المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
الصراع والأمل
الصراع والأمل
تَعَودتُ ان أمَيلُ على كُل حائط كي التقي مع نفسي و ألاقيها في زاويةٍ تكاد تُشبه زوايا الظلال التي تُلهبَ فِكرك و تَعصرهُ مقابل رهبة الأمل و هدوء الذات، تُنادي اليه بكُل عاطفة جياشة لفكرةٍ من حنين الآتي عسى ان تَكونَ مدخلاً لليوم والتاريخ ، فتتأرجحُ على اصابعَ قدميكَ كالطفل في أول خطاه ترفعهمُ قليلاً لكى يُطلُ فِكرك في خيالٍ واسعٌ حتى تسقيمُ بعضاً من قِيمك المتأرجحة بين الذات و الأنا ، وعند ثباتها بين بقايا القيم تَودُ ان تدوم لأمد بعيد حتى يتسنى لك أن تنعم بالقليل من ارادة البقاء، وعندما تغصُ هذه القيم وتنسد من قِبلُ قوى لا ارادةُ لك فيها فانك ستشعر حتما بغزو المصير و صراع الذات بين الفضيلة و الخطيئة مقابل أن تحيا بلا مبدأ و لا قيم ....
ومع طول الصراع بين ثنائية المبدأ و الأمل المرتقب تأخذُ الجانبِ الآخر من الخيال كي تستقر وتعودُ الى رشدكَ لتجادل الفطرة الانسانية بداخلك التي تقوم على مبدأ التضحية بالكثير مقابل أن تهنأ بالقليل من الأمان ، وتعاودُ الكرة كل مرة ٍحتى يطيلُ املكَ لواقعٌ جديد بلا رتوش أو تكليف، لتنهالُ عليك الأفكار بقناعة وتتوحد رؤاك الصادقة الى هامات الزمن الغريب.
فتنهض في ثبات ...لتُنشد اللحنُ للآخرين كسيمفونية من دفء البحر ..تمزقُ الألم المتراص على عنق الزمن وتتوعد بأن تقضي على نعراتِ البشر وتُتطهر من لعنة الحزن المدفون بين أروقة الماضي.
وما بين الجُروح والألم تلفظُ هوائك الصامت في سراديب المدينة ، و تعانق كل زاويةٍ لتنقادُ مع دربك اللامنتهي وترى آمال الاخرين معلّقة بين اليأس و الحيرة ، منسوجة ببسمةُ الحياة التي تزفها اليهم برؤى جديدة تتموج من بين عتبات الأمل و البقاء ، لتنثر من عبق عطِرها أفكارا و أحلاما منمّقة بالتقاليد و العادات، فتجادل الوقت باسم القيم مع هبوبَ الحياة لتملأ الفراغ المميت بثوب الحداثة.
وما بينَ هذا وذاك تتساقطُ اوراقِ الشجر بين الظلال مُشكلةً لوحةٍ تتصارع فيها الالوان بنقاء مع أحلام َ طفولية تكسو الماضي بثوب الألم، فتحاولُ ان تَعبرُ بين ممرات الأنا لعلك تكتسبُ من بينها القليل من الدفء لتدرك بأن الطُرق ليست كلها مستقيمة كما تظن لتسقط كل الاوراق الخاسرة و مع الورقةِ الأخيرة تشكرُ الله بأنك نجوتَ وهكذا تتمرس ادمغتنا لتجاري عجلة الحياة بكل فطنة و دهاء.
|