدد للمفهوم الواحد الذي يؤدي المعنى عينه ، وهذا ما يفسر دعوة العلماء إلى توحيد المصطلح ،يقول الدكتور علي الحمد : " وكلما أمكن أن يكون المصطلح واحدا ومحددا ، دالّا على مفهوم واحد ، وأيضا كان ذلك أدقّ وأدلّ ، فنتجنّب عيبين في آن واحد هما : الترادف بين مصطلحات متعددة ، والاشتراك اللفظي في الدلالة على مفاهيم متعددة بلفظ واحد ،وهما نقيضان لوضوح والدقة اللذين هما هدفان مهمان في وضع المصطلحات ودلالاتها " (3).
فالاتفاق على مصطلح واحد لا يوقع الدارس في لبس واضطراب ، ويبعده عن الخلاف.




• الإطباق والانفتاح :
ذكر "سيبويه " في حديثه عن صفات الأصوات ، مصطلحي المطبقة والمنفتحة ، وذلك في قوله " ومنها المطبقة والمنفتحة ،فأمّا المطبقة ، فالصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والمنفتحة ما سوى ذلك من الحروف " *(1).
وأمّا "ابن جُني" ، فقد ذكرمصطلحي ( الإطباق والانفتاح) ، فهو يقول : " وللحروف انقسام آخر إلى الإطباق والانفتاح " (2). وذكر أنّ الإطباق يكون في الضاد والطاء والصاد والظاء ، وما سوى ذلك يندرج تحت مصطلح الانفتاح (3) .
نجد أنه لا يوجد اختلاف كلي بين سيبويه وابن جُني في ذكرههما لمصطلح الإطباق والانفتاح ، وإنما الاختلاف فقط في لفظ الكلمة ، فذكرسيبويه مصطلح الحروف المطبقة والمنفتحة أمّا ابن جُني فذكر الإطباق والانفتاح .
ولايعدّ هذا اختلاف بين سيبويه وابن جني يؤدي إيقاع الدارس في لبس واضطراب .
واستخدم "الفرّاء " مصطلح (الإطباق والإطلاق ) ، ولم يستخدم مصطلح الانفتاح ، وذلك من خلال قوله : " فمن الحروف ما هو مطبق ، لأن طائفة اللسان تنطبق مع الريح إلى الحنك عند النطق بها وما سواها فهو مطلق " (4).
نجد أنّ الفراء وافق سيبويه في مصطلح الإطباق ، ولكنه خالفه في مصطلح الإنفتاح واستبدله بمصطلح ( الإطلاق ) .
ولكن من خلال اطّلاعنا على كتب الأصوات القديمة لم نجد مصطلح الاطلاق موجد إلا عند الفراء وفي موضع واحد فقط ، وهذا إن دلّ فيدل على عدم شيوع هذا المصطلح.
أمّا "المحدثون" فقد استخدم بعضهم هذين المصطلحين كما استخدمها سيبويه وابن جُني ومنهم من خالف القدماء في تسمية المصطلح ، فنجد أنّ العاني استخدم مصطلح (الأصوات الحلقية ) بدل (الأصوات المطبقة ) (1).
واستخدم آخرون مصطلح (مفخمة ) بدل (مطبقة) للدلالة على هذه الأصوات (2).
واصطلح تمام حسّان مصطلح (التغوير ) بدل (الإطباق ) . وعرف التغوير بأنه : الميل بالصوت ذي المخرج الذي خلف الغار إلى أن ينطق في الغار أو أقر ما يكون إليه (3) .
نجد أن المحدثين قد اصطلحوا مصطلحات مختلفة للحروف المطبقة ، ولكنهم لم يصطلحوا مصطلحات للحروف المنفتحة وبقيت كما هي عند سيويه ، وابن جُني .
فالاختلاف في مصطلح الاطباق ، أدى إلى تشتيت للدارس وفتح باب الخلاف والجدال .
ويعلل ذلك الدكتور علي الحمد ، قائلا : " لما وقع به القدماء ،وبعض المحدثين في ذلك أنهم اعتمدوا -أحيانا- الدلالة اللغوية في استخدام مصطلحاتهم ،فعدّوا مصطلحاتهم كلمات عادية أو أسماء ، ولم يفرقوا بين هاتين وبين المصطلح ، كما فرّق المصطلحيون حديثا ، ولم ينتبهوا بالتالي إلى العلاقة المنطقية القائمة بين المصطلح (الرمز اللغوي ) ومفهومه " (1).
ومن الملاحظ على أن التشتيت في المصطلحات وعدم الاتفاق على مصطلح واحد جامع مانع يحقق الفكرة المنشود من أجلها ، يؤدي إلى اختلاف في المصطلحات وعدم سيطرتنا على هذا التشتت الكبير في علم المصطلح اللغوي وبخاصة (المصطلحات الصوتية ) . حتى إذا أراد الدارس أن يختار أقرب مصطلح وأن يوافق عليه ، يجد أن غيره اصطلح مصطلح أفضل من لفظة المصطلح الذي اصطلحه سابقا .
فالباحث لا يتعجب من تعدد المصطلحات ، لأن الخلل ليس من واضعي المصطلحات ولكن الخلل من عدم وجود مجمع عربي كامل متكامل ،( يحصر المصطلحات الصوتية والنحوية والصرفية ... الخ ) ، ويطلق عليه مصطلح موحد ، يفرضه على جميع الدول العربية والعبريّة والغربية ، ممن يدرسون هذه المصطلحات .






المهتوت(1) :
أول من استخدم مصطلح (المهتوت) "سيبويه" ، أثناء حديثه عن (الهمزة) عندما قال : " وأمّا الهمزة فمخرجها من أقصى الحلق مهتوتة مضغوطة ، فإذا رُفِّه عنها لانت ... " (2). نجد أنّ سيبويه قد وصف الهمزة بأنّها مهتوته .

أمّا "ابن جُني " فلم يخالف سيبويه في تسميته للمصطلح ، ولكنه خالفه في إطلاق المصطلح ، فسيبويه أطلق المصطلح على (الهمزة ) أمّا ابن جُني فقد أطلقها على (وصف الهاء ) ، إذ قال : " ومن الحروف المهتوت ،وهو الهاء " (3). وقال سمي بذلك " لما له من الضعف والخفاء " (4).

أمّا "الفراء " فقد خالف سيبويه وابن جُني فقد استخدم مصطلح (المهتوف(*)) بدل (المهتوت) ، في قوله : " الحرف المهتوف : هو الهمزه ، سُمِّيت بذلك لخروجها من الصدر كالتهوُّع فتحتاج إلى ظهور صوت قوي شديد ،والهتف : الصوت الشديد يقال : هتف به ، إذا صوّت وهو في المعنى بمنزلة تسميتهم للهمزة بالجرسي ، لأن
الجرس الصوت الشديد ،والهتف الصوت الشديد : فسُمِّيت الهمزة بذَينِك ، لشدة الصوت وقوته " (1) .

نجد أنّ الفراء قد خالف سيبويه في تسميته للمصطلح ولكنه وافقه في مفهومه للمصطلح ، أمّا ابن جُني فقد خالف سيبويه في المفهوم ،وخالف الفراء في المصطلح والمفهوم .
ويبدو أنّ تفسير (الهت) بالضعف والخفاء ،ووصف صوت الهاء به اقرب إلى الصواب وذلك لأن صوت الهاء عند النطق به يكون أقل وضوحا في السمع من صوت الهمزة .
أمّا بالنسبة لرأي المحدثين ، فقد اصطلح معظمهم مصطلح (المهتوت ) (2) ، مما يدل على موافقتهم لرأي سيبويه وابن جُني في لفظ المصطلح ، ومخالفة سيبويه في تعريف المصطلح وموافقة ابن جُني .
أمّا مصطلح ( المهتوف ) فلم يذكره إلا قليل من علماء التجويد المحدثين (3) .



• المكرّر :
أطلق سيبويه مصطلح (المكرَّر ) على صوت الراء ، يقول : " ومنها المكَّرر وهو حرفٌ شديدٌ يجري فيه الصوت لتكريره ،وانحرافه إلى اللام ، فتجافى للصوت كالرّخو ،ولم يُكرِّر لم يجرِ الصوتُ فيه ،وهو الراء " (1) .
ولم يخالف "ابن جُني " المصطلح الذي اصطلحه سيبويه ، فقال : " ومنها المكرّر وهو الراء، وذلك أنك إذا وقفت عليه ،رأيت طرف اللسان يَتعَّثر بما فيه من التكرار ولذلك احتسِب في الإمالة بحرفين " (2) .
وأطلق عليه "الفراء" مصطلح "التكرير " في قوله : " والتكرير تضعيف يوجد في جسم الراء ،لارتعاد طرف اللسان بها ،وتقوى مع الشديد ،ولا يبلغ به حدّا يقبح " (3).
فمن خلال قراءتنا لمصطلح المكرّر لم نجد اختلاف في المصطلح عند سيبويه وابن جني ،و لكن الاختلاف فقط في اللفظ ، فسيبويه وابن جُني اصطلحا عليه بلفظة (المكرّر ) ، أمّا الفراء فاصطلح عليه بـ(التكرير ) .
نجد أن فكرة الاختلاف متأصلة بين البصريين والكوفيين ، حتى في مسألة المصطلحات .
فالباحث يرى أنّ الفرّاء يتعمد أن يخالف المدرسة البصرية في مصطلحاتها ولو بالشيء البسيط ، الذي لا يؤدي إلى خلل في المعنى .
ولو أردّنا أن نصل إلى أقرب مشابهة فنجد أنّ مصطلح المكرر ، أو التكرير ، أو التكرار ، يؤدي نفس المعنى ، ولا يوجد اختلاف فييهم .
ويتفق بعض علماء اللغة المحدثون مع علماء العربية القدماء في تحديد مصطلح (المكرّر ) وفي صوته ، يقول رمضان عبد التواب : " وأمّا الراء فإنها صوت مُكرّر مجهور يتم نطقه بأن يترك اللسان مسترخيا في طريق الهواء الخارج من الرئتين (1) . ومنهم من أطلق عليه مصطلح (التردديّة) ، يقول ماريو باي : " أمّا الراء فهي في معظم اللغات تردديّة ، يتم نطقها في مقدمة اللسان ، مع حدوث ذبذبة في الأوتار الصوتية (يطلق عليها المهتز) لأنّ انتاجها يصاحبه دائما ذبذبة في الأوتار الصوتية أو اللسان ، أو اللهاة " (2).






• المُخْرَج(1) :
استخدم " سيبويه " مصطلح ( المُخْرَج) في قوله : " والحروف العربية ستة عشر مخرجا " (2). وقال أيضا : " ومما بين الشَّفتين مُخْرَج الباء والميم والواو " (3).
وأطلق عليه "ابن جُني " نفس مصطلح سبيبويه (المُخرج ) ،في قوله : " ومن وسط الحلق مخرج العين والحاء " (4).

أمّا "الفراء " فقط أطلق عليه مصطلح ( المَوْضِع ) ، ومن الأمثلة التي جاءت عنده مدللا بها على مصطلح (المَوْضِع ) بدل (المُخْرج ) ، في قراءة " فَنُجِّيَ " في قوله تعالى : " فَنُجِّيَ مَن نِّشَآءُ " (5) ، فرأى أنَّ الذين قرأوا بنونين فإنَّ النون الثانية تخفى ، ولا تخرج مَوْضِع الأولى " (6) .
فالاختلاف بين سيبويه وابنَ جني مع الفراء فقط في المصطلح ، أمّا من حيث التعريف فلا يوجد اختلاف .
أمّا " المحدثون " فقط اطلق عليه بعضهم مصطلح (المُخرج ) ، يقول تمام حسّان : "المخرج مكان النطق " (1). وقال المطلبي : " المخرج من وجهة النظر الصوتية الحديثة هو منطقة الاحتكاك التي يصدر عنها الصوت اللغوي " (2) .
وقال السعران : " إنّ ما يسميه العرب مخرج الحرف ، سمّاه المحدثون في الغرب (موضع النطق ) " (3).
قال " برجستراسر " : " والمُخْرَج هو الموضع من الفم ونواحيه " (4) .
من خلال مقارنتا للمصطلحات السابقة وجدنا أن مصطلح المخرج ، أفضل مصطلح يتّفق عليه ، أمّا بالنسبة لرأي الفراء وبعض علماء التجويد الذي أخذوا عن الفراء ، فربّما له سبب ؛ ألا وهو مخالفة الكوفيين للبصريين .







