كاتب الموضوع :
●» خَوْاطِر ~
المنتدى :
السياحة والسفر
بومبيدو
يقع مركز جورج بومبيدو للفنون والثقافة (والمركز معروف بإسم بوبور ، ويستقبل قرابة الـ 30 الف زائر يوميا) فى قلب باريس التاريخى ، غير بعيد عن حي ليهال وفى منطقة مخصصة كلها للمشاة, وكان الرئيس الفرنسي الراحل جورج بومبيدو (1911-1974) قد قرر سنة 1969 إقامة مركز ثقافى هام فى منطقة بوبور - وبوبور أسم حي كان يقع داخل باريس ويرجع الى عهد فيليب أوغوست - ، فتم عرض المشروع على شكل عطاء عالمى شاركت فيه قرابة 45 دولة تقدمت بـ 650 مشروع معمارى ، وبدأ العمل فى شهر أبريل 1972 حسب مشروع المهندسين رينزو بيانو الإيطالي و ريتشارد روجرز البريطانى وأستمر قرابة الخمس سنوات ، وبالتحديد حتى 31/01/1977 حيث تم
إفتتاح المركز رسميا, ويشغل المبنى مساحة تقارب الألف متر مربع ، ويعتبر (تثويرا) لمفهوم المعمارية المدنية التقليدى ، فهو يضع ما يوجد عادة (فى الداخل) خارج هيكلية المبنى ذاته . أى أن أنابيب التهوية ، والكهرباء والمصاعد الكهربائية والسلالم الآلية ظاهرة ، وتأخذ مكانها بوضوح على واجهات التركيبة الهيكلية المعدنية للمبنى. وتتميز كل واحدة منها بلون معين ( وبحيث يزيد التواجد الخارجى لتلك الملحقات من حجم مساحة الحيز الداخلى ويسهّل عمليات تقسيم قاعاته حسب احتياجات المعارض التى تقام فيه ), وتتمايز انابيب الملحقات البادية على الواجهة ، فاللون الأزرق لأنابيب التهوية ، والأصفر للكهرباء والأخضر للمياه .... ويطبق نفس التمييز بإستخدام الألوان على تقسيم نشاطات المركز، فالأصفر للأماكن المشتركة ، والأخضر للمكتبة العامة والأحمر للمتحف الوطنى للفن الحديث, ويضم المركز من ضمن ما يضمه هذا المتحف الهام الذى يشغل الطوابق الثلاثة العليا والذى يهتم بعرض أهم الأعمال الفنية البارزة لبعض مدارس وفناني القرن العشرين ( بيكاسو - ماتيس - كاندنسكى - كليه ... ومدارس التكعيبية - الوحوش -...) بالإضافة الى تخصيص مواسم كاملة للتركيز على اعمال فنان معين أو التركيز على فنون وثقافة بلد ما, وعلى الرغم من تفرد معمارية المركز، فأنه يظل تابعا لمفهوم المعمارية الفرنسية التقليدى، فهو تركيبة معدنية (كبرج إيفل) يبلغ وزنها 10 طن (مقابل 7 طن فى برج إيفل), وتضم مكتبة المركز اكثر من مليون كتاب ووثيقة وميكروفيلم... ومعامل لتعليم معظم اللغات (مجانا)، ومكتبة وثائق سمعية بصرية. ويمكنك من العثور فى المكتبة على عدد لابأس به من الكتب والصحف العربية, ويوجد فى المركز ايضا (معهد بحوث التوافق الصوتى الموسيقى) بالإضافة الى (مركز الإبداع الصناعى), وأمام المركز الواقع فى منطقة سياحية من الدرجة الأولى ، توجد ساحة ضخمة ، يلتقى فيها الفنانيين والموسيقيين والمهرجين ... ويحيط بالمركز بالطبع عدد كبير من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهى, وتلاصق المركز نافورة مائية كبيرة مزينة بالمنحوتات المعدنية الحديثة ذات الألوان الباهرة التى تستحق الزيارة. والتى تشغل معظم مساحة الميدان الواقعة فيه (ميدان إيغور سترافنسكي).
