11-09-10, 06:46 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ليلاس متألق |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2007 |
العضوية: |
54011 |
المشاركات: |
2,812 |
الجنس |
أنثى |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
65 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
زمن الحصاد
بسم الله الرحمن الرحيم
داعبت خيوط الشّمس صفحة السّماء، فأسفر الصّبح الجميل مُحَمِّدًا ومُهَلِّلاً في طيّه فيضٌ من النّسمات تنثر رقّة لتفيق أقوامًا من غيبوبة السّبات.
وعلى الأرض غصنٌ كبّر و مجّد، نظر السّماء تأمّلاً وخطا على الأرض تفكّرًا، تاهت جوانبه في بينها و بينها، لتشقّ زقزقة الطّيور خياله فيزفّ فوجًا من تسابيح تكلّل يقظه، ويسير بين أفياء الجنان مردّدًا: حمدًا لرحمان يجود بفضله.
حتّى انتهى لحديقة شيدت أساور حولها وبجبّها بذرٌ صغيرٌ عاهده.
موجٌ من الإشراق داعب وجهها، والكفّ يحمل قطرة من غيثه، فسقته ترجوه النّما.
قد عاهدته بـ تربةٍ و بـ ريّةٍ وكذا سنا، أَلِفَ استماع الأمنيات بصوتها، خاطت له قصص اللّقاء .. فتارةً تزهو بثوبٍ أحمرٍ كزهوه، وأخرى تتغشّى البياض لصفوه.
أضحى يلامس جوفه سيلاً من أطياب الشّعور.
يومًا ويومًا ينقضي .. والغصن ذات الغصن لم يقنط بَدَا، ليزيح ذاك العهد عن أكوامه بعض التّراب، ويمد كفّ صغيرة: أنّي هنا، فتسبّح الأخرى حمدًا وشكرًا وثناء: جدت بالخير يا ربّ فحمدًا ثمّ حمدًا.
يوم و يوم آخر .. والعهد يكبر بين أعينها قليلاً وقليل، وتواظب السّقيا له في دقّةٍ وعنايةٍ، حتّى أتى يوم الحصاد، فإذا العهود تفتّحت في بهجة ترنو لرؤية وجهها.
وهي على الأفياء ذاتها تمتطي ثوب العجل، ترجو لقاءً عاجلاً ليزمّ شوقًا قد تفتّق في خجل.
وصلت بكورًا وانحنت، لتردّ نفسًا إلى أنفاسها، ثمّ استوت.
فتألّمت، والدّمع منها غار أطراف المقل، الوجه فيها باهت، وكذا الشّفاه تطابقت مع بعضها في حسرة من هول ما هي قد رأت.
كفٌّ غليظٌ أسودٌ عاث الجمال بقبحه، قد ظل يقطف في النّما " أتحبّني؟! أتحبّه؟! "
فَــ هـَــــــــوَت.
لأرواحكم النماء
هذه أنا/ لِمَ السؤال؟
|
|
|