المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
(( لحظة الوداع الأخير ))
(( لحظة الوداع الأخير ))
حضنته بكل جوارحها, وسحبت ابتسامة حانية من قعر بئر فاض بالوجع, وأخذت تُداعب خصلات شعره المجعدة المغموسة
بلون الليل المعتم بيدها التي برزت بها العروق الموشكات على الجفاف الأبدي, وهمست بصوتها الشجي الذي خف عزفه في
أذنه:
( سوف أكون معك, لا تخف... )
فتح عيناه الغارقتان في بحور الدمع, والمحاطتان بخيوط الحزن, اللاتي شكلن شبكة من الوجع يعتصر وجهه الثلاثيني...
ومن ثم غرس أظافره في جسدها المتهالك, الذي لبس وشاح الشحوب ...
وقال لها زاجراً, وهو يطرد فوجا من حشود الدمع الحارق من مقلتيه :
( إياك أن تتركيني.... إياك أن تتركيني )
أبعدت رأسها الذي بات ثقيل الوزن عن كتفه...
وألصقت جبينها الذي تخلله بعض الشعيرات الفاقدة لدماء الحياة متناثرة بعشوائية ... وقالت والبسمة لم تهجر شفتيها المتشققتان
لنضوب ماءها :
( يا غبي ... كيف أتركك ؟ ..وروحي معلقة بك ... ترفض أرحيل عنك... مع هذا الجسد المستسلم )
تكور في حضنها كالجنين.. وأخذ يبكي بصمت أدمى قلوب سامعيه...
ما أوجع أنين حبيبها .. أوجعها أكثر مما آلمها هذا المرض الغادر .. الذي انقض عليها على حين غرة منها... وهي بالكاد
تلامس بأصابعها خيوط الفرح المنبعثة من شمس الحب ...
ربتت على ظهر ... وسكرات الموت اتقدت نيرانها في جسدها المتداعي... ابتلعت طعن الخناجر المتفشية في أركان
بدنها النابض بآخر دقاته في عوالم بن البشر ...
جذبته بما تبقى من قواها النافذة ...
وأجبرته على النظر نحوها ... نحو تلك العينان التين فقدتا رونقهما الخاص ... وتخلت عنهما رموشها الحارسة لها ... وقالت
وقد تحاملت على ألمها المبرح في صدرها الذي أخذ يرتفع وينزل بسرعة البرق..و بصوت ينذر بالرحيل قالت:
( سوف أضع روحي أمانة في عنقك ... فلا تتركها .. فإنها سوف تموت إذا فصلتها عن روحك )
وشقت طيف ابتسامة على شفاهها الجائعة ...
قبل أن تمتزج أنفاسها بأنفاسه الباكية ...
وتعانق شفتيها شفتيه الذاهلة ...
وتنفذ تلك الروح العاشقة المتيمة به .. لتسري في دمه .. وتمتزج بروحه ... ليغدوان كائن واحد ... لا تستطيع قوة في الكون
أجمع تفريقهما ...
ليتهاوى ذلك الفخار الخاوي من نبع الحياة ... بين يديه .. وتحت مجهر عيناه الجاحظتان من صاعقة فراقها ...
= النهاية =
محاولة لربما لن ترتقي لذائقتكم الأدبية ...
لكنها مجرد محاولة ألح عليا بها قلمي المتواضع ...
فعذرا :)
|