ميدان الكونكورد
يمتاز الميدان بموقعه الخاص فى قلب العاصمة ، ومنه تبدأ جادة الشانزاليزيه المعروفة . وهو بشكل ما إمتداد لحدائق التويلرى ، وتطل عليه شرقا كنيسة لامادلين ، وغربا مبنى مجلس النواب ، فى حين تتوسطه مسلة فرعونية (من الأقصر بمصر ، أهداها السلطان محمدعلى لشارل العاشر عام 1829 إلا انها لم تصل باريس قبل عام 1833 فى عهد لوي فيليب ، ويبلغ طولها 23 مترا ووزنها 220 طنا), ولقد شهد الميدان أحداثا تاريخية هامة ، لعل أهمها إنتصاب المقصلة فيه ، قرب بوابة حديقة التويلرى ، وسقوط رؤوس قرابة 1300 شخصا, وفى الميدان نُفذ حكم الإعدام بقطع الرأس فى الملك (لويس) لوي السادس عشر وفى الملكة ماري أنطوانيت ، بالإضافة الى عدد آخر من شخصيات البلاط الهامة ، ثم وحين بدأت الثورة تأكل أولادها فى دانتون وجماعته ثم فى روبسبيير نفسه, ويطل على الميدان مبنى هوتيل دو لامارين (وزارة البحرية) ومبنى فندق الكريون وهو من أشهر وأرقى الفنادق الباريسية وأغلاها سعرا . وكلا المبنيين من اقدم مبانى الميدان, وكان الميدان يسمى بميدان لوي الخامس عشر ، ثم وفى عام 1792 ، أصبح ميدان الثورة .. وبإزالة المقصلة عام 1795 بعد إنتهاء تلك الحقبة الدموية ، أطلق على الميدان إسمه الحالى, (الكونكورد تعنى : الألفة أو الود أو الوفاق), وتزين الميدان نافورتان جميلاتان على طراز نافورات الفاتيكان ، بالإضافة الى ثمانية تماثيل ترمز الى ثمان مدن فرنسية, خارج الموضوع, حين أخترع غليوتان GUILLOTIN المقصلة وأثناء عرضه لإختراعه على الملك لوي السادس عشر ، أقترح الملك على المخترع ان تكون القاطعة بزاوية حادة ، بدلا من الزاوية القائمة التى فى الإختراع الأصلى ، تسهيلا لعملية قطع الرأس. ووافق المخترع وتم التعديل, ولقد نفذ حكم الإعدام بقص الرأس فى كل من الملك وصاحب الإختراع بذلك الإختراع : اى المقصلة.
بلدية باريس
يرجع تاريخ هذا المبنى الرائع المزين بـ 136 تمثالا لعدد من الشخصيات الشهيرة الى سنة 1837. وهو مقر عمل عميد بلدية العاصمة الذى يدير منه شؤونها ، ويستقبل فيه زوارها الرسميين, وكانت الساحة الواقعة أمامه - والتى كانت تسمى بميدان الإضراب (عن العمل) ، أو بلاص دو غريف Place de Grève - مكان تنفيذ أحكام الإعدام قبل قيام الثورة : (شنقا للعامة ، بقطغ الرأس بالمقصلة او بالسيف أو الفأس للموسرين ، أو حرقا للسحرة), إلا أن إنتخاب ممثلى الشعب لإدارة المدينة لم يتحقق قبل القرن الثالث عشر ، وكان قبلها ممثل يعينه الملك هو من يتولى هذه المهمة, والمكان رمز سياسي هام ، فالسيطرة عليه ، تعنى بشكل ما السيطرة على كامل العاصمة ، وبعد سقوط سجن الباستي (الباستيل) فى يوليو 1789. إستولى المتمردون على مبني البلدية ، وقتلوا شيخ تجارها بسبب مماطلته بمدهم بما كانوا يطالبون به من سلاح, أيضا سيطرت حكومة الكومون على المكان وأوت فيه روبسبيير الذى كان مبعدا فى لكسمبورغ, ومن نوافذه أطلقت قوات المقاومة الفرنسية الوطنية - بعد إستيلائها على المكان - نيرانها على قوات الإحتلال النازية ، تمهيدا لدخول قوات الحلفاء ، لبدء تحرير المدينة ، ثم كامل البلاد, ويقع المبنى (الذى يمكن زيارته من الداخل كل يوم إثنين من كل أسبوع عند العاشرة صباحا من المدخل الشمالى الواقع خلفه والموجود فى شارع لوبو Rue LOBOU). غير بعيد عن كاتدرائية نوتردام ووسط حي تجارى ضخم ، وتطل الواجهة الغربية على شارع ريفولى Rue de Rivoli التجارى المعروف, الذى يبدأ عند الباستيل ، وينتهى عند حديقة التويلري, أما الساحة الفسيحة أمام المبنى فمكان إقامة إحتفالات شعبية ضخمة ، كالإحتفال الشعبي بالعيد الوطنى فى الرابع عشر من شهر يوليو كل عام ، حيث تلتقى جموع المحتفلين للرقص على الموسيقي ، فى حفل شعبي حقيقي ينتهى دائما عند مطلع الفجر ، فى جو يسوده المرح والسعادة.
ليزأنفاليد.
كان لوي (لويس) الرابع عشر قد قرر بناء هذا المجمع سنة 1671 الذى يضم كنيسة القديس لوي لإيواء العجزة والمسنيين ، ومن هنا إسمه (invalides تعنى العجزة). ويبلغ طول الحديقة المواجهة له 488 مترا وعرضها قرابة 250 مترا. وفيها عدد من المدافع البرونزية التى ترجع الى القرنين 17 و 18 ، بالإضافة الى 18 مدفعا من (مدفعية الإنتصار) التى يتم إطلاق نيرانها فى المناسبات الهامة, فى صباح 14/7/1789 (الثورة) ، قامت مجموعة من المتمردين بالهجوم على المكان بحثا عن السلاح ، وحاول المحافظ (سامبرول) التفاوض معهم ، دون جدوى .. إذ تمكن المهاجمين من الإستيلاء على 28000 بندقية, وتبلغ طول واجهة المبني 195 مترا ، ويتوسطها المدخل الضخم الذى يعلوه تجسيم حائطى يمثل لويس الرابع عشر محاطا بـ (العدل) و (الحذر), ويوجد مدخل متحف الجيش المكون من 3 طوابق ، فى واحد من المبانى المحيطة بالساحة ، وهو يضم أغني مجموعة تحف عسكرية فى العالم ، بالإضافة الى متحف مخصص للخرائط المجسمة (خرائط مدن وموانئ وقلاع فرنسية واوربية) ، كما يضم متحف التحرير الذى يروى بالوثائق وقائع تحرير فرنسا من الإحتلال النازى فى الحرب العالمية الثانية, وتعتبر القبة الضخمة التى تعلو المبنى من أهم التحف المعمارية فى القرن السابع عشر وتوجد قمتها على إرتفاع 107 مترا من على سطح الأرض (كان قد تم تزيينها بطبقة من الذهب بمناسبة الإحتفال بالذكرى المئوية الثانية لسقوط سجن الباستيل). كما يوجد داخل المبني قبر نابليون وقبور مجموعة من القادة العسكريين (فوش ، فوبان ...) ، وبعض أفراد أسرة نابليون بونابرت, وغير بعيد عن الأنفاليدز ، يوجد مقر متحف النحات رودان و هوتيل ماتينيون مقر عمل رؤساء الوزارات الفرنسية منذ سنة 1959, والمجمع مفتوح للزيارة خلال الفترة من أول أكتوبر وحتى نهاية مارس من العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساءا ، وبقية ايام العام من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساءا ، ويقفل أبوابه فى اول يونيو واول مايو واول نوفمبر و25 ديسمبر واول يناير . أما الدخول إليه فمجانى.
بعد سبع سنوات من المفاوضات الهامة مع الحكومة البريطانية ، وفى عام 1840 تم إدخال رفات نابليون بونابرت الى ليزأنفاليد ، وذلك بعد أن أرسل لويس فيليب إبنه (أمير جوانفيل) الى جزيرة سانت هيلين على متن الفرقاطة (لابل بول)، وبوصوله فى 8 أكتوبر 1840 ، تم فتح القبر والتابوت لمدة دقيقتين حيث بدي جثمان الأمبراطور المتوفى منذ تسعة عشر عاما فى حالة حفظ جيدة, وتم نقل الجثمان عبر الهافر ، ثم نهر السين ، وصولا الى كوربفوا قرب باريس, وأقيمت الجنازة الرسمية فى 15/12/1840 ، وعبر النعش المحمول على عربته قوس النصر ثم جادة الشانزاليزيه وصولا الى ليزانفاليد, وعرض جثمان الأمبراطور لمدة ثلاثة أشهر ، بإنتظار بناء القبر الذى تولي تصميمه المهندس فيسكونتى ، ليستقر به الجثمان رسميا فى 3/4/1861 ، تحت مركز قبة المجمع تماما, والمكان بالطبع فى غاية الأبهة والجمال ، وتم وضع الجثمان فى ستة نعوش متداخله ، أولها ، وهو الذى يضم الجثمان مباشرة من الحديد الأبيض ، والثانى من الأكاجو (خشب يميل الى الإحمرار) ، ثم الثالث والرابع من الرصاص ، والخامس من خشب الأبنوس ، والأخير من خشب
|