لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


لن تعشقي غيري فأنتي فتاتي للكاتبة سيرين بوسيدون

مرحبا يا أعضاء ليلاس كيفكم يا بنات اليوم جبتلكم رواية قريتها وعجبتني كتير اتمنى تعجبكم للعلم الرواية منقولة ما تنسو الردود يا حلوات ......................الجزء الأولــ..

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-11, 01:53 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161988
المشاركات: 50
الجنس أنثى
معدل التقييم: sara94 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sara94 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Icon Mod 44 لن تعشقي غيري فأنتي فتاتي للكاتبة سيرين بوسيدون

 

مرحبا يا أعضاء ليلاس كيفكم يا بنات اليوم جبتلكم رواية قريتها وعجبتني كتير اتمنى تعجبكم للعلم الرواية منقولة ما تنسو الردود يا حلوات ......................الجزء الأولــ..








ماذا اكتب وكيف ابدا الموضوع .. لا استطيع التفكير بأي كلمة مناسبه
الامر صعب جدا .. لم اتوقع ان تحتاج رساله غراميه لكل هذا التفكير .. لقد تعبت حقا
افكر منذ ساعه ولم اضع اي حرف على هذي الورقه ..
كانـت كلوديا تفكر بصوت مرتفع وهي تحدث نفسها .. امسكت رأسها باحكام وصمتت للحضه
قبل ان تعاود الحديث مع نفسها كالمجانين
- لن اكتب سوى كلمة واحده .. لن استطيع خط رساله جميله مهما حاولت.. سوف اكتب له فقط
( أني احبـك ) ..فقط
وهذا فعلاً ما حدث .. كتبت الكلمه ووضعت اسمها في اخر سطر واغلقت الرساله بسرعه قبل ان تغير رأيهـا ..
بدا خطها سيئ للغايه ولاكنها لم تهتم .. لم تعد تريد التفكير اكثر
مضى على هذي الفكره اسبوع وفي كل ليله تحاول كتابة رساله لم تنجح
لانها كانت تشعر بان كل رساله خطتها كانت تافهه ومضحكه جداً ..
اخذت احدى الظروف الموجودة على الطاوله ووضعت الرساله فيه ثم كتبت عليه ( أدوارد )
ونضرت له مطولاً وهي تفكر .. ماذا ستكون ردة فعله ؟
هل سيتقبل الرساله .. هل ستحدث هذي المعجزه في حياتها ويبادله الشعور نفسه
سخرت من افكارها وقالت بصوت مسموع
- حسنا . ادوارد سوف يمزق الرساله اولاً ثم يرميها في القمامه ولن يأبه لها ابداً .
ان كانت تعرف هذا لمى تكتب الرساله اذن ..؟
- كي اقنع نفسي بان ادوارد هو المستحيل بعينه
كانت تفكر بالأسأله ثم تجيب عليها .. تعودت منذ صغرها ان تتحدث مع نفسها بصوت
مسموع واحياناً تنسى نفسها فتتحدث امام صديقاتها
كن يتعجبن في بادء الامر ولاكن بعد مرور فتره تعودن عليها وعرفن ان هذا شيئ
طبيعي بالنسبه لها .. حاولت مراراً التخلص من هذي العاده ولاكنها لم تنجح .
وضعت الظرف في حقيبتها وفكرت انها بالتأكيد لن تجد فرصه مناسبه لتقديم الرساله له غداً
ولاكنها سوف تاخذ الرساله معها على كل حال .. هكذا انهت هذي المهمه اللتي اخذت الكثير من وقتها
وطاقتها ..
سمعت بعد هذا امها تناديها للعشاء فقفزت من على الكرسي وركضة للمطبخ
حيث جلست على الطاوله وامها تضع اطباق الطعام امامها
بدأت الاكل قبل ان تجلس امها .. فهي كانت جائعه جداً
- هل انهيتي واجباتك ؟
نضرت كلوديا لأمها وقالت - نعم .. حسنا تقريباً
- لم تقومي بكتابتها اليس كذلك ؟
- حسنا امي سوف افعل ذالك بعد العشاء
جلست امها على الطاوله امامها وقالت بصوت حزين
- كلوديا الى متى تريدين ان تبقي هكذا ؟
- ماذا تقصدين بـ هكذا امي ؟
- انتي تعرفين ما اقصد .. اقصد الى متى ستبقين غير مهتمه بدراستك . انهى السنه الاخيره لك في الثانويه وانتي لا تهتمين
- امي سوف انجح .. كما انجح في كل سنه سوف انجح
- في كل سنه .. هذا ما يفرحك .. تنجحين في كل سنه وتكونين من العشره الاواخر هل هذا جيد لكِ؟
- لا احب الدراسه وانتي تعرفين هذا .. ولا استطيع فعل شيئ لهذا .. لقد قلت لك ان اترك وابدئ عمل مـا ولاكنك ..
صرخت الام بسرعه قبل ان تكمل كلوديا جملتها
-لقد قلت الف مره انك لن تعملي قبل انهاء الدراسه الا تفهمين ؟
- حسنا حسنا .. لقد فهمت .. دعيني أأكل الأن
صمتت الام وهي مستائه جداً من تفكير ابنتها بالدراسه وعدم مبالاتها في تحصيل اختصاص جيد
ولاكنها تعرف ان الوقت قد فات لجعل كلوديا تحب الدراسه .. لقد اهملت هذا الجانب كثيراً في ما مضى ولم تصر على كلوديا
يوماً ان تقوم بواجباتها ولا ان تكون مجتهده في دراستها .. كان جل اهتمامها كيف ستأمن مصاريف حياتهما بعد ذهاب زوجها ..
وهكذا بدت كلوديا تهمل كل شي وكرهت الدراسه بشدة لانها لم تكن ناجحة فيها ..
كانت تحصل على علامات سيئ جداً منذ الابتدائيه حيث ان امها كانت تمضي وقتاً طويلاً في العمل ولم تكن معها كثيراً
في تلك المراحل .. ولم يكن هناك احد بجانبها ليعلمها .. روزا تشعر ان كل ما يحدث مع كلوديا في المدرسه
هو بسببها ولهذا السبب هي لا تصر كثيراً على ابنتها في عمل شيئ لا تحبه ..
بعد الانتهاء من الطعام قالت روزا لابنتها عندما همت بالوقوف
- انتضري كلوديا .. لدي شيئ اريد التحدث بشأنه معك ..
نضرت كلوديا مستغربه لامها وقالت - ماذا هناك ..؟
وجلست بعدها لتنتضر ماذا ستقول امها
قالت الام بعد تفكير - سوف ننتقل من هنا ..
عقدة كلوديا حاجباها - ماذا .. ؟
- المطعم اللذي اعمل فيه سوف يقفل وهكذا فعملي قد انتهى هناك ..
ليس لدي ايضا مال كاف لدفع اجار هذا المنزل فكما تعرفين ان اجاره مرتفع بعض الشيئ وحتى اجد عمل جديد
يجب ان نغير سكنن..ويبدو الامر صعباً
- حسناً ..
هذا فقط ماقالته كلوديا
- اليس لديك شيئ تضيفيه ..؟
سألتها امها ..
- لا .. لا اعرف ماذا اقول ولاكن الم يكن يجب عليهم ان يخبروك باقفال المطعم قبل فتره اطول ؟
- لقد فعلو .. وانا لم ارد اخبارك بالأمر كي لا تنزعجي .. ولاكن عندما وجدت ان امر ايجاد عمل صعب جداً
وانني لن اتمكن من دفع اجار الشهر القادم قررت اننا يجب ان ننتقل
- انا موافقه امي .. صحيح ان هذا المنزل هو اغلى شيئ في حياتي حيث انني امضيت كل سنواتي هنا
ولاكنه ليس اغلى منك .. سوف اقبل بالعيش حيث تجدين منزل تستطيعين دفع اجاره
-لقد وجدت
استغربة كلوديا ونضرة لامها بأستفهام - بهذي السرعه ؟ ايـن ..؟
- حسنا .. انه ليس منزل .. بل هو .. ملحق
- ماذا يعني هذا ؟
- اعني انه ملحق لمنزل لأحدى صديقاتي .. قالت انهم لا يستخدمونه وسوف تقوم بتأجيره لنا
- ملحق .. اي انه قطعه من منزلهم .. ولاكن امي اليس من الصعب ان نسكن في منزل اناس أخرين؟
- لا..لا .. الامر ليس كذلك
كانت الام مرتبكه عندما تحدثت عن امر الملحق ولم تفهم كلوديا لما هذا التوتر كله
تابعة قائله - انه ملحق لمنزلهم صحيح ولاكنه بناء وله بابه الخاص وهو منعزل عن منزلهم .. انه فقط بجواره
- حسنا امي .. هل رأيته .. ان كان كما تقولين فلا مانع لدي .. فما دمنا سندفع الاجار
-بالطبع هو كذلك .. سوف يعجبك جدا .. وسترتاحين فيه جداً .
عند موافقة كلوديا اختفى التوتر من على ملامح روزا وبدت مرتاحه ..
حسنا ربما ضنت اني لن اتخلى عن هذا المنزل بسهوله وهذا ما اربكها في فتح الموضوع
هذا ما فكرة به عندما القت على امها تحية المساء وذهبة لتنام ..
دخلت كلوديا غرفتها و بقيت واقفه قليلا تنظر للحقيبه وهي تفكر هل من الصواب اعطاء ادوارد هذي الرساله
سوف تعطيها له ولن يحدث اكثر من ما يحدث الأن .. فهي تريد ان تقول له بما تشعر به حقاً نحوه .. هي تحبه
بشده منذ اول مره رأت فيها كان مختلف عن الجميع وكان هو الوحيد اللذي ترك فيها هذا الاثر .
مع انه لم يهتم بها يوماً ولم يبد عليه انه يراها اصلاُ ..
هكذا نامت وهي تفكر بأدوارد ونسيت تشغيل المنبه ..


في الغرفه المجاوره كانت روزا تجلس على السرير وهي تضع رأسها بين راحتيها وتفكر
في كلوديا .. ماذا ستفعل ان علمت حقيقة الامر .. كلوديا صاحبت مفاجأت ولا يمكن التنبأ
بما تفكر به .. لها في كل موقف رأي مهما كان الموقف متشابه ..
كانت الام قلقه جداُ ولم تكن تعرف هل ما تفعله صحيح ام خطاُ .. ولاكن مهما حاولت
فالمسأله خرجت عن سيطرتها وهي اعطت الموافقه و لن تعود عن ما قالته ..
سوف تتفهم كلوديا ذلك بالتأكيد .. لقد كان رحيل زوجها السابق صدمه كبيره وهي لن تتحمل
صدمة اخرى بكلوديا مهما حدث .. سوف تتمنى ان تسير الامور على خير ما يرام
خرجت الى الشرفه لترى ان المطر بدأ بالهطول .. لقد كانت زخات المطر بارده جداً وكان
نزولها على جسد روزا مميت .. فهي تكره المطر .. تكرهه منذ ذالك اليوم اللذي فارقت فيه زوجها
كلما امطرت كانت هي تتذكر ذالك اليوم اليائس اللذي حطم عالمها كله
ذاك كان بداية النهايه .. ولاكن الأن الامر مختلف بالنسبه لها .. سوف تنسى ..
سيغسل هذا المطر كل شيئ مرت به سابقاً .. سيمحي كل العذاب اللذي قاسته
سوف يمحي ذكرياتها عن ذلك المجرم اللذي عشقته ..
وفي حياتها القادمه لن تفكر بشيئ من ماضيها البائس وسترمي كل ما مرت به في هذا الفضاء الواسع
فهو يستطيع حمله دون ان يتعذب بعكسها هي ...
عادت الى سريرها وهي مبلله كلياً وارتمت في احضانه ودموعها تتشابك مع قطرات المطر اللتي غسلت وجهها
قالت وهي تدفن رأسها في الوساده اللتي تبللت كلياً
- هذا أخر يوماً سأبكي فيه عليك .. لن اتذكرك بعد الأن مهما حدث .. ارجوك لا تعد لأحلامي .. وكف عن تعذيبي ..
نامت بعد هذا كله ودموعها تبلل وسادتها ..

دخلت اشعت الشمس لتزعج نوم كلوديا اللتي وضعة الوساده على عينيها
وحاولت عدم الاستيقاض ..
ابعدت بعد ذلك الوساده قليلا لترى ان الساعه قد تجاوزة السابعه
اي انها تأخرت على موعد استيقاضها المعتاد
فقفزت بسرعه من على السرير ودخلت الحمام .. ارتدت ملابسها بسرعه
بعد ذلك ورفعت شعرها الاسود بأهمال ثم خرجة بسرعه لتجد ان امها لم تستيقض بعد
ولم يجهز الفطور .. لقد كانت متأخره بما فيه الكفايه وان اكلت لن تستطيع اللحاق بالحافله
لهذا سوف تستغني اليوم عن الفطور ..
جرت نحو موقف الحافله ولحسن حضها ان الحافله كانت ستسير لو انها لم تؤشر لها بالتوقف..
ركبت بسرعه وبحثت عن مقعد فارغ فوجدت ان صديقتها سارة قد حجزت لها واحداً
جلست بجوار صديقتها وهي تلتقط انفاسها بصعوبه
- لقد ضننت انكِ لن تأتي اليوم
- نسيت تشغيل المنبه وامي لم توقضني ايضاً ..
- أأه .. حسناً جيد انك لحقتي بنا في اخر المطاف
تحدثتا كثيراً ولاكن كلوديا لم تخبر ساره بموضوع انتقالهما ولا بترك امها للعمل
مع ان العادة تقتضي ان تقول كلوديا كل ما يحدث معها لساره مهما كان صغيراً
وصلتا اخيراُ للمدرسه وبدأت كلوديا يوماً دراسياً ممللاً كما تسميه دائماً ..
انتهت الحصص الثلاث الاولى وكانت كلوديا تشعر بالجوع الشديد
فهي لم تأكل شياً هذا الصباح ..
الان وقت الطعام سوف تذهب مع صديقتاها فيفيان وساره لمطعم الجامعه
ففي ثانويتهم ليس هناك مطعم ويسمح للطلاب لهذا السبب بشراء الغداء من الجامعه
لم تعرف كلوديا لماذا ولاكنها سحبت الرساله خفيه عن صديقتاها وخبأتها في جيب سترتها
عند ذهابهم للجامعه ..
لقد كان قلب كلوديا يدق بشده كلما اقتربو من الجامعه ..السبب في ذلك ان
ادوارد يدرس في هذي الجامعه .. انه في السنه الاخيره وتخصصه هو التجاره
لا عجب في هذا فـ هو ايضاً يعمل في شركة والده وان كانت الشائعات صحيحه
فـ هو مدير لشركه ما .. انه رائع .. كلما فكرة فيه تجد نفسها تبتسم بغباء وهذا الامر يحرجها جداً
لقد اعجبت به منذ اول مره رأت فيها .. انه وسيم للغايه بل يكاد يكون اوسم رجل رأته كلوديا في حياتها
لقد استغربت في ما مضى انه في السادسه والعشرون من عمره وهو في السنه الثالثه في الجامعه
بينما يقول الجميع انه الاكثر تفوقاً في فصله على الاطلاق ولم تترك الامر يمر هكذا بل سألت
حتى عرفت انه ترك بعد اول سنه جامعه له وغاب ثلاث سنوات حيث كان يعمل مع والده
وعاد ليكمل ما تبقى له منذ ثلاث سنوات ..
انه كبير بعض الشيئ .. وتصرفاته تجعل منه اكبر مما هو عليه .. فـ كلوديا لم تره ابداً يبتسم
ولم تره ايضاُ يتكلم كما يتكلم الشبان عادتًاًُ .. انه جامد وغير مبالي دائماً .. وفوق كل هذا
هو متغطرس لابعد الحدود .. ولاكنها تقول لصديقاتها دائماً ان من حقه ان يتكبر ويكون مغروراً فـ هو الافضل في كل شيئ ..
وصلتا للجامعه ودخلتا مباشرتاً للمطع حيث كان هناك طلاب كثيـرون جداً ..
ذهبة ساره لتطلب لهن ثلاث وجبات بينما راحت فيفيان وكلوديا يبحثان عن طاوله فارغه ..
عندما وجدا طاوله فارغه استأذنت كلوديا من فيفيان بالذهاب للحمام ..
ذهبت للحمام وهي تبحث بنظرها عن ادوارد علها تلمحه من بعيد ولاكنها لم تجده ..
- يبدو انه ليس هنا ..
هذا ما قالته عندما دخلت للحمام ..عند خروجها من الحمام كانت تضع يدها في جيبها وهي تمسك
بالظرف اللذي يحوي كل حماقتها وتهورها .. سارت خطوتان قبل ان تتوقف وهي تنظر له ..
انه هناك امامها بالضبط .. يستند على الحائط وبيده كتاب يقرأه..
كانت ملامح وجههِ هادئه جداً .. لم تره بهذا الشكل من قبل
لقد كان قلبها يدق الى درجة انها شعرت به يخرج من بين ضلوعها ..
امسكت الرساله بقوه وخافت من تفكيرها المتهور ..
هل ستعطي هذا الرجل الرساله ..يجب ان تتأكد .. فـ هو لا ينتمي الى هذا الجو ولا الى عالمها الصغير
هو مخيف بالنسبه لها .. سيكون افضل لو احبته من بعيد .. هذا ما فكرت به قبل ان تجر نفسها
لتتقدم نحوه .. كانت تشعر بخدر في اطرافها وبمغص وتحاول السيطره على نفسها كي لا ترتعش..
ايقنت انها ان فوتت هذي الفرصه ستندم كثيراً .. لهذ السبب تقدمت نحوه
لم يرفع نضره لها حتى وصلت واصبحت امامه مباشره ..
عندها فقط رفع نظره وليته لم يرفع .. كانت نظرته في بادء الامر عدائيه وبعدها انقلبت الى
عدم اهتمام .. حاولت اخراج الرساله بصعوبه ومدتها له
لم تقل كلمة واحده .. لقد حاولت ولاكنها كانت تحرك شفتاها فقط ولم يخرج صوتها ابدا
نظر شضراً للرساله الممدوده امامه ورفع عيناه لينظر لها بأنزعاج
هي الان حقاً خائفا .. ماهذي النظرات العدائيه .. لما يتصرف بهذي الطريقه
فليأخذ الرساله وينهي الامر .. ماباله .. لقد بدى الامر يصبح اصعب .. احست ان هذي الثوان كأنها ساعات
كانت نظراتها نحوه متوسله وكأنها تطلب منه ان يأخذ الرساله وينهي الأمر ..
ولاكن شيأ مماا ارادته لم يحدث ..
طال الامر بها حتى قفزت للخلف متفاجأ عندما ضرب ادوارد الرساله بعنف ليسقطها على الارض ..
بقيت صامته وهي تنظر للرساله الملقاه وبدت الدموع تتدفق بغزاره الى عيناها

الجزء الثــانيــ ..




كانت نظراتها نحوه متوسلة وكأنها تطلب منه أن يأخذ الرسالة وينهي الأمر ..
ولأكن شيء مما إرادته لم يحدث ..
طال الأمر فيها حتى قفزت للخلف متفاجئه عندما ضرب ادوارد الرسالة بعنف ليسقطها على الأرض ..
بقيت صامته وهي تنظر للرسالة الملقاة وبدت الدموع تتدفق بغزاره إلى عينيها
كان هناك مجموعه من الطلاب اللذين انتبهوا للوضع ويقو يتفرجون على
ما يحدث باستغراب .. هذا كان أسوا كابوس يمكن أن تكون كلوديا تخيلت حدوثه .. الطلاب المتفرجون في ازدياد
وهي ألان لا تستطيع التفكير بشيء .. لقد توقف عقلها عن التفكير
هذا شعور مروع .. لم تنظر لأحد من الطلبة ولم ترفع نظرها أيضا لإدوارد ..
ملأت الدموع عيناها وحجبت الرؤية عنها .. تريد الخروج من هذا الوضع بسرعة
استطاعت توقع أي شيء من ادوارد إلا أن يكون بهذي الحقارة
هل يحاول إذلالها .. لماذا ..؟ هو لا يعرفها أصلا .. هي لم تحاول التكلم معه من قبل حتى ..
لم تزعجه ولم تقترب منه من قبل .. لما إذن ..
أفاقت من تفكيرها عندما شعرت بهي يضع الرسالة في يدها ..
رفعت عيناها الدامعتين له وهي مصدومة .. نظر لها قليلا قبل أن يستدير ليذهب وهو يقول بنبره خاليا من اي شيئ
- توقفي عن إرسال هذي التفاهات .. لقد بدأت تزعجني حقاً..!
تفاهات ..؟ بقيت ألكلمه ترن في أذنها ..ما هذا الجحيم .. نظرت له وهو يسير مبتعد حتى وصل لأخر الممر واختفى بين الطلاب ..
هي ألان تريد العودة للبيت .. لغرفتها .. لا شيء أخر.. ولأكن هذا صعب
لن تستدير لتنظر للطلاب المجتمعين خلفها ..لن تتحمل نضرتهم .. لماذا يجب أن يحدث هذا لها
هي لم تفعل شيء يستحق كل هذا .. هل الاعتراف بالمشاعر جريمة .. كان يستطيع رفض الرسالة
بدون هذا كله ..
أجفلت حين شعرت بيد على كتفها فاستدارت بسرعة لتلتقي بنضرة شفقه على حالها
وكان يبدو على الفتاة أللتي أمسكتها أنها تريد المساعدة ولأكن كلوديا لم تترك لها مجال .. استدارت
بسرعة لتهرب من عيون الطلاب أللتي كانت مسمره عليها ..
عندما وصلت لباب ألجامعه الخارجي توقفت لتلتقط أنفاسها وهي تفكر لو أنها تعود كي لا يقلقا سارة و فيفيان عليها ولأكنها لن تستطيع .. لا يمكنها الكفاف عن البكاء .. أكملت طريقها نحو الثانوية
وكان الجميع ينظر نحوها .. مسحت دموعها عند باب الثانوية وحاولت التقاط أنفاسها علها تستعيد بعضاً
من هدوئها .. دخلت متجهه نحو فصلها وهي تنظر للأسفل طوال الوقت ولم تتجرأ على رفع عينيها ابدآ .. انتشلت حقيبتها بسرعة وهرولت نحو الخارج ..
شعرت بالأمان عندما أصبحت بعيده قليلا عن ألجامعه والثانوية .. كان الأمر مروعاً برمته وهي لن تستطيع إكمال اليوم في المدرسة ابدآ .. الآن سينتشر الخبر بسرعة
والجميع سوف يعلم .. هذا سيئ جداً .. سوف يسحرون منها بالتأكيد غداً .. عادت الدموع لتملأ عينيها بعد تفكيرها بوضعها الحالي ..
بقيت تسير في الخارج وهي لا تعرف إلى أين تذهب .. لن تستطيع العودة للبيت سوف يدفع هذا أمها للاستغراب والتساؤل عن سبب عودتها مبكراً .. وان عادة ألان
لن تستطيع إخفاء دموعها وصدمتها عن أمها .. يجب أن تهدئ قبل آن تعود للبيت .. ضلت تسير قليلا قبل أن تجلس على كرسي في إحدى الحدائق ألعامه ..
كان هناك الكثير من الأطفال اللذين يلعبون ويمرحون وصرخاتهم تملأ المكان .. بعضهم كان يلعب ويضحك والبعض الأخر كان يتذمر من أشياء تافهة جداً ..
ولأكن هذي هي الطفولة .. ليتها تعود طفله ولا تفكر بما سيحدث غداً .. رفعة رأسها وهي تحدق للسماء الصافية وكانت تشعر بتعب شديد من شدة البكاء والجري في ممرات المدرسة ..
- كل هذا حدث بسببي .. كان يجب أن أفكر قبل أن أخطو هذي الخطوة الحمقاء .. حسنا أعلن إنني حقاً فتاة غبية
ولأكن ألان يجب أن أهدئ واكف عن الدموع ..
كانت تحدث نفسها ولأكن بصوت غير مسموع وبدأت تمسح دموعها وهي تقف كي تعاود السير لمحطة الحافلات ..
وصلت أخيرا للمحطة ولأكن مع ذلك فهناك نصف ساعة متبقية على وصول الحافلة لذا جلست على مقعد الانتظار وعاودها التفكير بموضوع الرسالة ..
تذكرت فجئ كلام إدوارد لها (( كفي عن إرسال هذي التفا هات )) بحق الجحيم ماذا كان يقصد
أنها أول تفاهة ترسلها له .. لما يقول لها كفي وفوق كل هذا قال أن الأمر بدا يزعجه ..
كيف بدأ الأمر يزعجه وهي لم تقل له شيء من قبل .. انه إنسان مريض .. يحرجها ويجرحها بتلك ألطريقه لمجرد رسالة ..
كان يستطيع رفضها بكل سهوله .. الأمر سوف يجرحها بالطبع ولأكن على الأقل ليس ما فعله ألان ..
بدا الأمر صعب من ناحية أخرى أيضا .. ماذا سيقولون عنها غداً .. وبالتحديد لين الحقيرة ماذا سوف تنشر من إشاعات .. لن تكتفي بما حدث فقط
سوف تحاول جعلي سخريه لباقي العام مهما حدث ولاكني لن اترك لها ألفرصه .. تلك البائسة ..
استندت على الحائط وهي تفكر كيف ستوقف لين عند حدها وغفت بدون أن تشعر ..
كانت بين النوم وال يقضه عندما شعرت بيد تلمسها وتوقظها .. وقفة بسرعة وأسقطت حقيبتها من شدت الفزع .
نضرت حولها لتجد ثلاث فتيات ينضرن لها بسخرية ..
-ماذا هناك ..؟
قالت كلوديا بعدائيه واضحة ..
يبدو أن هذي الشقراء الجميلة أللتي تقف وسط الفتاتان هي من لمستها ويبدو أنها ليست جيده أيضا ..
نضرت الفتاة الشقراء لكلوديا باشمئزاز من رأسها حتى قدميها وابتسمت ابتسامه شيطانيه
- يبدو أن مراهقتنا الصغيرة ما تزل مصدومة من ردت فعل فارسها .. هل تعرفين انك حقاً حمقاء ولأكن جريئة جداً أيضا
بدا صوت الشقراء بالعلو شيء فشيء ..
- كيف استطعت تخيل أن ادوارد يمكن أن يقبل اعتراف حقير منك ..
علت بعد هذا ضحكه بشعة جدا من فمها أللذي كان جميلاُ عندما كانت صامته ..
وضحكن رفيقتيها معها أيضا .. الأمر ألان يبدو غريباً جدا بالنسبة لكلوديا ولأكن لما تقول هذي الفتاة هذي الكلمات الجارحة
بقيت كلوديا تنضر لهن باستغراب علها تتعرف على واحده .. ولأكن هذا لم يحدث هي لا تعرف الفتيات هؤلاء ويبدو أيضا إنهن اكبر منها سننا
لماذا يسخرونه منها إذن .. ماذا فعلت لهن .. بدت الدموع تتدفق إلى عينيها ولأكنها حاولت السيطرة على نفسها وعدم البكاء إمامهن ..
صرخت بوجه الفتاة الشقراء بعصبيه
_ ماذا تريدين مني .. ولما أنتي فرحه جداً بما حدث ..؟
بقيت الشقراء تحدق فيها بحقد ولأكن كلوديا لم تتحمل أكثر فسارت مبتعدة عنهم حتى وصلها أخر ما قالت
الشقراء و أللذي جعلها كالحجر لا تستطيع الحراك ..
_ اسمعيني جيداً .. ادوارد خطيبي ولن اسمح لكي بالاقتراب منه مره أخرى
خطيبي .. خطيبي .. بقيت ألكلمه تتردد في إذنها..
جيد أنها كانت تعطيهم ظهرها فلم تستطع بذالك الشقراء ملاحظة ملامحها البائس ..
هذا ما فكرت بهي كلوديا وهي تحاول الابتعاد عن هذا المكان .. فكرت أن تقول شيء قبل ذهابها ولأكن
لم يخطر أي شيء ببالها .. فحملت حقيبتها وجرت مبتعدة عن كل شيء ..
ركضت مطولاً وهي تبكي بشده .. لم تعرف لماذا أحزنها جداً أن يكون لإدوارد خطيبه..
هل كانت تتوقع أن تكون بينهم قصت حب حقيقية .. هل يمكن أن تكون بهذا الحمق ..
توقفت بعد مسافة طويلة عن المحطة وقررت أن تذهب للبيت سيراُ فهي لن تعود إلى المحطة مهما حصل
ومهما كان فبيتها أصبح اقرب لها من المحطة بعد الطريق أللذي ركضت ..
وهي تسير نحو البيت كانت تفكر بخطيبة إدوارد وكم هي جميله .. أنها تبدو من طبقه راقيه وغنية جداً
مثل ادوارد بالضبط .. حسنا هم متشابهان في كل شيء ليس في المال فقط ..
يملكان نفس الأخلاق وعدم المبالاة لمشاعر الآخرين .. سيكونان مناسبان جداً ..
أحزنها التفكير بهم على إنهما ثنائي جداً وبدت تمسح دموعها أللتي لم تتوقف ..
ولأكنها لن تكون حمقاء مره أخرى .. وحتى لو أرادت ذلك فإدوارد لن يترك فتاته الجميلة الغنية تلك
ليلتفت لها .. هي الحمقاء أللتي لا تعرف شيء من هذي الدنيا ..
وصلت أخيرا للبيت بعد عناءٍ طويل مع دموعها وتفكيرها المتعب .. وقفت أمام الباب لتمسح وجهها جيداُ
ودخلت بعد ذالك المنزل ..
كان المنزل هادئ جداُ ونضيف .. يبدو أن أمها خرجت ولم تعد بعد .. هذا أفضل شيء يحدث
لها في هذا اليوم الفظيع .. على الأقل لن تضطر لشرح منضرها أمام أمها ..
ذهبت بتثاقل نحو غرفتها وأغلقت الباب ورمت الحقيبة أرضا ..
أخذت ملابسها من الدولاب وتوجهت للحمام لتغتسل .. صدمها جداً منضرها في المرأة
تخيلت أن تكون الدموع قد سببت لها منضراً مريعا ولأكن ليس إلى هذا الحد
كانت تبدو كالشبح وعيناها محمرتان من الدموع .. تبدو مخيفا جداً .. هذا ما فكرت بهي
لم تعد تستغرب نضرات المارة لها .. كانوا ينضرون لها ويؤشرون عليها بأصابعهم وهم يتحدثون ..
_ أفضل شيء أن أمي لم تكن بالمنزل .. وإلا لكانت ارتعبت من منضري
ابتسمت بمرارة قبل أن تدخل لتغتسل ...
ارتمت على السرير وهي تلف المنشفة حول رأسها .. وتغطي فيها وجهها ..
لن تعاود البكاء..
سوف تنسى ما حدث وعند ذهابها غداً للمدرسة سوف تتصرف وكأن شيء لم يكن
وان حاول احد التحدث أو السخرية لن ترد عليه .. هذا فقط ما ستقوم بهي
وسوف يمر الموضوع .. وسينسى الجميع كما ستنسى هي ..
إدوارد سوف يكون شيء لم يكن أساسا .. لن تفكر بهي مجددا .. وان رأته سوف
تدير وجهها للجانب الأخر كي لا تنضر له .. أما فيفيان وسارة سوف تشرح لهم الموضوع فيما بعد..
أمسكت بطنها وهي تشعر بالجوع .. تذكرت أنها لم تأكل شيء منذ الصباح
لذا وقفت من على السرير وتوجهت للمطبخ .. صنعت لها وجبه وعندما وضعتها على الطاولة وبدأت الأكل
دخلت أمها المنزل .. بدت كلوديا مرتاحة بعد القرارات الصغيرة أللتي اتخذتها في غرفتها
وابتسمت لأمها وهي تجلس على الطاولة معها..
بدت روزا منشغلة في التفكير بعمق ولم تنضر لكلوديا حتى ..
قالت كلوديا باستغراب – ماذا هناك أمي ..؟ و صحيح .. أين كنتِ ..؟
رفعت روزا نضرها لأبنتها وقالت وهي تحاول أن تكون غير متوترة – لقد كنت ابحث عن عمل ..
_ ما بك أمي ؟؟ منذ أن تركتي العمل وأنتي دائماً شاردة الذهن .. ليس هناك داع للقلق
سوف تجدين عملا بأسرع وقت صدقيني ..
_ أوه .. نعم عزيزتي بالطبع هذا ما سيحدث .. كنت أفكر قليلا فقط
لم يقنع هذا الأمر كلوديا ولأكنها لم تصر على أمها أكثر .. يبدو أن تفكير أمها فيها يجعل الأمر صعب
وهي حزينة لهذا .. على الأقل هذا ما ضنت انه يحصل ..
عاودت روزا الحديث بعد برهة من الصمت ..
_ صحيح .. نسيت أن أخبرك أن تبدئي بحزم أمتعتك من اليوم .. سوف ننتقل بعد يومان
_ ماذا .. ولأكن بقي على نهاية الشهر أكثر من أسبوعان .. الم تقولي انك دفعتي اجأر هذا الشهر..؟
_ نعم هذا صحيح .. ولأكن المالك لهذا المنزل وجد شخص يريد شراء البيت وقال انه سوف يعيد نصف اجأر هذا الشهر لنا ..
_ ولأكن هذا ليس من حقه ..
_ كلوديا .. لقد طلب مني بلطف ولم أرى أن هناك ما يمنع .. لا تكوني لئيمه هكذا
الشقة الجديدة جاهزة .. ونحن لن نحمل من هذي الشقة إلا إغراضنا الشخصية فالأثاث ليس لنا ..
سوف تأتي غداً شاحنه لحمل الأشياء للمنزل الجديد كوني جاهزة .. ولا داعي لذهابك للمدرسة غداُ
_ حسنا .. سوف ابدأ من الآن ..
كان ما قالته روزا لكلوديا مفرح جداً .. أنها لن تضطر للذهاب غداً للمدرسة وان تكون أمها من طلب هذا
هو شيء رائع .. سوف تذهب لجمع وحزم إغراضها لتنتقل للبيت الجديد ..
_ حسنا على الأقل هناك شيء جيد حدث اليوم ..
عند حلول المساء ألقت نضره على هاتفها أللذي كان مغلق فوجدت خمس رسائل وإحدى عشر اتصالا
من فيفيان وسارة .. ولأكنها لم تجب عليهم وأغلقت الهاتف مجدداُ .. لم يكن مزاجها يسمح لها بالحديث عن ما حدث
اليوم .. وهكذا أكملت يومها بعدم التفكير بأي شيء أخر سوى الانتقال ..

_ الآن انتهى كل شيء .. هذا ما قالته بعد يومان من العمل الشاق في حزم أمتعتها هي وأمها..
لقد أصبح البيت ألان غريباً عنها .. بعد أن حملوه كل إغراضهم أللتي كانت تميز منزلهم
للشقة الجديدة .. سوف ينتقلون إلى هناك بعد عودتها من المدرسة مباشرتا .. لم تكن تريد الذهاب للمدرسة
ولأكنها لم تقل هذا لأمها لأنها تعرف أن روزا لن تسمح بهذا أبدا .. لقد تغيبت يومان وهذا كاف جدا بالنسبة لأمها..
سيضن الجميع ألان إنني كنت اهرب من مسألة الرسالة .. ولأكن هناك بعض الصحة في ضنهم وهذا لن يهم ..
لقد غير يومان الأجازة تفكيرها وأراحاها جداً ..
كانت متأخرة عن الحافلة لذا عند دخولها الحافلة الأخرى لم تكن سارة موجودة هناك ..
أراحها الأمر بعض الشيء فلقد وجدت أنها لم ترد الحديث عن الأمر بعد ..
عند دخولها الثانوية كان بعض ألطلبه ينضرون لها باستغراب عند مرورها قربهم
وكان البعض يتهامس عليها .. تصنعت عدم المبالاة ودخلت لفصلها ..
يبدو أن الدرس الأول فاتها لان الصف كان فارغاً .. وضعت حقيبتها في مكانها وجلست تنتظر سارة فيفيان
ولم تستدر عندما سمعت خطوات تدخل للصف وبقيت تلعب في هاتفها المحمول ..
صدمها صوت لين لم تتوقع أن تكون هي من دخلت .. ولم تكن مستعدة لها بعد .. لين تكرهه كلوديا
يشده لأنها كانت الفتاة المميزة في فصلها بسبب خفة دمها وقلبها الطيب .. وكان الأمر هذا يجعل كرهه لين الفتاة
الغنية المتعجرفة أللتي لا تحض بصداقات إلا عن طريق إعطاء المال يزاد .. وبين لين وكلوديا كان هناك مشادان
كلاميه دائمة وأبديه .. ويبدو أن هذي هي فرصة لين لكي تثأر الآن ..
قالت بصوت ساخر – اااه .. لقد جاءت العاشقة أخيرا .. هل استطعت أخيرا تقبل رميك بتلك ألطريقه الرائعة من قبل إدوارد ..؟
ضحكة بعدها بقوه حتى أجبرت كلوديا كي تستدير لتواجهها .. وقفت كلوديا تنضر لها بغضب ولم تستطع قول أي شيء
_ ماذا ..؟ أليس ما أقوله حقيقة ..؟ أنا اسأل فقط ولم اقصد أن أجرحك أبدا .. فأنا اعرف أن جرح ادوارد مازال طرياً
_ توقفي ليـن ..!
قالت سارة بحده وهي تدخل الفصل بصحبة فيفيان ..
_ اتركي كلوديا وشأنها .. اعتقد انك سمعتي ما طلبته المدٌرسة جوليا ولا داعي لأخبارها بشي صحيح ..؟
نضرت لين لهن بحقد واستدارت لتخرج من الصف ..
كلوديا كانت مصدومة الآن .. لقد أسعدها أن لين تركتها وشأنها لأنها ألان لن تستطيع أن
تقول لها أي شيء .. ليس لديها ألقدره على الحرب الكلامية مع لين ..
مقالته سارة غريب .. ما أللذي طلبته المدٌرسة جوليا .. الأمر يبدو سيئا جدا
_ لقد قلقنا عليك جداً لان لم تجيبي على الهاتف ..
_ حمدا لله انك بخير ..
احتضنت سارة و فيفيان كلوديا وبدأ إنهما كانتا قلقتان جدا عليها ..
بعد أن طمأنتهما أنها بخير جلست وسألت بخوف
_ ماذا تقصدان بطلب ألسيده جوليا ؟
نضرت سارة لـ فيفيان ولم تقل شيء لذا تحدثت فيفيان عنها
_ لقد طلبت .. جوليا .. من الجميع أن لا يتكلم احد بموضوع الرسالة
_ وكيف عرفت هي بموضوع الرسالة ..؟
سألت كلوديا بيأس ..
_ حسنا .. منذ أن حدث الموضوع وحتى الأمس كان الجميع يتحدث بهي .. لذا تسبب الوضع بشجار بين لين
وسارة .. وتدخلت جوليا فعرفت السبب .. وأمرت أن يكف الجميع عن التحدث بالموضوع ..
كانت سارة تنضر للأسفل و فيفيان محرجه جدا من كلوديا ولأكنهما استغربا عندما ضحكة كلوديا
_ حسناُ مع أن الوضع محرج جداً .. ولأكن هكذا أفضل .. شكرا سارة
_ انأ أسفه بحق كلوديا . ولاكني لم استطع منع نفسي عندما رأيت أن ليـن تنشر الموضوع للجميع
_ لا عليك .. أنا من يجب أن يعتذر .. ويجب أن أشكرك أيضا ..
_ لا داعي .. ولأكن هل تريدين إخبارنا بشيء الآن ؟
فهمت كلوديا إنهن يردن الحديث عن غبائها ولأكنها لم ترد ذالك وبالذات ليس في الفصل
لذا طلبت منهن عدم ذالك .. _ لا .. ليس الآن على الأقل ..
_ كما تريدين .. المهم انك بخير الآن ..
... عند انتهاء اليوم الدراسي وعندما توقفت الحافلة أمام منزل كلوديا رأت سيارة فخمه جداً تقف بباب بيتهم
ولم تعرف لمن هي .. تجاهلتها ودخلت للمنزل لترى أمها بانتظارها أمام الباب ..
_ لقد تأخرتِ .. أين كنتِ ؟؟
قالت لها أمها وهي منزعجة..
_ لم أتأخر الحافلة فقط تأخرت قليلا .. ولأكن لما ؟
_ قلت لكي في الأمس أننا سننتقل اليوم للبيت الجديد .. إلا تذكرين
_ بلا .. ولأكن لم اعرف أن علي الإسراع .. وفوق هذا ماذا تفعل تلك السيارة الفخمة أمام المنزل ؟
_ لقد أرسلتها صديقتي كي توصلنا .. هيا بسرعة تعالي
لم تترك روزا المجال لكلوديا بالاستفسار أكثر وهكذا سحبت ابنتها وجلستا في المقعد الخلفي للسيارة أللتي
لم ترى كلوديا مثلها من قبل ..
_ أمي هل صديقتك تلك غنية جداُ ..؟
استغربه روزا سؤال ابنتها ولأكنها لم تجب سوى بهز رأسها علامة نعم
نظرة كلوديا للسائق أللذي كان يبدو وكأنه من فلم قديم لعائله غنية .. ملابسه لا تشبه ملابس الأناس ألان
لم تعرف كلوديا أن هناك خدم مازالوا يرتدون هذي الأزياء القديمة ..
نظرت بعد هذا للشارع أللذي كانوا يسيرون فيه .. انه شارع لم تره من قبل وهو بعيد عن منزلهم ..
يبدو وكأنه في بلد أخر .. فالمنازل فيه لا تشبه أبدا المنازل أللتي اعتادت كلوديا على رؤيتها ..
أنها كبيره جدا وفخمه للغاية وأمام كل منزل مساحه كبيره فيها برك سباحه وتحف كبيره وطاولات وأشياء
كانت كلوديا تراها فقط في التلفاز ..كان المنظر رائع بالنسبة لها .. الشمس كانت تغيب وهذا كان يضفي على القصور هذي
لمستاً سحريا خاصة .. بعد طريق طويل توقفت السيارة أمام مكان كبير لم يكن يبدو منزلا .. كان هناك بوابه كبيره جدا
وفي داخلها سلالم طويلة تتعبك فقط بالنضر لها .. نزلت كلوديا وأمها من السيارة وسارة السيارة بطريقها بعد ذلك ..
وقفتا أمام البوابة وبقيت كلوديا مصدومة من حجم هذي البوابة .. نظرت بعد هذا لأمها ووجدتها تضغط على ارقام موجوده
في وسط البوابة وعندما انتهت فتحت البوابة ..
ابتسمت كلوديا وقالت بمرح – يبدو انك تعرفين هذا المكان جيداً ..
ارتبكت ألام وقالت – حسنا .. نوعاً ما
ودخلت بعد هذا تتبعها كلوديا ..
_ أمي لا استطيع تخيل نفسي أتسلق هذي السلالم كلها ..
_ تحركي كلوديا أنها طويلة ولأكن هذا فقط الآن ..
لم تفهم ماذا كانت تقصد أمها ولأكنها بقيت تفكر.. أن كانت ستعيش هنا فهي ستموت بعد أسبوع بسبب هذي السلالم
ضحكة بعد هذا وبدأت في صعود السلم ..
بعد عناء طويل وصلتا للمكان المطلوب وهما تتنفسان بصعوبة ..
_ حسنا .. لو لم تكوني أمي لقلت انك جئت بي إلى هنا لتعاقبيني .. هذي السلالم قاتله حقاُ
ابتسمت لها روزا بفرح وسارت إمامها .. سارت كلوديا خلف أمها وهي مصدومة من هذا المكان الغريب
والذي لم ترى بروعته من قبل .. انه ممتلئ بالزهور .. هناك طريق يؤدي إلى باب كبير لقصر رائع لم تتخيل كلوديا دخوله شيء مثله في حياتها .. ولأكنها توقفت في منتصف الطريق لتنضر إلى الإزهار أللتي كانت تملئ المكان .. بحيث انه ليس هناك مكان للسير فيه بينها غير هذا الطريق .. كانت هذي أروع حديقة رأتها كلوديا في حياتها.. يبدو أن ساكنين هذا المنزل يعشقون الأزهار أكثر من أي شيء أخر في الدنيا .. الأمر صعب عليها ألان
كل شيء هنا رائع وتحتاج لوقت طويل كي تتأمل هذا الجمال كله ولأكنها قررت ترك هذا لوقت أخر
وذهبت لأمها الواقفة أمام باب القصر .. طرقت الباب وبعد برهة فتحت فتاة شابه الباب لتنظر لهم بابتسامه لطيفه جداً
وقالت بلطف أكثر – تفضلا سيداتي .. السيدة بانتظاركما ..
من ملابسها فهمت كلوديا أنها الخادمة .. حزنت كثيراُ لان هذي الفتاة تبدو بسنها أو اكبر منها بقليل وهي جميله ولطيفه
ومع هذا تعمل خادمه .. سارتا في ممر طويل وجميل حيث فيه تحف وأشياء جميله جدا وبدأت كلوديا تشعر أنها
في احد القصور للعصور الوسطى .. وكأنها دخلت عالم للسحر .. أخيرا يبدو إنهما وصلتا لقاعه كبيره حيث هو المطلوب منهم الجلوس فيها.. لم تنتبه كلوديا للمرأة أللتي كانت تجلس على احد المقاعد الكبيرة والتي كانت تجعل منها صغيرة الحجم ..
لفت انتباه كلوديا سفينة كبيره في الطرف الأخر من الغرفة فتقدمت لتقف أمامها .. لقد كانت السفينة كبيره جداً ويبدو أنها من الفضة
وفيها زخرفات بأشياء تلمع تبدو كأنها الماس أو شيء من هذا .. ابهرها منظر السفينة فلم تستطع سوى التحديق فيه
حتى جاءها صوت أمها ..- كلوديا الم تكتفي بعد من النظر ؟؟
استدارت لأمها وصُدمت عندما وجدتها تجلس بجوار السيدة أللتي انتبهت لوجودها للتو ..
فسارت نحوهم وهي محرجه جداً ..
_ أسفه حقا لم انتبه ..
تكلمت ألسيده صغيرة الحجم أللتي كانت تبدو اكبر من أمها ولأكنها تملك وجها نبيلا جدا
_ لا عليك صغيرتي ..
نظرت لروزا بعد هذا وسألت بابتسامه هادئة جداً
_ أنها فعلا كما وصفتها .. اعتقد أن كلوديا هو فقط ما يناسبها منذ أن كانت طفله
استغربت كلوديا هذا الحديث ونظرت لأمها مستفسرة ..
قالت روزا للسيدة – حسنا كميليا اعتقد أن هذا صحيح بعد كل ما حدث ..
وبعدها أشارت لكلوديا بالجلوس قربها ففعلت ذلك
_ هذي هي صديقتي كاميليا .. حسنا هي من أعطاك اسمك .. لقد رأتكِ فقط عندما كنتِ طفله
أنها اقرب صديقاتي وأغلاهم .. سوف نمكث في الملحق الخاص بمنزلهم .. القي التحية
_ مرحبا سيدتي ..
قالتها بحرج فهي لم تعتد على هذي الأجواء أبدا .. وكانت تريد أن ينتهي الوضع لتذهب لبيتهم الجديد ..
أن ألسيده كاميليا مختلفة جداُ عن ما كانت تفكر بهي .. هي سيدة يبدو عليها النبل .. وكأنها من سيدات المجتمع الراقي سابقاً..
حسنا اسمها كاميليا انه اسم زهره واسمي أيضا اسم زهرة وهي من أعطاه لي .. يبدو أنها سبب تلك الحديقة خارجاً ..
سيدة مجتمع راقي مولعة بالزهور .. هذا جيد للغاية ..
تكلمت ألسيده كاميليا قليلا مع كلوديا قبل أن تأخذهم هي وروزا أحاديث الماضي وأحاديث عن أشياء لا تعرف عنها كلوديا
لذا بقيت تنظر للغرفة أللتي كانوا يجلسون فيها وهي صامته ..
أتت الخادمة الصغيرة مجدداً لتقدم لهم القهوة والحلوى .. وخرجت بعدها ليدخل احدهم لغرفت الضيوف من الباب أللذي
يقع خلف مقاعدهم .. كانت كلوديا ستتخيل أن يدخل أي شخص ممكن لهذي الغرفة سواه
_ أمي .. هلي بلحظه ..؟
وقفت كلوديا بسرعة من هول الصدمة أللتي لم تكن تتوقعها حتى بأحلامها .. اثأر هذا استغراب أمها والسيدة حيث إنهن نظرن لها
بتعجب من ردة فعلها الغريبة .. استدارت بسرعة لتلتقي بتلك النضرات الفارغة نفسها
لقد مر طيف تعجب على عينيه ولأكن هذا لم يدم سوى ثواني .. ثواني لا أكثر قبل أن يعيد النظرة القاتلة أللتي لا تفارقه ..
نظرت اللامبالاة بأي شخص .. وكأنه الوحيد أللذي يستحق الاحترام في العالم ..
شعرت الآن فقط أن هذا هو الجحيم بعينه .. لم تستطع سوى الحملقة فيه وهو لم يفعل شيئا سوى التقدم ليتكلم مع أمه
هذا كابوس بالتأكيد .. لا يمكن للقدر إن يكون ضدها إلى هذي الدرجة ..
الجزء الثالث



