08-03-11, 11:59 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
كتب المسرح والدراسات المسرحية
سعد الله وهبة , سكة السلامة , مسرحية
بسم الله الرحمن الرحيم
سعد الله وهبة , سكة السلامة , مسرحية
يقول ( سعد الدين وهبة ) عن نكسة 67 ، إنها ألقت بظلال كئيبة علينا ( وأنا بدوري لم أغادر المكتب طوال هذه المدة - يقصد مدة الحرب – فكنت أنام فيه ، وحتى يوم 9 يونيه ، وبعد أن ألقي ( جمال عبد الناصر ) خطاب التنحي ، ومع الجموع الحاشدة من الجماهير ، التي توافدت من كل مكان ، تطالب عبد الناصر بالعودة ، وعدم الاستسلام للهزيمة ، قمت بكتابة منشور ذكرني بمنشورات قبل الثورة ، قلت فيه لأول مرة " نقول لك لا ، فنحن تعودنا أن نقول نعم " وطبعت منه حوالي ثلاثة ملايين نسخة مع أعداد كبيرة من صور عبد الناصر ، وكلمات موجهة إلى الجماهير ، وفي المنطقة المحيطة بمجلس الشعب ووسط المدينة – تقريبا – زحف الشعب علي مجلس الأمة ، يطالبه بالعودة ، وحدث لي في هذه الأثناء بعد هزيمة يونيه ، ما يشبه الغصة النفسية الشديدة ، فلزمت البيت ، وبدأت أكتب مسرحية ( المسامير ) والتي تنتهي بمقولة ( فاطمة ) زوجة الفلاح ( عبد الله ) – وعبد الله هو رمز عبد الناصر – " أضرب يا عبد الله ، قوم يا عبد الله ، اضرب يا عبد الله " والمسرحية تقول ببساطة : لا حل إلا القوة ، تلك المقولة التي قالها عبد الناصر بعد ذلك : إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
لقد استمد ( سعد الدين وهبة ) مادة هذه المسرحية من حادثتين جاء ذكرهما في كتاب ثورة 1919 لعبد الرحمن الرافعي : الأولي حين فرض جنود الاحتلال الإنجليزي علي بعض القري المصرية تقديم عدد من الفلاحين لجلدهم يوميا يهدف الانتقام وقمع الثورة ، والثانية : حين قبضوا علي بعض الأهالي ودفنوهم في الأرض حتى أنصاف أجسادهم بحجة محاكمتهم ، ثم قتلوهم ، وهم علي تلك الحالة رميا بالرصاص ، والمسرحية تتناول جوانب الصراع الذي دار بين الفلاحين وقوات الاحتلال أثناء تلك الفترة
لقد وصف ( سعد الدين وهبة ) – علي لسان أحد أبطال المسرحية – جنود الاحتلال بأنهم كانوا مسامير تغطي أرضنا ، وتدمي أقدامنا ، والمسرحية تقول ( أنه فضلا عن مسامير المحتلين ، فان هناك مسامير أخري يمكن أن تعرقل سيرنا ، إنها جبن الخائفين ساعة النضال ، وخشية أصحاب الأموال علي أموالهم ) والمسرحية – مثل بقية أعماله – تقف مع الفلاحين المعدمين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حريتهم ، تماما كما وقفوا ضد الإسرائيليين في مسرحية المحروسة 2015 . إن روح المقاومة هي الروح التي يؤكد الكاتب عليها ، ويدعمها لأن فيها خلاص الأمم ، وبها يستطيعون نيل حريتهم المسلوبة .
استطاع ( سعد الدين وهبة )أن يعبر عن هموم الوطن و هموم الثورة المحاصرة في واقعنا المعاصر ، وكانت رؤيته لهذا الواقع تنبع من إيمان كامل بقدرة الإنسان البسيط علي الفعل ..
مسرحية ممنوعة :
وتطويرا لأسلوب الفنتازيا الذي لمسناه في بعض مسرحياته مثل ( بير السلم ) و ( يا سلام سلم الحيطة بتتكلم ) جاءت مسرحية ( الأستاذ) التي منعتها الرقابة ذات يوم ، ولم تعرض علي خشبة المسرح حتى الآن وفي المسرحية نري أهل المدينة ، وقد أصابتهم حالة مرضية غريبة مؤداها أنهم أصيبوا جميعا بالصمم التام ، فكانوا يتكلمون ولا يسمعون ، الأمر الذي جعل ملكة البلاد تستعين بأستاذ متخصص للبحث عن وسيلة تواجه بها هذه الحالة ، لكن الأستاذ لا يستطيع أن يفعل شيئا ، بكل ما يملكه من علم ، إلا أم يقلب الوضع ، بحيث يُشفي الناس من حالة الصمم ، ولكنهم يصابون بحالة أخري ، هي البكم ، أي يسمعون ولكن لا يتكلمون ، وتتصاعد الأزمة ، ويبدأ ( الأستاذ) العلاج من جديد ، وفي معمله يتوصل إلى علاج يأتي بنتيجة غريبة ، إذ نري فريقا يسمعون ولا يتكلمون ، وفريقا آخر يتكلمون ولا يسمعون!! وينشأ – بالطبع – الصراع بين الفريقين، ذلك الصراع الذي يفجر المأساة الكاملة . إن المسرحية – علي النحو الذي جاءت عليه – تطرح فكرة التواصل بين البشر في كل زمان ومكان ، التواصل بين البشر ، مع بعضهم البعض ، ومع السلطة .. فلابد – في النهاية – أن نسمع جيدا ، ونتكلم جيدا أيضا ..
إن ( سعد الدين وهبة ) استطاع - في مسرحه - التعبير عن هموم هذا الوطن / هموم الثورة المحاصرة في واقعنا المعاصر ، وكانت رؤيته لهذا الواقع تنبع من إيمان كامل بقدرة الإنسان البسيط علي الفعل ، مهما كان حجم الضغط الذي يقع عليه ، سواء كان نفسيا ، أو اجتماعيا ، أو سياسيا ، أو اقتصاديا .
للتحميل من هنا
منقول
قراءة ممتعة
|
|
|