المنتدى :
الارشيف
بدون عنوان
-1-
فتح الباب خارجا من المكتبة التي كان يستذكر فيها مع أصدقائه استعداد للامتحانات النهائية صفعت البرودة القارصة وجهه ونفحته الرياح الشديدة وأسرع في الضباب إلى جراج السيارات حيث توجد سيارته ,لكن لابد له من قطع ثلاثة شوارع ليصل فقرر أن يلتف حول مبنى المكتبة الضخم ليختصر الطريق والوقت ,بدا يحث الخطى حتى ينجو من ويل هذا الطقس وما إن استدار حول المبنى حتى هدر الرعد بدمدمات متتالية ,وأضاء البرق السماء الضبابية بضوء قوي وخاطف,وتساقط المطر غزيرا وقويا ,فاخذ السيد الشاب يهرول مسرعا دون أن ينظر إلى ما تحت قدميه والماء يقطر من معطفه الجلدي,يجب أن يصل إلى الجراج قبل أن يغلق بسبب الطقس وإلا بقيت سيارته هناك إلى اليوم التالي؟...ثم آآآآه
ما هذا؟..ودمدم شاتما
لقد تعثر بشيء ما وسقط بقوة؟
ثم وقف على قدميه ليرى بماذا تعثر؟
ياللحيوان المسكين؟؟ سوف احمله معي...وقرر أن يمد يديه ليرفع ذلك الحيوان الخائف والذي كانت تنفسه الخائف يصل إلى أذنيه؟
-تعال ...لا تخف لن يصيبك مكروه..تعال وإلا غرقت
وما أن وقعت يداه عليه حتى انكمش مبتعدا أكثر!!
-حسن سأخرجك ..سأنقذك رغما عنك...ومد يديه في محاولة أخرى ولكن قبل أن تصل:...
اتركني .. اتركني ..صرخ ذلك المخلوق بوحشية من يدافع عن حماه,...فزع الشاب رعبا..وجمد في مكانه..صامتا..منتظرا..
عاد الصوت المنتحب مجددا:
-دهني وشاني...اذهب من هنا.
-من..من أنت؟
-ليس من شانك من أنا؟اتركني فحسب.
-لماذا أنت هنا في مثل هذا الطقس والوقت المتأخر؟
- قلت بأنه ليس من شانك؟
-قم يا فتى ...سأوصلك إلى المنزل قبل أن تقلق أمك عليك!!؟
-تعني رفاتها
-آسف..ولكن يجب أن تخرج فقد جمدت أطرافي..بسرعة..
ولم يسمع ردا سوى شهقات مكتومة..
حسنا...مد يديه وتحسس بها حتى امسك به وسحب ذلك الآدمي للخارج بقوة..وأوقفه على قدميه..و..بالله..ذلك الولد الصغير لم يكن سوى ...
فتاه...؟
يا للعجب!!كل التساؤلات والاستنتاجات البغيضة تبادرت إلى ذهنه بينما يحدق في ذلك الوجه المذعور؟؟من و كيف و لماذا وأين ووووو.....
هل ضلت الطريق إلى المنزل في الضباب..؟
أو هل من ذلك النوع من الفتيات الفاسقات
ربما تكون متورطة في قضية مخزية ,أو ماذا؟
طال وقوفه هناك ناظرا إليها متسائلا محتارا بينما هي تفكر..تفكر في ماذا؟؟؟يجب أن اهرب ..اجري بكل قوتي ما أن يفلت يدي...اجري ابعد مما استطيع...اعرف..انه يفكر في بتلك الطريقة المخيفة...نظراته ..أنها نظرات الذئاب الجائعة...يريد أن يفترسني ...هنا ..تحت المطر والصقيع ..في الضباب حيث لا احد يراني أو سيسمع صرخاتي المستغيثة...أوه
لماذا ارتجف بهذا الوضوح...سيعرف أني أموت رعبا...لا استطيع إيقاف فكيي وساقي عن الارتجاف...انه تفضحني...آه ..يارب ..يارب..أنت تراني
أبعده عني..لا تجعله يؤذيني..أرجوك...
-يجب أن تعودي إلى منزلك يا آنسة .
-........!!
-لماذا أنتي في الخارج؟أي شخص يراك سوف يسيء بك الظن
-......!!
-اخبريني بالعنوان وسوف أوصلك للمنزل؟؟اتفقنا
ثم امسكها ومشى بها...
إذن هذه هي خطته .
يتظاهر بمساعدتي ثم يفترسني ,يجب أن افعل شيئا !!
يجب أن اهرب...
انحنت نحو يده وعضتها بكل قوتها
آآآآه
حتى افلت يدها
وجرت كالمجنونة...ولكن ...انه يلحق بي..يجري خلفي ..انه يقترب..
بدا الخوف يشل ساقيها.. بدأت تفقد الإحساس بها,ولكن لابد من الفرار...
لا يبدو عليه التعب..يقترب بسرعة وسهولة
تحاول التركيز والجري بعيدا..أنها تتخبط الآن ..
تعثرت بكومة من الأسلاك المتشابكة
وسقطت على الأرض بشدة...
شبح مطاردها يقترب..
صرخت في محاولة يائسة...
-سااااعدووووني
ثم أخذت تنتحب في استسلام ..لقد وقعت...إنها تحت رحمته
لم تعد تستطيع الهرب بعد الآن
-ماذا تفعلين؟ومما تهربين؟؟
لكن هناك دوما حل أخير,بدأت تتوسل ..لحياتها ..
-لاتؤذيني أرجوك
لم أؤذي أحدا من قبل.. لم أؤذيك..دعني أعيش
لاتؤذيني
أرجوك
أرجوك؟!!!!
جلس القرفصاء ورفعها من يديها..نظر إليها مطولا..لم تفهم نظراته..
أخيرا تكلم هامسا:
-لم أكن لأؤذيك أبدا
كنت أحاول مساعدتك فقط...
مضت برهة من الصمت,لا يسمع فيها سوى المطر والريح
-أنتي ترتجفين ,فلندفئك
خلع معطفه والبسها إياه
-تعالي معي
مد يده إليها, ترددت قليلا ثم مدت يدها..مضت معه إلى حيث لا تعلم...شبحان يمشيان في الضباب والمطر..وفي رأس كل منهما مئات التساؤلات المعلقة؟؟؟؟؟.
البقية بعد اعرف آرائكم في اسلوبي
وارحب بالنقد الهادف
والف شكر مقدما
|