إدوارد في هذا المنزل وفي الغرفة هذي أللتي تجلس فيها هي ..لم تستوعب المسألة ..
بدأت تفكر ما ألذي أتى بهي إلى هنا .. هل يعقل أن يحدث هذا .. والآن .. بعد ما حدث بينهم ..
شعرت الآن فقط أن هذا هو الجحيم بعينه .. لم تستطع سوى الحملقة فيه وهو لم يفعل شيئا سوى التقدم ليتكلم مع ألسيدة كاميليا ..
هذا كابوس بالتأكيد .. لا يمكن للقدر إن يكون ضدها إلى هذي الدرجة .. هي تريد الآن الاستيقاظ من هذا الكابوس المرعب ..
ولأكن هذا لا يمكن حدوثه لان الشيء أللذي يحدث أمامها الآن هو حقيقي مائه في ألمائه .. كانت مصدومة للغاية
فلم تكن تشعر بوضعها أللذي اثأر استغراب أمها والسيدة كاميليا اللاتي بدأن ينظرن لها مطولا ..
ولأكن هو لم يكن مستغرباً من شيء .. لما ..؟ هل وجودها شيء طبيعي هنا ..؟ ما باله وكأنه شيء لم يحدث
على الأقل ليُظهر بعض الانزعاج ..
ندهتها أمها ولأكنها لم تنتبه لذا أمسكت بيدها وحركتها فانتفضت بسرعة ..
_ كلوديا .. مآبك ما أللذي حدث ..؟
قالت روزا هذي الكلمة فأعادت كلوديا لعالمهم و كم كانت محرجه من وقفتها كالبلهاء وهي تحدق بإدوارد ..
أشاحت بسرعة بوجهها عنه ووهي تشعر بالتوتر الشديد .. ماذا ستقول لأمها والسيدة كاميليا
اللتان ينتظران منها سبباً لصدمتها الكبيرة ..
_ أهلا بكِ سيدة روزا .. مر وقت طويل .. كيف حالك ..؟
لقد أنقذها .. هل فعل هذا متعمداً لأنه شعر بحرجها الشديد أم انه فقط انزعج من الانتظار ..؟
لا يهم المهم أن هذان المرأتان أبعدتا نظرهن عنها وتحول الحوار مع إدوارد ..
انه يبدو مختلف قليلا مع أمها .. لم يبتسم ولأكن على الأقل هو محترم ويتكلم معها بسلاسة .. يبدو انه يعرفها
من قبل .. لو أن أمها تكلمت مره واحده عن صديقتها هذي وابنها لكان الحال مختلف الآن .. لو أنها تعرف أن الملحق أللذي
سوف يمكثون فيه هو لعائلة إدوارد لما قبلت بهي مهما حدث .. ولكن ماذا ستفعل الآن ..؟ كيف ستشرح الوضع لأمها ..
وهي لن تستطيع العيش بملحق عائلة ادوارد حتى لو لم تلتق بهي .. هذا يشعرها بالإذلال حقاً ..
عادت أفكارها لهم عندما شعرت أنهم يتحدثون عنها .. أشارت أمها نحوها وهي تكلم إدوارد ..
يبدو أنها تقدمها له .. يا ألهي هل يجب أن تلقي عليه التحية .. هي لا تريد . .
جاء صوته فجئ عميقا وهو ينطق باسمها .. لقد عشقت اسمها حقاً بعد أن خرج من بين شفتيه ..
_ كلوديا .. أليس كذلك ..؟
نظرت له بسرعة بعد أن نطق اسمها وكأنه يتأكد ..
قالت أمها بابتسامه - هذا صحيح .. هل كاميليا من أخبرتك ..؟
كلوديا كانت تنظر له تارة ولأمها تارةً أخرى .. لقد استغربت أن يعرف اسمها
ولأكن ما قالته أمها كان أفضل تحليل قبل أن يجيب هو عن سؤال روزا
_ لا ليست كاميليا من اخبرني .. فابنتك تدرس في الثانوية المجاورة للجامعة أللتي ادرس أنا فيها ..
استغربت إجابته .. كيف عرف اسمها .. هو لن يسأل عنه بالتأكيد ..
فكيف عرفه ..؟
_ كلوديا ما بالك عزيزتي ..؟ هل هناك شيء ..؟
نظرت لهم وقررت أن تتمالك نفسها حتى تذهب للبيت الجديد وسوف تفكر هناك بكل شيء على راحتها
_ لا .. لا شيء أمي .. اشعر ببعض التعب لا غير ..
ثم أجبرت نفسها على الابتسام ..
قالت السيدة كاميليا بقلق – هل تشعرين بالجوع ..؟ أم انك مريضه ؟
شعرت كلوديا بالخجل من قلق السيدة عليها خصوصا أمام إدوارد أللذي نظر لها بارتياب وبعد هذا
استأذن منهم وخرج .. لم تره يقول لأمه شيء بالرغم من انه جاء إلى هنا ليحدثها ..
حسنا ليس هذا الوقت لتفكر بمسائل ادوارد .. يجب أن تعود لطبيعتها قبل أن تشك أمها أن هناك شيء
هذا أن لم تكن قد شكت وانتهى الأمر .. جلست كاميليا وروزا وانتظرتا كلوديا كي تجلس هي الأخرى أيضا..
عندما جلست نظرن لها وسألتها أمها بقلق – كلوديا هل هناك شيء تخفينه عني ؟
كانت السيدة كاميليا أيضا تبدو قلقه كأمي .. أنها حقاً إنسانه رائعة ..
هي لا تشبه ابنها أبدا .. كيف يمكن أن يكون لأحدٍ أما مثل السيدة كاميليا ويكون بتحجر إدوارد ..؟
بعد تفكيرها هذا وهي تنظر نحو السيدة كاميليا قالت لأمها بابتسامه متوترة
_ لا ليس هناك شيء .. حقاً اشعر ببعض التعب .. لقد جئتِ بي من المدرسة مباشرتا إلى هنا
أريد فقط أن ارتاح قليلا .. هلا ذهبنا ..؟
شعرت بالحرج بعد ما قالته .. بدت كأنها منزعجة من الوضع ويبدو أن السيدة كاميليا
شعرت بتأنيب الضمير إذ أنها
ابتسمت لها وقالت بهدوء – أنا أسفه عزيزتي إذ إني لم انتبه على انك تعبه ... لقد أخذنا الحديث
انا و امك و نسينا انك تحتاجين للراحة ..
_ لا عليك كاميليا .. ليس الأمر سيء لهذي الدرجة .. أراك لاحقا .. سوف نذهب الآن ..
كلوديا ابتسمت بود للسيدة ووقفت كي تسير امام أمها ..
ولاكن لم ينتهي بعد حديث السيدة كاميليا إذ أنها قالت قبل أن يخرجا
_ روزا لا تنسي ان تأتي مع كلوديا للعشاء .. سوف ننتظركم ..
نظرت كلوديا لأمها متوسلة ان ترفض ولأكن الأم لم تفعل ذلك بل ابتسمت وقالت
_ حسناً لن ننسى ..
وخرجت بعد ذلك خلف ابنتها أللتي كانت تسير بسرعة وهي تشعر بالتوتر الشديد
_ كلوديا انتظري لما أنتِ مسرعه .. ليس من هذا الطريق ..
توقفت كلوديا واستدارت لتواجه أمها – من أين إذن
نظرت روزا لها متفحصه وقالت بحده – تعالي خلفي بسرعه
سارت كلوديا خلف امهـا وهي مستغربه من الطريق اللذي ذهبا منه .. لم يخرجا من الباب الخارجي
رغم ان البيت أللذي سيسكنون به هو ملحق .. إذن يجب ان يكون في الخارج ..
بعد طريق طويل وممرات كثيرة هناك باب خلفي لهذا القصر العجيب .. اللذي مهما نضرت له تجد
شيء جديد لم تكن قد رأيته سابقاً ..
خرجت روزا وتبعتها كلوديا لممر خارج القصر .. كان في أخر هذا الممر باب لبيت لم يكن بالتأكيد هو الملحق
لأن هذا البيت كان بحجم بيتهم السابق تقريباُ ولأكنه أجمل منه بكثير ..
بنائه رائع ولا يمكن ان يكون ملحق فقط .. ولأكن كان هو البيت اللذي سيسكنون بهي
فلقد فتحت امها الباب في المفتاح اللذي كان بحوزتها ودخلت امام كلوديا ..
تبعتها بعد ذلك لترى ان هذا المنزل من الداخل رائع جداً .. انه اجمل من منزلهم السابق بكثير ..
كيف يكون أجاره اقل .. ماللذي يحدث هنا ..؟
استدارت لأمها اللتي جلست على احدى الأرائك الموجوده في زاوية المنزل
وقبل ان تبدء تساؤلاتها حول المنزل سألتها روزا بحده – ما اللذي حدث لكِ ..؟ لا تقولي لا شيء .. لم تكوني طبيعيه ابداً
بقيت صامته للحضه ولم تعرف بما تجيب امها ولاكنها قررت ان مسأله ادوارد قد انتهت وهي لن تقول لأمها شيء
وهي الان تريد ان تفهم ما يحدث داخل هذا القصر اللذي لا ينتمون له ابداُ هي وامها ..
_ لم يحدث لي شيء .. لقد قلت انني متعبه فقط واستغربت وجود ذلك الرجل هنا فقط
_ ذلك الرجل تقصدين أدوارد .. لما استغربتي وجوده .. بل لما صُدمتي ان اردنا ان نقول ما حدث لكِ حقاً ..؟
_ لم اصدم .. استغربت فقط اننا سنعيش لديهم ..
_ سأقول انني اصدقك مع اني اشعر بانك تخفين شيء ما ..
_ امي دعينا من هذا الان .. اريد ان افهم كيف تستطيعين دفع اجار هذا المنزل ولا تستطيعين دفع اجار منزلنا
لا افهم ما اللذي يحدث هنا .. هذا المكان .. يا ألهي اشعر انه يحتاج لملايين الدولارات لدخوله فقط ..
هل طلبت منك السيدة كاميليا ان نعيش هنا على حسابها ..؟ انتي لا تدفعين لها اجار هذا المنزل اليس كذلك ..
ان كان الأمر كذلك لما لم تقولي لي ..؟
_ هل انهيتي تفاهاتك ..؟
لقد صدمت هذي الكلمة كلوديا للغايه .. لما تبدو امها غاضبه جداً منها ..؟
لم تقل شيء سيء هي تسأل فقط .. ربما كان صوتها عالياُ ولاكنها ما تزل متأثره بالكارثه اللتي حلت بها
لا يمكنها ان تعيش في منزل ذلك الوحش وفوق هذا كله تعيش عندهم لانهم لا يملكون المال ..
هذا فضيع .. فضيع جداً .. يجب على امها ان تقول شيئاً ..
_ نعم .. ان كنتي ترين ان ما اقوله تفاهات فقدمي ما لديك ..
وقفت روزا امام ابنتها وكانت نضرتها بها شيء من الغضب
_ اولا تكلمي معي باحترام فأنا امك على كل حال ..
لقد اصابت هذي الكلمه كلوديا بالخجل .. هذي هي المره الأولى اللتي ترفع فيها صوتها على امها
يجب ان تترك هذا النقاش الان وتذهب لتستريح قبل ان تقول شيء تندم عليه فيما بعد
نظرت قليلا لأمها تنتظرها ان كانت ستقول شيء ولاكن روزا لم تقل شيء بل بقيت مشيحة بوجهها عن كلوديا
_ سأذهب لأستريح
لم تجب روزا على هذا القرار اللذي بدى هروباُ من الوضع وذهبت روزا لغرفتها..
بينما قررت كلوديا الخروج والوقوف امام المنزل .. كانت تريد استنشاق بعض الهواء فهي تكاد تختنق من كل هذا ..
عندما خرجت كان المساء قد حل والسماء مليء بالنجوم من هذي البقعة العالية ..
ان المنظر مبهر .. بدت تتمشى في الحديقه اللتي تفصل بين الملحق والقصر .. كانت تختلف عن حديقة الزهور في الجهه الاخرى
فهذي حديقه عاديه .. هي كبيره وفيها اشجار كثيره ولاكن هناك مساحه كبيره للسير فيها .. يبدو انها تستعمل للرياضه
لان هناك في اطرافها ادوات للتنس وكرة قدم واشياء رياضيه اخرى ..
جلست في وسط الحشيش وبعدها القت برأسها للخلف لتنضر للسماء ..
بدت تفكر بحريه اكثر .. الان فقط اقتنعت ان أدوارد يسكن هنا .. ادارت وجهها لتنضر الى قصرهم ..
_ يبدو ان الامر سيكون صعباً .. امي لديها شيء هنا .. هي تخفي شيء عني
ولاكني اشعر انها خائفه من شيء ما .. ماذا عساه يكون هذا الشيء ..؟
انها مشكله لا.. استطيع التفكير هكذا انا مشوشه تماما ..
اما الكارثه الاخرى اللتي لا اعرف ماذا افعل بها هي أدوارد اللذي لا اعرف ماذا يفكر الان ..
هل يمكن ان يفكر انني جئت الى هنا للحاق به ..؟ لا يعقل فأن أمه بالتأكيد قد اخبرته بموضوع امي .. هذا ان كان
قد اهتم بالموضوع وسأل اصلا .. لم استطع ان انظر بوجهه ومجرد القاء التحيه مستحيل
كيف سأستمر بهذا .. لا ... لايمكن ان افكر بهذي الطريقه
لست سعيده ابدا برؤيته مجددا .. لا اريد ان اشعر هكذا يا الهي ارجوك ساعدني ..
احست بحركه من بعيد فنهضت بسرعه و استدارت لمصدر الصوت .. كان هو.. انه أدوار قد خرج للتو من الباب الخلفي ايضاً
يبدو ان هذا الباب هو الاكثر استعمالا هنا من تلك السلالم القاتله ..
كان يتكلم مع احدهم على الهاتف وكان صوته عالياً ويبدو ان هناك مشكله اذ انه قال بعصبيه
_ أنا أتن حالا لا تفعلوه شيئا قبل وصولي ...... اسمع لا تقل لأبي شيء ... لقد قلت لك لا تقل .. نعم ليس هناك داعي ...
سأتولى انا الأمر .. حسنا هذا جيد ...
وبعدها اغلقه وهو يفتح باب السياره السوداء الكبيره .. لم ينتبه لها ولم يستدر لينظر حوله .. يبدو مشغولا جدا
ولاكن يبدو اكثر انه هكذا دائماً .. لا ينظر سوى للشيء المهم له .. حرك السيارة بعد هذا و عندما استدار بها ليخرج من البوابه لمحها
كانت تتابعه بنضراتها .. فـ نظر لها بعدم اكتراث ثم خرج من البوابه واُغلقت بعد خروجه .. بقيت تنظر للبوابه المغلقه وهي
تفكر كم هي حمقاء اذ انها وقعت بحب اكثر الرجال جاذبيه واكثرهم تحجر ..
لما هو هكذا .. بدت تفكر بصوت مسموع – اعتقد انه سيكون شيء لا يقاوم لو انه ابتسم .. اتمنى ان اراه ولو مره واحده وهو يبتسم ..
هزت بعد هذا رأسها بسرعه وجرت نحو الملحق ..
_ لا يجب ان افكر هكذا ... انا حمقاء .. ان اردت نسيان كل شي وانتشاله من داخلي يجب ان اكف عن التفكير هكذا
كالمراهقين ..
دخلت بعد هذا وبحثت في البيت عن امها .. لم تكن بأي مكان في المنزل وكانت غرفتها مغلقه .. يبدو انها لم تخرج منها بعد ..
فذهبت لتعتذر لها عن ما قالته .. قبل ان تدق الباب سمعت امها تتكلم. .. يبدو انها تتحدث لأحدهم في الهاتف ..
كلوديا لم تسمع جيداً ما قالته امها ولاكن لفت انتباهها اسمها فأقتربت لتسمع مع من تتحدث امها ...
قالت روزا للمتصل – ليس اليوم .. انها في مزاج سيء .. نعم لقد حدثت بعض الاشياء وهي منزعجه بعض الشيء ....
لا افضل ان تلتقي بها اليوم .. نعم هذا ما اراه .... شكراً لتفهمك ...
وانا ايضاً .. وداعاً ...
_ ماذا يحدث الأن .. ماهذا الغموض اللذي تلفه امي حولها ..؟ مع من يجب ان التقي ..
لا استطيع ان اسألها لانها سوف تغضب ان علمت اني كنت اتسمع عليها .. ولاكن مع من كانت تتحدث
سمعت امها تقترب فأبتعدت مسرعه عن الباب وتصنعت انها تدخل للتو .. عندما فتحت روزا الباب وكانت كلوديا امامها
اشاحت بوجهها عنها واتجهت للمطبخ .. ملأت كأسا بالماء وشربته .. عندما انزلت الكأس
احتضنتها كلوديا من الخلف و بدت تقبلها ..
_ امي انا حقا اسفه .. اسفه جدا جدا جدا .. لقد كنت غير مؤدبه حقا .. ارجوكِ امي سامحيني ..
لم تجب روزا وابعدت يدا كلوديا عنها وخرجت من المطبخ .. صرخت كلوديا خلفها ..
_ امي ان لم تسامحيني من سيبقى لي .. ارجوكِ لا تفعلي هذا .. لا اتحمل الجلوس في المنزل هكذا وانتي غاضبه ..
_ اذا كان رضائي عليك يهمك لهذي الدرجه لما بدأتي تتفوهين بتلك الحماقات ..
لقد قلت لك انني سوف ادفع اجار هذي الشقه اذن سأدفعه .. ولست انا من تقبل ان تجلس عاله على صديقتها ..
لقد جرحتني كلمتك ان كنتي تشعرين ..
_ امي ارجوك هذا يكفي .. انا اسفه .. لقد تفوهت بأشياء لم افكر بها ..
_ حسنا انتهى الامر الأن .. لقد تأخرنا على كاميليا .. انها تنتضرنا على العشاء الان حتماً ..
اذهبي لتغير ملابسك لنذهب .
_ قولي لي أولا .. هل قبلتي اعتذاري .. الم تعودي غاضبه مني الان
_ نعم لم اعد غاضبه .. هيا اذهبي سوف نتأخر
_ حاضر ..
خرجت الكلمه بدون اقتناع منها .. ولاكنها لن تعيد ما فعلته مع امها .. يبدو انه هناك اتفاق بين روزا وكاميليا في كيفيت
دفع السكن هنا .. لانها واثقه انه ما قالته امها هو ما تفكر به حقاً .. هي لن تقبل بالسكن بالمجان حتى لو
كان ذلك عند اعز صديقاتها ..
فكرت ايضا ان أدوارد خرج الأن ولن يكون على العشاء .. لا شيء يمنع من ان تتعشى اليوم مع السيده كاميليا ..
فلقد احبتها جدا حقاً ..وتريد ان تكون اكثر لطفاً معها مما كانت عليه ...
ذهبت لغرفتها لتأخذ حماماً سريعاً وغيرت بعده ملابسها .. عندما خرجة من الحمام بقيت تنظر لغرفتها الجديده ..
كانت جميله وانيقه .. مجهزه من كل شيئ .. انها اجمل من غرفتها السابقه .. هذا مضحك للغايه .. من يصدق
انهم انتقلو الى هنا لعدم قدرتهم على دفع اجار شقه لا تكاد تكون بنصف كمال هذي الشقه ..
ارتدت ثوبا ناعما له اكمام طويله بينما هو قصير بعض الشيء .. كان اسود وهي تحبه جداً لانه يضهر
بشرتها البيضاء الصافية الشيء الوحيد أللذي ورثته من امها .. اذ ان ملامحها مختلفه جدا عن امها ..
فهي تمتلك عينان كبيرتان ولونهما اسود
كسواد الليل مع شعر اسود ناعم مسترسل بسلاسة على أكتافها
بينما كانت لروزا عينان صغيرتان بلون السماء الصافيه وشعر يكاد يكون بلون الذهب ..
كانت تقول لها دوماً انها حصلت على كل ملامحها من ابيها وانها لم تأخذ منها سوى لونها .. فهما لا يتشابهان بتاتا .
لقد كان الجميع يقول لهن انهما يبدوان من دولتين مختلفتين ..
خرجت بعد هذا لتجد امها تنتظرها امام الباب وقد ارتدت ثوب ازرق جميل يجعل منها اصغر سناً واجمل ..
لم تنتضر روزا كلوديا حتى تصل لها لقد سارت امامها للقصر ولم تكن قد سامحت كلوديا كليا .. يبدو
انها تريد منها ان تتعلم هذي المره وتكف عن التصرف بتسرع وبدون مسؤليه دائماً ..
فتحت الخادمه الباب لهن بعد ضغطت روزا عليه .. استقبلتهن كالعاده بابتسامتها اللطيفة المشرقة وحيتهم للداخل
بقولها ان الجميع في انتظارهم .. شعرت كلوديا بالتوتر بعد ان فهمت ان السيدة كاميليا ليست بمفردها بل
يوجد اشخاص جدد معها .. وهي ليست بمزاج جيد للمجامله ..
لم تكن تتخيل يوماَ انها سوف تتعرف على عائلة أدوارد .. – حسنا ان عدنا لما هو مستحيل فأنا لم اتخيل يوما انني سأعيش بهذا القرب
من ادوارد .. لو ان هذا حصل قبل تسليمي للرساله ربما كنت سأكون الاسعد في هذي الحياة ..
هذا ما كانت تفكر به قبل ان يدخلون لقاعة الطعام اللتي لا تبدو ابداُ شيئا عاديا .. ان اردت وصفها فأنا متأكده اني لا استطيع ..
ابتسمت لنفسها بعد هذا على حماقاتها ودخلت خلف امها لتجلس مع الثلاثه اللذين كانوا يجلسون على الطاولة ...
كان هناك رجل سمين بعض الشيء يملك ملامح هادئه ويبدو انه رب هذي العائلة اذ انه يجلس في الوسط ..
يبدو مختلفاً عن ادوارد كلياً ..ولاكنه يشبه الرجال السياسيون و الاثرياء اللذين يضهرون على شاشات التلفاز ..
يا ألهي من اين جاء ذلك الولد .. لا يشبه امه ولا ابوه .. حسنا يجب ان اعترف انه حقاً
مميز .. هزت رأسها كي تكف عن حماقاتها وتعود لما هي فيه .. القت امها التحيه وبدت بتعريف كلوديا على الرجل المسن
اللذي وقف ليصافح كلوديا بأبتسامة سرور وكأنه التقى بشخص عزيز عليه .. ابتسمت كلوديا ايضا والقت عليه التحيه
مع تعريفه بأسمها مع ان امها قد فعلت هذا .. لم تعرف لما فعلت هذا و لاكنها رأت ان هذا مناسب للمكان اللذي هم فيه .
_ انها لا تشبهك ابداُ روزا .. هي تملك وجهاً مميزاً .. كوجهه بالضبط ..
صمتت امي بعد جملت السيد مايكل وبدى هو وكأنه غاب في ذكرياته .. هو يقصد بكلامه ابي ..
هل يعرفه يا ترى ..؟ يجب ان يكون يعرفه بما انه شبهني عليه ..
جلس بعد هذا ليشرب كوباً من الماء يعود لطبيعته بينما
القت كلوديا التحيه بعد هذا على كاميليا وهي تلقبها بالسيدة كاميليا .. فقالت لها وهي تبتسم – نادني بعمتي فقط .. ان لم يكن يزعجك ..
بينها وبين نفسها – اما انني المجنونه هنا او ان هذا العالم لا يمت لي بصله .. لم اكن لأتخيل ان امرأة بمركزها تطلب مني ان اناديها عمتي
هذا مضحك .. لو ان ادوارد هنا ليسمعني .. رما كان سيسخر مني ..
_ لا .. ابدا سيدتي .. ااه .. اقصد عمتي ..
يبدو ان الامر صعب على كلوديا .. بدى عليها الحرج الشديد وهي تنطقها .. كانت امها قد جلست بقرب كاميليا وهي استدارت لتلقي التحيه على الشخص المتبقي من العائله .. يبدو انه الاصغر هنا .. كان ينظر لكلوديا بأرتياب وهي ايضا لم تكن نظرتها لطيفه جدا اذ انها استغربت
طريقته في رمقها .. مدت يدها بعد هذا لمصافحة هذا الولد اللذي لا يكاد يتجاوز عمره العشر سنين .. ولاكن لم تأت من عنده أي استجابه للوضع .. قال السيد مايكل لأبنه – جون .. ماهذا التصرف
هنا شعرت كلوديا بالحرج الشديد .. كانت ستعيد يدها وتترك هذا الطفل الاحمق وشأنه لو انه لم يمد يده في اخر لحضه
لمصافحتها .. ولاكن كانت تحيته باردة وكان يرمق كلوديا بحقد .. هي لم تكتفي بالصدمه بل ابتسمت له ابتسامت النصر
وهي تريد ان تقهره .. لم ينتبه عليهم احد لان الكبار بدؤ بالحديث الان ..
هذا الولد اسمه جون .. اخ ادوارد الصغير .. يبدو للوهله الاولى مختلف عن ادوارد فملامح هذا الولد
مازالت طفوليه ويوجد فيه شيء من البراءه مع انه تصرفاته لا تتسم بالبرائه ابدا .. بس يتصرف وكأنه حاقد على كلوديا
وليس انه هذي هي المره الاولى اللتي يلتقيان فيها .. هذان الولدان غريبان
وكأنهما تربيا بعيدا عن السيدة كاميليا وزوجها السيده مايكل .. هذا لا يهمها ...
عندما رأت الطعام شعرت بالجوع الشديد .. هي لم تأكل شيء منذ ان عادة من المدرسه .. يا ألهي كم هذا اليوم مرهق ..
لقد حدثت فيه اشياء لم تحدث لكلوديا طوال حياتها كلها ..
بدء الجميع بالاكل و كان هناك تدخل احاديث بين الحين والحين .. بعندما انتبهوا من الطعام قاموا كما طلبت منهم السيدة للحديقه
كي يشربو الشاي .. جيد انهم يملكون هذي العاده .. امي معتاده على شرب الشاي بعد كل وجبه وانا ايضا اعتد على هذا الشيء معها ..
بعد شرب الشاي تحدثوا قليلا وشاركت كلوديا بالحديث حيث ان السيد والسيدة بدئ يسألانها عن دراستها وهذي الامور
وكانت محرجه جدا عندما كانت تجيب .. بالطبع لم تجب على كل شي كما هو .. فهي لم تستطع
اخبارهم كم تكره الدراسه وكم هي سيئه فيها .. امها كانت تشارك بالحديث قليلا وبعدها تسرح بفكرها
وهي مشغولت البال تماما .. جون الصغير طلب ان يذهب للنوم بعد العشاء مباشرتا وهذا ما بدى مستغربا من قبل اهله
ولاكنهم القوا عليه تحية المساء وذهب هو بدون ان ينظر لكلوديا حقا .. اثار هذا سخطها .. ما بال اولاد هذي العائله يكرهوني ..؟
هذا ما فكرت به وهي تنظر لجون .. عند انتهاء هذا التعارف اللذي تبين في النهايه انه اسعد السيد والسدة جدا كما قالا ..
وكما قالت السيدة كاميليا او كما طلبت مناداتها العمه كاميليا انها سعيده جدا بالتعرف علي وهي سعده اكثر بأقامتي معهم ..
احرجني كلامها فهي لطيفه جدا وشخصيه رائعه ..
عندما عادتا للملحق كانت كلوديا تعبه جدا وكانت تريد النوم بسرعه ولاكنها تذكرت فجأ شيء فعادت لأمها ..
_ امي ..
_ ماذا هناك ..؟
_ كيف سأذهب غدا للمدرسه .. لن اتذكر مكان موقف الحافلات اللذي كنت اقف فيه مهما حدث ..
وحتى لو تذكرت فالطريق طويل جداً الى هناك ..
_ لقد نسيت ان اخبرك .. غداً ستذهبين مع السائق الى المدرسه وعندما تعودين سأدلك على اقرب موقف للحافلات هنا ..
_ حسنا هذا جيد .. تصبحين على خير
_ احلام سعيده حبيبتي .. لا تنسي المنبه ..
_ حاضر ..
وذهبت لغرفتها وهي تشعر بتعب شديد جداً فنامت فور استلقائها على السرير بدون ان تفكر بشيء ..
كانت روزا تجلس على الاريكه وبيدها الهاتف ويبدو انها تنتظر مكالمه ما ..
بعد لحضات من الانتظار جائتها المكالمه .. اخذت الهات لغرفتها واغلقت الباب واجابت ..
_ مرحباً ..
_ اهلا دانيال ..
_ مابالك تبدين في حال سيئه ..؟
_ لا ليس هناك شيء .. فقط عن كلوديا ..
_ حسنا لا تفكري بالامر كثيرا .. فتاتك ما تزل صغيرة ويجب ان تتفهمي انها سوف تخطأ كثيرا قبل ان تعي ما يحدث ..
_ تجعل الامر يبدوا سهلن جدا .. ولاكن ما يحدث مختلف ..
_ ماذا تقصدين بـ ما يحدث ..؟
_ حسنا .. اشعر ان كلوديا لم تتقبل السكن هنا .. لا اعرف لما ولاكن هذا ما يحدث ..
و شيء اخر ..
_ ان تكون لم تتقبل بعد السكن فهذا شيء طبيعي لفتاة في عمرها .. لقد تغير عليها كل شيء فجأ وستعتاد قريباً ..
ولاكن ماهو الشيء الاخر ..؟
_ دانيال .. لا استطيع ان اخبرها بالموضوع حالياُ ..
لم يقل كلمة .. ربما لم يكن عنده رد على ماقالته ولاكنها سمعته يتنهد بعمق فقالت بسرعه ..
_ سوف اخبرها حالما ارى ان الوقت اصبح مناسب .. كلما اقترب الموضوع اخاف اكثر ..
لا استطيع القيام بهذا .. ابنتي لن تتقبل المسأله ..
_ لما تضعين هذي الاحتماليه قبل ان تسأليها حتى .. عزيزتي روزا دعي عنك هذي المخاوف
_ انت لا تفهمني .. ان اخبرتها بالأمر ورفضت .. لن يكون الرفض فقط ما ستقوم به .. سوف تكون صدمه لها
لم تسمح بحدوث ذلك من قبل .. اعرف رأيها بالمسأله ..
_ كان هذا في ما مضى عندما كانت صغيره .. الان الوضع مختلف .. هل تفهمين ..؟
_ حسنا .. نعم ولاكن ... ارجوك ليس الأن ..
_ دعيني التقي بها اولاً ومن ثم سنرى .. ولاكن اسمعي لن انتظر اكثر
_ نعم .. اعدك ..
_ سوف آتي غداُ لزيارت اختي .. سوف اراك هناك
_ حسنا .. اراك غداً اذن ..
_ سأشتاق لكِ .. وداعاً ..
_ وداعاً ..
لقد ارتبكت .. لم تعرف ماذا تقول .. انها تتصرف بشكل لا ارادي معه .. لا تستطيع بعد
استعمال هذي العبارات معه .. تشعر بالحزن على هذا فلقد استحمل منها الكثير ..
استلقت على سريرها وهي تتنهد – اعتقد انه تحملني اكثر من اي شيء اخر ..
نامت بعدها بدون ان تغير ملابسها حتى ..

رن جرس المنبه فأيقض كلوديا من نوم ٍ عميق .. بدت تتثائب وهي تعبه جدا تحاول النوم اكثر مده ممكنه ..
رمت اللحاف بعد هذا عنها بقوه واستيقت لألا تتأخر .. فمن المعيب ان تجعل السائق ينتظرها
حتى لو كان هذا عمله .. كانت سعيده وهي تغير ملابسها وتجهز نفسها .. شعورها كانت جيد
فهذي هي المرة الاولى لها اللتي يقلها للمدرسه سائق خاص .. كانت تشعر انها ابنه لأحد الاغنياء ..
بدت تضحك على نفسها وهي تقول – لا ضير من هذا الاحساس مره واحده ..
خرجت بعد هذا وهي تحمل حقيبتها .. كان الهواء في الخارج باردً بعض الشيء فعلى كل حال اقترب فصل الشتاء
وبدى الجو يصبح ابرد .. خصوصا من هذي المنطقه العاليه .. لفت الشال حول رقبتها طالبه للدفء .. وسارت للمكان اللذي يضعون فيه السيارات كي تستقل سيارتها الخاصه كما تفكر ..
لقد رأت السياره من بعيد .. انها رائعه .. سوداء وتبدو كما لو انها صنعت للتو ..
نظرت حولها فأنتبهت ان السيارات في هذا الموقف كلها سوداء .. هناك واحده فقط حمراء .. تبدو جميله بينهم ..
صدمها رؤيت الشقراء اللتي هاجمتها في ذلك اليوم البائس وهي تخرج من تلك السيارة .. تذكرت انها ادعت في ذلك اليوم
انها خطيبة ادوارد .. كانت مصدومه فلم تتوقع رؤيتها هنا .. لقد نسيت موضوعها تماماً ..
لمحتها الفتاة الشقراء من بعيد ولاكنها لم تصدم بل بقيت تنظر لكلوديا بأزدراء ..
اثار هذا الوضع استغراب كلوديا .. لم تأبه بوجودها ولم تصدم .. اليس وجودها شيء عجيب جداً في منزل ادوارد
لما اذن هذي الفتاة تبدو طبيعيه .. سارت متجهه نحو سيارت ادوارد اللذي وصل للتو لسيارته
ولم تكن كلوديا قد رأت عندما خرج من البيت .. نظرت لهم قليلا قبل ان تستدير بسرعه لتتحرك نحو السيارة اللتي تنتظرها منذ مدة ..
نادتها الشقراء من بعيد بأسمها فأستغربت كلوديا الامر واستدارت لترى ماذا تريد ..
كانت قد جلست بجوار ادوارد في السيارة .. وكانت تبدو جميله جداً بملابسها الانيقه واللتي لا تدل على الذهاب للجامعه ..
قالت بصوتها اللذي حولته لنبره ناعمه جداً اثارت خوف كلوديا منها ..
_ هل تريدين ان نوصلك لمدرستك ..؟
لما تتصرف بهذي الطريقه .. وهو .. لما يبدو غير مهتم لم يلتفت لها حتى ..
كان يمسك بالمقود بتعب .. انه يبدو مرهقاً جداً .. يبدو انه تأخر بالامس في العوده من الشركه ..
الا يستطيع الاعتذار عن ايصالها .. ام انه لا يريد التغيب عن الجامعه ابداُ ..
تصنعت ابتسامه قويه و اشارت لها بعدم الركوب .. وقالت
_ شكرا لكِ .. هناك من يوصلني ..
وركبت السياره بسرعه وهي تحاول تهدئت نفسها .. سارت سيارتهم بسرعه .. لقد قلب مزاجها تماماً
رؤيتها لهم سوياً .. هذا مؤلم جداُ لها .. لن تتحمل ان تراه بأستمرار معها ..لم يلتفت لها حتى ..
كان يستطيع ان يلقي تحية الصباح على الاقل .. بدأت تفكر بالشقراء اللتي مه .. انها فتاةُ حقيره لما يحبها ..
الأنها جميله فقط .. ام لانها من عائله غنيه .. هل هو من قال لها عن وجودهم هنا لذا لم تستغرب الأمر بتاتاً ..؟
نسيت ان تلقي التحيه على السائق فأعتذرت بخجل وقالت _ انا اسفه حقاً .. لقد كنت شاردت الذهن ولم القي التحيه ..
يبدو انه استغرب حديثها معه .. كان رجل في الاربعينيات كما يبدو .. ليس من اتى بهم الى هنا في ذلك اليوم
يبدو ان هذي العائله تملك خدم كثيرين .. قال بأبتسامه لطيفه – لا عليك صغيرتي .. انك لطيفه حقاً ..
اسعدها ما قاله .. انه شخص طيب جداً .. بدأت تتحدث معه قليلا قبل تصل الى المدرسه ..
كان لطيفاً جدا وبدأ يسألها عن دراستها وهي بدورها اخبرته انها لا تحب الدراسه لانها فاشله كبيره فيها ..
وان الامر لو عاد لها لكانت تركتها منذ زمن .. كان يضحك عليها احيانا و يقوم بنصحها احيان اخرى .. استمتعت معه في السياره
وعاد لها مزاجها الطبيعي .. لاكن رؤيتها لـأدوارد مع تلك الشقراء كان يزعجها جداً ..
بينما فكرت وهي تنزل من السياره ان عليها ان تتقبل الامور .. فأدوارد خطيبها وهي ليس لها شيء ..
لا يحق لها حتى ان تغار عليه .. ومن خطيبته .. هذا مضحك جداً ..
عادت للواقع عندما ناداها السائق .. – متى تنتهي دروسك . كي آتي لأخذك ..؟
_ في الثالثه .. شكرا لك ..
ودعته بعد هذا وسارت نحو مدرستها .. لقد طلبت منه ان ينزلها
بعيدا عن المدرسه كي لا يراها الطلاب وهي تنزل من السيارة .. لم يكن لها شرح لما
اصبح لها سائق خاص ولم تكن تريد ان تقول لأحد انها تسكن مع ادوارد ..
وصلت للمدرسه وكانت تعج بالطلاب اذ انه الدروس لم تبدأ بعد .. سارت نحو فصلها وكانت سارة وفيفيان هناك
بدأن الحديث وسؤالها عن حالها .. تحاشت بكل طاقتها الحديث عن ادوارد وكل ما اتى شيء عنه
تغير الموضوع .. كانت تعرف ان صديقاتها يردن ان يعرفن ماذا حدث ولاكنها لم تكن
مستعده لشرح الوضع فهي لا تريد تذكره اصلا ..
بعد يوم دراسي طويل خرجت لنفس المكان اللذي انزلها السائق فيه واللذي
طلبت منه اخذها منه .. لم يكن هناك .. استغربت فلقد تأخرت بعض الشيء وكان يجب ان يكون قد حضر ..
بقيت واقفه تنتظر وصوله وهي تلعب بهاتفها .. تأخر جداً .. مر 15 دقيقه .. ماذا حدث لمى لم يأتي بعد
استندت على احدى الاشجار واغمضت عينيها قليلا وهي تستمع لحديث عصفورين على الشجره ..
بقيت على هذا الضوع حتى قفزت من الهلع وهي تسمع من يصرخ عليها ..
_ اركبي هيا ..
جائها صوته فلم تصدق وجوده هنا .. كان يجلس في السيارة الضخمه نفسها وهو ينظر لها بعصبيه بالغه
ما الأمر ماللذي فعلته الأن .. لما هو غاضب هكذا .. ولما يطلب منها الركوب معه ..
_ ماذا هناك ..؟
عندما اجابت بهدوء وبدون ان تتحرك من مكانها اشتد غضبه عليها وصرخ ..
_ تحركي والا تركتك هنا .. لن يأتي احد ليأخذك .. هيا ..
كان غاضباً جدا .. فلم تستطع سؤاله عن رالف سائق السيارة اللتي احضرتها للمدرسه ..
ركضت بسرعه وركبت بجواره وحرك السياره قبل ان تضع حزام الامان حتى فتحركت للأمام
وضربت رأسها .. لم تكن الضربه موجعه ولاكن اخافتها سرعته .. شعرت ان هناك شيء ما لهذا جاء ليأخذها ..
الجزء الرابعــ...









