لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


ليلة شتاء... د.أحمد خالد توفيق - كاملة

السلام عليكم حبيت اليوم أشارككم بالقصة الجديدة للدكتور أحمد خالد توفيق وهي بإسم .... ليلة شتاء .. وكما تعودنا سوف تنزل الفصول حسب توفرها

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-11, 08:25 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Shakehands ليلة شتاء... د.أحمد خالد توفيق - كاملة

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

حبيت اليوم أشارككم بالقصة الجديدة للدكتور أحمد خالد توفيق

وهي بإسم .... ليلة شتاء .. وكما تعودنا سوف تنزل الفصول حسب توفرها

هيا نبدأ

**********************************


لیلة شتاء
( 1)
الدكتور أحمد خالد توفیق


*************************************************

شتاء...

عوني: نعم أنا ضابط شرطة ولكني لا أحب مھنتي (رسوم: فواز)

أنا لا أحب مھنتي..
كلما مررت بموقف مشابه، دارت ذات الفكرة في ذھني


. أنا لا أحب مھنتي.. قلیل من
الناس ممن عرفت يحب مھنته، ما لم يشعر بأنھا رسالة مقدّسة كما يفعل المدرّس أو الطبیب أحیانًا، أو يجدھا مجزية جدًا كما يفعل رجل الأعمال، أو ھي فعلاً مھنة ممتعة، مثل ذلك الأخ راي ھاري ھاوزن الذي كان يصمم الوحوش في أفلام الرعب.. تخیل أنه يصحو من النوم صباحًا ويذھب لعمله لیصمم الوحوش حتى يحین موعد الانصراف!
أنا لا أحب مھنتي، لكني لا أعرف سواھا


. عندما يستدعونك لموقع الجريمة في الثالثة
صباحًا، فإنك تلھث من البرد والتوتر وأنت تتوقع تقريبًا ما ستراه.. بعد كل ھذه الأعوام
ما زلت لا أتحمل منظر الجثث الممزقة وأمقت رائحة الدم..
اسمي عوني


.. في الخامسة والثلاثین من العمر.. لا شك أنك عرفت مھنتي الآن.. أنا ضابط شرطة، وقد رأيت الكثیر طبعًا، لكن ھذا لا يعني تصريحًا بالبرود أو اللامبالاة..
ھناك حوادث تزلزل وجدانك فعلاً، وتتحدى ثباتك المھني.. مثلاً عندما تجد الطريقة التي


شوّه بھا ھذا السفاح ضحیته، والأسلوب السادي المريض الذي ترك به توقیعه، عندھا
لا بد أن ترتجف.. على أني كوّنت نظريتي الخاصة بعد أعوام: كل واحد يمكن أن يفعل
أي شيء إذا اصابته حالة جنون وقتیة، أو زال عنه قناع التحضر..
أما عن الطقس الرديء فموضوع آخر.. يصعب على المرء أن يتصور أن ھذا عامل مھم


في مصر، لكن بوسعي أن أخبرك بعشرات القصص التي رحنا نجري فیھا التحقیقات
في ظروف مستحیلة...
مثلاً قصة الیوم حدثت في عزبة


خارج المدينة.. نحن قريبون من الإسكندرية جدًا لكن
لن أعطي تفاصیل...
الآن يمكنك أن تتخیل ما يحدث.. أمطار غزيرة جدًا ..


في لیلة كھذه تتمنى فعلاً لو ظللت في فراشك، لكن جرس الھاتف يدق بإلحاح.. سوف


تأتي السیارة لتأخذك حالاً.. ھناك جريمة قتل..
أرتدي ثیابي، ومن تحتھا بول أوفر ثقیل


.. زوجتي تصر على أن أحترس من البرد، ولا
أعرف كیف أحترس من البرد بینما كل ذرة في الكون باردة... احترس من الطريق.. كیف أحترس من الطريق وقد تحوّل لبحیرة، دعك من أن بسیوني ھو الذي يقود وھو على درجة من العته!
في الطريق وسط حمّى الوحل والبرق الذي يشق السماء والمساحات، أعرف من بسیوني التفاصیل:

- "اتصلوا بنا وقالوا إن ھناك رجلاً لا يعرفونه اقتحم العزبة، وقتل أحدھم بسلاح ناري..ثم فرّ"


أقول له وأنا أرتجف من البرد:


- "لیست تفاصیل مفیدة جدًا.."
- "سوف نعرف كل شيء.."
رباه!.. أنا لا أحب مھنتي.. كلما تذكّرت أنني كنت في الفراش منذ نصف ساعة دافئًا


