لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


حاملت

مقدمة : - الأسم ..؟ - أحمد شكري .. - المهنة ؟ - كاتب قصصي .. - وماذا تريد الأن ؟ - طبعاً لدي قصة أريد أن أحكيها لكم .. - ومانوع القصة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-11, 03:25 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي حاملت

 

مقدمة :

- الأسم ..؟
- أحمد شكري ..
- المهنة ؟
- كاتب قصصي ..
- وماذا تريد الأن ؟
- طبعاً لدي قصة أريد أن أحكيها لكم ..
- ومانوع القصة ..؟
- هلوسة كاتب يعيش وحيداً .. لا يوجد لدي تعبير أقرب
من هذا .. ولا تفسير عندي لما مررت به من تجربة إلا أنني جننت
تماماً أو ربما أكون قد ...جننت تماماً ...
- لماذا تكرر كلامك ...؟
- لأنني جننت تماماً ...ظننت هذا مفهوماً ...
- متى ستبدأ في السرد ..؟
- من الأن ..فقط لو تخرس قليلاً .....

***








الزائر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

كانت ليلة باردة لكن بلا امطار ...
وقفت اتأمل المساحات الشاسعة من الحقول المحيطة بمنزلي
الريفي من شرفة الدور الثاني .. حينما أضاء مصباح الإلهام
في عقلي ..
وجدتها ...........................................
هممت بالدخول وغلق باب الشرفة قبل أن تهرب الفكرة لكنني
سرعان ما تجمدت في مكاني ...
ثم استدرت في بطء ... كانت عيني تجوب الحقول التي كساها
الظلام بكساء من الرهبة والغموض ..كانت هناك بعض الأضواء
القادمة من الطريق السريع على بعد عدة كيلومترات لم تزد الأمر
إلا رهبة ....لكن عيني كانت تركز على شئ ما يتحرك هناك ...
شئ له معالم بشرية .. لكنها لاتبدو مألوفة.. لايبدو من أهل القرية ...
لكنه ليس من سكان المريخ على الأرجح...
كان يقترب في تؤدة من منزلي المتواضع ..تباً ..لم أتي لهنا
من أجل استقبال الفضوليين ..لقد تركت القاهرة المزدحمة بكل
ضوضائها وعوادمها السامة وجئت إلى منزلي الريفي بحثاً عن
فكرة جديدة ..من ثم أعود مظفراً بقصة جيدة تصلح للنشر ...
لكن هذا الغريب جاء ليعكر خلوتي ... و ...
لقد صار على مسافة قريبة جداً ودخل دائرة الضوء المحيطة
بالمنزل ...لكن أي مهرج هذا ؟!!!
توقف أخيراً أسفل الشرفة ..ورفع طرفه إلي مبتسماً في ود
ذكرتني ملابسه الغريبة بمشهد روميو وهو يتودد إلى محبوبته جولييت
أسفل الشرفة ..ممثل مسرحي كان يؤدي أحد الأدوار الشكسبيرية
وضل طريقه إلى المسرح .. المشكلة انه لايوجد مسرح قريب من هنا
والمشكلة كذلك أنني – لو لاحظتم – لا أشبه جولييت لو كان الأحمق
يفكر في ذلك ....
لوحت له بكفي قائلاً في سخرية :
- مرحبا ..هل ضللت طريقك إلى السيرك ...؟
انعقد حاجبيه كأنما يفكر في معنى كلامي ... هل هى إهانة أم ...
أخيراً صاح بلكنة غريبة لاتصدق :
- لقد فررت من عالمي ولجأت إليك ..لقد قطعت مساحات شاسعة
من الفيافي والقفار حتى أصل إليك ..
هرشت رأسي في محاولة لاستيعاب الموقف ... الموضوع
ليس موضوع ممثل مسرحي إذن ..هذا المهرج قادم من أجلي ...
- حسنن .. لكن كيف سمحوا لمثلك بالفرار من مستشفى الأمراض العقلية ؟
صاح بأسلوب شكسبيري راقي وهو يلوح بكفه بحركة مسرحية :
- عفواً أيها السيد ..أنا لا استوعب الكثير من مصطلحات عصركم
لكنني ..لو سمحت لي ..لن أظل واقفاً هنا للأبد ..فليسمح لي السيد
بالدخول ....
- والله ..!!! أعطني سبب واحد يجعلني أسمح لك بالدخول .. ؟
هنا وقف في اعتداد وقفة ملوكية وانسدلت حرملته الزرقاء حول
كتفية فاضفت عليه هيبة غريبة ..ثم قال في صوت جهوري حازم :
- لقد فررت من عالمي وجئتك طالباً العون ...
ثم شرد بصره قليلا قبل أن يقول في حيرة :
- أنا هاملت امير الدنمارك ...........!

***
كان هاملت يرتجف .. وقطرات المياه تتساقط من شعره المبلل
وكنت أنا أحاول جاهداً تجفيف حرملته العجيبة بشتى الطرق
أخيراً وضعتها على حبل الغسيل وثبتها جيدا من ثم تركتها لتسقط من فورها ....
تباً ..نظرت إليها ملقاة في الشارع ثم نفضت كفي وعدت إليه في براءة ...قلت له محاولاً الاعتذار..
- لا أجد كلمات مناسبة اعتذر بها عما حدث ..
نظر لي في حيرة وأسى قائلاً :
- سكب المياه على الزائرين طريقة غريبة في الترحيب ..
تنحنحت قليلاً في حرج قبل أن أقول :
- في الحقيقة لم تكن تلك طريقة في الترحيب ..ظننت أنها خدعة
ما وأنك –عفواً- تسخر مني ...
قال في عدم فهم وعينه تجوب أركان المنزل :
- اسخر منك ..أنا لا أفهم طبيعة تفكيركم .. أخشى أن يكون هذا عائقاً
أمام تلبية رغباتي ..
كدت أسأله عن طبيعة رغباته التي دفعته لزيارة كاتب مثلي
فتذكرت أنني نسيت الشاي على الموقد فقمت كالملسوع وعدت حاملاً
صينية الشاي وعليها أسوأ كوبين من الشاي لأغرب شخصين على سطح الكرة
الأرضية ..أنا.... والسيد النبيل القادم من الدنمارك ..
شئ رهيب هو ذاك الذي يدفع هاملت شخصياً للخروج من عالم شكسبير
ليكسر الحاجز مابين الواقع والخيال ... جلست أرشف الشاي في ترقب
منتظراً منه أن يبدأ ...
تذوق قليلاً من الشاي ثم نظر لي في قرف وقال :
- تشربون أشياء غريبة في عالمكم ...
- إنه يساعد على التركيز ..
شاع في وجهه الارتياح على نحو مفاجئ وقال في حماس :
- جيد جداً فالموضوع الذي جئتك من أجله يحتاج منك أكبر قدر
من التركيز ...
- سأموت كمداً لو لم أعرف ذلك الموضوع ...
هنا وضع هاملت كوب الشاي على المنضدة امامه ..ثم قرر أن يتكلم :
- لم يكن خروجي من عالم شكسبير تجربة سهلة .. بل كان تمرداً صريحاً
على ذلك الأديب العملاق ومن أحد أشهر شخصياته .. أنا لست هاملت ابن
الملك القتيل بقدر ما أنا ابن شكسبير ذاته...لكنني اتخذت القرار
واخترتك من بين سائر الكتاب لتدون لي قصتي بعيداً عن أغلال شكسبير ...
ابتلعت ريقي في صعوبة قائلاً :
- اخترتني أنا ... أنا لست ديكينز حتى تقارن بيني وبين والدك شكسبير
- لهذا السبب اخترتك ..أنت كاتب مغمور ..لو سمحت لي أن أقول... لذا
لن يتوقع شكسبير وجودي عندك ..لعله الأن يتشاجر مع الكسندر دوماس
متهماً أياه بخطفي أو يجذب لحية دستويفسكي لعلي أكون مختبئاً تحتها ..
لكنه لن يفكر في وجودي هنا ..
بدأت اعصابي تتوتر ..متخيلاً الأخ شكسبير يجوب الشوارع بحثاً عن بطله
الهارب والويل كل الويل لمن يأويه .. انتزعت نفسي من أفكاري السوداء
ونظرت إليه فوجدته يبتسم في ثقة قائلاً:
- أنا واثق أنك ستفعلها ...
قلت وأنا اكتم غيظي :
- ومن أين أتيت بتلك الثقة ؟ ....
نظر لي ملياً كانما يستعيد ذكرى وجه ما ...ثم قال في ارتياح :
- انت تذكرني به دائماً ... هورشيو صديقي الصدوق ..مصدر الحكمة
والعقل في روايتي ...وهو كذلك راوي قصتي ..فلم نبتعد كثيراً ..
حاولت هضم كوني أشبه هورشيو لكنني لم استسغ ذلك .. كلامه يبدو مدحاً
من جهة ..وربما كان خدعة لتوريطي في الأمر من جهة أخرى وحينما يظهر
شكسبير أتحول لكبش فداء..
- اسمع أيها الأمير الشاب .. بما انني أذكرك بصديقك هورشيو الحكيم فعليك
أن تستمع لصوت الحكمة في كلامي ..ليس من الحكمة أبداً تحدي شكسبير
متوهمين اننا قادرين على صياغة قصته بشكل افضل ..ثم ما الداعي لذلك ؟
مالذي لا يعجبك في قصتك ؟
تناول هاملت كوب الشاي وأفرغ مابقي منه في حلقه دفعة واحدة كما يفعل
السكارى في الحانات محاولين نسيان هموم الواقع الحزين ثم نظر إلي في أسى
قائلاً :
- بل قل مالذي يعجبني ...عمي الذي قتل والدي ..أم أمي التي تزوجت عمي
قاتل والدي .. ام حبيبتي أوفيليا ..التي ماتت بسببي... أم ...
وتوقف قليلاً وهو يتحاشى نظراتي وكأنما يقول لي :أنت تعرف الباقي ..فقلت
له مكملاً عبارته المبتورة :
- أم.... موتك في نهاية القصة ...اليس كذلك ..؟
هز رأسه في بطء وأسى فابتسمت أنا متخيلاً مدى لغز الحياة ومدى تعلقنا بها
حتى ولو كانت مجرد شخصية خيالية خرجت من إطارها الأدبي لكي تطالب بحقها
في البقاء ..قل هذا ياصديقي ولا تصدع رأسي بحديثك عن والدك القتيل وعمك
قاتل أبيك وامك الخائنة وحبيبتك التي ماتت في غمرة انتقامك ...
- تريد كما نقول نحن ..فيلم عربي ...
- لا افهم ما تقصد ..المهم انني أريد قصة بعيدة كل البعد عن المأسي والكروب.
والدسائس والاغتيالات ...
عقدت ساعدي أمام صدري في اعتداد ونظرت إليه قائلاً:
- لن يكون هذا سهلاً .. سوف أساعدك فقط ليكن الأمر سراً بيننا ولاتخبر
أحداً بعلاقتي بالقصة ...
- حتى لو أخبرت أحداً ..قلت لك انت كاتب مغموووووور ...
قلت وانا اتحاشى لكمه في انفه المتغطرس :
- سمعت هذا من قبل .. وكلمة مغمور تلك ستفت في عضدي ولن أخرج
لك النص الأدبي الذي تريده ..واضح ...
لوح لي بكفه قائلاً :
- لا ..بل انت أشهر كاتب في الدنيا ..فقط ..أعطيني النص البديل ..
جذبت نفس عميق وأغمضت عيناي في محاولة للتركيز .. يريد قصة بعيدة
كل البعد عن المأسي والكروب والدسائس والاغتيالات و..
هنا فتحت عيناي على اتساعهما صائحاً في انتصار :
- وجدتها ... خذ عندك .....

