المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
حراس على الموت.. ! (؟!)
سلام من الله يغشى قلوبكم..
.
حُراسٌ عَلـَى الْمَوْتْ..!
كانت جميلة ً.. بل فاتنة..و المسحة البدوية الساذجة زادتها جاذبية ً.. على جاذبيتها..
امرأة بنبرة حقد : - زبيدة ! المدير يطلبك..
يحتاجكِ في أمر ٍ.. [خاص]~ !!
انتفضت.. ثم غادرت..، نحو مكتب المدير... و الهمهمات الوقحة، تشيعها ..!!
Φ]~
وقفت، فوقف..؛ دار حولها.. و همس :
- زبيدة! كم أنت جميلة ٌ..ٌعزيزتي... !!
اضطربت.. و تلعثمت.. و بالكاد صمدت..، عندما أسارَّها برغبته...!
فكرت.. ثمَّ.. همت بالتهور...
لكن ...
وذلك البائس المنتظِر.. عودتها إلى القرية..؟ !
…[إنه المدير !!] هتف صوتٌ داخليّ ْ.. !
رغم البائس المنتظرِ بالرغم من الوعد.. رغم كل شيء.. !!
- موافقة سيدي.. فلنتزوج.. في الحلال..[طبعا]..؟ !
ذات [شجاعة ٍ] متقعطة.. همست زبيدة..
فضحك المدير.. و قهقه عاليا !!
المال و الجاه.. و المنصب المرموق.. كلها لها..
لها [وحدها]..
إن هي قبلت.. و نزلت عند رغبته الجامحة..
فقط..[لا غير]... !!
ستصبح [سكريتيرته] .. أمينة َ أسراره...
أمينة أسرار المدير..؟ ! كم العرض مغر ٍ.. !
مغرٍ.. بحق !
ارتبكت..
ارتبكت زبيدة ُ.. و بكتْ !
رفضت بقوة.. بادئ الأمر..
و حسبْ!
إذ سرعان ما ضعفت بـ [قوة].. أيضا..
ما باليد حيلة.. لقد كان [مقنعا].. مقنعا جدا..
و.. منطقيا كذلك.. أكثر من أي "شيء" آخرَ.. عرفته حولها..
فجأة!!
لاح لها أمرٌ.. تعلمتْ، أن تخافه حد الممات.. !!
و تعلمت.. أن تتذكره جيدا أيضا..
.. كلما أوشكت على الوقوع في الخطأ.. !
كان حبيبها القروي يذكرها بهذا الأمر..
دوما..
يزمجر في أذنها : زبيدة.. إياك و [سوءَ الخاتمة].. !!
تذكرت..
و بتذكرها ارتعبت.. حد الموت.. !!
كما تعلمتْ...
فاستعظمت موقفها.. و استدركت :
- و.. و ماذا لو.. لو باغتني [الموت]..هنالك...؟ !!
ابتسم المدير.. وصفق مؤكدا : - بسيطة.. !! سأنصب الحراس.. أنشرهم نشرا من أجلـِ...
قاطعته.. !!
و قالت : - تنصبهم..على الأبواب؟ !
أجاب : - على الأبواب..
أضافت : خلف النوافذ...
ردد : - خلف النوافذ.. و أمامها.. !!
احتجت.. بخوف : - لا.. خلفها... يكفي !!
ضحك..
صرخت : - في كل مكان... !!!
صاح : - في كل مكان !!!!
...على هذا اتفقا و عليه افترقا.. إلى حين حلول الموعد...
ثم عادت زبيدة ُ لمكتبها.. ونظراتـُهم الوقحة.. هي ما يشيعها.. هذه المرة !!
عند الليلة الموعودة...بصوت المذنبين...
استفهمت في الظلام : - هل كل شيء معدٌ.. يا عزيزي؟ !
همس مطمئنا : - كلهم ضد واحد.. ضد الموت!!
فضحكت بدلال.. و انطلقا...
في أمان ٍ.. تام !!
انتصف الليل..
زبيدة ُ.. تشعر بالبرد..
تشعر ببرودة أطرافه...
فجأة !!
اضطرب.. تحشرج صوته الرخيم.. فسعل..
تخبط بين ذراعيها.. ثمَّ..؛ خمدْ...
بلا حراك...
انتبهت..
حركته بلطف.. رجته بعنف !!
بلا حركة !!
أتراه قد نام.. أم أنهُ...؟ !
أوشكت أن تدرك النازلة...
فهلعت..
و راحت تصيح بجنون :
- أيا حراس الأبواب.. أيا حراس النوافذ... أيها الرجال المغفلون... هلموا إلى [سادتكم]!!!
بالنهاية.. و بعد التحقيق..
أخبرها المتحرون الحقيقة...
قد تسلل الموت.. تغفل الحراس.. و دخل...
عبر النافذة.. من الباب..؟ لا أحد يدري.. !!
لا المدير يعرف.. و لا زبيدة ُ تفعل... و لا حتى الحراس !! المهم أنه [قد دخل]...
تمت...
مخرج’’’
في بيت عزاء المدير.. ارتفع صوت الشيخ مرتلا :
((أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ... )) [سورة النساء 78]
|