أحلم...
أنا من ضباط الشرطة الذين يقفون في الركن


.. في الزاوية الضیقة.. لم أشتم ولم أصفع متھمًا في حیاتي، ولم أدسّ قطعة بانجو في جیب أحدھم، ولم أستغلّ سلطتي قط حتى في الحصول على رغیف خبز. وفي الوقت نفسه أنا بالنسبة للمواطن العادي ضابط مغرور سادي يستغلّ سلطته بالتأكید.. لا أستطیع لعب دور الوغد، لكنھم يصرون
على أنني كذلك...
باختصار أنا أنال النصیب الأسوأ من الجانبین..




شتاء...

السیارة كانت تشق طريقھا وسط عاصفة توشك على اقتلاع كل شيء (رسوم: فواز)


السیارة تشق طريقھا نحو تلك العزبة، وھناك عند ناصیة الطريق يجلس ثلاثة من الخفراء يصطلون بالنار، وقد تدثّر كل منھم كرجل من الاسكیمو.. ھناك خیمة من المشمّع لتحمیھم من المطر الغزير، ويقف أحدھم لیصوب علینا نور الكشاف القوي،

ويھتف:
- "لا يمكن الوصول إلى ھناك يا باشا.. سوف يفیض المصرف.. بعد ساعة سیتحول ھذا
كله إلى نھر عمیق ولن تعرفوا أين الطريق."
قلت له في عصبیة:


- "صوّبْ ھذا الكشاف على شيء آخر أولاً.. لا يوجد حل آخر.. لا بد أن يذھب أحد ھناك..
لن ننتظر حتى يأتي الربیع!"


راح يصف لبسیوني طريقًا مختصرًا


.. ثم دعانا لكوب شاي كنا سنرحّب به طبعًا لو كانت
الظروف تسمح..ننطلق من جديد نحو تلك العزبة، بینما خزانات السماء تفرغ ما فیھا فوق رءوسنا..


يقول بسیوني في توتر:


- "ھذه رحلة خطرة جدًا... ربما كان من الأفضل أن نعود.."
- "لقد تمادينا بما يكفي.."
لسان برق يشقّ السماء من جديد... أتفحص الھاتف المحمول فأدرك أن الشبكة قد


غرقت في الماء وماتت...



فجأة ھتف بسیوني:

- "إننا قد دخلنا العزبة فعلاً.."
ھذا صحیح!


صحیح أن العاصفة توشك على اقتلاع كل شيء، والأمطار تجعل الرؤية مستحیلة، لكن


لا أعرف مكانًا آخر يمكن أن يكون مزروعًا بھذه الطريقة.. دعك من صوت خوار البھائم
المذعورة في جرن ما، ونباح كلاب تعتقد أنھا نھاية العالم، وذلك البیت المبني من القرمید...

ھذه عزبة فعلاً ..



ترجّلنا محاولین أن نتماسك فلا نسقط في الوحل، وأضأنا الكشافات بینما تحسّست
مسدسي.. تبًا.. لقد ارتفع الماء لدرجة لا تصدّق حتى أنني فتحت باب السیارة فتسرّب
للداخل..


اتجه بسیوني نحو الباب الخشبي العملاق ودق بیده الغلیظة عدة مرات:


- "افتح!.. بولیس!"

لحظات وانفتح الباب بشكل شحیح، وظھر وجه رجل مسنّ ريفي يرتجف:


- "بسم الله الرحمن الرحیم"
الإضاءة ساطعة ھنا لحسن الحظ...


ومن خلفه ظھر وجه رجل ريفي وسیم متأنّق.. أعتقد أنه في الخمسین من العمر..


يلبس الجلباب الأبیض الفاخر الممیز لأثرياء الريف. ھذا سید بلا شك.. سألته:


- "عزبة اللیثي؟"
- "أنا محمود اللیثي.. تفضلوا.."

عندما دخلنا إلى المدخل الأنیق المريح تنھّدنا الصعداء، وشعرت بحرج من أحذيتنا


المتّسخة بالوحل، لكن نزع الأحذية لیس جمیلاً من الناحیة البولیسیة..
- "خیرًا إن شاء الله؟"
قلت له في حیرة:


- "أعتقد أن ھذه العبارة جديرة بنا.. أنتم اتصلتم وتكلمتم عن جريمة قتل."

نظر لي في دھشة


.. ثم نظر للعجوز..
- "أعوذ بالله يا باشا.. لم يحدث شيء من ھذا.."

بلاغ كاذب إذن؟ سیكون ھذا أسخف مقلب شربته في حیاتي.


لكن في الوقت ذاته كنت أنظر


إلى الأرض.. إلى طرف الجلباب الأبیض.. ھذه قطرات
دم طازج. دم لم يتغیر لونه بعد، ولا يمكنه إقناعي بأنه كان يذبح الطیور في ھذه
الساعة وھذا الجو..
البلاغ غیر كاذب..



ويبدو أننا وجدنا القاتل بسرعة كذلك!



يُتبع
....................

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس

قديم 06-01-11, 08:41 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

تحية للدكتور أحمد خالد ...

الآن مع تحميل الفصل الأول ...

ليلة شتاء (1)

الى اللقـــــــاء مع فصل قادم بإذن الله

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 15-01-11, 05:48 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 169724
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: karamella عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
karamella غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

ميرسي يا قمر

بس يا ريت الفصل التاني بسرعة

 
 

 

عرض البوم صور karamella   رد مع اقتباس
قديم 16-01-11, 05:57 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Dancing2

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karamella مشاهدة المشاركة
   ميرسي يا قمر

بس يا ريت الفصل التاني بسرعة

السلام عليكم

العفو ده واجبنا

عشانك الفصل الثاني ..... الآن متوفر
شكرا لمرورك

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 16-01-11, 06:02 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Dancing2

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

ليلة شتاء (2) ..... للدكتور أحمد خالد توفيق

******************************************

ليلة شتاء (2)
الدكتور أحمد خالد توفيق
قلت في ضيق وأنا أرتجف:


ـ "لا تحاول إقناعي أن ما حدث كان دعابة سخيفة".

ابتسم.. كان من الطراز الثقيل جدًا الذي لا يهتزّ لشيء.. الصراع العقلي معه ليس هينًا. قال في لهجة آسفة باطنها المزاح:

ـ "هذه هي الحقيقة.. لو كنا نعرف أنكم قادمون لقتلنا أحدًا!"

في هذه اللحظة كان آخرون قد جاءوا من الداخل..

هناك شابان في سنّ المراهقة امتلأ وجهاهما بالنمش، وكانا يلبسان منامتين صوفيتين ثقيلتين.. بعد هذا ظهر طفل مذعور في نحو السابعة.. النوم واضح تمامًا في انتفاخ العيون واحمرار الآذان والغربال الذي رسم معالمه على بعض الخدود....

ـ "ماذا حدث يا بابا؟"

نعم. هم إذن يستعملون لفظة "بابا".. قال الليثي في ثبات:

ـ "لا شيء.. عُدْ واكمل نومك.."

ومن موضع بالداخل رأيت شبح امرأتين.. يبدو أن هناك واحدة شابة وواحدة أكبر سنًا.. كانت كل منهما تلفّ ما يشبه "الطرحة" على رأسها على سبيل اتّقاء البرد والحشمة..

ـ "محمود.. هل من شيء؟ لماذا الشرطة هنا؟"

كان الصوت يدل على أنها في الأربعين وجميلة غالبًا.. لما لاحظ أننا ننصت صاح في حزم دون أن يلتفت للخلف:

ـ "ادخلي أنت وابنتك! ما شأنك بهذا؟"

انتظرت حتى توارت الأنثيان، وقلت وأنا أشير لحذائه:

ـ "هل تريد القول إن هذا الدم صدفة؟"

نظر للجلباب ثم قال باستخفاف:

ـ "وما في ذلك؟ إنني أذبح كل يوم.. نحن عدم المؤاخذة فلاحون".

ـ "في هذه الساعة؟ ووسط هذه العاصفة؟"

ـ "هل يوجد ما يمنع يا باشا؟ لا بد للنسوة من إعداد الخروف الذي سنطهوه غدًا".

ساد الصمت ونظرت لبسيوني ونظر لي.. لا يوجد ما نعمله بعد هذا..

- "هل أنت متأكد من أنه لا يوجد هنا شخص آخر؟ خادم أو خادمة؟ شخص يرقد كجثة الآن؟"

قال الليثي ضاحكًا:

ـ "لا شيء من هذا.. كل الموجودين في هذه البناية يقفون أمامك، أما عن المستأجرين في الخارج فلا أعرف عنهم شيئًا الآن، ولو ماتوا جميعًا فلن أعرف.."

تبًا.. أنا لا أحب مهنتي.. نظرت لساعتي ثم تأهّبت للخروج مما أضحك الجميع.. كأنني أكبر أحمق قابلوه في حياتهم، وكنت كذلك فعلاً:

ـ "هل تمزح يا باشا؟ لقد فاض المصرف.. العزبة كلها صارت بحيرة، ولن تستطيع بلوغ السيارة أصلاً؛ لأنك ستهوي لتغوص في الوحل.. ولو تحرّكت السيارة فسوف تنغرس للأبد.."

في غيظ قلت:

ـ "وما الحل؟"

ـ "الحل أن تبقوا معنا هنا حتى تتحسن الأمور.. البيت بيتكم ونحن كرماء والله العظيم.. في الصباح ربما نجد طريقة للعودة.."

هذا لن يكون.. المبيت هنا.. زوجتي..
جرّبت الهاتف الجوال عدة مرات.. كأننا في الأعوام التي سبقت اختراع الشبكة أصلاً.. على كل حال زوجتي تعرف أنني أحقّق في جريمة قتل ولم أخرج لشراء سجائر.. أنا لا أحب مهنتي.. لا أحبها بتاتًا..

هنا صاح في زوجته:

ـ "يا إنصاف!!"

كأن المرأة تلقّت باقي الرسالة، وسرعان ما اقتادنا الخادم العجوز إلى غرفة مسافرين واسعة، فنزعنا أحذيتنا، وجلسنا على أرائك عالية..

ـ "خذا راحتكما.. البيت بيتكما".

وسرعان ما انفتح الباب ليدخل العجوز حاملاً دورقًا لغسيل اليدين وطستًا ومنشفة، ثم اختفى من جديد، وعاد هذه المرة بصينية عملاقة عليها طيور محمّرة كثيرة جدًا، وإناء تتصاعد منه رائحة البازلاء، وأرز ورقاق.. ما هذا؟ هل هم مستعدون بالأكل طيلة الوقت؟ وهل لا يوجد عندهم وقت بين الفعل وردّ الفعل؟ وضعوا الصينية على الأرض، فالتففنا جميعًا حولها.. ألم يتناول هؤلاء عشاءهم؟ أم هم مستعدون للعشاء في أي وقت؟

انقضّ بسيوني على الطعام طبعًا، أما أنا فاكتفيت ببعض لقيمات.. لست مرتاحًا لهذه الوجبة ولا هذه الأسرة أصلاً.. ثم إن الطعام الساخن سيؤدي دور المخدر معي وأنا لا أريد هذا.

ـ "كل يا باشا.. كل لتقاوم البرد.."

ثم أشار إلى الفتيين المراهقين اللذين كان كل منهما يعرق دبوس دجاجة بأسنانه:

ـ "هذان سامي ومصطفى.. ابناي.. طالبان في الثانوي.. أما هذا الصغير فهو رأفت وهو في المدرسة الابتدائية.. لي ابنة واحدة في سنّ الجامعة، لكني بينك وبينك أكره أن أرى حريمي في الشارع والشباب ينظر لهن.. لقد اخترت لها عريسًا.."

قلت كلامًا عامًا على غرار "ربنا يخلّي".. ثم أعلنت أنني راغب في الذهاب للحمام..

نظر الليثي للعجوز الذي فهم على الفور، فأسرع يسبقني نحو خارج الحجرة.. وكان هناك قبقاب ناولوه لي، فصرت كأنني راقص كاريوكا في جزر الكاريبي.. ضوضاء رهيبة فعلاً...

الآن أمشي وسط ممرات مظلمة كئيبة.. من مكان ما ظهر مصباح كيروسين، فحمله العجوز في يده وهو يسبقني...

لم تكن دورة المياه رائعة، لكنها أدّت الغرض على كل حال، ثم إن الظلام دامس والبرد شديد.. لا أهتدي إلا بالضوء الخافت من المصباح.. هناك دلو ماء غسلت به يدي، ثم خرجت من الحمام..

هنا رأيت العجوز ينظر لي في ثبات.. ماذا يريد؟

كان يشير بطرف خفي إلى غرفة جانبية.. بإصرار شديد كذلك..

ماذا يريد؟ يريد أن أنظر دون ضوضاء.. لكن ماذا هنالك؟

زججت برأسي في الغرفة واشعلت عود ثقاب كان في جيبي..
هنا كتمت صرخة...
يُتبع
**************************************************
الى اللقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء مع الفصل القادم

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة شتاء, أحمد خالد توفيق, الدكتور أحمد خالد, عهد, عهد amsdsei, قصة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية