19-01-11, 06:34 AM
|
المشاركة رقم: 2
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
بياض الصبح
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
على كرسي متحرك يقوم زوجها بنقلها من غرفتها الخاصة الموجودة بقسم الولادة
إلى الغرفة الخاصة بالمواليد الجدد و خصوصا المواليد " الخدج "
بعد اصرارها و الحاحها المستمر منذ أن فاقت من البنج و هي منحنية على نفسها
و دموعها تنهمر و لم تجف منذ الأمس بعد افاقتها و تبشير الممرضة لها بأنها رزقت
بطفل " صبي " ,, و لسانها لم و لن يكف عن شكر الله و حمده
و زوجها الذي تأثر كثيرا من حالتها و يحاول تهدئتها ببعض العبارات من أجل صحتها
و لكنها مازالت غير مصدقة أنها أخيرا أصبحت " أمـــــــا " .....
و كلما قصرت المسافة بين الغرفتين كلما ازدادت نبضات قلبها و ازدادت دموعها في
الانهمار و لسانها بالشكر و الحمد لله عزوجل و الدعاء بأن يحفظ لها هذا الصغير الذي
لم تراه بعد .....
و عند وصولها لغرفة الأطفال "الخدج "ثم توجه زوجها عند أحد الحضانات التي تحمي
بداخلها الأطفال الصغار جدا ,بمجرد توقف زوجها للكرسي و روؤيتها لذلك الطفل الصغير
جدا الذي لا يتعدى حجمه الشبرين و لونه المائل للاحمرار من خلف زجاج الحضانة .....
أحست بإحساس عظيم و عذب و رقيق و نقي لأول مره بحياتها ,الذي ايقنت بقرارة نفسها
أنه إحساس "الأمومة "الذي كانت تسمع عنه الكثير من أخواتها و قريباتها و صديقاتها ,
بالمقابل أحس ذلك "الصغير " الذي لم يتجاوز عمره اليوم بــ " أمه "و فتح عينيه
الصغيرتين و وجه نظراته البريئة إلى "أمه "و كيف لا يشعر بها و هو من أستوطن أحشائها
شهورا طويلة و كانت له ملاذا آمانا ,كيف لا يشعر بها و هي التي تعبت به شهورا طويلة ,
و هي التي أضناها الشوق لروؤيته و روؤية عينيه , فما بخل هذا "الصغير "على "أمه "
بنظراته البريئة أبدا .....
أما هي عندما رأت نظراته موجهه نحوها انخرطت في بكاء موجع موجع حتى النخاع و لسانها
لم يكف عن شكر الله و حمده على هذه النعمة العظيمة ,بكائها كان مؤلم لدرجة كبيرة فزوجها
لم يتحمل البقاء بالغرفة فخرج ينتظرها خارجا ,أما الممرضات اللاتي ينتشرن على الحضانات
الآخرى تأثرن كثيرا لحالتها , منهن من غرقت عيونها بالدموع و منهن من انهمرت دموعها
فالموقف كان عظيم و موجع و مؤلم جدا .....
بكائها طال و نحيبها و شهقاتها لم تهدأ حتى قامت أحدى الممرضات بتهدئتها و اعطائها كوب من
الماء ,هدأت قليلا و لكن شهقاتها ما زالت تخرج متفرقة عن بعضها بثوان من أعماق روحها
المشتاقة لهذا " الصغير " , أمعنت النظر لذلك " الصغير " مطولا لا تعلم كم من
الثوان أو الدقائق أو حتى الساعات ,حتى أغمضت عينيها ليمر بها شريط الذكريات .....
==============================
==============================
ساره : ماما أنا متى يصير عندي بيبي صغيرون و حلو مثل"طلول "ولد فاطمة (بنت خالتها )
أم ساره : يا قلبي أنتي إن شاء الله إذا كبرتي و صرتي عروس حلوه يصير عندج بيبي صغيرون
و حلو مثل " طلول "
ساره رفعت يديها و بكل برائة دعت : يا رب يا رب أكبر بسرعة و أصير عروسة عشان
يصير عندي بيبي حلو مثل " طلول " .....
==============================
==============================
يالله يا "ساره "دورج شنو أكثثر شيء تتمنينا يتحقق لج بالحياة أو بالأصح شنو حلمج بالحياة
ترددت كثيرا و اكتسى وجهها اللون الأحمر خجلا و لكنها تكلمت فهذا هو حلمها بالحياة إذا لماذا
تخجل منه و هو ليس بالمخجل أبداً .....