عندما أجابت بهدوء ودون ان تتحرك من مكانها اشتد غضبه عليها وصرخ ..
_ تحركي وإلا تركتك هنا .. لن يأتي احد ليأخذك .. هيا ..
كان غاضباً جدا .. فلم تستطع سؤاله عن رالف سائق السيارة أللتي أحضرتها للمدرسة ..
ركضت بسرعة وركبت بجواره وحرك السيارة قبل ان تضع حزام الأمان حتى فتحركت للأمام
وضربت رأسها .. لم تكن الضربة موجعه ولكن إخافتها سرعته .. شعرت أن هناك شيء ما لهذا جاء ليأخذها ..
لقد كان وجهه كالصخر .. يداه تمسك بالمقود بقوه شديدة .. كلوديا تنظر له دون ان تفهم شيء .. كانت خائفة جدا من ما
قد يكون حدث وجعله هكذا .. بدا مخيفاً جداً .. ادخل يده في جيبه بعصبيه واخرج منه علبة سجائر و علبة كبريت ووضعها أمامه ..
لم تكن كلوديا تعرف انه يدخن .. هي لا تعرف عنه سوى ما تسمعه او تراه في الجامعه .. ان تحدثنا عن أللذي تعرفه فـ هو شيء قليل جداً ..
فتح علبة السجائر ليأخذ منها واحده فأسقط علبة الكبريت .. راقبته كلوديا وهي تحاول تهدئة نفسها وصياغة
سؤال عن سبب عصبيته وسرعته .. استدار لها وهو يضع ألسيجاره في فمه وقال بنفاذ صبر
_ هلا رفعتها .. ؟
نظرت له مستغربه من طلبه قبل ان تستوعب انه كان يقصد علبة الثقاب أللتي أسقطها للتو .. تحركت بسرعة كي تلتقطها من أرضية السيارة ورفعتها وقدمتها له .. لكن كل ما فعله كان انه أبقى السيجارة في فمه وأشار لها بإشعال عود الثقاب وإشعال السيجارة في فمه .. بدت يدها ترتعش قليلا وكانت متوترة جداً من قربه منها .. لم يكن ينظر لها بل كان ينظر بأتجاه الشارع ..ومع هذا كان الموقف صعب جداً .. ولكنها استطاعت إشعال سيجارته أخيرا بعد إسقاطها لثلاث اعواد ثقاب من التوتر .. حسناً الحق معها فهي لم تشعل من قبل سيجاره لأحد .. و هذا ليس بأحد .. بل هو ادوارد .. ادوارد أللذي لا تستطيع التكلم معه يريد منها اشعال سيجارته .. هذا ما فكرت به وهي تنظر له وهو يدخن بعصبيه .. لم تعد تتحمل هذا الوضع .. تشعر انها ستنفجر .. لقد طال الوضع بدون ان يقول لها شيئ .. بدأت تخاف حقاً ان مكروهاً أصاب احدهم في القصر .. هل يمكن ان تكون امها ..؟ لما يأتي هو ليأخذها .. وان كانت امها لن تتوقع ان يتأثر هكذا ابداً ..
_ سيد ادوارد ..
كان صوتها خافتاً و قريباً من الهمس .. التفت لها وكانت على وجهه نظرة استغراب من تلقيبه ومناداته بالسيد من قبلها ..
قال بنبره ساخره وكما هو المعهود بدون أي ابتسامه ..
_ ماذا هناك .. سيدة كلوديا ..؟
احست بسخريته منها فأزعجها هذا كثيراً .. لقد كانت متوتره جدا وخائفه يجب عليه ان يطمئنها على الاقل ..
تشجعت وصرخت وهي تنظر له .. - ادوارد ارجوك .. اخبرني ماذا حدث .. ؟ هل حدث لأمي شيء ..؟
نظر لها وعقد حاجبيه وهو يضع السيجاره في فمه – امك ..؟ لم يحدث لها شيء
_ اذن ماذا حدث .. لما انت مستعجل و غاضب جدا .. ما اللذي فعلته ..؟
_ ومن القى اللوم عليك ..
لم تعرف بما تجيبه بعد ما قاله . لقد كان يتكلم معها وهو ينظر للأمام .. لم يستدر لينظر لها بتاتاً .. ولم يكن يجيب على اسألتها كما يجب ابدا ..
ازعجها ذلك بشكل كبير .. تشعر انه لا يأبه بها بأي شكل .. لا يشعر بوجودها ابداً .. ولكن الان ليس الوقت
المناسب لتفكيرها السخيف هذا ... هذا ما فكرت به وهي تكاد تبكي من شدة توترها .. لن تسأله شيء هو لن يجيب على ايٍ من
تساؤلاتها .. لا تعرف لما يتصرف معها هكذا .. يستطيع ان يقول ما حدث وحسب .. لم هذا الصمت كله ..
دخل صوته فجأه افكارها فأرتبكت واستدارت له بسرعه ..
_ كلوديا ..
ضاعت في عينيه .. هذي هي المره الأولى اللتي ينظر لها مباشرة .. نحو عينيها .. هي فقط .. لقد رأت لون عينيه لأول مره ..
انهما فضيتان كأنهما احجار كريمه وضعت داخل عينيه .. كان لونهما يجعل من نضراته مخيفه وكأنه وحش .. حاولت استعادة نفسها من
داخل عينيه .. حاولت التركيز في ما يقوله .. ولاكن يبدو انه اوقف السيارة وكان ينتظر منها رد ..
_ نعم .. ماذا ...؟
_ انا على عجله من امري وليس لدي الوقت لنظرات المراهقه هذي .. هيا انزلي ..
يبدو انها بالغت في نظرها له .. ولكن لم يقولها هكذا لقد احرجها جداً .. لم تعرف بم تجيب ..
استدارت بسرعه كي تخرج من السيارة ولم تستطع النظر للخلف وهي تتقدم من البوابه الخلفيه للقصر ..
كان لا يزال واقفا ولم يحرك السيارة بعد ... لقد قال انه مستعجل لم لا يذهب اذن .. لقد بدء وقوفه هناك يزعجها ..
لم تعرف كيف تفتح هذه البوابه فـ بقيت تنظر علها تجد شيء تضغط عليه .. كان هناك في طرف البوابه ارقام كما في البوابه الأماميه
ولكنها لا تعرف الارقام السريه اللتي تفتح هذا المكان .. استدارت له فكان ينظر لها بنفاذ صبر ..
قال بصوت عالي من داخل السيارة – ثلاثه ثلاثه واحد ..
وحرك السيارة بعدها .. ضغطت على الارقام اللتي قالها وحقا ماحدث هو ان البوابه الكبيره فتحت امامها وكأنها مغارة علي بابا ..
دخلت ففوجئت بالجميع يقف في حديقة المنزل .. كانت امها تقف في الوسط و كان هناك رجل بقربها يمسك بيدها .. لم تعرفه كلوديا واستغربت وقوفه بقرب امها وامساكه ليدها هكذا .. كانت السيدة كاميليا ايضاً هناك وبقربها تقف الشقراء الجميلة .. ضلت كلوديا مستغربه من وجود الشقراء ايضاً هنا .. عندما رأتها امها جرت نحوها وهي تبكي واحتضنتها بقوه .. لم تفهم كلوديا شيء وبدأت تهدأ امها ..
كانت روزا تبكي بقوه وكأنها تريح نفسها بهذا البكاء – لقد خفت .. ضننتك ذهبتي مني .. حمداً لله انك بخير ..
_ امي اهدئي ارجوك .. ماذا حدث انا بخير ..
_ نعم .. نعم انتي بخير ياعزيزتي ..
ابعدت امي قليلا عني وكانت السيدة كاميليا قد تقدمت منا وربتت على كتف امي وهي تنظر لي بفرح كبير ..
ماذا حدث هنا .. هل حدث لي شيء .. لما امي قلقه وخائفه هكذا ..؟
_ حمداً لله انك بخير عزيزتي .. لقد قلقنا عليك حقاً ..
بدأ هدوء امي يعود لها فأمسكت بوجهي بين يديها وهي تبتسم بين دموعها .. – كدت اموت خوفا .. من جاء بك .. اين كنتِ ..؟ انتي لم تكوني مع رالف في السيارة اليس كذلك ..
استغربت كلوديا سؤال امها او لنقل اسألتها فقالت .. – نعم لم اكن .. لقد احضرني السيد ادوارد ..
لم تعرف لما قالت السيد ولكنها احست انها لو قالت اسمه بدون تلقيبه بالسيد سوف تكشف شيئا ..
اكملت بعد هذا بقلق .. – ولكن امي ماذا هناك ..؟ لم تبكين ..؟
قالت السيدة كاميليا مقاطعه الموقف الحميم بين كلوديا وامها .. – تعالا لندخل .. لقد تعبتي من الوقفه هنا روزا ..
وهذا ما حدث دخلنا للقصر مجدداُ وامي تحتضنني بين يديها .. ودخل بعدنا الرجل الغريب اللذي كان يمسك بيد امي معه تلك الشقراء المغروره اللتي كانت تنظر الي طوال الوقت بحقد .. لقد كرهتها كلوديا الان جداً .. ربما لانها كانت للتو مع ادوارد .. فكانت الغيره في اوجها ..
جلسوا في غرفة الضيوف فجلست كلوديا بجوار امها اللتي ما تزال ممسكة بيدها بقوه
وجلس الرجل قرب السيده كلوديا بينما جلست الشقراء على الجانب الاخر قرب السيدة كاميليا ..
بعد ان طال الصمت وانا انظر للجميع عدت لأمي وفي عقلي اسأله كثيره اخترت بينها الاهم – امي .. ماذا هناك ..؟
كنت اشعر بالضياع بين ما يحدث هنا .. وما كان عليه حال ادوارد .. ماذا يحدث
_ عزيزتي .. لقد ضننا انكِ كنتي في السيارة مع السيد رالف .. لقد تعرض لحادث وهذا ما اخافنا
صدمت الكلمه كلوديا بشده واطالت النظر بوجه امها – ماذا ..؟ السيد رالف حدث له حادث ..؟ كيف هو الان .. ماذا حدث له ..؟
اقلقها ماقالته امها جداً ... خافت ان يكون قد حدث شيء للسيد رالف .. يبدو ان ماكان يقلق ادوارد هو هذا ..
هل كان قلقاً عليها لهذا كان غاضب .. افرحها هذا التفكير قبل ان تفكر انه لو كان يظن انها كانت في السيارة اثناء الحادث
لما جاء ليأخذها من المدرسه .. – وكيف هو الأن امي .. ؟
_ لا نعرف .. لقد ذهب ادوارد ليراه ولم يتصل بنا حتى الان ..
_ لم لا تتصلون به انتم لتسألوا ..؟
_ لقد اتصلنا كثيراُ ولكن يبدو ان هاتف ادوارد مغلق .. لم يجب على اي من مكالماتي
هذا ما قالته السيده كاميليا .. وبعدها ساد الصمت في الغرفه حتى قررت السيدة كاميليا تعريفي بالرجل الذي كان يجلس على الكرسي المجاور لها .
كان رجل عريض المنكبين ذو قامه طويله .. وكان يبدو في اواسط الااربعينيات .. نظرته كانت لطيفه ولكن لم كان يمسك بيد والدتها بينما كانت السيدة كاميليا بعيده عنهم .. اليس من المفروض ان تكون هي بقرب امي ..
_ هذه هي كلوديا زهرة روزا النادرة ..
كان وصفها لي جميل جداً ويبدو انه ازعج الشقراء بقدر ما اسعدني .. ابتسمت وانا انظر لها
كنت سعيده جدا بأزعاجها وكأني طفله .. لقد وقف الرجل ومد يده لي فوقفت بسرعه وصافحته
قال بشكل مهذب جداً – انا دانيال .. اخ كاميليا سررت بمعرفتك صغيرتي

كان لطيفاً جدا .. ولكن نظراته لي كانت غريبه .. متفحصه .. وكأنه يحاول تذكر شيء من خلالي ..
يبدو اني بدوت مرتبكه لذا ابتسم لي وقال لأمي وهو يبتسم لها بحزن - انها لا تشبهك ولكنها نسخه من جورج ..
عندما قال جورج فهمت كلوديا انه يقصد والدها .. هي لم تره من قبل سوى في صوره واحده تملكها امها وكانت تستغرب انه لا يوجد صور غيرها لديهم .. كانت تعرف انها تشبه ابيها جداً .. فهي لم تأخذ من امها سوى انهما يملكان نفس البشره البيضاء
بينما كل شي اخر مختلف .. استغربت كلوديا معرفة هذا الرجل بأبيها و كان يبدو حزيناً عندما تذكره و امي ايضاً انزلت رأسها ويبدو ان الحاله طالت السيدة كاميليا اذ انها هي الاخرى تنهدت .. بعد هذا لابد لي من التعرف على خطيبة ادوارد ..
انتظرت كلوديا ان تقف الشقراء لكي تصافحها ولكن الشقراء لم تقف لذا عادت هي بدورها لمكانها .. لم تنتبه السيدة كاميليا للعداوه الباديه في نظرات الفتاتان لبعضهم ..
فقالت بهدوء .. – كلوديا عزيزتي .. هذه هي ابنة اصدقائنا أل جيفرون .. سيدرا .. اتمنى ان تصبحا صديقتان ..
تبدو السيدة كاميليا وكأنها تخاطب اطفال وليس فتيات عبرن سن الرشد منذ فتره .. هذا ما فكرت به كلوديا وهي تلقي التحيه
على سيدرا اللتي بدى اسمها جميلا لكلوديا .. بينما استغربت عدم تعريف كاميليا لها بخطيبت ادوارد فهي كانت تنتظر ان يطلق هذا اللقب على سيدرا كما اطلقت هي على نفسها .. بينما القت سيدرا التحية بتكلف على كلوديا وكأنها
منزعجه منها جداً ولم تأبه لنظرات الاستغراب من قبل الجميع من هذا الموقف ..
بدت السيدة كاميليا محرجه لذا بدأت بالتحدث عن قلقهما على كلوديا عندما سمعا بالحادث وبدأت تحاول الاتصال بأدوارد مجدداً ..
لم يجب ايضاً .. يبدو ان هاتفه مغلق لذا قرر السيد دانيال الاتصال بالمشفى والسؤال عن حال رالف .. وهذا ما فعله ..
كان بين الحين والاخر ينظر لأمي ويبتسم .. يبدو انهم اصدقاء او شيء من هذا .. يبدو على امي انها تعرف سكان هذا المنزل منذ زمن
لم لا تخبرني اذن بشيء عن هذا .. ؟ تسائلت بينها وبين نفسها حتى تذكرت اتصال امها مع الشخص الغريب اللذي كانت تريد ان يلتقي بكلوديا .. خمنت انه هذا هو الشخص ولم تعرف لما جائها هذا التخمين .. لم تفكر بالأمر اكثر وبدأت تستمع للأتصال اللذي قام به السيد دانيال .. يبدو ان رالف بخير .. فقد لانت اسارير السيد دانيال بعد الاتصال .. قال لهم بفرح – يبدو ان الحادث لم يكن خطيراً .. لقد اصيب ببعض الكسور والامر لا يتعدى راحت اسبوع ..
ارتاح الجميع .. وشعرت كلوديا بالفرح يغمرها لهذا الخبر .. لقد التقت اليوم فقط بالسيد رالف ولكنه طيب جداً .. واحبته كثيراُ فهي لم تتعرف
على احد من قبل وتشعر بعاطفه ابويه تجاهه .. لقد فقدت ابوها قبل ان تولد لذا لم تفكر يوما كيف ستكون الأمور ان كان لديها اب ..
ولكن مع رالف كان يبدو الامر سهلاً .. انه اطيب انسان قابلته في حياتها .. هو يجعلك تشعر بأنه مهتم بك انت فقط ..
هذا ما حدث عندما تحدثا عن دراستها وكيف كان يحدثها عن اهمية الدراسه وعن مستقبلها ..
لم تكن مستعده بعد لذهابه فلقد تعرفت عليه للتو وهي تريد ان تتعرف عليه اكثر وان تقضي معه اوقات اطول .. لم يبد على سيدرا اي تعبير من الفرح
كانت طوال الوقت متجهمة الوجه عابسه .. يبدو انها منزعجه لان ادوارد ليس موجود .. هذا ما فكرت به كلوديا ..
بعد هذا انتقلوا لطاولة الطعام وهذا ما اسعد كلوديا لأنها كانت جائعه جداً .. كانت تدور الاحاديث بين والدتها والسيد دانيال والسيدة كاميليا
ولكنها لم تدخل فيها .. كانت احاديثهم عن اشياء بينهم بينما هي وسيدرا كانتا تتقنان الصمت و الاكل .. سيدرا لم تأكل سوى القليل القليل كما لاحظت كلوديا .. بينما اكلت كلوديا حتى شبعت فهي لا تأبه بأمور الحمية بتاتاً وحتى لو حاولت فعل ذلك لا تستطيع .. هي ليست سمينه ولا تحتاج للحمية .. واستغربت ان هذه الفتاة صاحبة الجسد الممشوق الجميل تقوم بعمل حمية .. ولاكنها فهمت انها لم تحصل على هذا الجسم الجميل الا بعد رجيم .. لم تأبه وعندما انتهت من الطعام استأذنت للذهاب لكي ترتاح .. كانت كلوديا واقفه تنتظر ان تأتي امها معها ولكن هذا لم يحدث .. يبدو انهم لم ينهو حديثهم لذا لم تزعجها كلوديا واستأذنتهم وذهبت ..
عندما خرجت من الباب الخلفي للقصر لحقت سيدرا بها واوقفتها فنظرت لها كلوديا بتعب وهي صامته ..
_ يبدو انك لا تملكين شيء من الحياء .. بعد ما قاله لكِ ادوارد كله تأتين لتعيشي في بيته .. ماهذه الوقاحه ...
_ وما شأنك انتي ..؟
كما بدى لكلوديا ان سيدرا كانت تنتظر رداً اقوى ففاجئها هذا لذا صمتت قليلا قبل ان تعاود رمي سمومها على كلوديا ..
_ شأني اني اشعر بالحزن عليك واريد ان اوضح لكِ الوضع اللذي انتي فيه ..
_ تحزنين علي .. هذا مضحك ولاكني متعبه ولست بمزاج يسمح بالضحك .. ولاكني شاكره لكِ مشاعرك المرهفه ..
اغضب هدوء كلوديا سيدرا بقوه وبنفس الوقت فاجأ كلوديا اذ انها لم تعرف انها تستطيع السيطره على نفسها هكذا
لقد كانت تغلي من الداخل ولكنها فهمت انها ليست بموقف يسمح لها بأثارة المشاكل .. لن تجلب الخزي لأمها ..
قبل ان تستدير رفعت اصبعها وحركته قليلا – صحيح نسيت ان اسأل .. لم تفاجئي برؤيتي هنا .. لما ..؟
_ لا يحدث شيء هنا دون ان اعرفه .. كوني حذره لست طيبه دائماً .. لا تقتربي من ادوارد
_ اذن هناك جواسيس .. هذا مخيف
تصنعت كلوديا انها خائفه مما زاد من غضب سيدرا ولكن كلوديا اكملت بأستفزاز
_ الم تقولي انه خطيبك .. اذن يجب ان تكوني واثقه انه لا ينظر لغيرك ..
بدت السخريه واضحه في لهجة كلوديا .. فأثار هذا غضب سيدرا اللتي استدارت عنها بعد ان اطلقت عليها
شتيمه .. كانت كلوديا تريد ان ترد عليها ولكنها لم تفعل ..
احرجها ان يسمع احد .. لن يكون الامر جيدا ان تبدا بالشجار مع اصدقاء هذه العائله ..
سارت الى المنزل و عندما دخلت رمت حقيبتها في الممر و دخلت الغرفه والقت بجسدها على السرير ونامت ..
لم تغير ملابسها .. كانت متعبه جدا من احداث اليوم والمدرسه لذا نامت حتى وقت متاخر جداً ..
في القصر وفي صالة الضيوف كانت سيدرا قد غادرت القصر والسيدة كاميليا تجلس بصحبة روزا ودانيال بصمت ..
قطع الصمت دانيال بعصبيه – لا يمكنك الخوف منها للأبد .. تبدو لي غير ما تكلمتي عنها .. فهي ليست خجوله ولا متوتره انها فتاة رائعه
سوف تتقبل الموضوع ان شرحته لها ..
_ وان لم تتقبل ..؟
قالت روزا هذا بهدوء جعل دانيال يقف غاضبا امامها ويصرخ – ان لم تتقبل .. هذا ما تقولينه كلما فتحنا الموضوع .. ان كنتي قد غيرتي رأيكِ فقولي .. لا تجعليني افقد صوابي ..
_ دانيال انت لا تفهم .. كاميليا قولي شيئأ ..
_ ماللذي لا افهمه ..؟ افهميني
تدخلت كاميليا بينهم – دان ارجوك اهدأ .. اسمعها ولا تصرخ عليها .. تعرف انها تفكر كثيراً بالقرارات اللتي تتخذها وهذا القرار لا يخصها وحدها ..
_ اذن ان كان الامر يخص كلوديا اليس من الجدير فتح الموضوع معها مباشرة .. ان قامت ببعض المعارضه ليس بالموضوع الكبير
فهي سترا الامر صعب في البدايه بالطبع .. ولكن يجب عليك اولا ادخالها في الوضع ..
_ دانيال كلوديا ليست من النوع اللذي تستطيع اقناعه بسهوله .. عندما كانت لدي علاقات زماله مع بعض الرجال في السابق ولم
تتعدى الحديث السطحي كانت تجن وكانت تطلب مني ان اعدها اني لن اتخلى عنها لأجل رجل .. الا تفهمني ..؟
_ انتي لن تتخلي عنها .. زواجنا لن يحدث تغيراً في حياتها صدقيني ..
_ لن تفهم الامر هكذا .. سوف تفكر فقط بأني سوف اتركها لسعادتي فقط .. انا اعرفها
_ اللعنه ..
لم يستطع مجادلتها اكثر .. كانت تبدو وكأنها تتكلم مع نفسها .. لم تستطع الاقتناع بأي شيء يقوله ..
تنهد وجلس على الاريكه وهو ينظر لها بعصبيه .. كاميليا لم تتدخل في المسأله .. كانت تريد تهدأتهم ولكنها لم تستطع
لم يعطياها مجال .. قال بهدوء بعد هذا الصراخ كله .. – ماذا الان اذن ..؟
_ ارجوك اجُل الموضوع قليلا .. على الاقل حتى تعتاد عليك ..
لم يقل شيء بل هز رأسه موافقاً ولكن روزا كانت تعرف انه لم يقتنع .. لقد عذبته كثيراً ..
طال الامر بينهما وهو يكاد ينفجر كلما اجلت الموضوع .. ليس بيدها انها تخاف من انهيار كلوديا ان عرفت بالمسأله ..
بالنسبه لكلوديا هي تعرف ان زواج امها يمثل لها انها تخلت عنها .. ماذا تفعل ان كانت ابنتها تفهم الامور هكذا ..؟
لم ترفع نظرها له ولم تقل شيء بعد هذا الشجار اللذي اخذ من طاقتها الكثير .. ولكنه وقف وامسكها من ذراعيها لتقف امامه وقال
_ سأذهب الأن .. فكري بالأمر ملياً واحسمي امرك .. لا يجب ان تبقي مشتته هكذا.. اتعبتي نفسك و اتعبتني معك جداً ..
ان كان الامر مستحيلا لكِ فأريحي احدنا على الاقل ..
ضلت تنظر له بدون ان تقول كلمه .. لم يكن لديها شيء تقوله سمرتها نظرته فبقيت صامته ..
ولكنها تعرف ان ما قاله هو الصحيح وما تفعله هي هو الشيء الخاطء .. نظرت لكاميليا بخجل عندما رفع يدها وقبلها قبل ان يخرج ..
هذه هي المره الأولى اللتي يفعل هذا .. هو في العاده لا يقترب منها كثيراً .. يعرف انها لا تحب هذه الاشياء اللتي تضهرهما وكأنهما
مراهقين كما تسميها هي .. هو يريد ان يعيش معها مشاعر الحب اللتي يكنها لها ولكنها متحفظه وخائفه دائماً من كل شيء ..
هذا يزعجه كثيراً فهي احيان كثيره تتصرف معه وكأنه زميل عادي ولا تحمل له اي مشاعر .. فيجن جنونه منها .. هي تحبه
تشعر بانها تريد ان تكون معه للأبد .. ولكن عندما تفكر بـ جورج تجد انها مازالت رغم هذي السنين كلها وكل ما فعله بها تعشقه اكثر من اي شيء .. تحاول نسيانه كثيراً ولكنه يأتيها دائماً عندما تكوت وحيده .. تتذكر اللحظات اللتي كانت معه فيها ... لقائهم .. والفتره اللتي
عاشتها معه اللتي كانت اقل من سنه بكثير .. كان رائعاً ..كانت تشعر انه يعشقها .. بل كان يجن كلما رأها ..
ربما ما تزل تحبه لأن ماكان بينهم كان شغف طفوله وحب مراهقه .. اما ما بينها وبين دانيال فـ هو علاقه ناضجه .. بين شخصين يعرفان تماما ما يريدانه .. تناست الموضوع وحاولت الهدوء .. بدأت كاميليا الحديث – لقد مر ثمانية عشر سنه ..
نظرت روزا لها بحزن واشاحت بوجهها عنها وهي تقول – و اربع اشهر ..
_ حسنا .. حسابكِ هذا يجعل من المسأله خطره ..
_ كاميليا لا تتكلمي مثل دانيال .. لست طفله انا كبيره بما فيه الكفايه لأفهم ما علي فعله .. موضوع جورج انتهى منذ زمن ليس بالقريب ابدا _ لو انه انتهى لما لمعت عيناك بهذه الطريقه كلما ذكر اسمه .. ذكراه مازالت تسيطر عليك بعد هذا العمر كله ..
_ كاميليا .. لا استطيع انتزاعه كليا .. ليس بيدي وهذا لا يعني اني اتلاعب بمشاعر دانيال
_ لا لاعزيزتي .. انا افهم هذا ..
_ لنغير الموضوع ..
_ كما تشائين .. ولكن يجب ان تفكري الان بوضعك اكثر .. وليس فقط بكلوديا .. كلوديا فتاة ناضجه وهي ستتفهم المسأله بالتأكيد
لا تجعلي خوفك من فقدانها يشتتك ..
_ نعم .. ما تقولينه صحيح ولكني احتاج لفتره .. على الاقل يجب ان ارى انطباعها عن دانيال ..
_ اتفهم هذا .. وانا اعتذر لان دان بدأ بالصراخ ..
_ لا عليك .. لقد اغضبته هذه المره كثيراً ..
اكملتا الحوار وبدت الاحاديث بالمجيء واحد تلو الاخر حتى بدأ الوقت بالتأخر ..
في وقت متأخر عاد السيد مايكل من العمل و حينها ذهبت روزا للمنزل .. لقد اخذهما الحديث هي وكاميليا حتى نسيتا الوقت ..
لم يعد ادوارد حتى الأن ولكن هذا ليس مستغرب فهو احيان كثيره يبيت في العمل .. ان كان العمل يقتضي هذا ..
لقد استقل عنهم منذ زمن .. يتعامل معهم دائما على انهم اشخاص يعيشون معه وليس على انهم ابوه وامه .. منذ صغره لم يعتد
على العيش معهم كثيراُ .. ما يثير استغراب من حوله دائماً انه ما يزال يعيش معهم ..
عندما عادت روزا للمنزل كانت كلوديا ما تزال نائمة بملابسها و لم يتحرك شيء في البيت فعرفت انها نامت بعد عودتها منهم
الى الان .. لم توقضها لقد كانت تبدو متعبه جداً فلم يهن عليها ازعاجها .. ذهبت هي بدورها كي تنام ..
كان الوقت منتصف الليل عندما وصلت لكلوديا رساله أيقظتها من نومٍ عميق ..
نهضت وبقيت قليلا حتى استوعبت الوضع أللذي هي فيه .. بعدها أخذت الهاتف لترى من مَن الرسالة ..
فكانت من شركت الاتصالات .. أي رسالة إعلانيه .. اغضب هذا كلوديا إذ أنها كانت نائمة بعمق ولم تكن تريد الاستيقاظ بعد ..
لم تستطع العودة للنوم مباشرةً فنهضت لتشرب شيئا .. كان الوقت متأخر جداً .. أطلت على أمها فوجدتها نائمة ..
ذهبت بعد هذا للمطبخ كي تشرب شيئا .. سكبت لنفسها كوباً من القهوة فقد كانت تشعر ببعض البرد .. وأخذت شال أمها
فلفته على كتفيها وخرجت للحديقة .. كانت السماء صافيه وجميله .. بقيت قليلا تتمشى وتحتسي القهوة وهي تشعر
بأن هذا الجو وهذا المكان يريح النفسية بشكل كبير .. الهواء منعش جداً هنا .. فكرت انه ربما لان المكان مرتفع .. جاء رالف في باله
و تمنت أن يكون بخير .. لقد طمئنوهم من المستشفى انه على ما يرام .. ولكن مع هذا تريد أن تراه وتتأكد بنفسه ..
قطع صوت فتح البوابة عليها أفكارها فاستدارت بقلق لترا سيارة ادوارد تدخل القصر ..
يبدو انه عاد للتو من المستشفى .. كان يبدو تعباً جداً .. لم ينتبه لها عندما نزل من السيارة .. كان يمسك بسترته و قد فتح أزرار قميصه من فوق .. يبدو مرهقاً جداً .. أحست بالعطف عليه وضلت تنظر له بحنان حتى فتح باب القصر فنادته بدون وعي منها .. – ادوارد ..
ضل واقفاً قليلا قبل أن يستدير وينظر لها باستغراب .. لم يقل شيء ولم يتقدم منها فعرفت أنها يجب أن تذهب إليه ..
سارت بتردد نحوه وهي تلعن نفسها لأنها نادته .. عندما أصبحت أمامه كان ينظر لها وينتظر أن تقول شيئا ..
بينما كانت هي تنتظر أن يقول لها شيء كي تبدأ .. ولكن عندما طال صبرها ولم يتفوه بكلمه بدأت هي الحديث ..
_ كي.. كيف هو السيد رالف ..؟
كانت تشعر بالتوتر الشديد وهو لم يساعدها حتى تهدأ .. لقد كان ينظر لها بتعب وارتعشت قليلا عندما مد يده ليأخذ منها
الكأس أللذي بيدها فينظر له قليلا .. – أتسمحين ..
قال هذا و شرب القهوة قبل أن تجيب عليه حتى .. أعاد الكأس ليدها وهو يتكلم بتثاقل – انه بخير ..
بقي ينظر لها قليلا وهي تنتظر أن يقول شيئاً .. لقد كانت تحاول تفادي النظر مباشرةً لعينيه لأنها تعرف أنها لو فعلت
لضاعت فيهما .. – فيه سكر كثير ..
ودخل .. هذا ما قاله فقط .. بقيت تنظر للباب أللذي لم يغلقه بعد دخوله .. نظرت للكأس أللذي شربه كله بسحبه واحده ..
عندها فقط استوعبت قصده بقوله أن السكر كثير .. لقد قصد القهوة .. ابتسمت وهي فرحه لهذا التقارب الصغير أللذي حدث بينهم
سارت عائده للبيت وهي تكلم نفسها بصوت منخفض – على الأقل لم يصرخ علي ولم يتجاهلني هذي المرة ..
كانت تشعر بتضارب مشاعرها .. عندما تفكر في ما يفعله و كيف يتصرف معها تغضب و تقرر أنها لن تهتم بهي بعد الآن
وإنها سوف تنساه كلياً .. لكن هذا كله يختفي عندما تراه .. هي لا تستطيع إلا أن تعشقه .. عندما تفكر أحيان أن شخصيه كشخصية
ادوارد يجب أن تكون مكروهه لدى الناس .. هو شخص لا مبالي .. لا يهتم لأحد ولا يبدو انه يحب احد .. لم أذن هذا كله ..
لم يكون في قلبها هكذا .. ولما هو محبوب هكذا بين الجميع .. أعادت شال أمها لمكانه ودخلت للغرفة دون أن تعيد الكأس ..
نظرت للكأس قليلا وهي تفكر كم هي غبية .. ولكنها أرادت أن يبقى من هذا اليوم شيء للذكرى .. لذا فتحت دفتراً اشترته للتو لم تكتب
بهي شيء بعد وبدأت تكتب ..
الجزء الخامســ,,




ابتسمت وهي فرحه لهذا التقارب الصغير أللذي حدث بينهم ..
سارت عائده للبيت وهي تكلم نفسها بصوت منخفض – على الأقل لم يصرخ علي ولم يتجاهلني هذي المرة ..
كانت تشعر بتضارب مشاعرها .. عندما تفكر في ما يفعله و كيف يتصرف معها تغضب و تقرر أنها لن تهتم به بعد الآن
وإنها سوف تنساه كلياً .. لكن هذا كله يختفي عندما تراه .. هي لا تستطيع إلا أن تعشقه .. عندما تفكر أحيان أن شخصيه كشخصية ادوارد يجب أن تكون مكروهه لدى الناس ..
هو شخص لا مبالي .. لا يهتم لأحد ولا يبدو انه يحب احد .. لم أذن هذا كله ..
لم يكون في قلبها هكذا .. ولما هو محبوب هكذا بين الجميع .. أعادت شال أمها لمكانه ودخلت للغرفة دون أن تعيد الكأس ..
نظرت للكأس قليلا وهي تفكر كم هي غبية .. ولكنها أرادت أن يبقى من هذا اليوم شيء للذكرى .. لذا فتحت دفتراً اشترته للتو لم تكتب بهي شيء بعد وبدأت تكتب ..
وضعت الكأس امامها وضلت تحدق به قليلا قبل ان تبدا الكتابه في دفترها الصغير ..
كانت تتكلم بصوت مسموع .. تقول كل جمله تريد ان تخطها قبل وضعها على الورق ..
_ لا اعرف لماذا اليوم اريد ان اكتب .. سوف اكتب ما افكر به .. لانه لا يوجد احد غيرك ايها الكتاب
من استطيع ان اقول له كل ما سوف اضعه بين صفحاتك .. ادوارد .. هل تسمح لي ان اسميك بهذا الاسم ..؟
بالطبع تقبل .. من في العالم لا يريد ان يطلق عليه هذا الاسم .. انه اروع اسم سمعته .. او .. ربما اراه هكذا لان من يحمله هو ادوارد .. اعتقد ان اي اسم مهما كان فضيعاً سوف يصبح الاروع عندما يكون له هو .. انني اعشقه .. وبت اتنفسه بعد انتقالنا الى هذا المنزل .. لا اعرف لما يحدث هذا معي ولم لا استطيع ان افهم انه لا يطيقني .. الا يجب ان ابتعد عنه بعد ان عرفت بهذي الحقيقه .. الا يجب ان امحوه من داخلي .. ولكني لا استطيع وحسب .. سوف ابتعد عنه ولكن لا اضن انني استطيع نسيانه .. حسنا ما رأيك ايها الدفتر ان ابقى على حبه بدون ان يعرف هو وبدون ان انتظر منه شيء .. اليس هذا قرار حكيم .. انا ارى ان هذا افظل شيء .. سوف افعل هذا ولكن يجب ان اكون حذره ..
يجب ان اعتاد اولا على الحديث معه بدون اي شيء .. كي يعرف انني لم اعد افكر به .. وهناك شيء اخر اريد ان اعرفه بشده .. سيدرا .. هل هي حقا خطيبته ام لا .. هل هما عشيقان .. ربما لهذا لم تقل السيده انها خطيبته .. ربما لم تحدث خطبه رسميه بعد .. كلما افكر بالامر اشعر بالالم الشديد والغيره منها .. هل تعرف ادوارد .. لم احسد ولم اكرهه من قبل شخص لأمتلاكه شيئ ما .. ولكني الان اكرهه سيدرا حقا .. لا احب ان اشعر هكذا ولاكن هذي هي الحقيقه .. انا لا اطيقها .. اشعر انها هي اخذت ادوارد مني مع انني اعرف انه لم يكن يوما لي وانها اصلا تعرفه قبلي .. لقد بدأت بالبكاء الان لذا سوف اكتفي بهذا لليوم .. لم اتحدث بعد عن قصت هذا الكأس ولاكن لا عليك .. سوف تعرف كل شيء .. فـ منذ الان سوف اقول لك كل شيء يحدث معي هنا .. اراك لاحقا اذن ..
الا اللقاء عزيزي ..

اغلقت الكتاب وخبأته في الدرج .. وضعت الكأس ايضا معه .. ذهبت بعد هذا للحمام كي تغسل وجهها ..
لقد كانت تبكي .. غسلت وجهها جيدا وعادت لتغير ملابسها .. ارتد ملابس مريحه للنوم وعادت للفراش .. اغمضت عينيها ومنعت نفسها من التفكير بأي شيء .. الان هي تريد ان تنام فقط ..
كانت تحلم .. لقد حلمت باشياء عديده ولكنها لا تتذكر شيء منها .. سمعت صوت سيارة تخرج من البوابه فأيقضها الصوت .. لقد نامت طويلا لذا هي الان لا تشعر بالنعاس ابدا .. مع ان الوقت مبكر جدا على الاستيقاض .. نهضت من السرير ودخلت لتأخ حماما تنتعش به .. ارتدت بعد هذا ملابس دافئه لان الجو في الخارج كان باردا بعض الشيء .. الشتاء بدا بالاقتراب والجو اصبح باردا خصوصا في الصباح وفي هذي البقعه العاليه عن الارض .. صنعت لها كوبا ساخنا من الشاي كي تدفأ نفسها وخرجت للحديقه .. كانت امها ما تزال نائمه لذا لم ترد ازعاجها بالبقاء في المنزل واحداث ضجه .. عندما خرجت كان الجو لطيف جدا .. الهواء منعش و بدأت تتنفس براحه .. نظرت نحو مرأب السيارات فلم تجد سيارة ادوارد هناك .. لقد كان الوقت مبكر جدا على الذهاب للعمل ان كان لديه اليوم عمل .. ربما ذهب للمشفى .. هذا ما فكرت به .. شربت من الكأس و عندما انزلته وكانت تريد ان تجلس على احدى الكراسي الموجوده رأت طفلا يجلس بعيدا قليلا عن مكانها .. كان يجلس على الارض وهو يلعب بجهاز محمول .. عرفت انه جون .. اخ ادوارد الصغير
لم ينتبه لها لانه كان منشغل بالجهاز امامه .. ترددت قليلا قبل ان تذهب اليه .. لقد كانت مقابلتها الاولى معه غير مشجعه للتحدث اليه مره اخرى .. ولكنه طفل صغير .. سيكون من الجيد ان يصبحان صديقان ..
هي تحب ان تلعب مع الاطفال .. وتحب ان تكون معهم .. ولاكن هذا الولد مختلف .. انه يتصرف كالكبار ..
اقتربت منه حتى اصبحت واقفه امامه مباشرتا .. رفع نظره لها بعدائيه وكان يبدو عليه الانزعاج ..
_ ماذا تريدين ..؟
صرخ بوجهها ..
_ لما تصرخ .. لا اريد شيء ..
_ اذن لما انتي هنا .. اغربي عن وجهي
_ تأدب ايها الصغير .. اليس من المعيب ان تتكلم بهذي الطريقه مع ضيفتك ..؟
_ انتي لستي ضيفتي .. انتي سارقه
صدمت هذي الكلمه كلوديا بقوه .. لم تعد تفهم هذا .. سارقه .؟ ترددت الكلمه في رأسها حتى استوعبتها وصرخت – ماذا .. كيف تجرأ ..؟
قال جون بخوف - انتي تريدين سرقت امي مني
_ ماذا ..
نظرت له بحيره ثم جلست امامه وهي مستغربه من حديثه ..
_ اسرق امك ..؟ ماهذا الهراء ..؟
_ لا تكذبي .. لقد جئتي لتأخذي امي لانها تملك المال وانتي لا تملكين
_ كف عن هذا ..
صرخت بوجهه بقوه فصمت الولد وبدى عليه الخوف .. يبدو انها صرخت بقوه اكثر من اللازم ..
تنهدت وهي تحاول فهم الوضع اللذي يتحدث عنه هذا الولد ...
_ من قال لك هذي السخافات .. ولما عساي اسرق امك .. لدي ام ولا احتاج لواحده ..
_ ولكن ليس لديك اب ..
_ وما شأن هذا ..؟
لم يجب عليها .. لم يعد يعرف ما يقول .. ولكن يبدو ان هناك احد قال له هذي السخافات ... لقد انتهى ما لديه ولم يعد يعرف ما يقول .. – اسمع يا صغير .. لما تقول هذا الكلام .. انا لدي ام ولا احتاج للمال لكي ااخذ امك ..
_ بلا تريدين امي لان امك سوف تذهب عنك ..
استغربت كلامه وبقيت تنظر له قليلا .. بدا يشيح بوجهه عنها .. يبدو ان هذا الطفل ليس لئيم كما ضنت ..انه خائف من شيء ..
_ اسمع يا صغيري .. انا لا اريد اخذ امك .. وامي لن تذهب لمكان بدوني .. هي لا تستطيع ان تعيش بدوني وانا كذلك .. ولاكن الان قل لي من قال لك هذا الكلام السخيف ..؟
_ لا احد ..
_ اذن لما تقول هذا .. انت كبير بما فيه الكفايه لتعرف ان لي ام وانني لن اأخذ امك .. فالأمهات لا تسرق
_ امي تريد فتاة .. هي لا تحب الاولاد .. وانتي تريدين ان تصبحي ابنتها ..
لم تعد كلوديا تفهم شيء من هذا الطفل .. ماهذا الهراء .. ما للذي يتفوه به .. بحق الله ليخبرها احد ..
لم تقل شيء و عاد هو لينظر لجهازه بتوتر ..
_ انا لن اصدقك .. لن اسمح لك ان تأخذي امي بعد ان اصبحت تحبني ..
نهض بعد هذا وركض نحو القصر تاركاً جهازه خلفه .. نادته كلوديا ولكنه لم يتوقف
لم تركض هي ورائه .. لقد بدى الامر غريباً .. عن ماذا كان يتكلم هذا
بدت بفكر بكل شيء قاله .. وصولن الى جملته عن كون امه بدت تحبه الان .. ماذا كان يقصد
ان فكرت بكلامه فهذا يجعل السيده كاميليا غير مهتمه باولادها .. ويبدو ان هذا الولد كان مهمَلا من قبلها ..لم يبدو على ادوارد ايضا ان بينه وبين امه علاقه حميمه .. كان يكلمها بعدم اهتمام وكان يناديها احيانا بأسمها .. السيده كاميليا تبدو من اكثر الامهات اهتماما وحبا لأولادها .. لما يتصرفان هذان الاثنان هكذا اذن ..
لا .. قالت بصوت مسموع .. هذا الطفل ليس كأدوارد .. هناك شيء يعرفه ويخبئه .. عنها هي .. لم يقل كل ما لديه ولكن .. هل ما قاله يصدق حتى يكون لديه شيء اخر ليقوله .. يبدو ان عطلت الاسبوع لن تكون جيده كما ارادتها ان كانت هذي البدايه .. عادت بعد هذا الحوار الشاق مع جون واللذي ابقاها منذهله من هذا الولد والكلام اللذي قاله .. عندما دخلت المنزل كانت امها قد استيقضت وكانت تجهز الفطور .. نظرت لها كلوديا وتذكرت كلام جون عن ترك امها لها .. من اين اتى بهذي السخافه .. هي لن تصدق هذا حتى لو اخبرتها امها .. لا يمكن لها تصديق ان امها تتركها في يوم من الايام .. هي لا تستطيع العيش بدونها .. عدى انها لا تستطيع اليعش بدونها عاطفيا فهي ايضا لا تستطيع تحمل اي نوع من المسؤليه .. لقد اعتادت ان تفعل امها كل شيء .. ابتسمت لامها وهي تفكر ان ماقاله جون كله هراء .. ربما كان خوفه من ترك امه له لسبب ما اخافه ليجعله يقول هذي الاشياء السخيفه .. دخلت لتلقي على امها تحية الصباح وتبدى الافطار معها .. كان هذا اليوم عابراً لم يحدث فيه ما يذكر .. لقد امضت اليوم بصحبت خادمت منزل ادوارد لان امها والسيده كاميليا كان لديهم عمل ما اخرهم لوقت طويل .. و ادوارد لم يعد بعد خروجه منذ الصباح اما جون الصغير فهي لم تلتق به بعد تلك المحادثه اللتي دارت بينهم .. كانت ميا خادمتهم طيبه جدا .. وهي تكبر كلوديا بثلاث سنوات فقط لذا كان الحديث معها مسلي جدا .. اصبحتا صديقتين ولاكن كان هناك خادمه كبيره في السن لم تكن طيبه جدا .. كانت تنظر لكلوديا بانزعاج و تطلب من ميا ان تكمل عملها وان تكف عن الحديث .. انها صارمه جدا .. شعرت بالشفقه على ميا لانها تعمل مع امرأة مثلها .. لقد كانت ميا تصمت ولم ترد على كلمه من كلمات الخادمه العجوز .. فكرت كلوديا انها لو كانت بمكان ميا لتشاجرت مع هذي العجوز بالتأكيد ..
مر اسبوع كانت روزا تغيب فيه على الدوام مع كاميليا وعندما تسأل كلوديا عن وجهتهم تقول لها زيارات .. او حفله لصديقتهما . او شيء من هذي الاشياء اللتي لا تعجب كلوديا ولا تحب الذهاب لها .. رالف لم يعد بعد ولم تذهب كلوديا لزيارته ولكنها كانت تتصل به على الدوام .. كانت تتحدث معه على الهاتف لساعات .. لم يكن لها سوى ان تتحدث مع رالف على الهاتف .. او مع ميا .. اللتي اصبحت صديقه لها وكانت تسأل ميا كثيراُ عن هذي العائله .. كما تقول ميا واللذي صدم كلوديا بشده انها تعمل هنا منذ ان كانت في العاشره من عمرها .. لقد كانت امها تعمل هنا وعندما توفيت امها ضلت تعيش لديهم حتى اصبحت كبيره بما فيه الكفايه فطلبت منهم ان تعمل .. كما قالت هم لم يقبلو في البدايه ولكنا لم تقبل ان تعيش لديهم بدون مقابل .. مع هذا لم يعجب كلوديا ان تكون قد عاشت حياتها كلها وهي خادمه .. يبدو الامر صعب جدا على عقل كلوديا ..
في احدى المرات عندما استيقضت كلوديا مبكره رأت ادوارد يخرج بالسياره .. كان يخرج في هذا الوقت كل يوم ولا تراه عندما يعود اي انه يعود متأخر جداً .. لقد اصبحت تشتاق لرؤيته جدا .. لم ترا يجلس في البيت ولا مره .. كان في الخارج دوما .. اما جون فهو ايضا يذهب للمدرسه مبكراً و عندما يعود يغلق على نفسه الغرفه ولا يخرج .. بينما يكون السيد مايكل في العمل طوال اليوم .. ماهذي العائله .. لم تعد كلوديا تحب طريقت عيشهم ..
في احدى الليالي كانت كلوديا تجلس في المطبخ مع ميا بينما ذهبت العجوز للنوم اذ ان الوقت كان متأخر ..
لم تعد روزا مع كاميليا بعد للمنزل لذا هي تبقى في القصر حتى عودت امها .. انها تخاف ان تبقى بمفردها في منزلهم .. اعدت ميا لها بعض القهوة واعدت لنفسها ايضا .. لقد انتهت من عملها لذا قررتا الخروج وشرب القهوه في الحديقه .. جلستها على احدى المقاعد و كانتا شاردتا الذهن كليهما ..
عادت كلوديا للواقع وتكلمت بصوت خفيف – بما تفكرين ..؟
_ انتي ايضا كنتي تفكرين .. بماذا ..؟
_ لقد سألت اولا ..
_ لا شأن لي بهذا .. ان اجبتي اجيب ..
_ افكر كم ان هذي العائله غريبه ..
_ ههههههههه .. حسنا يبدو ان هذا ما يشغلك موخراً .. اليس كذلك
_ ولكن حقا .. انظري معي .. الا ترين ان هذي العائله غريبه .. انهم لا يجتمعون ابدا
_ حسنا . ربما هو شيء غريب ولكني اعتد عليه لذا لم يعد ذو اهميه بالنسبه لي ..
_ لما هم هكذا .. لقد بدو لي طيبين ومحبين لجو العائله عندما التقيتهم اول مره
_ لنقل انهم حقا كذلك .. ولكن ..
_ ماذا .؟
سألت كلوديا بأهتمام ..
_ سألتني ماذا .. اسمعي لا اعرف ولاكن هم هكذا ... اشعر احيان انهم يحبون بعضهم وهذا شيء طبيعي ولاكن في احيان اخرى اشعر انهم لا يهتمون لبعض .. خصوصا ادوارد وجون .. لا يشعران بالأنتماء الى امهما وابوهما ..
_ لما ..
بدى الامر مشوقا لكلوديا .. لقد حدثت اشياء كثيره في الأاونه الاخيره ادخلت الحيره لقلب كلوديا .. ربما ستجد جوابا لدى ميا ..
_ لما انتي مهتمه .. دعينا من هذا الا تريدين ان اخبرك بما كنت افكر
_ ميا هيا اكملي .. سوف تقولين فيما بعد .. اريد ان اعرف لما هم هكذا ..؟
_ انتي فضوليه جداً .. هل تعرفين هذا ..
_ ههههههه ... نعم اعرف .. هيا تكلمي
_ لا اعرف الكثير بالرغم من انني اعيش هنا منذ صغري .. لم اهتم بالامر كثيرا .. او بالاحرى لم يبدو لي غريبا كي اهتم به .. لقد كانت السيده تخرج دوما بصحبت السيد للحفلات ويسافران كثيرا .. لم ارها كثيرا مع
السيد ادوارد مع انه كان كبير عندما جئت انا لمنزلهم .. الامر ذاته مع السيد جون .. حسنا ربما مختلف قليلا فهي بدت تهتم او بالاحرى تجلس اكثر معه في المنزل .. قلت سفراتهم هي وزوجها .. السيد ادوارد لا يبدو من هذي العائله .. لقد استغربت عيشه معهم حتى هذي اللحضه .. الشبان امثاله يستقلون بحياتهم في هذا العمر خصوصا وعلاقته مع اهله ليست حميمه .. تشبه علاقت الاقارب .. ليس ولد وابويه ..
هناك شيء اخير .. السيد ادوارد متعلق جدا بالسيد رالف سائق العائله .. كما سمعت انه كان يهتم به جدا وكان له كألأب في غياب ابويه الدائم .. انه يعتبره اقرب من ابويه له .. وهذا ما رأيته .. يحترمه بطريقه جميله جدا .. لا تقولي لأحد ولاكن يبدو ان السيد رالف هو الوحيد اللذي يحصل على هذا الاحترام والتهذيب من السيد ادوارد .. لا اقول ان السيد ادوارد غير مهذب ومحترم ولاكنه لا يحب المزاح ولا الابتسام .. وعندما يطلب مني شيء اكاد اتجمد من شدت بردوته ..
كانت كلوديا مهتمه بكل كلمه تخرج من بين شفتا ميا .. لقد كان الحديث عن ادوارد بالطبع ستكون هذي حالتها
ولاكن بعد الطرفه اللتي القتها ميا ضحكت كلوديا بشده .. لقد كان هذا افضل وصف سمعته عن طريقت ادوارد بالحديث .. فهمت الأن لما يخرج كل صباح .. لم يكن يذهب للعمل بل كان يذهب لزيارت السيد رالف ..انه رائع عندما يكون حنون .. شعرت انها تريد ان تضحك على نفسها بعد ما قالته .. كم هي سخيفه
ماهذا التفكير الان .. يبدو ان ميا لم تعد تريد الحديث عن العائله لذا غيرت الحديث .. دار بينهما حوارات عديده حول حياة ميا و عن كلوديا ايضا بعض الاحيان .. ولكن كلوديا كانت متحمسه جدا لمعرفت كل شيء عن ميا لذا لم تتحدث كثيرا عن نفسها .. هي دائما هكذا تحب ان تسمع كثيرا وتحب ان تسأل وتعرف الكثير عن الاشياء والناس اما عن نفسها فهي لا تحب ان تتحدث ابدا .. ربما لانها لا ترا في حياتها شيء يقال .. اوقف حديثهم فتح البوابه ووصول والدتها بصحبت كاميليا ويبدو ان السيد دانيال هو اللذي اوصلهم ..
كان يبدو ان امها ليست بمزاج جيد .. اقتربو منها ومن ميا اللتي وقفت بسرعه فوقفت كلوديا بعدها ..
القت ميا التحيه والقيت انا ايضا بينما مد السيد دانيال يده لي للمصافحه وهو مبتسم .. كان شخص لطيف
ولكن فيه شيء لا استطيع معرفته يزعجني ..
_ كيف امضيت يومك عزيزتي ..
هذا كان سؤال كاميليا لها .. واللذي انتظرت ان تسأله امها ..
_ جيد .. لم يحدث الكثير كنت مع ميا طوال اليوم ..
كان يبدو عليها الاسف لانهما تركاني وحدي هذا الاسبوع كله .. لم اشعر بالملل الكثير
لقد كنت استمتع بالحديث مع ميا .. ولكني اردت الخروج ايضا ..
امي لم تقل شيء .. كانت تبدو قلقه او متوتره من شيء.. ما بها ..؟
وقفت كلوديا واقتربت من امها لتمسك يدها .. – ما بك امي ..؟
_ ااه .. لا شيء عزيزتي .. كنت ساهيه قليلا ..
ابتسمت كلوديا لها ولم تصر عليها .. لقد بدى الوضع يزعجها .. منذ وصولهم لهذا المنزل وامها
منشغله عنها كليا .. هذا لا يطاق .. هي لم تعتد على اهمال امها لها حتى وان كانت كبيره ..
لقد كانت روزا تمضي اكثر اوقاتها برفقت كاميليا .. يبدو انهن منشغلات جدا هذي الفتره ..
عندما تسأل امها عن اللذي يقومان به لا تجيب او تقول لها ستعرفين فيما بعد .. هذا مزعج
جدا لكلوديا ..
سألتها كاميليا – هل تعشيتي ..؟
_ نعم ..
لم تعتد بعد على السيده كاميليا ولا السيد دانيال .. هي لم ترهم كثيرا كي تعتاد عليهم ..
افضل شخص في هذا المنزل بالنسبه لها ميا .. هي الوحيده الموجوده دوما .. متى احتاجت كلوديا
لشيء تجده عندها .. القى السيد دانيال التحيه عليهم و ابتسم لروزا قبل ان يستدير ليذهب لسيارته ..
استغربت كلوديا ابتساماته الدائمه لأمها .. ولكنها لم تهتم كثيرا .. القت هي بدورها التحيه على ميا والسيده كلوديا لتدخل مع امها للمنزل قبل ان يأتي ادوارد .. بدأت امها حديثا مع روزا فوجدت هي الفرصه لترى ادوارد قليلا .. لقد اشتاقت له كثيرا .. لم ترا في الاسبوع الماضي سوى مرتين او ثلاث .. وكانت سريعه جدا .. عندما وصل القى التحيه على امها ويبدو ان التحيه كانت موجهه لها ايضا .. هي لم تنتبه لقد كانت تحاول السيطره على مشاعرها و عدم النظر له .. كان يتعب نفسه جدا .. يخرج من الصباح لا يعود حتى المساء
هل يعمل طوال هذا الوقت .. بدأت كلوديا تتسائل قبل ان تعود لتسمع ما يريده من ميا .. ناداها بالخادمه ..
قال لها ايتها الخادمه .. صدمت هذي الكلمه كلوديا بشده .. لم تتصور ان يصل الى هذي الدرجه .. حتى لو
كان هو سيدها كيف يستطيع ان يناديها بهذا الاسم .. انه اسم كان يستخدمه القدماء فقط لمنادات عبيدهم .. نظرت كلوديا بسرعه نحو ميا اللتي صدمتها هي ايضا بهدوئها وكأنه شيء لم يكن .. يبدو انها معتاده على هذا .. لقد قالت انها عاشت معهم طوال حياتها .. كيف يستطيع
استعمال هذي الكلمه لمناداتها .. هذا ابعد ما يكون عن الاحترام والتهذيب .. مابال هذا الرجل .. يعيش في قصر كهذا وله كل هذي الحاشيه .. اهله يملكون كل هذي الاموال ولم يعلموه كيف يحترم الاخرين ..
تكلم عن تحضيرها لغرفت ضيوف بسبب وصول احدهم غداً .. يبدو ان ضيفا سيزوره .. جيد انه على الاقل
يستقبل الضيوف في منزله .. قال ايضا ان ضيفه سيصل مبكرا .. اي ان على ميا تحضير كل شيء في الصباح الباكر .. ماهذا الضلم الم يستطع اخبارها قبل هذا .. لقد تأخر الوقت كيف ستستيقض غدا .. يريدها ان تستيقض مبكرا . هل يضن انها مثله حتى النوم والاستيقاض لديه مختلف عن الاخرين .. يكون اول من يستيقض واخر من ينام ..
ذهبت ميا بعد ان انتهى من اعطائها اوامره الفضيعه .. امها وكاميليا كانتا بعيدتان بعض الشيء عنهما ..
استاردت كلوديا لتبتعد عنه .. لم تعد تحتمل وجوده بقربها هكذا .. مشاعرها متضاربه بين حبها له و بين
محاولتها لكرهه اللتي تنتهي بالفشل دائماً ..
_ هل هذي لكِ ...؟
استدارت لتواجهه وهي لا تريد سماع منه شيء .. كان يحمل بيده سلسال ناعم فيه حجره حمراء على شكل قلب .. لقد كانت تبحث عنها في كل مكان .. اين وجدها ..؟ استغربت هذا واخذتها من يده بسرعه ..
نظر لها مستغربا – لما تنظرين لي هكذا .. الا يجب عليك ان تشكريني على الاقل ..
لاحظت انها تنظر له بأزدراء فعدلت من وضع وجهها بسرعه واشاحت عنه .. لما يتحدث معها الان ..؟
لقد اثار استغرابها .. لم يقل لها من قبل سوى كلمه او كلمتين وكان فقط ردا على سؤالاتها ..
لم تعرف ما تقول له فبقيت صامته ورفعت نضرها له وظلت تحدق بعينيه بانزعاج ..
نظر لها شضرا قبل ان يقول بأستهزاء وبضحكه ساخره – طفله غير مهذبه ..
لم تعد تستطيع السيطره على نفسها .. صرخت خلفه بعد ان استدار – انت بدون اخلاق ..
تنفست بقوه بعد ان كانت تحبس نفسها وهي غاضبه .. اجابها بكلمه صدمتها جدا ولم تتوقع ان يقولها
رداً على شتمها له .. قال لها وهو يتابع سيره بهدؤ – اعرف
بدأت تهدا وظلت تنظر له حتى غاب في القصر .. لما قال لها اعرف .. اشعرها هذا بالذنب ..
لقد كان صوته مؤلم وهو يقول هذا .. الا يعرف انها لا تتحمل منه هذا الكلام .. ان كان الوضع يسمح لكانت
ركضت ورائه لتعتذر عن ما قالته له .. لقد انزعجت كثيرا من نفسها ومنه هو ايضا .. ماذا يحدث لها ..
بدا هذا الحب يزعجها ويؤلمها اكثر .. لم تعد تتحمل هذا الوضع .. كانت ستبكي قبل تستدير لترى امها والسيده كاميليا ينظران لها بتعجب .. لم يكن ينقصها سوى هذا .. من الصدمه الباديه على وجوههم واضح انهم سمعوا شتمها لأدوارد .. بالطبع سوف يسمع الجميع .. لقد صرخت باعلى صوتها من شدت الغضب ..
لم تستطع الوقوف امامهم لمده اطول ..ماذا ستقول السيده كاميليا عنها الان .. انزلت رأسها للاسفل قبل ان تستدير لتذهب للمنزل .. لم يناديها احد ..
اشعرها هذا بالراحه .. دخلت الى غرفتها واقفلت الباب على نفسها .. دخلت بعد هذا للحمام وفتحت الماء وجلست على الارض بملابسها .. بدأت تبكي بحرقه .. كانت هذا الاسبوع منزعجه من كل شي ومستغربه من كل شيء .. تسمع اشياء كثيرا غير مفهومه .. لا احد يشرح لها ولا يجيب عن اسألتها احد .. يبدو ان الجميع يخطط لشيء هي لا تعرفه .. تعرف ان امها لديها شيء تخفيه وهذا يزعجها جدا .. حاولت مرارا ان تسألها عن اي شيء ولاكن روزا كانت تتهرب من الجاوب دائماً .. لقد كان هذا ضغط لم تعتد عليه من قبل ..
بدأت بالبكاء ولم تفتح الباب لأمها عندما بدأت تطرقه بقوه ..
بدت روزا خائفه على كلوديا .. صرخت من خلف الباب .. – كلوديا ما بك .. افتحي الباب .. ارجوك ما بك .. لما تبكين كلوديا ..
كان صوت امها خائفا جدا وهي لم ترد ان يحدث هذا .. هي تريد ان تبكي لتخفف على نفسها .. البكاء يفيدها دائما .. صرخت لأمها وهي تبكي – ارجوك امي دعيني .. لم يحدث لي شيء انا منزعجه فقط ..
_ كلوديا افتحي الباب وقولي لي ما يزعجك .. لا تفعلي هذا بي ..
_ امي لا اريد التحدث اليوم دعيني ارجوك .. اريد ان ابقى وحدي
_ كلوديا ..
_ امي لن ابكي .. لقد هدأت فقط اريد ان ابقى لوحدي ..
استندت روزا على باب غرفت كلوديا وهي تشعر بالحزن الشديد على حالها وعلى ابنتها ..
لما يحدث معها هذا .. لم تشعر يوماً بالراحه التامه .. كان هناك دوما شيء ما ينغص عليها ..
اتجهت لغرفتها وهي تفكر بكلوديا .. ماذا يحدث لها .. هذا كله قبل ان اقول لها انني اريد ان اتزوج وان
ننتقل لنعيش في بيت دانيال .. ماذا سيحدث لها ان قلت .. هل يمكن ان تقبل .. لا . لا . لالالا
بدأت تردد هذي الكلمه ..
_ كلوديا لن تقبل ابدا بهذا .. لا اعرف ماذا افعل .. لم اعد احتمل هذا الوضع .. يجب ان اتخذ قرار
اما ان اخبرها بالامر .. او ان ..
بدأت قلقه من الحل الاخر .. انه ترك دانيال .. هي لا تشعر انها ستنهار ان تركته ..
هي تشعر بالراحه معه .. هو يؤمن لها كل شي .. يحبها ويفعل من اجلها اي شيء .. لقد احبها في السابق ولم
يكف عن حبها حتى بعد كل ما حدث لها .. انه انسان رائع لا تستطيع ان تجرحه هكذا فقط ..
تذكرت زوجها جورج .. اخرجت صورته من خزانت ملابسها .. لديها صوره واحده تحتفض بها لجورج ..
لقد اعطاها اياها عندما قابلها اول مره .. قال لها حينها – انظري لي جيدا وان اعجبتك سوف اتزوجك ..
كانت الحياة بالنسبه له مفارقات .. شي لا يحتاج لقرارات او لتفكير .. يفعل اي شيء ومتى شاء
بدون ان يفكر بمن حوله .. كان اناني جدا .. ومع هذا كان عشقه لها كبيراً .. لقد قال لها ذات مره ..
_ لو ان حياتي ملكي لما اهديتها الا لكِ ..
لم تعرف حينها ماكان يقصده .. كانت صغيره وبريئه جدا على عالمه .. مع كل ماكان يحمله لها
لم يهتم ولم يفكر بما سيحدث لها عندما ينتهي به المطاف و يمسكون به .. لقد كان يعيش يومه فقط ..
لو انه قال لها بما كان يعمل ربما كانت فكرت بتعقل اكثر من التهور اللذي قامت به في مراهقتها واللي ادى
الى خراب حياتها .. لقد حطمها .. حطمها بأسم الحب .. لهذا هي لا تستطيع ان تكرهه ..
تجد له الاعذار دائماً .. تفكر احيان وتتمنى لو يأتي ويأخذها من هذي الحياة .. ليذهبو لكوخهم الصغير اللذي كان يأخذها له .. الكوخ اللذي بناه هو واهداه لها .. قال لها في ذلك اليوم وهي سعيده جدا وكان هو مغتر بأنجازه للكوخ و يمثل عليها عدم اهتمامه بسماع رأيها .. بينما كان الفرح يتطاير من عينيه وهي تمدحه ..
قال لها – عندما انجح في ما انا فيه سوف اهديك قصراُ .. ولكن الان هذا ما استطيع اهدائه لكِ ..
لم تكن تريد منه شيء سوى الامان .. كانت ستقبل ان تعيش معه في اي مكان .. فقط لو كان فكر قبل ان يبدأ بذلك العمل اللعين .. تعبت من شدت التفكير وكانت قد امتلات الصوره بدموعها .. مسحتها وخبأت الصوره في الخزانه .. القت بنفسها على السرير و نامت نوما ثقيلا جدا ..



