كانت تجلس في غرفتها وحيده لا يؤنس وحدتها سوى ألبوم صور
يبلغ من العمر 10 أعوام مضت من حياتها بين وحده وألم وفراق
تعود بها الذاكره كل يوم لفلذات كبدها والاتي لم تراهن منذ
آن رحلت عنهن..
سأطرح لكم قصتي حتى تكونوا على علم بما قد مررت به
كنت فتاة عاديه لا أملك شي من الجمال الصاخب ولا حتى من الغنى الفاحش
بل انا من أسره متوسطه الحال ..
أطلب من الله كل يوم أن يريني غداً أجمل
لم أكن ساخطه من حياتي ووضعي المعيشي لا بل على العكس كنت
سعيده جدا بهذا الوضع ولم اطلب سوا الجميل والاجمل حتى وإن
لم يتقدم وضعي..
عندما انهيت دراستي الثانويه تقدم لخطبتي أبن صديق والدي
والذي قد لقى الترحيب الحار من والدي ووالدتي
فـ صديق والدي رجل ذا خلق ودين وقد عرف بتربيته لآبناءه
قمت بإعطائهم موافقتي بعد أن وافق والدي واقنعني بالموافقه
فكنت كأي فتاة أحلم بذاك الفستان الابيض وذاك الفارس المجهول
بدأنا في تحضيرات الزفاف وتم زفافي بكل يسر وسهوله والحمد لله
كانت مملكتي الجديده مقابله لشقة أهل (زوجي)
لم أرى منهم سوا كل تصرف جيد ولكن كما اخبرتني والدتي
(لا تذم ولاتشكر إلا بعد سنه وست اشهر) فعندما أسهب عليها
بكلمات المديح المواليه لأم زوجي وأخواته تعاود إلقاء هذا المثل
على مسماعي..
وبعد مرور ست سنوات وتحديداً بعد أن رزقني الله بابنتي الثالثه
كانت هي بداية اشتعال الفتيل..
حقيقةً لم تكن تلك السنوات خاليه من المشاكل مع ام زوجي واخوته
بل كنت يومياً منذ أن استيقظ حتى أنام وأنا في حلقة مفرغه
من المشادّات الكلاميه التي كان سكوتي هو الذي لم يجعلها تتفاقم
ستتسائلون أين دور زوجي من ذلك ..
سأقول وبكل بساطه أنه ( أبن أمه ) لم أسمعه قط يناقشها في أي
أمر قد تأمره به ..
نعم أنه جميل انه بار بوالديه ولكن ليس في أبسط واسخف الامور
حتى في متطلباتي الشخصيه كان يذهب ويستأذنها هل يمكنه أن
يحضرها لي أو غير مسموح له بذلك ..
لم أكن أدقق بـ تلك الامور بل على العكس كنت اتغاضى عنها
رغبة في أن أعيش بسلام ..
ولكن لم تتحقق هذه الرغبه وهناك من يحفر لي حتى يوقعني
بحفره لا نهاية لها ..
بعد أن اصبح عمر ابنتي الثالثه (2شهرين)
جاء زوجي ليخبرني أن امه أمرته بالاقتران بإبنة أختها
والتي هي الامل في انجاب (الولد) لآبنها المدلل (مسلوب الشخصيه)
يا للسخف يتبعها بقولها هذا وهو قد تخصص في علم الوراثه
بمعنى أنه على اطلاع بأنه المسؤول عن تحديد جنس الجنين بعد إرادة المولى
ولكن بعد أن أمرته والدته ليس امامه سوا الخضوع واللين (كعادته)
أخبرته أني سأنجب للمره الرابعه ومقابل ذلك يرفض الارتباط بابنة خالته
ولكن مازال الرفض قريناً للسانه ..
وماكان جوابه : اعوووذ بالله منك يامره تبين اعصي امي
أنا : عمري ماكنت اطلبك تعصي امك لكن اقولك رح احمل حتى قبل تكمل بنتي
اربع شهور ولو جات الرابعه رح وتزوج
هو: مانيب, امي قالت تزوج وانا ماردها باللي تبيه عجبك اهلا وسهلا
مو عاجبك الباب يوسع جمل
خرج من الشقه وكان صوت الباب دليل لعصبيته المفتعله حتى أبتلع
باقي كلامي والتزم الصمت (كالعاده) ..
خطبها..نعم خطبها وعقد القِرَان عليها وقد تم تحديد موعد الزفاف
وانا مازلت أنا..
ابتلع غصتي بصمت..
وابتلع امتعاضي بصمت مثله ..
واكتفي بحضن عصافيري الصغار فـ لولا وجودهم بحياتي
لا اعلم مالذي يمكن ان يحدث لي ..
في أحد الايام والذي كان هو اليوم الفاصل بحياتي
دخل زوجي إلى المطبخ طالباً مني الحضور لشقة أهله ..
اخذت فتياتي الصغار وذهبت كما طلب مني
لأتفاجأ بوجود ام زوجي واخوته جميعاً دون استثناء ..
دعيت الله ان يكفيني شرهم وشر ما خططوا له
جلست بهدوء ومازال القلق رفيق قلبي ..
تحدثت حماتي والتي هي من ترأست الاجتماع
هـي: مثل ما انتي عارفه ان حسام زواجه رح يكون بعد اسبوعين
وانتي بتنقلي لعندنا بالشقه و سماهر بتسكن في شقتك لكن باثاث جديد
نظرت لها بصدمه: الحين انا ام عياله بسكن في غرفه ما رضى هو
يجلس فيها عزوبي تبيني اجلس فيها وهي حضرتها تسكن بشقه
يرمح فيها الخيل ؟؟
اسكتني بعصبيه : تكلمي عنها باحترام تراها حرمة ولدي وبنت اختي
وام الولد يعني الزمي حدودك ومافي داعي للكلام الفاضي هذا
لا أعلم ما الذي حدث لي ربما هو كبت السنوات الماضيه ؟
او صوت الانثى المجروحه هو من انطلق الان؟
أو.. لا أعلم مالسبب الذي جعلني انفعل و امطر عليهم بوابل من كلمات
قد ابتلعتها في الاعوام الماضيه ..
أنا : حرمة ولدك ؟؟؟ وأنا إييييش؟؟ أنا بالنسبه لكم إيـــــــــش؟؟
مو أنا بعد حرمة ولدك وأم بناته..حرااام عليك يا شيخه اتقي الله فيني
طول السنين اللي راحت وانتي حارقه دمي..اصبح ابكي وانام أبكي
انتي حتى بناتي ماباركتي لي جيتهم..وكنت أقول معليه يا عبير هي
حماتك طبعها كذا بس هديتها كنها مباركه لي..تحرضين ولدك علي
واسكت..تقولين له تزوج واسكت..لكن انها توصل فيكم تطلعوني
من بيتي اللي ظليت احارب عشان يظل عمراان بيتي وتجين بكل سهوله
تخربيه..لهنا وخلالالالالاص طفح الكيل..
لا أعلم مالذي حدث لي..ولكن مازلت اتذكر أصوات صراخ
مرتفعه..وبكاء فتياتي الصغار وهن يتوسلن لوالدهن أن يتركني..
ولكن لابد أني مازلت معلقه بين يديه
فتارةً ارتفع عن الارض وتارة أخرى أقع عليها ..
قام بطردي دون أن يكترث للوقت..دون أن يدثرني ماقد يسترني
من تلك الذئاب البشريه الظاله..
(تحريض) والدته أعمى بصره وبصيرته أني أم بناته ماقد يقال عني
قد يقال عنهن فهناك من يؤمن بـ
(أقلب الجره على فمها تطلع البنت لآمها)
لم يكترث انهن بنات يجب أن يحافظ على سمعة امهن لانها سمعه
لبناته ..
لم يكترث لآي شي فـ همه الاول والاخير أن ينفذ طلب والدته بـ ضربي ..
طرقت الباب على جارتي لتعطيني عباءه أرتديها واستر بها ماقد تظهره
ملابسي المتمزقه ..
أوصلوني لمنزل والدي وقد حمدت ربي أني لم أجد منهم مستيقظ
فلا طاقة لي على اسدال تلك الاسئله الكثيره ..
مضت الايام وعلم والدي بالامر وبدون أي مجال للنقاش قام برفع قضيه
طلاق في المحكمه بعد أن رفض المدعى والد بناتي الطلاق ..
و ها قد حصلت أخيرا على لقب ( مطلقه ) بعد عناء دام 2 سنتين في المحكمه ..
ولكن المفاجأة التي حصلت آنه أخذ بناتي ومنعهن عني على أنهن مازلن
في سن الحضانه ..
حاولت مراراً وتكراراً أن يسمح لي برؤيتهن ولكن ما زال عند كلمته ..
:ما رح تشوفيهم لو بكيتي دم بدل الدموع
ادخلنا وساطات عدة ومازال عناده مستمر فـ سابقاً كانت والدته هي محركه الرئيسي
أما الآن فوالدته وزوجته أصبحن يتلاعبن به كدميه خشبيه ..
و الرد الوحيد (حاضر) ..
مضت الايام تتلوها الاشهر وتطويها السنين وما زلت في عراك معه لآرى بناتي
شيماء اصبح عمرها 13 سنه
هيفاء 12 سنه
امل 10 سنوات
وما زالت ملامحهن المحفوره عندما كنّا صغيرات بحضني ..
حرمني أن اكون لهن الام والصديقه ورفيقة الدرب ..
حرمني أن اكون لهن الملجأ بعد الله عزوجل ..
حرمني أن احضر انتقالهن من عالم الطفوله والحروف اللثويه
إلى بداية مرحله المراهقه ..
حرمني حضنهن الدافئ ..
حرمني كل لحظه يمكنني أن أعيشها معهن ..
ولكن سأبقى أحاول معه لآراهن لو من خلف أسوار منزلهم ..
فـ هن بناتي .. ولن أسمح لهذا الوضع أن يبقى كثيراً فـ ثقتي بالله
قويه وعزيمتي أقوى ..
فـ من نفخ الروح فيهن ببطني قادر على أن يرجعهن لحضني ..
BrB