كاتب الموضوع :
شهووده
المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
[frame="7 80"]في زمن جاف حيث اصبح الحب الحقيقي في نظر الكثيرين مجرد سخافة, أقلب بين يدي صفحات من رسائل الحب الصادق التي تبادلها العاشقان الاصدق جبران خليل جبران ومي زيادة واللتي كانت ملايين الاميال تفصل بينهما.
وفي كل كلمة أتوق لقرائة المزيد منها.
لن اصف هذا الحب بالاسطوري او بالحب الجنوني, ولكني ببساطة سأصفه بالحب(الصادق المحروم)
الحب الذي كان منبعه قلبان محبان اشتاق كلا منهما للاخر ,قلبان كانا لا يعيشان الا ليشهدا لحظة اللقاء المستحيل ,قلبان لم يكتب لهما القدر ان يكونا سويتا فراحا يحتجان بصمت على هذا الظلم الذي فرض عليهما بالكتابة على الاوراق.
لم يكن جبران يكتب بحبر وريشة!
انما كان يكتب بحبر قلبه كلمات تخرج من أعماق سحيقة قبل ان تخطها انامله على السطور, كان يقذف في تلك الاوراق بأناته وزفراته الملتهبة , وكانت هي تفتح تلك الرسائل بروحها المعذبة قبل ان تمتد يديها المرتعشتين الفرحتين لتطالع كلمات الحبيب , لقد كانت تلك الانسانة المحبة تبادل حبيبها نفس الشعور ان لم يكن اكثر.
وكانت هي ترى ذلك اليوم الذي تجتمع فيه بحبيبها ,كانت تحضر له فتشعر بضربات قلبها تتسارع بين اضلعها فلا تتمالك نفسها من فرط السعادة, كانت تنتظر ذلك اليوم ولكن انتظارها لم يصل بعد لحد الايمان ,كانت تشعر بذلك النوع من السعادة حين تتخيل يوم اللقاء ولكنها لم تجرؤ على تخيله بشكل أكثر واقعية.
لعلها شعرت بأن ذلك الحلم لن يتحقق فالسعادة لم تكن من نصيبهما.
وكان جبران يصور أميرته في مخيلته ملاكا عذبا يتراقص بين أكوام الغيوم المتفرقة والتي يراها حين يرفع بصره للفضاء في نهار صحو, بل انه شعر بها كنسمة رقيقة تداعب أوصاله,ولم تكن مخيلة جبران بأضيق حدودا من مخيلة حبيبته.
وبالرغم من كل هذا الحب الصادق والمشاعر المتقدة والقلوب النتظرة, بالرغم من كل هذه الاوراق والعذاب المستديم وكل هذا الغضب المتأجج في الصدور ,لم يكن هذين المحبين سوى ضحيتين من ضحايا الحب ,ببساطة(هذا ما كانا عليه).
لم يكونا أقوى منه ولم يستطيعا هزيمته فظلا طوال عمرهما يحملان بين أصابعهما قلمين منهكين وأخذا يجوبا البقاع بحثا عن الحب الضائع الحزين.
فماتا وهما يحملان حبهما معهما, حبهما الصامد الجبار الذي استطاع رغم كل شيء ان يهزم جبروت الواقع بصدقه واخلاصه.
عندها دفن أصدق حب مع أصدق حبيبين.[/frame]
|