أخرجي يا شام مهما غصت الأرض بالدماء حروفا ..
ومهما شرق ترابك بسيل القتل ..
ومهما عششت أنياب ظلمهم وعاثت في جسد أمتنا بهتانا ..
أخرجي فإني
يا شام ..
أعيشك , بوصلتي تشير شرقا إليك ,غربا إليك ,شمالا إليك وجنوبا إليك .
فاخرجي فأنت
يا شام
كتبتني في دفتر حريتك صرخة
كتبتني فوجدتني في حضن ذاتك بجناح العزة أطير لجامعك الأموي لأراك على مرمر أرضه وسموق مئذنته وعتق التاريخ في صلوات شهدائك .
وكتبتني يا شام في دفتر حبك نبضة
أطير لجامعك الخالد في حمص لأراك على شجر ياسمينك وارتفاع قامات أبنائك مؤذنة تصل السماء مهللة ترسم لوحة بها كل معانى الرجولة والشرف .
كتبتني يا شام في دفتر حريتك قوة
أطير لجامعك العمري في درعا لأرى خيلك تعقد في نواصيها ريادة فتعصف مثيرة ترابها الطاهر مكبرة لكل شبر في شامنا تلهم شعر الثورة فيكتب عزما .
كتبتني يا شام وعلى أبوابك تشدو طيوري الفلسطينية تدق أبوابك
ولكن الردى يرقب رفرفتي وينتظر ..
فقد زارت يد الطغيان كل بسمة من طيورك الفتية فلونتها بصباغ وحشي فنالت من حبها الأبيض الطفولي ودفنته في مهده فزادت من كل برعم إصرارا على البزوغ فجرا يتكلم لغة الحرية
لا تتوقفي يا شام واخرجي
فلطالما كتبتنا
وهذه أسماؤنا نراها منقوشة
في غوطتك فأسهبنا شعرا ونثرا وسيجنا أمانينا بخضر الأماني الراحلات لمقدسنا من نسيم غوطتك ..
و محفورة في جبالك فتعلمنا منك الصبر فثابرنا نعلو لأنك أمنا وأختنا وعتق شموخك رفعة لنا
وتسير مع أنهارك فتعلمنا كرما وعطاء فبذلنا لك ومنك .. سيول حبك عمدت إلى جنائن حروفنا فروتها من بردى الجريح والعاصي الغامر لتسير في شعاب خليلنا وحيفانا
وكتبتنا في حبات عيونك لنشربك حضارة ونصير لك أنت قرابا تملأين به علمك لنا ولك ..
يا شامنا
على أكنافك وفي سمائك تشدو البلابل قصائد شوق في ديمك فلا تقفي عند حد الصراخ
أخرجي فقد غصت أرض دفاترنا بالدم حروفا
أخرجي رغم أنف الطغاة
أخرجي فأنت موطننا فأقلامنا من شجر زيتون فلسطين وحبره من عيون الشام .
أخرجي فغدا أراك يدا منفوضة من طغمة الأسد
أراك قلبا أبيضا زالت منه سخائم الأسد
أراك
زينة البلاد ...
وثورة الحب في
قلوب العباد ...