ساره : أبلة أنا أتمنى أني أصير"أم "و لو لطفل واحد بس انا راضية المهم أصير "أم "
تعالت الضحكات من زميلاتها بالصف فكل واحدة تمنت حلما يناسب عمرها المراهق إلا هي ,
فزدادت خجلا مما نطقت به و استرسلت , فأبتسمت المعلمة بوجهها ابتسامة حنونة مشجعة
لتزيل عنها الاحراج و الخجل .....
==============================
==============================
خلود : الحمد الله يارب الحمد الله يارب اللي خلصنا الامتحانات و الثانوية على خير و اخيرا
افتكينا من هم الدراسة .
ساره : أي و الله يا خلود الحمد الله اللي خلصنا عشان اتزوج وأجيب عيال و أصير " أم "
قالتها بكل هدوء و شوق و هي ترمش بعينيها .
خلود : و الله أنج فله يعني هذا بس اللي هامج العيال باجر لا جو قمتي تدعين عليهم من همهم
و غثاهم .
ساره : لا و الله أني بحطهم بعيوني و اسكر عليهم بالله خلوده أحد يحصله هالنعمة و يتبطر عليها
ما أقول إلا الله يرزقني بالذرية الصالحة يارب .
===============================
===============================
تجلس على الكنبة و رأسها منحني للأسفل خجلا و نظراتها لا تتعدى أرضية الغرفة و بجوارها الرجل
الذي أصبح زوجها و هي تشكر الله في سرها , لان جزء من حلمها تحقق أخيرا .....
أحمد : مبروك يا ساره .
ساره و بكل خجل : الله يبارك بعمرك .
أحمد : الله يقدرني و اسعدج بكل أيامج معاي و ما أقصر معاج أبدا و أي شيء بنفسج قوليه و لا
تترددين ترى أنا اللحين زوجج و المسئول عنج .
ساره بنفسها " أكيد انك بتسعدني لاني راح أصير أم بسببك " : إن شاء الله و يقدرني و
أسعدك أنا بعد يا رب .
أحمد : أحم أحم أنا سمعت من خواتي أنه عندج حلم و حيد و غريب بالحياة ممكن تقولينه لي .
ساره ابتسمت بخجل و بصوت يكاد يسمع : أني أصير " أم " .
================================
================================
أحمد : يا ساره خلي أملج بالله كبير هو القادر وحده أنه يرزقنا مثل ما رزق غيرنا .
ساره و بكل حزن : لمتى يا أحمد و الله تعبت من المراجعات و كلام الدكاترة اللي ما تغير من
عشر سنين ,انتو ما فيكم أي سبب يمنع الانجاب بس الأمر كله بيد الله وحده , قولي لمتى يا أحمد .
أحمد : يا ساره يا قلبي أنتي يعني صبرتي كل هالسنين لا تخربين صبرج بالقنوط من رحمة الله
و لا تسمعين القيل و القال و خلي أملج كبير بالله .
ساره : و النعم بالله والنعم بالله .
================================
================================
ترددت جملة الدكتورة في مسمعها عدت مرات حتى ظنت أنها تكلم مريضة آخرى , و للتأكد
سألتها مره أخرى .....
ساره : دكتورة أنتي تكلميني أنا و لا أحد غيري .
الدكتورة ابتسمت : ليش يا ساره في أحد غيرج بالغرفة إلا أنا و زوجج أنا قاعدة أكلمج أنتي
"مبرووووك يا ساره أنتي حامل "
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
..........أنتي حامل
================================
================================
رجعت لأرض الواقع و فتحت عينيها بعد أن شعرت بيد زوجها على كتفها ,وهو يقول لها .....
أحمد : الحمد الله كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه اللي رزقنا هالطفل يملي علينا حياتنا أخيرا.
التفتت إليه و قالت ساره : الحمد الله الحمد الله .
أحمد : يالله حبيبتي خليني أوديج الغرفة ترتاحين تراج حيل تعبتي عمرج و أنتي طالعة من عملية قيصرية.
ساره : لا أحمد تكفى خلني شوي بس و الله ما شبعت من شوفته بالله شوف شوف عويناته يهبلون و شلون
صغيرون يا قلبي هو .
أحمد : و الله لو أخليج العمر كله ما راح تشبعين منه أبد , يالله أمشي اللحين و أوعدج أجيبج وقت ثاني .
أدخلت يديها من الفتحة الصغيرة الموجودة بالحضانة لتمسك بيده الصغيرة جدا و هي تدعو الله ان يحفظ لها
هذا الولد و أن يصلحه لها و لوالده .
@ بياض الصبح @
|
|
|