المنتدى :
الاسرة والمجتمع
كوني مثالية 1 : كيف تحصلين على الزوج المناسب
مدخ ــــــل :
ادعـي و قـولي
ربي ارزقني زوجاً متعطراً بماء وضوئه
لا يخاف إلا من خالقه
... حافظاً لكتابك
متبعاً لسنة حبيبنا محمد
...يؤمني في صلاتي
...ويرأف بضعفي
و يصونني ويحفظ عرضي
اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم
الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين
الزواج سنة من سنن الأنبياء والمرسلين الذين هم صفوة البشر، وقد امتدحهم الله عز وجل في كتابه العزيز حيث قال: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38]
وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يحث على ذلك استزادة في النسل لقوله صلى الله عليه وسلم: «النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء».
ومن أسباب الترغيب في الزواج: الخوف من الفساد سواء للمرأة أو الرجل، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بقبول صاحب الدين والخلق لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».
ويهدف أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الحصول على الولد عن طريق النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له».
وقد كان عامة المسلمين يعملون بما هم مأمورين به من الله سبحانه وتعالى ومن نبيه الكريم عندما كان الدين أساس حياتهم، ولكن مع التغيرات التي شهدها المجتمع ودخول الثقافة الغربية إلى حياة الناس وسيطرة المظاهر عليهم حتى أثرت على مجرى حياتهم، أصبح الزواج بالنسبة للأغلبية مظهرًا اجتماعيًا أكثر مما هو عليه كمطلب شرعي، فالمرأة تبحث عن صاحب المركز المرموق أو المال الوفير، والرجل وضع جل همه في المواصفات الشكلية فقط، فأصبحت المرأة ترفض هذا وترد ذاك، وسنوات العمر أسرع من قرارها البطيء الذي لم تتخذه بعد حتى إذا أدركت فداحة خطأها وإذ الباب مغلق وما من طارق له، أما الرجل وبحثه عن الحسن والجمال فيضيع أيضًا الكثير من سنوات عمره حتى إذا ظفر بما يريد تفاجأ فيما بعد بالكثير مما لا يريد، فكان الندم مصيره والعودة من جديد للبحث والتنقيب عن الزوجة المناسبة.
وحيث إن تأخر الزواج وكثرة الطلاق قد أصبحت ظاهرة في مجتمعنا الإسلامي نتج عنها الكثير من النساء دون أزواج يرعون مصالحهن، والبعض من الرجال دون زوجات يعتنين بهم، فقد أحببت أن أوضح بعض أسباب هذه الظاهرة وبعض الأخطار المحدقة بالجنسين من جراء البقاء دون زواج وأبين لنساء المجتمع وفتياته بعض الطرق الصحيحة التي يمكن من خلالها الحصول على زوج منساب يرعاها ويحافظ عليها وتسعد به.
من فوائد الزواج للفرد والمجتمع المسلم
سن الله سبحانه وتعالى الزواج وحث نبيه الكريم عليه لما لهذا الأمر من فوائد عظيمة دينية ودنيوية يظفر بها الفرد المسلم بعد تكوينه للأسرة المسلمة، ومن هذه الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع:
1- إعفاف النفس، والتحصين من الشيطان، وغض البصر وحفظ الفرج، فالفرد سواء كان رجلاً أو امرأة إذا كان دون زواج سيكون هدفًا للغواية وأكثر تقبلاً للفساد، فالزمن قد تغير والمثيرات من حولهم أكبر من أن تقاومها النفس البشرية الأمارة بالسوء إلا من رحم الله.
2- تحصيل الولد، لإبقاء النسل وحصول الذرية الطيبة:
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإكثار من النسل، لأنه سيباهي بهم الأمم يوم القيامة، وفي نفس الوقت فكثرة الإنجاب فيه قوة للأمة المسلمة، وتكثير للشباب فيها، وهم أمل الأمة في حمايتها ورد كيد الأعداء عنها بإذن الله تعالى.
3- تحقيق المودة والرحمة بين الزوجين، لما في ذلك من راحة القلب وتقويته على العبادة، فالزوج يجد راحته النفسية عند زوجته، حيث يبث إليها همومه ويشكو إليها متاعبه، وفي نفس الوقت تجد الزوجة في زوجها مصدرًا معينًا بعد الله تعالى على تحمل أعباء الحياة، وشريكًا لها يؤنس وحشتها ويزيل همها ويدخل السعادة إلى قلبها.
4- تفرغ الرجل لأمور هامة خارج المنزل وتركه لأشغال المنزل لتقوم بها المرأة التي تكسب من ورائها الأجر من الله تعالى، فعملها في بيتها وخدمتها لأطفالها مساوٍ للجهاد في سبيل الله، فهو نوع من العبادة لله تعالى، وخاصة عند قيامها بتوجيه أطفالها توجيهًا إسلاميًا صحيحًا، فهم مكسب للأمة المسلمة.
5- حصول كل من الزوجين على الأجر من الله سبحانه وتعالى، لتحمله متطلبات الآخر مع التعاون على تربية الأولاد وتوجيههم التوجيه الصحيح، فالإنسان المسلم يحصل على الأجر عند قيامه بأعمال الخير أياً كانت، فالرجل إذا عمل على كسب رزقه وقوت أهل بيته بالحلال سيكون له الأجر والثواب على ذلك، والمرأة عندما تعمل على راحة أهل بيتها وتلبية طلباتهم سيكون لها مثل ما له من الأجر.
6- الحصول على الرزق والبكرة فيه: فعند تحمل الرجل لنفقات زوجته ومصاريف أطفاله وأفراد أسرته تحل البركة ويزداد الرزق: لأن الله سبحانه وتعالى تكفل بأرزاق المخلوقات صغيرها وكبيرها منذ ولادتها وحتى وفاتها لقوله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود: 6]
7- التعارف والترابط بين المسلمين عن طريق الزواج:
فهو سبب بعد الله تعالى للترابط بين القبائل والتعارف بين الأسر قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]
عبد الله الدامغ
و للحديـــــــث بقيــــــة ...
|