• الصَّوْتُ والحرف (1):
لقد أطلق " سيبويه " مصطلح (الصوت ) ، من خلال حديثه عن صفة الواو والياء ، فنصَّ على أنَّ " مخرجهما يتَّسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرهما " (2).
ومن المواطن الأخرى التي استخدم سيبويه فيها مصطلح (الصوت ) ، ما ذكره ،وهو بصدد بيان حالة النون والميم في الإدغام فقرر أنّ الأولى تدغم في الثانية " لأنّ صوتهما واحد " (3) .
ولم يخالف "ابن جُني" سيبويه في لفظ مصطلح " الصوت" ، ووافقه على ذلك ، وذلك من خلال قوله : " اعلم أنّ الصوت عَرَضٌ يخرج مع النفس مستطيلا متّصلا حتى يعرض في الحلق والفم والشفتين مقاطع تثنيه عن امتداده واستطالته " (4).
أمّا "الفراء " فقد خالف سيبويه وابن جُني في تسميته للمصطلح ، فقد أطلق عليه مصطلح ( هجاء ) قاصدا به (الصوت) ، وذلك حينما تَطرَّق إلى الحروف المقطّعة في أوائل السور ، حيث قال : " إذا كان الهجاء أول سورة ،فكان حرفا واحدا مثل قوله : ص ، و ، ن ، كان فيه وجهان في العربية إن نويت به الهجاء تركته جزما وكتبته حرفا واحدا وإن جعلته اسما للسورة ... كتبته على هجائه " (5).
وأطلق عليه أيضا مصطلح (الحرف ) ، في قوله عندما تحدث عن الطاء والذال والتاء ، حيث قال :" ما آتاك من هذه الثلاثة الأحرف فأدغم " (1) .
ثمّ كرر الاستخدام حين علق على اختيار العرب المضارعة في كثير من المواطن ،فقال : " لا تنكرنَّ اختيارهم الحرف بين الحرفين ، فقد قالوا :(ازدجر) ومعناها (ازتجر ) تجعلوا الدال عدلا بين التاء والزاي " (2) .
ولكن نجد أنّ ابن جُني ذكر مصطلح (الحرف ) ، بمفهوم مختلف عن مفهوم الفراء ، يقول ابن جُني : " وأمّا الحرف فالقول فيه ،وفيما كان من لفظه ، فإنّ (ح ر ف )أينما وقعت في الكلام يُراد بها حدّ الشيء وحِدَّته ،ومن ذلك حرف الشيء ، إنّما هو حدُّ وناحيته " (3).
وقال أيضا : "ومن هنا سميت حروف المعجم حروفا ، وذلك أنّ الحرف حدٌّ منقطع الصوت وناحيته وطرف كحرف الجبلِ ونحوهِ ،ويجوزأن تكون سميت حروفا لأنها جهات للكَلِم ،ونواحِ كحروف الشيء وجهاته المُحْدِقه به " (4) .
فنفهم من كلامه أنّ الحرف هو اصطلاحٌ لتحديد الصوت وتمييزه عن غيره .
أمّا المحدثون : فقد فرقوا بين الصوت والحرف ، يقول تمام حسّان : الفرق واضح بين العمل الحركي الذي للصوت ،وبين الإدراك الذهني الذي للحرف " .
ومنهم من قال أيضا : " ذلك أنّ الصوت اللغوي شيء والحرف الذي هو مجرَّد رمز كتابي لهذا الصوت سيء آخر " (1).
فنجد أنّ معظمهم قد فرقَ بين مصطلح الصوت والحرف ، فالحرف هو الصورة الرمزية الكتابية للصوت المنطوق المسموع .
ومن خلال ما توصلنا إليه نجد أنّ المحدثين أدق وأوضح في تسمية المصطلح والتفريق بين الصوت والحرف .










• الوقف (1):
ذكر "سيبويه " مصطلح (الوقف) بقوله " وفي آخر الكلام المتحرك في الوصل التي لا تلحقها زيادة في الوقف ،فأما المرفوع والمضموم فإنّه يوقف عنده على أربعة أوجه : بالإشمام وبعد الإشمام ، كما تقف عند المجزوم ،والساكن وبأن تروم بالتحريك والتضعيف " (2) .
وبقوله أيضا : " أمّا كلُّ اسم منوّن فإنه يلحق في حالة في الوقف الألف كراهية أن يكون التنوين بمنزلة النون اللازم للحرف " (3) .
وقوله أيضا في مصطلح الوقف : " ومن العرب من يثقل الكلمة إذا وقف عليها ،ولا يثقلها في الوصل " (4) .

ولم يخالف "ابن جُني " سيبويه في مصطلح الوقف ، فقال : " يكاد الحرف يكون متحركا أو تراك تفصل بين المذكر والمؤنث في قولك في الوقف أنت وأنت فلولا أنّ هناك صوتا لما وجد متصلا " (5).

أما " الفراء " فقد ذكر عدّة مصطلحات للوقف ، منها : الوقف ، في قوله : " فإذا وقفت على هيهات وقفت بالتاء في كليتهما لأنّ من العرب من يخفض بالتاء ،فدلّ ذلك على أنّها ليست بهاء التأنيث فصارت بمنزلة دَرَاكِ ونَظَارِ ... واختار الكسائي الهاء ،وأنا أقف غلى التاء " (1) . وأطلق عليه أيضا مصطلح (السكت ) (2) .
أمّا المحدثون فقد اصطلحوا جميعا على مصطلح الوقف ولم يخالفوا القدماء فيه أمثال سيبويه وابن جُني وغيرهم من العلماء (3) .
ومن خلال ما سبق نجد أن اطلاق مصطلح (الوقف ) هو الشائع والمنتشر بين أهل اللغة والأدب غيرهم . أمّا مصطلح السكت لم نجده إلا عند الفراء ، وبشكل بسيط ، إذ أنّ الفراء هو نفسه عاد واستخدم مصطلح الوقف كما بيّنّا سابقا .







• الإبدال (1):
تعدد مصطلحات البدل عند "سيبويه" ومنها : (البدل ) ، يقول : " وإنما دعاهم إلى أن يقربوها ويبدلوها أن يكون عملهم من وجه واحد ،وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد " (2). وله باب معنون يقول : " هذا باب حروف البدل " (3).
ويقول أيضا : " وقد ابدلت الطاء من التاء في فعلت ، وهي لغة تميم " (4) .
ونجد أنّ استخدامه لهذا المصطلح قد تعدّد ، فقد عنون باب آخر في الإبدال عنونه : " باب ما تقلب فيه السين صادا في بعض اللهجات " (5). إذا قد أطلق مصطلحا جديدا هو (القلب ) ويقصد به الإبدال .
واصطلح مكان الإبدال ، مصطلح (الجعل ) ، في قوله : " فإن قيل هذا يجوز في ظقتها أن تجعل الذال ظاء لأنهما مجهورتان " (6) .
وأطلق أيضا مصطلح (التقريب ) على (الإبدال ) ، في قوله : " لمّا مرّ بها منها في الدال وكان حرفا مجهورا قربها منها في افتعل لتبدّل الدال مكان التاء ،وليكون العمل من وجهٍ واحد " (7).
ولم يخالف "ابن جُني " سيبويه في مصطلح الإبدال ، يقول أثناء كلامه على إبدال التاء طاء مع الصاد والضاد والطاء والظاء ،وهي أصوات الإطباق : " فابدلوا من التاء ما هو مستعمل من حيّزها وهو الطاء " (1) .
واستخدم مصطلح (القلب ) بدل (الإبدال ) ، في قوله : " إذا كانت فاؤه صادا أو ضادا أو طاءا ، أو ظاء ، يقلب طاء البتّه " (2) .
أمّا بالتسبة للفراء فقد تعددت عنده المصطلحات الصوتية الخاصة بالإبدال ،ومنها مصطلح (البدل ) ومصطلح (الصير) وأيضا مصطلح (التعاقب) .

*(مصطلح البدل) : اصطلح هذا المصطلح في حديثه عن إبدال السين زايا في (الرِّجسَ) من قوله تعالى : "وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّـذينَ لا يَعْقِلُونَ " (3) يقول : " العذاب والغضب ،وهو مضارع لقوله الرجز ،ولعلهما لغتان بدّلت السين زايا كما قيل الأَسْد والأزد " (4).
* (مصطلح الصير) : اصطلح هذا المصطلح في حديثه عن إبدال تاء(افتعل)ومشتقاته ومصدره دالا ،إذا كانت فاؤه دالا أو ذالا أو زايا ، يقول الفراء : " إذا كان الحرف أوله زاي ؛ صارت تاء الافتعال فيه دالا ،ومن ذلك : (زجر) و(ازدجر) و(مزدجِر) ،ومن ذلك (المزدلِف) و(يزداد )هي من الفعل ،فقس عليه ما ورد " (1).
*(مصطلح التعاقب) : ذكره في أثناء تفسيره لقوله تعالى : "وَإذَا السَّماءُ كُشِطَتْ "(2) . يقول " نُزعت وطويت ،وفي قراءة عبدالله : "قشطت " بالقاف ،وهما لغتان ،والعرب تقول : القافور والكافور ،والقَفُّ والكَفُّ -إذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا في اللغات :كما يقال جدف وجدث ، تعاقبت الفاء الثاء في كثير من الكلام ، كما قيل : الأثافي والأثاثي ،وثوب فرْقبي وثرقبي ووقعوا في عاثورِشرّ ،وعافور شر* " (3).
وهكذا ومن خلال التعرف على المصطلحات التي اصطلح عليها سيبويه وابن جني والفراء ،نجد أن التشعب في المصطلحات حاصل عندهم جميعا ، إلا أنّ الفراء قد اختلف عن سيبويه في مصطلحي الصير ، والتعاقب . ولم يصطلح على هذين المصطلحين إلا الفراء وبعض علماء التجويد فقط .
أمّا المصطلحات التي استطلح عليها سيبويه وابن جُني فهي أكثر شيوعا وانتشارا بين أهل اللغة والأدب .


أمّا المحدثون : فقد استخدموا مصطلح (المماثلة الصوتية(1) ) ليشمل الإبدال وغيره من الظواهر الصوتية .
فالمماثلة الصوتية من خلال تعريف المحدثين : هي إحلال صوت محل صوت آخر تحت تأثير صوت ثان قريب منه في الكلمة " (2).
ومنهم اصطلح عليه (المماثلة الكليّة ) و( المماثلة الجزئية ) (3).












• الإعلال(1) :
يعدّ الإعلال ضربا من ضروب التغيير الصوتي الذي يلحق بُنْيَة الكلمة العربية ، وأطلق عليه " سيبويه " مصطلح (الاعتلال) ،في مثل قوله : " وإنما كان هذا الاعتلال ؛لكثرة ما ذكرت لك من استعمالهم إياهما-(الياء والواو)- وكثرة دخولهما في الكلام " (2) .
وقال أيضا : هذا باب ما اعتل من أسماء الأفعال المعتلة على اعتلالها " (3).
وأطلق عليه أيضا مصطلح (القلب ) على الإعلال : يقول :" هذا باب تقلب الواو فيه إلى ياء" (4).
واستخدم مصطلح (البدل) للدلالة على مصطلح الإعلال ، يقول : " ومع ذلك أن همزة الواو ضعيفة تحذف وتبدل فأرادوا أن يضعوا مكانها حرفا أجلد منها " (5).
وقال أيضا : " ولكنهم أبدلوا الألف لشبهها بالياء " (6).
واستخدم مصطلح (الحذف) للدلالة على الإعلال ، أثناء حديثه عن صوت الياء إذا التقت بياء (يَفْعَلُ ) وذلك عندما قال : " وزعموا أنّ بعض العرب يقول ،يئسَ ،يئسُ فاعلم ؛فحذفوا الياء من يفعل لاستثقال الياء هنا مع الكسر فحذفت كما حذفت الواو *" (1).
واستخدم أيضا مصطلح (الإسكان ) ليدلّ الإعلال ،في قوله : " ولم يصلوا إلى الإسكان مع الألف ،وكرهوا الإسكان والحذف فيه ،فيلتبس بغيره ،فهمزوا هذه الواو والياء إذ كانتا معتلتين ،وكانتا بعد الالتفات " (2) .
وأطلق مصطلح (التَّحول ) على الإعلال في قوله : " فإذا كان الحرف الذي قبل الحرف المعتل ساكنا في الأصل ،ولم يكن ألفا ولا واوا ولا ياءا فإنك تسكن المعتل وتحول حركته على الساكن " (3).
أمّا "ابن جُني" فقد وافق سيبويه على مصطلحاته وزادها مصطلح (الهمز) .
استخدم مصطلح (العلّة ) في قوله : " باب في تخصيص العلل " (4).
وأطلق مصطلح (الحذف )(5) ،ومصطلح (القلب (6)) و("البدل" يقول فيه :الواو في ضُوَيرب إنما هي بدل من الألف في ضارب "(7) .
إلا أنّه زاد على مصطلحات الإعلال مصطلح آخر سمّاه (الهمز ) للدلالة على ظاهرة الإعلال ، يقول : " إذا التقت واوان في أول الكلمة لم يكن عن همز الأولى بدُّ " (8) .
و أطلق "الفراء " عليه مصطلح (القلب ) يريد فيه الإعلال ، في أن تقلب الواو ياء إذا اجتمعتا في الكلمة ، وتجاورتا في موضع واحد ،وكان الأولى منهماساكنة ، يقول : " يقال : يوم وأيام ،والأصل : أيوام ،ولكن العرب إذا اجتمعت الياء والواو في كلمة واحدة ،وسبق إحداهما بالسكون ،قلبوا الواو ياء ،وأدغموا ،وشددوا ،من ذلك قولهم : كويته كيّا ،ولَويْته ليّا ، ولكن العرب أدغمت الواو في الياء ،لأن أحدهما سبقه السكون " (1).
وذكر أيضا مصطلح (الهمز) ، وذلك من خلال تفسيره لقوله تعالى : " وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيْهَا مَعَايشَ " (2). يقول : " لا تهمز ؛ لأنها -يعني الواحدة- مفعِلة ، الياء من الفعل ، فلذلك لم تهمز ،إنما يهمز من هذا ما كانت الياء فيه زائده ، مثل مدينة ومدائن ،قبيلة قبائل ،لما كانت الياء لا يعرف بها أصل ثم فارقتها ألف مجهولة أيضا همزت ، ومثل معايش من الواو مما لا يهمز لو جمعت ، معونة قلت : (معاون) أو منارة قلت : مناور ،وذلك أنّ الواو تهمز إلى أصلها ، لسكون الألف قبلها ... "(3) .
واستخدم أيضا مصطلح (التحويل) ، من خلال تفسيره لقوله تعالى : "أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ في جَنبِ اللّهِ " (4) . قال الفرّاء : " وقوله (يا حسرتا ): يا ويلتا ،مضاف إلى المتكلم ،يحول العرب الياء إلى الألف في كل كلام كان معناه الاستغاثة ،يخرج على لفظ الدّعاء" (1).
فالأصل في اللفظ أن يكون (يا حسرتي) ،فأصبح بها إعلال ، فقلبت (ياء المتكلم) إلى الف (فتحة طويلة ) ،فصارت (يا حسْرَتا )؛ لعلة تنغيمية صوتية وهي الاستغاثة ، فالمقام مقام استغاثة ، ومعلوم أنّ المستغيث يبذل جهدا صوتيا في إعلاء نطقه ،مما يتطلب فتحة طويلة تعطي تنغيما متصاعدا ، بخلاف الكسرة الطويلة التي تعطي تنغيما تنازليا .
يا حسْرتي يا حسرتا
ya:ha sra ti ya:hasra ta
حوَّلت الكسرة الطويلة (ياء المتكلم ) إلى فتحة طويلة لمناسبة السياق .
وأطلق مصطلح (الحذف ) على الإعلال ، إذ يقول : " وكل ياء أو واو تسكنان ،وما قبل الواو مضموم ، وما قبل الياء مكسور ، فإنّ العرب تحذفهما ،وتجتزئ بالضمة من الواو ،وبالكسرة من الياء ... كما قيل : (لم يرمِ ) و (لم يقضِ ) " (2) .

أمّا بالنسبة للمحدثين فقد استخدموا مصطلح (الإعلال نفسه للدلالة على الإعلال )
فقد كان موقف القدماء من حروف العلة قد ارتبط بشكل الكتابة وهي (الألف والواو والياء ) (3).
واسْتخُدِمَ مصطلح ( أصوات المد ) عند بعض العلماء المحدثين (1) .
ومنهم من أطلق عليه مصطلح ( أنصاف الحركات ) (2) .
وأطلق عليها مصطلح ( الصوائت المركبة ) (3).
ومصطلح ( أشباه الحركات ) (4).
وربما يرجع الاختلاف في أنّ بعض اللسانيين المعاصرين خالفوا القدماء في بعض المصطلحات ، بسبب الاختراعات ، والآلات الحديثة التي مكّنت من تحليل الأصوات ، ومعرفة خصائصها ووصفها .
لم يتفق العلماء القدماء على مصطلح واحد ، وتعددت المصطلحات عندهم ، مما أدى إلى صعوبة في الوصول إلى مصطلح واحد متفق عليه .
ولكن من الغريب أنّ المحدثين لم يتفقوا على مصطلح واحد ، ولم يبادروا إلى توحيد المصطلح والخروج بمصطلح واحد جامع ، وبقيت الفوضى المصطلح واضطرابه وتعدده موجودة بل وازدات ، حتى أصبح المصطلح الصوتي الواح يصطلح عليه بأكثر من مصطلح مختلف عمّا اصطلحه القدماء .
وأخيرا : إنّ إمكان الخروج من هذا الوضع المتردّي للمصطلح اللغوي بتفريعاته (النحويّة ، والصوتيّة ، والصرفيّة ) في بلادنا العربية ،يكمن في توحيد المصطلح من خلال اتفاق الدول العربية على مصطلح واحد جامع مانع ، لكل من المصطلحات اللغويّة .
ملخص البحث
- للفراء ابتكارات مختلفة عن نتائج البصريين ، وابتكارات لم يهتد إليها أحد قبله من العلماء أو السابقين أو المعاصرين له من علماء المدرستين ،ويعود ذلك لثقافته المختلفة في كثير من جوانبها عنهم- أي علماء المدرستين - .
- أراد الفراء من خلال المصطلحات التي كان يطلقها على بعض الموضوعات الصوتية أن تكون للكوفيين مدرسة مستقلة ، وقد أدى به ذلك في بعض الأحيان إلى مخالفة البصريين ، والخروج عن مصطلحاتهم ؛ ذلك أنّ التجديد في المصطلح من مقومات التميز والاستقلالية التي كان يسعى إليها .
- اتفاق ابن جُني على بعض المصطلحات التي وضعه سيبويه ، ولم يخالفه إلا في بعض المصطلحات .
- الترادف والمشترك اللفظي أبرز إشكاليات المصطلح الصوتي عند اللسانيين المعاصرين ،إذ يوقعان الدارس في لبس واضطراب ،ويؤدي به إلى الخلاف .








قائمة المصادر والمراجع
- استيتية ، سمير شريف ، الحركات بين المعايير النظرية والخصائص النطقيّة ، مجلة البلقاء للبحوث والدراسات ، مجلد 2 ، عدد 1 ، 1992 .
- أنيس ،إبراهيم ، الأصوات اللغوية ، ط4 ،1962م ، مكتبة الأنجلو ،مصر.
- أنيس ،ابراهيم ، دلالة الألفاظ ، ط2 ،1963م ، مكتبة الأنجلو المصرية .
- بشر ، كمال محمد ، الأصوات العربية ، ط1 ،1987م ،مكتبة الشباب ،مصر.
- برجستراسر ، التطور النحوي للغة العربية ، ترجمة : رمضان عبد التواب ، 2003م . مطبعة الخانجي للطباعة والنشر والتوزيع .
- الجريسي ، محمد مكي نصر ،نهاية القول المفيد في علم تجويد القرآن المجيد ،2003 م دار الكتب العلميّة ، بيروت .
- ابن جني ،أبو الفتح عثمان ، سر صناعة الإعراب ، تحقيق : محمد اسماعيل ، وأحمد رشيد شحاته عامر ، ط1، 2000م ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان .
- ابن جني ، الخصائص ، تحقيق : محمد علي النجار ،دار الهدى للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان ، ط2 ، (د.ت) .
- حسّان ، تمام ، اللغة العربية ، معناها ومبناها ، ط2 ،1979م ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، مصر .
- حسّان ، تمام ، مناهج البحث في اللغة ، 1400هـ ، الدار البيضاء .
- الحمد ،علي توفيق ،قراءة في مصطلح سيبويه (تحليل ونقد). علوم اللغة . العدد1 ،المجلد9 ، 2006م .
- الحمد ، علي توفيق : في المصطلح العربي ( قراءة في شروطه وتوحيده ) .
- الحمد ،غانم قدوري ، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ،2003م ، دار عمار للنشر والتوزيع .
- الخولي ، محمد علي ، الأصوات اللغويّة ، ط1 ، 1987 ، مكتبة الناشر ، الرياض ، السعودية .
- الزبيدي ،أبو بكر محمد بن الحسن ، طبقات النحويين واللغويين ، 1973 م ،تحقيق : محمد أبو الفضل ابراهيم ، دار المعارف ، مصر .
- السعران ، محمود ، علم اللغة (مقدمة للقارئ العربي ) ، 1962م ،دار النهضة ، بيروت، لبنان .
- السمعاني ،عبد الكريم بن محمد بن منصور ، الأنساب ، 1988م ، تحقيق : عبدالله عمر البارودي ،دار الجنان ، بيروت .
- سيبويه ، أب بشر عمرو بن قنبر ، الكتاب ، تحقيق وشرح : عبد السلام محمد هارون ، ط3 ، 1983م . عالم الكتب .
- السيرافي ، ما ذكره الكوفيون من الإدغام ، مجلة المورد ، مجلد 2 ، عدد 2 ،1983م.
- السيوفي ، محمد ، مخارج الحروف ، 1983 م ، دار الاعتصام ،القاهرة ، مصر.
- العاني ، سلمان ، التشكيل الصوتي في اللغة العربية ، ترجمة ياسر الملاح ،ومراجعة : محمد محمود غالي ،ط1 ، 1983م ،النادي الأدبي الثقافي ،السعودية .
- عبد التواب ، رمضان ، مدخل إلى علم اللغة ، ط1 ، 1978 م ، ،دار الاعتصام ، القاهرة ، مصر .
- عبد الجليل ، عبد القادر ، الأصوات اللغوية ، ط1 ، 1998م ،دار صفاء للنشر والتوزيع عمان الأردن .
- عبده ، داود ،دراسات في علم أصوات العربية ، 1970م ،مؤسسة الصباح،الكويت.
- عمر ، أحمد مختار ، دراسة الصوت اللغوي ، 1396هـ ، الكويت .
- الفراء ، يحيى بن زياد ،معاني القرآن ، تحقيق : محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي ، ط2 ، 1950 م ، عالم الكتب ، بيروت ، لبنان .
- الفراء ، الأيام والليالي والشهور ، تحقيق : ابراهيم الأبياري،1980م ،مطبعة نهضة مصر ، القاهرة .
- ماريوباي ، أسس علم اللغة ،تحقيق : أحمد مختار عمر ، (1972 م) ، منشورات جامعة طرابلس ، كلية التربية .
- المطلبي ،غالب فاضل ،في الأصوات العربية ،ط1، 1984 م ،منشورات وزارة الثقافة والإعلام ،بغداد ، العراق .
- ابن منظور ، جمال الدين بن محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب ، ط2 ، دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي ، بيروت ، لبنان .
- نجا ، إبراهيم ، اللهجات العربية ، (د. ت) ، مطبعة السعادة ، مصر .

 
 

 

عرض البوم صور د.حازم فارس أبوشارب   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبوشارب, المصطلحات, الصوتية, الفراء, بقلم, حاصل, وابن, وسيبويه
facebook




جديد مواضيع قسم البحوث الأدبية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية