°·.¸.•°°·.¸.•°» واحة الأسرار - روايه من تأليفي ^-^ «°·.¸.•°°·.¸.•°غير ممكتمله

لمْ يكن هروب "بنغلي " سهلاً أبداً .. فالنيران قد عمت المكان ..

أتجه "بنغلي" نحو الغابة .. فالأهالي لمن المستحيل أن يبحثو عنها ليلاً في ذلك الوقت والمكان ..

أستوقفته الأميرة بقولها :

" هييييييييييييي .. أنتظر !! .. لمْ تعرفني بنفسك ؟! "

" أنا أدعى "بنغلي" .. لقد عملت لدى والدك .. ولكن بالسر "

" بالسر .. ولكن لماذا ؟! "

"أنا من سكان القرية .. وقد أتخذني والدك لجلب أخبار أهاليها .. فهو قد تعمد أن أكون من أحد أفرادها.. كي لا يحس أحداً بذلك ..ثم أنني قيد ثقة الآخرين .. ولا أحد يملك ذرة شك نحوي .. فالكل يحبني .. ويقدرني "

" أذن .. لمَ فعلت ذلك .. وغدرت بهم .. !! "

امسك بنغلي اعصابه لكنه مالبث ان زمجر فيها قائلاً :

"لا تقولي غدرت .. فأنا لمْ أغدر بأحد .. أنا أقوم بعملي فقط .. ثم لا تنسي بأنني الآن قد غامرت بنفسي وأتيت لإنقاذك "

"أنا أشكرك لقيامك بذلك .. ثم حتى لو لمْ تنقذني .. فأهالي قريتي قادمون لأنقاذي "

بدا يقهقه لقولها البريء فقال لها ساخراً :

"يالكِ من مسكينة .. أهالي القرية قادمون لأنقاذك !!!!ماأعرفه أنهم قامون لقتلك .. وليس أنقاذك !! "

" مالذي تقوله ؟!!انتَ كاذب .. وأنا لا أصدقك ..!!فأهالي القرية طيبون ..نعم طيبون , ثم حتى لو لمْ يأتون أهالي قريتي .. فأن جون مستعد للتضحية من أجلي .. لكن يبدو أنه لا علم له بما يحدث لي ..!! "

قال بسخريه :

" ومن يكون "جون" هذا !! "

"أنه إحدى رجال أبي .. وهو شخص طيب جداً ... لطالما كان يأخذني في نزه .. بينما أبي كان يرفض ذلك "

القى اليها بنظرة ماكره فقال :

"هيييييييييييي .. دعينا من ذلك .. وناوليني خاتمك !! "

" خاتمي !! "

" نعم خاتمك "

أمسكت الاميرة بخاتمها خائفه فقالت :

"وماخصك بخاتمي !! "

"اسمعي .. أهالي القرية قادمون بالشر .. وصدقيني سيقلبون الدنيا وسيجدونك .. وعندها سيكون مصيرك هو مصير والدك وعندما آخذ الخاتم لن يكتشف أمرك اطلاقاً .. فهم لا يعرفون كيف يكون شكلك .. عندها لمن المستحيل أن يجدوك ..صدقيني .. عندما تعطيني الخاتم .. ستواجهين حياة جديدة .. وعندما تحتفظين به ستفقدين الحياة .. وتفقدين الخاتم معها .. والآن ماهو رأيك ..؟! "

أرتبكت كثيرا واحتارت اكثر فقالت :

"لا أعرف ..حسناً .. أسمع .. سأعطيك الخاتم لكن بشرط ؟! أن تعطيني عهداً بأنك ستعيدة إلي في حال هدوء الأمور "

قال بفرح وانتصار وخبث قد الم بكل الخصلتين :

"حسناً حسناً .. أنا أعدك بذلك .. والآن أعطيني أياه "

رضخت جوليان للأمر الواقع وسلمت أمرها لـ"بنغلي " .. مع أنها لمْ تثق به أطلاقاً ..

لكن ما قاله كان مقنع كثيراً ..

أتجهت إلى الغابة مع "بنغلي" وعقلها شارد .. تحاول تجميع خيوطه دون جدوى ..

فالأمر مدهش .. ثمَ هناك أمور غامضه بدت بالظهور ..عقلها يكاد أن ينفجر ..

قطعت لحظة الصمت بينهما بقولها :

"هيييييييييييييييييي .. هل لي بسؤال ؟!"

" ماذا هناك ..!! "



" كيف قتل والدي ..؟! "



"في الحقيقة أنا لا أعلم بالضبط كيف قتل .. ولكنْ ما سمعته أن "الملك هامبر" ذلك اللعين .. قد أستدعاه عنده في قصره .. وسيدي"الملك جاكلي"..طبعاً ذهب هناك مع رجاله .. وفور وصوله هناك .. حاول "الملك هامبر" قتل والدك .. وبالفعل نال ما أراده .. أما رجال أبيك !! .. فالجميع يقول بأنهم هربوا .. والآخرون يقولون بأنهم قتلوا .. لكن!! .. صدقيني الحقيقة ستظهر مع الأيام .. وسوف يتضح لنا كل شيء "



امسكت بيديها مغتاضة واردفت :


" ذلك ال**************** .. كيف فعل ذلك .. أنا لن أسكت .. صدقني سآخذ بحق أبي "


ضحك فقال ساخرا :



" أنتِ فتاة .. لن تستطيعي ذلك "


" مايزيد غيضي .... هو أنني فتاة .. لكني !! .. لنْ أكترث لذلك .. وأصول الحرب سأتعلمها .. وعندها سآخذ بثأري"


أكملت "جوليان" مسيرتها مع ذلك الجبان "بنغلي" .. كان الظلام قد ساد المكان ..

وأصوات الذئاب قد عمت المكان .. والخوف قد تسلل إلى قلبيهما ....

عندها لمْ يستطع الاكمال فتوقف فوراً وأشعل النار ..

جلست جوليان بجوار "بنغلي" حول تلك النار .. خوفاً من تلك الذئاب الجائعة ..

وبدأا يدردشان قليلاً .. لتضييع الوقت .. فالنوم قد فارق أعينهما ..نظراً لما واجهاه في هذا اليوم الشاق ..

قالت لها بحيره :

" ماذا ستفعل بالخاتم ؟! "



" لا تقلقي سيكون بأمان .. فقد أخبرتك بأن أهالي القرية يثقون بي ثقة عمياء .. ولن يشك احدهم ابداً بأن الخاتم قدْ يكون بحوزتي "



" ويبدوا أنني أنا أيضاً وثقت بك تلك الثقة العمياء ..فماذا لوظهر رجال أبي والخاتم معك .. عندها سأفقد كل شيء .. وملكيتي سوف تضيع "



" هيييييييييي ..مابك !! .. لا .. تقلقي .. ثمَ أن رجال أبيك قتلوا .."



" وماأدراك .. ألمْ تقل بأن الجميع يقول بأنهم هربوا وتركوا والدي يواجه مصيره .. "


" قلتْ .. ولكن هذا ليس بالخبر الأكيد .."



"هيييييييي .. هل سمعت شيئاً ..!!! "


" ماذا !! "


" لا أعلم لكني سمعت صوتا ً غريباً .. !! "


" أينْ ..؟! "


"لا أعلمْ .. هيييييي هل سمعت ..!! "


"هيييي مهلاً .. الصوت قادم من هناك .. لا تتحركي .. سوف أذهب لأستكشاف الأمر .. "


أتجه بنغلي إلى تلك الاشجار .. ليرى ماذا كان ذلك الصوت ..


فالصوت بات قريباً جداً .. حاول الأقتراب قليلاً قليلاً .. لمفاجأة ذلك الصوت ..

وعندما أقترب كثيراً من تلك الأشجار .. بدأ بالدخول بها قليلاً قليلاً ..

" هييييييييي "

جوليان بقلق :

"ماذا كان ذلك ؟! "

اجاب بنغلي :

"ههههههههه .. أنه شخص نائم .. لا أعلم من يكون !!..

هييييييييي أنت ... أستيقظ .. هيا أستيقظ .. "


"مهلاً .. أنا قادمة لأرى .."

" يألهي .. يبدوا أن نومه عميق .. فكل هذا الضجيج ولمْ يستيقظ .. "

بنـــغلي :

" هييييييي أنت .. هيا أستيقظ .."

استيقظ المجهول فقال ذاعرا :

"امممممممممممم .. اوووووة .. من انتم؟ .. وماذا تريدون؟ "

اجاب بنـــغلي :

"نحن من يسأل .. وكيف تنام هكذا أيها الأحمق .."

اجاب المجهول بغضب :

" أنت الاحمق وليس أنا .. ثمَ .. ماشأنك بي .. "

" من تكون ؟ "

اجاب المجهول :

" أنا أدعى "لوكاس" .. لقد أتيت من رحلة دراسية في بريطانيا ... "

اجاب بنغلي :

" هذا رائع ..وأنا أدعى "بنغلي" .. وهذه .. هذه "جوانـــا" .. انها .. أنها .. أنها زوجتي .."

جوليان بنظرات حارقة :

"ماذا !! "

قال لوكاس "

"وماذا تفعلان بوقت كهذا في هذا الظلام الحالك ..؟! "

اجابته الاميره بقولها :

"في الحقيقة نحن أردنا قرية "الملك هامبر" هلا أرشدتنا أليها .. "

ضحك قليلا ثم اجاب :

" أنا في الحقيقة لا أعرف طريقي كي أرشدكم طريقكم .. "

تدخل بنغلي كعادته قائلا :

" أن كنت لا تعرف طريقك ..أذنْ مالذي أتى بك ألى هنا أيها الغبي ..!!"

اجاب الغريب بغضب :

"لا تنعتني بالغبي .. فأنا لست بغبي .. ثم أنني أعرف طريقي جيداً .. ولكن واجهتني عاصفة قوية جداً .. بعدها فقدت كل شيء ..حقائبي .. طريقي .. خريطتي .. كل شيء ضاع .. وأنا الآن في صدد البحث عن حقيبتي فهي كل ماأملك .. "

قال بنغلي وعيناه تتلألأن :

"وهل تحتوي على مال ؟! .."

اجابه لوكاس ببرود :

"كلا .. أنما تحتوي على أشياءاً أغلى من المال بكثير .. "

"ذهب !! .. أوووه صدقني سأساعدك في البحث عنها .. ولكن طبعاً لي نصيب منها أليس كذلك .."

"هيييي مابك .. أنا لمْ أقل بأنها تحتوي على ذهب .. لكن صدقني ما تحويه أغلى وأكنز من الذهب والمال ! "

" ماذا لقد أهلكتني !!"

التفت لوكاس الى بنغلي والقى اليه بنظره م راسه لأخمص قدميه , ثم قال :

" كتب .. "

حدقت جوليان فيه مندهشه :

" كتب !! .. "

ضحك بنغلي وقال :

" هل قلت كتب .. يالك من أحمق .. ظننت أن هناك مالاً أو ذهباً .. وفي الآخر تقول كتب !! .. حقاً أنك أحمق .. فأنت تهدر وقتك في البحث عن اوراقاً قد أكلتها العاصفة "

اجابه لوكاس بحده وقوة :

" هيييييه أنتبه لكلامك لو سمحت .. وحسن الفاظك .. فكل شخص حر بطباعه .. فإن كنت قد أغليت المال والذهب فأنت حر .. أما أنا فما يهمني هو العلم فقط .. فهو ثروة هذه الحياة .. لكنكم للأسف لا تعلمون "

ذهلت جوليان بطريقته في الحديث وحدود تفكيره فقالت :

" وااااااو .. يالك من مثقف .. فكم تمنيت أن أتحدث مع شخص يتحلى بهذه الطباع النادرة .. "

"أشكركِ سيدتي .. وأتمنى أن تعلمي زوجك .. أسلوب الحديث جيداً .. فهو يفتقر لذلك .. "

"أين وجهتك !! "

"في الحقيقة .. أنا أردت قرية "الملك جاكلي" .. فوالدي هناك .. لكني كما أخبرتك لقد أضعت طريقي .. ولكنْ !! .. يبدوا أنني محظوظ ..فتلك الشجرة أعادت لي طريقي أتعلمين !! لقد مر يوم كامل وأنا جالس بجوارها "

احتارت جوليان معه فقالت مستمتعه بحديثه معه :

"لماذا ؟ "

"لقد أعادت لي ذكريات طفولتي الرائعة .. حيث انني عشتها هناك .. آه ياله من زمن .. "

"طفولة !! .. وهل عشت طفولتك في قرية "الملك جاكلي" .. ؟ "

"نعم .. أنها قريتي .. !! "