المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
/// أنا و هو و القبيلة ///
/// أنا و هو و القبيلة ///
كتبتها منذ زمن ..لكني انشرها لأول مرة في ليلاس .. وأهديها للغاليتين : حسن الخلق و زيزو ..
.................................................. ...............
تحبه .. نعم تحبه وبشغف .. تمنت أن تصرخ بأعلى صوتها ..
نعم موافقة .. أريده زوجا .. ارغب بأن أكمل حياتي معه ..رقص قلبها لهذه الأفكار..
، لكن أبى عقلها لها الفرحة ..
ـ أنت أنانية ، تفرحين قلبين وتكسرين كرامة قبيلة .. لن يرفع أبوك وأخوتك رأسهم مرة أخرى .
ـ لا .. لا .. حرام عليكم .. إلا أبي حبيبي وأخوتي تاج راسي
ـ أذن ارفضي ..
تنفستْ بقوة .. فتألم صدرها .. نظرت عبر النافذة وأرسلت نظرها بعيدا ..
ليتها تستطيع الابتعاد .. ولا تكون بين هذين الخيارين ... الذي أحلاهما مر .
تسمع عن صراع المشاعر لكن أن تعيش التجربة ، فهذا كثير على رقتها وعلى إحساسها المرهف .. لماذا وضعها أبوها وأخوتها هذا الموضع ،
رموا الكرة في ملعبها ، وتركوها تصارع فريق كامل ( العادات والتقاليد ) ،،
أما ان تفوز فتفرح هي ، أو تسمح بفوز الفريق الآخر فتفرح ( القبيلة ).
هل توافق عليه وقد ملكته قلبها بلا شروط ، وتعلم بأنه يستحق ذلك ، ويعلم أهلها أن
مثله لا يرد !! ، أم ترفض وتحطم قلبها وقلبه ..
نعم قلبه .. هي متأكدة أنه يحبها بكل جوارحه وأنه عكسها سيبيع قبيلته من أجلها ...
هو أقوى حبا ..حبه لها جعله أقوى ... وحبها له جعلها أضعف ..
تقدم لها طالبا أكثر من مرة ورُفض بهدوء .. دون أن يرجعوا عليها وهي علمت
بذلك من أخوته .. ولكن هذه المرة مختلفة ففي عزيمة اليوم الكبيرة التي يحضرها
شيوخ قبائل عدة وقف في وسط المجلس وخطبها من أبيها الذي بهت ولم يملك إلا أن يوافق أمام هذا الجمع الكبير عددا ومقاما ولكن أباها اشترط موافقتها به وقال :
( ابشر جاتك بنتي .. إذا هي موافقة .. حنا ما نغصب بناتنا )
تنفس أخوتها وبعض أفراد قبيلتها الصعداء الآن الآمال معلقة عليها ... يجب أن ترفض.
حدثت الأمور بسرعة .. جاء أبوها وكلمها بذكاء شديد مستغلا حبها لهم مستفزا لمشاعرها نحو
عائلتها .
( شوفي يا بنتي القرار قرارك وأنت حرة الرجال ما ينرد ، منصب كبير وسيرة عطرة .. لكن بيننا وبين قبيلته ـ علوم ـ وأنت تعرفينها ، اذا تبينه أنت حرة ،،
وإذا تبين أهلك بعد أنت حرة )
يالله يا أبتي أين الحرية ؟ وهل تركت لي مجال .. ؟
رجع أبوها لها مرة أخرى وقال :
( نبي الرد بعد صلاة العشاء الرجال بيجي ومعه الشيخ ...وشهوده..
يا تروحين معه ، أو تقعدي مع أهلك وإخوانك ..)
أبي أنت ذكي .. تمارس ضغطا هادئا قويا على أعصابي ..
ولكن واضح أنك من الذكاء قد لاحظت أنني أريده و أرغبه ،،
لابد انك رأيت لمعة الإعجاب التي برقت بها عيناي وأنت تخبرني أنه تقدم لي أمام جمع من الناس ..
لا تستغرب فالمرأة تحب أن يعلن الرجل بأنه يريدها ..لقد أدركتَ يا أبي بأنني مفتونة به لذلك استخدمت معي لعبة الهدوء والأعصاب،،
ماذا افعل ارشدوني .. ؟؟
( الله أكبر .. الله أكبر . . ) ارتفع أذان العشاء واقتربت لحظة النهاية ..
أنهت صلاتها التي صلتها بهدوء وتأني وكأنها تؤجل اللحظة ..
خلعت لباس الصلاة بنفس الهدوء والبطء .. رفعت رأسها إلى الباب عندما رأت أخوتها أمامها ونظرات الرجاء تطل من أعينهم يريدون الصراخ بها ..
أرفضي ..
أرفضي ..
أخوتها .. كم تحبهم .. لم يخذلوها يوما .. كانوا سندها دائما .. و مصدر قوتها ..
لم يتحدثوا لكن توترهم واضح .. قال الأكبر .. : ( البسي عباتك .. الشيخ تحت .. )
نزلت إلى الأسفل بخطوات ثقيلة تشعر أن قدميها مقيدة بسلاسل ثقيلة تجعلها تتعثر وقد اتجهت الي مجلس الرجال العائلي .
وقفت عند الباب بشموخ تنظر الي الشيخ الذي أعطاها ظهره .. واليه .. اليه هو .. ووجهه الحبيب أمامها .. هو من شغفها حبا وسلمته قلبها قبل أن تراه .. فقط من سيرته العطرة ..
لا تنكر أنها شاهدته من قبل .. وهي شبه متأكدة أنه لمحها ذات مرة ..
كيف لا تعلم .. و قصائده تدل على انه يعرفها معرفة تامة ولأنه نبيل لم ينشر تلك القصائد لكنها قرأتها عن طريق أخوته ... أرادت أن تصرخ وقد رأته :
يقف متعلقة عيناه بمحياها.. يريد الاطمئنان .. بقلبها تكلمه ..
( احبك .. احبك .. احبك فلا تقلق ..امح نظرة القلق هذه .. )
أخرجها الشيخ من أحاسيسها المضطربة ( ها .. يا بنتي موافقة على .......... زوجا لك )
شهقت بصوت مرتفع اللحظة الفاصلة بين قلبها وعقلها .. بينه وبين القبيلة ..
وضعت متعمدة يدها على قلبها .. فبهت كأنه عرف الرد فجلس مذهولا ..
ثم بصوت حاد مرتفع قليلا قالت : يا شيخ ..وسكتت .. ارتفعت عيناه إليها بأمل ونظر إليها أخوتها بتوجس ..
ثم قالت مرة ثانية .. ( ياشيخ .. ماني موافقة ) ثم استدارت عائده الي بيتهم تحمل بين أضلاعها قلبا ينزف ومخلفة ورائها قلبا يتحطم .
|