استيقضت كلوديا في صباح ذلك اليوم بمزاج سيء جداً .. كان الجو كئيبا و المطر قد بلل كل شي في الخارج ..
ارادت اكمال نومها ولكن النعاس قد طار .. نهضت من السرير بتثاقل و ارتدت ملابس دافئه ..
ذهبت للمطبخ كي تصنع لنفسها شيء تأكله .. كانت تشعر بجوع شديد .. بعد ان انتهت من افطارها ارتدت معطفها وكتبت ورقه لأمها تقول فيها ( امي .. سوف اخرج لأتمشى قليلا .. لا تقلقي علي ) ..
وضعتها على الطاوله وخرجت .. كانت السماء مليئه بالغيون السوداء والجو كان كئيبا جدا ..
يعطيك جو من الكئابه يجعلك تبكي بدون اي هم .. بدى الجو تصويرا لقلبها .. لقد كانت هي ايضا كهذا الجو ..
تشعر بالكئابه و اليأس من الحياة .. لم تنتبه من قبل على وضعها الحقيقي .. لقد فكرت بالامس ان تركتها امها لأي ضرف ماذا سيكوت مصيرها .. ليس معها اي شهاده ولا يبدو انه سيصبح ان ضل هذا حالها ..
هي تكرهه الدراسه وغير هذا هي غبيه ايضا .. انها تقر بهذا .. لما بدأت تفكر ان امها سوف تتركها .. انها حمقاء .. هذا لن يحدث بتاتا وهي متأكده .. ازاحت عنها الافكار ولكن هذا لم يساعد على تغيير مزاجها ..
بدأت تتنهد وهي تتمشى بين زهور الحديقه الاماميه للمنزل .. لم تأتي لها منذ اول يوم وصلو فيه .. كانت
تجلس في الحديقه امام منزلهم دوما .. قررت ان تتعب نفسها قليلا كي تنسى ماهي فيه .. بدأت تنزل السلالم
ولكنها لم تكمل لقد تعبت بسرعه .. هذي السلالم متعبه جداً .. ان خرجت من هذا القصر ومحيطه سوف يكون من المتعب العوده لذا قررت ان تبقى فيه .. بدأت تشم الازهار وتبحث عن انواع تعرفها ..
كانت الانواع اللتي تعرفها قليله فكل ما يوجد في هذي الحديقه غريب .. زهور جميله و جديده على كلوديا ..
كانت هناك زهره في اناء وحيده .. لم يكن معها اي زعره اخرى ولا حتى من نفس نوعها .. كان شكلها جميل
ولكنها تبدو غريبه عن بقيت الزهور .. لانها كانت اخف لونا منهم و اصغر حجماً .. بينما ان وضعت وحدها في مكان خالي ستكون رائعه جدا .. امسكتها وهي تتأملها .. جائها صوت من خلفها افزعها ..
_ كلوديا ..
هذا ما قاله الصوت الرجولي خلفها .. استدارت له بسرعه .. لم تعرفه .. من هذا
وكيف عرف اسمها ..؟ بدى بعمر ادوارد .. انه شاب طويل ذو وجه وسيم جدا .. ملابسه غريبه بعض الشيء .. يبدو كاللذين في التلفاز .. كانت ابتسامته جميله .. كان يبتسم لها فأحرجها جدا ..
سألت بتردد – من انت ..؟ ثم كيف عرفت اسمي ..؟
_ اسمك ..؟
قال بأستغراب وكأنها تتبلى عليه .. نظرت هي ايضا نحوه بأرتباك .. يبدو من ضيوف هذا القصر .. انه مناسب لهذا الجو جداً .. يبدو كأمير ..
_ لقد قلت كلوديا للتو .. الم تفعل ..؟
بدى انه فهم الوضع الأن .. – ااااه .. كلوديا نعم .. هل هو اسمك ..؟
_ ان كنت لا تعرفه لما قلت اذن ...؟
¬_ لقد رأيتك xxxxxه وانتي تنظرين لتلك الزهره .. لم استطع ان ابقي على تلك الحيره على وجهك الجميل
لذا قلت كلوديا .. اللتي كنت اقصد بها اسم الزهره .. لم اعرف انكِ كنتِ تتأملين توأمك ..
بدت كلوديا محرجه ومستغربه في نفس الوقت من حديث هذا الرجل .. ماباله يتحدث وكأنه يمثل ..
يبدو غريبا جدا .. ولكن من ناحيه اخرى كلامه جميل ومهذب للغايه .. اكثر من اللازم بقليل ..
لم تقل شيء .. لم تعرف ما تقول لها الشاب .. ولكن هو قال – لقد قلتي لي من انت .. هل كنتي جاده ..؟
_ وهل يبدو الامر مزحه ..؟
_ حسنا لا استطيع ان اصدق انك لا تعرفيني .. لم التق من قبل بشخص يسألني هذا السؤال ..
_ هل انت احمق ..؟
خرجت الكلمات من فمها بدون تفكير .. شعرت بالحرج الشديد ولكنها لم تقل شيء بعد هذا .. انه حقا احمق
ماهذا اللذي يتفوه به .. ومن يكون هو حتى يتوجب على الجميع معرفته ..
قال لها وهو يبتسم ولم يغضب من نعتها له بالاحمق – انا آمون كرينغ
بدى سعيدا جدا وهو ينطق اسمه .. ماهذا الغرور بحق الله ..
_ تشرفنا
قالت كلوديا هذا وتعمدت ان يكون صوتها فاتراً و استدارت لتكمل استطلاعها للزهور ..
_ هل خطيبت ادوارد ..؟
استدارت بقوه لتنظر بوجهه .. كانت الصدمه مرسومه على وجهها من سؤاله .. ماهذا اللذي يقوله ..
كان يتكلم بجديه اكثر من ذي قبل .. بدى قلبها يدق بسرعه .. لما يسأل هذا السؤال ..؟
هل يضنها سيدرا .. ؟




الجزء السـادســ..,




_ هل انت احمق ..؟
خرجت الكلمات من فمها بدون تفكير .. شعرت بالحرج الشديد ولكنها لم تقل شيء بعد هذا .. انه حقا احمق
ماهذا اللذي يتفوه به .. ومن يكون هو حتى يتوجب على الجميع معرفته ..
قال لها وهو يبتسم ولم يغضب من نعتها له بالاحمق – انا آمون كرينغ
بدى سعيدا جدا وهو ينطق اسمه .. ماهذا الغرور بحق الله ..
_ تشرفنا
قالت كلوديا هذا وتعمدت ان يكون صوتها فاتراً و استدارت لتكمل استطلاعها للزهور ..
_ هل انتي خطيبت ادوارد ..؟
استدارت لتنظر بوجهه .. كانت الصدمه مرسومه على وجهها من سؤاله .. ماهذا اللذي يقوله ..
كان يتكلم بجديه اكثر من ذي قبل .. بدى قلبها يدق بسرعه .. لما يسأل هذا السؤال ..؟
هل يضنها سيدرا .. ؟ بدت مرتبكه جدا ..
هدئت بعد هذا وهي تنعت نفسها بالحمقاء .. لمجرد ان سأل سؤال كهذا لا يجب ان يحدث لها شيء ..
نظرت له وهي تسيطر على نفسها بصعوبه - لا .. لما تسأل ..؟
كانت تريد ان تسال لما قرر انها خطيبت ادوارد ولكنها لم تفعل .. اكتفت بما قالت ..
_ حسناً .. لم اعتد على رؤية فتيات في هذا الوقت وفي حديقة هذا المنزل .. هل تعملين هنا اذن ..؟
_ لا ..
ابتسم لها
_ لما لا تقولين من انتي بدل كلمة لا ..؟
_ انا ..
لم تعرف ما تقول .. ولكن في النهاية قررت ان تقول من هي فلا يوجد داعي لتوترها بتاتاً ..
_ انا ضيفه هنا ..
لم تشأ ان تقول انها مستأجره .. سوف يبدو الوضع غريب ..
_ اااه .. هذا جيد .. فقضاء الاجازه بصحبت ادوارد بدت لي فكرة مرعبه ..
ضحك بعد هذا فأبتسمت كلوديا له .. كم هو احمق من يستطيع ان يقول ان قضاء الاجازه مع ادوارد امر مرعب ..
هي تتمنى ان تعيش هذا الرعب مره في حياتها .. بدت تطير بتخيلاتها بعيدا قبل ان يعيدها صوت الوحش المرعب اللذي
خرج من القصر .. استدارت لتنظر له .. كان مازال يرتدي ملابس نومه وهو يبدو منزعج جدا .. لقد غيرت رأيها الان ..
لم تعد تريد قضاء اي وقت معه .. قال بانزعاج - لما اتيت الان ..؟
_ هل هذا هو ترحيبك يارجل .. لم ارك منذ اكثر من سنه ..
تحرك آمون كي يدخل القصر و بقيت كلوديا في مكانها امام زهرتها .. كانت تنظر لأدوارد فأدارت وجهها عنه
عندما احست انها اطالت النظر .. ناداها آمون - الن تدخلي ايتها الزهرة .؟
اخجلها مناداته لها بالزهره امام ادوارد اللذي نظر لها بطريقه اثارت غضبها جداً ..
قالت له بتوتر وهي تستدير لتذهب بأتجاة السلالم ..- لا شكرا .. سأبقى في الخارج قليلا ً ..
_ لا تخرجي من البوابه ..
قال ادوارد آمراً فنظرت له بصمت وهزت رأسها بالموافقه .. دخلا بينما بقيت هي واقفه امام القصر
تنظر لنفس المكان اللذي كان ادوارد فيه .. كانت قد قررت بالامس انها سوف تعتذر لأدوارد عندما تراه اليوم ..
ولكن كل شيء اختلف عندما رأته .. انه يستحق ما قالته له وهو غير مهذب .. ولا يستحق ابدا الاعتذار .. استدارت بغضب
كي تعود للمنزل .. بدأ الجو ينزل قطرات من الماء .. شعرت بالبرد فلم ترد ان تبقى تحت المطر كي لا تتمرض ..
مع انها عادتا تخرج من المنزل عندما تمطر لانها تعشق اللعب تحت المطر و السير تحته .. على عكس امها تماما ..
لم تكن روزا قد استيقضت بعد عندما عادت كلوديا للمنزل .. فذهبت لغرفتها وجلست على طاولتها لتكتب في دفترها الخاص ..
_ جائنا اليوم زائر جديد .. انه رجل وسيم جدا .. ملابسه وطريقته في الحديث مضحكه بعض الشيء .. انه يبدو
كعارضين الازياء او ممثلي السيمنا .. لقد سألني ان كنت خطيبت ادوارد .. اشعر بالالم .. هل يعني هذا ان سيدرا تلك
خطيبت ادوارد فعلا .. ولكن ان كان هو صديقه الا يجب عليه ان يعرف شكل خطيبت صديقه ام ربما قد خطبها في هذي السنه
لان ذك الرجل قال انه لم يرى ادوارد منذ سنه .. هل خطبها لانه يحبها ام ..
اقفلت الدفتر بسرعه .. لقد بدت يدها ترتعش وهي تكتب .. لم تعد تتحمل كتابت هذي الاشياء ..
كيف لسيدرا المتعجرفه الحقيره تلك ان تكون خطيبت ادوارد ..؟
بدت تضحك على نفسها .. عندما تذكرت من يكون ادوارد .. على كل حال هي لا تستطيع
انكار انهم متشابهين تماما ..
سمعت اصوات في الخارج فعرفت ان امها قد استيقضت .. نهضت عن الكرسي ونفضت افكارها عنها ..
خرجت لترى ان امها قد حضرت الفطور ..
نطرت روزا لأبنتها بتفحص وعندما انزلت كلوديا راسها واستدارت لتجلس امام التلفاز بدت بالحديث ..
_ الن تأكلي ..؟
_ لقد اكلت .. انا مستيقضه منذ فتره
يبدو ان امها لم ترى رسالتها الصغيره بعد ..
_ كلوديا استمعي لي ..
لم تقل شيء لمده فعرفت كلوديا ان امها تنتظر ان تستدير لها .. ولكنها لم تفعل ..
عرفت ان هناك محاضره في الطريق ..
_ كلوديا ..؟
يبدو ان امها غاضبه فعلاً لذا استدارت بهدوء وهي تتصنع عدم معرفت شيء ..
_ ماذا هناك امي ..؟
_ انا لا اعرف مطلقا ماذا دار بينك وبين ادوارد ولكن مهما كان ما قد قاله لا يعطيك الحق بشتم رجل اكبر منك
ويستضيفك في بيته .. كيف تجرأتي ان تقولي تلك الكلمه امام كاميليا
لم تقل كلوديا شيء .. لم يكن لديها شيء تقوله ..
_ سوف تعتذرين منه اليوم ..
نظرت لأمها واستدارت بسرعه .. ماذا ستفعل .. امها معها حق .. ليس في ان ادوارد لا يستحق ان تشتمه
بل ان السيدة كاميليا كانت هناك .. الامر يبدو الان محرجا جدا .. ماذا ستقول لها ان سألتها عن سبب شجارها مع ادوارد
لو انهم يعرفون انه لم يكن شجار .. ادوارد لا يتنازل حتى في ان يتشاجر معها ..
_ لقد اعتذرت له هذا الصباح ..
خرجت الكلمات قبل ان تستطيع منعها .. رأت ان هذا افضل حل .. لن تستطيع ان تعتذر لادوارد مهما حدث ..
ببساطه في رأيها هو لا يستحق اي اعتذار منها .. فكرت في انها سوف تعتذر للسيده كاميليا ان صادفتها اليوم ..
_ اعتذرتي له ..؟
قالت روزا مشككه ..
_ نعم ..
نطقتها بتوتر وهي تحاول عدم الاهتمام بالموضوع ..
_ ومتى فعلتي هذا .. متى رأيتي ادوارد اليوم ..؟
_ لقد كنت في الحديقه صباحاً فرأيته ..
لم يكن لها مزاج بأخبار امها بكل شيء .. فكرت ان على الاقل هناك شيء صحيح في ما قالته
لقد قابلت ادوارد هذا الصباح .. لم تكن تعرف انها تستطيع ان تكذب على امها هكذا ..
بدت تشعر بالحزن ولكن فات الاوان على هذا ..
انتهى هذا الحوار بسكوت الام وجلوسها لتناول الفطور ..
في ذاك اليوم لم تخرج كلوديا من المنزل بتاتا .. وكانت تضع حجه لعدم الذهاب مع امها
لمنزل ادوارد عندما دعتهم السيده كاميليا للعشاء .. لم تكن تريد الالتقاء بادوارد خوفا من ان يقول شيء يفضح
كذبتها الصغيره امام امها .. و قد سمعت ان سيدرا هناك ايضا فزاد هذا اصرارها على عدم الذهاب .. لم تكن بمزاج يسمح
لها بمقابلت سيدرا .. خصوصا بعد ان اكتشفت انها خطيبت ادوارد الحقيقيه ..

في اليوم الثاني طلبت كلوديا من امها الخروج .. كانت تشعر
بالانزعاج من كل شيء لذا لم تكن تريد تمضيت الوقت في المنزل .
فكرت انها سوف تطلب من ميا مرافقتها .. سوف يكون ذلك رائعا ان وافقت السيده كاميليا على خروج ميا معها ..
_ ميا ..؟ لا اعرف ان كانت كاميليا تستغني عنها في مثل هذا اليوم
_ ماذا تقصدين في مثل هذا اليوم .. ؟
_ حسنا .. سوف تقوم كاميليا باعداد حفلت تخرج لأدوارد .. و حفلت افتتاحه شركته الخاصه ..لذا ستحتاج لميا كثيرا
بقيت كلوديا تنظر لأمها باستغراب .. ادوارد سوف يتخرج .. ولكن مازال هناك وقت طويل لنهاية العام الدراسي ..
_ امي العام الدراسي لن ينتهي الان ..
_ اعرف هذا ولكن ادوارد سوف يتخرج في بدايت السنه الجديده اي في نصف السنه الدراسيه ..
بدت امي سعيده جدا وهي تقول هذا الكلام .. تبدو فخوره به ..
شعرت بالاسى عليها لانها لم تكن يوما فخوره او سعيده بي .. لم استطع يوما انجاز شيء يذكر في حياتي..
فاشله حتى في الدراسه .. لم افكر كثيرا في افتتاح ادوارد لشركه جديده خاصه به .. انه عبقري
واعتقد انه اذكى انسان في العالم .. او على الاقل اذكى من قابلت .. ليس غريب عليه انه سيفتتح شركه جديده
بوجود عقله و بالطبع المال ..
_ حسنا امي .. سوف اخرج وحدي اذن ..
_ كلوديا هنا ليس كما في بيتنا السابق .. لا تستطيعين الخروج بمفردك .. الشوارع هنا مختلفه تماما ..
_ لم اخرج منذ ان انتقلنا الى هنا .. بدأت اشعر بالاختناق امي .. انتي مشغوله دائما وليس لديك وقت لي
بينما انا يجب ان ابقى قابعه في المنزل ويجب علي تحمل كل شيء بدون الاعتراض حتى
اقتربت روزا من ابنتها وجلست بجوارها .. بدت قلقه جدا .. هذا ماكانت تخاف منه ..
ما زلت بجانبها وهي تفكر بهذي الطريقه .. ماذا ستفعل ان تزوجت وانشغلت عنها اكثر ..
لن استطيع الاهتمام بها كليا ان تزوجت مهما حاولت ..
_ امي .. اريد الخروج ..
بدى قلق روزا يتلاشى مع مشاغبت ابنتها اللتي تبدو لا تفهم الحديث ..
_ كلوديا انا لا امنعك من الخروج ولكن هل تعرفين طريق العوده ان خرجي من هنا ..؟
_ نعم اعرف ..
_ يا الهي .. ارجوك لا تتعبيني ولا تتصرفي كالأطفال
_ امي اليوم انا اريد الذهاب للسوق .. لن امتنع مهما حاولتِ ..
_ حسنا .. سوف يأخذك السائق اذن ..
_ رالف لم يعد للمنزل بعد
_ سوف يعود غداً .. اما عن السائق فهناك غيره ..
_ حقاً .. ؟ سوف يعود غداً ..؟
_ نعم عزيزتي .. سوف يعود غداً
بدت فرحت كلوديا عضيمه جدا .. هي لم تره رالف الا مره واحده ولكنها تشعر بشعور دافئ جدا تجاهه ..
لا عجب في ذلك ..انه قريب جدا من القلب .. فرالف ذاك قد حصل على حب ادوارد اللذي لم يحصل عليه حتى امه وابوه ..
انتهى هذا الحوار بموافقت امها على خروجها .. ضلت هي متابعه للتلفاز ..
ولم تخرج طيلت الصباح ..
بعد مرور ساعات ايقضتها امها .. لقد نامت وهي تشاهد التلفاز ..
لقد استيقضت مبكراُ لذا كانت تعبه ..
_ السياره تنتضرك في الخارج .. هيا غيري ملابسك لتذهبي للسوق ..
_ تجعلين الامر يبدو كمهمه
قالت هذا بانزعاج واتجهت نحو غرفتها ..
روزا لم تنزعج .. تعرف ان هذا الوضع لا يناسب كلوديا ابدا .. هي لم تعتد على العيش
في مثل هذي الاماكن .. ولا على منع حريتها ..
لم يمض وقت طويل منذ جائوا الى هنا لذا سوف تعتاد مستقبلا ..
انتهت من ارتداء ملابسها .. لا تأخذ وقتاً طويلا في تحضير نفسها للخروج ..
لا تستعمل كثيرا مستحضرات التجميل .. الشيء الوحيد اللذي تضعه دائما هو الكحل ..
يجعل من عينيها شرقيتين وجميلتين جداً .. لذا هي تحبه ..
بينما تقول دوماً ان كل السماحيق الباقيه لا تغير من شكلها الخارجي كثير
الشكل اللذي ليست مقتنعه به جداً ..
_ امي ليس لدي مال ..
تصنعت الحرج والبرائه فأبتسمت لها روزا وذهبت للغرفه كي تحضر لها المال ..
_ اشتري شياً لحضور الحفل ايضاً ..
_ سوف ارى
لم تكن تريد شراء شيء لحفلت ادوارد .. هي لم تقرر حضورها اصلا ..
اخذت معطفها الاسود وخرجت من المنزل .. ذهبت لمرأب السيارات وهي تبحث في هاتفها عن رقم ساره ..
قررت ان تطلب منها ملاقاتها في السوق ان كانت غير مشغوله ..
ولكن حالما وضعت السماعه على هاتفها ورفعت رأسها رأت سيارة ادوارد امامها ..
لم تكن هذي هي الصدمه بل الصدمه هي انه كان يمسك بالباب وهو ينظر لها بعصبيه ..
اما في الداخل فقد كان ذاك الآمون جالساً .. لم تعرف ماذا يفعلان ولما
هذا الاخر ينظر لها بعصبيه .. بقيت واقفا في مكانها فأثار الامر استغراب ادوارد هذي المره ..
لن تفكر ابدا ان اللذي قصدت امها وجوده في الخارج بأنتظارها .. سوف يكون هذا الجحيم بعينه ..
انزلت الهاتف بسرعه وتقدمت من سيارته .. لم تكن لتفعل هذا لو لم
يشر عليها هو .. – ماذا هناك
قالت ذلك متصنعه عدم المبالات به وعدم النظر له كالسابق ..
_ هل يتطلب تحضيرك لنفسك كل هذا الوقت ..
قال هذا وهو ينظر لها وكأنها لا تعجبه وكأن ما ارتدت لا يحتاج الوقت اللذي يتحدث عنه ..
_ وما شأنك انت ..؟
_ اركبي هيا ..
حسنا لن يتشاجر معها حتى .. هذا هو بالطبع ..
ولكنها لن تهني الحديث هكذا فقط ..
_ لما اركب ..؟
_ الم تطلبي الذهاب للسوق ايتها الحمقاء
بدى يثير سخطها حقاً .. لما ينعتها بالحمقاء مع انها لم تقل له شيء
_ لا تقل لي حمقاء ..
_ اولستي كذلك ..
نظرت لآمون اللذي كان يجلس في السياره فرأته ينظر لهما وهو يبتسم ..
ازعجها هذا جداً .. شعرت انه يسخر منها فأستدارت لتعود للمنزل ولكن صوت ادوارد اوقفها ..
_ كلوديا .. لستي حمقاء .. هيا اركبي
بقيت واقفه وهي غير مصدقه لما يقول .. ماذا يحدث ..؟
هل ادوارد مريض ..؟ لقد قال لها انها ليست حمقاء لانها انزعجت وكانت ستعود ..
استدارت لترى انه ركب السياره.. كانت سعيده جداً .. لقد كان صوته هادئا معها هذي المره ..
لم يصرخ ولم يقلها بنفاذ صبر .. عادت وفتحت السياره .. جلست بهدوؤ وهي تحاول عدم النظر له ..
ان نظرت للمرأه المعلقه امامه لن تستطيع اشاحت وجهها عنه بعد ذلك ..
_ الى اين تريدين الذهاب ..؟
قطع عليها صوت آمون تفكيرها واعادها لما هي فيه .. نضرت بأتجاهه وهي ماتزل تفكر .
_ ااه ..
لم تسمع السؤال جيدا لذا ارتبكت ..
ابتسم هو لها واستدار ليعيد ما قاله
_ الى اين تريدين ان يأخذنا ادوارد
بدت مرتبكه جداً عندما قال ادوارد .. كان ينظر لها بأبتسامه غريبه ... كأنه يحاول احراجها
قالت بهدوء – الى السوق ..
_ بالطبع الى السوق ولكن اي سوق تريدين الذهاب له اولاً ..
ماهذي الأسأله اللتي يسألها .. ليأخذوها لاي سوق .. هي على اي حال لم ترد المجيئ معهم
وهي لا تعرف الاسواق القريبه من هنا ..
_ حسنا .. لا اعرف الاسواق الموجوده في هذي المنطقه ..
ارتاحت الان بعد اعترافها .. نظر لها آمون وقال وهو يغمز
_ اذن سوف نأخذك الى اجمل المحلات ..
بدا هذا واضحا من الطريق اللذي كانو يسيرون فيه .. انه طريق جميل جدا
او بالاحرى مبهر .. لم تكن تعرف ان هناك طريق كهذا في بلدها ..
يبدو ان في هذا البلد للفقراء مناطق خاصه وللأغنياء كذلك ..
لم تكن ترا انها من الفقراء قبل مجيئها لهذا القصر .. كانت ترا ان حياتها افضل حياة ..
وكانت هي في المدرسه من الفتيات اللات تلبى طلباتهن بسرعه ..
توقفت السياره فجأ ففقدت كلوديا توازنها وظربت رأسها بكرسي ادوارد
_ ااه .. ااه ..
تألمت فأمسكت برأسها بقوه
_ هل انتي بخير ..؟
سأل آمون بقلق .. بينما اكتفى ادوارد بالصمت والنظر للامام ..
_ نعم .. الى حدٍ ما ...
_ ادوارد الا تستطيع ان توقف السياره بهدوء اكثر ..؟
سأل آمون هذا بتأنيب ولكن ادوارد لم يعره اي اهتمام .. لقد كان ينظر لرجل يقف امام السياره ..
يبدو انه كان يقطع الشارع .. ولكن الم يره ادوارد .. بدل التوقف بهذي الطريقه كان يستطيع ان يهدء السير قبل الوقوف ..
وهي تفكر بهذي الافكار ركزت نظرها على الرجل لترى لما ينظر أدوارد له هكذا ..
كان رجل طويل وكبير في السن .. لم يكن طاعن في السن ولكن يبدو قد قطع الاربعين منذ زمن
يبدو متعباً .. نزل ادوارد لينظر ان كان بخير ..
كان الموقف كله غريب .. ادوارد ينزل ليطمأن على شخص .. ماهذا العجب ...
يجب ان يكون شيء اصاب ادوارد اليوم .. ليس بطبيعي ابد ..
نزل آمون ايضا فقررت النزول هي ايضا .. تقدمت منهم كانو يسألونه ان كان حدث له شيء ..
عندما وصلت نظر لها الرجل بلطف ولكن سرعان ما تحولت نظرته للصدمه واقترب منها بسرعه
فخافت وقفزت للخلف تلقائياً ..
امسك آمون بالرجل المسن .. كان يبدو خائفا على كلوديا ..
_ ماذا هناك ..؟
سأل ادوارد بهدوء وكأنه يحاول الوصول لشيء ما ..
_ من هذي ..؟
هذا ما قاله الرجل الغريب .. بدأت اخاف منه ..
لم يعد لطيف .. لما يسأل عني انا ..؟
افلته آمون وتقدم مني ليمسك بيدي ويسحبني معه للسياره .. يبدو انني
بدوت خائفا جداً .. بدى آمون يطمأنني بعبارات لطيفه بينما كنت انظر لأدوارد وهو يتحدث مع ذلك الرجل ..
كان يعطينا ظهره فلم استطع ان ارى من ملامحه شيء وهو يحاور ذلك الرجل ..
هز بعد ذلك الرجل رأسه ونظر بأتجاه السياره .. رفع يده اعتذاراً لي وابتسم .. لم ابتسم له او بالأحرى سار سريعا فلم
الحق بالرد عليه ..
دخل ادوارد وجلس .. لم يقل شيء .. رفع عينيه ونظر لي من خلال المرأة .. كنت انا ايضا انظر له ..
بدى يركز النظر لعينيي ووجهي كله .. احرجني فأنزلت وجهي بسرعه ..
ماذا يحدث .. ما به ادوارد ..؟
_ ماذا كان يريد ذاك الرجل ..؟
_ لقد قال انه اضاع ابنته وشبه كلوديا بها ..
اقنع كلوديا هذا الجواب .. بدى الانسب لما حدث .. ولكنه لم يقنع آمون
لقد كانت طريقت ادوارد في قوله غير مقنعه .. بدى قلقاً جدا .. وهذا ما يحدث نادرا
في حياته .. لم يفكر آمون اكثر بالوضع وعاد لمرحه الطبيعي ..
وصلو اخيرا للسوق .. كان مجمع تجاري كبير جدا .. يوجد فيه اكثر من خمسين سوق على ما يبدو ..
كان بنائه جميل و فخم للغايه .. ظلت كلوديا تحدق به طويلا حتى ناداها آمون
وهو يضحك عليها .. لقد كانت تتوقف لتنظر لكل شيء امامها ..
_ هل يعجبك المجمع ..؟
سال آمون هذا بينما كانو يسيرون فيه وهم يبحثون عن محل لبيع المجوهرات
كما قال ادوارد ..
_ انه رائع ..
ابتسم لها قليلا قبل ان يضحك عليها ..
عرفت ان الرائع اللذي قالته كان معبر جدا .. ماذا تفعل هذي هي الحقيقه .. انه جميل جدا ..
_ هذي هي المره الاولى اللتي تأتين فيها ..؟
_ نعم .. في الحقيقه لم ادخل مكانا كهذا من قبل ..
_ انا فرح لأنه اعجبك اذن .. يا زهرة ..
_ لما تناديني بالزهرة ؟
_ لأنه معنى اسمك .. يجعلني مميز بالنسبه لك
غمز لها فأحرجها وازعجها في نفس الوقت .. لم تعجبها تصرفاته
لقد كان يغمز كثيراُ ..
_ ان كان يغضبك لن استعمله ..
_ لا .. ليس تماما ولكن كلوديا افضل ..
_ كما تشائين ياصغيره ..
ابتسمت له .. ادوارد كان قد دخل سوقا للمجوهرات ..
انه يشبه بناء من المجوهرات لم يكن هناك مجال لشيء سوى مجوهرات .. اشياء لم ترى كلوديا مثلها ..
بدت محرجه جدا .. لم تعرف ما تفعل لذا بقيت واقفا في الباب تنتظر ان يخرجو ..
ناداها آمون فأقتربت منهم .. كانو ينظرون لخواتم زواج .. استغربت وبدت تشعر بمغص في بطنها ..
اول ما خطر ببالها انها لأدوارد وسيدرا ..
_ نريد ان نشتري خواتم زواج لأحد اصدقائنا اللذي سوف يتزوج قريبا ..
ابتسم آمون بعد هذا بينما شعرت هي بالهدوء التام واكمل .. – تعالي لتري ايمها اجمل ..
كانت تقف بين آمون وادوارد اللذي لم يبد انه يرى المجوهرات حتى ..
_ آمون استعجل .. لم يعد ليدنا وقت طويل ..
هذا ما قاله .. يبدو ان لديه عمل ما ..
_ هذا جميل جدا ..
اشارت باصبعها على خاتم يحمل جوهره حمراء صغيره .. تتوجها الماسات
كان يبدو رائعاً .. نظر آمون له ايضا ويبدو انه اعجبه .. حيث انه طلب من البائع اخراجه لنا لنراه عن قرب ..
اراه لأدوارد فقال فقط
_ انه جيد ..
تنهدت وهي تنظر لأدوارد فنظر لها باستغراب .. لقد اصيبت الان باليأس من هذا الرجل ..
لن يشعر بأي شيء بعد الأن ولن يرى اي شيئ جميل في الحياة ..
اتفق آمون مع البائع و طلب منه تغليفه ووضعه في علبة زواج ..
خرجو من محل المجوهرات .. كان آمون يطلب منها شراء كل شيء تنظر له
ولكنها كانت ترفض بشده .. لم تستطع شراء شيء ..
لم تدخل اسواق لملابس نسائيه كثيره .. كانت تشعر انها تزعجهم وتحرجها هي ايضا ..
كانوا يسيرون في وسط المجمع عندما رأت محل لبيع الالعاب ..
سارت وهي تتقدمهم ودخلت له .. ضحك آمون عليها بينما اكتفى ادوارد بالنظر واتكئ على الباب منتظرا خروجها ..
بقيت تنظر للألعاب طويلا وهي تبحث عن شيء تشتريه ..
_ هل هذا ما اعبجك من كل هذا المجمع
قال آمون ساخرا وهو يرى الالعاب ..
_ الا ترا كميت الاعاب الموجوده فيه .. اتمنى ان تكون غرفتي هكذا
ضحك عليها بينما كانت هي تتكلم بجديه تامه ..
_ آمون انظر الى هذي ..
نادته ليرى معها صندوق كبير عليه ازرار كثيره ..
كان يوجد على الازرار كلمات تعبر عن شخصيه الشخص .. يبدو ان هناك العاب لكل شخصيه ..
_ سوف اشتري من هذي ..
_ حسنا اختاري الشخصيه اللتي ترينها مناسبه لكِ لنرى ما يخرج منها ..
كانت تقرأ عندما وجدت على احدى الازرار مكتوب .. ( لا يعترف بوجود احد ) ..
ذكرها بأدوارد فلم تستطع سوى الضغط عليه .. استغرب آمون في بادء الامر ولكنه عرف قصدها
وضحك بصوت عالي وهو ينظر لأدوارد .. خرج من الصندوق لعبه لشخص ذو انف كبير يرفع رأسه وعيناه مغمضتان ..
فكرت انه لا يشبه ذاك الوسيم ابدا .. ولكن مع هذا انهما متشابهان في الطباع جدا ..
_ اختاري لي واحده ايضاً ..
قال آمون هذا فنظرت له بخبث وعادت لترى ما كتب على الازرار ..
ضغطت على زر كتب عليه ..( الست رائعاً ) ..
وخرج من الصندوق شخص يبتسم وهو فرح جدا بنفسه ..
لم يستطع آمون سوى الضحك وهو ينظر لكلوديا اللتي اعطته دميته ..
عادت لتختار شيئا لها بعد هذا فلم تجد شيء مناسب سوى .. ( حمقاء )
فخرجت دميه جميله جدا ولكنها تبدو بلهاء جدا ..
_ على الاقل هي اجمل من دماكم ..
قالت هذا وهي تريها لآمون اللذي قال لها
_ لما اخترتي حمقاء
_ اسمعها كثيرا .. يجب ان اكون كذلك .. لا يمكن ان يكون الجميع على خطأ ..
وضحكت بعد هذا وهي تسير للبائع كي تشتري الدمى ..
نظر لها آمون ولحق بها بعد هذا وهو مستغرب من هذي الفتاة ..
اخذت الدميه من يده وقالت له عندما اخرج محفضته – لا شكرا .. سأدفع ما علي
اشترت الدمى بينما ابتسم هو لها واعاد محفضته ..
عندما خرجو سار ادوارد قبلهم فنادته وهي تسرع خطاها كي تلحق به ..
_ ماذا الأن ..؟
بدى منزعجا .. يبدو انها اطالت المكوث في المحل ..
_ لا شيء .. هذي لك ..
اعطته الدميه وسارت امامه وهي غاضبه ..
_ اللعنه .. ماهذي الان ..
قال هذا وهو ينظر للدميه بأستغراب ..
_ انه رأي حبيبتك فيك ..
نظر ادوارد له بفتور
_ يبدو سيئا جدا
ضحك آمون على صديقه .. كان يفكر بكلوديا .. تبدو عاشقه لهذا الاحمق اللذي
لا يبدو مهتما بها .. سوف تقاسي الكثير تلك الصغيره ..
قال بصوت خافت وهو يسير خلفهم – كما في السابق الفتيات الرائعات داماً يعجبن بك اولا ..

مرو من امام مطعم .. كانت جائعه جدا .. امسكت ادوارد من كم قميصه فنظر لها وهو مستغرب من حركتها
ابتسمت محاوله جعله يلين قليلا ولكن لم ينفع فقالت ما لديها
_ انا جائعة ..هل يمكن ان اشتري فطيره بسرعه
_ هذا محرج جدا .. لقد نسينا كليا اطعامك ..
قال آمون هذا وهو يشعر بالاحراج .. نظرت كلوديا له مستغربه
يتصرف الأن وكأن كلوديا طفله وهم نسو اعطائها الحليب ..
تحركو ليدخلو المطعم فلحقت بهم بسرعه .. جلسو على احدى الطاولات ونادا ادوارد النادل ليطلب منه
اطباق لم تعرف كلوديا منها شيء ..
احضر بعد هذا الاطباق اللتي كانت تبدو غريبة الشكل .. لم تعجب كلوديا بتاتا ..
تبدو غاليه جدا ولكن هذا لم يشفع لها كي تحبها ..
بدأ الرجال في الاكل فبدأت هي ايضا .. لم تقترب من الروبيان ولا من
شيء غريب الشكل لونه قريب للاسود .. وعليه حبات طماطم و خيار ..
اكلت من المقبلات والسلطات فقط .. يبدو ان الاطعمه اللتي طلبها بحريه كلها .. هناك شيء كالمحار
في صحن امام آمون .. ابتسمت باحراج عندما قدم لها منه وقالت
_ لا شكرا
_ انتي لم تأكلي شيء .. الا تحبين الاطعمه البحريه
_ لا .. ولاكني شبعت ..
_ لما لم تقولي ذلك منذ البدايه .. هل انتي حمقاء يافتاة .. لم تأكلي شيا منذ الصباح
_ صدقني آمون لقد شبعت
كان ادوارد قد انتهى من الاكل الان ونظر لي ولمى يوجد امامي من طعام ..
كنت اتمنى ان يقول شيء لاني لم آكل الكثير ولكنه لم يفعل .. وضع مالا في صحن عليه ورقه يبدو انها الحساب و
وقف ليخرج .. نظر آمون لي بتأنيب لاني لم اكل كثيرا وسار بقربي ..
_ سوف اعود حالا
قال ادوارد هذا وذهب في اتجاه اخر عنا .. ذهبنا انا وآمون لننتظر امام السياره ..
الى اين قد يكون ذهب .. بدأت افكر قبل ان يبدأ آمون في الحديث ..
_ كم عمرك ..؟
نظرت له مستغربه سؤاله
_ عمري 18 عاماً .. وانت ..؟
_ هذا ما خمنته .. 30
_ حقاً .. ضننتك اصغر ..
_ حسنا هذا ما اسمعه دائما .. لا احد يصدق اني اكبر من ادوارد
_ اه نعم هذا صحيح ..
لما يدخل ادوارد في كل شيء .. عندما يقول اسمه ينظر لي بطريقه غريبه ..
وصل ادوارد فتوقفنا عن الحديث تلقائياً .. كان يحمل بيده كيس ..
يبدو انه اشترى شيء .. صدم كلوديا عندما اعطاها الكيس واستدار ليدخل السياره ..
نظر آمون لها باستغراب ايضا ولاكنه ابتسم ودخل السياره .. فتحت هي الكيس فوجدت فطيره لحم
رائحتها شهيه جداً .. كانت ما تزل جائعه وبدت لها الفطيره لذيذه جدا ..
دخلت بسرعه للسياره وقالت لادوارد وهي تكاد تطير من الفرح - شكرا ..
نظر لها علامه على انه سمع وحرك السياره .. مهما فعل اليوم لن تغضب منه ..
لقد احضر لها فطيره .. انه قلق عليها .. او ربما كي لا تعود للبيت جائعا فيقولون انهم لم يقومو باطعامها ..
لا يهم السبب المهم ان هذي الفطيره اللتي في يدها من ادوارد ..
بدت تاكلها بشهيه مفتوحه وهي تشعر انها تطير .. رفعت نظرها لترى آمون ينظر لها وهو يكتم ضحكه ..
شعرت بالخجل واشاحت بوجهها عنه .. لما يتصرف هكذا هذا الرجل ..؟
كان الطريق الان مختلف لذا اقتربت من آمون وسألته - الى اين سنذهب ..؟
نظر لها بهدوء وكأنه يشعر بالشفقه عليها .. ارجعت نفسها للخلف وهي تنظر له بأستغراب .. مابال هذا الرجل الان
كانت تنظر له وهي تنتظر منه اجابه فقال ما شرح سر وضعه - نحن ذاهبون للمطار ..
لم ينتظر منها ان تسأل لما بل قال بأبتسامه حزينه - خطيبت ادوارد ستصل اليوم لذا سنحضرها معنا ..
كانت هناك ابتسامه صغيره مرسومه على وجهها قبل ان يقول هذا .. - ااه ..
قالت هذا وهي تنظر لأدوارد .. سوف تبكي .. نظر ادوارد لها فأشاحت بوجهها بسرعه وعادت لتنظر من خلال زجاج السياره ..
بدأت تتنفس بهدوء كي لا تبكي .. بدى العالم ينهار من امامها .. فكرت قليلا ..
سيدرا كانت بالامس في القصر .. اذن هي ليست المقصوده كما توقعت في بادء الامر .. يبدو ان هناك بطله اخرى لادوارد ..
هذي الفتاة اللتي ستعود من السفر اليوم .. واللتي كان مستعجل جدا على موعدها .. لقد كان يستعجلهم طوال الوقت لهذا السبب ..
شعرت ان يدها بدأت ترتعش .. وضعت بقيت الفطيره في الكيس .. لم تستطع اكمالها .. كان آمون ينظر لها بأسف فحطمها هذا ..
هل تبدو حالتها مأساويه جدا .. لماذا يقول لها هذا الان .. لماذا بعد ان احضر ادوارد لها فطيره .. لماذا بعد ان خرجت معه للسوق و
اصبحت قريبه منه اكثر من ذي قبل .. بدأت تشعر بحماقتها .. ماهذي الاشياء اللتي تتذكرها .. انها لا شيء ..
هذا ما قالته لنفسها وهي تحاول السيطره على ارتعاشتها ..
وصلوا للمطار اخيرا .. بعد عناء طريق قصير بدى لكلوديا بدون نهايه .. نزلت من السياره بسرعه وقالت لهم انها ذاهبه للحمام ..
بالطبع عرفو الامر .. على الاقل ادوارد عرف .. لما احضرها معه .. بالطبع ليقول لها انظري هذي خطيبتي .
اتركيني وشأني الان .. هذا ما يقصده من هذي الحركه .. سوف ينال ما يريد بالضبط ..
سارت وهي لا تعرف اين الحمامات .. بدت دموعها بالنزول .. وقفت في احدى الزوايا وبدت تبكي .. بصوت خافت .
بنفس مخنوق ..

مسحت بعد هذا دموعها بسرعه وهي غاضبه من نفسها .. بدت تحتقر نفسها فعلا الان ..
لما تبكي عليه .. هو اللذي لم يفكر حتى بمشاعرها .. لم يتركها في البيت تصدم بخطيبته بل احضرها الى المطار
كي تستقبلها وتكون حاضره في لقائهم بعد هذا الغياب .. اخرجت محرمه ومسحت عيونها جيدا .. عرفت انها قد مسحت الكحل ايضا
ولاكن هذا لم يهمها كثيرا .. سارت في المطار وهي تبحث عنهم .. امسكتها يد من الخلف فأنتفضت وصرخت ..
ادارها بسرعه له وهو يكَتف صرختها - اصمتي ايتها الحمقاء ..
كان هو .. ادوارد .. بدت تنظر له وبدت الدموع تتدفق من جديد لعينيها .. نظر لها بهدوء ومسح دمعه نزلت على خدها ..
_ الدموع لا تفيد .. هيا امسحيها .
نظرت له وهي تريد منه ان يحتضنها .. ان يقول لها انه لا يملك خطيبه .. اي شيء ينفي ما قاله آمون ولكن ماقاله بعد ذلك
كان قاسيا جدا .. - لقد وصلت الطائره هيا .. اتبعيني ..
ترنحت قليلا عندما افلتها من يديه ولاكنها ثبتت نفسها .. تبعته كما قال و سارت خلفه ..
انتظرو قرابت العشر دقائق .. كان آمون ينظر فيهما اليها بحزن والاعتذار مرسوم على وجهه .. شعرت بالاحراج من
طريقته وكانت تشيح بوجهها عنه .. اما ادوارد كان يدخن سيجاره تتبعها سيجاره ..
يبدو الوضع سيا جدا لأستقبال احدهم .. ولكن بدى صراخ فتاة يتعالا عندما فتحت الابواب واعلن عن وصول المسافرين .
كانت فتاة صغيره .. تبدو بعمر كلوديا .. جميله وشكلها يبدو طفولي جدا .. شعرها كستنائي بينما يبدو عليها
انها قضت وقتا طويلا تحت الشمس .. عيناها بدتا مضيئتان بلونهما الاخضر وسط لون شعرها وبشرتها الداكن ..
صرخت بأسم ادوارد وعندما لمحته من بعيد اتجهت نحوه مسرعه واحتضنته ..
هنا انتهى الامر بالنسبه لكلوديا .. الأن تأكد وجود خطيبته .. نظرت لهم وهي تشعر بالالم شديد يعتصرها ..
ربما عزاها الوحيد في ان ادوارد لم يتفاعل مع الفتاة كثيرا ولم يبدو عليه انه يلتقي بحبيبته بعد غياب طويل ..
كلوديا تعرف ان هذا هو طبع ادوارد حتى مع من يحب .. اذن هذا لا يعني انه لا يحب فتاته هذي .. حاولت السيطره على نفسها
وعدم فقدان هدوئها .. نظرت لآمون فكان مازال ينظر لها .. ابتسمت له بحزن و استدارت لتأخذ نفس عميق قبل ان تستدير لترحب
بخطيبت ادوارد .. عندما استدارت وصل رجل اخر وقف بقرب ادوارد وخطيبته .. يبدو انه جاء معها ..
نظرت له كلوديا بتمعن وصرخت بعدها .. - هل انت ايفان ستيف ..؟
ابتسم لها وهو غير مصدوم بمعرفتها به - نعم انا هو ..
بالطبع انه هو .. الممثل الشهير ايفان .. اللذي تملا صوره مجلات البلد جميعها .. الجميع يتابع سلسلت افلامه الشهيره
( رصاصات قاتله ) .. انه الشاب المعجزه كما يسمونه .. وصل للشهره من اول فلم قدمه .. لم تبدى شهرته الى منذ
ثلاث سنوات .. وهو الان من الاأوائل في عالم السينما .. - هل تعرفينه
سألها آمون اللذي بدى مصدوما .. - بالطبع اعرفه .. انه بطل سلسلت رصاصات قاتله .. اليس كذلك ..؟
قالت ذالك وهي فرحه بمقابلته جدا .. ابتسم هو لها بلطف اشعرها بالفرح .. حاولت عدم النظر لادوارد وصديقته تلك ..
كانت تريد ان تستثمر هذي اللحضه اللتي ربما لن تتكرر بمقابلت احد نجوم السينما ..
_ انا حزين جدا كلوديا .
قال آمون هذا فنظرت له وهي مستغربه .. - ماذا هناك آمون ..؟
_ ايفان هل تعرف انها لم تعرفني ..
صدم هذا ايفان ايضا .. بقيت كلوديا تنظر لهم ثم استدارت لأدوارد فوجدت خطيبته تنظر لها بلطف
وهي تنتظر ان تعيرها انتباهها كي تلقي عليها التحيه ..
_ مرحبا ..
قالت الفتاة بابتسامه مشرقه جدا ومدت يدها .. - انا كلارا واتسون .. سررت بلقائك ..
بدت لطيفه جدا وهي تقدم نفسها لكلوديا .. بينما صافحتها كلوديا وهي تحاول الابتسام بوجه الفتاة بصعوبه ..
_ انها ابنت صديقت والدتي .. هم ضيوف لدينا ..
قال ادوارد وهو يعرف كلارا بكلوديا ..
_ هذا رائع .. سوف اراكِ اذا في هذي الفتره اللتي سوف امكث فيها عند ادوارد ..
بدت عبارتها عند ادوارد قاتله .. هو لم يقل شيء .. اخرج سيجاره و اشعلها ..
قام بالرد على تحية ايفان ببرود .. يبدو انهم لا يتفقان .. لم يتكلم معه ابداً ..
_ لقد اشتقت لك كثيرا ..
قالت كلارا هذا وتشبثت بيد ادوارد .. سارا ادوارد وكلارا امامهم بينما بقيت هي واقفه مع ايفان وآمون ..
استدارت لآمون وهي تحاول تناسي ما يدور برأسها .. لن تهتم بما حدث وبما يحدث امامها الان ..
سوف يكون لديها وقت في المنزل لهذا الالم اللذي يعتصرها ..
_ آمون من انت .. لقد قلت اكثر من مره انني لا اعرفك .. لما يجب علي معرفتك اذن ..؟
_ انتي تجعليني حزين جدا عزيزتي كلوديا .. لو انك لم تتعرفي على ايفان لما كنت سأشعر بهذا كله ..
كان ايفان يسير بالقرب مني .. انه هذا رائع لو ان صديقاتي يروني الان وانا اسير بقرب ايفان ..
كانت تحاول ابهاج نفسها باي وسيله .. لن تسمح لاحد بان يرا ما يحدث في قلبها ابدا ..
_ انظري الى ذاك الاعلان ..
توقفت ورفعت رأسها لتنظر للتلفاز .. كان هناك اعلان عن فيلم جديد .. واخيرا ضهر فيه احد الملوك القدماء ..
ولاكن لا .. نظرت بصدمه وهي ترا آمون يضهر .. انه يمثل تلك الشخصيه .. انتهى الاعلان وهي مشدوهه ..
_ آمون كرينغ ..؟
نطقت الاسم وهي تلتفت له .. - هل انت الممثل المنتج .. صاحب اضخم شركة انتاج في البلد ..؟
_ هذا يثلج صدري ..
_ لم ارى لك فيلم من قبل .. انا اسفه ولكن افلامك غاليه وانا لا اذهب للسينما كثيرا ..
لهذا لم اعرفك عندما رأيتك .. ثم انك تبو مختلف في الواقع
_ لا اعرف ان كان هذا جيد ام سيء .. ولكني سعيد لانك عرفتني اخيرا
_ انا اسفه ..
بدت محرجه جدا منه .. بينما كان ايفان يضحك عليه .. بدى ايفان
اصغر من ادوارد و آمون .. لقد سمعت انه في اواسط العشرينات وهذا ما يبدو عليه حقا ..
يبدو في التلفاز اوسم ..


وصلو للسياره وهي تعتذر من آمون بينما كان هو يمثل الحزن عليها ..
كانو يضحكون ولكن ضحكت كلوديا تلاشت عندما رأت كلارا تجلس فوق السيارة بينما ادوارد يقف امامها يمسك
بها كي لا تقع .. كانت تتحدث معه بحماس ..
شعرت بالارتعاش فأحس آمون بها .. امسك بيدها وضغط عليها .. هدأت وفتحت باب السياره وجلست بهدوء ..
يبدو ان ايفان استغرب منها .. لقد انتهت طاقتها لهذا اليوم .. لم تعد تتحمل .. ليعدها للمنزل ويفعل ما يحلو له هو وحبيبته
بعد هذا .. دخل ايفان السياره وقال لها بقلق - هل انتي بخير ..؟
نظرت له بسرعه وبدأت تتوتر .. - نعم .. نعم بخير اشعر ببعض الصداع فقط ..
_ سوف اذهب بسيارتي لمنزل السيد مايكل .. هل تريدين ان اوصلك بطريقي ..؟ ربما طال مكوثهم هنا ..؟
بدى لطيفا جدا .. بينما بدى افتراحه لكلوديا الافضل .. هزت رأسها علامت الموافقه على اقتراحه .. ونزلت بعد هذا من السياره ..
_ سأخذ الانسه كلوديا معي ..
نظر ادوارد لي مستغربا ولكنه لم يقل شيء .. بدى منزعج .. انزل الفتاة للارض وركب السياره ..
بينما ابتسم آمون لي .. لم يسأل عن شيء .. غريب ..
ذهبت خلف ايفان لأركب معه في سيارته .. سارت سيارة ادوارد قبل ان اصل لسيارة ايفان ..
ذاك الاحمق البليد .. لما ذهب الان فقط .. هل كان ينتظر مني ان اتنازل عن الركوب معهم .. لو اننا احضرنا آمون
كي يبقيان بمفردهما تماما .. اللعنه عليهم .. نظر ايفان لها مستغربا فعرفت ان ملامح وجهها غاضبه ..
ابتسمت له بسرعه وجلست بجواره في الكرسي الامامي ..
لم تنظر له .. تصنعت ان رأسها يألمها فلم يزعجها بشيء ولم يقل شيء ..
وصلو اخيرا بعد طريق طويل .. يبدو انه يعرف المنزل جيدا اذ انه لم يذهب من البوابه الاماميه بل من الخلفيه ..
كانت البوابه ما تزال مفتوحه .. يبدو ان ادوارد وصل .. ادخل ايفان سيارته الرائعه .. اللتي تبدو صنعت للتو للمرأب ..


خرجت قبل ايفان وكنت اريد ان اودعه واذهب للبيت .. ولاكنه قال - هل تستطيعين ان تدخلي معي ..
_ لما ..؟
استغربت سؤاله .. هل يخاف ام يخجل هذا ..؟ لم ارد ان ادخل معه باي شكل .. ارجوك يا الهي ..
ابتسم لي بدون ان يقول شيء فأحرجني رفض طلبه .. دخلت معه للقصر و اتجهنا لصالة الضيوف ..
التقينا ميا في الطريق فرحبت بأيفان .. يبدو انها ليست المره الاولى اللتي يزورهم فيها ..
_ من في الصاله ميا ..؟
سالتها وانا احاول ان اطيل وقوفي معها كي لا ادخل لأجد ادوارد و كلارا ..
_ السيد آمون ووالدتك .. مع السيد دانيال والسيد مايكل والسيدة كاميليا
اين ذهب ادوارد و كلارا اذن .. بدا الامر اصعب من ان اجدهم في الصاله ..
سيطرت كلوديا على نفسها وتقدمت مع ايفان .. سمعت صوت آمون الضاحك قبل ان تدخل
للصاله وهو يقول عباره جعلتها تمسك بأيفان من يده وتوقفه قبل ان يدخل ..
_ هذا هو خاتمك سيدتي .. اتمنى ان يعجبك ..
نظر ايفان لي بأستغراب ولاكني لم اهتم به .. اقتربت من الباب ونظرت من الشق الموجود .. لقد
كان مفتوح قليلا لذا استطعت ان ارى بدون ان يراني احد من الجالسين هناك ..
كان آمون يقدم الخاتم اللذي اشتريناه لأمي .. بينما كان السيد دانيال جالسا بجوارها .. ماذا يحدث ..؟
هل يمزحون ..؟
قال السيد دانيال وهوو يلبس الخاتم لأمي - ارجو ان يعجبكِ عزيزتي .. لم اختره انا ولكن من اختاره يهمك اكثر ..
عرفت انه يقصدها .. ماذا يحدث هناك ..كل شي اصبح واضحا في جملت كاميليا اللتي قالتها بأبتسامه ...
_ اتمنى ان تخبري كلوديا كي نعلن خبر خطوبتك من دانيال في الحفل ..
بدى الامر اشبه بحلم .. رباه لا اعلم ما اصابني .. بدأت روحي تستكين شيا فشيا ..
لم اعد اريد الشعور بالحزن .. امي لن تفعل شيا كهذا ابدا .. انهم يمزحون وحسب .. قالت هذا وسقطت ارضا
امسكها ايفان بسرعه بينما فتحت دفعتها الباب على مصراعيه ..
ماهذا اليوم .. بدأ الامر مشوش .. كانت تنظر لأمها بهدوء وكأنها لا ترى شيا امامها ..
تفاجأ الجميع بفتح الباب بهذي القوه ولكن من ملامحهم لم يبد على احد
انه تخيل وجود كلوديا خلفه .. كانو جميعا يحاولون خداعي .. هل يمكن ان يكون جميع سكان هذا المنزل
هكذا .. جميع زائريه ايضا .. الكل يعرف بزواج امي وانا لا اعرف .. بالطبع هي تخاف من اخباري ..
تعرف اني لن اقبل .. قررت ان تتزوج وتتركني .. هذا كان افضل ما استطاعت فعله ..
هل تعبت مني .. هل انا فاشله ومزعجه الى هذي الدرجه .. حتى امي لم تتحملني ..
بدت الصدمه تأثر عليها شيئا فشيئا حتى بدت دموعها بالسقوط كالشلال ..
نهضت روزا مسرعه وهي تجري نحو ابنتها ولكنها توقفت عندما صرخت كلوديا بصوت كاد
يفجر كل شيء حي - توقفي ..
ضلت روزا تنظر لابنتها بينما نهضت كلوديا وهي تترنح وتنظر لها بغضب شديد .. - لا تقتربي مني
بدت تتحرك للغلف .. امسك بها ايفان فرمت يده بعيدا عنها .. وعادت لتنظر لأمها
_ لا تلحقي بي .. ان كنتم لا تريدوني انا ايضا لا اريكم ..
قصدت بهذا امها وادوارد .. قلبها الصغير ومشاعرها المبتدء لم تتحمل هذا كله في يوم واحد ..
حياتها كلها لم يحدث فيها شي كهذا .. لم تكن لتتخيل ان امها ستفعل هذا بها - لما امي .. ما السبب ..؟
ردتت هذي الكلمات وهي تحاول الروئيه من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل ..
لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب احزانها.. لترى ما
حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقذامهم خلفها ..
دخلت احدى الغرف اللتي لاقتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدأون باقناعها باسباب سخيفه ..
ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان ..
- لما امي .. ما السبب ..؟
رددت هذي الكلمات وهي تحاول الرؤية من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل ..
لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب أحزانها.. لترى ما
حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقدامهم خلفها دخلت احدى الغرف اللتي وجدتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدءون بإقناعها بأسباب سخيفة ..
ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان .
.. جلست في زواية الغرفه اللتي دخلتها .. كانت دموعها تجعل من الرؤية سيئه للغاية ..
اخفضت صوتها وهي تبكي .. لم تكن تريد منهم ان يسمعوها .. حاولت ان تأخذ نفسا عميقا كي
تكف عن البكاء ولكن دموعها كانت لا تكاد ان تتوقف حتى تهطر من جديد .. كلما
فكرت انها ستبقى وحيده .. تبكي بحرقه اكثر .. سمعت شيئا يتحرك فخافت في البدايه ..
حاولت مسح دموعها لترى من يقف امامها .. بدى المنظر مشوشا .. الغرفه تغط في الضلام ..
ولكن هناك شخص صغير يقف امامها .. كانت تشهق من البكاء وهي تحاول
ان تهدء .. - ما بكِ ..؟
بدى الصوت قلقا بعض الشيء .. عرفت انه جون .. يبدو انها دخلت غرفته وايقضته ..
تكلمت من بين شهقاتها .. - انا .. اسـ..ـفه ... لم اكن اعرف انها غرفتك ..
كانت تبدو مسكينه جدا .. و محطمه كليا .. اشفق جون عليها فتقدم منها وهو مستغرب..
_ لا عليكِ ..
رفعت عيناها له وهي تكاد تنفجر .. اغلقت وجهها بيديها وبدأت بالبكاء مجددا ..
_ انتي كبيره .. اليس من المفروض الا تبكي ..؟
لم تجب عليه .. انزعج جون لانها تبكي وهو لا يعرف السبب .. - كفاكي بكاء ..
نظرت له بسرعه وهي تمسح دموعها .. يبدو انها خجلت منه الان ..
_ هيا قولي ماذا حدث ..؟
عندما سألها تذكرت اخر مره تحدثا فيها .. حدقت في عينيه وهي تتذكر جملته ..
( أمك سوف تتركك ).. هذا ما قاله في تلك المره ..
_ انت تعرف .. اليس كذلك ..
قالتها بتأنيب وكأنها تعاتبه .. - اعرف ماذا ..؟
بدى مستغربا منها ..
_ لقد قلت لي ان امي سوف تتركني .. اذن انت تعرف ..
_ اااه ..
استدار ليجلس بقربها واسند ضهره للحائط .. - هل قالو لك ..؟
_ لا لم يقولو .. انا عرفت
وقفت وهي تقترب من النافذه .. ضلت تنظر للقمر اللذي كان ملبد بين الغيوم ..
كان الليل يبدو مخيفا .. توقفت عن البكاء الان وهي تشعر بالانهيار ..
_ لم انتي حزينه جدا .. ماذا ان تزوجت امك ..؟
استدارت لتنظر له .. كان يشعر انها لا تراه .. نظرتها بدت فارغه جدا ..
اكمل وهو يتكلم وكأنه شخص بالغ - الاهل دائما هكذا .. عندما يريدون فعل شيء
لا يفكرون سوى بسعادتهم ..
_ ولكن امي تحبني .. امي لا تفعل شيء يجعلني حزينه ..
_ ومن اجل من انتي حزينه الان .. من اللذي جعلك تبكين ..اليست امك؟
_ تتكلم وكأنك كبير ..
_ انا كبير ..
عادت النبره الطفوليه لصوته عندما بدى منزعج من كلامها ..
ابتسمت له بحزن - نعم انت كبير ..
_ هل انتهيتي من البكاء ..؟
كان سؤاله بريئ ومضحك في نفس الوقت .. لقد سأل بخجل وكأنه لا يريد ان يذكرها بشيء ..
نظرت له قليلا وقالت وهي تستدير لتخرج من الغرفه - نعم .. اعتقد ان البكاء لا يفعل شيء
لقد تعبت .. بكيت اليوم كثيرا .. سأذهب لارتاح ..
_ سوف يكونون في الخارج ..
قالها بهدوء قبل ان تفتح باب غرفته لتخرج فعادت لتنظر له وقالت ..
_ لن اهتم .. ليكونوا في اي مكان .. لم اعد اتحمل ان اكون الحمقاء في هذا المنزل ..
ابتسمت له وفتحت الباب وخرجت ..
كانت تنظر للأرظ وهي تقفل الباب خلفها .. رفعت رأسها لتستند على الباب و تأخذ نفس عميق
فتعثرت من ما رأت امامها .. نظرت بصدمه له وهو يستند امام باب جون على الحائط ..
يبدو ادوارد منزعج .. كان يريد ان يقول شيء قبل ان يسمعا صوت اقدام ويلتفتان ..
كانت كلارا من اتت .. انزعجت كلوديا منها ومن نفسها اكثر .. بدت الفتاة قلقه على كلوديا ..
اقتربت منها وهي تتكلم بهدوء ولطف شديد - امك حزينه جدا من اجلك .. انها تبكي ..
يجب عليك ان تذهبي لتهدئيها .. هي خائفه جدا عليك .
مع ان كلماتها كانت لطيفه و تضهر مدا قلقها على ام كلوديا لم يأثر هذا في كلوديا ..
انها لا تحب هذي الفتاة .. لا تستطيع سوى ان تنزعج منها ..
نظرت كلوديا لها بعيون لم تحمل اي معنى و قالت بهدوء - سأذهب لغرفتي ..
لم تستدر لتنظر لأدوارد .. خافت ان تضعف وتبكي .. سارت بسرعه وهي تحاول
الابتعاد عن مكان وجودهم معاً .. لا تريد ان ترا هذا الثنائي بعد الان .. لما بدى الان يهتم لأمرها
و يضهر لها في كل مكان .. الان بعد ان بدأت تجبر نفسها على نسيانه .. هل يحب ان يجعل
كل شيء صعب بالنسبه لها .. عندما كانت تريد رؤيته كان يتغيب عن البيت بأستمرار ..
بينما الان بدأ يتواجد في كل مكان .. هو وتلك الفتاة .. خطيبته ..
وصلت للباب الخلفي .. لم تلتقي بأحد في الطريق .. اين يمكن ان يكونو ..
اراحها هذا كثيرا فهي لم ترد الشجار مجددا ولا البكاء ..
عندما خرجت لتذهب لغرفتها كانوا جميعا هناك .. يجلسون في الخارج ..
ضلت واقفه وهي تمسك بمقبض الباب وتنظر لهم .. لم ينتبه احد لها ..
كان الجميع مشغول بتهدأت روزا .. ذاك الرجل ايضا .. المدعو دانيال
كان يقف بقرب امها وهو يمسك يدها .. آمون كان موجود ايضا ولكنه لم يفعل شيء .. كان ينظر
لامي بحزن .. السيده كاميليا كانت تجلس بجوار امي وهي تحتضنها ..كان يبدو حال امي سيء جدا ..
اردت ان اذهب لأحتضنها ولكن وجود السيد دانيال وهو يمسك بيدها اعاد براكين الغضب الى قلبي .. لم استطع تحمل ان هذا الرجل سوف يأخذ امي ...
كانت كلوديا تقف عند الباب دون حراك .. تنظر لهم بحزن .. تفكر ان كانت هي سبب ما يحدث
ام هم من سبب هذا لها .. تفكر هل زواج امها شيء طبيعي .. كيف يستطيعون تخيل هذا ..
هي لن تستطيع ان تفهم الامر هكذا .. ان تزوجت امها هذا يعني انها تريد التخلي عنها ..
او على الاقل انها لم تعد تهتم لها كما كان في الماضي .. كان الوضع مشوش جدا هي تريد الان الذهاب للغرفه ..
ولكن ان تحركت سوف ينتبهون عليها .. وهي لا تريد التحدث معهم ..
لم تهتم .. سارت متوجهه للمنزل فأنتبه لها الجميع .. لم تنظر لهم حاولت السير بدون توقف وهي تنظر للارض ..
ناداها آمون ولكنها لم تجب واستعجلت حركتها .. لكنه لم يتركها بل وقف وناداهها بصوت اعلى ..
كان من المخجل ان تتجاهله الأن فأستادرت لتنظر له بدون ان تضهر اي مشاعر حزينه على وجهها ..
_ ماذا هناك ..؟
كان صوتها فاتراً .. لا مبالي الى درجه استغربته هي ايضا ..
امها كانت قد وقفت وهي تمسح دموعها .. بدت مسكينه جدا وحزينه ..
_ الا تخجلين من تصرفك ..؟
لم تكن تنتظر ان يقول هذا .. كانت تنتظر شيء يهدئها .. كانت تنتظر اعذار .. اعتذارات منهم ..
ولكن ان يلوموها بهذي الطريقه .. صدمها جدا ..
بدت تتنفس بعصبيه وهي تنظر لأمها اللتي بدت تقترب منها ..
_ الا يجب عليكم انتم ان تخجلو من تصرفكم ..؟
صرخت بوجهه امها فصعق الوضع روزا .. بدت مستغربه جدا .. انها المره الاأولى اللتي تتحدث بها كلوديا هكذا ..
بهذي الوقاحه .. خجلت من ابنتها امام الجميع .. كانت ستعذرها لو كانتا وحدهما وفي الحاله اللتي كانت كلوديا بها
اما ان تصرخ عليها امام الجميع وبهذي الوقاحه لم يعجب روزا ابدا ..
_ لم نقم بأي تصرف خاطء .. ولا تكوني وقحه اكثر من هذا .. لقد تماديتي كثيرا كلوديا ..
بدت امها غاضبه جدا .. صدمها هذا .. مابالهم يتحدثون معها هكذا .. كانت تنتضر ان يقنعوها .. ان يبررو لها ما فعلو ..
ان تقول امها لها اي شيء غير ما قالته الأن .. بدت الصدمه قويه عليها .. قويه جدا ..
كانت تتنفس بعصبيه .. الان هي تكرهه جميع من هنا .. لما يكون اللوم عليها .. لما هي المخطئ هنا مع ان الجميع
كان يخبئ عنها زواج امها .. لو لم يكن خطأ لما اخفوه عنها ..
هدأت ونظرت لأمها بحزن وابتسامه ساخره – هل تحاولون السخريه مني ..؟ لم تخفين امر زواجك ان لم يكن امر خاطأ ..؟
_ لانني اعرف تفكيرك واعرف انكِ لم تكوني لتتقبلي الوضع بسهوله ..
_ فقررتي ان تضعيني امام الامر الواقع .. حسنا امي .. افعلي ما تريدين لم اعد اهتم ..
ان كنتي تريدين الزواج فلتتزوجي .. لقد مللت من هذا كله ..
قالت الكلمات بدون تفكير .. لم تعرف ما ستقول بعده .. عن ما ستفعله هي الان ..
لم يكن هناك شيء ببالها ..
قررت ان افضل حل هو الهروب .. ركظت نحو المنزل بسرعه ولم تعر صراخ امها اي اهتمام ..
لم يعد هناك شيء لتقوله .. لقد وضحت امها ان رأي كلوديا ليس مهم .. وان انزعاج كلوديا من الوضع ليس مهم ابداً ..
دخلت للغرفه واغلقت الباب خلفها .. انهارت امام الباب باكيه وهي تصرخ ..
_ مخادعيــن ..

سقطت روزا على الارض وهي تبكي بحرقه .. كان الوضع سيء ويبدو انهم زادوه سوؤ .. كلوديا ما تزل طفله
وخصوصا امام امر كهذا .. كان يجب ان يتفهمو انها اعتادت على ان تكون امها لها .. وهذا شيء طبيعي بالنسبه لاي طفل عاش
وحيدا كل هذي المده .. دانيال لم يتقدم منها .. ضل جالسا على الكرسي وهو يشعر بأستياء كبير على الحال
اللذي وصلتا اليه كلوديا وروزا .. بينما تحركت كاميليا بسرعه كي تحتضن روزا وتخفف عنها ..
_ اهدئي روزا .. يجب ان تتفاهمي مع كلوديا .. الصراخ والبكاء ليسا حل ..
_ هل سمعتي ما قلت لها .. لقد حطمتها الأن كليا ..
قالت روزا هذا واكملت بكائها وهي تفكر بكلوديا .. ماذا ستفعل الان ..
لقد كنت قاسيه عليها جداً ..
_ اهدئي الان .. ودعي كلوديا ايضا تهدء .. يجب ان تفكر مليا بما حدث ..
كان كلام كاميليا يبدو جيدا بالنسبه لروزا .. ولكن عندما تفكر بكلوديا لا يعود وجود للمنطق ..
_ سيدة روزا .. لندخل للقصر .. سيكون ترك كلوديا بمفردها لبعض الوقت امر جيد ..
وهذا ما فعلوه .. دخلو جميعا للقصر بينما بقي ايفان واقفا وهو يتابع كل ما يحدث .. لم يكن يعرف شيء ..
سوى ما حدث امامه طبعا .. كان وجهه كلوديا الباكي لا يفارقه .. لم تكن المره الأولى اللتي يرى فيها فتاة
تبكي امامه .. ولكنها اثرت به جدا .. لقد كانت تبدو محطمه .. ضل ينظر نحو المنزل اللذي دخلته وهو يفكر
بالقرار اللذي يمكن ان تتخذه الان ..

في غرفت كلوديا كانت تجلس وهي تستند على الباب .. لقد بكت كثيرا حتى
غطت في نوم عميق لم تصحو منه الا على هاتفها .. وقفت بصعوبه المكان سيء جدا للنوم ..
تشعر الان وكأن جسدها محطم كليا .. اخذت الهاتف ورمت نفسها على السرير ..
كانت المتصله ساره .. لم تتكلم فقالت سارة بمرح – مرحبـــــــا ..
_ اهلا ساره ..
بدى صوتها سيء جدا .. اقلق سارة جدا فقالت بسرعه – ماذا الان ..؟
_ لا شيء .. لا تهتمي كثيرا
_ كلوديا تكلمي .. صوتك يبدو مخنوق ماذا حدث ..؟
_ ليس بالشيء الكبير .. امي سوف تتزوج ..
قالتها وهي تحاول منع دموعها من النزول .. بدى صوتها يرتجف ..
_ ماذا ...
لم تعرف ساره ماذا تقول .. بدت كلوديا في حاله سيء جداً .. يبدو ان الخبر جديد عليها ..
_ اهدئي الأن .. لا تبدئي بالبكاء
قالت ساره هذا بسرعه وهي تسمع شهقات كلوديا في الجانب الاخر من الهاتف ..
_ ساره تعالي وخذيني من هنا
قالت كلوديا جملتها وبدأت بالبكاء ..
_ كلوديا اهتدئي هيا .. اردوك لا تبكي .. سآتي حالا .. فقط توقفي عن البكاء ..
_ هل ستأتين حقا .. سوف اخرج لأنتضارك في الخارج .. لا تتاخري
_ وامـك ..؟
_ ساره .. هل ستأتين ام اذهب لمكان اخر ..؟
قالت هذا بعناد وهي تصرخ في وجهه ساره – حسنا .. حسنا .. سأذهب لأيقاض ماثيو
ماثيو هو اخ سارة الكبير .. اللذي تعيش هي معه ..
انه رجل في الثلاثين من عمره متزوج ولديه فتاة صغيره بعمر الخمس سنوات ..
هي تعيش معه لان والداها ماتا منذ ان كانت صغيره .. في حادث سير بينما تول ماثيو رعايتها
وتأمين لها كل ما تحتاجه وكأنه ابوها .. انه اخ رائع .. كلوديا تحبه كثيرا لانه يشعرها دائما انه اخوها ,..
نهضت بسرعه من على السرير ودخلت لتغتسل بسرعه .. لقد كان وجهها مخيف بعد البكاء اللذي بكته . . عيناها
حمراوان بينما كانت بشرتها شاحبه .. ارتاحت قليلا بعد ان اخذت حماما ساخنا .. ارتدت ملابس دافئه و لفت شالا حول عنقها ..
وضعت لها بعض الغيارات في حقيبه صغيره واخذت هاتفها و خرجت من الغرفه .. لم تكن روزا هناك .. لقد ضنت انها ستجدها تنتظرها ..
_ يبدو انها لم تعد تستطيع الابتعاد عن حبيبها ولو برهه ..
قالت هذا بصوت منخفض وهي تشعر بالحزن على التغيرات اللتي حدثت بحياتها بعد انتقالهم لهذا
القصر الفخم .. أطلت من النافذة قبل ان تخرج .. ارادت ان تتأكد ان ما من احد هناك ..
كان ايفان فقط بالخارج لذا لم تهتم كثيرا .. كان يبدو نائما وعندما فتحت الباب استيقض بسرعه .. استدار لينظر لها
ثم وقف واقترب منها وهو ينظر بأستغراب للحقيبه في يدها .. توترة هي قليلا .. كانت تريد ان لا يعرف احد بخروجها ..
ارادت ان تقلق امها عليها .. ابتسم هو لها بلطف وعلى وجهه علامات استفهام – إلى اين انتِ ذاهبه ..؟
تعرفت عليه اليوم فقط .. استغربت سؤاله .. بدى مهتما وهو ينتظر الاجابه – سوف اذهب لبيت صديقتي
_ بدون ان تعرف والدتك ؟
_ لا اعتقد ان الامر يهمها ..
_ بعد كل ما حدث لها أمامك ..؟
_ وماذا حدث لها امامي .. لقد تشاجرت معي لأني قلت لها لما كنت اخر من يعلم ..
_ هل هذا حقا ما قلتيه ..؟
بدى وكأنه يحاول استفزازها .. – سيد ايفان .. هل تستطيع ان لا تقول لامي انك تعرف مكان وجودي
_ لا .. لا استطيع .. بينما انا في الحقيقة لا اعرف مكان وجودك غير انك ستذهبين لصديقتك
لم تعرف ما تقول له .. بدى وكأنه ينتظر ان تقول شيء .. ولكن لم يكن لها مزاج في الحديث لذا قال هو ..
_ امك لم تقصد حدوث ما حدث .. لم تكن تريد ان يحدث الامر هكذا ..
_ لم اعد اهتم ..
_ حقا ..؟
_ انا متعيه .. اسفه ولكن لا اريد الحديث ..
_ الهروب جيد احياناً ..
قال هذا وهو يبتعد عنها ليتجه نحو القصر فصرخت خلفه – انا لا اهرب
استدار وشبه ابتسامه مرسومه على فمه .. – اذن ما اللذي تقومين به ؟
لم تقل له شيء .. فقال وهو يبتعد عنها – فكري بوضع امك جيداً ..
لم تأبه لكلامه .. لن تفكر بأمها بعد الان ابدا .. سوف تفعل ما تراه يناسبها فقط .. اليس هذا
ما تفعله امها .. فتحت البوابه الخلفيه بعد هذا وخرجت .. احست بشعور غريب عند خروجها .. كأنها تعود لحياتها الطبيعيه
عندما تكون خلف هذا القصر .. خارج ابوابه وبعديه عن الناس الساكنين فيه .. احست بالحريه لأول مره منذ مده طويله ..
سيكون من الجيد ان تبتعد عن هذا المكان .. هل ستستطيع الابتعاد عن امها .. بدى الامر صعب الأن .
بعد ان خرجت ... فكرة مليا بكلام ايفان .. امها ومهما فعلت لن تتحمل ابتعاد كلوديا .. على الاقل هي واثقه من هذي النقطه ..
حتى ان ادارت الزواج وادخال شخص جديد في حياتها هذا لا يعني انها تستطيع ابعاد كاوديا عنها ..
بدت الكئابه والحزن يتسربان الى قلبها وهي تفكر بحالها الان .. تذكرت حياتها في ما مضى .. كانت سعيده جدا عندما
كانت تعيش مع امها بمفردهما .. كان العالم كله رائع بالنسبه لها .. حتى حبها لأدوارد كان يشعرها بالسعاده في ذلك الوقت ..
كان شغف مراهقه .. حب يجعلها تحلم بمستقبل جميل .. بدون ان يعرف ادوارد ..
عرفت الان ان اسؤ شيء قامت به هو الاعتراف لأدوارد بحبها له .. لقد اصبح الان حب معروف لدى الكثيرين ..
لو انه ضل حب في داخلها فقط لما حدث كل هذا .. ربما كانت ستكون صدمات ادوارد اقل وطأ عليها ..
بدت الدموع تملا عينيها .. تشعر الان انها خسرت اغلى شخصين في حياتها .. الشخصين اللذين احبتهم اكثر من أي شيء اخر ..
مسحت دموعها بسرعه وهي ترا سيارة ماثيو تقترب منها .. وقفت السياره امامها ونزلت سارة منها بسرعه ..
_ ماذا بك عزيزتي ..؟
احتضنتها بسرعه وهي قلقله جدا عليها .. ابعدتها كلوديا بهدوء وهي تبتسم بحزن – لا شيء .. لنبتعد عن هذا المكان الان .
_ حسنا عزيزتي ..
تحركتا بسرعه لتدخلان السيارة .. القى عليها ماثيو التحيه بهدوء وردت هي عليه بنفس الهدوء اللذي كان يسود المكان كله ..
اسندت رأسها على المقعد وهي تنظر للخارج .. لقد بدى الجو يبدو كئيب .. الليل بدى يأخفاء جميع المناظر ..
امتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر ما حدث اليوم .. لقد كانت هناك صدمات كثيره .. ولكن ماذا ستفعل الان ..
لن تستطيع المكوث طويلا في منزل سارة .. هذا سيكون محرج .. لم تعد تطيق التفكير بالأمر ..
اغمضت عينيها وغطت في نوم حتى احست بساره تحركها .. – كلوديا لقد وصلنا .. استيقضي هيا
_ ااه ..
بدت تستعيد وعيها ثم خرجت من السياره ووقفت امام المنزل ..كان يبدو جميلا جدا .. دافئ وصغير ..
تذكرت عندما كانت تأتي لزيارت سارة في السابق كم كانت تستمتع بذلك .. بدت تشعر بان حياتها تنهار شيء فشيء ..
انا صغيره على مثل هذي الامور .. لم تعتد من قبل ان تقرر شيء لوحدها لذا كان اتخاذ قرار صعب جدا الان ..
امسكت سارة بيدها وادخلتها معها للمنزل .. ابتسم ماثيو لهن والقى تحية المساء وذهب لينام ..
اتجهت الفتاتان لغرفة ساره .. رمت كلوديا نفسها على السرير عندما دخلتا للغرفه بينما توجهت ساره للحمام واخذت معها
ملابس كي ترتدي شيء مريح ..
اخمضت كلوديا عينيها وبدأت تفكر مليا بما حدث .. لقد ارتبطت امها .. ارتبطت بشخص اخر
امها اللتي ضنت انها لن تبتعد عنها يوما لاي سبب .. لماذا فعلت هذا .. هي تعرف ان ما فعلته خطا
لو كانت لا تعرف لما اخفت الموضوع عن كلوديا .. هذا الشيء كان راسخا في رأسها ولن تتقبل اي عذر من جانب امها
مهما كان .. خرجت ساره ففتحت عينيها وبدأت تنظر لصديقتها بحزن ..
_ ماذا .. ؟
سألتها ساره بقلق ..
_ لا شيء ..
وتنهدت بعد هذا و فتحت خزانة صديقتها – سأخذ هذي البيجامه كي انام بها ..
لم تقل ساره شيء واتجهت كلوديا للحمام .. استحمت فأشعرها هذا ببعض الانتعاش ..
خرجت بعدها فوجدت ساره تتصفح بعض من كتبها المدرسيه وهي تضعهم في الحقيبه ..
تركتهم بعد هذا على الارض وتقدمت من كلوديا لتجلسا على السرير متقابلتان ..
_ هيا اذن .. تكلمي الان
_ عن ماذا ..؟
_ عن ما انتي فيه .. ماذا حدث لكِ ..؟ هل يعقل ان كل ما تفعلينه لان امك سوف تتزوج ..؟
_ هل يبدو الامر سهل الى هذي الدرجه ..؟
_ حسنا .. ليس سهل
ارتبكن ساره من سؤال كلوديا المؤنب لها واكملت – انه صعب .. اعرف هذا ولكن لا يجب عليك ان تخرجي من المنزل هكذا
يجب ان تتحدثي معها وتسمعيها ..
_ لا اريد
صرخت ونهضت بسرعه من على السرير متجهه نحو النافذه ..
نظرت مطولا من النافذه و قالت بعد هذا بدون شعور – لقد كنت في المطار اليوم ..
لم تعرف لما تقول لساره عن الموضوع ..
_ ماذا كنتي تفعلين هناك ..؟ لا تقولي لي انك كنتي تريدين السفر
استدارت لها وهي تضحك على جنون صديقتها – هل انتي حمقاء ..؟
_ حسنا بجنونك هذا سوف اتوقع منك كل شيء .. المهم ماذا فعلتي هناك ..؟
_ كنت في استقبال خطيبة ادوارد ..
_ خطيبة ادوارد ..؟ ماذا تقصدين ..؟ من اين تعرفينها ولما كنتِ في استقبالها ..؟
كانت الصدمه تبدو على سارة .. كلوديا انتظرت منها ان تستغرب ولكن ليس الى هذي الدرجه ..
فقالت لها بهدوء وهي تحاول تثبيت صوتها من الارتعاش – لقد اخذني ادوارد الى هناك ..
_ ادوارد ..؟ واين رأيته ..؟
الأن بدت الامور تتوضح لكلوديا .. هي لم تخبر سارة باي شيء عن انتقالهم للسكن في منزل ادوارد
لم يكن لدى صديقاتها اي معلومه عن هذا الامر .. لقد نسيت الامر كليا ..
تنهدت وبدأت بعد هذا بسرد كل ما حدث لها منذ ان اعطت الرساله لأدوارد .. شعرت ببعض الراحه
لان الموضوع تغير .. لم تكن تريد التفكير بموضوع امها وبما سوف تؤول اليه احوالها هي ..
بعد انتهائها من سرد القصه بدت انها لم تدخل في رأس سارة لوهله .. وبعد لحضات من الصمت
انهالت عليها بالكلام – ايتها اللئيمه .. هذا كله يحدث معك ونحن لا نعلم بشيء .. كم انتي قاسيه هل هذي هي الصداقه اللتي
كانت بيننا .. حتى عندما كنا نسألك عن شيء تقولين انه لم يحدث شيء . لماذا لم تخبرينا ما مشكلتك بالضبط ..؟
_ اهدئي اهدئي .. ساره توقفي هيا .. سوف توقضينهم ..
التزمت سارة الهدوء ونظرت لكلوديا بعصبيه .. بينما عادت كلوديا للجلوس على السرير ..
_ لم اكن اريد ان اقول شيء لان الموضوع كله لم يكن يعجبني ..
_ لم يكن يعجبك ..؟ هل هذا سبب ام ماذا ..
_ لم اخبركم وحسب .. لا اعرف لما ولكني لم اكن اريد ان يعرف احد
_ حسنا .. اذن انتي تعيشين مع ادوارد الان ..
_ في ملحق تابع لمنزلهم وليس معه ..
_ نفس الشيء
_ لا .. مختلف تماما ..
_ هل سبب حزنك هذا هو ادوارد ..؟
كان السؤال مفاجأ – لما تسألني هكذا فجأ ..
_ فقط .. بدون سبب
_ لا ليس هو سبب حزني
_ كاذبه ..
قالت سارة بابتسامه خبيثه – لا تستطيعين اخفاء لمعان الدموع وارتعاش صوتك وانتي تلفضين اسمه
_ ما هذي الحماقه ساره .. لم اعد افكر فيه بعد موضوع الرساله اصلا
_ لماذا تقولين لي عن موضوع خطبته هكذا وانتي حزينه بهذي الطريقه ..
نظرت لها كلوديا وقالت بعدها وهي تتنهد – حسنا .. انا حزينه نعم .. بل اكاد اموت حزنا بعد ان رايت خطيبته ..
ولكن هذا فقط اليوم .. غدا لن يكون هناك اي اثر له .. سوف أنساه كليا .. ولن اعود لذلك المنزل مجددا .. ابدا
_ وامك ..؟
_ لتفعل ما يحلو لها ..
_ انت يحمقاء .. لن تستطيعي اتخاذ أي قرار وانتي بهذي الحاله .. يجب ان تنامي وترتاحي الان وسوف نتحدث غدا
_ هل ستذهبين غدا للمدرسه ..؟
سألت مع ان الموضوع لم يكن يشغلها اصلا .. فقالت ساره – نعم سوف اذهب .. وانتي ايضا سوف تذهبين
_ لن اذهب
_ كلوديا .. كيف ستعيشين ان ان لم تذهبي للمدرسه ..؟ الا تريدين ان تستقلي بنفسك
_ لا تسخري مني
_ لم اكن اسخر
_ ساره لن اذهب وحسب .. حتى ان ذهب لن يدخل في مخي شيء لذا لن اتعب نفسي
_ كما تشائين .. انتي عنيده حقا ..
_ كم بقى قبل اجازة نصف السنه ..؟
_ نعم هذا ما تفكرين فيه .. الاجازات فقط
_ وهل هناك اجمل من الاجازات ..؟
_ هههههههه لا اعتقد .. سوف تكون الاجازه بعد ثلاث اسابيع بالضبط من اليوم ..
_ اااه .. حسنا هذا جيد
_ سوف يكون من الضروري وجودك في هذي الايام .. لدينا اختبارات كثيره
_ اعرف .. سوف اذهب ولكن ليس غدا
_ كما تشائين .. هيا للنوم لقد تأخر الوقت
كانت كلوديا متعبه جدا .. عندما وضعت رأسها على الوساده لم تفكر بشيء ونامت فوراً ..
لم تذهب في اليوم التالي للمدرسه كما قالت .. ولكن ذلك كان اليوم الوحيد اللذي تغيبت فيه عندما كانت في منزل ساره ..
مضى اسبوع منذ ان تركت المنزل .. لم يتصل احد بها من القصر .. بدت تنتظر حقا ان تأتي امها او تتصل ..
لقد اشتاقت لها كثيرا .. لجميع من هناك .. كانت تبكي كل يوم يمر بدون ان تحاول امها الاتصال بها .. هل نسيتها ام تناست ..
هل يعقل ان تتركها هكذا ..؟ بدون ان تسأل عليها ..؟ هل تنتظر ان تعود هي من تلقاء نفسها .. ؟
هذا لن يحدث ابدا .. كلوديا كانت تحاول فعل أي شيء لتشغل نفسها حتى لا تفكر بأمها وبما يحدث معها ..
بدت تهتم بدورسها وتقرأ على الدوام .. قررت ان لا شيء سيفيدها سوى المدرسه والشهاده اللتي ستحصلها ..
وان كانت امها لم تعد تحتاجها فهي ايضا لن تحتاج احد من الان وصاعداً ..
هذا ما قررته في الاسبوع هذا ..
امضت وقتا جميلا برفقة سارة وعائلتها .. ماثيو وزوجته وابنته .. انها صغيره جدا وجميله ..
مشاغبه بعض الشيء ولكن هذا يضفي عليها برائه جميله .. كانت حياتهم سعيده جدا .. وهي مرتاحه معهم كثيرا
ولكنها تريد الان العوده لأمها .. تود ان يعود الزمن للوراء .. الي بيتهم القديم .. قبل ان ينتقلو للقصر
وقبل ان تحصل كل هذي الاشياء ..
في المدرسه كانو يجهزون لحفلة نهاية نصف السنه .. لقد كانت التجهيزات كثيره لان هناك طلاب سوف يتخرجون في هذي الحفله
وبالطبع ادوارد هو اول المتخرجين .. كان تأخذ معها في هذي الايام طعام الغداء دائما لانها لم تكن تريد الذهاب للجامعه .. لم
تكن تريد ان تلتقي بأدوارد ..
في ذلك اليوم كانت تجلس في حديقة المدرسه هي وفيفيان وسارة .. الجو كان بارد .. لقد اتى فصل الشتاء ..
كانت ترتدي معطف ساره لأنها لم تجلب معطفها من القصر .. اصواتهم كانت عاليه بالضحك .. لم يتحدثن معها عن ما حدث ابدا ..
لقد كان مزاجها ينقلب عندما يسألنها عن ما ستفعل لذا لم يردن تعكير مزاجها الجيد اليوم ..
ولكن ادوارد كان على ما يبدو يريد تعكير مزاجها .. اذ انه ضهر فجأ امامها وبدت نظراته غاضبه جدا .. تجاهلته ولم تنظر له
بينما كانت ساره وفيفيان يتابعان الموقف بدقه .. وقفت بسرعه وهي تستدير لتذهب للداخل فناداها بحده – كلوديا ..!
لم تكن تريد ان تتحدث معه ولكنها توقف واستدارت وهي تنظر له بدون مبالاة .
_ ماذا هناك ؟
نظر هو بدوره لصديقتيها علامة ان يتركوهم لوحدهم .. وفعلا هذا ما حدث توقفت سارة وفيفيان بسرعه واتجهتا نحو المدرسه ..
لم تكن تريد ان يذهبن ولكن بما انهن ذهبن سوف تتصرف معه بتجاهل تام ولن تهتم ابدا بما سيقوله ..
_ تعالي معي ..
نظرت له وهي مستغربه منه .. لما طلب من صديقتيها الانصراف ان كان يريد اخذها الى مكان ما ؟؟
_ الى اين ؟؟
_ تحركي
قال هذا يحده وهو يبدو منزعج جدا ..
تحركت هي خلفه عندما اتجه هو نحو بوابة المدرسه .. لقد كانت تنظر للارض وهي تفكر بما قدد يكون في رأسه ..
اعترفت لنفسها انها اشتاقت له كثيرا .. لقد فرحت جدا عندما رأته .. ولكن عندما تتذكر كلارا خطيبته تشعر بالألم جدا ..
_ ااخ
يبدو انه توقف وهي كانت تنظر للارض لذا لم تنتبه له فأسطدمت به و صرخت فأمسك بها كي لا تقع ..
رفعت عينيها له وهي تنظر له بعصبيه .. – لما توقفت هكذا ..؟
_ لا تصرخي .. هيا اركبي
يبدو انهم وصلو لمرأب السيارات .. لقد كانو يقفون امام سيارت ادوارد .. لكمها لم تكن تريد الركوب معه
لذا استدارت عنه وهي تحاول جعل صوتها حاد - قل ما تريد هنا .. داعي للذهاب لاي مكان ..
_ من الافضل ان تتركي مساله تحديد المكان لي .. هيا اركبي لقد ازعجتني حقا
صرخت بوجهه – ان كنت ازعجك لما تأتي لرؤيتي اذن ..؟
_ كلوديا ..
قال هذا علامه على انزعاجه وبانه لم يعد يريد الاستمرار ..
ركب السياره وانتظر ان تركب بدون ان يقول لها شيء .. ركبت هي بدورها وظلت تنظر من خلال النافذه ولم تلتفت له ابدا ..
_ لقد وصلنا ..
قال هذا ونزل من السياره .. ضلت هي تنظر له وبعدها التفتت لترى اين هم .. لقد كان مكان تراه لأول مره ..
يبدو منزل صغير ولكنه جميل جدا .. نزلت من السياره وسارت خلفه نحو الباب ..
لقد كان الباب مفتوح لذا دخل ودخلت هي خلفه .. – ادوارد ..
_ ادوارد ماذا هناك ..
صرخت عندما لم يجبها ولكنها صمتت عندما دخلو الى غرفه فيها شخص .. رجل ..
وقف الرجل بسرعه وهو يبدو مرتبك جدا .. ضلت هي تنظر له وهي واقفه خلف ادوارد .. لقد عرفته
انه ذلك الرجل اللذي اوقفهم عندما كانو ذاهبين للمطار لأحضار كلارا منذ اسبوع تقريبا .. كان مختلف بعض الشيء ..
ملابسه اصبحت انيقه .. ويبدو انه قد حلق ذقتنه منذ فتره قصيره .. كان يبتسم لها بلطف ويبدو خائف من ردت فعلها .. هي كانت مستغربه من وضعيتها . . لم تفهم لما اتى بها ادوارد الى هنا ..
_ كلوديا ..
نطق الرجل باسمها وهو يركز على كل حرف .. بدت تشعر بالانزعاج .. ليقول لها احد ماذا يحصل ..
رفعت نضرها لادوارد متسائله ولكنه لم يقل شيء .. – من انت ..؟
سألت الرجل بخوف وهي ما تزل تقف خلف ادوارد اللذي لم يقل ولم يفعل شيء ..
نظر لها بابتسامه لطيفه وقالت بخوف – انا والدك .. الم تعرفيني ..؟
بدا حزين وهو يسأل ان كانت قد عرفته .. ولكن هذا لم يكن يهمها .. لم تكن تستطيع التركيز على مايشعر به
حتى ... بعد نطقه للكلمه .. امسكت بقميص ادوارد بقوه وهي تشعر بان نبضات قلبها تتسارع .. ماذا يقول هذا الرجل
لم اعد استطيع التفكير بأي شيء .. ماذا يحدث هنا وماللذي يتفوهه به هذا الاحمق .. ابي ..؟
كيف يقول انه ابي .. لقد مات ابي من سنوات طوال فكيف يأتي الان شخص ويقول انه ابي .. ماذا كان يقصد ادوارد بأحضاره لي
الى هنا ..؟ هل يعرف بالأمر ..؟ بالطبع يعرف .. نظرت له وهي تشعر بعدم التركيز على شيء .. اشعر اني سوف اقع ..
ولكن لا .. ماذا افعل ..
كانت تفكر بسرعه وبكل شيء بدون ان تفهم شيء .. افلتت قميص ادوارد بينما ضل هو ينظر لها .. كما يبدو هو ينتظر
منها ردت فعل ملموسه .. بينما بقيت هي صامته لا تعرف ما تقول وما تفعل .. تراجعت للخلف قليلا وبعد هذا تركت العنان لقدميها
كي تركضا .. ركضت خارج المنزل بسرعه كبيره .. سمعت ذلك الرجل يناديها باسمها اكثر من مره ولكنها لم تتوقف ..
عندما خرجت من المنزل توقفت لتلقط انفاسها ونظرت للخلف فلم تجد ان احد منهم تبعها .. كانت تريد ان تستمر بالجري والخروج من هذي المنطقه .. لاكنها كانت متبعه لذا بدأت تسير وهي تتنفس بقوه .. جائها صوته من بعيد حيث انها قطعت مسافه ليست قليله ..
لقد كان ادوارد قد ركب السياره ولحق بها .. – كلوديا .. !
اوقف السياره بالقرب منها بينما بقيت هي صامته تنظر له .. اشار لها برأسه ان تركب وهو يضع السيجاره في فمه ..
لم تطل الوقوف ولم تقل شيء .. ركبت بقربه واسندت رأسها وهي تنظر للخارج ..
كان يقود السياره بهدوء .. لم يكن هناك سيارات لكي يخفف السرعه .. لقد كان الشارع خاليا تقريبا ولكنه لم يسرع ..
هي كانت ما تزال تفكر بما حدث .. استطاعت ان تستوعب الان ماذا حدث ..
لقد ضهر رجل من العدم وقال لها انه والدها .. ماهذا التخريف .. ؟ استدارت وضلت تحدق بادوارد مطولا بدون ان تلفض اي كلمه ..
انتبه هو لها فأستدار لها – ماذا ؟
_ من كان ذلك الرجل ..؟
سألت بهدوء و خوف .. لم تكن تعرف ماذا تريد .. هل كانت تريد ان يقول لها انه ابوها ام لا ..؟ ماذا سيحدث ان كان والدها
او ان لم يكن ...؟ بدى هو مهتم بسؤالها واوقف السياره في زوايه من الطريق .. – لقد قال انه ابيك ..
_ اعرف .. اعرف ما قال لقد سمعت .. انا اسأل من هو ..؟
_ كلوديا توقفي عن طرح هذي الحماقات .. لقد قال لك انه والدك
_ حماقات ..؟
صرخت بوجهه بصوت عالي – كيف تقول انها حماقات ..؟ تحضر لي رجل لا اعرف من اين ويقول انه ابي اللذي مات منذ ثمانية عشر سنه وتقول اني اتفوهه بالحماقات ..؟
_ اهدئي الان ..
سألته بعد ان ضلت صامته لفتره وهي تحدق به .. - هل هو ابي حقا ..؟
كان هو ايضا ينظر لها .. اخذ نفسا عميقا وقال بصوت هادئ – ما رأيك انت
_ هل يعودون الاموات ..؟
_ هل انتي واثقه ان ابيك ميت ..؟
_ هذا ما قالته امي .. هذا ما اعرفه منذ ولادتي ..
لم يقل هو شيء .. ضل ينظر لها ولم يكن لديه شيء ليرد به عليها – ادوارد ..
لم يجبها لذا صرخت – قل شيء .. لما انت صامت ..؟
_ لا تصرخي ..
لقد شعرت انه لا يهتم بالامر ابدا .. جرحها هذا جدا فلم تعد تستطيع ان تقول له شيء .. بدت دموعها تملئ عينيها
عندما طلب منها عدم الصراخ .. هل تزعجه الى هذي الدرجه .. لا يستطيع ان يتحملها حتى في وضع كهذا ..
اخذت هي نفسا عميقا وقالت له – اعدني الى المدرسه ..
_ لقد انتهى الدوام .. الساعه الان الخامسه
الخامسه .. ردتت هذا في رأسها .. لقد كان الطريق طويل بعض الشيء ولكنها لم تتوقع ان يأخذ كل هذا الوقت ..
لقد تأخر الوقت وساره الان قلقه عليها جدا .. اخرجت هاتفها من الحقيبه . لقد كان وضعه صامت .. كان هناك خمس اتصالات من ساره .. لم تكن بمزاج لتجيبها .. سوف تعود للمنزل وتشرح لها كل شيء .. على الاقل ما استوعبته هي من ما حدث ..
_ اعدني لمبنى المدرسه وانا سأذهب لبيت صديقتي ..
لم يقل شيء .. يبدو انه لن يطلب منها العوده للمنزل .. لم يقل شيء عن امها وهي لم تتجرأ على السؤال ..
عندما وصلو كانت كلوديا قد نامت .. لقد اوصلها الى بيت ساره .. كان يعرف انها تقيم فيه .. لم يوقضها عندما وصلو
بل ضل صامتا وهو يدخن وينظر للأمام .. لقد حدثت اشياء كثيره لها .. كان تفكيره بها وبما يحدث معها يزعجه جدا ..
لم يعتد على الاهتمام بمشاكل الاخرين ولكن هذي الفتاة تجبره على الاهتمام بعالمها .. لم يعد يريد التفكير لذا ايقضها ..
_ كلوديا .. استيقضي لقد وصلنا ..
فتحت عينيها بهدوء وهي تشعر بالنعاس .. لقد كانت تعبه جدا .. رفعت عينيها له وضلت تنظر له بينما ضل هو يحدق بعينيها
حتى شعرت بالاحراج ونهضت بسرعه – ااه .. هل كنت نائمه ..؟
لم يقل شيء فنزلت هي بسرعه من السياره .. – كلوديا ..
ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
_ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
_ حاضر
خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
_ هيا ادخلي ..
امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
_ الى اللقاء ..
قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
_ اين كنتي ..؟


الجزء الثامنـــ..




– كلوديا ..
ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
_ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
_ حاضر
خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
_ هيا ادخلي ..
امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
_ الى اللقاء ..
قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
_ اين كنتي ..؟
عندما فتحت سارة الباب لي كنت ما ازال افكر بما قاله ادوارد قبل قليل .. كنت مشدوهه جدا حتى اني لم
انتبه لأي من تساؤلات سارة لي .. ولم اجبها على اي شيء حتى صرخت بوجهي – كلوديا ..!
_ اه ..؟
عدت الى ما انا فيه ونظرت لها بحرج قبل ان اخلع حذائي وادخل الى غرفة الضيوف .. كانت زوجة ماثيو
هناك مع صديقه لها .. القيت عليهم التحيه واستأذنتهم بالذهاب لتغير ملابسي .. لحقت ساره بي ..
عندما دخلتا الغرفه رمت كلوديا بنفسها على السرير وهي تتنهد بعمق بينما اغلقن ساره الباب واقتربت من صديقتها ..
_ استبدلي ملابسك على الاقل ..
قالت ساره بأنزعاج فنظرت كلوديا لها بأستغراب .. – ما بك سارة ..؟
قالت بلا مبالاة – لا شيء ..
رمت كلوديا الوساده عليها – تحدثي ماذا هناك ..؟ لما انتي منزعجه ..؟
نظرت لها قليلا قبل ان تصرخ غاضبه – الا تخجلين من نفسك..؟ كنت قلقه جدا عليك بينما انتي لا تجيبين على مكالماتي
ولم تأبهي حتى بارسال رساله لتطمئنيني .. مابك كلوديا ..؟
_ انا اسفه ..
قالت كلوديا بخجل .. لقد كان لدى ساره الحق في كل ما قالته .. كان يجب ان ترد على الهاتف على الاقل بعد ان رأت مكالماتها ..
_ انا اسفه حقا .. لقد نسيت هاتفي على الوضع الصامت ..
كانت تحني رأسها وهي تتكلم فصدمها رد ساره – بالطبع سوف تنسين كل شيء ما دمتي مع ذلك الادوارد ..!
_ لما تتحدثين بهذي الطريقه ساره ..؟
سألتها وهي مستغربه فأنتبهت ساره لنفسها وصمتت بسرعه .. جلست بعد هذا بقربها .. – لقد كنت قلقه حقا ..
_ ولكن لماذا ..؟
_ اعرف انك لا تفكرين عندما تكونين معه . لا اعرف ولكني لم ارتح لمجيئه لأخذك ..
_ لقد دعاني للخروج معه هذا المساء .. للعشاء ..
قالت هذا بهمس .. لم تعرف ان كان الامر جيد ام سيء .. ولكن ماا تعرفه انها لن تستطيع رفض طلبه مهما حدث ..
_ ماذا ..؟ هل انتي حمقاء كليا ..؟ ماذا تفعلين بحق السماء ..؟ هل نسيتي خطيبته
_ اسمعي اسمعي .. الامر هو انه يريد ان يحدثني بشيء اخر .. ليس كما تضنين
_ شيء اخر ..؟ ماذا تقصدين ..؟
_ لم تسأليني الى اين اخذني ..
_ هذا صحيح ..
نظرت لها قليلا فوجدت ان ملامحها تغيرت عند هذي النقطه – ماذا الان كلوديا ..؟
_ نعم ماذا الان .. جمله جيدا .. يبدو ان هذي السنه بالنسبه لي سنة المفاجئات
_ ماذا تقصدين ..؟
_ لقد ذهبنا لشقة احدهم .. احد الرجال .. واللذي قال ..
_ نعم ..؟
كانت ساره تنصت بتمعن وكأنها تنتظر كارثه ..
_ قال انه ... أبــ .. ـي
_ ماذا .؟
بدت ساره غير مصدقه تماما .. – ماذا تقولين ..؟
_ لا اعرف .. هذا ما فهمته
_ كلوديا تحدثي بجديه .. اليس ابوك .. ميت ..؟
نطقت ساره الكلمه بخوف وتردد .. لم تعرف ماذا تفعل ولكن اليست هذي الحقيقه اللتي يعرفها الجميع ..
_ هذا ما اعرفه .. ولم اعد افهم شيء ..
_ هل انتي متأكده انه قال لك .. انه والدك ..؟
_ الوضع لا يسمح بسماع شيء اخر ..
_ اعتقد ان الامر معقد .. الا يجب ان تتصلي بأمك كي تفهمي منها ..
لم تكمل ساره جملتها حتى صرخت كلوديا بوجهها – لن اكلمها ابدا ... ان لم تسأل هي عني هذي المده كلها لن افعل انا ايضا ..
_ كلوديا في الاخير انتي المخطئه في المسأله .. يجب ان تعترفي ..
_ اليس على الامهات ان يسألو عن ابنائهم مهما حدث ..؟ اليس هذا هو الشيئ الطبيعي في الحياة ..؟
_ كلوديا .. لا تكوني حمقاء .. يجب عليك ان تتحدثي مع امك ..
_ هل بدأ مكوثي يزعجك ..؟ انـا اسفـه ولكن ..
وقفت ساره بسرعه وهي غاضبه جدا .. – ان كان هذا ما فهمته من حديثي اعتقد انك لم تستعيدي عقلك بعد
فكري مليا بما تقومين بفعله .. وان كان على اقامتك هنا .. تعرفين انها تجعلني سعيده جدا ..
خرجت بسرعه من الغرفه وصفقت الباب خلفها بقوه .. احست كلوديا بالحزن لما قامت به
لقد كانت هذي المره غبيه جدا لقولها مثل هذا الكلام لساره .. ولكن مع هذا لا يمكنها ان تبدأ الحديث
مع امها ما دامت لم تسأل عنها حتى .. هي لا تعرف حتى ان كانت لدى امها اي فكره اين تكون الان ..
رمت بنفسها على السرير واغمضت عينيها وهي تبكي .. ماذا الان .. او بالاحرى ماذا بعد ..؟
من يمكن ان يكون ذاك الرجل اللذي قال انه ابوها ..؟ كيف تقول لها امها ان ابوها مات منذ ان كانت طفله ..
من الكاذب بينهم .. هل يعقل ان يكون ابوها حقا ..؟ اين كان اذن كل هذي المده ..؟ لما لم يسأل عنهم ابداً ..؟
تكاد تجن من شدت التفكير بالامر .. والان فوق كل ما يحدث لها ادوارد يطلب منها الخروج معه للعشاء ..
لماذا ..؟ ماذا يريد ..؟ وعن ماذا يريد ان يحدثها ..؟ هل ستكون كلارا هناك ..؟هل يمكن ان يحدث هذا ويجلبها معه ..؟
سوف تكون الضربه القاضيه بالنسبه لكلوديا .
هي لن تهتم هذا ما فكرت به .. قررت انها لن تهتم له ابدا .. سوف ترى ماذا سيقول فقط . يجب ان تضغ حدا لحماقتها
يجب ان تفكر بنفسها اكثر .. لا يجب ان تعود لحب ادوارد بعد الان .. ماهذا الجحيم يا ألهي .. كل هذا حدث
بعد تركهم لمنزلهم وانتقالهم للقصر ذاك .. كم تتمنى ان تستيقض فتجد ان كل شيء يعود الى حاله .. تتمنى ان تعود
امها كما كانت .. ولكن لحضه .. كما كانت .. امها كانت على علاقه بذاك الدانيال بالطبع قبل انتقالهم للعيش في القصر ..
هذا شيء اكيد . هل تفعل الصواب برفضها لزواج امها .. هل يعقل ان تتسبب هي بتعاست امها ..؟
ولكن هل يعقل ان تحب امها احد في هذي الدنيا اكثر منها .. لماذا ...؟
كانت هناك مئات الاسأله والمواضيع اللتي لا تفهمها .. بدت تشعر بالحيره والعجز .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء ..
تنهدت و غطت بعد هذا في نوم عميق لم تستيقض منه سوى على رنين هاتفها .. نهضت وهي تتثائب وتشعر بالتعب ..
اجابت على الهاتف دون ان تنظر للرقم حتى .. – الو ..
كان صوتها متعب وكان واضح انها لم تستيقض كليا بعد ..
_ هل انتي نائمه ..؟
سأل الصوت ببرود .. فجمدت بمكانها .. – ااه .. لا .. اقصد نعم .... لا لا قليلا فقط ..
_ ماهو القليل فقط ..؟
نظرت للساعه فوجدتها الثامنه .. يبدو انه دقيق جدا بمواعيده .. – انا اسفه ادوارد .. سوف انزل حالا ..
لم يقل شيء .. بل اغلق الهاتف .. كم هو كريهه .. لم يقل حتى وداعا ..
ماهذا الرجل .. يا الهي .. اعطني القوه كي لا افعل شيء احمق اندم عليه لاحقا ..
خرجت وهي مسرعه .. حتى انها لم تبدل ملابسها .. التقت بساره عند الردهه فلم تقل ساره شيء ..
_ سوف اخرج الان .. لن اتأخر ..
قالت كلوديا وهي تتقدم منها بخجل ..
_ افعلي ما تشائين ..
_ سنتحدث عندما اعود .. ارجوك لا تغضبي ..
_ لا تقومي باي شيء احمق ..
_ حاضر ماما ..
قالت هذا وهي تضحك على ساره اللتي تتصنع الغضب من كلوديا .. اخذت معطفها معها وخرجت بسرعه ..
كانت سيارة ادوارد تنتظرها في الخارج .. وكان الجو بارد جدا .. نظرت للمقعد بجانب ادوارد فوجدت انه فارغ ..
احست بالراحه فهو على الاقل لم يجلب كلارا معه .. عندما تقدمت لتدخل السياره رأت انه هناك احد يجلس في المقعد الخلفي ..
تقدمت لترى من وتفاجأت برؤيتها رالف يجلس هناك .. شعرت بالفرح لرؤيته ففتحدت الباب بسرعه ودخلت لتجلس بقربه ..
_ سيد رالف .. كيف حالك ..؟
قالتها بفرح وهي تبتسم له بسعاده غامره .. امسك هو بيديها و قال لها مؤنبا – لقد اتيت لاني ايقنت انك لن تأتي لزيارتي مهما انتظرت ..
احست بالحرج الشديد منه .. لقد كان على حق .. هو خرج من المستشفى في اليوم اللذي تركت المنزل .. ولكن لم يكن لديها الوقت لتزوره .. وهي نسيت امره كليا في كل هذي المشاكل اللتي تعيشها .. – انا اسفه .. اسفــــه حقا سيد رالف .. ولكني ..
_ هلا توقفتي عن مناداتي بسيد .. قولي رالف فقط ..
ابتسمت له – اعتقد انها افضل .. كيف اصبحت ..؟
_ بعد رؤيت ابتسامتك الرائعه افضل بكثير ..
نظرت له بفرح وهي سعيده برؤيته على خير ما يرام .. – اني سعيده جدا انك لم تصب بأذى ..
_ كيف حالك انتي صغيرتي ..؟
لقد كان ادوارد قد سار بالسياره منذ ان ركبت هي بها .. هذا جيد .. جيد ان رالف اتى معه .. لن يكون عليها ان تكون معه لوحدهما
وهذا سوف يجعل الجلسه مريحه اكثر ..
عادت لرالف بعد ان افلت يدها .. وقال لها بقلق – ما بكِ صغيرتي .. هل هناك شيء ..
_ اه .. لا لا شيء ابدا ..
_ لستي بخير .. هل هذا لانكِ عرفتي ان امك سوف تتزوج ..؟
ظلت تنظر له مطولا قبل ان تبتسم بحزن – حسنا .. نوعا ما ..
_ ولكن عزيزتي .. الامر هو ان ..
لم يكمل جملته حتى ارتمت في حضنه وهي تبكي بشده .. لم تكن تريد ان تفعل هذا .. ليس امام ادوارد على الاقل .
ولكن عندما سألها رالف عن حالها تذكرت كل شيء حدث لها .. كانت تريد بشده ان تبكي في حضن احد .. شخص تشعر انه
يهتم لأمرها حقا .. شخص يستطيع ان يتفهم ما تشعر به .. لم يقل شيء .. لف يديه حولها و بدى يمسح على شعرها – هل انتي طفله ..
الم تقولي انك كبرتي .. الكبار لا يبكون كلوديا .. يجب ان تواجههي مشاكلك وليس الهرب منها ..
رفعت رأسها ومسحت دموعها بخجل – انا اسفه ..
قالت بهمس وهي تشعر بالخجل .. وقعت عينيها على المرأة امام ادوارد فلاحضت انه ينظر لها .. احرجها هذا اكثر ..
_ صغيرتي لا يجب ان تفعلي هذا .. يجب ان تكوني اكثر تعقلا ولا تتصرفي كالاطفال ..
_ لم اتصرف كالاطفال .. لم افعل شيء ..
_ اليس تركك للمنزل تصرف طفولي ..؟
_ هل كان يجب ان اقبل بتركها لي هكذا فقط .. هي لم تعد تريد ان اكون معها لهذا ..
_ كلوديا توقفي عن قول هذي الحماقات عزيزتي .. الامور ليست هكذا وانتي تعرفين هذا ..
انزلت رأسها .. لم تعرف ما تقول له .. بينما اكمل هو
_ امك واجهت الكثير من المشاكل والمآسي وهي تحاول تأمين لك حياة رائعا .. حياة لا تحتاجين لاي احد فيها ..
لقد تعبت جدا .. انتي كنتي ترينها فقط عندما تكون معك .. تحاول جعلك لا تشعرين باي نقص .. عندما جاء الوقت لترتاح وتشعر
انها انجبت فتاة ستريحها .. عندما وجدت الرجل اللذي احست معه انها سترتاح اكثر .. جأتي انتي وقلبتي كل شيء ..
هل تعتقدين ان روزا تريد تركك حقا ..؟ بعد كل ما فعلت من اجلك هذا يكون جوابك ..؟
_ انا ابنتها .. ما فعلته ليس دين يجب علي ارجاعه لها ..
صدمت هذي الكلمات رالف كما صدمتها هي .. لم تشعر عندما خرجت منها .. ماهذا اللذي تقوله بحق الجحيم
نظرت لأدوارد فوجدته ينظر لها بطريقه غريبه .. كان ينظر لها وكأنه يراها للمره الاولى .. انزلت رأسها
وهي تحاول السيطره على ارتعاشها .. – ليس هذا .. لم يكن هذا ما اردت قوله
_ اذن ماذا ..؟
سألها رالف وهو ينظر لها بتدقيق .. – ماللذي تريدين قوله اكثر مما قلتيه .. ماذا حدث لكِ .. تغيرتي كثيرا في هذا الاسبوع
_ انا اسفه .. لم اعد اعرف ما اقول .. اسفه حقا
بدأت تتأسف وهي تحاول كبت دموعها .. كانت تشعر بالكراهيه لنفسها بعد ما قالته .. هل يعقل ان تكون بهذا الجحود ..؟
بعد كل ما فعلته امها لها .. احست انها حقيره .. بدأت تمسح دموعها وهي تشهق ..
_ لقد وصلنا ..
رفعت رأسها بعد ان قال رالف ذلك .. لقد وصلو لمطعم .. مطعم فخم جداً .. فتحو الابواب ونزل رالف وادوارد قبلها .. بينما ضلت هي تنظر للمطعم .. كان جميل جدا ويبدو من المطاعم الغاليه .. نزلت ولحقت بهم بسرعه .. لقد تغير مزاجها الان بقوه .. بدت تشعر بالانزعاج من الوضع .. لقد كان الجو مشحون جدا .. حتى انهم لم يتحدثو بمسأله والدها اللتي ذهبت مع ذكر مشكلة زواج روزا ..
عندما دخلت للمطعم كان شيء رائع من الداخل .. يبدو راقيا جدا .. الناس اللذين كانو فيه كلهم من الطبقات الراقيه
والناس الاغنياء .. احست بنضراتهم المستغربه لها .. لقد كانت تبدو في المكان الغلط تماما مع ملابسها الغريبه .. لا تنتمي لهذا الجو
ابدا .. كانت ترتدي بنطالا اسود ومعطف اسود .. ترفع شعرها للأعلى بأهمال .. وبعد الحوار والبكاء اللذي حدث في السياره يجب ان يكون وجهها قد اصبح شاحب جدا .. لم تأبه لنظراتهم وسارت خلف ادوارد ورالف بهدوء .. عبرو كل الطاولات ولم يجلسو على احداها .. اشتغربت الى اين هم ذاهبين .. وصلو لمكان فيه طاولات معزوله .. يبدو انه للعائلات او شيء كذا .. فتحو احد الابواب ودخلو ..
دخلت هي بعدهم وهي تشعر بالراحه لانهم سيكونون معزولين عن الناس .. ولكن كل شيء اختفى عندما دخلت .. كانت امها تجلس بأنتضارهم في الداخل .. بدت صدمتها كبيره .. لم ترا امها منذ وقت طويل .. لم تعتد على ان تبتعد عنها كل هذي المده .. كانت مشتاقه لها جدا .. ولكن وبدون شعود تحركت للخلف بسرعه عندما وقفت روزا وتقدمت منها .. صدم هذا روزا فوقت ولم تتقدم اكثر ..
لم تعرف ما تقول وما تفعل .. انزلت رأسها للأسفل لانها شعرت بالحزن لما قامت به .. لقد كانت امها تبدو متعبه جدا ..
خرج رالف واقترب ادوارد منها ليهمس بأذنها .. – لا تقولي لها عن جورج ..
كان قلبها يدق بسرعه عندما اقترب منها ولكن بعد ان قال جورج رفعت رأسها له باستغراب .. – ماذا ..؟
لم تعرف ماذا كان يقصد بجورج .. لقد كان عقلها قد توقف عن التفكير في هذي اللحضه ..
نظر لها ادوارد بحده وقال – والدك .. لا تقولي لها اي شيء عنه ..
وخرج بعد هذا .. استغربت ما قاله .. لما لا تقول لأمها شيء .. اليس من المفروض ان تسألها عن هذا الموضوع ..
رفعت رأسها لترى ان امها لم تتحرك بعد .. كانت تنتظر منها اي حركه .. – لما لم تسألي عني كل هذي المده ..
سألت كلوديا بحزن وهي لا تجرؤ على النظر لوالدتها ..
_ كنت انتظر ان تعودي لصوابك ..
_ هل تضننيني مجنونه ..؟
سألت وهي تتقدم لتجلس على اخر مقعد .. ابعد مقعد عن امها ..
_ هل ستعوديـن للصراخ ..
_ لا ..
قالت هذا وهي تحاول ان تفكر باي شيء تقوله ..
_ لقد وجدت شقه صغيره .. سوف ننتقل لها بعد اسبوع .. هل يناسبك هذا ..؟
رفعت كلوديا رأسها بسرعه .. لم تفهم .. هل تقصد امها انها لن تتزوج .. _ ماذا ..؟
سألت بهمس .. – الن تتزوجي ..؟
_ لن افعل شيء يجعلني اخسرك .. انتي اهم شيء بالنسبه لي في الحياة ..
لم تعرف ما تقول .. كل شيء كانت تريد ان تقوله ذهب .. كل العصبيه وكل ما كانت تشعر به ..
هي ايضا شعرت في هذا الاسبوع ان اهم شيء لديها هو امها .. ان كانو سينتقلون من هذا العالم اللذي اٌقحمو فيه
ويعودون الى حياتهم الطبيعيه .. هذا هو الشيء اللذي تريده حقا .. ولكن هل هذا ما تريده روزا حقا .. هل هذا ما يجعل والدتها
سعيده ..؟ هل ستعود مجددا للعمل والتعب .. لم تعرف ما تقول .. لن تطلب منها ان تتزوج دانيال ابدا .. هي تعرف ان هذا لا يمكن
ان يحدث .. لا تريد لأمها ان تتزوج .. ولكن .. ماذا سيحدث ان عرفت ان زوجها مازال على قيد الحياة .. هل تعرف هذا
ام انها هي ايضا تضنه ميت ..؟ لن تستطيع ان تفعل ما طلبه ادوارد منها .. الموضوع كبير جدا حتى تخبأه .
بدأت بتوتر وهي تتكلم بهدوء .. وكأنها لا تريد التفكير باللذي ستتحمله امها من اجلها عندما يعودون لحياتهم السابقه ..
_ متى مات ابي ..؟
كان السؤال مفاجأ جدا .. رفعت عينيها لتنظر لأمها اللتي بدت مصدومه جدا من السؤال ..
ضلت تنظر لكلوديا وهي لا تعرف ما تقول .. .. هل جاء الوقت اللذي يجب ان تعرف كلوديا
فيه كل شيء .. لماذا تسأل الان عن جورج .. ماذا حدث ..؟
_ لما تسألين .. الأن ..؟
سألت روزا بخوف .. لم تعد تستطيع التفكير بعد ان جاء اسم جورج .. بدت تشعر بالاشتياق له .. لو كان هو الان هنا
لما حدث لها كل هذا .. هزت رأسها وهي تحاول ازالت هذي الافكار .. جورج ليس بالرجل اللذي تستطيع ان تعتمد عليه ..
_ فقط .. للأ شيء ..
لم تعرف ما تقول .. هل تعترف انها التقت رجل قال انه والدها .. ولكن يجب ان تعرف اولا هل ابوها ميت حقا
ام انها ايضا كذبه عاشت فيها كل هذي المده ..
_ لقد مات عندما ... عندما كنتي ..
لم يكن في رأسها شيء لتقوله .. او انها لم تتذكر ما كانت قد قالته في الماضي عن جورج .. لذى قالت بغموض
_ عندما كنتي صغيره ..
_ هل مات ابي حقا امي ..؟
سألت كلوديا السؤال عندما احست ان امها كانت متوتره .. يجب ان يكون هناك شيء .. لماذا عساها ترتبك ان كان
لا يوجد شيء مخفي ..
_ لماذا هذي الاساله الان كلوديا .. ماللذي ذكرك بأبوك ..؟
_ هو .
خرجت الكلمه بسرعه قبل ان تفكر بها .. مهما حاولت ان تتفهم صدمت امها ولكنها لم تضن ان تكون بهذي القوه ..
وقفت بسرعه وهي تنظر لكلوديا بخوف – ماذا تقصدين ..
صرخت عندما لم تتحدث كلوديا – تكلمي كلوديا ماللذي تقصدينه بهذا ..؟
_ امي مابك ..؟ انه فقط .. انـنـي ...
_ ماذا .. قولي ماذا هناك ..؟
_ لقد التقيت رجل يقول انه ابي .
قالت هذا بسرعه وهي تحاول ان تبعد كل شي .. لم تعرف سبب غضب امها عليها هكذا ..
ولكن هذا كله زال عندما سمعت روزا هذا .. سقطت على الكرسي وهي تبدو محطمه .. ماذا حدث لها ..
صرخت كلوديا وهي تنتقل بسرعه لتجلس بجوار امها – ماذا هناك امي .. مابك ارجوك ..؟
رفعت روزا عينيها لأبنتها .. كانت مصدومه للغايه .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء .. – اين التقيتي به ..؟
_ امي اهدئي ارجوك .. لنخرج من هنا ..
لم تعرف مايجب عليها فعله .. ولكن روزا لم تكن تسمع شيء .. كانت تتكلم وتسأل بأرتعاش ..
_ اين التقيتي بهذا الرجل .. متى وكيف قال لك هذا .. تكلمي هيا ..
_ لقد اخذني ادوارد لأراه ..
عندما اعترفت بهذا وقفت امها بسرعه وسحبتها معها خارج المطعم .. كان ادوارد ورالف ينتظرونهم بالسياره
تغير الجو واصبح بارد جدا .. بدأت تمطر بغزاره .. افلتت روزا يد ابنتها في الخارج وركضت نحو السياره .. لم تركب بل
ضربت على باب ادوارد كي يفتحه .. خرجو كليهم من السياره وهم مستغربين من موقف امي .. انا لم اتحرك بعد هذا .. كنت اشاهد
ما يحدث من بعيد .. كانت امي تبدو كالمجنونه لم اعرف مابها ولما تتصرف هكذا .. لم اسمعهم عندما تحدثت مع ادوارد
ولاكني عرفت انها قالت له ما قلته انا .. لانه نظر لي بعصبيه اخافتني جدا ..
اقتربت منهم بهدوء وانا احاول تهدئت نفسي ..
كانت كلوديا تنظر لأمها بخوف .. هل سيحدث شيء لروزا الان .. تبدو في حاله سيئه جدا ..
امسكت بأدوارد من كتفيه وكانت تهزه بقوه وهي تصرخ .. كلوديا لم ترى من قبل امها هكذا ابدا ..كانت تبدو كالمجنونه ..
اقتربت منها واحتضنتها بقوه – امي ارجوك كفى .. اهدئي ارجوك ..
بدت كلوديا بالبكاء وهي تشعر بارتعاش امها .. هدأت روزا في احضان ابنتها .. لقد تبللو كليا .. امسكت رالف بروزا وادخلها
للسياره .. بينما ضلت كلوديا واقفه تنظر لما فعلت .. ماذا كان سيحدث ان ضلت صامته كما طلب منها ادوارد ..
_ هل انتي راضــيه الان .. هل حصلتي على الاجابه اللتي تريدينها ..؟
سأل ادوارد هذا بغضب شديد .. لقد القى اللوم كله عليها .. لماذا ..؟
ولكن ان فكرت ههي قليلا فهي سبب كل هذا .. كان يجب ان تعرف متى تتحث ومتى لا .. كان يجب على الاقل ان
تفكر لما طلب منها ادوارد عدم الكلام .. ركبت السياره بقرب امها وعادت لأحتضانها .. كانت امها تنظر من زجاج السياره وهي
نصف نائمه .. تبدو شاردت الذهن تماما .. همست كلوديا بأذنها ..
_ ما بك امي ..؟
رفعت عينيها لها واغمضتهم بعد هذا .. يبدو انها لم تعد تريد الحديث .. سارو في طريق طويل عرفت انه متجه نحو
القصر .. لم تكن تريد العوده للقصر الان .. ولكنها لن تستطيع ترك امها هكذا ..
وصلو للقصر فنزلت كلوديا وهي تمسك بأمها اللتي توجهت الى الملحق بسرعه .. ماذا حدث .. الن تفهم الموضوع على الاقل .؟
كانت كلوديا تنظر لهم بأستغراب .. الا تريد روزا ان تسأل شيء عن جورج ..؟ لم تلحق بأمها بل ضلت واقفه تحت المطر وهي تنظر
للأمام بدون تصوب نضرها لشيء .. – الن تدخلي ..؟
جائها صوت ادوارد فأستدارت ببطئ لتجد انه يقف في باب القصر يمسك الباب في انتضار دخولها ..
ضلت تنظر له قليلا قبل ان تتقدم لتدخل القصر .. فكرت عندما وصلت بقربه – اريد الذهاب لأرى امي ..
_ دعيها الان .. يجب ان تبقى قليلا وحدها ..
نظرت له بتعب شديد .. ان كان هذا رأي ادوارد فهو الصح .. دخلت امامه وتوقفت امام غرفة الضيوف .. لم تعرف هل تدخل ام
ماذا تفعل .. امسك ادوارد بذراعها وقادها معه لتجلس على احدى الارائك .. لم يكن في الغرفه احد رفعت نظرها له وهي تحاول
منع دموعها من النزول .. – ماذا حدث ..؟
_ انا من يجب عليه ان يسأل .. ماللذي قمتي بفعله ..؟
_ لم افعل شيء .. لقد قلت لها فقط ...
لم تستمر .. كان يجلس بقربها وهو يتحدث معها .. كان يبدو منزعج من تصرفها ولكنه لم يصرخ عليها ..
قطع عليهم حديثهم دخول كلارا اللتي بدت مستغربه من وجود كلوديا في بادء الامر .. وبعدها ركضت نحوها لتركع امامها
وهي تمسك بيديها .. كانت تنظر لي بلطف شديد وهي تحاول ان تفهم ما بي .. اعتقد ان حالتي بدت سيئه جدا ..
مع كل ما تفعله ومع كل طيبة هذي الفتاة الى انني لم استطع ان احبها .. – كيف انتي الان كلوديا ..؟
كان سؤالها يضهر مدى اهتمامها .. نظرت لها بابتسامه متكلفه جدا – الى حدا ما .. بخير ..
دخلت بعد هذا السيده كاميليا فوقفت لألقي عليها التحيه .. ولاكنها احتضنتني بسرعه وهي تبدو سعيده جدا بعودتي
_ لقد كان البيت مضلم مذ ان تركتينا .. كيف اصبحتي الان صغيرتي ..
_ انا بخير .. شكرا ..
قلت ذلك وانا اشعر بالتعب .. جلست بقربي بينما وقفت ادوارد .. تكلم بهدوء وهو يعطينها ضهره ..
_ اعتقد ان الرجل اللذي التقيتيه هو ابوك ..
رفعت نظري له بسرعه .. لم استوعب جيدا ما قاله ..- ها ..؟
نظرت للسيده كاميليا ويبدو انها هي الاخرى لم تصدم جدا بالخبر .. هل تعرف شيء ..؟
_ اسمعي كلوديا .. لا اعرف هل من الجيد ان اخبرك انا بالموضوع ام روزا ولكن ما استطيع ان اقوله لك الان
ان الرجل اللذي التقينا هو جورج .. وهو والدك ..
ابتلعت ريقها بصعوبه .. لم تعرف ماذا تسأل الان .. لماذا ابوها ليس ميت .. او لماذا قالو لها انه مات ..
نظرت للسيده كاميليا وسألتها – اليس ابي ميت .؟ الا تعرفون هذا ..؟
استدار ادوارد لينظر لها .. لقد بدت كالاطفال وهي تسأل .. لم تعرف كاميليا ما يجب عليها ان تقول
ففضلت ترك الموضوع لأبنها اللذي قال – هذي قصه طويله .. اعتقد ان الافضل ان نتركها لروزا كي تقولها لكِ ..
_ ان كنت تعرفها قلها انت .. افهموني ماذا يحدث ..؟
نظرت كلوديا لكلارا وهي تحاول ان تجعل الفتاة تقول اي شيء ان كانت تعرف .. هزت كلارا رأسها
بأسف وهي تعلن عدم معرفتها بشيئ ..
_ انتي متعبه جدا عزيزتي .. اذهبي للنوم وغدا سوف نتحدث بكل شيء ..
قالت السيده كاميليا بهدوء وقلق هذا .. لقد كانت كلوديا تشعر بالتعب الشديد .. والنعاس كان يدغدغ عيناها بقوه ..
لذا لم تصر على معرفت المزيد .. النوم سوف يريحها اكثر .. لم تعد لديها الطاقه الكافيه لمعرفت مفاجأت اكثر اليوم ..
القت عليهم التحيه وخرجت .. عندما وصلت للباب الخارجي للقصر كان آمون يقف هناك .. نظر لها بأبتسامه مشرقه
.. – لقد عدتي اخيرا .. كان المنزل هادئ جدا في غيابك ..
ابتسمت له – الم يكن مريح ..
قالت هذا وهي تقف امامه .. لقد اشتاقت حقا لهذا القصر وللناس اللذين فيه ..
لم تعرف هذا الا عندما عادت له ..
_ لا لم يكن مريح ابدا .. لم يكن هناك من يصرخ ويتسبب بالمشاكل .. هذا مزعج
اضحكها ما قاله فأبتسم هو بدوره لها - تكونين اجمل بكثير عندما تضحكين .. لا تتجهمي بعد الان
_ حــاضر سيــدي ..
القت عليه التحيه العسكريه وهي تضحك .. بعدها قالت له – سوف اذهب للنوم الان ..
_ اراكي غدا اذن .. لا اعتقد انك ستذهبين للمدرسه ..؟
_ نعم .. لا اعتقد انا ايضا
قالت هذا بهدوؤ وخرجت من الباب .. كان الجو ما زال يمطر بغزاره .. امسكها واخرج المضله الموضوعه على الباب .. فتحها واوصلها لباب الملحق .. _ شكراً ..
_ احلام سعيده .. نامي جيدا ..
_ شكرا لك ...
قالت هذا ودخلت للمنزل .. خلعت معطفها المبلل كليا .. ذهبت للغرفه .. لقد كانت كما تركتها .. اخذت منشفه ودخلت
لتأخذ حماما سريعا قبل ان تتجهه نحو سريرها .. لم تسمع صوتا لأمها لذا عرفت انها نائمه ..
لم تستطع كلوديا في ذلك اليوم النوم في سريرها فنهضت ليلا واتجهت نحو غرفت امها ..
كانت روزا تغط في النوم في ذلك الوقت .. تحركت ودخلت في السرير لتنام مع والدتها .. اندست في حضنها
ونامت نوما عميقا جدا .. احست في ذالك الوقت بالراحه والامان التام في حضن امها ..
في صباح ذلك اليوم عندما استيقضت كلوديا كانت روزا قد استيقضت قبلها .. ولكنها لم تنهض من على السرير بل ضلت
عليه تحتضن كلوديا .. _ صباح الخير ماما ..
هذا ما قالته كلوديا لأمها عندما انتظرت منها اي شيء ولكن روزا كانت في عالم اخر ..
نظرة لأبنتها وبدت تتحدث وكأنها تتحدث مع نفسها – لقد بدأ كل شيء عندما جاء لحينا .. كان رائعا أنذاك ..
كانت كلوديا تنظر لأمها بأستغراب وهي لا تفهم شيء مما تقوله .. ولكن مع اكمال روزا لحديثها بدأت كلوديا تفهم ..
لقد كانت امها تتحدث عن جورج .. واللذي هو والد كلوديا .. استمعت لوالدتا بدقه وهي تروي قصتها ..
بدت الام وكأنها لا تشعر بوجود كلوديا ..
_ احبتته منذ البدايه .. كان مختلف عن كل من في المدرسه .. وكل الفتيات كن مهتمات به .. ولكنه
ابدى اهتمامه بي منذ اللحضه الاولى .. ربما هذا ما جعلني اسير معه كيفما يشاء .. كنا صغار انذاك ..
لم اكن قد تجاوزت السابعه عشر بينما هو كان في الرابعه والعشرين تقريبا .. بعد تعارفنا بأسبوعين فقط
طلب مني الزواج ..
توقفت روزا قليلا عن الحديث عند هذا الحد بينما كانت كلوديا تستمع وهي لا تكاد تصدق ما تقوله امها ..
بدت القصه لها وكأنها فيلم سنمائي .. ولكن ليس هناك وقت لشرودها فقد عادت روزا للحديث الان ..
_ بالطبع لم يوافق اهلي على هذا .. ولكن لانني كنت حمقاء الى حد لا يتخيله احد.. وافقت على ان نتزوج
بدون موافقت اهلي .. لا اعرف كيف استطاع هو ان يقنع من قام بتزويجنا أنذاك وكيف استطاع ان يقنعني
ان اهلي سوافقون يما ما على زواجنا ..لقد حدث كل شيء بسرعه .. جورج .. لقد كان غامضا جدا ..
لم اشعر يوما انني افهمه .. كانت تصرفاته كلها غريبه .. عشت معه بعد ان تركت اهلي مده لا تتجاوز الست
اشهر .. وبعدها اختفى .. تركت المدرسه في ذلك الوقت .. كان جورج صديق دانيال المقرب .. لذا عندما غاب
واختفى ذهبت لأسأله عن جورج .. هو بالطبع لم يعرف بزواجي منه الى في ذلك الوقت .. اعتقد انه كان حزين جدا
.. لقد كان دانيال واقعا بحبي منذ ان عرفته .. ولم اشعر يوم انه كف عن شعوره تجاهي .. بينما انا لم اشعر في يوم
من الايام بأي احساس تجاه احد غير جورج .. لم يعرفه هو ايضا اين اختفى زوجي .. انتقلت للعيش في منزل كاميليا ودانيال في ذلك الوقت .. لقد رفض اهلي عودتي لهم بعد ان عرفو بزواجي .. وفي ذلك الوقت اكتشفت انني حامل ..
حامل بأجمل طفله في هذي الدنيا .. بأروع هديه حملتها لي الاقدار .. عاد جورج بعد غياب دام اسبوعان ..
ولكنه لم يعد لي .. لم يعد ليفسر لي سبب غيابه .. ولا لنعود لمنزلنا الصغير ونتتظر حضور مولودنا .. بل عاد ليعتذر
عن ماذا .. لم اعرف في ذلك الوقت .. قال لي فقط انه اسف .. وان كل ما حدث لم يكن بيديه .. قال هذا واستدار ليذهب ..
ناديته .. صرخت ووقعت ارضا وانا لا استوعب شيئ مما يقوله .. في ذلك اليوم كانت السماء تمطر بشده ..
وكأنها تريد ان تخفي دموعي عنه .. عندما صرخت خلفه وقلت له انني حامل توقف قليلا
ولكنه لمم يفعل شيء اكثر من هذا .. توقف قليلا فقط .. ربما كانتت لحضات لا تتعدى الثواني .. قبل ان يواصل سيره
ويبتعد كليا .. يخرج من عالمي .. العالم اللذي اقحمني فيه ..
امسكت كلوديا بيد امها عندما شعرت بها ترتعش .. كانت دموعها تهطل ولكن كان بكائها من دون صوت ..
_ والدك لم يمت .. جورج لم يمت .. كنت اعرف هذا منذ البدايه .. ولكنه مات في قلبي .. لهذا لم يكن هناك داع لذكر وجوده ..
_ اين كان اذن ..؟
سألت كلوديا بتوتر .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
_ لقد كان في السجن ..
بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
_ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
_ لماذا هو في السجن ..؟

سألت كلوديا بهمس .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
_ لقد كان في السجن ..
بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
_ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
_ لماذا كان في السجن ..؟
_ لقد سمعتي بما فيه الكفايه لليوم .. هيا لننهض
_ امي .. لم اعد صغيره بعد الان .. اخبريني بكل شيء .. لم عد اتحمل هذا الغموض اللذي دخل حياتي فجأ ..
ابتسمت روزا لابنتها بحب وهي تلف ذراعيها حولها – اعتقد انك على حق عزيزتي .. ولكن هلا اعطيتني انا الفرصه
لأفكر قليلا بما حدث وبما يجب ان تعرفيه ..
_ كل شيء .. امي اريد ان اعرف كل شيء ..
_ حاضر ايتها الفتاة الكبيره .. كل شيء .. اعدك . .
قبلت ابنتها على جبينها ونهضت من السرير .. لقد تغير مزاجها قليلا بعد ان تحدثت مع كلوديا ..
احست ان شيء من الهدوء عاد لحياتها .. احست فقط الان ان الحياة مع كلوديا فقط هي الافضل .. وانها في الحقيقه
تريد هذي الحياة وتفضلها على كونها مع دانيال ..
ولكن ماذا عن جورج ..؟ هل ستكون حياتها بخير بعودته ..؟ ما اللذي ينوي عليه ..؟ ماللذي اعادته
الان ..؟ هل يعقل انه قد خرج من السجن للتو ..؟ هذا لا يمكن .. لان ما حكم القاضي به كان اقل من
ثمانية عشر سنه ..
_ امي .. هل حضرتي الافطار ؟
ابعدت طيف جورج عنها عندما دخلت كلوديا المطبخ .. تضاهرة بأبتسامه مشرقه وهي تجيب ابنتها – نعم .. بالطبع عزيزتي
جهزي اكواب الشاي ..
_ حاااضر ..
كانت كلوديا تشعر بسعاده لعودت العلاقه بينها وبين امها كما في السابق .. ومع انها لم تكن تريد ان تفكر بالموضوع
كي لا تشعر بالحزن لأجل والدتها فهي كانت تشعر بسعاده اكبر لأن روزا قررت عدم الزواج من دانيال ..
انتهت من تحضير اكواب الشاي كما انتهت روزا من تحضير الفطور .. لم يتحدثا
كثيرا على الافطار .. على ما يبدو ياولان كليهما الابتعاد عن ما حدث البارحه .. روزا لم تكن تريد
ان تفتح الموضوع بينما كلوديا لم تعرف كيف تفتحه .. وهكذا انتهى الصباح في تنضيف المنزل
و احاديث يوميه بين كلوديا وروزا ..
بينما كانتا تجلسان على التلفاز قفزت كلوديا وهي تصرخ .. – يا ألهي .. ساره سوف تقتلني الان ..
_ ماذا هناك كلوديا ..؟ ما بك .؟
_ لم اخبرها باني سوف ابيت هنا .. الان هي قلقه بالتأكيد علي ..
هرولت نحو هاتفها وعندما وصلت له استغربت انه لم يكن على الصامت .. وايضا لم يكن هناك اي اتصال من ساره
او حتى رساله ...
اصابها هذا بالاستغراب .. هل يعقل ان تكون غاضبه الى هذي الدرجه .. لم تكن تريد الاتصال حتى ..
_ اتصلي اذن بها ..
_ نعم ..
استدارت لتقف امام النافذه وهي تبحث عن رقم ساره .. ضل الهاتف يرن
فتره من الزمن قبل ان تجيب – نعم ..؟
_ مرحبا ..
قالتها وهي تتصنع الخوف من صديقتها ..
_ ماذا هناك كلوديا ..؟
_ مابك انتي ..؟ اتصلت .. امم .. كي اعتذر لاني .. لاني لم اخبــ .. ـرك اني .. انـي .. ســ..ـ وف ..
_ سوف تبيتين في القصر .. اليس هذا ما تريدين قوله ..؟
_ نعم .. كيف عرفتِ ..؟
_ ليس الموضوع صعب التخمين حين تكون الدعوه من قبل ادوارد ..
_ ماذا تقصدين ..؟
_ لا شيء ..
_ ساره .. لما تتكلمين معي هكذا .. لقد عدت من اجل امي وانتي تعرفين هذا ..
احست ساره انها بدت لئيمه مع صديقتها .. لقد تحدثت بطريقه غير مناسبه من دون قصد .. كانت فقط
غاضبه لان كلوديا تجعلها دائما تقلق ولا تتذكر ابدا الاتصال بها لتخبرها بما يحدث ..
_ اتا اسفه .. لقد كنت غاضبه لانك لم تتصلي بي .. جيد انك اخيرا عدتي لأمك ..
_ شكرا .. لقد كنتي قاسيه معي ..
_ حسنا انتي اصبحتي كبيره وتتحملين ..
_ هذا صحيح .. سوف أتي غدا كي احضر اغراضي من منزلك .. لا اعتقد انني سألحق اليوم ..
_ حسنا .. كما تشائين .. اه صحيح .. لقد اخذت لك اجازه للغد ان كنتي ترغبين ..
_ ان كنتي ترغبين .. هل هذا سؤال .. بالطبع ارغب .. ان كنتي تستطيعين اخذ اجازه دائميه لي سيكون افضل ..
_ هههههههههه انتي حمقاء حقا .. عرفت انك لن تاتي غدا .. فأخذت اجازه .. ولاكن غدا سوف يكون اخر يوم تتغيبين فيه
هل سمعتي .. هذا الاسبوع والاسبوع القادم لدينا الكثير من الاختبارات .. يجب ان تكوني موجوده .. هل فهمتي
_ يا الهي .. كم سأتحمل منك .. نعم نعم فهمت .. أراكي غدا اذن
_ هههههههه حسنا .. وداعا ..
_ وداعا ..
اغلقت الهاتف وهي تضحك على صديقتها .. عندما استدارت لم تكن روزا جالسه على المقعد امام التلفاز
كما كانت قبل قليل .. سمعت صوت امها تتحدث في الغرفه فلحقت بها لترى مع من تتحدث ..
لم تلحق على الكثير .. لقد اغلفت روزا الهاتف عندما وقفت امام الغرفه .. سمعت من والدتها جمله واحده
_ انا اسفه دانيال .. وداعـ ـا ...
قالتها بسرعه واغلقت الهاتف .. شعرت كلوديا بالحزن لما حدث .. هل تشعر والدتها الان بالحزن .. هل تخفي
ذلك عنها كي لا تحزن ..؟ لم تعرف ما تفعل ولم تكن تستطيع ان تتقبل زواج والدتها ..
_ بماذا انتي مشغوله .. كنت اناديك الا تسمعين ..؟
خرجت روزا لتقطع حبل افكار كلوديا .. اشعرها بالراحه بعض الشيء ..
_ سوف نخرج اليوم للتسوق .. ما رأيك ..؟
_ التسوق ..؟ لماذا ..؟
_ سنغادر هذا القصر بعد اسبوع .. تقريبا في نصف الاسبوع المقبل و بعد ثلاث ايام سوف يكون موعد الحفل اللذي
اعدته كاميليا .. لنخرج لنشتري شيء كي نحضر الحفل .. سوف يكون وداع جميل .. اليس كذلك ..
كانت روزا تبتسم بينما كلوديا تحاول عدم اظهار مافي داخلها لأمها .. تذكرت ان خطوبت ادوارد سوف تعلن في
هذي الحفله .. احست بالمرار ولاكنها عرفت انها يجب ان تواجه هذا الشيء .. لا يمكنها التهرب دوما ..
لن يكون الامر سيء جدا بما انه سيكون قبل انتقالهم ببضعت ايام ..
ابتسمت لأمها بصعوبه – حسنا .. كما تشائين ..
_ اذن .. سوف اذهب لأرى كاميليا قليلا .. جهزي نفسك انت ايضا .. لنخرج لتمضيه النهار كله في الخارج اليوم ..
_ حــــاااضر ماما ..
خرجت روزا من المنزل بعد ان ارتدت ملابس دافئه .. بينما صنعت كلوديا لنفسها كوبا من القهوه و جلست امام التلفاز ..
لم يكن لها مزاج كبير للخروج اليوم .. ولكنها لم تكن تريد ان تزعج والدتها برفضها ولا اشغالها بشيء ..
سيكون افضل شيء هو ان يخرجن سويتا وتكف هي عن الافكار اللتي تأتيها ..
منذ ان اخبرتها روزا عن قصة ابيها لم تستطع سوى التفكير به .. وبأمها ..
كانت تشعر ان امها مازالت تكن مشاعر تجاه جورج .. ماذا يحدث في حياتها .. لقد بدأت تشعر
ان الهدوء اللذي كان يزعجها والملل اصبحا الأن من المستحيلات .. تغير كبير جدا في مده قصيره ..
الامر صعب عليها .. اب .. فجأ هكذا .. يضهر من العدم .. ماللذي يجب عليها فعله الان ..؟
وهي تفكر سمعت صوت احدهم يطرق الباب .. وضعت الكوب على الطاوله ونهضت لترى من على الباب ..
عندما فتحته ورأت كلارا تقف لم تعرف ماذا تقول .. بينما ابتسمت الفتاة بمرح ودخلت بدون ان تدعوها كلوديا للدخول ..
_ لقد جائت والدتك للقصر .. كنت اضن انك انتي ايضا ستأتين .. عندما قالت امك انك لن تاتي قررت المجيئ للأنضمام اليك
ان لم يكن لديك مانع ..
كانت تتحدث بلطف شديد و تهذيب .. قالت كلوديا في نفسها .. ( هذا ما كان ينقصني الأن ) ولكنها ابتسمت للفتاة
وقالت بلطف – بالطبع ليس لدي اي مانع .. هذا يسرني ..
جلستا الفتاتان بصمت .. لم يكن لدى كلوديا اي شيء تقوله
بينما كانت كلارا تشعر ببعض الحرج .. هذي هي المره الأولى اللتي يجلسن فيها لوحدهم ..
_ سوف تحضرين الحفل .. اليس كذلك ..
سألت كلارا بخجل وهي تبتسم لكلوديا بينما امسكت كلوديا بهاتفها بتوتر واجابتها – همم .. نعم بالطبع
_ اتمنى ان يسير كل شيء على ما يرام .. اشعر بالتوتر
_ لماذا ..؟
استغربة كلوديا سبب كلامها .. من ماذا هذي الفتاة متوتره ..؟
_ الحفل بمناسبو افتتاح ادوارد لشركته الخاصه وايضا لأنه سوف يتخرج .. ولكني متوتره لان في هذي الحفله
سوف تعلن خطوبتي على ادوارد رسميا .. اي اننا سوف نصبح ثنائي امام الجميع .. اشعر بالفرح الشديد ولكني متوتره ايضا
كثيرا .. لا اعرف كيف سأتصرف في الحفل .. سوف يأتي ابي وامي ايضا .. اشعر بالحرج
لم تقل كلارا اي شيء سيء ولكن كلوديا لم تعد تتحمل سماع ما تتفوه به هذي الفتاة ..
لم تعرف ماذا كان يجب ان تقول .. نهضت بسرعه وهي تحاول كبت اعصابها .. – سوف احضر لك كوبا من القهوة كي تهدئي
قالت هذا وهي تتجه نحو المطبخ .. اي شيء المهم ان تنشغل عن سماع هذي الفتاة و موضوع خبطتها بأدوارد ..
عندما دخلت كلوديا المطبخ دخلت كلارا خلفها .. ضلت صامته برهه من الزمن حتى نطقت بجمله اربكة كلوديا جداً ..
_ ما رأيك بأدوارد كلوديا ..؟
_ همم ..؟
لم تعرف ما تقول .. سكبت القهوه في الاكواب واعطته احداهم لكلارا .. سارت امامها وجلست على المقعد المقابل للتلفاز
كانت تعرف ان كلارا تنتظر منها اجابه .. اخذت نفسا عميقا وقالت – انه شخص يصعب فهمه .. لا اعرف الكثير عنه فهو لا يختلط كثيرا مع الناس ..
_ نعم هو منعزل بعض الشيء .. ولكنك عشتي معه مده ليست قصيره جدا .. الا تستطيعين ان تحكمي عليه بشيء ؟
_ لماذا تريدين ان احكم عليه ..؟
_ امي تقول لي دائما ان افكر قبل ان اتخذ هذا القرار .. هي ترا ان ادوارد ..
صمتت قليلا وهي تبحث عن كلمه مناسبه وعندما لم تجد قالت بهمس – ترا ان ادوارد لا يهتم لاحد .. او بالاحرى لا يهتم لشيء ..
_ اليس هو كذلك حقاً ..؟
قالت كلوديا هذا بدون تفكير .. حيث ان كلارا نضرت لها باستغراب وقالت – هل ترين هذا ايضا ..؟
_ حسنا .. هو غير مبالي بعض الشيء .. لا اعرف ولكن هذا ما يبدو عليه الامر ..
_ هو ليس كذلك .. انه لا يحب ان يظهر مشاعره امام احد .. ولكنه رائع .. لا استطيع تصور حياتي بدونه
بدت كأنها تتحدث مع نفسها .. كانت تبتسم وهي ترفع رأسها للأعلى .. تبدو اسعد شخص رأت كلوديا في حياتها ..
بينما كانت تشعر انها هي اتعس شخص .. الأن ..
لم تعرف بماذا تجيب هذي الفتاة .. ليس من العدل ان تكرهها .. هي لم تفعل شيء لها ..
ربما لو كان ادوارد احبها لكانت هي اللتي سوف تكون قد اخذته من كلارا .. لانه وكما يبدو يعرفها منذ زمن ..
ابتسمت كلوديا لها وهي تعتصر قلبها كي لا ينبض عند ذكر ادوارد بسرعه – ان كنتي تحبينه الى هذي الدرجه .. لا يجب ان يهمك
كلام او رأي اي احد .. اليس كذلك ..
ابتسمت كلارا لكلوديا وقالت – بالطبع احبه .. اكثر من اي شيء في هذا العالم .. ولكن انتي يجب ان تتعرفي عليه اكثر
سوف تحبينه ان عرفتيه هو ليس كما يبدو .. انه حقا شخص رائع ..
بدت كلوديا تنظر لكوب القهوة في يدها .. كانت تريد ان تضحك الان .. ان عرفته سوف تحبه ..
هذا ما قالته كلارا لها .. لم تعرف انها ممثله بارعه الى هذي الدرجه .. ماللذي قالته حتى باتت في نضر كلارا
غير معجبه بأدوارد .. ما هذا .. ابتسمت لنفسها واستدارت بعد هذا لكلارا – انتي تحبينه .. اذن لا داعي لأن يحبه شخص اخر
انتي فتاة رائعه كلارا .. سوف تسعدينه .. واتمنى ان تكوني سعيده ايضا ..
لم تعرف كلوديا ان كانت تكذب الان ام ان هذا الكلام خرج من قلبها .. ولكن ما تعرفه انها لن تكرهه هذي الفتاة
فهي طيبه جدا .. و بريئه للغايه ..
_ بصراحه اشعر بالحزن .. هو لم يقل لي من قبل اي كلمه لطيفه .. او حتى ابتسامه
لا اشعر انه يشعر بوجودي معه .. ولكني ببساطه لا استطيع تركه .. اشعر انه يحبني ولكنه لا يظهر شيء ..
_ الم تقولي انها طبيعته .. اذن يجب ان تثقي بما تشعرين به .. لا حاجه لك بسماع شيء منه ..
ابتسمت له كلارا _ انتي رائعه كلوديا .. عندما تتكلمين اشعر انكي تريحيني حقا .. شكرا
_ لا داعي .. السنا صديقتان
_ بلا ..
كانت تشعر بتضارب مشاعرها الان .. ولكنها سوف تستسلم .. ستتحدث مع هذي الفتاة عن ادوارد
حتى تستطيع ان تكون في حضوره طبيعيه .. لن تكون مجددا تلك الحمقاء اللتي كانت في السابق .. ادوارد سوف يذهب
هذي الحقيقه يجب ان تستوعبها كي تستطيع المواصله ..
عندما تغير الحديث عن ادوارد شعرت بالراحه .. لقد استهلكت كثيرا من طاقتها وهي تتحدث عنه وعن حب كلارا له ..
الامر صعب عليها ولكنها عرفت انها تستطيع ان تتضاهر على الاقل بالعكس ..
لم تكن تعرف انها تستطيع فعل هذا الشيء .. سوف تنهي هذا الاسبوع المتبقي لها في التضاهر هنا ..
_ سوف نخرج للتسوق انا وامي .. هل تودين الخروج معنا ..؟
قالت كلوديا هذا وهي تحاول انهاء الحديث .. لقد تأخر الوقت ويجب ان تتجهز كي يذهبو ..
_ شكرا عزيزتي .. ولكني سوف اذهب مع ادوارد لسوق المجوهرات كي نشتري الخواتم ..
اتمنى ان اجد شيء جميل جدا .. ما رأيك في الحضور معنا .؟
سألت كلارا هذا السؤال و ضلت تنظر لكلوديا اللتي انزلت رأسها وهي تحاول كبت دموعها .. لقد كان هذا قاسيه جدا ..
_ اه .. لا شكرا لك عزيزتي .. اتمنى ايضا ان تجدي شيء لطيف ..
ابتسمت لها بصعوبه وهي تنهض لتحمل الاكواب للمطبخ .. كانت تريد الان ان تخرج كلارا كي يتسنى لها الحزن براحه ..
وهذا ما حدث فعلا .. جاء كلارا اتصال وبعدها قالت لكلوديا انها يجب ان تعود .. ودعتها كلوديا واغلقت الباب عندما خرجت ..
ذهبت لغرفتها واغلقت الباب عليها .. احست بالتعب الان .. لقد احتاج الحوار مع كلارا منها كثير من الجهد ..
فكرت – سوف يذهبون الان كي يشترو الخواتم .. وما شأني انا اذن ..
يا ألهي لما افكر الان هكذا ..
فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا ..
اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. – سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب ..
اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج ..
سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا ..
الجزء التاسع





يا ألهي لما افكر الان هكذا ..
فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا ..
اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. – سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب ..
اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج ..
سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا ..
اخذت بعد هذا نفسا عميقا ونفضت كل الافكار من رأسها .. اتجهت نحو دولاب ملابسها وبدأت تختار ماذا سترتدي
للخروج مع والدتها .. اختارت قميصاَ ابيضا ذو اكمام طويله .. ومعه بنطال اسود .. سرحت شعرها وتركته بدون ان
ترفعه ووضعت بعض احمر الشفاه على شفاهها .. بدت جميله ببساطتها و هدوء ملامحها .. ابتسمت لنفسها بالمرأه ..
لقد احست بالراحه بعد حوارها مع كلارا .. لم تكن تتصور ان هذا ممكن ان يحدث .. ان تشعر بالراحه عندما تتحدث
مع غريمتها .. ولكن هذا ما حدث .. وضعت هاتفها في حقيبتها وحملتها .. عندما خرجت ارتدت حذائها ومعطفها
ولفت شالا ابيض حول رقبتها وخرجت لتنتظر والدتها في الخارج ..
كان الجو لطيف .. لقد بدأ فصل الشتاء .. والاشجار كانت عاريه تماما من الاوراق .. الارض ملونه من اوراق الشجر المتساقطه
ولم يحن بعد وقت هطول الثلج .. نظرت لحديقة القصر .. فكرت انها سوف تبدو رائعه عندما تثلج ..
ولاكنها لن تراها في ذلك الوقت .. عندما ينتقلون من هنا لا تريد العوده ابدا .. حتى للزياره لن تأتي ..
سارت قليلا في ارجاء الحديقه وهي تتمتع بمنظرها الخلاب .. كانت الارض رطبه بعض الشيء والجو دافئ ..
اخذت نفسا عميقا وهي تنظر للسماء .. تتذكر اول يوم دخلت فيه هذا القصر ..
لقد كان يوما مشؤما للغايه .. ولاكن عندما تتذكر الايام اللتي قضتها هنا تشعر بانها لم تكن بذلك السوء ..
لقد حدثت لها اشياء جميله ايضا هنا .. وكانت هناك لحضات جميله مرت عليها ..
حتى مع ادوارد و ذكرياتها معه هنا .. سوف تتذكرها دائما وابداً ..
_ هل ما أراه حقيقه .. لابد اني احلم ..
جائها صوته من الخلف ففزعت واستدارت لترى من هناك .. ابتسمت حالا عندما رأت آمون يسير نحوها ..
_ كلوديا هنا .. ما هذي المفاجأ ..
_ انا هنا منذ البارحه .. اين كنت انت ..؟
_ اااه .. منذ البارحه .. لم يخبرني احد .. لقد كان لدي بعض الاعمال ..
اخذ نفسا بعد هذا وقال – كيف حالك .. لقد كان الجو كئيبا جدا هنا عندما كنتي غائبه ..
_ حقا ..
بدت سعيده بكلامه فأكملت متصنعه الغرور – ولكن هل تعرف ..؟ هذ امر متوقع .. لانه لا يوجد احد يبعث السرور في النفس في هذا القصر
تعالت ضحكة آمون .. – ان هذا تجريح لا اقبل به
_ هههههههههههههه .. ارجو عفوك سيدي ..
_ لماذا انتي في الخارج اذن ..؟ الجو بارد ..
_ الجو ليس باردا بتاتا .. وانا هنا لأني انتظر امي .. سوف نخرج للسوق وهي الان تتحدث مع السيده كاميليا .. تأخرت جدا ..
_ لما لا تدخلين اذن .. تعالي لنرى اين هي الان ..
_ لا ..
ارتبكت قليلا .. لم تكن تريد الدخول .. لا تعرف بعد ان كان ادوارد وكلارا قد ذهبا ام لا ..
_ سأنتظرها هنا .. هذا افضل .. فالجو جميل جدا اليوم ..
_ ماذا هناك ..؟ ما بك لما انتي مرتبكه ..؟
_ لست كذلك .. ولكن حقا الجو جميل ..
_ حسنا تعالي لنجلس هنا ..
اشار على الكراسي حول الطاوله الموجودات في الحديقه فأتجهوا نحوها ..
_ كيف هي الامور الان ..؟
_ ايتِ امور .؟
_ انتي .. والدتك ..؟
_حسنا .. بخير .. سوف ننتقل من هنا بعد اسبوع .. اشعر بالراحه لهذا .. اعتقد ان كل شيء سوف يعود كما كان ..
بدت مرتاحه جدا وهي تقول هذا .. .. لقد نسيت كليا انه آمون ..
بدى الوضع محرج .. يبدو وكأنها تقصد ان العيش في هذا المكان يزعجها حقا ..
حاولت تصحيح الوضع – اقصد ان العيش مع عائله اخرى مربك بعض الشيء ..
قال آمون بأبتسامه – افهم .. اعتقد ان هذا صحيح .. خصوصا انك كما يبدو لي لست معتاده على هذي الاجواء
ابتسمت له .. مما فهمته انه يقصد اجواء الاغنياء والطبقه الراقيه ..
_ حسنا .. هذا صحيح ..
_ تستعملين كلمة (حسنا) كثيرا .. هل انتي متوتره ..؟
_ اه .. لا ابدا ..
_ لقد سمعت انك التقيتي بوالدك ..
_ اه .. نعم .. هذا صحيح
_ حسنا .. اكملي
لم تعرف ما تقول .. لقد كان ينظر مباشره الى عينيها .. انزلت رأسها للاسفل
وبدت تتحدث بهمس – لا اعرف .. لا اشعر بشيء .. بالاحرى لم اصدق المسأله بعد .. يبدو الامر غريب
اليس كذلك ..
_ بالطبع . اعتقد انه مضى وقت طويل على غيابه .. لم تعتادي على وجوده وهذا امر طبيعي .. ولكن يجب ان تقتنعي بفكرة وجوده الان
_ ولكن امي لا تريد ان تلتقي به حتى .. هي لا تريد ان تتحدث عنه اصلا فلما افعل انا
_ لانه والدك .. هناك مشاكل بينه وبين امك ولكن انتي مختلفه
_ لست مختلفه .. انا وامي لدينا معه نفس المشاكل
_ هل يجب ان تعترضي على كل شيء كلوديا ..
قال هذا بنفاد صبر .. – اسمعي .. يجب ان تفكري قليلا في مسألة ابيك .. يجب على الاقل ان تلتقي به مجددا
_ آمون هو لم يحاول ان يراني او ان يسأل عني مذ ولدت لما افعل انا هذا ..؟
_ لهذا السبب يجب عليك مقابلته .. على الاقل لمعرفت اسبابه ..
_ حسنا ..
قالت هذا دون اقتناع فرمقها بتعب وهو يتنهد – انتي صعبه جدا
ضحكت عليه ووقفت – سوف ادخل لأرى امي .. اعتقد انها نسيت موعدنا تماما
_ احاديث النساء .. عندما تبدء لا تنتهي
_ اوافقك الرأي تماما
ضحكا كليهما ودخلا للقصر .. كان آمون يشعر بشعور غريب تجاه كلوديا .. يشعر
بالمسؤليه .. يشعر بشعور دافئ عندما يراها تبتسم .. تذكره بطفولته ..
بالبرائه اللتي كان يعرفها قبل ان تتغير حياته كلها بعد دخوله عالم الشهره ..
انها تبدو غريبه على كل ما يحدث هنا .. ابتسم واستدار لها ليقول فجأ – كلوديا .. انا سعيد بلقائي اياك ..
_ اه ..؟
ابتسم لها بينما تفاجأت هي بكلامه .. ولكنها ابتسمت بعد هذا له وهي تستدير لتصافحه – انا ايضا سعيده جدا بلقائي بك .
_ هذا جيد .. لو انك لم تقولي هذا لكنت سأجن
_ ههههههههه
عندما دخلنا للقصر سمعت صوت امي والسيده كاميليا يتحدثان عند اقترابنا من غرفة الضيوف .. استأذن آمون
ليذهب لغرفته بينما طرقت انا الباب عليهم .. سمعت صوت السيده كاميليا تطلب مني الدخول فدخلت وانا اضع على
وجهي ابتسامه مشرقه .. عندما رأتني ابتسمت و رحبت بي – ااه عزيزتي .. لقد اشتفت الى هذي الابتسامه ..
اخجلني كلامهما ولكني القيت عليها التحيه و جلست معهم قليلا .. لم استطع ان اقول لأمي عن انها تأخرت ..
اعتقد ان الوضع كان سيبدو وقحا جدا .. ولكن حمدا لله ان كاميليا قامت بهذي المهمه عوضا عني ..
فلقد قالت لأمي بخجل – لقد اخرتك عن موعدك مع كلوديا .. سوف تتأخرين روزا ..
_ لا عليك .. لم نتأخر .. حسنا سوف نكمل عندما اعود ولكن انتي اطمئني سوف تكون الحفله على خير ما يرام ..
لا تقلقي نفسك بها كثيرا ..
ابتسمت كاميليا لامي وتنهدت .. يبدو انهم كانو يتحدثون عن تجهيزات الحفل ..
وقفت امي لتخرج فوقفت معها .. ودعنا السيده كاميليا وخرجنا لتبدأ كلوديا تأنيبها لأمها – امي هل هذي هي الدقائق اللتي
سوف تجلسينها مع كاميليا .. كنتي تستطيعين ان تخبريني انك سوف تقضين النهار معها ..
ضحكت روزا على ابنتها – اهدئي .. لقد اخذنا الحديث وكانت قلقه بشأن الحفله و اخذت رأي ببعض الاشياء ما مشكلتك
ايتها الصغيره ..
_ حسنا .. سوف اذهب لأرى ميا .. عندما تنتهين من ارتداء ملابسك وتجهزين اتصلي بي ..
_ حسنا .. كما تشائين .. اخبري ميا تحياتي ايضا
هزت كلوديا رأسها لوالدتها وذهبت للمطبخ لترى ان كانت ميا هناك ...
في طريقها للمطبخ مرت بمكتب ادوارد في المنزل .. سمعت صوت كلارا وهي تتحدث بطفوليه معه
_ ادوارد ارجوك هيا .. لقد تعبت وانا انتظر .. الا يمكنك ان تكمل اعمالك عندما نعود ..
سمعت تنهيدته ويبدو انه رمى بالورق على المكتب .. – الم تعودي تستطيعي الصبر قليلا .. لقد قلت لكِ لدي عمل مستعجل ..
_ ولكنك قلت لي اننا سوف نذهب اليوم .. لقد وعدتني اننا سنذهب في الاسبوع الماضي و كل يوم كان يأتي لك عمل جديد ..
وبالبطع انت لا تستطيع ان تبديني على عملك ..
انتفضت كلوديا من صوته وابتعدت عن الباب بسرعه عندما سمعته يقول بحده – لا تصرخي .. انتظريني في الخارج سوف آتي بعد قليل ..
ابتعدت بسرعه عن الردهه كي لا تراها كلارا عندما تخرج .. كانت تشعر بالأسى على كلارا من تصرفات ادوارد معها ..
لقد بدى صوته مرعب جدا .. لو كانت هي بمكان كلاارا لما بقيت واقفه هناك لدقيقه ..
اتجهت بدون توقف نحو المطبخ وهي تخاف ان يشعرو بوجودها .. عندما دخلت بسرعه واغلقت الباب خلفها سمعت صوت الخادمه العجوز .. – لما صفقتي الباب بهذي القوه .. هل تريدين ان تذهبي بسمعي للجحيم
فزعت عندما رأتها في البدايه ولكنها انحنت بسرعه بعد هذا لتعتذر – انا اسفه .. حقا اسفه لم اكن اقصد
كانت كلوديا تبدو خائفا منها بينما ميا كانت تقف خلف العجوز تضحك بصوت مكتوب على صديقتها ..
خرجت العجوز بعد هذا من المطبخ وهي تثرثر على كلوديا وكيف ان الشباب هذي الايام لا يحترمون ابد
احد ..
_ يبدو انك اغضبتها .. لقد بدوتي مضحكه جدا وانتي تعتذرين ..
كانت تكتم ضحكتها حتى لم تستطع الكتمان اكثر فأنهارت ضاحكه على صديقتها ..
_ هذا ذنبي انني اشتقت لك وجأت لأراكِ ايتها المعتوهه ..
_ ههههههه . حسنا حسنا .. ا نا ايضا اشتقت لك ..
بدأت ميا تأخذ نفسا عميقا لكي تنتهي من الضحك .. اقتربت بعد هذا من كلوديا واحتضنتها ..
_ لقد كان البيت كئيب بغيابك .. كيف حالك ..؟
_ اعتقد انني سوف اصبح مغروره .. الكل يقول لي ان المنزل كئيب بغيابي
_ صدقيني مجاملات .. الا تعرفين المجامله ..
ضحكتا مع بعض و اتجهتا نحو المقاعد لكي يجلسا ..
بدأت ميا بالحديث – حسنا .. اخبريني ماذا فعلتي عندما هربتي من المنزل ..هل تعرفين .. لم اتخيل انك سوف تقومين بهذا في يوم من الايام .. تهربين ..؟
بدت ميا مستغربه وهي تتحدث فقالت كلوديا لها بانفعال – اسمعي .. ايتها الحمقاء انا لم اهرب ذهبة فقط لبيت صديقتي
_ حسنا .. حسنا .. اعرف هذا ولكن مع هذا .. الامهم الان كيف هي الاحوال بينك وبين امك ..؟
قالت كلوديا ببعض من الحزن .. – لقد عادت كما كانت .. هي قررت عدم الزواج ..
_ قررت .؟ ام من اجلك ..؟
_ هل هناك خطأ ان كانت قد غيرت رأيها من اجلي .؟
وقفت كلوديا بسرعه وهي تصرخ .. فنظرت لها ميا مستغربه .. – كلوديا ما بك ..؟
_ الكل ينظر لي وكأنني فعلت شيئا بشعا برفضي لزواج امي .. لماذا .. هل يجب علي ان اتركها تتزوج
وتنساني .. حتى ان لم تنساني لن تكون امي كما هي الان .. سوف تهتم بزوجها وتتركني ..
سوف ابدو وكأنني اعيش عائق بينهم .. هل تفهمين ماذا يعني ان يتخلى عنك اخر شخص لك في الحياة
الشخص الوحيد اللذي تملكينه ..
وقفت ميا بسرعه وامسكت بكلوديا وهي تهدئها – كلوديا توقفي .. ارجوكِ كفى ..
بدت كلوديا بالتوقف تدريجيا وبدأت تتنفس بعمق وهي تحاول استرداد انفاسها بصعوبه ..
_ اسفه .. لقد ذهبتي بعيدا جدا .. لم يكن هذا ما اردت قوله .. اسفه حقا ..
نظرت لها كلوديا بخجل .. عرفت انها افرغت شحنت الغضب كلها على ميا ..
ابتسمت لها بعد هذا وقالت – انا اسفه .. لقد فجرتني بسؤالك
_ لم اعرف كيف اطفأك .
استغربت كلوديا من جملة ميا اولا ولاكنها انفجرت ضاحكه بعد هذا عندما فهمتها ...
_ كان يجب ان تضربيني كي انطفئ ..
_ لم اجرؤ .. اخاف ان تقتليني وانتي في أوج حماسك
ضحكتا كلاهما وحينها رن هاتف كلوديا وانطفئ فعرفت ان والدتها قد انتهت من تحضير نفسها للخروج ..
_ حسنا ميا .. يجب علي ان اذهب امي تنتظرني
بدت ميا مستائه – لقد كنت اريد ان امضي معك وقت اطول .. حسنا اراكِ فيما بعد
ابتسمت كلوديا لها واستدارت لتخرج .. ولكنها توقفت فجأ و نادت – ميا ..
_ ماذا هناك ..؟
_ لما لا تأتين معنا للسوق ..؟ سوف نتسلى كثيرا
ابتسمت ميا لها بتعاسه – ااه لو ان الامر سهل كما هو لك .. لدي اعمال كثيره يجب ان انجزها ..
وخصوصا ان الحفله سوف تكون بعد ثلاث ايام .. سيكون هناك الكثير والكثير من الاعمال ..
_ توقفي عن هذي الحماقات .. لن تتغيبي سوى ثلاث او اربع ساعات .. لن يكون هذا طويلا ..
كفاكي عملا و اخرجي قليلا لترفهي عن نفسك
_ حسنا .. سوف اتذكر هذا
قالت هذا وهي تبتسم لكلوديا فأقتربت كلوديا منها وسحبتها من يدها .. – هيا ميا لا تكوني تعيسه ..
ارجوك.
_ كلوديا ليس الامر وكأني لا اريد .. انه فقط انني اعمل هنا وليس لي الحق في الخروج متى شأت .. انه العمل .. الـ..ـعـ.ـمل ..
_ افهم انه العمل .. ولكني لم ارك يوما تأخذين اجازه او تخرجين من هذا المكان . الا تحبين الخروج . الا تحبين رؤية مافي الحياة ..
_ احب ولكني لست...
اوقفتها وهي تسحبها خلفها – حسنا حسنا .. انسي محاضرتك عن الاجتهاج في العمل الان ودعينا نستأذن السيده كاميليا لكي ..
طلبت كلوديا من السيده كاميليا ان تسمح لميا بالخروج .. كانت تضن انها سوف تجد اعتراض او اي شيء من هذا القبيل
من كاميليا ولكن ما حدث ان كاميليا فرحت جدا بطلب كلوديا ووافقت على الفور ..
فوق هذا كله قالت لميا ان تأخذ راحتها ولا داعي للعجله في العوده .. شعرت كلوديا
ان هذا اسعد ميا ففرحت هي ايضا وارتاحت لخروج ميا معهم .. اخيرا سوف تقضي وقتا ممتعا ..
عندما انتهت ميا من تجهيز نفسها كانت روزا تنتظرهم في الخارج في السياره .. لقد استعارت سيارة كاميليا للخروج بها ..
انها حقا سيارة رائعه .. شعرت كلوديا انهم من الطبقه الراقيه وهم يقودونها للسوق .. خصوصا انها كانت مع والدتها
وميا لوحدهم .. لم يكن هناك احد يخص عائلة ادوارد ..
_ جميل انك سوف تاتين معنا ..
هذا ما قالته روزا لميا عندما اخبرتها كلوديا انها سوف تذهب معهم للسوق ..
ابتسمت ميا واعتذرت عن مضايقتها لهم فقالت لها كلوديا – توقفي عن قول الحماقات .. سوف نقضي وقتا ممتعا ..
وفعلا هذا ما حدث .. امضو وقتا طويلا جدا في الاسواق .. قامو بشراء اشياء عديده ..
كانت روزا تنظر للملابس بينما كانتا كلوديا وميا يجربن جميع انواع المكياجات والعطورات ..
يقومان بالتعليق على كل شيء .. ويضحكان على اتفه شيء يقولنه .. وكأنهما يريدان ان يضحكا فقط ..
اتجها بعد هذا بطلب من روزا الى محل لبيع ملابس حفلات .. كانت الاثواب فيه رائعه وتبدو راقيه جدا ..
كما ان اسعارها مرتفعه بعض الشيء ..
علقت كلوديا فور دخولهم – امي .. اليس الوضع هنا مربك بعض الشيء . الا تشعرين ان هذي الاشياء غاليه جدا علينا ..؟
_ اخترن ثوبان من هنا ولا داعي للثرثره .. لدي ما يكفي من المال لفتاتان صغيرتان ..
ابتسمت لميا وهي تحاول ان تبعد عنها الخجل فقالت ميا مسرعه – اشكرك جدا سيدتي ولكن لا يمكنني ان اقبل ب...
قاطعتها روزا قبل ان تكمل .. – ميا عزيزتي .. سوف اهدي كلوديا ثوبا بمناسبة قدوم العام الجديد وسوف تكون هديتك ايضا من هنا .. ارجو ان لا تحرجيني بأرجاعها او رفضها فأنا اعتبرك كـ كلوديا تماما ..
امسكت كلوديا بيد ميا وتوجهت نحو مجموعه من الملابس – كفي عن التصرف بخجل .. هيا لنرى ما يوجد هنا ..
اسمعي .. لنختر اجمل ثوبين .. لنكون الاروع في الحفل ..
_ انا لا ارتي ملابس كهذي في الحفل .. يجب ان ارتدي شيأ رسميا .
_ لماذا ..؟ الكل سوف يرتدون ملابس كهذي .. لك الحق انتي ايضا في ارتدائها ..
_ انتي رائعه كلوديا ولكن عملي يتطلب هذا .. انه فقط القانون في عمل الخادمه ..
_ توقفي عن الثرثره اللتي لا تجدي شيء .. سوف نجد حلا لهذا .. هل ستحل كارثه ان ارتديتي شيئا جميلا في الحفل ..؟
_ دعيكي الان من هذا وتعالي لنرى هذا الثوب ..
جربت كل من كلوديا وميا اثواب كثيره .. كانتا تضحكان وتعلقا كل واحده على الاخرى عندما يرتديان شيء ..
بينما روزا اكتفت بمراقبتهما والابتسام لتسليتهما لنفسيهما .. في اخر المطاف اختارت كل واحده منهما ثوبا اعجبها ..
ذهبا بعد هذا لأحدى المطاعم ..
كان يوما جميلا بالنسبه للثلاثه .. ابتعدو عن اجواء الهم والكئابه اللتي كانت موجوده في القصر ..
بينما ارتاحت ميا وكانت سعيده جدا بهذا اليوم اللذي قضته بصحبة كلوديا ووالدتها ..
لقد شعرت انها فعلا مع عائلتها ..
_ هل استمتعتي ..؟
سألت كلوديا هذا وهما في طريق عودتهما فرمقتها ميا بنظره خبيثه وقالت – استمتعت .. معك ..؟ هل يعقل هذا ..؟
_ اه ..؟ ماذا ..؟ ايتهما الحمقاء .. امي هيا انزليها هنا .. فل تجد لها حافله في وسط هذا الزحام الان ..
_ ههههههههههههههه .. لا لا .. استسلم .. بالطبع استمتعت .. اعتقد انه اجمل يوم مر علي منذ مده طويله
شكرا لكما ..
انحنت لتشكرهما فأحست كلوديا بالخجل منها وضربتها بخفه على رأسها – لا داعي لأن تشكرينا ايتها الغبيه .. لم نقم باي شيء ..
بينما تحدثت روزا بلطف – لقد كان يوما جميلا لنا جميعا ..
عندما وصلو للبيت نزلت كلوديا بسرعه وهي تحمل اكياس المشتريات الكبيره
وتتحدث مع ميا وتضحك بصوت مرتفع .. بدت سعيده جدا .. ولكن ابتسامتها اختفت كليا عندما رأت ادوارد و كلارا امامها ..
كأنهم عادو للتو من السوق .. لقد جمدت بمكانها فجأ فأقتربت منها ميا وهزتها .. – هي .. كلوديا ..؟ ما بك .؟
_ اه .. لا .. لا شيء
ابتسمت واستدارت لتسير نحو المنزل ولكن صوت كلارا اوقفها ..
نادتها ولكنها لم تقترب .. اقتربت روزا من كلوديا وحملت الاكياس عنها ..
_ اذهبي وانظري ماذا تريد كلارا .. سوف ادخل قبلك ..
لم تكن كلوديا تريد هذا ولكن لم يكن هناك سبب تستطيع التعلل به .. لذا سارت هي وميا نحو القصر
وتوقفت هي عند مكان وقوف كلارا وادوارد بينما اكملت ميا طريقها للقصر ..
بجهد كبير استطاعت رسم ابتسامه فرحه على وجهها ولم تنظر لادوارد بتاتا ..
_ اهلا كلارا ..
نطقت بهذا بصعوبه وهي تقترب منهم فسارت كلارا نحوها بسرعه واخرجت العلبه الصغيره من حقيبتها ..
العلبه اللتي عرفت كلوديا فور رؤيتها لها انها للخواتم الخاصه بخطوبتهم .. لم تكن تريد ان تراهم ابدا ..
ليس الان .. شعرت بانها ان رأتهم لن تستطيع مجاملة كلارا باي طريقه .. سوف تنظر لأدوارد وستدمع عينيها ..
ولكن حالما فتحت كلارا العلبه الصغيره الحمراء .. وجدت بداخلها خاتم واحد .. جميل للغايه ..
مرصع باحجار صغيره جدا حمراه مصنوعه على شكل نصف قلب ..
كان يبدو رائعا جدا .. لم تفهم .. هل هذا هو خاتم كلارا للخطوبه .. لم تهتم بأن تسأل ..
استطاعت ان تضهر مدى اعجابها بالخاتم لانه كان حقا شيء جميل للغايه ..
_ انه رائع حقا .. سوف يكون جميل جدا على يدك ..
هذا ما استطاعت قوله فأبتسمت كلارا لها وامسكت بيدها ..
_ هذا لكِ ..
لم تفارقها الابتسامه وهي تضع العلبه في يد كلوديا اللتي بدت مستغربه ..
_ ماذا ..؟
_ انه لكِ .. ارجو ان تقبليه .. لقد اعجبني جدا واردت حقا ان اشتري لك شيء ..
لقد احببتك حقا واريد ان نكون صديقتين فأحببت ان اهديك شيء .. اتمنى ان يكون قد اعجبك ..
بدت كلوديا مستغربه جدا من الوضع .. هنا رفعت عينيها لأدوارد اللذي كان ينظر لها .. بدت غير مستوعبه لشيء حقا
_ هذا شيء جميل منك .. عزيزتي ولكن ليس هكذا .. انا ايضا احببتك ولكني اعتذر لا استطيع قبول هديه غاليه كهذي ..
هذا ما جائها في ذلك الوقت لتقوله .. فنظرت لها كلارا بحزن وقالت – ارجوك .. انه هديه وهو حقا ليس باهض الثمن جدا ..
_ لقد وصلت اذن .. اعتبريني حصلت على هديه منك ولكن هذا كثير ارجوكِ .. لا استطيع قبوله ..
كانت تقول هذا وهي تبتسم وتشعر بالاحراج من ادوارد ..
_ لقد احزنتني حقا .. ولكني لا استطيع اجبارك .. كما تشائين
امسكت كلوديا بيد كلارا وهي تبتسم لها .. – لا تكتئبي .. اشكرك جدا ..
شعرت كلوديا بهذي اللحضه انها تحب هذي الفتاة حقا .. لقد كانت تعطيها اسبابا كثيره لكي تكون
طيبه معها وتحبها من كل قلبها .. انها حقا فتاة رائعه ..
خيم الصمت على كلاهما فأبتسمت كلوديا و تحركت للخلف قليلا .. لم تفهم لما كان ادوارد يقف هناك كل هذي
المده ولم يتحرك .. هذا امر عجيب .. هل يعقل انه ينتظر كلارا كي يدخل معها ..؟
يبدو الامر بعيد عن ادوارد كل البعد .. عندما نطقت تحيت المساء وكانت تهم بالذهاب ناداها الان ..
لم تعرف هل سمعت صوته حقا .. لقد بدى وكأنه يتكلم مع نفسه .. استدارت لترى ان كلارا تنظر له وعلامة
الاستفهام مرسومه عليها بينما نظرت هي له فأشار لكلارا بالدخول للقصر ..
ضلت هي واقفه تنتظر ان ترى ما يريد .. استدارت كلارا لها وابتسمت بلطف وكأن شيء لم يحصل ..
يبدو انها لا تغار مني ابد .. هذا جيد جدا بالنسبه لكلوديا ..
سارت بعد هذا لتدخل القصر فتحرك ادوارد ليخرج سيجاره من معطفه ويشعلها ..
_ لقد اتصل والدك بي اكثر من عشرين مره .. يريد ان يراكِ ..
لقد كان النهار في اخره .. وكانت الشمس قد بدأت في المغيب في ذلك الوقت ..
كان ضوء سيجارته يضفي وسامتا غير طبيعيه على وجهه فضلت تحدق به وكأنها لم تره منذ زمن طويل ..
في الحقيقه هي لم تره منذ وقت طويل .. منذ يوم كامل تقريبا .. بالنسبه لها هذي مده طويله ..
عندما شعرت انها اطالت النظر له بدون ان تقول شيء انزلت رأسها بسرعه واستدارت عنه ..
_ ما شأني انا ..؟ لما لا يرى امي ويتحدث معها ...؟
نظر لها ادوارد بتعب وقال – اعتقد ان هذا امر عائد له .. المهم اعطني رقم هاتفك حتى ارسل لكِ رقم والدك ..
قال انه سوف ينتظر مكالمتك له وهو لن يحاول مضايقتك مالم تتصلي انتي به ..
_فماذا ان كنت لا اريد الاتصال ..
_ ايضا هذا امر يخصك .. لقد طلب مني ان اعطيك رقمه وهذا ما انا هنا لفعله .. ليس لي شأن بما تريدين فعله انتي ..
ولا بما سيفعله ابوك ..
استدارت لتنظر له بحقد .. لما يتحدث معها هكذا .. ماللذي قالته .. هل يكره ان يتحدث مع الناس عن مشاكلهم
او ان يتدخل في امور الاخرين لهذي الدرجه .. ما بال هذا المجنون ..
بدأت بترديد رقمها بصوت عالي وهي غاضبه فقال لها وهو يرمقها بانزعاج – لا داعي لكل هذا الصراخ .. استطيع سماعك
بأقل من هذا الصوت ..
_ لماذا تتحدث معي اذن ان كنت ازعجك لهذي الدرجه ..
انتهى من تسجيل رقمها ونظر لها بتعب وهو يتنهد – انتي حقا طفله ..
هذا ما قاله واستدار عنها ليدخل القصر .. بينما صرخت هي خلفه بصوت مرتفع – افضل من ان اكون عجوز لا يشعر بشيء
ولا يهتم بشيء ..
لم يلتفت لها .. جعل هذا غضبها يزداد .. ولكنه دخل للقصر وانتهى الامر الان .. لم تعد تستطيع ان تفعل شيء ..
اخذت نفسا عميقا واستدارت لتدخل هي ايضا للبيت ..
عندما وصلت وصلتها رساله .. فتحتها فكان ذاك رقم والدها من ادوارد ..
لم تهتم بالرساله ارادت ان تحدذفها ولكنها لم تفعل .. اغلقت الهاتف ودخلت للمنزل ..
كانت امها قد اعدت لها بعض الشاي وجلست امام التلفاز تحتسيه .. – سوف تذهبين غدا للمدرسه . اليس كذلك ..؟
سألتها امها فهزت رأسها بالايجاب و قالت لأمها انها سوف تدخل لترى واجباتها وماذا سيكون لديهم غدا ..
عندما دخلت للغرفه اتصلت على ساره اتصلت على ساره – مرحبا ساره ..
_ اهلا كلوديا .. لم تأتي اليوم لتأخذي اغراضك ..
_ ااااه .. لقد نسيت حقا .. حسنا لا بأس .. المهم لم اتصل لهذا الغرض ..
_ اذن ماذا تريدين ..؟
_ كنت اريد ان اسأل ماذا لدينا غدا في المدرسه ..
_ ماهذا .. اخيرا سوف تتنازلين وتأتين للمدرسه
_ هههههههه نعم ..
_ لدينا الكثير كلوديا .. ولكن تعالي غدا وسنرى .. هذا الاسبوع هو الاسبوع ما قبل الاخير .. سوف تكون الاختبارات كلها الان
_ اااه .. لقد احبطتني ..
_ لا عليك .. اي شيء ينقصك الان سوف تعيدينه في نصف السنه القادم .. المهم ان تعودي للدراسه ..
_ اتقد هذا .. سوف ارى .. اذن اراك غدا في المدرسه ..
_ حسنا .. الى اللقاء اذن ..
اغلقت الهاتف واترمت على السرير . كانت تشعر بالتعب الشديد بعد السير اللذي ساراه في السوق
لذا غفت وهي لم تشعر .. نامت في ذلك اليوم نوما عميقا جدا .. استيقضت في وقت مبكر للغايه وهي تشعر بالنشاط ..
لقد نامت كثيرا .. لذا كان استيقاضها مريحا ..
اخذت حماما ساخنا و توجهت بعد هذا لتحضير الفطور .. كان والدتها ما تزل نائمه فلم تحب ان تزعجها ..
انتهمت من ارتداء ملابسها و اكملت فطورها .. لقد كان مازال هناك وقت على بدء دوامها .. حملت حقيبتها وخرجت
للحديقه .. كان الصباح منعش وجميل .. صوت العصافير كان يملا المكان ..
هناك بعض البروده ولكنها كانت ترتدي معطفها فلم تشعر بالبرد .. كانت تنتظر ان يستيقض السائق كي يذهبو ..
جلست على احدى الكراسي وبدأت تتنفس بهدوء وهي تستمع لصوت العصافير ..
فجائها بعد مده صوت من خلفها – ماذا تفعلين هنا ..؟
كادت ان تقع عندما حاولت الوقوف واستدارت بسرعه لترى ادوارد وجون يخرجان من القصر ..
نظر لها جون وابتسم وهذي هي المره الاولى اللتي يبتسم فيها جون لها .. فأبتسمت هي ايضا له واستدارت
لتجيب ادوارد .. – لا افعل شيء ..
اقترب جون منها – الن تذهبي للمدرسه ..؟
_ بلا سوف اذهب ..
_ تعالي اذن لأوصلك مع جون ..
_ لا داعي لهذا ..
سار امامها ولم يقل شيء .. كم هي حمقاء .. هذا ما فكرت به فهي لا تعرف اساسا ان كان السائق يعرف
انها سوف تذهب اليوم ام لا .. ليس امامها شيء سوى ان تذهب معه .. حتى ان لم يطلب منها هذا ثانيا
امسكت جون بيدها وسحبها معه – تعالي هيا .. سوف يغضب ادوارد ان تأخرنا ..
هذا ما قاله وكان صادقا به .. تحركت هي مع جون نحو السياره .. ركبت في المقعد الخلفي بينما ركب
جون مع ادوارد امام ..
اوصل ادوارد جون اولا لان مدرسته كانت اقرب ..
_ هل ستعود لتأخذني ايضا ..؟
سأل جون هذا وهو ينزل فنظر له ادوارد بأبتسامه هادئه واللتي جعلت كلوديا تحدق به .. كانت تنظر له بأستغراب حقا
فهذي هي حقا المره الاولى اللتي ترا فيها ادوارد يبتسم ..
_ نعم .. سوف اعود لأخذك ..
قال هذا ايضا .. لقد كان يتكلم معه بطريقه هادئه .. لقد كانت ابتسامت ادوارد رائعه ..
اغلق جون الباب وحرك ادوارد السياره .. هي كانت ما تزل تنظر له ..
لقد كانت مأخوذه حقا بوسامته فنظر هو لها عندما اوقف سيارته امام مدرستها ..
_ ماذا الان ..؟ الن تنزلي ..؟
_ ااه .. لا .. سوف انزل ..
_ ماذا هناك ما بك ..؟
_ لا شيء ..
ابتسمت له وفتحت الباب وخرجت .. كان هو ينظر لها مستغربا ..
بدت غريبه وهي تنظر له وعلى وجهها ابتسامه غريبه .. سارت هي وهو بدى بتحريك السياره فوقها بسرعه عندما عادت
لتقف امام السياره .. فتحت الزجاج ونادا عليها – هل تريدين الموت ايتها الحمقاء .. كيف تقفين هكذا امام السياره ..؟
_ اسفه .. لقد كنت اريد ان اسأل فقط هل ستعود لأخذي ..؟
كانت تبتسم وهي تكتم ضحكتها عندما راته يستغرب سؤالها فأجاب – ليس لدي وقت ..
_ حسنا عندما يصبح لديك الوقت تعال .. سوف انتظر ..
لم تعرف كيف تجرأت على قول هذا له .. ولكنها استدارت بسرعه و ذهبت نحو المدرسه ..
لم ترد ان تسمع اي اجابه منه .. وهو اصلا لم يقل شيء بل حرك السياره وذهب ..
كان اليوم صعب جدا في المدرسه .. لقد كان قد فاتها الكثير .. ولكنها قررت ان تبدء بدايه جيده من الان ..
لقد اهملت دراستها كثيره ولكنها وبعد كل ما حدث معها عرفت ان ما لديها في الدنيا وما سوف يفيدها هو دراستها ..
ان لم تكن جيده لن تستطيع ان تساعد امها على مصاريف الحياة ولن تسعد امها اصلا ..
في وقت الطعام ذهبا ساره وفيفيان مع كلوديا للغداء ..
سألاها عن كل شيء يحدث معها الان .. حكت لهم انهم سوف ينتقلون قريبا من منزل ادوارد
فقالت لها ساره – هذا خبر رائع .. اعتقد انك اخيرا سوف تفكرين بشيء اخر ..
_ لا تكوني حمقاء .. لم اعد افكر به وانتي تعرفين هذا .
_ على من تكذبين .. هل ترين وجهك عندما نذكر اسم ادوارد .. تبدين حمقاء جدا وانتي تبتسمين ..
_ ماذا .. ماذا ايتها اللئيمه .. ما هذا الوصف المحرج جدا
ضحكة فيفيان عليهما وقالت لكلوديا كي تهدئها – انها تمزح معك .. صدقيني انك تبدين طبيعيه تماما عندما نذكر اسم ادوارد امامك ..
_ كفاكم .. ليس جيد ابدا ان تبدأو بالضحك علي .. سوف اخاصمك ساره ان لم تكفي
_ حسنا حسنا .. استسلم واعتذر بشده

عندما انتهى اليوم الدراسي خرجت لتنتظر في الخارج .. لم تعرف لما كانت تنتظر ادوارد ..
هي متأكده تماما من انه لن يأتي .. جلست قليلا في المكان اللذي تنتظر فيه ان يأتو ليأخذوها .. لقد اخرجهم
المدرس اليوم مبكر قليلا .. لذا كان لديها وقت لتفكر بمن تتصل . طبعا لم يكن امامها سوى والدتها لتتصل بها
عندما اخرجت هاتفها .. وقبل ان تتصل على امها رن هاتفها .. نظرت للشاشه فكان الرقم غريب ..
اول مره تراه فيها .. رفعت الهاتف واجابت – الو ..؟
_ مرحبا كلوديا ..
بدى الصوت جديد جدا عليها .. لم تتذكر انها سمعته من قبل ..
لقد كان صوت رجل فأجابت – اهلا بك .. من .؟
_ الم تعرفيني .. حسنا اسف لأني اتصل بدون اذن منك .. انا ايفان
_ ايفان ..؟
كانت قد نسيته تماما ولكنها تذكرته بسرعه .. لم تكن تتخيل ان تتحدث معه مره اخرى .
لانها لم تره مجددا بالقصر ..
_ اااه .. ايفان .. اهلا بك
_ يبدو انك نسيتني كليا ..
_ لا ابدا .. بالطبع لم انسك ولكني لم اتخيل ان تتصل بي .. لا اذكر اننا تبادلنا الارقام ..
_ هذا صحيح .. لقد حصلت على رقمك من آمون .. ان لم يكن لديك مانع .
_ لا .. لا ابدا ..
لم تعرف ما تقول .. كانت متوتره وتشعر انها احرجت بسؤالها فقالت بسرعه – اذن كيف حالك انت .. لم نرك منذ فتره ..؟
هل ما زلت هنا ..؟
_ نعم .. ما زلت هنا . انا بخير انتي كيف هي اخبارك ..؟
_ بخير ..
_ اين انتي الان .؟
_ انا .. اه لقد خرجت للتو من المدرسه واريد ان اتصل بأمي لتأتي لتأخذني
لم تستطع ان تقول انها تنتظر ادوارد .. فهي تعرف انه لن يأتي ..
_ هل استطيع ان آتي لأخذك .. انا قريب بعض الشيء من مدرستك ..
لم تعرف كيف يعرف مكان مدرستها .. ولكنها لم تسأله بل قالت له فقط – هذا امر رائع ..
لقد كان حقا امر رائع .. افضل من تتصل بوالدتها وتطلب منهم سياره ..
قال لها بعد هذا وهو يبدو سعيدا – اذن انا في الطريق ..
_ شكرا لك .. انا في انتظارك ..
اغلقت الهاتف وجلست تنتظره .. وصلت سيارته بسرعه .. يبدو انه كان اقرب مما تتصور ..
كنت سيارته جميله جدا .. لونها فضي وهي سياره رياضيه ..
لم تكن كبيره كسيارة ادوارد .. توقف امامها فأستاردت لتجلس في المقعد الامامي ..
_ انا اسفه ان كنت ازعجك ..
قالت هذا بحرج .. لقد كان الامر يبدو مربكا بعض الشيء ..
_ لا داعي .. لم انزعج .. لست مشغولا فأنا في اجازه هذا الاسبوع وليس لي شيء اقوم به سوى التسكع
في الاماكن ..
ابتسمت له وهي مستغربه من كلامه .. نجم مشهور مثله ليس لدي شيء يقوم به ..
كم هذا غريب ..
_ هل استطيع ان ادعوك للغداء .. ام انك مشغوله ..؟
كان يتكلم بلطف شديد فأحرجها رفض طلبه .. – لا لست مشغوله ولكن يجب ان اخبر امي اولا ..
_ حسنا اتصلي بها اذن ..
وهذا ما قامت به فعلا .. اتصلت بأمها لتستأذنها بتناول الغداء خارجا .. ولم تمانع والدتها بتاتا ..
_ هل نستطيع ان نذهب لمكان بسيط .. لا اعتقد انه من الجيد ان نذهب لمكان فخم بملابسي هذي ..
قالت هذا وهي محرجه منه فقال لها بأبتسامه – تبدين جميله في اي شيء ترتدينه .. ولكن كما تشائين ..
احرجها ما قاله فلم تعرف ما تقول .. فكرت انها لو قالت في المدرسه ان ايفان قال لها هذا
سوف يضحك الجميع عليها .. ويقوم الجميع بالأستهزاء بها ان قالت لهم انه دعاها للغداء ..
وصلو لمكان جميل لم تره من قبل .. مطعم صغير بعض الشيء ولكنه جميل جدا .. ليس فخم جدا ..
نزل هو من السياره ونزلت هي بعد هذا بسرعه و تركت حقيبتها في الداخل .. وضعت هاتفها في جيب معطفها ونزلت ..
كان ايفان قد استدار ليقف بقرب بابها .. يبدو انه كان يريد ان يفتحه لها فأبتسمت هي بأحراج ..
سار بقربها .. دخلا للمطعم واتجها لأحدى الطاولات .. امسك الكرسي لها وعندما جلست استدار هو ليجلس امامها ..
_ حسنا .. ماذا تطلبين اذن .؟
_ لا اعرف ..
ابتسمت بحرج فهي لا تعرف ماذا يوجد هنا .. وما يوجد في ليست الطعام غريب ..
_ هل هذي المره الاولى اللتي تدخلين فيها مطعما ايطاليا ..؟
_ اه .. ايطالي ..؟ نعم اصلا لم اعرف انه ايطالي
ضحك ايفان عليها وقال لها انه سوف يقوم بالطلب بالنيابه عنها ..
_ اتمنى ان يعجبك ما اطلبه لك ..
عندما طلبو ووصل الطعام بدأ ايفان بالحديث عن كل انواع الطعام
وتعريفهم لها .. وعن كل ما يحتوي كل صحن ..
_ اعتقد ان الطعام الايطالي رائع .. لم اكن اعرف هذا من قبل
بدأت تأكل بتلذذ فلقد اعجبها الطعام جدا .. ايفان كان ينظر لها ويبتسم ..
_ هل ستأتي للحفل ..؟ الحفل اللذي ستقيمه السيده كاميليا ..؟
رفع رأسه لها وابتسم – نعم .. لقد حصلت على دعوه .. وانتي .؟
_ نعم سوف اكون هناك ..
_ اعتقد ان هذا رائع ..
_ هل انت الان في اجازه ..؟
_ تقريبا .. لدي موعد بعد اسبوع لروئيت سيناريو احدى الافلام اللذي عرض علي موخرا .. لا اعرف بعد ان كنت
سأقوم بتصويره ام لا ..
_ هذا رائع .. اليس كذلك .. اعتقد ان عمل الممثل شيء رائع ..
_ هل تضنين هذا ..
_ بالطبع اليس الامر كذلك ..؟
_ نعم .. هو كذلك بعض الشيء .. ولكن ليس دائما ..
_ اعتقد ان كل شيء فيه ايجابيات وسلبيات ولكن مهما كان فعمل الممثل شيء جميل
_ لما لا تدخلين اذن الى عالم المشاهير .. لديك وجهه جذاب وشخصيه رائعه ..
احرجها كلامه فأبتسمت له – شكرا لك .. ولكن اعتقد ان هذا صعب علي
_ حسنا .. اضن هذا ايضا ..
_ لماذا ..؟
بدت مستغربه .. الم يقل لها ان تدخل للتو .. لماذا غير رأيه الان ..؟
_ كما هو ضاهر لك فعالم الفن هو شيء جميل من الخارج ولكن من الداخل .. يحتاج لكثير من التحايل
وتغير الشخصيه و الكذب والنفقاك كي تصلي لمكان يعرفك فيه الجميع ويحبك ..
_ ماذا تعني ..؟
_ الامر صعب عليك .. انتي بريئه جدا على هذا الشيء
_ هل تقصد انني حمقاء ..؟
_ ههههههههههههه .. هل بريئه بالنسبه لك تعني حمقاء
_ اليس الامر نفسه .. بريئه يعني لا تعرف شيء اي حمقاء
_ اذن ارجو معذرتك انستي الصغيره ..
_ لا عليك .. لم يحدث شيء ..
_ لقد نسيت ان اسألك .. من اين عرفت اين ادرس ..؟
_ لقد سألت آمون ..
_ آمون ..؟ لماذا ..؟
_ لأني اردت ان اراك مجددا .. ولكن ليس في القصر ..
_ لماذا ..؟
_ كلوديا .. اليس لديك سوى لماذا ..؟
_ حسنا اليس من الفروض ان اعرف .. الا يبدو الموضوع غريب ..
_ لا .. لقد اردت رؤيتك مجددا فقط ..
_ حسنا ..
لقد شبعت .. قالت له هذا واستأذنت ان تذهب لمكان الحمامات ..
دخلت فرأت وجهها في المرأة .. بدت تعبه جدا .. لكن هذا لم يؤثر على وجهها بشكل خاص ..
غسلت وجهها بماء بارد و همت بالخروج بعد هذا .. اوقفها صوت هاتفها فرفعته ..
نظرت فلم يكن الرقم ايضا هذي المره مسجل لديها .. اجابت – الو ..
_ اين انتي ..؟
كان ذاك صوت ادوارد .. لقد بدى غاضبا .. – ماذا هناك ..؟ انا في المطعم ..
_ مطعم ..؟ اي مطعم ..؟
_ لا اعرف اسمه ..
_ هل انتي حمقاء .. كيف وصلتي اليه اذن ان كنتي لا تعرفينه ..؟ وكيف عدتي من المدرسه ..؟
_ لقد جاء ايفان لأيصالي و اخذني للمطعم .. لماذا ..؟
_ ايفان ..
هذا فقط ماقاله واغلق الهاتف .. بوجهها ..
لم تفهم شيء .. لماذا اتصل . ولماذا هو غاضب ..؟ ماباله .. مهما فعلت يضل المخطئ هي بالنسبه له ..
اخذت نفسا عميقا وادخلت الهاتف لجيبها وخرجت ..
جلست امام ايفان وانتبهت ان الطعام كان قد اختفى .. يبدو انهم اخذوه ونضفو الطاوله ..
كان هناك كوب شاي امامها و قطعة حلوى رائعة الشكل ..
_ تبدو لذيذه جدا .. ولكني لا استطيع ان أكلها .. لقد امتلأت تماما ..
ضحك ايفان عليها وقال لها – لا داعي لأكلها .. ولكن هل حدث شيء ..؟ تبدين منزعجه ..
_ اه .. لا ابدا .. لم يحدث شيء ..
بدت متوتره .. لم تكن لتقول له ما فعله ادوارد .. – لقد تأخرت على المنزل .. هل يمكن ان نعود الان ..؟
_ بالطبع ممكن .. تفضلي ..
وقفت واشار لها بان تخرج قبله .. وهذا ما فعلته .. لم تنتظر كثيرا حتى جاء خلفها وفتح لها باب السياره ..
ابتسمت له ودخلت ..
عندما دخلت للسياره ودخل هو بعدها .. اعطاها علبه بيضاء كبيره .. يوجد عليها علامة المطعم ..
_ ما هذا ..؟
_ افتحيه ..
فتحته وكان هناك في الداخل قطعة حلوى كبيره تشبه اللتي كانت امامها على الطاوله .. ولكن هذي
كانت اكبر بكثير ..
_ اه .. هذا كثير جدا ايفان .. لم يكن عليك ..
_ لا داعي لهذا كله .. انها فقط حلوى .. بدوتي مستائه جدا لأنك لم تستطيعي اكلها
احرجها هذا فضحك هو عليها .. وحرك السياره ..
عندما وصل لبوابة القصر لم يقترب كثيرا ولم يدخل للقصر .. اوقف السياره امام البوابه ..
ففتحت هي الباب ولكنها استارت له قبل ان تخرج – لقد كانت دعوه رائعا .. شكرا كثيرا ..
_ انا من يجب عليه شكرك على هذا اليوم الرائع .. اتمنى ان اراك مجددا
_ اتمنى انا ايضا .. شكرا لك اذن
_ اتصلي بي عندما تحتاجين اي شيء .. حسنا ..
_ شكرا .. سوف اتذكر هذا ..
ابتسمت له وحملت حقيبتها وخرجت بعد هذا .. ضل هو ينتظر حتى دخلت من البوابه و اغلقتها خلفه ..
حرك هو سيارته وقال يحدث نفسه – يبدو انها استطاعت ان تغرقك ..
ابتسم بسخريه و حرك سيارته وذهب ..
عندما دخلت لم يكن احد في الحديقه .. دخلت للمنزل بسرعه و كانت والدتها هناك ..
_ لقد تأخرتي كثيرا كلوديا ..
_ انا اسفه امي .. اسفه حقا ولكن هذا ما حدث ..
_ لماذا قام ايفان بدعوتك ..؟ ماذا يريد ..؟
_ اه ..
استارت لتنظر لوالدتها مستغربه .. – لا شيء .. لقد اراد ان يخرج مع احد لانه متملل
_ متملل . ااه
_ ماذا الان امي ..؟
_ حسنا .. جيد انك كنتي مع ايفان .. اعرف انه رجل جيد ولكن لا تنسي انه نجم والصحافه تلاحقه اينما ذهب
اعتقد انه سوف يكون من السيء ان تجدي صورك تملا الجرائد بشاأعات لا تستطيعين تصورها ..
_ امي هل الامر سيء لهذي الدرجه ..
كانت تتحدث لأمها وهي غير مصدقه لما تقوله والدتها .. – نعم الامر سيء لهذي الدرجه ..
_ حسنا .. سوف ارفض دعوته المره القادمه
_ انا لا اجبرك بشيء .. اعتقد ان ما اقوله لصالحك
_ انا اسفه امي .. لقد كنت وقحه ..
اقتربت لتقبل رأس والدتها .. – اسفه يا اجمل ام في العالم .. سوف اذهب لأقرى قليلا .. لدينا غدا اختبار ..
_ هذا رائع عزيزتي .. هل تريدين شيء ..؟
_ لقد احضرت حلوى .. او بالاحرى ايفان من اشتراها لي .. كلي منها انها تبدو رائعه
ابتسمت لها والدتها فدخلت هي لغرفتها
عادت بسرعه بعد هذا لأمها – امي .. لقد نسيتي ان تخبري السائق انني عدت للمدرسه .. اليس كذلك .؟
_ نعم عزيزتي .. اسفه ولكني حقا نسيت .. لقد اخبرته اليوم وسوف يوصلك غدا .. ولكن من اخذك اليوم ..؟
_ لقد كان ادوارد في الصباح هناك فأخذني معه ..
_ هذا جيد ..
عندما دخلت لغرفتها اخرجت هاتفها واخرجت كتبها لتجلس على الارض ..
بدأت تقرأ في احد الكتب .. وضعته ارضا وحملت بعد هذا هاتفها .. لم تكن تعرف ما تقول ولكنها تريد ان تعرف
لماذا كان غاضبا .. لم تقم بالاتصال بل ارسلت له رساله ..
( لمـاذا انت غاضب ..؟ لا اذكر اني فعلت شيء .. ) ..
اغمضت عينيها وضغطت على زر الارسال .. تنفست بعمق بعد هذا ..
لم يكن من الجيد ان ترسل له .. تجعل من نفسها مهتمه به دوما وهذا يجعلها تشعر باليأس ..
ولكن هذي الافكار كلها تاتي فقط عندما تنتهي من فعل كارثتها ..
وهي تفكر بهذا سمعت صوت وصول رساله لهاتفها ففتحتها بسرعه .. كانت من ادوارد كما توقعت ..
( استمري بمحاولت التذكر اذن .. )
هذا ما كتبه .. قرأته وهي لم تفهم شيء في البدايه .. هل يقصد انها فعلت شيء ..؟
ماهو اذن هذا الشيء ..؟ حاولت التفكير فلم يكن هناك شي .. لم تلتقي به اصلا منذ الصباح وفي ذلك الوقت لم
تفعل له شيء .. اعادت ارسال رساله له مجددا ( حاولت وحاولت ولكني لم اصل لشيء )
انتظرت الان لوقت اطول قبل ان يعود لها الجواب .. ( لدي اجتماع الان .. سنبحث امر ذاكرتك فيما بعد )
بعد ان قرأتها رمت بهاتفها على السرير وهي غاضبه .. هل يحاول السخريه منها ام ماذا ..
الخطا كله منها لانها اهتمت به وحاولت معرفت ما يزعجه .. لن تأبه بعد هذا له ابدا ..
عادت للقراءه مع ان تفكيرها ضل مشوشه به .. ولكنها حاولت عدم التفكير به ..

في اليومان القادمان لم تلتق به .. لقد كان يخرج مبكر جدا كما كانت تقول ميا ويعود في الليل .. حتى انه كان يأكل
في الخارج .. يبدو انه يهتم بشؤن الشركه كلها .. فوالده لم يكن يخرج كثيرا .. على الاقل ليس كما يفعل هو ..
كانت كلوديا تذهب للمدرسه بأنتضام وتقوم بواجباتها كلها .. كان الامر صعب عليها ولكنها كانت تحاول في كل مره ..
ايفان ايضا كان يتصل بها من فتره لأخرى وكانت تتحدث معه مطولا .. اصبحا صديقان فهو كان يستشيرها بكثير من اموره
و يحاول دائما ان يضهر لها انه يهتم برأيها .. لقد كان هذا يشعرها بالسعاده .. فهي لم تعتد ان يؤخذ برأيها كما يفعل
ايفـان ..
ولكنها لم تقل لأي احد انها تعرفه او اي شيء عنه .. ربما لانها كانت تخاف ان يسخرو منها .. او ان
تنتشر شائعات حوله كما قالت والدتها .. عندها سوف يتضرر هو وستكون هي المسؤله ..
في عطله نهايه الاسبوع كان موعد الحفل .. لقد كان يوم تعيس بالنسبه لكلوديا بكل الاشكال ..
ولكن رغم كل اليأس اللذي كانت تشعر به في ذلك اليوم قررت انها لن تضهر هذا لأحد .. وانها
سوف تكون سعيده ومرتاحه جدا امام الجميع في هذا اليوم .. سوف يكون انتقالهم بعد يومان فقط منه
فلا داعي لأن يعرف احد بما تشعر به .. قالت لها والدتها انها سوف تذهب قبلها للقصر وستكون مع كاميليا ..
لذا فهي يجب ان تستعد وتأتي خلفها قبل ان يحضر المدعوون .. وهذا ما حاولت فعله ..
اتجهت لغرفتها بعد خروج والدتها .. لقد ارتدت روزا ثوبا جميلا .. كان لونه بلون ثمرة الزيتون و هو طويل
و انيق جدا .. بدى على والدتها جميل جدا .. رغم انها رفعت شعرها للأعلى فلم يزد هذا سوى لوجهها وقارا وجمالا ..
وضعت بعض الكحل مما اضفا على عينيها الزرقاوان جاذبيه رائعه ..
ارتدت ايضا عقدا ناعما جميل .. بدت سيده من المجتمع المخملي بكل مقاييسها ..
عندما فتحت دولاب ملابسها واخرجت ثوبها الاسود اللذي اشترته للتو ضلت تنظر له قليلا .. كان يبدو جميل
جدا .. فيه نقش بلون فضي يبدأ من عند الخصر حتى الاسفل .. رمته على السرير وبدأت تضع بعض مساحيق التجميل على
وجهها .. لم تكن تريد ان تضع الكثير فأكتفت ببعض مساحيق تصفية الوجه كي يخفي بعض توترها و انزعاجها من الحفل ..
و بعض احمر الشفاه مع الكحل .. ارتدت بعد هذا الفتسان واخذت من صندوق امها عقد فضي جميل .. لم ترتدي اقراطا في
اذنيها لانها تركت شعرها ينسدل على كتفيها .. وقفت مطولا امام المرأة وهي غير مقتنعه كليا بشكلها النهائي ..
ولكنها كانت تبدو لطيفه جدا عندما تبتسم بهذا الشكل .. ارتدت حذاء ناعم ولكنه طويل بعض الشيء ..
كانت تريد ان تزيد من طولها كي لا تبدو قصيره جدا امام الناس في الحفل ..
عندما انتهت جلست قليلا على السرير وهي تفكر كيف ستبدو الحفل .. كانت تهيء نفسها كي لا تقوم باي عمل احمق ..
يجب ان تنسى ادوارد تماما اليوم .. لا يجب عليها النظر نحوه حتى ..
خرجت بعد هذا واغلقت الباب خلفها .. شعرت بنسمه بارده تلسعها .. لقد كانت تلف شالا جميله حول كتفيها ولكنها نسيت ان تحضر معطفها .. لم يهم الامر كثيرا فلقد كان الطريق قصير من منزلهم للقصر ..
كانت بوابة القصر مفتوحه .. يبدو ان الناس بدأت بالمجيء لان هناك بعض السيارات الجديده في المرأب ..
عندما كانت تتوجه نحو القصر سمعت صوت من خلفها يناديها فأتسدارت لترى انه ايفان ..
_ الى تسمعين .. لقد كنت اصرخ عليك منذ مده
_ اه .. انا اسفه ايفان حقا لم اسمع ..
_ لا عليك .. بدى ينضر لها بأعجاب .. تبدين وكأنك اميره في هذي الملابس ..
_ شكرا لك ..
اخجلها فاحمرت وجنتاها ..
_ لم اعرف انه مازال هناك فتيات يحمر خدودهن من الخجل
نظرت له مستغربه وضحكت عندما فهمت قصده .. خلع سترته عندما راها ارتجفت قليلا فأعترضت بسرعه .
_ لا داعي .. القصر هذا سود ادخل بسرعه ..
ولكنه وضع الستره حول كتفيها و سار معها نحو القصر .. – سوف تصابين بالبرد هكذا ..
عندما دخلو للقصر لم يكن في الممر احد ولكن هناك اصوات كثيره تسمع من القاعه الكبيره .. فتوجهو لها ..
كان هناك اناس كثيرين في القاعه .. يبدو انها متأخره بعض الشيء ..
كانت تريد ان تاتي لمساعدة ميا على الاقل ولكنها لم تشعر بالوقت .. او بالاحرى هي لم تعرف ان الحفله ستبدأ في وقت مبكر هكذا .. صحيح ان الشمس قد قربت لتغيب كلها ولكنها ضنت ان الحفل يبدأ في الليل .. كما ترا في الافلام عادتا ..
هذي الصغيره تفكر كثيرا ان حياة هذي العائلات كالافلام تماما .. الامر يوثر عليها جدا ..
عندما كانت تخلع معطف ايفان في باب الصاله انتبهت لأدوارد ينظر لها مستغربا .. ولكنها لم تطل النظر له
لقد علق معطف ايفان بعقدها فأستدارت لتبعده ..
علق ايفان معطفه وسار مع كلوديا نحو والدتها وكاميليا ..
_ مرحبا سيده كاميليا .. مرحبا سيده روزا ..
انحنى بتهذيب وهو يلقي التحيه عليهم .. فألقوها عليه هم ايضا .
_ انا سعيده جدا انك اتيت .. كنت سوف انزعج جدا لو لم تقبل الحضور ..
_ اشكرك جزيلا على دعوتك لي ..
كان حديثه مع كاميليا يبدو وكأنه روايه قديمه .. ابتسمت كلوديا وهي تفكر بهذا ..
فسمعت صوت من خلفها وهو يتحدث – ماهذا اللذي اراه .. سيده صغيره تبدو الاجمل هنا
استدارت لترى آمون وهو يبدو رائعا بملابسه الانيقه جدا .. فأبتسمت له وانحن لتحيه كما يفعل الجميع هنا
_ اهلا بك سيدي
ضحك هو عليها – هل تعلمتي كيف تحيين .. هذا تقدم رائع ..
_ لقد كان صعبا ولكني ادقنته بالنهايه ..
ضحكا بصوت خفيف و ابتسم ايفان لها .. اعتذرتا كاميليا ورزا كي تذهبا لترحبا بضيوف وصلو للتو ..
_ لا ارى كلارا .. اين هي ..؟
بدأت كلوديا تبحث عنها بعينيها بين الحضور فلم تلمحها .. كان ادوارد يقف مع مجموعه من الرجال اللذين
كان يبدو عليهم الثراء الفاحش .. فهم من هائولاء الناس اللذين لديهم كروش كبيره و سجائر غريبه وكبيره جدا في يدهم ..
و يرتدون ملابس من افخم ما يكون ..
_ لم تأتي بعد .. انها تنتظر وصول اهلها .. يجب ان تاتي معهم ..
_ ااه .. هكذا اذن ..
اجابها آمون وهو ينظر لها وهي تتابع ادوارد بعينيها .. لم ينتبه ايفان فأقترب آمون من اذنها وهمس بها
_ هل انتم على خلاف ..؟
_ ااه ..؟ ماذا ..؟
لم تفهم ما قاله فنظرت له مستغربه ولكنه ابتسم وابتعد عنها – لا شيء بتاتا ..
كانت تريد ان تلحق به لتعرف ما كان يقصده ولكن ايفان بدا يتحدث معها فلم تتحرك ..
كان مكان وقوف ادوارد الان خلفها لم تستطع الاتفات لتراه .. سوف يبدو الامر واضحا .. لذا قررت انها
لن تفعل شيء احمق ..
_ يبدو انك لستي معتاده على هذي الامور .. اقصد هذي الاوضاع ..؟
_ اه .. نعم هذا صحيح ايفان .. لأكن صادقا هذي هي المره الاولى اللتي احضر فيها حفل كهذا ..
لذا اشعر ببعض التوتر ..
ابتسم لها وقال مطمئنن – لا داعي للتوتر فأنتي تبدين الاجمل هنا ..
كان يتحدث معها وهو يبتسم لها بلطف شديد .. انه يبدو رجل مهذب جدا .. عكس ذلك البغيض ادوارد ..
_ شكرا لك .. بدأت تحرجني حقا ..
_ اذن لن اتحدث عن جمالك ثانيتا ..
بدى رائعا جدا عندما قال جمالك .. احست بشعور جميل وهو يشعرها بانها جميله حقا ..
كانت تريد ان تضحك على ما تحس به ولكنها كتمت ضحكتها ..
_ هل تعرف .. اشعر انني في احد افلام هوليود .. الوضع غريب جدا .. الناس يبدون من شاشة السينما
خصوصا الكبار سنا منهم ..
كانت تتحدث وعلى وجهها دهشه غريبه .. ضل ايفان يتأملها مطولا قبل ان يقول ..
_ تصفين الوضع بشكل يجعل منه رائع ..
نظرت له وابتسمت وهي تسخر من نفسها .. بعد هذا
لمحت ميا من بعيد فقالت له انها تريد ان تذهب لتتحدث معها ..
تحركت نحو ميا ولكن هناك يد امتدت لتمسك بيدها وجرتها خارج الصاله .. لقد كان يسير بسرعه وهو
يسحبها خلفه .. اخرجها معه نحو الشرفه وافلتها بسرعه كادت ان تسقطها لولا انها امسكت بباب الشرفه ..
_ ماذا هناك ادوارد .. لماذا فعلت هذا .. لقد آلمتني حقا ..
بدت غاضبه جدا منه .. كادت الدموع تملا عينيها من تصرفاته الوحشيه معها ..
اخذ هو نفسا عميقا و قال بصوت منغفض ولكن نبرته كانت مخيفه ..
_ لا تصرخي ..
_ كما هي العاده .. ليس لديك شيء سوى .. لا تصرخي ..
بدأت تقلد طريقته وهو يقول لها لا تصرخي فزاد هذا من غضبه .. وقال لها بعصبيه
_ لا تستفزيني كلوديا .. لن يكون هذا من صالحك ..
بدأت تنظر له بعصبيه وهي تريد ان تفهم ماذا يريد ولماذا هو غاضب هكذا منها ..
لم تدخل الحفل الا منذ قليل وهو الان غاضب منها وكأنها قامت بعمل كارثه ..



لحد هنا يا بنات راح اوقف وما اكمل حتى أشوف الردود

 
 

 

عرض البوم صور sara94  

قديم 03-11-11, 05:04 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : sara94 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





مكرر ، يُنقل للآرشيــف ..



 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, تعشقى, بوسيدون, سيرين, غيري, فأنتي, فتاتي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية