المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
فواز قلب الأسد ... قصة حقيقية قصيرة
أحببت منتداكم ... على الرغم من أنني أكتشفته عن طريق الصدفة
لذا سأبوح لكم بقصة في خاطري، قصة حقيقية عايشت جزء من أحداثها
لن أطيل عليكم في المقدمة، ولن أكثر عليكم التفاصيل... وإليكم أحداث القصة:
فواز ... شاب في منتصف العشرينات من عمره، أعطه الله وسامة وقابلية له ممن حوله وحسن أسلوب في الكلام، كان يدرس في المرحلة الجامعية.
تعرفت أنا عليه عن طريق مكان العمل الدعوي الذي يجمعنا، وبحكم أن مكان العمل هدفه الدعوة إلى الله بمختلف الوسائل، كان الشخص منا لا يبالي أين يعمل أو في أي قسم بالمجمع،
المهم أن فواز التحق بالعمل بالمجمع قبل سنتين، واستمرت علاقته بإخوانه في المجمع على الطيب والمحبة، ثم شاء الله أن أنتقل أنا من المدينة التي فيها المجمع (الرياض) إلى المدينة التي فيها عائلتي، وتركت أخواني في الله على خير وسلام، تركتهم وتركت قلبي بينهم، تركتهم على أمل أن أزورهم بين الفينة والأخرى، ولا زلت كلما سنحت لي فرصة للذهاب إلى الرياض أزورهم وأسلم عليهم.
واستمر الوضع على هذه الحال، إلى جاءتني رسالة على جوالي من أخونا الشيخ يوسف الذي كان يرأس المجمع تخبرني عن فواز، الرسالة طويلة، ولكن الشاهد منها النص التي:
((كان يبكي عندما يتذكر أنه حرم من رؤية إخوانه بسبب انقطاعه لظروف مرضه، فواز شاركنا في المجمع وهو مصاب بمرض السرطان ومع ذلك كانت نفسيته رائعة مع الشباب ولم يعرف أحد بحالته (هذا درس لنا يا الأصحاء بأن نغتنم صحتنا قبل مرضنا) .... فواز دخل في غيبوبة خلال الأسبوع الماضي وهو تحت نظر أرحم الراحمين ...
محب فواز / يوسف 8/7/1432هـ))
صدمت الحقيقة لما قرأت الرسالة ورجعت بي الذاكرة إلى الوراء، أتذكر اللحظات التي كانت تجمعنا بأخينا فواز، لم يكن يظهر عليه شي من أثر للمرض لا بدنيا ولا معنوياً، بل كلما رأيته أرى تلك الابتسامة التي تزين محياه ولا تنفك عنه إلا نادراً، فعرفت أني كنت أتقابل مع رجل قلبه قلب أسد، أتذكر ذلك الموقف الذي أحس فيه بالتقصير تجاه أخونا فواز، وهو أنه كان يحكي معي عن موضوع ما، لا أتذكره الآن، وأنا منشغل عنه بجمع وترتيب الأوراق التي على مكتبي، ثم سكت الرجل لحظة ثم انصرف، ففكرت أن ألحقه حتى لا يكون شيء في نفسه عليَ، لكن الشيطان يسوف أمور الخير وزيّن لي التسويف.
ثم بعدها بأيام جاءتني رسالة أخرى، أثارت الصدمة الكبرى لنا جميعاً، وهذا هو نصها:
((إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله ابن أخي فواز بن عبدالعزيز السيف، وسوف يصلى عليه عصر الخميس مسجد الراجحي أخوكم / مبارك السيف)). الخميس 14/7/1432هـ
هذا أمر الله، فلا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا على فراقك يا فواز لمحزونون، وبهذا فقدنا أخ عزيز على قلوبنا ومع ذلك قصرنا في حقه، وهذا نداء مني لجميع من يقرأ هذه القصة من أحس أنه مقصر في حق أحد ما أياً كان أخاه أو صديقه أو زميله أو قريبه ... إلخ، فليبادر إلى وصاله والسؤال عنه، إذا كان هناك خصومة فليبادر إلى إرجاع العلاقة والعفو عما سلف وكان.
ولم تنتهي القصة عند هذا الحد، جاءتني رسالة بعدها في نفس اليوم من أحد مدراء المجمع، وهذا نصها:
((هذه رسالة من فواز السيف يرحمه الله لي قبل شهرين: كيف الحال أبو خالد، يعلم الله أني منوم في المستشفى منذ 33 يوم، وجوالي مقفل، أرجو منك تبليغ إعتذاري للجميع، فوالله ما فرحت بقوم مثلهم وبمعرفتهم وصحبتهم، محبك / فواز))
تعتذر يافواز وأنا مقصر بحقك، وتتواصل مع إخوانك في الله وجرحك ينزف دون أن يعرف أحد عنك، لله درك من صاحب نفس أبية.
جاءتني رسالة أخرى في نفس اليوم من الشيخ يوسف توضح بيت عائلة فواز ـ رحمه الله ـ للعزاء وفي نهاية الرسالة النص التالي:
((حين عزينا والده وعلم أننا من المجمع تحفى بنا وتأثر جدا وقال: دائماً يذكركم بالخير. وكررها)).
وفي نفس اليوم أيضاً جاءت رسالة على جوالي من الشيخ كان من ضمنها النص التالي:
((رن هاتفي المحمول الساعة 1.34 ظهر يوم الثلاثاء 12/7/1432هـ فإذا بي أتفاجأ بأن المتصل هو أخي الذي والله أحببته حباً عجيباً، إنه / فواز السيف، وإذا بصوته المتعثر والمجهد جداً يحدثني من داخل غرفة العناية المركزة وقد أفاق قبل قليل من غيبوبة أمتدت معه فترة وإذا به يبكي بكاء الفرح بسماع صوت أحبه وتعرف عليه في المجمع، حقيقة لم أتمالك نفسي ولا دمعي أن أقف وقفة إكبار وإجلال لتلك النفس الطاهرة التي حملتها بين جنبيك يافواز، فأنت في شدة مرضك وشدة إعيائك حتى إنك لا تستطيع أن تحمل الجوال الذي تهاتفني منه الآن، فهو محمول عنك)).
ثم في رسالة أخرى من الشيخ يوسف كان النص التي من ضمنها:
(( فواز يقول لي في اتصاله الأخير بي (آخر مرة أسمع صوته في هذه الحياة): أبشرك يا أبو محمد إني بخير وعافية، لكني أعتذر منك، فأنت زرتني الخميس وما حسيت بك، والله يابو محمد إني دخلت المستشفى الأسبوع الماضي على أنهم بيجرون لي عملية، وبعدها ما دريت إلا أن أبوي يقول لي: الحمد لله على سلامتك ياولدي، فأنت في غيبوبة لك أسبوع)).
ثم في رسالة من الشيخ يوسف إليكم الحدث التالي:
(( فواز في إتصاله قبل موته بـ 40 ساعة ـ رحمه الله ـ سألته في نهاية مكالمته معي والتي استمرت أكثر من 16 دقيقة: وش توصي إخوانك اللي بالمجمع واللي حريصين عليك وسيزورونك؟ قال (وهو يبكي بكاء مودع): والله يابو محمد ما شفت منهم إلا كل خير، وما منهم قصور أبد، والله ويوفقهم دين ودنيا ويخلي لهم أهلهم وصحتهم. ووعدته بأن أزوره عصر الجمعة لأني مسافر، وها أنا الآن في الرياض وسأزورك يافواز ولكن لن أستطيع أن أقبل رأسك، سأزورك يا فواز ولن أستطيع أن أسمع صوتك ... )).
هذه خلاصة الرسائل التي جاءتني عن فواز ـ رحمه الله ـ وأنا في مدينتي، لم أتمالك نفسي من التأثر عندما جاءني خبر وفاة فواز ـ رحمه الله ـ وزاد تأثري شيئا فشيئا عندما اكتشفت شخصية فواز الصلبة من خلال رسائل الشيخ يوسف والإخوة الباقين، في نهاية مقالي سأبوح ببعض خواطري تجاه هذا الحدث الذي لم اشهد مثله في حياتي، علمني فواز بأن أهتم بكل من حولي ولا أؤجل السؤال عنهم، رحمه الله . وللعلم فإن الرسائل التي جاءتني السابقة الذكر أرسلت لجميع إخواني الذين يعملون في المجمع.
وإليكم هذا الرابط لمعرفة تفاصيل أكثر مع ما حدث مع فواز رحمه الله
هاتف الوداع
هذه خاطرة بسيطة على شكل أبيات تجاه أخي فواز ـ رحمه الله ـ وقليل في حق أخي فواز، وإعذروني إن كان هناك كسر أو خطأ فأنا مبتدئ في القصيد: والقصيدة نبطية وليست فصيحة
فواز يا قلب الأسد ... قلب حوى قلوب الأسود *** ما تثنى ولا انحنى لحوادث الدنيا وافجاعها
فواز يا قلب الأسد ... قلب حوى كل الأسود *** حامل لواء الصبر في ساعة ماتت ناسها
لو أن أسد أنجرح جرح صار يئن وينود *** ويبان عليه من التعب شيٍ كبيرٍ حالها
وأنت أنجرحت جرحٍ كبير وأنت لا زلت بصمود *** ما بان عليك آثارها ولا بان عليك أوجاعها
بجنبك أنت صارت جميع الأسود ماهي بأسود *** صارت قطاوة في شوارع حارة تفرفر بحالها
ريتشارد قلب الأسد طلع ما يملك من أسمه عود *** طاح سوقه وما عنده من علومٍ جابها
فواز أنت قلب الأسد ... قلب الشجاعة والصمود *** قلب تحمل من صوارف الدنيا الهموم وأوجاعها
بإذن من رب صمد مثواك في جنة خلود *** ويا سقى الله بالغمام أرضٍ حوتك بترابها
عظَم الله أجر أبوك ... وأمك القلب الكؤود *** وعظم الله أجر من عرف فواز من أزمانها
وعظَم الله أجر نورين ... وعثمان جامعنا المجيد *** ودار الفتاة يوم رحل عنها أشجع فرسانها
|
09-07-11, 09:41 PM
جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
العرض العادي
