المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
لأجلكِ بقيت !(خاطرة متميزة)
أحبتي ..
يا من أحب مشاركتهم ما يملكه قلمي .. من مشاعر وأحاسيس ..
ورغم أنها اليوم خاصة بشخص مهم في حياتي ..
لم يكن لي سوى أفضل أخت وصديقة و ...
أعجز بحق عن وصف مكانتها في حياتي ..
فهي باختصار ..
موطن ذاتي ..
رغم أنكم لا تعرفونها .. ولكن .. أحببتُ أن أشارككم معرفتها ..
إنها ..
سيمو ..
أهدي لها خاطرتي وبعنوان ..
( لأجلكِ بقيت !! .. )
اليوم أردتُ فقط أن أسطر مشاعري ،وكم تعودتُ أن أكفنها بأفعالي ،فكل نسمة عطر أهديها تكون لأجل من أحب ،ودون أن أقول لهم بأني أعشق وجودهم بالقول الصريح ،أردتهم أن يفهموا بأنهم وحتى لو أرادوني أن أطير سأطير مع أني مقيدة بسلاسل إلى الأرض..
إلا أنني وعيت أخيراً بأنه ليس كل من ينظر إلى عينيَّ يفهمني..
ففي ذلك اليوم ،والذي أراه قريباً مع أنه يبدو لغيري بعيداً ،طلع الصباح مشرقاً كغيره ،صادقاً إلى حد ما كما أظن ،حتى أتى الوقت الذي كانت الشمس فيه خجلة ومحمرة الوجنات ،وقت الأصيل ،نظرت إليَّ نظرة أخيرة لتودعني ،فتبسمتُ معانقة وداعها الحاني ،وأكفها الرقيقة الباردة قبل أن تختفي تماماً ليعقبها طلوع القمر الخلاب ذا الضوء الرقيق ،إلا وأنه سرعان ما تلاشى خلف حجاب من الغيوم.. ظننتُ بأن اجتماع تلك الأخيرة يبقى لمجرد لحظات سرعان ما تتفرق لتُظهر لي قمري مرة أخرى ، ولم أتوقع مطلقاً بأن تواجدها سيكون بدايةً لزيارة من كنتُ مشتاقة له وبشدة منذ زمن، ذلك الذي تعمد في فترة غيابه أن تسبقه الغيوم ولا يأتي،حتى أنه لم يعتذر أبداً,وحتى لو اعتذر تبقى مجرد أعذاراً واهية.. ذلك من لم يعد يأتي من أجلي ، وأصبح يغيب طويلاً ،وما إن يلُوح لي أستقبله بشوق غامر فاتحةً أذرعي على أمدها بمشاعر صادقة، ولم تتغير مشاعري نحوه مطلقاً، على الرغم من أنه يتفنن دائماً في الابتعاد، بل ويبتعد دون سابق إنذار ،ولا يقترب مني حتى لو هاتفته بأشواقي، ويظل نائياً قدر ما يستطيع حتى أتناسى كيف كان يأتيني مسبقاً..
أحببته رغم لا مبالاته بي ،وكنتُ وقبل مجيئه أصنع ضجة تكفي لتوقظ العالم كله،ولا أنكر بأنه كان يأتي ليلقي إليَّ بزخاتٍ متصدقة قليلة ،كفتات من الخبز تلقى لقط جائع ،ولحماقتي رضيتُ وقتها وتظاهرتُ بأنه يكفيني .. ولكنه وفي تلك اللحظة، دفعه شوقه كما أظن لتشريف بلدتي ودياري ،وأراد أن يحط رحاله عندنا ويبيت يوماً واحداً..
قطع حبل أفكاري وقتها صوته ، فصرختُ بجذل : نعم ها قد أقبل الآن ذلك المطر الحاني ..
وكعادتي أحسنت استقباله ،وهللت وكبرت ،وغنيت ورقصت،حتى أنهم ظنوا بأنني قد جننت ،ولكن ليتني لم أستبق الأحداث ،فهو لم يأت بزخات وذرات ،بل كان غاضباً وقاسياً،وكأنه يقول لي :يا غبية لقد مللتك !!
ألم تفهمي الإشارات؟!!
نظرتُ حينها له بصدمة وفزع ،ووضعت يدي على قلبي ،وصرختُ بألم لإيلامه لي ،إذ زفر بقسوة ،وأخرج نيرانه الثائرة، وأبرق برعوده،وفي خضم ذلك أملتُ أن ينتبه لألمي،أملتُ فقط أن يحنو علي،فلم أعهده غاضبا بهذا الشكل من قبل،بل أظن بأنني وضعته في صورة كنت أتمناها فقط ،ولم يكن هو بتاتاً ،ومع تفجر ألمي والذي لم يلتفت إليه ببساطة القاتل.. أخبرته بصمت بأنه قتلني..
وتحملت قسوته لفترة طويلة ،وهو مازال يطعنني.. ضممت جسدي الرقيق بجزع،وأنا خائفة من أن يحرقني بغضبه،وفعلاً تساقط بشدة حتى بللني بعمقه، وأغرقني بسهامه الجارحة، وتطاول حتى جرحني في أعماق جوفي.
رفعت رأسي أرجوه أن يهدأ،إلا أنه بقي لا يأبه بي..
عندها اختلطت دموعي بشلالاته الغادرة، والعجيب أنني لم أكن أتخيل تحول ليلة قد كانت هادئة وساكنة إلى ليلة عاصفة وحانقة ..
وقتها التمت عائلتي حولي ،وحاولوا أن يحموني ،التفوا بكل قوتهم ليتلقوا الصدمات بدلاً عني..
لم أخبرهم بأنه قد وصل الألم لقلبي ،وتركتهم يعانقوني ،ويكففوا دموعي ،ويشاركوني دموعي لمحة أخرى..
كرهت نفسي،وكرهت ضعفي،فكتمت صراخي وآهات قلبي بداخلي ،وتبسمت وسط معاناتي ،لأني لم أرضَ أن أُري عائلتي قسوة آلامي، ورفعت رأسي إلى ذلك المطر بتحدٍ لأريه فقط بأنه لم يؤلمني بعد ،إلا أن تلك الحركة استنفدت قواي، فأخذت في الشعور بالإعياء والبرد،وسعلت بقوة حتى تناثرت من قسوة السعال أجزاء من جوفي، وتطايرت تحت المطر ..
أغلقت بعدها على نفسي لربما أحس بالدفء، ولكنني أخذت أترنح من جهة لأخرى كالسكارى، وفي قمة ألمي رأيتها تركض نحوي من منزلها،ت قطع طريقها , ومن عجلتها لم تحتمي بالمظلة من المطر القاسي ، بل ضمت إلى صدرها معطفاً واقياً ، وما إن وصلت إلي وأنا أسكن تلك الحديقة حتى حمتني ,وغطتني بما جلبته،ليس أنا فقط بل أيضاً عائلتي ، ظننتها حقاً بأنها ستقطفني من حديقة عائلتي كالأخريات ،وتدخلني إلى منزلها لتهتم بي لوحدي ،وتناجيني كبقية الزهرات التي تُقطف من حدائقهن ،ولكنها أبقتني وسطهم أي أنها أحبتني وعائلتي على السواء ، وحمتني وعائلتي على السواء،واهتمت بنا على السواء.
وبعد أن غطتنا ,جففت دموعي وجففت أوراقي، ومسدت على رأسي، ثم أحتضنتني بحب، وأصبحت هي من تتلقى الألم معي.. نظرت إلى المطر بغضب، وصرخت :هذا يكفي..
وقتها علمتُ بأنها قرأت صدق آلامي، والتي أخفيتها وظننت بأني أجدتُ إخفاءها إلا أنها اكتشفتها ،ثم نظرت بلوعة إلى جوفي ورأت ما فقدته فيما سبق من قوة السعال ،ولعجبي عرفت كم جزءاً فقدت..
وفي وسط المطر الرهيب أخذت تبحث عنها حتى وجدتها، ثم أعادتها إلي ،وبقيت إلى جانبي تحيطني بحنانها ..
حينئذٍ تذكرتُ بأنها حقاً وحتى في وقت غياب المطر كانت دائماً إلى جانبي،لكني لم أكن أعلم شدة محبتها لي إلا اليوم، تيقنت من أنها تحبني وتحنو عليّ، وتهتم لأمري ،وتبقى معي سواء في الرخاء أم
الشدة، تسقيني بمائها العذب لأزدهر وأنمو لكن ما أرادت قط قطفي وإبقائي لها لوحدها ،تركتني للجميع
ومع الجميع ،وفي كل يوم تداعب بتلاتي ،وتشم عطري، وما أخذت مني قط شيئاً وبمقابل..
كانت تحرص علي من الذبول، تصادقني، وتنصحني، وتشفي آلامي، وترعاني بأناملها ،وتشاركني،
حتى أنها شاركتني آلامها، وحتى لو غابت عني، تترك لي ذكرياتها تؤنسني..
عندها تبسمتُ برقة ،وقبلتُ كفها بحب، ثم نظرتُ للمطر وقلت: لا بأس قد آلمتني بصدق لكني سأسامحك لا لشيء بل لأنني متسامحة.. وأشرتُ نحوها قائلة بحب: ولأنها معي ..
ظننت بأنه وقتها سيبقى معي ،ويحبني أيضاً مثلها،ولكنه وبعد هذا بكل بساطة رحل..
نعم قد رحل وما ترك لي سوى مشاعر تألمت بسببه ،وداوتها هي ..
ودعته بناظري في صمت وألم ،وقررت بأنه لا أحد أحبه سيأخذ مني حبي إلا لو وجدته يحبني فعلاً ، وأصررت على أني سأبقى أحب المطر بصمت لكنه لن يرى أبداً مقدار حبي له، وأظنه بأنه أراد فقط أن يتخلص مني بتلك الطريقة، فقد أجبرته على حبي ،وهو لم يكن يريد ذلك، لذلك كان غالباً ما يأتي ليتسلى فقط بالنظر إلى ولهي به، وأظنه أراد في هذه المرة الأخيرة بأن يوصلني لمرحلة الذبول إلا أنها أنقذتني فعلاً..
لذا أخيراً عاهدتُ نفسي بأن أبقى وعائلتي في حديقتها، أعطيها عطراً وشهداً ,وفي كل يوم أغير لوني
لترى حياة مليئة بالألوان الجميلة، فلأجلها ولأجل عائلتي بقيت صامدة وقوية حتى عصف الريح لا يهزني.. وحتى لو قست الظروف لن تقتلني ..
وأيضاً أن أبقى وردة في حياتها وحياة عائلتي, حتى لو غابوا عن عيني سأزدهر بذكراهم..
هذه الوردة كانت أنثى اسمها رغدة..
وتلك والتي أعتبرها حاميتي ، وربما من صميم عائلتي كانت توأم روحي سيمو ..
لذا سأقول لها على الملأ ..
أحبك .. وقد أحببتك جداً لولا أنني لم أكن أعلم مقدار هذا الحب ،ولما علمت عجلت إليك بأصدق المشاعر لأهبك إياها عن طيب خاطر ،وأنت وعائلتي فقط من يستحقون التصريح لهم عن حبي , ولن أحبكم بصمت كالباقيين ممن أحب ..
وأكرر بأن هذه المشاعر الصادقة لكِ لأنكِ وكل يوم تثبتين لي بأنك أحببتني أيضاً وبصدق ووفاء نادر..
همسة : أنتم فقط من كنتم لي كعائلتي وكسيمو .. لذلك مشاعري نحوكم صادقة .. وحبي لكم لن أنكره ..
بقلم : رغدة ..
التعديل الأخير تم بواسطة وردة دجلة ; 29-10-11 الساعة 07:34 PM
سبب آخر: اضافة التميز
|