***

مقابلة شبح السيد الوالد

كان هورشيو يجوب ردهة القصر ويسمع همس الحراس
لكنه لايريد أن يصدق .. ولايريد أن يصل ما يتهامسون به
إلى الأمير هاملت ... أخيراً وقف واضعاً كفيه في خاصرته
وصاح بحزم :
- من يصدق تلك الخرافات فلا مكان له في قصر الملك ...
تجمد الحراس الثلاثة في أماكنهم فلم يتوقع أحدهم أن هورشيو
الصديق المخلص لهاملت يعرف سر تهامسهم ...
اقترب الفارس الأول من أذن هورشيو وبدأ يسكب مالديه :
- لقد شاهدناه جميعاً ..... شبح الملك الفقيد يجوب ردهات القصر ليلاً
ويمكننا ان نقسم على ذلك ....
- رأيتم وهم.. وهم تخيلته عقولكم الكليلة والمليئة بخرافات
العجائز ...
اقترب الفارس الثاني من الأذن الأخرى لهورشيو وقال بدوره :
- هل يمكن ان يرى ثلاثتنا نفس الوهم ...؟
- نعم ..حينما يشربون جميعاً نفس نوع النبيذ الردئ ...
جاء الثالث ليحشر نفسه بين زميليه هامساً بدوره :
- حتى لو لم نتعاطى يومها أي خمور ..؟
دفع هورشيو ثلاثتهم بعيداً وقد قرر إنهاء النقاش ً :
- انتباه ....
وقف الحراس الثلاثة مشدودي الأجسام وقد انستهم صيحة
هورشيو العسكرية الصارمة كل ما شاهدوه ... من قال أنهم
شاهدوا ما شاهدوه أصلاً ...؟
جال بينهم هورشيو وهو يهمس فيهم بنبرة صارمة :
- لا أريد ان تتسرب تلك الخرافات إلى أي مخلوق خصوصاً الأمير هاملت
فإنه مازال يعاني من فقد والده .. ولانريد ان نزيد همه .. مفهوم ...؟؟
صاح ثلاثتهم في صوت واحد :
- مفهوم ............................................................ .
............................................................ .........

- هورشيو .....
التفت الأخيرتجاه مصدر الصيحة فتهلل وجهه مرحباً
بالأمير هاملت وهو يرمق الحرس بنظرات جانبية متوعدة إن نطق
أحدهم حرفاً فسيقطع لسانه ....
تصافح الصديقان وبدأ هورشيو يسأل كالمعتاد عن حال الأمير ومزاجه
اليوم فتجهم وجه الأخير قائلاً :
- أنا حزين جداً هذا الصباح ...
- مالذي يعكر صفو الأمير ...
- هناك إشاعات تتردد بين العامة في الأزقة ..أن شبح والدي الفقيد
يجوب ردهات القصر ليلاً ...
التفت هورشيو في حدة ناحية الحراس الثلاثة على حين تشاغل ثلاثتهم
بفحص اسلحتهم في اهتمام متحاشين النظر في وجه هورشيو ....
- الخنازير .........
- ماذا تقول ...؟؟!!
التفت هورشيو إلى هاملت مستدركاً :
- عفواً.. أقصد الخنازير الذين يشيعون مثل تلك الخرافات بين الناس ..
هنا جذبه هاملت من ساعده ليبتعد به عن الحراس وخلف أحد الأعمدة
الرخامية الضخمة تكلم الأخير :
- أريد أن أراه....
- من ؟؟؟؟
همس هاملت من بين أسنانه :
- شبح والدي يا أحمق ....
- هل صدقت تلك الخرافـ.......
- نعم .. والليلة أريدك معي لنراه سوياً ....
ابتلع هورشيو ريقه في صعوبة قائلاً بوجه ممتقع :
- تريدني معك ...
عقد هاملت حاجبية وقال في تصميم :
- نعم ...والليلة .....
- وهل لوجودي معك سبب ملح ..؟
هنا لاحظ هورشيو الاضطراب على هاملت وبدأت شفتيه ترتعشان :
- لقد كان أبي مخيفاً بما يكفي وهو حي ..فكيف به وهو ميت ....
- أه ..فهمت ....
قالها هورشيو وشد قامته في اعتداد مستطرداً :
- سيكون هورشيو المخلص والشجاع إلى جانبك ..فقط ليثبت لك أنها محض خرافة ....
هنا قفز شئ ما له جناحان من بين السواري وهو يخفق في قوة فقفز
هورشيو في ذعر محتضناً هاملت..فنظر هاملت إليه ملياً قبل
أن يهمس في أذنه وهو مازال محتضنه :
- اعتقد أننا سنصطحب معنا الحراس ....!!

***

بخطوات جنائزية تقدم الموكب المكون من الأمير هاملت
وصديقه هورشيو ومعهم الحراس الثلاثة سالفي الذكر فلن يتكلف
منتج المسرحية أكثر من ذلك العدد حتى لا تتضخم الميزانية ...
كان الموكب يتحرك ليلاً بين سواري القصر حسب الموعد ...
وبدا لهم الوضع هادئاً لا يوحي بأن ذلك القصر المرعب أصلاً
يحتاج لشبح يجوبه ليلاً ليزيد الأمر سوءاً
بعد قليل توقف هورشيو وقال في سأم :
- ألم أقل لك ..لايوجد أي أشباح ...
وكزه هاملت كي يخرس قبل أن يقول في خفوت :
- صه ..الأشباح تضايقها الأصوات العالية ..
نظر له هورشيو نظرة من يسمع الأراجيف :
- من قال لك هذا ...؟
- أمي حدثتني بهذا وأنا صغير ...
أزدرد هورشيو لعابه قائلاً :
- أدام الله بقائها …
ولم يحب هورشيو أن يصارح هاملت برأيه في كلام جلالة الملكة
..أن هذة مجرد خزعبلات يحكونها للأطفال ليلاً كي يناموا سريعاً
والنتيجة هي العكس بالطبع ...
هنا بدأ يظهر الضباب ..لابد من ضباب في الموضوع
هو مكلف للمنتج لكنه لابد منه لإحداث التأثير المنشود على المشاهد
الذي امتلأت معدته بعشاء دسم وجلس يتابع في بلاهة الدببة وعنده
استعداد للتصديق حتى لو مر فيل طائر من أمامه لهلل في حبور ...
هنا التفت هاملت وصديقه فوجدو الحراس قد اختفوا .. الجبناء ....
لم يتحملوا مقدمات ظهور الشبح فماذا لو شاهدوه ..هم بالفعل شاهدوه
من قبل وليس لديهم الاستعداد لتكرار المأساة ....
الضباب يتزايد ..وبدأ هورشيو يسعل ..كح ..كح ... نظر له هاملت
مستنكراً :
- هذا ضباب يا أبله وليس دخان شاكمان ...
تنحنح هورشيو في حرج قائلاً :
- حقاً .. ظننت ان مصدره سيارة شبح السيد الوالد وانه يبحث عن مكان
يصلح للوقوف و..
- سيارة من يا أبله .. قصتنا في العصور الوسطى ولم تخترع السيارات بعد ..
- والله ....
وكتم هورشيو خواطره وهو ينتظر الظهور المرتقب ...
وكتم هاملت أنفاسه في محاولة لكبح جماح توتره وفي نفس الوقت حتى
لا يستنشق ابخرة الضباب والتي تبدو بالفعل اقرب لرائحة الـ......
المنتج الوغد استبدل ماكينات البخار بشاكمان سيارته... الوغد لا يضيع
وقته في اقتصاد الميزانية ...
ولايفكرفي البحث عن سبب خروج دخان أبيض من شاكمان سيارته ليريحنا !!
ليس هذا وقت الحساب ..فقط فليظهر الشبح الأن قبل أن يختنقا.....
هنا أدرك أحدهم أنه كان ساذجاً ..
من قال أن الأشباح محض خرافة لا وجود لها ....

***

كان ضخماً مهيباً مدثراً في عبائته وقد اختفت ملامحه وراء خوذة
فولاذية لا يظهر منها إلا فك يتحرك فيخرج من بين شفتيه البخار الأبيض ...
الموضوع معقد إذن ..كيف تمكن المنتج من إخراج دخان شاكمانه من فم
هذا الشبح ؟ !!...
كان هورشيو يشعر أن ساقيه قد تحولتا إلى ورقتي خس وحاول ان يعتمد
على احد السواري ..وحاول ان يهرب لكن ..كيف يفر المرء على ورقتي
خس ..؟!
أما هاملت فقد هابه الامر جداً .. وخر راكعاً على إحدى ركبتيه في تبجيل
- سمو الملك الراحل ....
تحرك الفك السفلي وخرج المزيد من البخار ..ومعه خرجت الكلمات القادمة
من اعماق بئر أصيبت مياهه بالصدأ :
- هاملت ...انتظرت مجيئك طويلاً ...
ثم انتابته نوبة سعال مفاجئ فانقطع عن الكلام ..وعقد هاملت حاجبيه في ضيق ..
ليس هذا وقته ..فيما بعد سنحاسب المنتج الوغد ..فقط تكلم بالله عليك ....
أخيراً خرجت الكلمات وإن خف الضباب قليلاً (هل حصل مكروه لسيارة
المنتج ) :
- هاملت ... أنت أبني الوحيد ...
- لا أظن أنك انتظرتني طويلاً لتفجعني بتلك الحقيقة المرة ...
أكمل السيد شبح في غير اكتراث :
- أنت ابني الوحيد ..وعليك ان تنتقم لي ....
- انتقم لك ..من من ..؟ ليس المنتج الوغد فليس هذا وقته ...
- لا ..بل ممن قتل والدك غدراً ....
وأسقط في يد هاملت !!... وشبك كفيه إلى صدره ورسم على ملامحه
اللوعة والحيرة الممزوجة بالصدمة ..هكذا قرأ في السناريو وإلا فهو
لا يفهم كيف يمكن هذا ..لكنه سيحاول ...
وفي أعماقه تسائل ..مالجديد في كل ماسبق .. بل إن عقدة قصته
تكمن في مقتل والده فما هو المخرج والحل وهل سيفي ذلك المدعو
أحمد شكري بما وعد أم أنه تعرض للنصب من قبل كاتب مغمور ....

***

فجأة أضاء مصباح في عقل هورشيو ....
كان قد بدأ الخوف يتلاشى وشئ من التعود بدأ يسرى إلى روحه
حتى الأشباح يمكننا أن نتعود عليهم .. كان يهرش مؤخرة رأسه
وهو يثبت عينيه على الحاج شبح ...ويتمتم :
- هناك خطأ ما ...
وهاملت الحائر دائماً مازال يصغي :

- من كان أخاً بالأمس يجلس اليوم على عرشي ويرتدي عباءتي
ويزين رأسه بتاجي ..ويده ملطخة بدمي ...
صاح هاملت في لوعة مسرحية :
- عمي كلوديوس !!
- عمى الدبب ... ليس عمك وليس أخي ...لابد أن تنتقم لي وإلا
فالويل لك من عذاب الضمير ..
غطى هاملت وجهه بكفه قائلاً في إحباط :
- ألا توجد وسيلة أخرى...؟
تكلم الشبح بصوت هادر :
- لابد أن تنتقم لأبيك..دم أبيك في رقبتك ...
تحسس هاملت عنقه وبصعوبة حاول أن يزدرد لعابه الذي جف
في حلقه :
- ألا يمكن أن نسامحه ونأمل في غد أفضل ...؟
- دم أبيك في رقبتك ....
- ودمي أنا سيكون في رقبة من ....؟

هنا صاح هورشيو :
- لحظة ...
التفت هاملت ومعه شبح السيد الوالد إلى هورشيو الذي شاعت
على وجهه ابتسامة ماكرة وهو يقترب من الشبح في ثقة ...
- لا تقترب...
هكذا هدر صوت الشبح منذراً ..لكن هورشيو كان مصمماً ...
- سأفعل ...
- لا تقترب ...
- سأفعل ........................
وفي اللحظة التالية كان هورشيو ينزع الخوذة عن رأس الشبح ...
وشهق هاملت .. لقد كان الشبح أحد الحراس الثلاثة الذين اختفوا في
ظروف غامضة ..ونظر هورشيو إلى هاملت في انتصار على حين
تكور الحارس –الشبح- سابقاً عند قدمي هاملت متوسلاً ...
ترى هل هي مؤامرة أم أنه المنتج اللعين حاول استغلال أحد الحراس
ليقوم بدور الشبح بدلاً من جلب ممثل أخر ...
- ما الذي دفعك لتفعل ذلك ...
رفع الحارس طرفه إلى هاملت في نظرة استجداء قائلاً :
- أعداء المملكة كثيرون يا مولاي ويدفعون بسخاء ..يتخلصون
من الملك كلوديوس عن طريقك من ثم يجدون سببا مقنعاً في غزو
البلاد أنتقاماً ممن قتل الملك الطيب كلوديوس ....
ثم صرخ فجأة :
- الرحمة يا مولاي ..
- أعطني سبب واحد لكي أرحمك يا أبله ....
ثم التفت إلى هورشيو وسأله :
- كيف عرفت ؟
ركل هورشيو الحارس بطرف حذائه وهو يقول :
- أنا لا أومن بالأشباح يا صديقي كما تعلم وما كان لإيماني أن
يتزعزع لمجرد رؤية ممثل فاشل وخائن ....
نظر هاملت إلى الأفق وشعر بارتياح وانشراح في صدره ... لقد
تحققت أمنيته وتغير واقعه الكئيب والأن يمكنه أن يتزوج أوفيليا
بدل من تضيع الوقت في جعلها تجن والأن يمكنه الوقوف بجانب
عمه كلوديوس ضد أعداء المملكة .. كانت أيام مجيدة تنتظره ..
وكان الواجب يحتم عليه أن يشكر أحدهم ...


***


عودة إلى الزائر

رشفت أخر رشفة من كوب الشاي الخامس أو السادس لم أعد
أذكر تقريباً..ووضعت الكوب على المنضدة التي أمامي ...
لقد انتهيت ......
كان الأخ هاملت قد تغير حاله وكأن لمسة سحرية قد حولته من
شخص حائر مكتئب إلى شاب عادي مثل أي شاب يطمح في
مستقبل واعد ... بمعنى أصح لم يعد هاملت الذي نعرفه
- أنت رائع ...
- ...........
طبعاً قلت عبارات شكر جعلها الحرج تبدو همهمات غير مفهومة
سألني في فضول :
- كيف توصلت لحل تلك العقدة التي عقدها شكسبير منذ قرون
شبكت أصابعي خلف رأسي وقلت في استرخاء :
- القصة كلها مبنية على رواية شبح .. ولا وجود لشئ كهذا عندنا
هنا كمسلمين وإن كان بعض الحمقى عندنا يصدق مثل هذا بسبب
الفساد الثقافي الموروث عبر القرون والذي جعلنا نلبس كما
يلبس الغرب ونتكلم كما يتكلم الغرب ونكتب كما يكتب الغرب
ونفكر كما يفكر حاسبين أن ثمة فرق بين الثقافة واللغة وبين المعتقد
الكل يؤثر في الكل .. وحينما تتاح فرصة كهذة لكاتب ساخط
مثلي فماذا تتوقع أن يحدث ....
- ان تنهار فكرة هاملت من جذورها ....وعن عمد ...
قالها هاملت مبتسماً في إشراق ..ثم أطرق إلى الأرض مستطرداً :
- كنت أعلم أنك هورشيو منذ البداية ..
نظرت له في حدة فقال مستدركاً :
- في القصة طبعاً ...
غمغمت في عدم اكتراث :
- ربما .....
ثم إنه وجه لي السؤال التالي والذي كنت أنتظره :
- ماذا سيكون أسم قصتك المعدلة ...؟
قلت وانا أغوص اكثر في مقعدي :
- حاملت ...
- هامـ..هامـ ...
طبعاً حاول عبثاً نطق الأسم لكنني أرحته من المعاناة :
- لا تحاول نطق حرف الحاء .. فلن تستطيع ..لابد أن تكون عربياً
أو على الأقل عبرانيا...
قال في دهشة :
- ولماذا اخترت هذا الأسم الذي يصعب على أمثالي نطقه ؟
- لهذا السبب بالتحديد ....
قلتها وأنا أغمض عيني وشاعت على وجهي ابتسامة شاحبة وسمعته
يقول شيئاً ما :
- أنا جائع هل لديك شيئ يؤكل ....
- لدي لكن هضمه لن يكون أسهل من نطق حرف الحاء ....

***

كانت ليلة باردة لكن بلا أمطار ....
لكنها كانت تمطر أشياء أخرى فيما يبدو ...
عشرات الشخصيات التي خرجت لتوها من عالم لا ينتمي
إلى عالمنا المعاصر كانوا يتقدمون وسط الحقول في تؤده
ويتجهون مباشرة إلى منزلي المتواضع ... كانت شخصيات
متباينة ..رجال ونساء شباب وشيوخ ..حفل تنكري ..
هذا هو ما خطر لي وانا ألوح لهم بكفي محيياً من الشرفة ..
طبعاً كان هناك وجه مألوف لي ولكم بين كل هؤلاء ...
إنه هاملت سابقاً و حاملت حالياً كان يبتسم لي ويهز راسه
في وقار ...وكان يشير إلي كأنه يقدمني إ ليهم ...
هنا شاعت البشرى في الوجوه وتهللت أساريرهم
بقليل من الذكاء عرفت من هؤلاء ... كما لكم أن تخمنوا ..
كان حاملت يتابط ذراع فتاة حالمة ...طبعاً لم تكن إلا أوفيليا...
لقد صاروا زوجين واعدين ...ذكروني أن أعدل أسم أوفيليا
أيضاً ربما اجعله ألفت أو فوقية .. المهم تعالوا نتعرف على الباقين

هذا الشيخ العجوز يمكنك أن تخمن بسهولة أنه الملك لير ..
وذلك الرجل ذو التاج وزوجته ذات النظرة الباردة الخالية
من الحياة تقريباً لم يكونوا سوى ماكبث وحرمه ..
أما زوج العصافير هؤلاء فهم روميو وجولييت ...
هذا العملاق الأسود لايمكن أن يكون البواب طبعاً ..إنه عطيل
لكن أين ديدمونة ..؟ أخشى أن يكون قد قتلها وجاء هنا ليختبئ عندي ..
لا ...هاهي تتقدم على استحياء ..حقيقة لا أعرف ما علاقة تلك
العصفورة الرقيقة بذلك البلدوزر لكنه خيال شكسبير المريض !!..
وقفت أخمن حتى اعيتني الذاكرة ..
كل هؤلاء تسربوا من بين يدي صانعهم وجاءوا هنا لكي
يحذو حذو حاملت ..

وكان هناك المزيد من العمل المضني ينتظرني
وكنت أعلم انني سأعود إلى القاهرة بحزمة من القصص الجيدة
وكانت أيام مجيدة تنتظرني .....


***


تمت

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس

قديم 23-12-11, 10:09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10517
المشاركات: 230
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الشرق عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الشرق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

القصة عجبتنى صراحة
تسلم ايدك
فى انتظار جديدك

 
 

 

عرض البوم صور همس الشرق   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 02:25 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

اهلين اخوي عمرو
عجبتني القصه بصراحه
والخاتمه ونهايه الشبح
برافوووو وبالتوفيق دائما

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 06:07 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 73336
المشاركات: 541
الجنس أنثى
معدل التقييم: مها 180 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 34

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مها 180 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

جميلة جداً
أعجبتني الفكرة والحبكة وكلها رائعة
أعانك الله على فك عقدهم
خخخخه

 
 

 

عرض البوم صور مها 180   رد مع اقتباس
قديم 25-12-11, 05:34 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الشرق مشاهدة المشاركة
   القصة عجبتنى صراحة
تسلم ايدك
فى انتظار جديدك

بارك الله فيك وشكراً على صبركم وتقبلكم لما كتبت

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حالمة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:17 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية