لأن الذي اكتشفته بعد لأي أن الاستمرار في العلاقة مع الدغل الموجود في القلب لا يشفي هذا الدغل، وإنما يظل هذا الدغل مثل العفن. أتعلمون كيف يصير الخبز عندما يتعفن وينمو فيه العفن؟؟
فالعفن الموجود في العلاقة ينمو ويتكاثر؛ فلذلك نصيحتي لكم: تصافــــــوا.
تصافوا.. وعيشوا في صفاء.. فنحن علاقتنا لله، ليست من أجل نقود ولا من أجل مصالح. وعليه؛ فلا ينبغي أن يكون هدفك من العلاقة أن تتزوج أخت صاحبك ولا أن تتحصل منه على المال، لهذا لا تبنوا علاقتكم على ماديات ولا على تجارة، بل اجعلوها علاقة في الله ولله، وشيّدوها على الصفاء لتكون علاقة نظيفة جدًا.. وطاهرة جدًا.. وسامية جدًا.. وبعيدة عن أهواء النفوس وزلاتها.
تصافوا قبل أن ندخل سوياً موسم العمل
تصافوا قبل أن نشمر سوياً عن سواعد الجد
تصافوا حتى يشد بعضنا من أزر بعض
تصافوا فإن قلوبنا بحاجة إلى الحب
بحاجة إلى الهدوء
تصافى أخي معي فإن قلبي يحتاج لقلبك
فإن يدي تريدك أن تأخذ بها إلى طريق الهداية
تصافوا فوالله لقد أتعبتا المسافات التي صنعناها بيننا نحن الأخوة
تصافوا فإنما نحن أخوة
تصافوا حتى يغفر الله لكم
وإذا كنت أدعوكم للتصافي بينكم وبين بعض، فالنصيحة الأخيرة هي:
الصفاء مع الله
نقِّ علاقتك مع الله أولاً بأول بالتوبة الصادقة وإن شقت، وإياك أن تحاول خداع الله بأن تقول بلسانك: "تبت" وهو يرى أنك لست بتائب، بل قلها من قلبك ولا تخادع، وكن صادقًا دومًا معه سبحانه وتعالى.
وكثيرًا ما قلت إن شريعة الإسلام لا تطالبنا أن نكون ملائكة (لا نخطئ). فــ: "كل ابن آدم خطاء" صحيح الترغيب-3139و"ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب" السلسلة الصحيحة_2276 و"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم" رواه مسلم_2749.
الشريعة تقول هذا، وتخبرك بأنك سوف تذنب، لكنها وضعت لك المخرج كما في حديث آدم عليه السلام؛ فإنه لما اقترف الخطيئة صار يجري في الجنة،لا يعرف أين يذهب، فأخذت نخلة برأسه، فقال له الله عز وجلّ: " يا آدم؛ أمِنّي تفرّ؟!"، قال:"لا يا رب؛ لكني أستحييك يا رب"فقال الله: "وإن العبد ليستحيي من ربه إذا أخطأ، ولكنه يعلم أين المخرج". والمخرج في التوبة والاستغفار: {فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَـلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَـيْهِِ} البقرة: آية_37 والكلمات هي: {رَبَّنَا ظَلَمْنَاأَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَالْخَاسِرِينَ} الأعراف:آية_23.
فإذا أخطأت فتب.. ولكن لا تكن توبتك كما يفعل العوام؛ فالواحد من هؤلاء عندما تقول له: "تب"، يقول لك: "تبت إلى الله". والأمر ليس هكذا. وإنما أريدك أن تتوب بصدق، وذلك بأن تعرف ذنبك وتعاهد الله على عدم العودة إليه مرة أخرى، ويرى الله من قلبك أنك نادم وعازم. (نسأل الله لنا ولكم العافية)
فنصيحة : الصفاء
منقول