كاتب الموضوع :
عهد Amsdsei
المنتدى :
روايات أونلاين و مقالات الكتاب
الفصل الثانى : قرصنة فضائية
لم يكد مكوك الفضاء يتجاوز الغلاف الجوى، وينفصل مع القمر الصناعى عن الصاروخ، حتى بدا الارتياح على وجوه طاقمه، المكوَّن من أربعة أفراد، وقال قائدهم :
- انقل القيادة إلى الموِّجه الآلى يا (صالح)، وسيتولَّى الكمبيوتر العمل، من الآن فصاعداً.
دفع أحد رواد الفضاء ذراعاً صغيرة، وضغط زراً أحمر، فتألقت على شاشة كمبيوتر القيادة عبارة واضحة "التوجيه الآلى"، فابتسم القائد فى استرخاء، ورفع ذراعيه، وأسند مؤخرة رأسه على كفيه المتشابكين، وهو يقول:
- يمكننا أن نعتبر أننا نجحنا يا رفاق.. الخطر كله كان يكمن فى مرحلة اختراق الغلاف الجوى، أما عملية وضع القمر فى مساره، فسيتولَّى الكمبيوتر أمرها الآن.. كل شئ سار على ما يرام.
ارتفع صوت خشن مبحوح، يقول :
- بالتأكيد.. ولكن ليس بالنسبة لكم.
التفت القائد إلى صاحب الصوت، وابتسم قائلاً :
- إصابتك بالبرد أبدلت صوتك كثيراً يا (صالح).. حتى لهجتك تبدو لى عجيبة، وعبارتك نفسها غير مفهومة.. ما الذى تعنيه بها بالضبط.
أجابه صاحب الصوت الخشن المبحوح :
- أعنى أن كل شئ سار على ما يرام بالفعل، ولكن بالنسبة لنا، وليس بالنسبة لكم.
قالها، وهو يستلّ من ثوبه مسدساً ليزرياً(*)، جعل أحد رواد الفضاء الثلاثة يهتف :
- (صالح).. هل جُننت يا رجل؟.. ماذا تفعل بالضبط؟
أدار الرجل فوهة المسدس الليزرى نحوه، وهو يقول بصوت صارم، اختفت منه الخشونة والبحة، وحمل فى طياته لكنة أجنبية خفيفة:
- تصحيح بسيط يا هذا.. اسمى ليس (صالح).
قالها وأطلق الأشعة القاتلة فى هدوء :
واخترقت الأشعة جسد رائد الفضاء، وانتزعته من مكانه، مع الجاذبية الضعيفة داخل المكوك، ودفعته حتى ارتطم بالجدار المقابل، وقبل أن يسقط جثة هامدة، انتزع زميله ذراعاً معدنية، صارخاً :
- خيانة.. (صالح) خائن.
استدار إليه الجاسوس بسرعة مدهشة، مستغلاً عامل المفاجأة، وهو يكرِّر فى صرامة مخيفة :
- قلت لك : اسمى ليس (صالح).
وأطلق عليه الأشعة القاتلة بدوره..
وانتفض القائد فى عنف، وهو يهبّ من مقعده، وقال فى غضب :
- من أنت بالضبط؟.. وكيف استطعت الوصول إلى هنا؟.. المفترض ألا يحمل أحدنا سلاحاً، فى مثل هذه الرحلات.
ابتسم الجاسوس فى سخرية، وهو يقول :
- أسئلتك كثيرة أيها العربى.. أنا لست عربياً ثرثاراً مثلك، ويمكنك أن تدعونى (ميل)؛ فهذا هو الاسم الذى كان يخاطبنى به أصدقائى، قبل أن أجرى جراحة التجميل الدقيقة، التى جعلتنى أشبه زميلكم.
قال القائد فى دهشة :
- ولكن كيف أمكنك اختراق نطاق الأمن؟!.. إنهم يفحصون بصمات قزحية العين، وهى لا تتشابه مع بصمات أية قزحية أخرى(*)(*).
- المشكلة فى كل نظم الأمن أنها من صنع البشر، ومن الممكن أن يخترقها بشر آخر.
وضغط جفنه بسبَّابته وإبهامه، والتقط عدسة لاصقة صغيرة فى راحته، مستطرداً :
- لقد حصلنا بوسيلة معقَّدة على بصمة قزحية عين (صالح) هذا، ثم استخدمنا وسيلة تقنية مدهشة، لصنع عدسة مشابهة تماماً، حفرنا البصمة عليها بدقة مذهلة، وعندما تم الفحص، خدعت تلك العدسة نظام المراقبة، وسمحت لى بالدخول، بافتراض أننى (صالح) نفسه، خاصة وقد كنت أحمل بطاقته المغناطيسية، ذات الشفرة المعقَّدة، والتى يستحيل فكّ شفرتها أو تزويرها تقريباً.
عضَّ قائد المكوك شفتيه فى غيظ غاضب، وهو يسأل :
- ما الذى تسعون إليه بالضبط، أنت ومن خلفك؟!..
أجابه الجاسوس (ميل) فى استهتار :
- ألم أقل لك: إنك تُلقى الكثير من الأسئلة أيها العربى؟!.. لا أعتقد أنه يهمك كثيراً أن تعرف تفاصيل ما نسعى إليه، ولكن يكفى أن تعلم أنه بعد أن تنجح خطتنا، لن تقوم لكم قائمة مرة أخرى قط.
انفضَّ عليه قائد المكوك فجأة، وهو يهتف :
- وهل تعتقد أننى سأسمح لك بهذا؟
أطلق (ميل) أشعة مسدسه الليزرى، ورآها تخترق ذراع قائد المكوك، إلا أن هذا لم يوقفه، وهو يواصل انقضاضته، ويمسك معصم الجاسوس فى قوة، مستطرداً :
- إننى مستعد للتضحية بحياتى، فى سبيل منعك من تحقيق مثل هذا الغرض.
راحا يتقاتلان فى عنف شرس، وسط جاذبية شديدة الانخفاض، وحولهما آلات المكوك الفضائى، التى تشير إلى اقترابه من المدار المنشود، ولكن الجاسوس نجح فى صعوبة من إلصاق فوهة مسدسه بصدر قائد المكوك، وهو يصرخ:
- ضح بحياتك إذن، ولكنك لن تمنعنى.
وضغط زناد مسدسه..
واحتقن وجه قائد المكوك، وهو يندفع إلى الخلف فى عنف، وتفجَّرت الدماء الطاهرة من صدره، وهو يلوِّح بيده، قائلاً :
- لن.. لن تنجح أبداً.
ثم هوى جثة هامدة، فاعتدل الجاسوس، وهو يلهث فى شدة، هاتفاً :
- ياللصعوبة!.. لولا المسدس لهزمنى حتماً.. هؤلاء العرب يقاتلون كالوحوش.
ونهض إلى مقعد القيادة، وهو يستطرد بابتسامة لاهثة :
- ولكننى نجحت فى النهاية، وحان وقت إبلاغ الرفاق، وإرسال تلك الرسالة المتفق عليها، إلى القاعدة الفضائية العربية.
وكانت رسالته مختصرة للغاية..
"(بدر - 1) أصبح فى قبضتنا.. انتظروا تعليماتنا.. القلب الأسود..".
وكانت هذه هى الرسالة التى وصلت إلى قائد القوات الفضائية العربية..
الرسالة الرهيبة..
* * *
برقت عينا (بلاك هارت).. الزعيم الأوَّل لمنظمة القلب الأسود الإجرامية العالمية، وهو يقرأ رسالة (ميل)، التى بثَّها من مكوك الفضاء، عبر شفرة خاصة، ثم قهقه ضاحكاً فى ظفر ولوَّح بيده، هاتفاً :
- فعلها (ميل).. نجح فى الاستيلاء على القمر.
وراح يضحك مرات ومرات فى سعادة، فسأله أحد رجاله:
- هل تعتقد أنهم لم يتلقَّوا الرسالة مثلنا؟!.. أعنى ألا يمكنهم تحديد موقعنا؟
هزَّ (بلاك) رأسه نفياً، وهو يقول :
- دعهم يفعلون.. إننا نسبح بيختنا فى المياه الدولية(*)، ثم أننا نسيطر على الموقف تماماً الآن، ولا أحد سيجرؤ على تحدينا علانية.
سأله الرجل :
- وما خطوتنا التالية أيها الزعيم؟!..
هزَّ (بلاك) كتفيه، وقال :
- هذا يتوقَّف على ردود أفعالهم، فإما أن يستسلموا ويخضعوا تماماً، أو …
ثم تراجع فى مقعده، وارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، وهو يستطرد:
- أو نختبر معهم فاعلية وقوة مدفعى الليزر.
قالها وانطلق يقهقه مرة أخرى فى ظفر..
وفى وحشية..
* * *
"إنها كارثة أيها السادة..".
ضرب قائد القوات الفضائية العربية سطح مائدة الاجتماعية براحته، وهو ينطق هذه العبارة، وصوته وملامحه يحملان توتراً غير محدود، وعيناه تدوران فى وجوه قادة الأسلحة المختلفة، وضباط أركان الحرب، قبل أن يستطرد:
- كارثة رهيبة، على أى مقياس عسكرى.. أنتم جميعاً تعرفون منظمة (القلب الأسود)، وتاريخها الإجرامى والجاسوسى البشع، واستيلاء مثل هذه المنظمة على قمر صناعى عسكرى متطوِّر، مثل (بدر - 1)، يعنى أنه أصبح بمقدورها فرض سيطرتها على دول بأكملها، وربما على العالم أجمع، لو أن لديها خبراء لإدارته وتوجيهه، واستغلال الطاقة الكبرى لأسلحته الفائقة، وعلى رأسها مدفعى الليزر.
سأل أحد القادة فى اهتمام :
- وهل لديها مثل هؤلاء الخبراء ؟
تنهَّد القائد فى أسى ساخط، قبل أن يجيب :
المشكلة أن تحرياتنا كلها تشير إلى أن لديها خبراء لتشغيل (بدر - 1)، فهى منظمة كبرى، نجحت بأموالها فى اجتذاب عدد من العلماء، الذين تجاهلوا الرسالة الحقيقية للعلم ولم يعد يهمهم سوى الحصول على الأموال واكتنازها بأى ثمن.
سأل قائد آخر :
- ولكن المفترض أن القمر ما زال تحت سيطرتنا، وأجهزته كلها ترتبط بأجهزة التحكُّم فى القاعدة.
هزَّ القائد رأسه نفياً فى أسف، وهو يقول :
- للأسف أيها السادة، لقد فصل الجاسوس أجهزة التحكُّم من القمر، قبل إبلاغنا رسالة الاستيلاء مباشرة، ولم نعد ندرى ماذا يحدث هناك الآن.. ربما كانوا يسعون لنقل التحكُّم إلى ذبذبة وشفرة مغايرتين، وهكذا تصبح لهم السيطرة الكاملة عليه، وعندئذ يصبح الأمر مأساة رهيبة.
هتف أحد ضباط أركان الحرب فى توتر(*) :
- وكم يحتاج منهم الأمر، لتغيير الذبذبة والشفرة، وتحقيق السيطرة الكاملة على القمر العسكرى؟
أجابه القائد :
- الخبراء قدَّروا هذا بعشر ساعات فى المتوسِّط.
تنهَّد ضابط أركان الحرب، قائلاً :
- هذا يعنى أنه ليس أمامنا سوى هذه الفترة، لاستعادة سيطرتنا على الموقف، وإلا خسرنا كل شئ.
أجابه القائد فى توتر عنيف :
- هذا صحيح، ولكن الخسارة لن تقتصر علينا، بل ستمتد لتشمل العالم كله.
ويبدأ عصر مظلم من عصور الشر.
سأل أحد القادة فى توتر شديد :
- وما الذى يمكن فعله فى عشر ساعات فقط؟
اندفع ضابط آخر من ضباط أركان الحرب، يقول :
- وماذا لو استعَّنا بالمحطة الفضائية (م - 9)؟..
يمكنهم أن يشنّوا هجوماً مكثَّفاً على المكوك، حتى لو أدَّى الأمر إلى نسف القمر نفسه، فخسارتنا له أفضل من فوزهم به.
أومأ القائد برأسه، قائلاً :
- لقد درس خبراؤنا هذا الاحتمال بالفعل، ولكن الدقة التى تم صنع (بدر - 1) بها، تجعل من المستحيل مهاجمته على هذا النحو الواضح، فأجهزة الرصد به ستلتقط أى جسم يتجه إليه، وستتعامل معه أسلحته مباشرة، وتسحقه سحقاً، خاصة بعد أن تم فقد شفرة التعامل، وهذا ينطبق أيضاً على أية محاولة لهجوم أرضى، و…
قاطعه أزيز خافت، جعل الجميع يلتفتون إلى شاشة الاتصالات الخاصة، التى ظهر عليها وجه ضابط الاتصال، وهو يقول فى توتر:
- معذرة أيها السادة، ولكننا نتلقَّى اتصالاً خارجياً، وصاحبه يصرّ على التحدُّث إليكم مباشرة.
تبادل القادة وضباط أركان الحرب نظرة متوترة، قبل أن يقول القائد الكبير :
- فليكن.. دعنا نتحدَّث إليه.
اختفت صورة الضابط من الشاشة، وظهرت بدلاً منها صورة لشخص يجلس فى دائرة ظل، بحيث تختفى ملامحه تقريباً، وهو يداعب رأس نمر ضخم، ويقول بلهجة أجنبية، تحمل رنة ظافرة :
- مساء الخير أيها السادة.. إنها أوَّل مرة نلتقى فيها، لذا دعونى أقدم نفسى.. أنا (بلاك هارت).. زعيم منظمة (القلب الأسود)، التى استولت على قمركم العسكرى.
قال القائد فى توتر :
- ما الذى تسعى إليه يا (بلاك)؟.. الابتزاز؟!
انطلق (بلاك هارت) يقهقه ضاحكاً، قبل أن يقول :
- الابتزاز؟!.. يا له من تفكير!.. هل تصورَّتم أننا مجرَّد عصابة تافهة، تسعى خلف النقود؟
قال القائد فى صراحة :
- لا فائدة من اللفّ والدوران يا (بلاك).. العالم أجمع يعلم أن الهدف الرئيسى لمنظمتكم الإجرامية هو المال، حتى وإن اختلفت وسائلكم فى السعى إليه.. إنكم تتجسسون على الجميع لحساب الجميع، وترتكبون أكثر الأعمال خسة ونذالة وقذارة، لتكوين ثروات مغموسة بالدم والعار، فلا تحاول التظاهر الآن بأنكم أصحاب مبادئ وأفكار سامية.
أطلق (بلاك) ضحكة أخرى مجلجلة، وداعب رأس النمر فى جذل، قبل أن يقول :
- اطمئن أيها القائد.. لن أحاول حتى التظاهر بأننا من أصحاب المبادئ والأفكار، وإن كنا نحمل شيئاً من السامية كما تعلمون.. الواقع أننا، فى هذه المرة، لا نسعى لمال يمكن ابتزازه من دولة أو حتى عدة دول.. إننى نسعى فى الواقع لما هو أكبر بكثير.. وكوسيلة لتوضيح وجهة نظرنا قرَّرنا أن نمحكم مثالاً بسيطاً لما ننوى التعامل به معكم.
والتقط جهاز اتصال فضائى خاص، مستطرداً :
- (ميل).. هل تسمعنى فى وضوح ؟
نقلت شاشة الاتصال صوت (ميل)، وهو يجيب من داخل المكوك الفضائى :
وبكل وضوح أيها الزعيم.
صمت (بلاك) لحظة، ثم قال فى حزم :
- اضرب الموقع رقم واحد.
ومع قوله، نقلت الشاشة صورة حاملة طائرات عربية(*)، فى قلب البحر الأبيض المتوسط، فهبَّ قائد القوات البحرية من مقعده، صائحاً :
- ربَّاه!.. إنها حاملة طائراتنا (ليث).. ستكون كارثة لو أنه..
وقبل أن يتم عبارته، نقلت الشاشة مشهد حزمة الليزر الهائلة، التى أطلقها أحد مدفعى (بدر - 1)، فهوت على حاملة الطائرات كصاعقة عملاقة، ونسفت محرِّكها، وهى تشطرها شطرين بلا رحمة..
وأمام الأعين المذعورة الذاهلة، راحت حاملة الطائرات العملاقة تغوص فى مياه البحر، وتغرق فى بطء، وبحَّارتها يحاولون النجاة عبثاً، وضحكات (بلاك هارت) المخيفة تتردد عبر أجهزة الاتصالات، وصوته الساخر الظافر يقول:
- إنها مجرَّد عيِّنة أيها السادة.. عينة لما يمكن لقمركم أن يفعله بكم، لو لم تخضعوا لمطالبنا وشروطها كلها.
هتف القائد الأعلى فى حدة :
- أية مطالب، وأية أوامر أيها السفَّاح؟
أطلق (بلاك) ضحكة أخرى، وراحت الصورة تتلاشى من الشاشة تدريجياً، وهو يقول :
- فيما بعد أيها السادة.. فيما بعد.. ستعرفون مطالبنا وشروطنا فيما بعد.
واختفت صورته تماماً، وما زالت ضحكاته تتردَّد فى المكان، فى حين خيَّم صمت رهيب على الجميع، وهم يحدِّقون فى الشاشة الخالية، قبل أن يقطعه القائد فى مرارة:
- ألم أقل لكم؟.. إنها كارثة.. كارثة بلا حدود.
عاد الصمت يُغلِّف المكان لحظات، ثم اندفع رئيس المخابرات الفضائية، يقول:
- سيدى القائد.. كم تبلغ دقة أجهزة الرصد، فى (بدر - 1).
التفتت إليه العيون كلها، وسأله القائد :
- لماذا تسأل يا رئيس المخابرات ؟
اعتدل رئيس المخابرات الفضائية فى مقعده، وهو يقول :
- لأنه لو كانت أجهزة الرصد فى القمر العسكرى مجهَّزة لصد الهجمات القوية، فأعتقد أنها لن تستطيع رصد جسم صغير، يتحرَّك نحوها بدقة مدروسة، وبسرعة معقولة.
قال القائد، والحيرة تمتدّ من عقله لتُغلَّف الحاضرين جميعاً :
- إنها كذلك بالفعل.. ما الذى يدور فى ذهنك بالضبط؟
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتى رئيس المخابرات الفضائية، وهو يجيب :
- فى هذه الحالة، أعتقد أن لدى خطة مجنونة.. خطة قد تعيد إلينا (بدر - 1).
وبدت عبارته أشبه بابتسامة..
ابتسامة غامضة..
غامضة للغاية.
* * *
|