المنتدى :
الشعر والشعراء
المكتفي
المكتفي
--------------------------------------------------------------------------------
أَنَا مأوايَ العَراءْ
تَحتَ رِجْلي يَضحكُ القَيظُ
وَيَبكي فَوقَ عَينيَّ الشِّتاءْ .
جَسَدي كَسْرةُ خُبزٍ
وَدَمي قَطرةُ ماءْ
وَسِوى الغُربةِ
وَالوَحْدةِ
وَالدّاءِ العَياءْ
لَم يَعُدْ لي في زماني أولياءْ .
غَيْرَ أنّي حِينَ يطويني المسَاءْ
أتهجّى كُلَّ أوراقِ مَصيري
تَحتَ مِصباحِ ضَميري :
أَنَا مأوايَ البَهاءْ
شُرُفاتي من ضِياءٍ
وَمُحيطي من نَقاءْ .
سَقْفِيَ الأَنجُمُ والأمطارُ والشّمسُ
وَجُدراني الهَواءْ .
لَسْتُ أمشي حافِياً..
أَحذِيَتي: كُلُّ رؤوسِ الخُلفَاءْ .
لَسْتُ أغفو جائِعاً ..
حُرّيتي
تكفي لإتخامِ المجاعاتِ جميعاً
وَلإطعامِ الغِذَاءْ !
أَنا دائي صِحَّتي
ما دامَ إذعاني الدَّواءْ .
وَأَنا الوَحْدةُ أُنسِي
حَيثُ نُمسي
أَنَا والحقُ سَواءً بسَواءْ .
وأَنَا.. مَنفايَ فَرْدٌ مِن رَعايايَ
لأنّي وَطَنٌ للِغُرَباءْ !
عِنْدَها..
أُطبِقُ أَوراقي وأَحداقي قَريرا :
لَم يَزَلْ عَرْشي كبيرا ً.
لَيسَ بالإمكانِ
أَن يَكبُرَ عن هذا كثيرا .
هوَ مُمتَدٌّ إلى خاصِرةِ الأَرضِ
وَمَرفوعٌ على رأس السماءْ !
|