03-01-11, 09:24 PM
|
المشاركة رقم: 2
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو فخري حَاتمِيّة العَطآءْ |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
بوح قلم
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
خمسه وعشرون ربيعا ام خريفا .. ام ان حرارة الصيف امتصت ما تبقى له سوى هذا الجسم الضئيل.. في مكتب لم تزين زواياه الورود كغيره.. بل زين بصور اقل ما توصف بانها تبكي القلب دما.. اطفالا لم تكتب لهم السعاده كغيرهم.. فهم لا يخرجون نهايه الاسبوع لزيارة حبيب.. او لنزهة وعدهم بها ابويهم.. موعد انى لهم ان ينسوه او يتناسوه... تتوسط المكتب ثلاثينيه الفت حولها عدد من طلبة الامتياز..
الدكتورة: طبعا جولة اليوم راح تتأجل لين نخلص المواعيد المهمه اللي عندنا.. قبل كل شي وبما انها اول مرة نتقابل فيها حبيت اذكركم بنقطة مهمه.. وهي نظرة الشفقه اللي اجوفها منكم.. انتوا عارفين كل شي وما له داعي اشرح لكم زياده عن هالموضوع..
لم يتفوه اي منهم بكلمه بعد هذا الاستقبال الصارم.. كانت نظراتهم كفيله بسرد ام يدور بداخلهم.. قطع تلك النظرات دخول الممرض تحمل اكواما من الملفات.. وتعلن قرب دخول اول مريض..
الدكتورة: خلاص ازقريه..
: امم.. دكتورة قبل لا يحدر المريض انا هب دكتورة.. انا ريم اللي رمستج البارحة وقلت لج بحضر وياج اليوم لان البروجكت اللي بسويه عن....
قاطعتها: حياج.. بس ايلسي على ينب .. ولا تفوتين شي.. الملاحظات كلها مهمه..
ريم: ان شاء الله
شبح ابتسامه على وجهه بينما ارتسمت ابتسامة على وجهها الصارم.. انين علاجات كرسيه اخترق قلبي قبل ان يصل لاذني.. خيل لي من الوهله الاولى أنني ارى طفلا من أطفال المجاعات.. يجب ان احافظ على قوتي وارسم ابتسامه مماثلة لتلك التي تكسو وجوه الجميع..
الدكتورة: مرحبا سيف.. شحالك اليوم.. ها مستعد
سيف : المرحب باجي.. بخير وسهاله ربي يعافيج.. الحمد لله يسرج الحال
الدكتورة: اجوف ياي اروحك اليوم
سيف: لا الوالد موجود.. نزلنيه وروح يدور له باركنج
الدكتورة: اها.. تحاليلك اللي سويتها البارحه..صح اخير عن المرة اللي طافت بس شكلك بعد ما تاخذ دواك باستمرار..
صمت سيف برهه ليجيب: دكتورة الدواء خلص من اسبوع يعني قبل التحاليل.. عسب جي النتايج هب زينه
كسى التعجب وجهها وعقبت : بس يا سيف الدواء بيكفيك لين الاسبوع الياي الكيمه اللي كتبتها تكفي لشهر ونص وانته موعدك توك الا مكمل الشهر..
رمى بناظريه ارضا واجاب: دكتورة ما صرفته قلت عنديه دواء في البيت وبيكفي
اجابته مبتسمه: خلاص هالمرة اصرف الدواء ولا تعيد هالحركة.. اهم شي صحتك.. الحينه لازم تروح تحلل وبنبدا العلاج..
عاد للخلف معلنا انسحابه من المكان.. وعيناي لا تفارقه.. يا الهي كيف تركه والده هنا وحده.. لم يعد بعد.. اخذت افكاري تتضارب.. شتت سيل افكاري صوت الدكتورة تطلب منه الانتظار.. لم افقه شيئا مما قالته له ولا حتى الحاور الذي دار بينهما.. كل ما عرفته هو انه يريد الذهاب وحده.. ههمت واقفه ليصدح صوتي من جديد
:دكتورة انا بوصله المختبر.. وجان جفنا ابوه في دربنا برد..
اومأت براسها موافقه واتجهت لذلك الكرسي.. ادفعه متجهه به نحو المختبر..
: اسمك سيف.. انا اسميه ريم..
: هلا دكتورة ريم..
: ههههههه.. دكتورة مرة وحده.. انا هب دكتورة.. بعدنيه طالبه ولا ما يبين
: جفتج صغيرة بس قلت يمكن تطلعين دكتورة واتطور وياج.. واكمل مقلدا نبرة صوتها.. انتي صغيرة ولا ما يبين
حاولت جاهدة اخفى شفقتها بابتسامه غبيه.. يجزم الناظر لها من البعيد انها مشفقه عليه بسبق الاصرار .. واكملت
: سيف انته تدرس.. زين اي صف..
اطرق رأسه واستسلم لصمت قاتل بقية الطريق.. حاولت اجتذاب اطراف الحديث مع ولكن دون جدوى.. فاثرت السكوت..
: وصلنا.. يلا بزقرهم يحللون لك.. ثم اردفت: سواف بلاك صاخ ما ترمس..
: ابويه وصل.. تسلمين اخت ريم.. تعبناج ويانا
هل هذا وقع سؤال ام ماذا.. لم غادرت روحه المرة وحلت الكابة محلها.. ايعقل انني ضربت على وتر حساس ادمى قلبه واخترق شراينه.. غادر المكان قاصدا القسم الذي اعتاد زيارته شهريا لا خذ علاجه..
انتشلتني يد الموظفه الجالسه امامي من دوامه افكاري..
: تعرفينه.. اول مرة اتيين وياه العادة ابوه اييبه
: لا انا اسوي بحث عن حالته
: زين ما اجوفج سجلتي شي ولا حتى اسمه.. تعالي بدش عالسستم وبعطيج المعلومات و مرة ثانيه ركزي.. ترى الدكتورة المشرفه عليج شديده
: ان شاء الله.. زين عادي اخذ كوبي من الورقه ولا ممنوع
: اكيد ممنوع انا بنقلج المعلومات وانتي اكتبيها..
: سيف.....، العمر: 25 سنه
اي خمسه وعشرين عاما مضت على هذا الجسد النحيل.. ما اراه رجل يافع بجسد طفل اقرب ما يكون للخمسه اعوام.. اسنتدت رأسي للجدار عله يسندني ويقلل هول الصدمة التي كادت تفتك بخلايا ذاكرتي.. وكانت البدايه......
نعم البدايه.. بدايه رحلتي للبحث عن ذاك الداء الذي باتت البلاد تعاني منه.. ذاك الذي تتالم منه رفيقتي.. وتتاوه خلف تلك الاسلاك شهريا..حملت كتبي ومراجعي و اخذت جهازي لاسطر اول كلمه تعلن بدايه المسيرة التي اتخذتها لبحثي......
من جعل ذاك السيف في عيني طفلا صغيرا.. وهي من ارتمت لاجلها رفيقه دربي بين اسلاك وانابيب تسقى اوردتها بدماء جاد بها ذوي القلوب البيضاء.. تهب لها حياة جديدة علها تكون كقريناتها..
ومضى قطار الايام..
قاعه مسربله بالوان اقرب للرسميه.. ومنصه زودت بشاشه عرض.. تتوسطها ريم.. لتبدا عرضها.. احصائيات وصور لاطفال بعمر الزهور وهم يقاسون الالم.. ضمنت عرضها نداءات وتوصيات للمقدمين على الزاوج باجراء الفحوصات حتى نوقف ولادة سيف اخر.. وذيلت عرضها بكلمات انشوده سردت قصه سيف واقارنه
أريـد أفـرح أريد أحيـا ,,, أريد أحـس بـالدنيــا
أريد أعـيش لـو لحظـة ,,, بــلا هــم وثــلاسيميــا
أبـي تتحـقق أحــلامي ,,, وعمـري هنـاك قـدامي
وأشوف الــورد بـأيامـي ,,, أمـل في عيني يتريــا
***
أشوف بـربـي وفيـكم ,,, أشوف الحلـم يطـريكـم
وأشـوف الخــير بيديـكم ,,, يسـاعدنـي ولا أعيــا
تبــرعكـم يـداوينــي ,,, يعـالـجنــي ويـشـفـينــي
ويمسـح دمعي من عيني ,,, ويعطيني أمـل أحيـا
هنا انتهت ريم من عرضها.. وبدات اولى خطواتها لمستقبلها.. ولكن يبقى سيف وقرنائه.. في معمعه العلاج والالم..
فلنتعاون معا.. لتخفيف الالام هؤلاء..
|
|
|