المنتدى :
المنتدى الاسلامي
حقيقة الحب
حقيقة الحب
الحمد لله الملك المولى الأجل الذي ينور قلوب المقبلين عليه بأنوار الإنابة إليه والمحبة له عز وجل فتتجلى محبته تعالى للعبد في حسن اتباعه واقتفائه للحبيب الأكمل والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا وحبيبنا وعظيمنا وقرة أعيننا ونور قبورنا وقلوبنا محمد عبده ورسوله من أعلا الله له قدرا ورفع له ذكرا ولولا جلالته لم يخلق جناً ولا بشرا :
فهو الذي حمـــلت به أمــــنة
على بســــاط البنان كريـــما
يا ايها الراجون منه شفاعة
صلوا عليه وسلموا تسليما
يقول أحد الصالحين :
يا سيدي يا رسول الله مالي حيلة
غــــــــير حــــــبي لك يا نبــــــي
ويقــــيني فيك يا خـــــير الورى
أن حبــــي لك أقوى ســـــــببي
محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) التي هي غذاء الأرواح وقوت القلوب وراحة النفوس وجلاء للهموم ....
كثيراً ما نسمع على ألسن العوام نحب النبي ... نحب النبي ... وما أسهل الدعوى وما أعز المعنى !!! ...
ما هو الحب ؟ ما حقيقته ؟ أليس لكل شيء حقيقة ؟
هل بمجرد علمك بأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة أحببته ؟ أم بمجرد علمك بان اتباعه من صور المحبة اتبعته وحصل لك الحب ؟؟ .
لا ... الحب هو : مزيج دموع وأشواق وأذواق ومشاعر وأحاسيس تنازل القلب عند ذكر محبوبه فيهتز القلب وتدمع العين بدافع الشوق الذي يثمره الفؤاد ...
فإذا أكرمك الله بذلك فضع قدمك على قدم الاتباع ...... فإن الذي يدعي الحب ولا يتبع فهو كاذب في دعواه ! لأن من أحب أحداً أحب موافقته في كل شيء ..
فمعنى الحب ((ذوق في القلب يعقبه الاتباع)) ......
وسأبين بعض الأسباب التي يحب من أجلها الإنسان
منها :"الجمال .....والإنسان يحب لأجل الجمال ... فإذا كان الأمر كذلك ... فيا ليت شعري .... هل يوجد أحلى وأبهى وأحسن وأجمل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وواصف يقول :
((ما رأيت قبله ولا بعده مثله))!!! ...
وأجمل منك لم ترى قط عيني
وأجمل منك لم تلد النـــــساء
خلقت مبرءا من كل عـــــيب
كأنك قد خلـــــقت كما تشـاء
وقولهم : محمد أجمل الأكوان في نظري .... مهما تجملت الدنيا لرائيها ...
يا من أوتي من الحـــــسن أكمــله
وأوتي يوســــــف من ذلك شــطرا
لم تـــــصف الأســـــــــفار خلائقه
ولم تــــحوها كتباً ولا ســـــــــطرا
يهيم العاشق شوقاً عند سماعها
ويملي الكون أريجها عطـــــــــرا
ومنها :الإحسان ..والإنسان مجبول على محبة من أحسن إليه وكراهة من أبغضه وذمه .. فمن أعظم من سيدنا محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله أوصل إلينا النفع ؟ الأم الأب !!
نعم لهما حق علينا .. ولكن نفعهم لنا منقطع وغايته إلى الموت فإذا مت حملوك ووضعوك على القبر وحيداً فريداً وذهبوا وتركوك !! ويوم القيامة تخلو عنك !! بل جاء أن الأم تتمنى أن لها حقاً على ابنها كي تأخذه منه في ذلك اليوم وتنجى هي من النار ولا عليها بعد ذلك أينجو هو أم لا !! هذا غاية النفع ..
لكن واحد يبقى مشغولاً بشأنك ولا يهدأ له بال حتى تنجو من النار وتسعد .. هو حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم) ففي حياته تعب من أجلنا وفي مماته مشغولا بشأننا وداعياً لنا فمن أكثر منه أوصل إلينا النفع ؟ فإذا كان الأمر كذلك فما الذي يمنع القلوب عن محبته ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء والقلوب التي شحنت بحب الدنيا ... وإلا لما اتخذ العاقل لقلبه محبوباً غير الله ورسوله والعباد الصالحين ..
وهذه بعض الأسباب الموصلة إلى محبته صلى الله عليه وسلم أذكرها تتميماً للفائدة :
1- قراءة سيرته العطرة والكتب المشحونة بأخلاقه وفضله ومقامه والمنزلة التي أنزله الله إياها (ومن تأمل عظمة المرسل عرف عظمة الرسول) فبذلك يكتسب القلب المعرفة فتنشأ عنها المحبة .. إذ لا يتأتى للأنسان أن يحب قبل أن يعرف ..
2-اتباعه عليه الصلاة والسلام ..
3- كثرة الصلاة والسلام عليه .. لأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره .. ويكفينا في فضله صلاة الله على من يصلي عليه .. فهل يظن أنسان أن تبقى في صحيفته سيئة وقد صلى الله عليه ؟! وقد قالوا : يعدم المربون في آخر الزمان فلا يصير شيء يوصل إلى الله إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .. وهي تقوم مقام الشيخ .. كما يذكرون ...
فنسأل الله أن يكرمنا بمحبته واتباعه ورؤيته في المنام واليقظة والبرزخ ويوم القيامة وفي الجنة آمين ...
علمتني الحياة أن أتلقى ** كل ألوانها رضا وقبولا
فرأيت الرضا يخفف أثقالي**ويرخي علي المآسي سدولا
منقول للفائدة
|