من وجد الله فماذا فقد ؟ .. ومن فقد الله فماذا وجد ؟
إذا أردت علما .. فاعلم أن أرفع علم هو العلم بالله
إذا أردت عزا .. فاعلم أن أرفع عز هو اعتزازك بالله
إذا أردت مالا .. فاعلم أن أربح تجارة تجارتك مع الله
معرفة الله نور .. " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور "
وكلما ازدادت معرفة العبد بربه .. أسمائه .. وصفاته
.. وأفعاله .. وأقداره .. ولطفه ..
ازدادت خشيته من الله .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أعلمكم بالله .. و أخشاكم له "
وقال صلى الله عليه وسلم : " لو تعلمون ما أعلم .. لضحكتم
قليلا .. ولبكيتم كثيرا "
قال الله : " إنما يخشى الله من عباده العلماء " .. لأنهم عرفوا
عن الله .. من الصفات ،
والأفعال ، والأقدار ، ما لا يعرفه غيرهم .. فرزقوا خشيته .
إذا خاف الناس من شيء فروا منه
ولكنهم إذا خافوا الله ... فرَّوا إليه
" فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ
مُبِينٌ (51) " [ سورة الذاريات ]
هو وحده .. من إذا خافه العبد .. فر إليه .. فيجد الأمان !
لأنه وحـــده .. يملك الأمن .. ويملك الخوف
وكذلك .. فإن من عرفه استأنس به وأحبه .. فهو الحليم .. الكريم .. الرزاق .. يده سحاء
الليل والنهار .
اجعل همك هما واحدا .. الله .. لا شيء سواه
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
فالله يكفينا .. الله يرزقنا .. الله يحمينا .. الله يرحمنا
نِعم المولى ونِعم الوكيــل
إلهي
أنت جابر الضعيف .. وسند الملهوف .. وغاية الطالبين .. وأمل المحرومين
إذا عرفته .. فلن تلتفت إلى العبيد .. ولن تتعلق إلا بالعزيز الحميد
وبقدر خشيتك من الله .. يخشاك كل مخلوق لله
وبقدر خشيتك من غيره .. لا يبالي الله في أي وادٍ هلكتَ
قال الله : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ
يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) "
وكلما ازداد جهل العبد بربه تعالى .. ازداد عصيانه وخطؤه .. ولذلك قرن الله
المعصية
بالجهل : " إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا "
إذا علمت أن الله .. هو التواب .. الرحيم .. الغفور
فلا تستوحشك الذنوب .. ولا تحول بينك وبينك الكريم
بل ومبدل السيئة حسنـــة
ويفرح – كما يليق بجلاله –
ويحب – كما يليق بجلاله –
فلا تجعلن الذنوب عائقا بينك وبين الله
لأنك تعلم أنه غفور .. تواب .. رحيم
نشتاق إلى لقائه .. وإلى رؤيا وجهه
قال صلى الله عليه وسلم : " من أحب لقاء الله أحب لقاءه "
اللهم عرفنا بك فإنا محتاجون إليك .. لا غنى لنا عنك
اللهم علمنا خشيتك وحبك كما تحبه لنـا
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين
اللهم اصلح احوالنا وارضى عنا