فكرت كثيراً حول ما أكتب
ما يجب وما أريد
هي مواضيع كثيرة تدور في خلدي
بعضها يصلح للنقاش العام والبعض الآخر لا يصلح إلا في الجلسات الخاصة
ليست تجارب من حياتي بقدر ما هي أمور أراها أمام عيني
ولكن للأسف لا أستطيع أن أغير بها شيئاً
وقد أتبع بها أضعف الإيمان وهو الإنكار بالقلب
إن لم أستطع إنكارها باللسان
النقطة الأولى............
ملابس بناتنا هداهن الله في المناسبات اللاتي يحضرنها
ما عادت بعض الفتيات كالسابق يحتفظن بحشمتهن وملابسهن الضافية
بل بالعكس بدأن بتقليد الآخرين والتسابق فيما بينهن
من ترتدي أغرب الملابس وأكثرها كشفاً للجسد
دُعيت قبل فترة لحفلة نسائية خاصة (( حفلة تخرج ))
ولا أخفيكم أنني لا أحضر الكثير من المناسبات لذا هالني بعض ما رأيت
ورغم أني مواكبة للموضة ومتابعة لما يستجد بها
ولكن لم أتصور أن ينحدر ذوق فتياتنا هكذا
فبعض الملابس التي يرتدينها تكشف أكثر مما تستر
عافانا الله
والمشكلة أنها حين تريد الخروج من البيت لأي مكان كان
تراها سوداء لا يظهر منها شيء
ما دمتِ تحافظين على حشمتك هكذا ولا تريدين أن يظهر منك شيء أمام أحد وأنت خارجة
فلم هذا العري هنا
ولا تقلن لي أنها أمام نساء
فبعض اللباس لا يصلح والله إلا أمام الزوج فكيف ترتدينه في مكان عام كهذا
ثم أين أمها وأين وليها من أب وأخ وزوج وهي تشتري مثل هذه الملابس
كيف لم يسألها أين ستلبسها ولمن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعلم أن الكثير من بنات جنسي سيعارضنني وستقلن كما قال لي غيرهن
{{ عجوز البنات الناس تطورت وأنتي لا زلتي تريدين الكم الطويل
والفستان الطويل }}
ما بالها الحشمة أصبحت عند البعض جهل وتخلف وعدم مواكبةٍ للموضة
شيء يحز بالنفس حين نرى فتياتنا ما بين الثالثة عشر والثلاثين
لا نفرق بينهن باللباس والمكياج وأصباغ الشعر وحف الحواجب
أين براءة الأطفال وأين جمال الشابة المراهقة والمرأة الناضجة
التي عدَّت مراحل الطفولة والمراهقة ودخلت سن النضج
والتي يُعتمد عليها أن تكون قدوة لهؤلاء الفتيات
أصبحت مثلهن وهن أصبحن يحاولن الوصول لمرحلتها
أمورٌ لله بها شأن
ولا نقول إلا حفظ الله بناتنا وبنات المسلمين بحفظه
وحماهن من كل من يريد بهن سوءًا
النقطة الثانية.............
أين أنتِ من أبناؤك؟؟؟
وأين أنتَ من بيتك؟؟؟
قال صلى الله عليه وسلم: {{ ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسئول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته }}
من هذا الحديث الشريف نسلط الضوء على بعض السلوكيات التي نراها في مجتمعنا
وأنا هنا لا أعمم ولكن أضع بين أيديكم بعض المواقف التي مرت علي في حياتي العملية
بحكم عملي في مدرسة ثانوية للبنات
*أين أنتِ من ابنتك المراهقة وهي تتغير أمام عينيك!!!!!!!!!!!
يتغير سلوكها وتصرفاتها دون أن تشعري ودون أن تنتبهي لما يحدث لها
*أين أنتِ وابنتك تغلق على نفسها الباب وتتحدث لساعات في الجوال دون أن تعرفي مع من
أو تجلس على النت دون أن تعرفي ماذا تشاهد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*أين أنتِ وابنتك تخرج مع رفيقات السوء ويعلِّمْنَها سلوكاً لم تتربى عليه في منزلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا تنتبهين حتى تقع المشكلة التي ربما ليس لها حل
وحينها تبدئين بالبحث عن شخص تُحملينه مسؤولية ما حدث
دون أن تبحثي عن السبب الذي أدى لذلك
*أين أنتِ والمدرسة تبلغك أن ابنتك التي أوصلها والدها صباحاً أو أوصلتِها أنتِ أو السائق إلى المدرسة
متغيبة ولم تحضر
كيف لم تشكي بسلوكها والمتغيرات التي صاحبت ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*أين أنتِ وابنك الصغير في المرحلة الابتدائية أو ابنك المراهق يشرب السجائر دون أن تعرفي؟؟؟؟؟
*أين أنتِ وابنك المراهق يسير مع رفاق السوء إلى الهاوية دون أن تشعري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*أين أنتِ وأبناؤك يذهبون للمرافق العامة مع الخدم والسُوّاق وأنت لاهية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*أين أنتِ وبيتك وكر للفساد والرذيلة على يد الخدم وأنت لا تعلمين
ألست راعية في بيت زوجك ومسؤولة عن رعيتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا لا أعمم فهناك نساءٌ كُثُر فيهن خير ونِعْمَ الراعيات لبيوت بعولتهن
ولكن الخير يخص والشر يعم
ولن يكون الأمر منصفاً أبداً إذا حمَّلنا المرأة فقط جل المسؤولية
وأخلينا الرجل منها
*أين أنتَ من بيتك وأبنائك وأنت تراهم يكبرون أمام عينيك عاما بعد عام
دون أن تلاحظ عليهم التغيرات المختلفة التي تشوب سلوكهم
الذي يفترض ألا يكون هكذا!!!!!!!!!!
فقد نشئوا في بيئة أنت نشأت بها ولكن أنت كان هناك من وجهك للسلوك القويم
وأبناؤك لم يجدوا من يوجههم
*أين كنت وهم بحاجة لرجل في حياتهم يعلمهم كيف يواجهون الحياة
ويحلون المشاكل التي تواجههم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*أين أنت وهم يسيرون في الطريق الخطأ ولا يجدون من يُقوِّمهم ويدلهم على الصواب؟؟؟؟؟؟؟؟
*هل بات البيت بالنسبة لك فندق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تأتي لتأكل وتشرب وتبدل ملابسك وتنام
دون أن يكون عندك أي إحساس بالمسؤولية تجاه من فيه
*هل باتت مهمتك الوحيدة في الدنيا أن تجلب المال لإعالتهم دون تحمل أدنى مسؤولية عنهم!!!!!!!!
*هل باتت مهمتك الوحيدة أن تنجب الأطفال دون أن تشارك في تنشئتهم!!!!!!!!!!
ومن أجل شجرةٍ لا تموت!!!!!!!!!
*لما هذا التهاون بتحمل المسؤولية وكأنها لا تعنيك أبداً!!!!!!!!!!
ألست راعٍ ومسؤولٌ عن رعيتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهنا أيضا أنا لا أعمم ولكن يبقى السواد الأعظم من الرجال في هذا الوقت
يلقون بكامل المسؤولية على الأم بحكم أنها هي من يفترض أن تتحمل مسؤوليتهم اليومية
وإذا احتاج الأمر لتدخل الوالد تبلغه بذلك
أمور لله بها شأن
نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين
وأن يهدينا إلى سواء السبيل
هي أسئلة حملتها في جعبتي طويلاً
أصدقكم القول حاولت كثيراً أن أبحث لها عن إجابة ولكنني لم أجد
ولا زلت أأمل أن هذه السلوكيات رغم سوئها إلا أنها تظل سلوكيات فردية
لا ترقى لأن تكون ظاهرة تعم جل المجتمع
ولكن ما بدأ سلوكاً فردياً لا يستبعد أن يتحول مستقبلاً لظاهرة
إن لم نتدارك الأمر قبل استفحاله وقبل أن يصعب علينا التخلص منه
حمانا الله وإياكم وسترنا في الدنيا والآخرة
دمتم بحفظ الله ورعايته